إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

"حِكايةُ حَـرفٍ "

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "حِكايةُ حَـرفٍ "


    السَّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه ..


    لنبدأ رِحلتَنا سَوِيًّا مع الحُرُوفِ ،
    فنتعرَّف على حُرُوفِ الهِجاءِ ، حُرُوفِ القُرآن .

    ولِكُلٍّ حَرفٍ معنا حِكايةٌ ، نعيشُ فيها مع :
    مَخْرَجِهِ + صِفاتِهِ + حالاتِهِ + الأخطاءِ الشَّائِعةِ عند النُّطقِ بِهِ .

    يقولُ الشَّيخُ الخَرْقانِيُّ :

    زِنِ الحَرفَ لا تُخرِجْهُ عن حَدِّ وَزْنِهِ ... فَوَزْنُ حُرُوفِ الذِّكْرِ مِن أفْضَلِ البِرِّ

    سيكونُ الأصلُ عندنا في هذا البَرنامج هو وَزن الحُروف .
    سنتعلَّمُ كيف ننطِقُ الحَرفَ في كُلِّ حالاتِهِ .
    سنتعلَّمُ كيف نُطَبِّقُ الصِّفاتِ ، وكيف نتعلَّمُ الأخطاءَ
    مِنَ الأخطاءِ الشَّائِعةِ ونُصَحِّحُها .

    عَدَدُ حُرُوفِ الهِجاءِ : 29 حرفًا .

    يقولُ الإمامُ ابنُ الجَزَرِيِّ :


    فأَلِفُ الجَوْفِ وأُخْتَاهَا وهِي .. حُرُوفُ مَدٍّ للهَوَاءِ تنتهِي

    أَلِفُ المَدِّ وأُختاها ؛ اليَاءُ والوَاو المَدِّيَّات .

    كيف أعرِفُ أنَّ هذه ألِفٌ مَدِّيَّة ، وهذه واو مَدِّيَّة ، وهذه ياء مَدِّيَّة ؟
    الألِفُ لا يكونُ إلَّا مَدًّا ؛ لأنَّه لا بُدَّ أن يكونَ ما قبلَه مفتوحًا .
    الواو المسبوقة بضَمٍّ ، ولا بُدَّ أن تكونَ ساكنةً .
    اليَاءُ الساكنة ، وما قبلَها مكسورٌ .

    إذًا ، شرطُ حَرفِ المَدِّ أن تكونَ قبلَه حَركةٌ مُجانِسةٌ ؛
    يعني حَركة مِن جِنْسِ الحَرف .
    الألِفُ مِن جِنْسِهِ الفَتحة ،
    واليَاءُ مِن جِنْسِها الكَسْرة ،
    والواو مِن جِنْسِها الضَّمَّة .

    = مَخْرَجُ حُرُوفِ المَدِّ =

    مَخرَجُها مَخرجٌ مُقَدَّرٌ ؛ بمعنى أنَّ العُلَماءَ لم يستطيعوا حَصْرَه بشكلٍ دقيقٍ ،
    فقالوا : مُقَدَّرٌ ؛ يعني تقديريٌّ .

    مِن أين تخرُجُ حُرُوفُ المَدِّ الثلاثة ؛ الألِف والواو واليَاء ؟
    تَخرُجُ مِنَ الجَوْفِ .

    أين هو الجَوْفُ ؟
    حَدَّدَه العُلَماءُ بخَلاءِ الحَلْقِ والفَم ؛ المساحةُ الفارغةُ داخل الحَلْق وداخِل الفَم .
    لأنَّهم لم يستطيعوا أن يَحصروا بالضبط مِن أين تَخرُجُ حُرُوفُ المَدِّ .

    وهل يَخرُجُ مِن هذا المَخرج أحرُفٌ أخرى غير حُرُوفِ المَدِّ ؟
    نعم ، الحَركاتُ بناتُ حُرُوفِ المَدِّ ؛ فالفَتحةُ بنتُ الألِف ،
    والضَّمَّةُ بنتُ الواو ، والكَسْرةُ بنتُ اليَاءِ .

    إذًا ، مَخرجُ حُرُوفِ المَدِّ هو مَخرجُ الحُرُوفِ ومَخرجُ الحَركاتِ الثلاثةِ .


    = هل لحُرُوفِ المَدِّ صِفاتٌ ؟ =

    لا ، الرَّاجِحُ أنَّه ليس لها صِفاتٌ .

