إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قواعد في فن قراءة الكتب..تنفع طلاب العلم والدعاة والجميع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قواعد في فن قراءة الكتب..تنفع طلاب العلم والدعاة والجميع

    بسم الله الرحمن الرحيم




    هذا موضوع جميل قرأته وفعلا كان مفيدا ونافعا


    لذا أحببت ان يستفيد منه غيري


    خصوصا ان الجميع يحتاجونه



    "وخير جليس في الزمان كتاب"



    وكثير منا تستهويه الكتب لكن لا يجد وقتا للقراءة


    أو يبدأ يقرأ ثم سرعان ماينقطع لذا كان من الضروري


    طرح موضوع كهذا


    لكن سأقسم المحاضرة على مشاركات لكي لا يعجز أحد عن قرائتها والإستفادة منها




    40 قاعدة


    في قراءة الكتب و الاستفادة منها



    محاضرة ألقاها فضيلة الشيخ

    رضا أحمد صمدي




    بسم الله الرحمن الرحيم

    الراغبين فيما ينفع حالهم في الدنيا والآخرة:
    إذا كان قد تقرر عندهم أن العلم هو أول وأوحد وأفضل طريق لصحة العمل فإننا نقول: إن أول وأوحد طريقة للعلم الصحيح هو الانتفاع بالكتاب، وإثمار القراءة الصحيحة من هذا الكتاب؛ لأن العلم يُتَلقَّى عن طريقين:
    إما عن أفواه الأشياخ؛ بمساكنة العلماء، والتَّلَقِي عند رُكَبِهِم "ألفاظهم، وكلماتهم".
    وإما بقراءتها وحفظها من بين ثنايا المتون والسطور عبر الكواغد والكتب.
    فهذه الطريقة الثانية تُعَدُّ بحق نصف العلم، إن لم تكن أكثر من ذلك..
    وخاصةً: في هذا العصر الذي قلَّ فيه الشيوخ، ونَدُرَ فيه العلماء،
    بل وعزَّت فيه الأزمنة التي نستطيع فيها أن نتلقى عن العلماء.


    في الزمان البعيد..
    كانت وسيلة الطلبة والمُتَعَلِّمين في طلب العلم أنهم يزاملون،
    ويجالسون شيوخهم، وأئمتهم، ومدرسيهم السنين الطُّوَال،
    ولربما لازم شيخًا في النحو خمس سنين، أو في التفسير عشراً،
    أو في الأصول عشراً..

    كل ذلك حتى يتَلقَّى عنه رحيق كل هذه العلوم،
    ويرضع منه لُبَانَ العلم ارتضاعاً.
    ولكن :
    الآن متى نوفِّر لأنفسنا أوقاتاً كأوقات أولئك الأقوام الذين كانوا
    يجلسون مع شيخهم من بعد الفجر إلى الضحى، ثم يتريضون
    ببعض النوافل في المسجد، ثم يستأنفون القراءة والعلم حتى
    الزوال، ثم يصلون الظهر، ثم يكملون القراءة والحفظ على شيخهم من الظهر إلى العصر، وهلمَّ جرا.. حتى يأتي المغيب.

    مَنْ الذي يَفْرَغ الآن إلى هذا الوقت؟
    أو إلى هذه الهمة التي تقتضي صبراً وجَلَداً شديديين؟
    حتى رُوِيَ أن الإمام مالك خاطت له أمه في قميصه؛ أي:
    في لِبَاسِه،
    خاطت له مَخَدَّة؛ لطول جلوسه أمام الشيوخ.

    وطبعاً الإنسان، يعني: زمان طالب العلم كان لا يجلس كمجلسنا هذا ساعة،
    ثم يذهب إلى بيته، لا؛ كان يقعد المجلس مثلاً يقرأ على شيخه كتاباً، ربما طال هذا المجلس حتى استمر ثلاث ساعات، أو أربع ساعات، أو خمس ساعات.

