إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دورة الأترجة لإعداد معلمات التجويد مع الأستاذة الأترجة المصرية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: دورة الأترجة لإعداد معلمات التجويد مع الأستاذة الأترجة المصرية

    النقطة التالية إن شاء الله تعالى :

    التمكن من المادة العلمية والقناعة بها والقدرة على تذليلها للطلاب .


    سبحانك اللهم وبحمدك ، نشهد أن لا إله إلا أنت ، نستغفرك ونتوب إليك .

    تعليق


    • #17
      7 - التمكن من المادة العلمية والقناعة بها والقدرة على تذليلها للطلاب



      بمعنى أنك قد تشبعت تماما بمادة تجويد القرآن ، حتى صارت عندك مثلها مثل حروف الهجاء ، والمعلمة المتقنة هي التي لا تعتمد في شرحها لدروسها على التحضير المسبق ، وإنما على ما تستحضره من المعلومات الثابتة في الذاكرة ، ليس لأنها تحفظها ، ولكن لأنها تفهمها جيدا نظريا ، وتتقنها تماما عمليا ، ولأنها تعلم الصواب من الخطأ ، وعندها القدرة التامة على ترويض لسانها على النطق بالحرف أو الحكم بطريقة خاطئة بل بطرق خاطئة ، كما أنها كذلك عندها القدرة التامة على تطويع لسانها ليعود للنطق الصحيح والفصيح بالحرف أو الكلمة ككل ، ومع امتلاكها هذه الآليات النظرية والعملية فإن بيانها وشرحها وتوصيلها للطالبات يذلل طواعية بين يديها ، فلا يصعب عليها الشرح ، ويسهل على المتلقي الفهم النظري والتطبيق العملي ، وهو المطلوب في باب التجويد .


      مثال على ذلك :

      ** من الأخطاء التي تحدث عند النطق بالقاف : عدم قلقلتها ، وسببه ضعف اعتماد القارئ على المخرج فلا يحتبس صوتها ، فأنطقه لها بطريقتها الخاطئة وأوضح لها خطأها في عدم احتباس صوت الحرف بالشرح باليدين ، وأوضحه أكثر ببيان كيفية الاحتباس وعدمه مع الباء الشديدة المجهورة ، وسبب اختيار الباء أنها من حروف الشفتين ومخرجها ظاهر للمتلقي تماما ، وكما نفعل مع الباء نفعل مع القاف .


      مثال ثاني :

      ** هناك من يحبس صوت القاف ولكنه يختمه بالهمس ، وسببه طول زمن الاحتباس ، والصواب أن نقوي الاعتماد أكثر على مخرج القاف ، وبمجرد احتباس الصوت يفك طرفي المخرج بالقلقلة ، فيكون زمن الاحتباس قصير ، وكذلك زمن الانفكاك المتمثل في القلقلة قصير ، والتمثيل باليدين وحرف الباء .


      مثال ثالث :

      ** إحدى الطالبات تسأل : سمعت أن الصواب في إخفاء الميم عند الباء أن يكون بفرجة بين الشفتين ، وأنت تقرئيننا بإطباق الشفتين ، فما الصواب ؟؟

      طبعا المعلمة التي لا تمكلك أدوات المادة وغير متمكنة منها ربما تعجز عن الرد وتقول : هكذا تلقيناها وهذا هو الصواب ، ولكن المعلمة التي على بينة من أمرها تقول :

      تعلمنا أن إخفاء النون عند حروف الإخفاء الخمسة عشر يسمى إخفاء حقيقيا ، وذلك لأننا نعدم المخرج اللساني للنون فلا نتصادم بين طرفيه ، ونركب غنة النون (وهي مخرجها الرخو أو الخيشومي) على مخرج الحرف الذي نخفي عنده النون (ولهذا تتبع الغنة ما بعدها تفخيما وترقيقا) ، ولهذا سمي إخفاء حقيقا لإعدام المخرج اللساني للنون .