    لماذا ؟
    لأنَّنا لكَي نُحَدِّدَ صِفةً ، لا بُدَّ أن نُحَدِّدَ مَخرجًا ،
    والمَخرجُ عندنا غيرُ مُحَدَّدٍ بشكلٍ دقيقٍ ، فلا تُوجَدُ صِفاتٌ .


    = كيف أتعامَلُ مع حُرُوفِ المَدِّ ؟
    هل أمدُّ أيِّ وَقتٍ وأمدُّ أيَّ حَرفٍ ؟


    لا ، حُرُوفُ المَدِّ لها ضَوابِطُ في المَدِّ .

    = إذا لم يَكُن بعد حَرفِ المَدِّ هَمزةٌ ولا سُكون - لأنَّ سَبَبَ المَدِّ
    أو سببَ طُول المَدِّ هو الهَمزة والسُّكون
    - تُمَدُّ مَدًّا طبيعيًّا .
    الألِفُ تُمَدُّ حَركتين ، والواو حركتين ، والياءُ حركتين .

    وهذه الأحرُفُ الثلاثة جُمِعَت في كلمةٍ في القُرآن ، وهِيَ : (( نُوحِيهَا )) .
    ( نُو ) ---> نُون مضمومة بعدها واو [ واو ساكنة قبلها مضموم ] .
    ( حِيـ ) ---> حَاء مكسورة بعدها ياء [ ياء ساكنة قبلها كَسْر ] .
    ( ـهَا ) ---> هاء مفتوحة بعدها ألِف [ ألِف ساكنة قبلها فَتح ] .

    طالما وُجِدَ ألِف ، فلا بُدَّ أن يكونَ ما قبلَه مفتوحًا ،
    لا يُمكنُ أن يكونَ ما قبله مضمومًا أو مكسورًا أو ساكنًا .


    = كيف نقيسُ هذه الحَركاتِ ؟

    إمَّا بالمُشافَهَةِ ؛ بأن تقرأ على شيخٍ مُتقنٍ مُتَّصِلٌ سَنَدُهُ بالنبيِّ
    عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ ، ويقولُ لكَ : هذا الوَزنُ مضبوط . أو نقيسُها .
    قَدَّرَ العُلَماءُ الحَركةَ بمِقدار قَبْض الأصبع ( حركة ) أو فَتحه .
    أو نَعُدُّها ( واحد ، اثنان ، ... ) .

    = إذا كان سَبَب المَدِّ هَمزة ، سنَمُدُّ أربعَ حَركاتٍ ،
    بشَرطِ أن تكونَ الهَمزةُ وحَرفُ المَدِّ في كلمةٍ واحدةٍ ،
    مِثل : (( السَّمَاء )) .

    إذا اتَّصَلَت الهَمزةُ بالكلمةِ ، فلا يَقِلُّ المَدُّ عن أربع حَركاتٍ ..
    هذا عند الإمام حَفْص .

    إذا انفصَلَت الهَمزةُ - جاء حَرفُ المَدِّ في آخِر الكلمةِ والهَمزةُ في أوَّل الكلمةِ
    التي تليها - لنا أن نمدَّ حركتين أو أربع . مِثال : (( يَا أَيُّهَا )) .

    = إذا جاء بعد حَرفِ المَدِّ حَرفٌ ساكنٌ أو حَرفٌ مُشَدَّدٌ ،
    لا بُدَّ أن يكونَ المَدُّ سِتَّ حَركاتٍ ،
    بشَرطِ أن يكونَ في كلمةٍ واحدةٍ . وقد يأتي في حَرف .

    مِثال في حَرف : (( الم )) : حَرف ( ل ) / لام ، إذا تَهَجَّيْتُه : ( لام ألِف ميم ) .
    لام مفتوحة - ألِف مَدِّيَّة - ميم ساكنة ؛ لأنَّ الحَرفَ مبنيٌّ على السُّكون .
    الْتَقَى الألِفُ المَدِّيَّة والميمُ الساكنةُ ، نمدُّ سِتَّ حَركاتٍ .
    لا يَقِلُّ المَدُّ عن سِتِّ حَركاتٍ ولا يَزيد .

    ( م ) / ميم : ياء مَدِّيَّة قبلها مكسورٌ ، وبعدها ميم ساكنة ،
    حَرفٌ مبنيٌّ على السُّكون .