    ويُرْوَى أن "الحافظ بن حجر" قرأ كتاب "مُعجم الطبراني الصغير"
    على شيخه ما بين الظهر والعصر، يعني: قُرابة الثلاث ساعات وهو في قراءة مستمرة سريعة على شيخه حتى يفرغ من قراءة
    هذا الكتاب عليه، وَنَوَالِ السند والإِجَازة منه.

    فمَنْ الذي يستطيع أن يوفِّر لنفسه هذا الوقت؟

    ولو وُجِدَ الشيخ المُتَفَرِّغ لا يوجد التلميذ،
    ولو وُجِدَ التلميذ المتفرغ لا يوجد الشيخ المتفرغ؛
    لأن الناس الآن قد عافستهم الحياة والمدنية،
    وفرضت عليهم من أمور السعي،
    وطلب الرزق والكدح ما يحول بينهم وبين التفرغ التام لطلب العلم،
    بل إنك تجد حتى أساتذة الجامعات الذين فُرِّغوا للتعليم،
    أو المُعيدين الذين فُرِّغوا للتعلم لا تجد منهم من تعلو همته،
    ويستطيع أن يجلس الساعات ذوات العدد في مجالس العلم، أو بين المُدَرَّجات.

    الطالب الآن يجلس في المُدَرِّج في المحاضرة،
    إذا المُحاضِر أطال على "ساعة ونصف" يشتكي ويتذمر،
    ويوصف هذا المدرس بالتطويل!
    اللّهُمَّ أَرضِنِي .. وَارْضَ عَنِّي
    اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات

    القرآن كلام الله .. خطاب الملك..القرآن عزيز .. مطلوب وليس طالب
    إذا تركته تركك .. وإذا ذهبت عنه ذهب

  • #2
    رد: قواعد في فن قراءة الكتب..تنفع طلاب العلم والدعاة والجميع

    جزاكم الله خيرا كثيرا ...
    ارى انه ان شاء الرحمن موضوع قيم ...
    متابعة معكم ان شاء الرحمن ونفع الله بكم
    " حَسبُنا الله سَيُؤتِينا الله مِن فضْلِه إنّا إلَى الله رَآغِبُونَ"
    يقول عن هذه الآية الشيخ / صآلح المغآمسي ..إنها دُعــآء المُعجِزات، ويقول: والله متى ما دعوت الله بصدق وكنت في مأزق إلا وجاء الفرج من حيث لا أعلم،، وقال ابن باز رحمه الله: مادعوت بهذا الدعاء بعد التشهد الأخير. في أمر عسير إلا تيسّر

    تعليق


    • #3
      رد: قواعد في فن قراءة الكتب..تنفع طلاب العلم والدعاة والجميع

      لذلك: الآن لا يوجد من المناهج، أو من المدرسين، أو من التلاميذ من يستطيع
      أن يُنَفِّذ ويُطبِّق منهج السلف الشاق في طلب العلم.
      إذن:

      ستبقى قضية قراءة الكتاب هي الوسيلة الوحيدة الذاتية الشخصية التي منها
      يستطيع الإنسان تحصيل العلم، وتوفير الحصيلة الثقافية والعلمية المطلوبة، فإذا
      كانت هذه الوسيلة ولا تزال وستزال هي الوسيلة الكبيرة، أو الوحيدة في
      تحصيل أكبر قدر ممكن من المعلومات بالنسبة للإنسان فإننا لابد أن نترقى،
      وأن نتطور في قراءة الكتاب، وفي تناول هذه القضية؛ بحيث نمارسها بطريقة
      علمية؛ نقرأ بطريقة علمية..

      ومن هنا:

      كانت محاضرتنا "أربعون قاعدة في قراءة الكتب والاستفادة منها".

      تكلمنا قَبْلُ في "أربعون قاعدة في استغلال الأجازة الصيفية"..

      أن الوقت الطويل الذي أمام كثير من الشباب والطلبة أعظم ما يُمكن أن
      يُستَغَل فيه قراءة الكتاب.