      أما مع الميم فإنها لا تختفي إلا عند الباء ، ومعلوم أن مخرج الميم هو مخرج الباء غير أن لكل حرف منهما البقعة التي تخصه وصفاته التي تميزه عن مجانسه ، وحينها فإن إخفاء الميم عند الباء لا يستغني بحال عن إطباق الشفتين ، ولإننا لم نعدم مخرج الميم الشفوي وأبقينا فقط على مخرجها الخيشومي متمثلا في الغنة سمي إخفاء مجازيا ، وعمليا : عند إخفاء الميم عند الباء بفرجة بين الشفتين فإننا نسمع صوت غنة نون وليس ميم ، ولن نتمكن من سماع غنة الميم إلا بإطباق الشفتين ، وكنه ليس كإطباق الميم المظهرة ، وإنما هو مجرد تلامس بين الشفتين يتأتى به إخفاء الميم عند الباء ونسمع معه غنة ميم مخفاة وليست نون .


      هذه بعض الأمثلة لما يعرض لمعلمة التجويد وينبغي أن تكون جاهزة للرد عليها بخلفية علمية ثابتة وأدوات نظرية وعملية يسيرة وواضحة تذلل بها معلوماتها لطالباتها .


      النقطة التالية بإذن الله تعالى :

      مراعاة الفروق الفردية ، والمستويات العلمية ، والمراحل العمرية

      اللهم وفقنا لما تحب وترضى
      التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 18-10-2014, 07:49 PM.

      تعليق


      • #18
        8 – مراعاة الفروق الفردية ، والمستويات العلمية ، والمراحل العمرية .

        أولا ، مراعاة الفروق الفردية :
        فالقدرة على الفهم والاستيعاب تختلف من فرد لآخر ، حتى مع تساوي المستوى التعليمي والمرحلة العمرية ، فهناك من يفهم المعلومة من أول مرة ، وهناك من لا يفهمها إلا من ثاني مرة ، وهناك من يحتاج لمرات ومرات من الشرح والبيان حتى تصل إليه المعلومة ، ولأن الضعيف هو أمير الركب ، فينبغي على المعلمة أن تراعي تماما هذه النقطة ، ولكن من غير إجحاف وظلم لمن فهم المعلومة ويريد أن ينتقل إلى غيرها ، فتقوم المعلمة بالشرح النظري أكثر من مرة وبأكثر من طريقة ، ثم تبدأ مع التلميذات بالتطبيق العملي ، وإذا وجدت عندك طالبة غير قادرة على النطق الصحيح ، فكرري المحاولة معها بأقصى حد خمس مرات ، حتى لا تفقديها ثقتها في نفسها ، وانتقلي معها من مثال لآخر ، وكلما وجدتها قد اقتربت من النطق الصحيح حتى وإن لم تتقنه فشجعيها بكلمات طيبة ، ونبهيها لضرورة التكرار والتدريب في البيت مع الاستماع للقراء المتقنين ، وابدئي بها في الدرس التالي ، بعد أن كتبت اسمها عندك في دفتر الملاحظات ووجه الخطأ الذي وقعت فيه .
        ولا بأس من الجلوس معها على انفراد كلما سمح الوقت بذلك لتدربيها بنفسك .

        ثانيا ، تفاوت المستويات العلمية :
        فربما تكون المجموعة كلها من حملة المؤهلات ، ولكن المؤهل المتوسط يختلف عن المؤهل العالي ، وأصحاب الدراسة العلمية يختلف حالهم عن أصحاب الدراسة الأدبية ، وأصحاب الدراسة التطبيقية ، يختلف حالهم عن أصحاب الدراسة النظرية ، بالإضافة للفروق الفردية ، وهذا ما يجب مراعاته عند الشرح العملي والنظري .

        ثالثا ، تفاوت المراحل العمرية :
        وخاصة في مجموعات وحلقات الأطفال ، ونجد أن تفاوت القدرات الفردية يعتبر عاملا مهما في مجموعات الأطفال خاصة نظرا لتقارب السن ، مع اختلاف القدرة على الحفظ والتقليد ، لأن الأطفال يتعلمون بالتلقي .
        وأما بالنسبة للكبار ، فالفرق في السن قد يؤثر على القدرة على الحفظ ، فيجب مراعاة هذا جيدا .