    مِثال في كلمةٍ : (( ءَآلْآنَ )) ، هِجاءُ الكلمةِ : هَمزة ألِف ، وبعده لام ساكنة .
    حَرفُ المَدِّ جاء بعده سُكونٌ ، اسمُه : مَدٌّ لازِمٌ ؛ نَمُدُّ سِتَّ حركاتٍ .
    لا نَعُدُّ بسُرعة ولا نَعُدُّ ببُطء .
    ضابِطُها الأصليُّ : التَّلَقِّي بالمُشافَهَةِ . لكنْ لو قُمتَ بالعَدِّ على أصابِعِكَ ،
    تَعُدُّ بشكلٍ لا هو سريعٌ ولا هو بطيءٌ .


    = الأخطاءُ الشَّائِعةُ في حُرُوفِ المَدِّ الثلاثةِ والحَركاتِ =

    1- تركيبُ غُنَّةٍ في حَرفِ المَدِّ أو الحَركةِ . مِثال : في كلمةِ (( السَّمَاء )) .

    2- ترعيدٌ لحَرفِ المَدِّ . وتَرعيدُ الصَّوتِ معناه أنَّنا نُضيفُ ألِفات أو ياءات
    أو واوات ( حُرُوفَ مَدٍّ ) أثناء التَّرعيد .
    والمَدُّ لا بُدَّ أن يَخرُجَ صريحًا ، لا كأنَّكَ مُرتعِدٌ أو كأنَّكَ ترتعِشُ .
    مِثال للتَّرعيد : (( السَّمَااااااااء )) .

    3- الاختلاسُ مِن زمن الحَركاتِ ( الفَتحة ، والضَّمَّة ، والكَسْرة ) ،
    في مِثل قولِهِ تعالى : (( يَعِدُكُمُ )) - (( يَعِظُكُمُ )) .

    4- إنقاصُ حَرفِ المَدِّ في مَواضِع كثيرةٍ يُغيِّرُ المعنى .
    مِثل : (( وقُلْنَ يَا آدَمُ )) ، هذا الكلامُ على جَمْعٍ مِنَ النِّساءِ .
    لكنَّ الكلامَ مِن رَبِّ العِزَّةِ ؛ الألِفُ بعد النُّون تدُلُّ على العَظمةِ ، نُون العَظَمةِ .
    فنقولُ : (( وَقُلْنَا )) لا (( وَقُلْنَ )) .

    5- أزمِنةُ المُدُودِ : مَن قلَّلَ في العَدَدِ أو زاد فيه ، فقد وقع في خطأ .
    وهذا يُعتَبَرُ لَحنًا خَفِيًّا لا جَلِيًّا .
    وجَلِيٌّ : يعني واضِح ، وخَفِيٌّ : يعني خطأٌ يَعرفه المُتَخَصِّصون .

    لسَماع هذه المَادَّة بتفصيلٍ أكثر : [ هُنا ] .



    يتبع
    التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 30-11-2014, 08:03 PM. سبب آخر: تكبير الخط

  • #2
    رد: "حِكايةُ حَـرفٍ "

    [ 2 ] حَرفُ الهَمزةِ ..

    = مَخرَجُها =


    قال العُلَماءُ إنَّ الهَمزةَ هِيَ أثقلُ حَرفٍ من حُرُوفِ الهِجاءِ ؛
    لأنَّ مَخرجَها بعيدٌ عن مُنتهَى الكلام ، وهو الفَم .

    تخرُجُ الهَمزةُ مِن أقصَى الحَلْقِ .

    يقولُ الشيخُ :
    ثُمَّ لأَقصَى الحَلْقِ هَمْزٌ هَاءُ


    وأقصَى الحَلْقِ : أبْعَدُهُ عن الفَم .


    = صَفاتُ الهَمْزَة =

    للهَمزةِ خَمْسُ صِفاتٍ ، وهِيَ :


    1- الجَهْرُ : يعني انحباسُ النَّفَس ؛ بمعنى أنَّني عندما أُمَكِّن لمَخرجِها
    ينقطِعُ النَّفَس ، فلا يَخرُج هَواءٌ مع الهَمزة .


    2- الشِّدَّةُ :
    ومعناها انقطاعُ الصَّوتِ .


    والجَهْرُ والشِّدَّة هُما الصِّفتان المُميّزتان اللتان تُظهِران الهَمزة مِن الحَرف
    الذي معها في المَخرج .


    3- الاسْتِفَالُ :
    بمعنى أنَّ الهَمزةَ حَرفٌ مُرَقَّقٌ ، حَرفٌ ضعيفٌ ، لكنْ ليس ضعيفًا جِدًّا .