      ولكن للأسف كثير منَّا جَرَّب قراءة الكتب، ولكنه يُحِس مع طول الأمد،
      وطول الزمان، أنه لم يحصل شيئاً، وما ذلك إلا لأنه لم يضع لنفسه منهجاً
      مستمراً صارماً، ولم يبنِ دراسته وقراءته على طريقة علمية.
      وهذا الأمر جربناه منذ زمان؛ عندما كان الإنسان لا يقرأ بطريقة علمية، ولا
      يُحصِّل بطريقة علمية.

      فمثلاً: جرَّبتُ أنا وقرأت مرة في خلال أسبوع، قرأت كتاب "اقتضاء الصراط
      المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم" للإمام ابن تيمية، جَرَّبتُ أن أقرأه، وقرأته
      فعلاً، ولكن لم تكن قراءتي لهذا الكتاب بطريقة علمية، لذلك هذا الكتاب
      الآن لو سألتني فيه على ضَوْء القراءة السابقة لا يمكن أن أجيبك بشيء عنه،
      ولكن لمَّا بنيتُ قراءته على طريقة علمية حصَّل الإنسان معلومات وفوائد
      أخرى سنتكلم عنها في سياق كلامنا...

      القاعدة الأولى:

      أولى هذه القواعد، قواعد الاستفادة من قراءة الكتب:

      أن تعلم أيها الرشيد النبيل الأريب! أن قراءة الكتاب فوق كونه خير أنيس
      وجليس -وهذا لابد أن يكون في قرارة نفسك- أن القراءة مُؤانَسة ومُجالَسة
      لمن غابوا عنك، ولم تستطع أن تتقرَّب إليهم؛ أنت تحب "أحمد بن حنبل"،
      وتحب "الحافظ ابن حجر"، وَوُدُّكَ لو رأيت "عبد الوهاب بن واسع"، أو
      غيرهم من أئمة السلف، ولا تستطيع أن تنظر إليهم، أو أن تتكلَّم معهم،
      فالوسيلة للمؤانسة معهم ومجالستهم هو:

      أن تقرأ عنهم في تَرَاجُمِهِم، أو أن تقرأ كلماتهم وعباراتهم وألفاظهم.

      لذلك: فوق كَوْنِ الكتاب خير أنيس وجليس لطالب العلم، ولطالب المعرفة،
      فوق ذلك يجب أن تعلم أن القراءة عبادة وطاعة ومجاهدة..

      وهذا هو المُمَيِّز أو الفارق بين من يطلب العلم للعلم، أو لأجل أي غرض
      آخر، أو بدون أي غرض أصلاً، وبين من يقوم بالقراءة ويتعلم لأجل أن يطيع
      الله تبارك وتعالى.

      وهذه الشريعة الإسلامية أشارت في نصوصها إلى فضل القراءة
      والعلم والتعلم، بل ساق الله U القراءة والكتابة والقلم مَساقَ
      المِنَّة على عباده؛ لينبههم إلى فضل هذه الأمور؛

      ﴿ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ﴾ [القلم: 1].

      فأقسم بالقلم، وأقسم بما يُكتب به القلم، وهي السطور، أي: العلوم.

      وقال U في أول ما نزل من الوحي المُطَهَّر في السماء الدنيا،
      وعلى الأرض:
      ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ [العلق: 1].

      وامْتَنَّ الله على عباده بأن عَلَّمَهُم ما لم يعلموا: ﴿الرَّحْمَنُ % عَلَّمَ الْقُرْآنَ % خَلَقَ الإِنْسَانَ % عَلَّمَهُ البَيَانَ [الرحمن: 1: 4].

      والبيان لا يَحْسُن إلا بالقراءة.

      لذلك: لمَّا جبريل قال للرسول r: "اقرأ"، قال: ما أنا بقارئ.
      "ما أنا بقارئ" ليس معناها: أنا لا أريد أقرأ، لا؛ "ما أنا بقارئ" أي:
      لست ممن يجيد القراءة ؛ لأنني لم أتعلم.