        وكما سبق وبينا في أول نقطة وهي الخاصة باستشعار المسؤولية ليكون المعلم مربيا وقدوة ، فإن الحالة النفسية والظروف الاجتماعية وكلها من المتغيرات التي يمر بها الطالب ، لا بد للمعلم أن يكون على علم بها ومتابعة لها ، لكي يخفف عن الطالب ولا يضغط عليه عندما يتطلب الأمر ذلك ، فيضمن بقاءه في الحلقة وعدم تسربه منها .

        9 – الحزم مع الرفق واللين ، والبشاشة مع الطلاب والقدرة على كسب ودهم واحترامهم :

        وكل هذا مطلوب للإمساك بزمام الأمور في الحلقة ، فلا تكون حلقة مملة ثقيلة على الطالب ، ولا تكون حلقة ترفيه وضحك ولعب ، وإنما الاعتدال وموازنة الأمور بحسب متغيرات الأحوال مطلوب من المعلمة ذات البديهة والفطنة والحنكة ، والتي تملك القدرة على إدارة الحلقة بحزم وحب ، كما أنها تملك القدرة على فرض احترامها بين تلميذاتها ، وكسب ودهم وحبهم في ذات الوقت ، وكلها مهارات قد تكون ذاتية ، ويمكن كذلك اكتسابها بالخبرة .


        10 – لا بأس من المداعبة والمزاح اللطيف لتلطيف اجواء الدرس العلمي من غير تضييع للوقت أو إذهاب لهيبة المعلم

        وهذا تابع للنقطة السابقة والتنبيه هنا على ضرورة الملاطفة خاصة عند وقوع الأخطاء التطبيقة من التلميذات حنى لا يشعرن بالإحباط ، مع مزاح خفيف يهدئ الأعصاب المشدودة ، من غير أن يتحول إلى استهزاء من الطالبات بزميلتهم التي تقع في الخطأ ، وهذا يرجع إلى حزم المعلمة وفصلها بين الأمور واحترام تلميذاتها لها ولهيبتها كمعلمة ، وهذا كله في إطار الخطة الزمنية المحددة سواء كانت قصيرة الأجل (وقت الحلقة) أو بعيدة الأجل (المنهج المحدد) ، وما هذا كله إلا لنصل إلى الخطوة التالية ، ألا وهي :


        11 – بث روح الأمل والطموح في نفوس الطالبات

        بتعليمهن أن الفشل في بداية الطريق ليس نهايته ، وأنه لا يتعلم الصواب إلا من وقع في الخطأ ، وأننا نتعلم من أخطائنا ومن أخطاء غيرنا ، فالفشل مرة بعد مرة مع عزيمة وإصرار على النجاح ، هو درجات سلم النجاح والتفوق .
        هذا نظريا ، وعمليا ، عندما نقوم بتصحيح الأخطاء للطالبات فينبغي أن تنتبه كل واحدة لقراءة زميلتها وأخطائها التي وقعت فيها وتصويباتها ، وأنا عن نفسي كنت عندما أقرأ أعطي زميلتي كراستي وأقول لها : اكتبي لي أخطائي التي تنبهني لها المعلمة أثناء القراءة ، لأن تركيزي كله في تصحيح الخطأ ، وعندما تقوم زميلاتي بالقراءة أقوم بتسجيل أخطائهن عندي وملاحظات معلمتي عليها حتى لا أقع فيها مستقبلا ، وهذا نهجي مع تلميذاتي .

        ولا يتأتى ذلك إلا عن طريق :

        .