    4- الانْفِتَاحُ :
    بمعنى أنَّ اللِّسانَ لا يلتصِقُ بسَقفِ الحَنَكِ الأعلى ،
    ونقومُ بعَمل انْفِتاح ما بين الفَكَّيْن .


    5- الإصْمَاتُ :
    وهِيَ صِفةٌ معنويَّةٌ ؛ يعني لا تجتمِع كلمةٌ في اللُّغةِ العَربيَّةِ
    مِن أربعةِ حُرُوفٍ أو أكثر وتكون كُلُّ حُرُوفِها مِن حُرُوفِ الإصماتِ .
    مِن ضِمنِها : الهَمْزة . وهِيَ صِفةٌ معنويَّةٌ تقولُ إنَّ هذا الحَرفَ قَويٌّ .



    الجَهْرُ = صِفةُ قُوَّة

    الشِّدَّةُ = صِفةُ قُوَّة
    الاسْتِفَالُ = صِفةُ ضَعف
    الانْفِتَاحُ = صِفةُ ضَعف
    الإصْمَاتُ = صِفةُ قَوَّة

    عندنا ثلاث صِفات قُوَّة ، وصِفتا ضَعف ، وفيهم صِفةٌ معنويَّةٌ ؛
    يعني لا نُحَقِّقُها في القِراءةِ .


    إذًا ، الهَمزةُ مُتوسِّطة ، لا هِيَ قويَّة ، ولا هِيَ ضعيفة ، هِيَ بين القُوَّةِ والضَّعفِ .

    = أشكالُ الهَمزةِ في القُرآن =

    للهَمزةِ أشكالٌ كثيرةٌ في القُرآن ؛ إمَّا أن تُرسَمَ على ألِف ، أو تحت ألِف ،
    أو تُرسَمَ على واو ، أو تُرسَمَ على ياء ، أو تُرسَمَ على السَّطر .


    = حالاتُ الهَمْزة =


    للهَمزةِ أربعُ حالاتٍ فقط في القُرآن ،
    وكُلُّ الحُرُوفِ الهِجائيَّةِ - ما عدا الهَمزة - لها سبعُ حالاتٍ .
    وحالاتُ الهَمزة هِيَ :

    1- ساكنة : عندما نأتي بها ( ننطِقُها ) ساكنة ،
    نُضيفُ قبلَها حَرفًا مُتحرِّكًا .. [ أَأْ ] .

    2- مُتحرِّكَة بفَتح : [ أَ ] .
    3- مُتحرِّكَة بضَمٍّ : [ أُ ] .
    4- مُتحرِّكَة بكَسْر : [ إِ ] .

    الحالاتُ التي جاءت في الحُرُوفِ الأخرى ولم تأتِ في الهَمزة هِيَ : التَّشديد .

    الهَمزة لا تقبل التَّشديد .
    ولمَعرفةِ مَخرج أيِّ حَرفٍ نُسكِّنُه ، ونُضيفُ قبلَه حَرفًا مُتحرِّكًا .


    = لَطيفةٌ عن الهَمزة =


    الإمامُ أبو بكر بن عيَّاش ( هو الإمامُ شُعْبَة ) - وهو الرَّاوي الأوَّل للإمام عاصِم -
    له كلامٌ جميلٌ جِدًّا ،يقولُ :
    ‹‹ كان إمامُنا يَهْمِزُ ( مُؤْصَدَة ) ، فكُنتُ أشتهي
    أن أسُدَّ أُذُنَيَّ عند سماعِها ››
    .


    وهناك كلامٌ جميلٌ جِدًّا للإمام السَّخَاويِّ في السَّخَاوِيَّةِ عن الهَمزة :


    لا تَحسَب التَّجويدَ مَدًّا مُفرِطًا ... أو مَدَّ ما لا مَدَّ فيهِ لِوَانِ

    أو أن تُشَدِّدَ بعد مَدٍّ هَمزةً ... أو أن تلُوكَ الحَرفَ كالسَّكرانِ
    أو أن تَفُوهَ بهَمزةٍ مُتَهَوِّعًا ... فيَفِرُّ سامِعُها مِنَ الغَثَيَانِ
    للحَرفِ مِيزانٌ فلا تَكُ طاغِيًا ... فيهِ ولا تَكُ مُخْسِرَ المِيزانِ


    = الأخطاءُ الشَّائِعةُ في الهَمْزَة =


    1- تفخيمُ الهَمزةِ المُرَقَّقَة : الهَمْزَةُ في القُرآنِ كُلِّهِ حَرفٌ مُرَقَّقٌ لا يقبَل التَّفخِيمَ .