      فمفهوم اللفظ من الرسول r أن البيان والقراءة لا تَحْسُنُ إلا بالتَّعَلُّم..

      لذلك: لابد أن يُدرِك الإنسان أن قضية القراءة صَوْبَ كونها أمر يُمدُّك بمدد
      وعون نفسانِيٍّ يساعدك على تَحمَّل تَبِعات ومشاق هذه الحياة فوق ذلك:

      هو أيضاً عبادة، بل هو قبل ذلك -إن صح التعبير- عبادة وطاعة ومجاهدة.
      عبادة: كما سيأتي تقتضي النية.

      وطاعة: لأنك تتقرب بها إلى الله U؛ لتناول الأجر والثواب.

      ومجاهدة: لأنها تحتاج إلى صبر، ومجالدة كما سيأتي..
      اللّهُمَّ أَرضِنِي .. وَارْضَ عَنِّي
      اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات

      القرآن كلام الله .. خطاب الملك..القرآن عزيز .. مطلوب وليس طالب
      إذا تركته تركك .. وإذا ذهبت عنه ذهب

      تعليق


      • #4
        رد: قواعد في فن قراءة الكتب..تنفع طلاب العلم والدعاة والجميع

        يتبع غدا باذن الله مع القاعدة الثانية
        اللّهُمَّ أَرضِنِي .. وَارْضَ عَنِّي
        اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات

        القرآن كلام الله .. خطاب الملك..القرآن عزيز .. مطلوب وليس طالب
        إذا تركته تركك .. وإذا ذهبت عنه ذهب

        تعليق


        • #5
          رد: قواعد في فن قراءة الكتب..تنفع طلاب العلم والدعاة والجميع

          جزاكى الله خيرا ونفع الله بك

          تعليق


          • #6
            رد: قواعد في فن قراءة الكتب..تنفع طلاب العلم والدعاة والجميع

            القاعدة الثانية:
            الانتصاب لقراءة الكتاب، استحضار النية، وإنشاؤها، وإصلاحها، ومراقبتها.
            إنشاء النية: إذا كانت معدومة عندك، فكثير من الناس يقرأ بدون نية؛ يقرأ مثلاً: يفتح "نزهة النظر"، ثم يقرأ..
            ماذا نويت أخي! أيها الأريب! يا طالب العلم! يا من تريد النجاة في هذه الدنيا والآخرة! ماذا نويت قبل أن تقرأ هذا الكتاب؟
            وقِسْ على ذلك كل الأفعال، لكن سياق كلامنا عن "القراءة"؛ أي كتاب تقرأه حتى ولو كان صغيراً؟ ماذا نويت؟ وماذا تريد وتنوي من قراءتك لهذا الكتاب؟
            هذا في حق عديم النية، لابد أن ينشئها؛ أي: أن يوجِدَها من العدم، ليس عنده نية لابد أن ينشئ نية.
            وإذا كان عنده نية، لكن هذه النية مدخولة، فلابد عليه من إصلاحها.
            يقرأ الكتاب، لكنه للأسف تختلط عليه نية الطاعة والعبادة والإخلاص، بنية حب الظهور والتفاخر..
            فلابد من إصلاح هذه النية؛ بأن يُخَلِّصها من هذه الشوائب.
            إذًا: أنا قلت إنشاء النية في حق عديم النية، إنسان ليس عنده نيَّة أصلاً ينشئها من عدم. طيب: واحد عنده نيَّة، لكن نية مدخولة؛ توجد عنده نيَّة القراءة لله، لكن بجانبها نية أخرى:
            أنه يقرأ من أجل أن يفاخر مثلاً، فلابد أن يُصلِح النية هذه، لابد من إصلاح هذه النية؛ بأن يُنَقِّيها من هذه الشوائب..
            طيب: إنسان مَنَّ الله عليه بأن أنشأ نية وأصلحها من تلك الدواخل ومن تلك الشوائب، ولكنه تَرِدُ عليه العوارض، فلابد من مراقبة هذه النية..
            لذلك: نحن قلنا:
            إنشاء النية وإصلاحها ومراقبتها؛ لأن أثناء القراءة، يقرأ الكتاب مثلاً بعد أن نوى نية صالحة، وتأتي عليه مسألة مثلاً صعبة، فَيَمُنُّ الله عليه بفهمها، فيفتخر بنفسه، ويقول:
            أنه فَهِمَ مسألة لو عُرِضَت على الشيخ "الألباني" نفسه كان سيظل يفكر فيها..
            فانظر إلى النية، النية هنا دخل فيها شيء من الشوائب التي تنال من صحتها، فلابد من مراقبة هذه النية، ومدافعة كل دواخل الشيطان التي تَرِدُ وتَعْرِضُ عليك أثناء القراءة.
            لذلك نقول: راقب النية أثناء قراءتك للجمل والعبارات.
            تعلمت من عبارة، أو من جملة معنى من المعاني، أو فائدة من الفوائد تقول:
            ماذا أنوي، وماذا سأستفيد من هذه الجملة؟ من هذه العبارة؟