        12 – اكتساب مهارات الإنصات والاستماع وإدارة الحوار

        فبالإنصات الجيد وامتلاك مهارة الاستماع تتمكن المعلمة من تمييز صوت أدنى خطأ ممكن أن تقع فيه الطالبة أثناء القراءة ، وينبغي على المعلمة كذلك أن تتعلم كيف تدير الحوار بطريقة علمية شيقة ، وكيف تطرح الأسئلة بطريقة واضحة من غير لبس فيها لتتمكن التلميذات من التفاعل والتجاوب معها .
        ومما يساعد على ذلك :


        13 – تنويع الأسلوب والوسائل التعليمية

        الابتكار مطلوب بحسب أحوال تلميذاتك وقدراتك على إيصال المعلومات بطريقة علمية صحيحة يسيرة في الفهم وبسيطة في التطبيق ، وعلى هذا فلا بد من تهيئة الطالبات في بداية الحلقة لاستقبال مفردات المادة العلمية وفهمها واستيعابها ، وهذا كله يتم عن طريق :

        14 – التنظيم والتخطيط وإدراك أهمية الوقت :

        فحسن تنظيم توالي المعلومات ، مع تخطيط جيد للانتقال من المادة العلمية نظريا إلى تطبيقها عمليا ، في إطار الوقت المحدد والمنهج الدراسي ، كل ذلك يسمح لك بتحقيق إنجازات حقيقية تلمسينها في تقدم تلميذاتك علميا بفهم نظري واضح وأداء عملي صحيح ، يرفع من همتهن وعزيمتهن ، وهذا كله يرجع إلى :



        15 – علو همة المعلمة وحبها للمادة ولمهمتها التي تقوم بها


        فهي كالعدوى تنتقل منها إلى تلميذاتها بسرعة ، وعلى العكس : المعلمة ضعيفة الهمة والغير محبة لعملها لأنها ليست على يقين تام بفضل وخيرية وعظم ما تقوم به ، فإنها تبث هذه الروح السيئة في نفوس تلميذاتها ، ولذا كان لا بد لنا في البداية من التنبيه على ضرورة استحضار فضل العلم والتعلم واستشعار المشؤولية مع الإخلاص والإقبال على القرآن وملازمة ذكر الله والاستزادة من العلم ، وغيرها مما شرحنا وبينا ، لأن فاقد الشيء لا يعطيه .
        التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 01-02-2015, 10:04 PM. سبب آخر: دمج مشاركات

        تعليق


        • #19
          رد: دورة الأترجة لإعداد معلمات التجويد مع الأستاذة الأترجة المصرية

          تلك النقاط الخمسة عشر التي تندرج تحت المحور الأول وهو :

          المعلم المربي والمعلم القدوة ومقوماته .

          وأما المحور الثاني من هذه المحاضرة فهو :

          لماذا معلم التجويــــــــد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

          تعليق


          • #20
            رد: دورة الأترجة لإعداد معلمات التجويد مع الأستاذة الأترجة المصرية

            لماذا معلم التجويــــــــد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


            يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلّم):- " إنما الدنيا لأربعةِ نفرٍ : عبدٌ رزقَهُ اللهُ مالاً وعِـلماً ؛ فهو يتَّـقي فى مالِـه ربَّـهُ ، ويَصِلُ فيه رَحِـمَهُ ، ويَعلمُ لله فيه حقّاً ؛ فهذا بأحسنِ المنازلِ عند الله ، ورجلٌ آتَـاهُ اللهُ عِـلماً ولم يُـؤتِهِ مالاً ؛ فهو يقول : لو أنَّ لي مالاً لعمِـلتُ بِعَمَلِ فلانٍ ، فهو بِـنِيَّـتِهِ وهما فى الأجـرِ سواءٌ ، ورجلٌ آتاهُ اللهُ مالاً ولم يُؤتِهِ عِلماً ؛ فهو يَخْبَطُ فى مالِـهِ لا يتَّقي فيه ربَّهُ ، ولا يصِلُ فيهِ رَحِمَهُ ولا يَعْـلَمُ لله فيه حقاً ؛ فهذا بأسوَءِ المنازلِ عند الله ، ورجلٌ لم يُؤتِه اللهُ مالاً ولا علماً فهو يقول لو أنّ لي مالاً لعمِلْـتُ بعملِ فلانٍ ، فهو بِـنِيَّـتِهِ ، وهم فى الوِزرِ سواءٌ " . ( رواه الترمذي (9/199 – 200 ) ورواه أحمد وابن ماجه وصححه الألباني ) .