    مِثال : (( الرَّحْمَن )) .

    هُناك خطأٌ يقعُ فيه البَعضُ ؛ وهو أنَّه يُريدُ أن يُخلِّصَ بين الهَمزة المُرقَّقَةِ
    والرَّاءِ المُشَدَّدةِ المُفَخَّمَةِ ، فيُوَلِّد حَرفَ مَدٍّ .

    مِثال : (( آلرَّحْمَن )) .

    2- إمالةُ حَركةِ الهَمْز لتخليصِها : مِثل : (( الرَّحْمَن )) .

    الهَمزة مُتحرِّكة بالفَتح ، والفَتحةُ يتناسَبُ معها فَتحُ ما بين الفَكَّيْن .

    3- عند التقاءِ الهَمْزتين : عند الإمام حَفْص التقاءُ الهَمْزتين ليس عنده
    تخلُّصٌ منها . ينطِقُ الهَمزتين بالتَّحقيق ؛ يعني يُحَقِّقُ كُلَّ هَمزةٍ ،
    إلَّا في أربع كلماتٍ في القُرآن : (( ءَاعْجَمِىٌّ )) يتعامَلُ معها بتسهيل الهَمزة .
    وثلاث كلماتٍ في سِتِّ مَواضِع في القُرآن : (( ءَآللَّهُ )) لها مَوضِعان ،
    (( ءَآلْآنَ )) لها مَوضِعان ، (( ءَآلذَّكَرَيْنِ )) لها مَوضِعان .


    أصلُ هذه الكلماتِ : (( أَأَعْجَمِىٌّ )) ، (( أَاَللَّهُ )) ، (( أَأَلْآنَ )) ، (( أَأَلذَّكَرَيْنِ )) .


    نتعامَلُ مع (( ءَاعْجَمِىٌّ )) بالتَّسهيل دائمًا ، قولًا واحِدًا .

    بمعنى أن نجعلَ الهَمزةَ بين الهَمزة والألف ( بين الهَمزة وأصل حَركتِها ) .
    أمَّا الثلاث كلماتٍ الأُخرى فلها وَجهان : إمَّا التَّسهيل أو الإبدال .
    التَّسهيلُ : أن نقولَ (( أَاَللَّهُ )) ، (( أَأَلْآنَ )) .
    والإبدالُ : هو استبدالُ الهَمزة الثانية بحَرفِ مَدٍّ من جِنْسِ حركةِ ما قبلَها .
    الهَمزة الأولى مَحرَّكة بفَتح ، إذًا نُبدِل بألف بعده ساكِنٌ أو مُشَدَّدٌ ،
    فدخل في المَدِّ اللازِم .

    لا بُدَّ أن نمدَّ سِتَّ حَركاتٍ ، (( ءَآلذَّكَرَيْنِ )) ، (( ءَآللَّهُ )) ، (( ءَآلْآنَ )) .

    هل يَصلُحُ أن أقرأ هذه الكلماتِ في أيِّ وقتٍ بالمَدِّ أو بالتَّسهيل ؟

    لا ، ولكنْ حسب الطريقة التي أقرأ بها .

    فيما عدا هذه الكلماتِ الأربع لا بُدَّ من التَّحقيق ،
    سواءٌ أتت الهَمزتان في كلمتين أو في كلمةٍ واحدةٍ .

    مِثال : (( ءَأَنذَرْتَهُمْ )) .

    4- الوقوفُ على الهَمزة المُتطرِّفَةِ أو الهَمزة الموقوفِ عليها ( مُنتهَى الكلام )
    لِقَطع القِراءةِ ، فيأتي البَعضُ بهَمْسٍ .

    مِثال : (( السَّمَاءْه )) .

    لسَماع هذه المَادَّة بتفصيلٍ أكثر :

    [ هُنا ] .



    يتبع
    التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 30-11-2014, 08:08 PM.

    تعليق


    • #3
      رد: "حِكايةُ حَـرفٍ "

      [ 3 ] حَرفُ الهَاءِ ..
      = مَخرجُها =


      يقولُ ابنُ الجَزريّ :

      ثُمَّ لأقصَى الحَلْقِ هَمْزٌ هَاءُ

      تخرُجُ الهَاءُ مِن أقصَى الحَلْق ، بعد الهَمزة مُباشرةً .

      = صِفاتُ الهَاءِ =


      صِفاتُ الهَاءِ خَمسة ، وبعضُ العُلَماءِ زاد صِفةً سادسةً .


