إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التجريح والنقد الهدَام !!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التجريح والنقد الهدَام !!!

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعده . وبعد

    دعاني للكتابة حول هذا الموضوع أهمية التعرف على هذا الخُلُق الذميم الذي أصبح منتشراً بين بعض شباب الدعوة ؛ حيث انبرى للنقد من لا يعرف آدابه ولايعرف ما هي الأمور المنتقدة والأسلوب الأمثل للنقد ؛ وإسداءً للنصيحة لكل من يقع في هذا الاتجاه الذميم ، ولأهمية بيان آثاره الوخيمة على الدعوة والدعاة ، ودفاعاً عن إخواني الدعاة والعلماء والمصلحين : أضع بين يدي إخواني الكرام هذا الموضوع راجياً من الله التوفيق والسداد .والله المستعان وعليه وحده التكلان.

    تعريف النقد :

    يأتي النقد في اللغة بمعنيين :

    الأول : نقد الشيء بمعنى نقره ليختبره أو ليميز جيده من رديئه .
    الثاني : إظهار العيب والمثالب ، وغمط الناس وبخسهم أشياءهم فيقال : فلان ينقد الناس : أي يعيبهم ويغتابهم .

    وأهل العلم قسموا النقد إلى قسمين على نحو ما ورد في اللغة .

    فسموا أحدهما : النقد البنّاء ، وهو النقد الذي يقوّم به صاحبه الخطأ ، ويحاول إصلاحه .
    وهو (واجب أو مستحب وهو الذي يحق الحق ، ويبطل الباطل ، ويهدف إلى الرشد) .

    وسموا الآخر : النقد الهادم (أو الهدام) . وهو (محرم أو مكروه وهو ما يكون لدفع الحق أو تحقيق العناد) .

    وهذا فيه إظهار عيب الآخرين للنيل منهم وتشويه سمعتهم والطعن في نياتهم من غير حجة ولا برهان .ولا حول ولا قوة إلا بالله!!!!!!!!!

    أهميه النقد البناء :

    تكمن أهميته في عدة جوانب رئيسة ألخصها فيما يلي :

    1- هو نوع من النصيحة تحقيقاً لقول رسول الله _صلى الله عليه وسلم : (الدين النصيحة : لله ولرسوله ، ولأئمة المسلمين ، وعامتهم)
    .
    2- هو كذلك نوع من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لقوله تعالى : ] كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ ))

    3- وهو نوع من الجرح والتعديل ؛ ذلك العلم الذي اختصت به أمتنا المسلمة والذي حفظ الله به الدين من التحريف والغلو .

    مظاهر النقد الهدام :

    فإذا عرفنا أهمية النقد البناء ؛ فالمناقض له ذو سمات يلمسها المتابع وهي غير خافية على اللبيب ، ومن أهمها :

    1- الجرح في شخصية من يوجه إليه النقد : كوصف بعض الدعاة بالميوعة أو عدم القدرة على نطق بعض الحروف العربية ؛ أو أن بضاعته في العلم مزجاة .

    وهذا بعيد كل البعد عن التعرض للأخطاء من أجل تقويمها وتبيين الحق من الباطل ؛ مما يجعل الناقد مغرضاً وصاحب هوى . نسأل الله السلامة .

    2- الجرح بلا دليل : فيتعرض بعضهم لجرح الآخرين من غير حجة ولا برهان ؛ وإنما للتشفي ، وليصبح النقد مهنة لذلك المنتقد في نقد المخالفين .

    فالجرح في أي داعية أو عالم ، سواء أكان من أهل السنة أم من المبتدعة
    دعوى تحتاج إلى مستند .

    ولله دُر القائل ::

    والدعاوى إن لم يُقِمْ أصحابُها بيناتٍ ، فأصحابُها أدعياءُ

    3- الاعتماد في النقد على حجة واهية :
    إما لعدم التثبت ، أو لعدم عدالة الناقل ، أو لأنه يَهِمُ في خبره ، أو تحميل الكلام ما لا يحتمل ؛ وهذا ملحوظ والله المستعان .

    4- تتبع العثرات ، وعدم الموازنة بين هفوة الداعية أو العالم وفضائله الكثيرة ، بل وغَمْر تلك الفضائل العظيمة من أجل زلة وقع بها .