            وقال ( صلى الله عليه وسلم ) : "... ومَن سَلَـكَ طريقاً يطلبُ فيه علماً ؛ سَلَـكَ اللهُ به طريقاً من طُرُقِ الجنّة ، وإنّ الملائكةَ لَـتَضَعُ أجنِحتَها رِضاً لطالب العلم ، وإنّ العالمَ يستغفرُ لهُ من فى السماوات ومن فى الأرضِ والحيتانُ فى جوفِ الماءِ ، وإنّ فضلَ العالِمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكبِ ، وإنّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ ، وإنّ الأنبياءَ لم يُورّثُـوا ديناراً ولا درهماً ، وإنّما وَرّثوا العلمَ ، فمن أخذه أخذَ بحظٍّ وافرٍ " .(رواه أبو داود (10/72-73-) والترمذي (10/154-155) وحسنه الألباني فى صحيح الترغيب ) .

            وعن عليٍّ بن أبي طالب – رضي الله عنه - قال : " الناسُ ثلاثةً :- فعالمٌ ربَّانيٌّ ، ومُتعلِّمٌ على سبيل نجاةٍ ، وهَمَجٌ رِعاعٌ أتباعُ كلِّ ناعقٍ يميلون مع كلِّ ريحٍ ، لم يستضيئوا بنورِ العلمِ ، ولم يلجئوا إلى رُكْنٍ وثيق ، العلمُ خيرٌ من المال ، العلمُ يحرُسُكَ أنتَ وأَنتَ تحرُسُ المالَ...." ( رواه أبو نعيم فى الحلية ( 1/ 79 -80 ) ) .

            فإذا اخترتَ العلمَ حارساً لك فنِعْمَ الاختيار ، وإن أردت التعلُّمَ على سبيلِ النَّجاةِ فهذا هو السبيل ، أمّا إن أردتَ زيادةً فى الفضل وعُـلُوّاً فى المنزلة ؛ فانهَجْ نَهْجَ العالِمِ الرَّبّانِيّ ، الذي يُربّي نفسَهُ ويُؤدِّبُها قبل أن يُربِّي غيرَهُ ويُؤدِّبَـهُ ، فيَحْمدَ نعمةَ خالقِهِ وبارِئِهِ الذي أنعمَ عليهِ بأجلِّ النِّعمِ وأَصلحَهُ وربَّـاهُ ، ( فيُحسِنَ تربيةَ من جُـعِلَت تربيتُهُ إليهِ، فَيَـقومَ بأمرِهِ ومصالِحِهِ كما قام الحقُّ به ، فيُـرقِّـيهِ شيئاً فشيئاً ، وَطَوْراً فَـطَوْراً ، ويحفظَهُ ما استطاعَ جُهْـدَهُ كما حفِـظَهُ الله .

            قال ابنُ عباسٍ وسُـئِلَ عن الرَّبَّـانيّ ، فقال : هو الذي يعلمُ الناسَ بصغارِ الأمرِ قبل كبارِه ِ.

            فالعالمُ الربانيُّ هو الذي يُحقِّـقُ علمَ الربوبيةِ ويُربِّي الناسَ بالعلمِ على مِقدارِ ما يحتملونَـه ، فيبذُلَ لخواصِّهِـم جوهَرَهُ ومكنونَه ، ويبذُلَ لعوامِّهِـم ما ينالون به فضلَ الله ويُـدركونه ).(الجامع لأسماء الله الحسنى ) .