      1- الهَمْسُ : بمعنى جَرَيان النَّفَس .


      2- الرَّخَاوَة :
      بمعنى جَرَيان الصَّوتِ .


      ما يُفرِّقُ بين الهَمزةِ والهَاء هاتان الصِّفتان .


      3- الاسْتِفَالُ :
      بمعنى أنَّ هذا الحَرفَ مُرَقَّقٌ .


      4- الانْفِتَاحُ :
      يعني عدم التصاق اللِّسان بسَقفِ الحَنَكِ ، وانفتاح ما بين الفَكَّيْن .


      5- الإصْمَاتُ :
      وهِيَ صِفةٌ معنويَّةٌ ، تُعرَفُ فقط للعِلم .
      وهِيَ تُبيِّنُ أنَّ هذا الحَرفَ مِن الحُرُوفِ صعبة الخُرُوج .


      قال العُلَماءُ : لولا الهَمْسُ ( جَرَيانُ النَّفَس ) والرَّخَاوَة في الهَاءِ لأصبحت هَمزة ،

      ولولا انقطاعُ النَّفَسِ وانقطاعُ الصَّوتِ في الهَمزة لأصبحت هَاءً .

      الصِّفةُ التي زادها العُلَمَاءُ هِيَ صِفة :

      6- الخَفاء : هِيَ صِفةٌ تُعرَف لتُجتَنَب ؛ بمعنى أنَّني أعرفُ هذه الصِّفةَ
      حتى لا أستعمِلَها ، حتى لا أُطَبِّقَها في الحَرفِ .


      مَن قال إنَّ الخَفاءَ صِفةٌ تُطَبَّق ، وأن الهَاءَ تقبلُ أن تختفي ، وتختفي بالفِعل ،
      نقولُ له : هذا لا يَصلُح ؛ لأنَّني إذا أخفيتُ الحَرفَ أو أخفيتُ صَوتَ الحَرفِ ،
      إذًا ليس عندنا حَرف . لأنَّ تعريفَ الحَرفِ : هو عِبارة عن صَوتٍ مُعبِّرٍ
      اعتمَدَ على مَخرج .


      اختلَفَ العُلَماءُ ما هو أضعفُ حَرفٍ من حُرُوفِ الهِجاء .

      بعضُهم قال ( الهَاء ) ، وبعضُهم قال ( الفَاء ) .

      مَن قال ( الهَاء ) ، قال : ليس فيها أيُّ صِفةِ قُوَّة . الصِّفةُ الوحيدةُ القَويَّة
      هِيَ ( الإصْمَات ) ؛ وهِيَ صِفةٌ معنويَّةٌ غيرُ معمولٍ بها .
      ولكنْ هِيَ التي فرَّقَت بين الهَاءِ والفَاءِ .


      ونحنُ لا يَهُمُّنا خِلافُهم ، ولكنْ ما يَهُمُّنا هو : هل سننطِقُ الحَرفَ بشكلٍ صحيحٍ أم لا .


      = حالاتُ الهَاءِ =


      الهَاءُ تأتي في القُرآن :


      1- ساكنة : [ أَهْـ ] .

      2- مُتحرِّكة بفَتح : [ هَـ ] .
      3- مُتحرِّكة بضَمٍّ : [ هُـ ] .
      4- مُتحرِّكة بكَسْر : [ هِـ ] .
      5- مُشدَّدَة بفَتح : [ أَهَّـ ] .
      6- مُشَدَّدة بضَمٍّ : [ أَهُّـ ] .
      7- مُشَدَّدة بكَسْر : [ أَهِّـ ] .

      - لتحديدِ مَخرج أيِّ حَرفِ ساكن أو نُطقه ، نأتي قبلَه بحَركةٍ
      ( بحَرفٍ مُتحرِّكٍ بأيِّ حَركة ) .


      - لا بُدَّ مِن تحقيق صَوتِ الحَرفِ في مَخرجِهِ .


      - الهَاءُ مَخرجُها صَعبٌ ؛ لأنَّها تقبلُ الخَفاءَ .

      = الأخطاءُ الشَّائِعةُ في الهَاءِ =


      1- نَحذَرُ مِن اختفاءِ الهَاءِ عندما تكونُ ساكنة ؛ لأنَّها تقبلُ الخَفاء .

      مِثال : (( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ )) .
      إذا منعتُ عن الهَاءِ النَّفَسَ والصَّوتَ أصبحت هَمزة .
      والخطأ الثاني : أن نأتِيَ بهَواءٍ .
      مِثال : (( الْمُهْتَدُونَ )) .
      لا بُدَّ أن نُمكِّنَ لمَخرج الهَاءِ .

