السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حكم تفجير الكنائس وقتل النصارى
(مدعم بفتاوى من بعض رؤوس الجهاد)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن وسائل حفظ الدين تشريع الجهاد تمكينا للدين ودرءًا للعدوان وحماية للاعتقاد قال تعالى : { وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ } ، { وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا } .
ولتعلموا رحمكم الله
أن الجهاد في سبيل الله في جميع أحواله يدور بين حماية الإسلام وتعريف الناس بالدين الحق وفوق ذلك – ولا تعجبوا - حماية الشرائع التي سبقت الإسلام يهودية كانت أو نصرانية وهذا الجهاد هو ما يكون تحت راية ولي الأمر المسلم لا راية أفراد يروعون الأبرياء ويقتلون المستأمنين ويخرجون على الحكام -
فقد جاء في الصحيح من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاماً. رواه البخاري،
وعند النسائي وغيره من حديث أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قتل معاهداً في غير كنهه حرم الله عليه الجنة.
قال في شرح سنن أبي داود: والمعاهد من كان بينك وبينه عهد وأكثر ما يطلق في الحديث على أهل الذمة وقد يطلق على غيرهم من الكفار إذا صولحوا على ترك الحرب مدة ما. انتهى.
وفي سنن أبي داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا من ظلم معاهداً أو انتقضه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة.
فماذا نسمي ما حدث في العراق ؟
قرأت كما قرأتم
وأعلن تنظيم القاعدة في العراق الذي يطلق على نفسه اسم دولة العراق الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم "على وكرٍ نجسٍ من أوكار الشرك التي طالما اتخذها نصارى العراق مقرا لمحاربة دين الإسلام."
ووجه التنظيم في بيان بثته وكالة الأنباء الفرنسية تهديدا إلى الكنيسة القبطية المصرية وأمهلها 48 ساعة للإفراج عن مسلمات معتقلات داخل أديرة في مصر. انتهى
والسؤال الذي يدور في ذهني الآن :
منذ متى ساهم تفجير الكنائس في نصرة الدين ؟
وهل كان سببا يوما في نشر الإسلام ؟
منذ أيام قرأت كما قرأ بعضكم ....
رجل يدخل إلى مقهى في ديالى بحزام ناسف والمقهى يرتاده المشايخ وكبار السن على الأغلب.....والحصيلة 25 قتيل وعشرات الجرحى...............
حتى لو افترضنا جدلا ان جميع المتواجدون كانوا رافضة...فهؤلاء الكثير منهم من عموم الرافضة فهم ليسوا كرؤوس الكفر من أهل العمائم....والتعامل معهم يختلف...فقسم منهم يعذر لجهله وقسم آخر عنده نوع من الموانع.....ثم هؤلاء مدنيون وليسوا عساكر........
والله لا يوجد في تاريخ الاسلام من القرن الأول إلى الرابع عشر من أفتى باستحلال دماء الناس بهذا الشكل...لقد قرأت الكثيييييير من كتب العقائد والسياسة الشرعية ......فما وقفت على أي طائفة من العلماء(عدا الأزارقة) الذين يرخصون الدماء مثل ما فعله (البعض) من رجال القاعدة (إن كانوا هم الفاعلون) ولو كانوا أمريكيون لقلنا جهاد ولكن شتان شتان ...
ولله در من قال:
ولو كان سهما واحدا لاتقيته.... ولكنه سهم وثان وثالث
وحتى لا يتهمني أحد أنني أحابي الأمريكان أو أمن الدولة (فلم أنوِ دخول الانتخابات بعد) فهذه فتاوى للمقدسي والطرطوسي والزرقاوي (وهم من رؤوس ورموز الفكر الجهادي ) يستنكرون فيها مهاجمة الكنائس ولا يجيزون قتل أهلها.
وسأكتفي الآن بوضع هذه الفتاوى من باب التذكير حتى تكون كل أعمالنا منضبطة بضوابط الشرع .
أولاً : أبو بصير الطرطوسي .
فقد قال الطرطوسي في لقاء له على السبيل : رداً على سؤال : (( وكيف تنظرون إلى الهجوم على الكنائس وتفجيرها )) ؟(( لا يجوز قصد الكنائس بسوء لكونها دور عبادة للنصارى، إلا إذا تحولت هذه الكنائس إلى قلاع وحصون عسكرية للعدو، أو إلى سجون سرية لفتن المسلمين والمسلمات وتعذيبهم وصدهم عن دينهم، فحينئذٍ تفقد هذه الكنائس صفتها ووظيفتها الدينية، كما تفقد حصانتها، وتُصبح كأي بناء أو مكانٍ يتترس به العدو))
ثانياً : أبو محمد المقدسي .
فقد قال المقدسي لجريدة السبيل الأردنية رداً على سؤال مماثل (( لا أؤيد مثل هذه الأعمال وأنكرها؛ لأن الكنائس ليست ساحات معارك))
قال أيضاً في لقائه الشهير مع قناة الجزيرة :
(( ....بل والكنائس أنا حذرت حتى من تفجير الكنائس ، وقلت : لا مصلحة للإسلام والمسلمين في هذا الأمر كان ثمة مكان عبادة إيش مصلحة الإسلام من تفجير كنيسة؟ إيش مصلحته الكنيسة يدخلها الصبي والطفل والإنسان المسالم؟ إيش تريد في تفجير الكنيسة؟ ماذا يستفيد الإسلام من تفجير الكنائس؟
ثالثاً : أبو مصعب الزرقاوي يرحمه الله .
وقال في رده على مقابلة المقدسي في الجزيرة :
(( سابعًا: قال الشيخُ حفظه الله: إنه لا يرى تفجير الكنائس وقتل المدنيين.
أقول: لا أدري من أين يأخذ الشيخ حفظه الله أخباره، ومن أين يتلقى معلوماته؟ مع العلم أنا قد صرحنا في شريط (وعاد أحفاد ابن العلقمي) بأننا لم نستهدف النصارى وغيرهم من المدنيين، ومما قلناه هناك:
(وفي أَرض الرَّافدين طوائفُ عدة، كالصَّابئة، واليزيدييِّن عبدة الشَّيطان، والكَلْدانيين، والآشوريين، ما مددنا أَيدينا بسوء إليهم، ولا صوبنا سهامنا نحوهم، مع أنَّها طوائف لا تَمُتُّ إلى الإسلام بصلة، ولكن لَمْ يظهر لنا أَنَّها شاركت الصَّليبيين في قتالهم للمجاهدين، ولَمْ تلعب الدَّور الخَسيس الذي لعبه الرَّافضة)). انتهى
والله لا أدري ما أقول
وسأترك الحكم لكل عاقل يخشى الله ليحكم على ما يحدث بنفسه
ثم أدعو الله
أن يبرم لهذه الأمة أمر رشد
يعز فيه أهل الطاعة
ويهدي فيه أهل المعصية
ويحكم فيه بأمره.
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
وفقكم الله
تعليق