    (ومن مستندات المشنعين) الجراحين : تتبع العثرات وتلمس الزلات !!
    فمن ذا الذي سلم من الخطأ غير أنبياء الله ورسله ؟
    وكم لبعض المشاهير من العلماء من زلات لكنها مغتفرة بجانب ما هم عليه من الحق والهدى والخير ؟
    ولو أخذ كل إنسان بهذا لما بقي معنا أحد !!!

    5- الطعن في النيات والمقاصد : بدعوى أن مقصد ذلك الداعية خبيث والحكم عليه في نيته بالظن ؛ وهذا مسلك خطير ؛ فمعرفة ما في السرائر موكول إلى الله (سبحانه وتعالى) ، مثل أن يقال : يظهر السلفية ويبطن الصوفية ، أو أنه ذو نية خبيثة ، أو أنه صاحب فتنة ويريدها ، أو أنه عدو للسنة .

    6- التندر على الدعاة في المجالس ، واستغلال أي فرصة للغمز والطعن بحجة بيان الحق وتعرية الباطل وأهله ؛ وهذا خُلق ذميم .

    7- التهويل : في نقد بعض العلماء أو الدعاة ، ورميهم بالكذب أو البدعة ، أو أنهم أخطر من اليهود والنصارى .وإلى الله وحده المُشتكى!!!!

    .
    أسباب النقد :

    سأحاول الإيجاز في عرضها حتى تظهر للعيان ومن أهمها :

    1- الغيرة : الغَيْرةُ بالفتح محمودة من أجل دين الله وحرماته ، لكنها قد تجر صاحبها إن لم يتحرز شيئاً فشيئاً حتى يقع في لحوم العلماء والدعاة من حيث لا يشعر .

    وأما الغِيرَة بالكسر فهي مذمومة وهي قرينة الحسد والمقصود بها : هو كلام العلماء بعضهم في بعض.

    2- الحسد : وهو يعمي ويصم ؛ ومنه التنافس للحصول على جاه أو مال أو القرب من شيخه أو كسب رضاه فقد يبغي على إخوانه بسبب ذلك .

    3- الهوى : هو كل ما خالف الحق وللنفس فيه حظ ورغبة من الأقوال والأفعال والمقاصد ورغبة النفس في الوقوع في أعراض الآخرين .

    وكان السلف يقولون :( احذروا من الناس صنفين : صاحب هوى قد فتنه هواه ،وصاحب دنيا أعمته دنياه) .

    4- التقليد والتعصب : (قد يوجد رجل ينقد آخر لا بناءً على علم أو فهم أو دليل ، بل مجرد تقليد أعمى : سمع فلاناً ينقده أو ينتقصه أو يذمه فسار على أثره بغير هدى ولا برهان) وهذا التقليد المذموم كان المشركون يفعلونه وكانوا يقولون : ] إنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ [ [الزخرف : 22] .

    5- التعالم : لقد كثر المتعالمون في عصرنا ، وأصبحت تجد شاباً حدثاً يتصدر لنقد العلماء ، وتفنيد آرائهم وتقويم قولهم ، وهذا أمر خطير ؛ فإن من أجهل الناس من يجهل قدر نفسه ويتعدى حدوده)

    ولا يفوتنى أن ألفت النظر إلى الرسالة النفيسة للعلامة الفقيه "بكر أبو زيد"_نور الله قبره_ الموسومة ب(التعالم) فإنها فريدة ونفيسة جداً.

    6- النفاق وكُرْهُ الحق : إن دسائس المنافقين والكارهين للحق من العلمانيين بشتى اتجاهاتهم من أقوى أسباب النقد .
    فالإخوة الذين يتبعون أعداء الدعوة من حيث يشعرون أو لا يشعرون سيكونون فريسة سهلة فيما بعدُ لهم ، فإنهم قد أعانوا الأعداء على إخوانهم ؛ وهل سيتركهم الأعداء ؟ لن يتركوهم كما هو ملموس في الواقع .

    7- سوء الظن : وهو حمل التصرفات ، قولاً وفعلاً ، على محامل السوء والشكوك وسوء الظن.

    8- وقوع التفرق في الأمة : (وبهؤلاء المشنعين) آل أمر طلائع الأمة وشبابها إلى أوزاع وأشتات وفرق وأحزاب ، وركض وراء السراب ، وضياع في المنهجوالقدوة ، وما نجا من غمرتها إلا من صحبه التوفيق وعمر الإيمان قلبه . ولا حول ولا قوة إلا بالله[.