      2- إذا جاوَرت الهَاءُ حَرفًا مُفَخَّمًا ( يعني يأتي قبلَها أو بعدَها حَرفٌ مُفَخَّمٌ ) .

      الهَاءُ حَرفٌ مُرَقَّقٌ وضَعيفٌ ويقبلُ الخَفاءَ ، فمِن السَّهل أن يُفَخَّمَ معنا .
      مِثال : (( الْقَهَّارُ )) .

      3- لو تكرَّرَت الهَاءُ ، سواءٌ جاءت في كلمةٍ واحدةٍ أو في كلمتين ،
      نَحذَر مِن ضياع وفَقد هاءٍ منهما .

      مِثال : (( إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ )) ، (( وُجُوهُهُمْ )) .

      4- عندما تلتقي الهَاءُ بحَاءٍ ، الحَاءُ أَبْيَن ، فقد تُبدَل الهَاءُ بحَاءٍ وتُدغَم .

      مِثال : (( وَسَبِّحْهُ لَيْلًا )) ، (( اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ )) .

      5- إذا جاءت الهَاءُ بين ألِفَيْن - يعني قبلَها ألِف وبعدَها ألِف - يكونُ تفخيمُها
      وإخفاؤها أسهل .

      مِثال : (( بَنَاهَا )) .

      6- إذا التقَت الهَاءُ بالعَيْن ، لقُرب المَخرج ، نَحذَر مِن اختفائِها ؛
      لأنَّ العَيْنَ أَبْيَنُ وأَوْضَحُ .


      [ هُنا ] .
      التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 30-11-2014, 08:11 PM.

      تعليق


      • #4
        رد: "حِكايةُ حَـرفٍ "

        [ 4 ] حَرفُ العَيْنِ ..


        = مَخرجُ العَيْن =

        تَخرُجُ العَيْنُ مِن وَسَطِ الحَلْقِ .


        ويَخرُجُ مِن وَسَطِ الحَلْقِ حَرفان ؛ العَيْنُ والحَاءُ .


        يقولُ ابنُ الجَزَرِيّ :

        ثُمَّ لِوَسْطِهِ فعَيْنٌ حَاءُ


        = صِفاتُ العَيْن =


        تَتَّصِفُ العَيْنُ بخَمس صِفاتٍ :


        1- الجَهْرُ :
        يعني انقطاعُ النَّفَس .

        ولو أجرينا فيها النَّفَسَ ، سنقلِبُها إلى الحَرفِ المُجاوِر لها الذي فيه نَفَسٌ ،
        وهو حَرفُ الحَاء .


        2- التَّوَسُّطُ :
        حُرُوفُ التَّوَسُّط ( لِنْ عُمَر ) .


        قُلنا إنَّ الهَمزة شديدة ؛ يعني مقطوعة الصَّوتِ ، والهَاءُ رِخْوَة ؛
        يعني يَجري فيها الصَّوتُ . والعَيْنُ بين الاثنين ،
        بين انقطاع الصَّوتِ وبين جَريان الصَّوتِ .
        وهذا يُسَمَّى ( تَوَسُّط ) .
        ومعناه : جَريانُ الصَّوتِ فترة زمنيَّة بسيطة .


        3- الاسْتِفَالُ :
        العَيْنُ مُستفِلَة ؛ ومعناها أنَّها حَرفٌ مُرَقَّقٌ ، يَستفِلُ اللِّسانُ
        عند النُّطقِ به ، يكونُ اللِّسانُ إلى أسفل ، لا يكونُ مُرتفعًا إلى أعلى .


        4- الانْفِتَاحُ :
        يعني انفتاحُ ما بين الفَكَّيْن ، وعدم التصاق اللِّسان
        بسَقفِ الحَنَكِ الأعلى .


        5- الإصْمَاتُ :
        بمعنى أنَّ الحَرفَ يَخرُجُ بصُعوبةٍ ؛ لأنَّه لا يَخرُج مِن مُقدِّمةِ الفَم
        مع اللِّسان .



        الجَهْر ( انقطاع النَّفَس ) = صِفة قٌوَّة

        التَّوسُّط = يميلُ للشِّدَّةِ قليلًا ، فنستطيعُ أن نقولَ إنَّه صِفة قٌوَّة إلى حَدٍّ ما .
        الاسْتِفَال = صِفة ضَعف
        الانْفِتَاح = صِفة ضَعف
        الإصْمَات ( صِفة معنويَّة ) = صِفة قُوَّة

        إذًا ، نستطيعُ أن نقولَ إنَّ العَيْنَ حَرفٌ مُتوسِّطٌ .