            لابد أن يكون لك موقف مع كل فائدة تستفيدها من الكتابة.
            طبعاً هذه الأمور قد تصعب عليك في بداية الطلب، أو القراءة، لكن مع المجاهدة ومع استمرار استحضار النية سَيُيَسِّر الله u عليك هذا الأمر.
            اللّهُمَّ أَرضِنِي .. وَارْضَ عَنِّي
            اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات

            القرآن كلام الله .. خطاب الملك..القرآن عزيز .. مطلوب وليس طالب
            إذا تركته تركك .. وإذا ذهبت عنه ذهب

            تعليق


            • #7
              رد: قواعد في فن قراءة الكتب..تنفع طلاب العلم والدعاة والجميع

              القاعدة الثالثة:
              النَّهَمُ في قراءة الكتاب أو الكتب.
              ما معنى النهم؟ النهم في قراءة الكتب؟
              الشَّرَاهة، الشَّرَه.
              النهم في قراءة الكتب: لابد أن تُولِّد في نفسك هذه الحاجة، وهذا الجوع حتى تستطيع أن تستفيد من الكتاب؛ لأن الذي يترك لنفسه عواهنها في قراءة الكتاب فإنه سيتمادى مع كسله، ومع فتوره، ولن يُحاسِب نفسه في أي كتاب يقرأه، سواءً قرأ الكتاب في "شهر" في "شهرين" في "سنة".
              هناك بعض الإخوة أعطي له كتاب يقرأه مثلاً يمكث معه "أسبوع، أسبوعين" أسأله أأنتهيت؟
              لا ليس بعد..
              هذا دليل على إن نَهَم القراءة عنده ضعيف، أو لِنَقُل:
              أن عنده حالة تَشَبُّع، أو لِنَقُل: أنه ليس لديه أصلاً رغبة في القراءة.
              لكن في حق طالب العلم، وفي حق من يريد الاستفادة، وتحصيل المعلومة، لابد أن يُولِّد هذا الجوع، لابد أن يولد هذا الجوع في تحصيل العلم، وإلا فإنه لن يستطيع أن يتدارك الأوقات في تحصيل القراءات والكتب.
              كيف يُولِّد هذا النهم؟
              الأصل أنك تُولد النهم والشره في قراءة الكتاب أو الكتب، كيف تولد هذا النهم؟
              تُولِّد هذا النهم بالمنافسة؛ بأن تستحضر معنى المنافسة بينك وبين المؤمنين، بين القراء.
              تجد أن فلان مثلاً: قرأ هذا الكتاب في "أسبوع" فتتنافس وتعمل على قراءته مثلاً في "يومين"، وهذه المنافسة بتصحيح النية فيها تكون من صميم العبادة، والله u قد ساق في القرآن ثلاثة ألفاظ تدل على هذا المعنى فقال:
              ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ﴾ [آل عمران: 132].
              وقال: ﴿سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ﴾ [الحديد: 21].
              وقال: ﴿وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾ [المطففين: 26].
              والمنافسة تقتضي أن الإنسان لابد أن يكون في قلبه حب للسَبْق، وحب للوصول إلى الأمر قبل الآخرين.
              الأمر الثاني لتوليد النهم: التَّحسُّر على فوات المعلومة؛ تتحسر أنك بدون نهمك وجوعك وشرهك في قراءة هذا الكتاب لا تُحصُّل ما يعلمه الآخرون..