    9- بُعد الأمة عن علمائها : إن تصنيف العالم الداعية وهو من أهل السنة ورميه بالنقائص : ناقض من نواقض الدعوة وإسهام في تقويضها ، ونكث الثقة ،وصرف الناس عن الخير ، وبذلك ينفتح السبيل للزائغين فضلاً عما في ذلك من السعي في الأرض بالفساد ؛ لأنه يوقع الشحناء والبغضاء في صفوف الدعوة الإسلامية ، ويعمل على تأخر النصر والتمكين للأمة .

    والحمد لله رب العالمين

    يتبع إن شاء الله تعالى


    علاج النقد الهدام



    التعديل الأخير تم بواسطة أم عبد الرحمن .; الساعة 24-01-2014, 10:17 PM. سبب آخر: تنسيق الخط لتعم الفائدة ، بارك الله في جهدكم وعملكم .
    تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
    ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
    لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
    فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
    سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
    _______________________________
    ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
    __________________________________
    نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
    أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

  • #2
    رد: التجريح والنقد الهدَام !!!

    بارك اللهم فيكم
    اللهم جنب علماءالامة ما يهدمها من تقد هدام
    أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ

    تعليق


    • #3
      رد: التجريح والنقد الهدَام !!!

      موضوع رائع
      جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
      واثابكم الجنـة
      قال رسول الله صل الله عليه وسلم من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة


      تعليق


      • #4
        رد: التجريح والنقد الهدَام !!!

        فعلا والله قد تكلمتم فيما كثر اليوم والله المستعان
        نتابع ان شاء الله ذلك
        وجزاكم الله خيرا
        اللّهُمَّ أَرضِنِي .. وَارْضَ عَنِّي
        اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات

        القرآن كلام الله .. خطاب الملك..القرآن عزيز .. مطلوب وليس طالب
        إذا تركته تركك .. وإذا ذهبت عنه ذهب

        تعليق


        • #5
          رد: التجريح والنقد الهدَام !!!

          حياكم الله ..

          جزاكن الله خيراً أخواتنا الفاضلات على مروركم الطيب.

          يُتبع إن شاء الله تعالى
          تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
          ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
          لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
          فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
          سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
          _______________________________
          ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
          __________________________________
          نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
          أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

          تعليق


          • #6
            رد: التجريح والنقد الهدَام !!!

            بوركتم

            حَسبُنا الله سَيُؤتِينا الله مِن فضْلِه إنّا إلَى الله رَآغِبُونْ

            تعليق


            • #7
              رد: التجريح والنقد الهدَام !!!

              جزاكم الله خيراً
              نسألكم الدعاء
              اذكر الله ^_^


              تعليق


              • #8
                رد: التجريح والنقد الهدَام !!!

                بارك الله فيكم
                ونفع بكم



                تعليق


                • #9
                  رد: التجريح والنقد الهدَام !!!

                  حياكم الله.

                  جزاكما الله خيراً أختانا الكريمتين"المؤمنة بالله وأسماء" على المرور الطيب.

                  أحسن الله إليكم أخونا الكريم "أحمد" كتب الله الإيمان فى قلبك .

                  يُتبع إن شاء الله
                  تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
                  ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
                  لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
                  فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
                  سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
                  _______________________________
                  ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
                  __________________________________
                  نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
                  أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

                  تعليق


                  • #10
                    رد: التجريح والنقد الهدَام !!!

                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعده . وبعد.

                    نستكمل إن شاء الله هذا الموضوع الهام والله وحده المستعان وعليه التكلان.

                    علاج النقد الهدام :

                    يمكن علاج هذه النزعة التي يحاول بعضهم إثارتها وادعاء التعالم بواسطتها بانتشار الأخلاق الإسلامية في نفوس أهل هذه الفئة _وياليتهم يسمعون_ومن ذلك :

                    1- تذكر الخوف من الله وضرورة حفظ اللسان :

                    قال رسول الله : (الربا اثنان وسبعون باباً ، أدناها مثل إتيان الرجل أمه ، وإن أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه ) .