        = حالاتُ العَيْن في القُرآن =

        1-
        ساكنة : [ أَعْ ] .

        2- مُحرَّكة بفَتح : [ عَـ ] .
        3- مُحرَّكة بضَمٍّ : [ عُـ ] .
        4- مُحرَّكة بكَسْر : [ عِـ ] .
        5- مُشَدَّدَة بفَتح : [ أَعَّـ ] .
        6- مُشَدَّدة بضَمٍّ : [ أَعُّـ ] .
        7- مُشَدَّدة بكَسْر : [ أَعِّـ ] .

        # كان الشيخُ يقولُ لنا : ( بَعْبَع العَيْن ) ؛ يعني أظهِر فيها الجَهْرَ
        ( انقطاع النَّفَس ) ، يعني امنَع النَّفَس تمامًا ، لا تجعل النَّفَسَ يَخرُج مع العَيْن .

        = الأخطاءُ الشَّائِعة في العَيْن =

        1-
        عدمُ تمكين المَخرج ونُطق الحَرفِ نُطقًا صَحيحًا .

        مِثال : (( يَعْمَهُونَ )) ، (( الْأَعْمَى )) ،
        (( إِيَّاكَ نَعْبُدُ )) : العَيْنُ هُنا ساكنة . ومِن الأخطاءِ التي نسمعُها فيها :
        أ- الشِّدَّة في العَيْن .
        ب- البَعضُ يُجري الصَّوتَ فيها زيادة .
        ج- المُبالَغة في صَوتِ العَيْن .

        2-
        إذا تكرَّرَت العَيْنُ ، فجَاءَت عَيْنٌ في آخِر الكلمة وعَيْنٌ في أوَّل الكلمة الثانية ،
        يقعُ الخطأ في إسقاطِ واحدةٍ منهما .

        مِثال : (( يَنْزِعُ عَنْهُمَا )) ، (( وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ )) .

        3-
        تفخيمُ العَيْن : مِثال : (( الْعَظِيمُ )) ، وسببُ تفخيمِها هُنا
        لأنَّه جاء بعدها حَرفُ الظاءِ ، وهو من الحُرُوفِ المُطبقة المُستعلية
        مع أنَّه مكسورٌ ، لكنَّه قويٌّ .

        مِثال : (( وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ )) .

        4-
        إذا جَاوَرت الهَاءَ أو جَاوَرت الهَمزة ؛ لقُرب المَخرج .

        مِثال : (( كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ )) : نحذر مِن إسقاط العَيْن
        ( نتيجة التَّعامُل معها بتراخٍ ) .

        (( ارْجِعْ إِلَيْهِمْ )) : نحذر مِن أن تَصِلَ العَيْنُ إلى الهَمزة .

        5-
        إذا سَكَنَت العَيْنُ وجاوَرت حَرفًا مِن حُرُوفِ الهَمس - وهِيَ حُرُوف
        ( فَحَثَّه شخصٌ سَكَت ) - قد تُقلَب حاءً .

        مِثال : (( فَاعْتَرَفُوا )) لا ( فَاحْتَرَفُوا ) ..
        (( مِعْشَارَ )) لا ( مِحْشَارَ ) ..
        (( الْمُعْصِرَاتِ )) لا ( الْمُحْصِرَاتِ ) .


        إذا أجريتُ نَفَسًا في العَيْن ، تنقلِبُ إلى حاء .
        فننتبه مِن قلب العَيْن إلى حاء إذا جاوَرت حَرفًا من حُرُوفِ الهَمس .


        [ هُنا ] .

        يتبع
        التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 30-11-2014, 08:12 PM.

        تعليق


        • #5
          رد: "حِكايةُ حَـرفٍ "

          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته جزاكم الله خير الجزاء موضوع مهم أسأل الله أن ينفع الأمة به
          التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 30-11-2014, 08:00 PM. سبب آخر: حرف ناقص بوركتم

          تعليق


          • #6
            رد: "حِكايةُ حَـرفٍ "

            عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
            جزاكم الله خيرًا وتقبل الله منكم
            بارك الله في جهودكم





            تعليق


            • #7
              للنفع

              تعليق


              • #8
                للرفع

                تعليق

                يعمل...
                X