              تعلم أن فلان مثلاً قرأ هذا الكتاب، فعنده هذه المعلومة، وأنت خُلْوٌ منها، تَحَسُّركَ على فوات هذه المعلومة منك..
              لِنَضْرِبَ مثلاً بالعلوم الشرعية:
              لِنَقُل: أن فلان مثلاً مَنَّ الله u عليه، وقرأ تفسير "ابن كثير" كله، فأنت تتحسر على نفسك أن فلان فَهِمَ كلام الله u بينما أنت تحفظ القرآن، ولا تستطيع أن تفهم أي آية من الآيات..
              لكن: واحد قرأ تفسير كامل فاستطاع أن يفهم كلام الله u فتتحسَّر على نفسك من فوات فَهْمِ كلام الله u عنك.
              الوسيلة الثالثة في توليد النهم: لَحْظِ الهدف باستمرار:
              أنت في بداية طلب العلم، لابد أن تضع لنفسك هدفاً واضحاً، أو غايات واضحة صريحة تسعى إليها.
              أهم هذه الغايات: إرضاء الله u والنجاة، ودخول الجنة.
              ومن هذه الغايات: كفاية المسلمين في هذا العلم، أو في هذا الباب.
              فبالتالي لو قلنا مثلاً: أنك وضعت لنفسك غاية عند قراءتك للتفسير أن تكون مُفسِّراً يلجأ إليك الناس في شرح وبيان مراد الله u، يَقْبُحُ بك أن يغيب عن ذهنك هذا الخاطر؛ لأنك إذا وضعت هذه الغاية، وهذا الهدف في عقلك وخاطرك باستمرار فإنه سيظل يُلِحُّ عليك، ويُولِّد في قلبك الرغبة في تحصيل أكبر قدر ممكن من المعلومات المُتعلِّقة بالهدف لتصل إليه، بخلاف لو غاب هذا الهدف عنك.
              إنسان مثلاً يطلب العلم ليس لأنه يَسُدُّ فرض كفاية..
              ومعنى أنه يسد فرض كفاية: أن يسقط بطلبه للعلم هذا الإثم عن الآخرين، ومتى يسقط الإثم على الآخرين؟
              إذا سدَّ مَسَدَّ هذا الفرض، فنحن نقول مثلاً:
              تَعَلُّم العلوم الشرعية أو غير العلوم الشرعية فرض كفاية، إذا قام به البعض قياماً كافياً سقط الإثم عن الباقين، فلان تصدر لدراسة الفقه لإفتاء الناس، فمتى يكفي الناس ويسقط الإثم عن الآخرين؟
              إذا وصل في هذا العلم، في "الفقه" مثلاً، أو في التفسير إلى مقام يكفي فيه الناس، ولا يحتاجون فيه إلى غيره، ومتى يصل الإنسان إلى هذا المستوى إلا إذا أفنى أعماراً مديدة في تحصيل العلم، ومتى يمكنه أن يصل إلى هذا المستوى ما لم يَلْحظْ هذا الهدف، ويجعله بمثابة الدافع الذي يدفعه، بل يجره جراً إلى التحصيل والقراءة.
              لكن إنسان يقرأ بلا هدف، اقرأ تفسير ابن كثير، اقرأ تفسير السعدي إلى آخره..
              هو يقرأ، لكن ليس له هدف، فليست له مدة معينة يسعى إلى تحصيل معلومة فيها، ويتوانى، ويَتَمهَّل في أمره.
              وبالتالي لا يمكن أن يُحَصِّل شيئاً من المعلومات المُعْتَبَرة التي تفيده، أو تصل به إلى المستوى المطلوب.
              الوسيلة الرابعة: هذا في حق الكَسَالى:
              الرياضة والتعود.
              ما معنى الرياضة ؟ يعني تمرينات رياضية؟