                    2- التجرد في النقد : وعدم الغيرة والحسد والهوى وعدم سوء الظن ، فالغيرة تهلك صاحبها وتجعله في همّ وغم ؛ لأنه يحسد الآخرين ويغار منهم .
                    قال : رسول الله : ( ... لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ،ولا تباغضوا ، ولا تدابروا)

                    وأما الهوى فيضل الإنسان عن الحق وإن كان يعرف ذلك ، فإذا صار الهوى هو القائد والدافع صار أصحابه شيعاً يتعصب كل واحد لرأيه ، ويعادي من خالفه ولو كان الحق معه واضحاً ؛ لأن الحق ليس مطلوبه .

                    والأصل في المسلم حسن الظن به -قال (تعالى) : ( يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا ) [الحجرات : 12]
                    (فأمرالله عز وجل باجتناب كثير من الظن ؛ لأن بعض هذا الكثير إثم ) .
                    وفي حادثة الإفك دروس ينبغي لكل مسلم أن يعيها فقوله (تعالى) ( لَوْلا إذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ المُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إفْكٌ مُّبِينٌ ) [النور : 12] .

                    فكما أنه يحسن الظن بنفسه فعليه أن يحسن الظن بإخوانه .
                    ثم وعظنا الله (تعالى) بقوله ( يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) [النور : 17] . وفي هذا تحذير أي تحذير لمن يفقه ذلك والله المستعان .

                    3- لا بد من الموازنه بين فضائل المنتقَد ومساوئه والحكم على الغالب :

                    هذا هو هدي النبي_صلى الله عليه وسلم_ الذى قال في أسارى بدر : (لو كان المطعم بن عدي حياً ثم كلمني في هؤلاء لتركتهم له) ، فيظهر من هذا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يذكر محاسن المشركين .
                    وهذا هدي السلف الصالح من بعده : قال سعيد بن المسيب : (ليس من عالم ولا شريف ولا ذي فضل إلا وفيه عيب ؛ ولكن إن كان فضله أكثر من نقصه ذهبنقصه لفضله ؛ كما أن من غلب عليه نقصانه ذهب فضله) .
                    وقال ابن القيم : (فلو كان كل من أخطأ أو غلط تُرِكَ جملةً ، وأُهدرت محاسنه لفسدت العلوم والصناعات والحكم وتعطلت معالمها) .
                    وقال الذهبي : (ولو أن كل من أخطأ في اجتهاده مع صحة إيمانه وتوخيه لاتباع الحق أهدرناه وبدّعناه لقل من يسلم من الأئمة معنا ، رحم الله الجميع بمنه وكرمه)

                    والكلام فى هذا يطول لكن يكفى ما أشرت إليه من هذه القاعدة العظيمة من قواعد السلف والتى تنقض عُرى أدعياء السلفية الذين ينسفون الناس بألسنة حداد ونفوس غاضبة متشنجة ولا حول ولا قوة إلا بالله !!!!


                    4- الشعور بالولاء لمن تنتقده :

                    عندما نوجه أي انتقاد لأي داعيه أو عالم ؛ لبيان الخطأ أو الزلة التي وقع فيها فعلينا ألا نُفرِطَ في الأمر حتى يصبح الكلام فيه حديث المجالس ، وكذلك لا نبغضه بغضاً أشد من أعداء الإسلام المعادين له ؛ لأن أصل الولاء ما زال بيننا وبينه !!

                    قال ابن تيمية_قدَس الله روحه_ : (ويعلم أن الرجل الواحد تكون له حسنات وسيئات ، فيحمد ويذم ، ويثاب ويعاقب ، ويحب من وجه ويبغض من وجه ؛ وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة)

                    5- الاشتغال بأخطائنا نحن :

                    ولله دُر القائل
                    يا واعظ الناس قد أصبحت متهماً إن عبت منهم أموراً أنت تأتيها
                    وأعظم الإثم بعد الشرك نعلمه في كل نفس عماها عن مساويها
                    عرفتها بعيوب الناس تبصرها منهم ولا تبصر العيب الذي فيها

                    ووالله لو تتبعنا أخطاء هؤلاء ((المداخلة)) العلمية لأشويناهم من الرد وفى هذه الحال لا يلومون إلا أنفسهم فعلى نفسها جنت براقش !!!

                    وبالفعل بفضل الله كان لى موضوع من سنين على الموضوع هذا رابطه

                    على رسلكم يا دعاة التجريح!!!!


