السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعده . وبعد
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعده . وبعد
دعاني للكتابة حول هذا الموضوع أهمية التعرف على هذا الخُلُق الذميم الذي أصبح منتشراً بين بعض شباب الدعوة ؛ حيث انبرى للنقد من لا يعرف آدابه ولايعرف ما هي الأمور المنتقدة والأسلوب الأمثل للنقد ؛ وإسداءً للنصيحة لكل من يقع في هذا الاتجاه الذميم ، ولأهمية بيان آثاره الوخيمة على الدعوة والدعاة ، ودفاعاً عن إخواني الدعاة والعلماء والمصلحين : أضع بين يدي إخواني الكرام هذا الموضوع راجياً من الله التوفيق والسداد .والله المستعان وعليه وحده التكلان.
تعريف النقد :
يأتي النقد في اللغة بمعنيين :
الأول : نقد الشيء بمعنى نقره ليختبره أو ليميز جيده من رديئه .
الثاني : إظهار العيب والمثالب ، وغمط الناس وبخسهم أشياءهم فيقال : فلان ينقد الناس : أي يعيبهم ويغتابهم .
الثاني : إظهار العيب والمثالب ، وغمط الناس وبخسهم أشياءهم فيقال : فلان ينقد الناس : أي يعيبهم ويغتابهم .
وأهل العلم قسموا النقد إلى قسمين على نحو ما ورد في اللغة .
فسموا أحدهما : النقد البنّاء ، وهو النقد الذي يقوّم به صاحبه الخطأ ، ويحاول إصلاحه .
وهو (واجب أو مستحب وهو الذي يحق الحق ، ويبطل الباطل ، ويهدف إلى الرشد) .
وهو (واجب أو مستحب وهو الذي يحق الحق ، ويبطل الباطل ، ويهدف إلى الرشد) .
وسموا الآخر : النقد الهادم (أو الهدام) . وهو (محرم أو مكروه وهو ما يكون لدفع الحق أو تحقيق العناد) .
وهذا فيه إظهار عيب الآخرين للنيل منهم وتشويه سمعتهم والطعن في نياتهم من غير حجة ولا برهان .ولا حول ولا قوة إلا بالله!!!!!!!!!
أهميه النقد البناء :
تكمن أهميته في عدة جوانب رئيسة ألخصها فيما يلي :
1- هو نوع من النصيحة تحقيقاً لقول رسول الله _صلى الله عليه وسلم : (الدين النصيحة : لله ولرسوله ، ولأئمة المسلمين ، وعامتهم)
.
2- هو كذلك نوع من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لقوله تعالى : ] كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ ))
.
2- هو كذلك نوع من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لقوله تعالى : ] كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ ))
3- وهو نوع من الجرح والتعديل ؛ ذلك العلم الذي اختصت به أمتنا المسلمة والذي حفظ الله به الدين من التحريف والغلو .
مظاهر النقد الهدام :
فإذا عرفنا أهمية النقد البناء ؛ فالمناقض له ذو سمات يلمسها المتابع وهي غير خافية على اللبيب ، ومن أهمها :
1- الجرح في شخصية من يوجه إليه النقد : كوصف بعض الدعاة بالميوعة أو عدم القدرة على نطق بعض الحروف العربية ؛ أو أن بضاعته في العلم مزجاة .
وهذا بعيد كل البعد عن التعرض للأخطاء من أجل تقويمها وتبيين الحق من الباطل ؛ مما يجعل الناقد مغرضاً وصاحب هوى . نسأل الله السلامة .
2- الجرح بلا دليل : فيتعرض بعضهم لجرح الآخرين من غير حجة ولا برهان ؛ وإنما للتشفي ، وليصبح النقد مهنة لذلك المنتقد في نقد المخالفين .
فالجرح في أي داعية أو عالم ، سواء أكان من أهل السنة أم من المبتدعة
دعوى تحتاج إلى مستند .
دعوى تحتاج إلى مستند .
ولله دُر القائل ::
والدعاوى إن لم يُقِمْ أصحابُها بيناتٍ ، فأصحابُها أدعياءُ
3- الاعتماد في النقد على حجة واهية :
إما لعدم التثبت ، أو لعدم عدالة الناقل ، أو لأنه يَهِمُ في خبره ، أو تحميل الكلام ما لا يحتمل ؛ وهذا ملحوظ والله المستعان .
إما لعدم التثبت ، أو لعدم عدالة الناقل ، أو لأنه يَهِمُ في خبره ، أو تحميل الكلام ما لا يحتمل ؛ وهذا ملحوظ والله المستعان .
4- تتبع العثرات ، وعدم الموازنة بين هفوة الداعية أو العالم وفضائله الكثيرة ، بل وغَمْر تلك الفضائل العظيمة من أجل زلة وقع بها .
(ومن مستندات المشنعين) الجراحين : تتبع العثرات وتلمس الزلات !!
فمن ذا الذي سلم من الخطأ غير أنبياء الله ورسله ؟
وكم لبعض المشاهير من العلماء من زلات لكنها مغتفرة بجانب ما هم عليه من الحق والهدى والخير ؟
ولو أخذ كل إنسان بهذا لما بقي معنا أحد !!!