              الرياضة ترويض النفس، وتعويدها وإدخالها في معمعة هذا الأمر؛ حتى تعتاده، ويصير جِراها ودَيْدَنها، فتكون طبيعة في الإنسان، لا يلقى مشقة من فعلها..
              كثير من الناس يأنف القراءة، أو ليس عنده صبر وجلد على القراءة، هذا أمر وارد، لكن طالب العلم وطالب المعرفة ما دام قد وطَّن نفسه على هذا الغرض فلابد أن يسعى إلى تعويد نفسه على هذا الأمر، وكم رأينا من أُناس ما كانوا يطيقون رؤية الكتاب، ولا القراءة فيه، ولكن مع تعويد أنفسهم على القراءة، وملازمة القراءة، والصبر عليها، صارت القراءة في حقهم كالماء والهواء؛ لا يستطيعون أن يعيشوا، أو أن يبقوا يوماً دون أن يقرؤوا، وكان هناك بعض طلبة العلم فرض على نفسه "مائتي" صفحة يقرأها في اليوم، لا يجيز لنفسه أن ينام إلا بعد أن يقرأها..
              والإنسان مع التَّعوُّد بهذه الطريقة سيستطيع -وبمعونة من الله u- أن يستمر على هذا الأمر، ولكن كما قال العلماء : «على قدر المئونة تأتي المعونة»، المئونة التي هي فعل العبد.
              فلابد من العبد أن يُظهر؛ أن يُرِيَ الله من نفسه إرادةً حتى يعينه الله.
              « على قدر المئونة تأتي المعونة »، ((إذا تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً)).
              إذًا: لابد من بدء العبد بالفعل.
              الوسيلة الخامسة: المراوحة.
              وهذا في حق المثابرين والمجتهدين، فإن القراءة، والنهم فيها قد يُولِّد في الإنسان مَلَلاً وسئماً، وقد يقطع عليه الطريق؛ كما ورد في الحديث:
              ((فإن المُنْبتَّ لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى)).
              فلا يجوز لإنسان أن يجعل وقته كله في القراءة، وهذا نهم صحيح وهذا مطلوب، ولكن النَّهم الشديد قد يحول بينه وبين الاستمرار في المستقبل..
              فلابد من المراوحة، يعني: التَّرُوُّح، يعني: أن يُرَوِّح عن نفسه؛ حتى يستمر في المستقبل بنفس الدرجة المطلوبة من النهم، والشره.
              اللّهُمَّ أَرضِنِي .. وَارْضَ عَنِّي
              اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات

              القرآن كلام الله .. خطاب الملك..القرآن عزيز .. مطلوب وليس طالب
              إذا تركته تركك .. وإذا ذهبت عنه ذهب

              تعليق


              • #8
                رد: قواعد في فن قراءة الكتب..تنفع طلاب العلم والدعاة والجميع

                جزاكم الله خيراً ونفع بكم
                القمم .. لأهل الهمم ، ومن هجر الرقاد سبق العباد

                ----
                من نذر نفسه لخدمة دين الله سيعيش متعبًا ولكن سيحيا كبيرًا؛
                فالحياة في سبيل الله أصعب من الموت في سبيل الله .
                ________

                خاب وخسر من أبتعد عن خدمة دين الله .






                تعليق

                يعمل...
                X