                    6- عدم التهويل في الأمور الخلافية التي يسوغ فيها الاجتهاد :

                    فقد تكون الأمور التي ينتقد عليها بعض الدعاة أو العلماء أمور اجتهادية يسوغ فيها الخلاف ، وقد يكون الخلاف فيها قد حصل عند السلف فيأتي بعضهم مُهوّلاً أن فلاناً قد خالف في المسألة الفلانية ، وأن هذا خلل في المنهج وانحراف عنه ؛ وليس الأمر كذلك ؛ فلا ينبغي أن تجرنا الخصومة إلى هذا الحد ؛ بل لا بد من الترفق بإخواننا ؛ فإن المخالفة تسوغ في الفروع وفي الأمور الظنية .فلنفرق بين ما يسوغ فيه الخلاف وما لا يسوغ ولنتعلم أولاً ثم نرد , وإذا رددنا فلنتعلم أدب الرد على المخالف!!

                    7- الأدب مع العلماء ، والرجوع إليهم ، ووضع الثقة فيهم :

                    فالكثير من العلماء يثنون على شخص أو هيئة أو جماعة لما علموا من حالهم فترى هؤلاء الجراحين لا يقبلون منهم ذلك ، ويقبلون ممن هم أقل منهم علماً ودراية ؛ فلا بد أولاً إذاً من التأدب مع العلماء في كل الأحوال مع احترام آرائهم والثقة في علمهم .

                    وأختم كلامى هذا بنصيحة عامة لمن ابتلي بالجراحين :

                    استمسكْ بما أنت عليه من الحق المبين من أنوار الوحيين الشريفين وسلوك جادة السلف الصالحين ، ولا يثيرنك تهييج المرجفين وتباين أقوالهم فيك فتزل عن وقارك فتضل .
                    لا تبتئس بما يقولون ، ولا تحزن لما يفعلون ، وخذ بوصية الله سبحانه لعبده
                    ونبيه نوح (عليه السلام) (( وَأُوحِيَ إلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ )) (هود : 36) .
                    ولا يثنينك هذا (الإرجاف) عن موقفك الحق وأنت داع إلى الله على بصيرة ؛فالثباتَ الثباتَ متوكلاً على مولاك ؛ والله يتولى الصالحين .
                    ليكن في سيرتك وسريرتك من النقاء والصفاء والشفقة على الخلق ما يحملك على استيعاب الآخرين ، وكظم الغيظ والإعراض عن عرض من وقع فيك ، ولا تشغل نفسك بذكره ، واحتسب ذلك عند الله .
                    وأنت بهذا كأنما تسفّ الظالم المَلّ ؛ والأمور مرهونة بحقائها ، ((فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً )) الرعد : 17]

                    والحمد لله رب العلمين
                    التعديل الأخير تم بواسطة أم عبد الرحمن .; الساعة 24-01-2014, 10:20 PM. سبب آخر: تنسيق الخط لتعم الفائدة ، بارك الله في جهدكم وعملكم .
                    تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
                    ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
                    لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
                    فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
                    سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
                    _______________________________
                    ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
                    __________________________________
                    نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
                    أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

                    تعليق


                    • #11
                      رد: التجريح والنقد الهدَام !!!

                      جزاكم الله خيرا

                      تعليق


                      • #12
                        رد: التجريح والنقد الهدَام !!!

                        حياكم الله

                        وجزاكم ربى خيراً مثله أختنا الكريمة "نداء الجنة" .

                        الله المستعان
                        تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
                        ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
                        لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
                        فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
                        سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
                        _______________________________
                        ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
                        __________________________________
                        نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
                        أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

                        تعليق


                        • #13
                          رد: التجريح والنقد الهدَام !!!

                          جزاكم الله خيرا
                          يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
                          احبكم في الله
                          لا إله إلا الله والحمد الله والله اكبر
                          الحمد الله على جميع نعم الله سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم


                          تعليق


                          • #14
                            رد: التجريح والنقد الهدَام !!!

                            وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                            جزاكم الله خيرًا ونفع الله بكم
                            استغُفِركَ ربّي مِن كُل نية سيئة جَالت في صُدورنا
                            ومِن كُل عًمل سئ تَضيقُ به قبورنًا




                            تعليق


                            • #15
                              رد: التجريح والنقد الهدَام !!!

                              بارك الله فيكم وجعلنا الله واياكم من البنائين وليس الهدامين

                              اسئلكم الدعاء ﻻخي بالشفاء العاجل وان يمده الله بالصحة والعمر الطويل والعمل الصالح

                              تعليق

                              يعمل...
                              X