فمن ذا الذي سلم من الخطأ غير أنبياء الله ورسله ؟
وكم لبعض المشاهير من العلماء من زلات لكنها مغتفرة بجانب ما هم عليه من الحق والهدى والخير ؟
ولو أخذ كل إنسان بهذا لما بقي معنا أحد !!!
5- الطعن في النيات والمقاصد : بدعوى أن مقصد ذلك الداعية خبيث والحكم عليه في نيته بالظن ؛ وهذا مسلك خطير ؛ فمعرفة ما في السرائر موكول إلى الله (سبحانه وتعالى) ، مثل أن يقال : يظهر السلفية ويبطن الصوفية ، أو أنه ذو نية خبيثة ، أو أنه صاحب فتنة ويريدها ، أو أنه عدو للسنة .
6- التندر على الدعاة في المجالس ، واستغلال أي فرصة للغمز والطعن بحجة بيان الحق وتعرية الباطل وأهله ؛ وهذا خُلق ذميم .
7- التهويل : في نقد بعض العلماء أو الدعاة ، ورميهم بالكذب أو البدعة ، أو أنهم أخطر من اليهود والنصارى .وإلى الله وحده المُشتكى!!!!
.
أسباب النقد :
أسباب النقد :
سأحاول الإيجاز في عرضها حتى تظهر للعيان ومن أهمها :
1- الغيرة : الغَيْرةُ بالفتح محمودة من أجل دين الله وحرماته ، لكنها قد تجر صاحبها إن لم يتحرز شيئاً فشيئاً حتى يقع في لحوم العلماء والدعاة من حيث لا يشعر .
وأما الغِيرَة بالكسر فهي مذمومة وهي قرينة الحسد والمقصود بها : هو كلام العلماء بعضهم في بعض.
2- الحسد : وهو يعمي ويصم ؛ ومنه التنافس للحصول على جاه أو مال أو القرب من شيخه أو كسب رضاه فقد يبغي على إخوانه بسبب ذلك .
3- الهوى : هو كل ما خالف الحق وللنفس فيه حظ ورغبة من الأقوال والأفعال والمقاصد ورغبة النفس في الوقوع في أعراض الآخرين .
وكان السلف يقولون :( احذروا من الناس صنفين : صاحب هوى قد فتنه هواه ،وصاحب دنيا أعمته دنياه) .
4- التقليد والتعصب : (قد يوجد رجل ينقد آخر لا بناءً على علم أو فهم أو دليل ، بل مجرد تقليد أعمى : سمع فلاناً ينقده أو ينتقصه أو يذمه فسار على أثره بغير هدى ولا برهان) وهذا التقليد المذموم كان المشركون يفعلونه وكانوا يقولون : ] إنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ [ [الزخرف : 22] .
5- التعالم : لقد كثر المتعالمون في عصرنا ، وأصبحت تجد شاباً حدثاً يتصدر لنقد العلماء ، وتفنيد آرائهم وتقويم قولهم ، وهذا أمر خطير ؛ فإن من أجهل الناس من يجهل قدر نفسه ويتعدى حدوده)
ولا يفوتنى أن ألفت النظر إلى الرسالة النفيسة للعلامة الفقيه "بكر أبو زيد"_نور الله قبره_ الموسومة ب(التعالم) فإنها فريدة ونفيسة جداً.
6- النفاق وكُرْهُ الحق : إن دسائس المنافقين والكارهين للحق من العلمانيين بشتى اتجاهاتهم من أقوى أسباب النقد .
فالإخوة الذين يتبعون أعداء الدعوة من حيث يشعرون أو لا يشعرون سيكونون فريسة سهلة فيما بعدُ لهم ، فإنهم قد أعانوا الأعداء على إخوانهم ؛ وهل سيتركهم الأعداء ؟ لن يتركوهم كما هو ملموس في الواقع .
فالإخوة الذين يتبعون أعداء الدعوة من حيث يشعرون أو لا يشعرون سيكونون فريسة سهلة فيما بعدُ لهم ، فإنهم قد أعانوا الأعداء على إخوانهم ؛ وهل سيتركهم الأعداء ؟ لن يتركوهم كما هو ملموس في الواقع .
7- سوء الظن : وهو حمل التصرفات ، قولاً وفعلاً ، على محامل السوء والشكوك وسوء الظن.
8- وقوع التفرق في الأمة : (وبهؤلاء المشنعين) آل أمر طلائع الأمة وشبابها إلى أوزاع وأشتات وفرق وأحزاب ، وركض وراء السراب ، وضياع في المنهجوالقدوة ، وما نجا من غمرتها إلا من صحبه التوفيق وعمر الإيمان قلبه . ولا حول ولا قوة إلا بالله[.
9- بُعد الأمة عن علمائها : إن تصنيف العالم الداعية وهو من أهل السنة ورميه بالنقائص : ناقض من نواقض الدعوة وإسهام في تقويضها ، ونكث الثقة ،وصرف الناس عن الخير ، وبذلك ينفتح السبيل للزائغين فضلاً عما في ذلك من السعي في الأرض بالفساد ؛ لأنه يوقع الشحناء والبغضاء في صفوف الدعوة الإسلامية ، ويعمل على تأخر النصر والتمكين للأمة .
والحمد لله رب العالمين
تعليق