            وتذكَّر دائما – أيُّها المُعلِّم – أنَّـك قبل أن تكون مُـعلِّماً ؛ كنت مُتعلِّـماً ، تستعصي عليك المعلومةُ حيناً ، وتخفى عليك حيناً ، وتتعثَّرُ فى فهمِـها حيناً ، وتتَـخبَّـطُ فى صحتِها حيناً ، وتُخطِئُ فى تطبيقها حيناً.
            فإن تذكّرتَ ذلك دوماً ؛ حّـنَوْتَ على طلابِك وطلابِ علمِك ، فسقيتَـهم منه قَـطَراتٍ نَـدِيَّـة ، تُرطِّـبُ بها شِفاهَـهُم ، ثم أغدقتَ عليهم بما يروي ظمأهم ، فإن ارتَـوَوْا ؛ زدتَـهم منه ما يشفي قلوبَهم ، ويسموا بأرواحِهم ، ليكونوا ربَّـانِيّـينَ حقّـاً ، يتخذونك قدوةً لهم ، وأثَراً يُقْـتَفَى ، وعَـلَماً يُرْتَقَى إليه ، ونَجْـماً يُهْتَـدَى به ، فَيسلُكون نهجك القويمَ ، ويُـبلِّغُوا عنك علمك لِـمَن لَمْ يَـرَكَ بعينِـه قَـطّ ، ولم يسمعْ صوتَـكَ باُذُنِـهِ قطّ ، فتنالَ الأجرَ والثوابَ من غير انقطاعٍ ، كما قال رسول الله ) صلى الله عليه وسلم)" : إذا مات ابنُ آدمَ انقطعَ عملُـه الا من ثلاث : صدقةٍ جارية ، أو علمٍ يُنـتفَـعُ به ، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له" .


            (إرشادات لمعلم التجويد / المذكرات الجلية في مخارج الحروف وصفاتها الذاتية) .


            وخير معلم هو معلم القرآن ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه) والاهتمام به لأنه يجب عليه العمل بما يتعلم ويُعلم وإتقان الأداء وهو القراءة الصحيحة المتقنة ، مع الإلمام التام بالمادة النظرية وفهمها فهما صحيحا يستطيع به تطبيقها عمليا ، ليس على نفسه فقط ، وإنما على من يعلمهم ويصحح لهم .
            التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 15-02-2015, 10:31 PM.

            تعليق


            • #21
              رد: دورة الأترجة لإعداد معلمات التجويد مع الأستاذة الأترجة المصرية

              ** أسئلة بحثية :


              1- ما معنى القرآن ؟ وما أسماؤه الأخرى ؟ وما أدلتها من القرآن ؟

              2- اذكري آيات قرآنية وأحاديث نبوية في فضل قراءة القرآن وتدبره وتعلمه وحفظه والعمل به وتعليمه .


              ** أسئلة تحضيرية :


              1- ما معنى التجويد ؟وما أقسامه ؟ وهل هو علم مستحدث ؟ دللي على ما تقولين .

              2 - ما المقصود باللحن في القراءة ؟ وما أنواعه ؟ وما حكم كل نوع منها مع التمثيل .

              تعليق


              • #22
                ** المحاضرة الثانية :


                شرح عام لأبواب التجويد الثلاثة : (تجويد الحرف) ، (تجويد الكلمة) ، (تجويد الجملة أو المعنى) وأنواع اللحن في القراءة وحكمه


                ** المحاضرة الثانية :



                شرح عام لأبواب التجويد الثلاثة : (تجويد الحرف) ، (تجويد الكلمة) ، (تجويد الجملة أو المعنى)


                علم التجويد كغيره من العلوم ، له مبادئ عشرة .




                أولاً ، حــدُّه وتعــريفـُهُ :




                التجويد لغــةً :



                • مصدر جوَّد أي : حسَّن ، فمعناه فى اللغة : التحسين .



                واصطلاحــاً :



                • هو الإتيان بالقراءة مجودة الألفاظ بريئة من الرداءة فى النطق ، بمعنى انتهاء الغاية فى التصحيح ، وبلوغ النهاية فى التحسين .




                أو هـــــو :

                • إخراج كل حرف من مخرجه مع إعطائه حقه ومستحقه .


                وحقُّ الحرف :



                • الصفات الذاتية اللازمة له ، مثل الجهر، والشدة ، والاستعلاء ، والاستفال ، وغيرها من الصفات التي لا تنفك عن الحرف ولا تنفصل عنه أبدا ، فإن انفكَّت كانت لحناً.



                ومستحق الحرف :



                • الصفات العارضة التى تعرض للحرف أحياناً وتفارقه أحياناً أخرى لسبب من الأسباب ؛ كالتفخيم والترقيق ، والمد والقصر ، والإظهار والإدغام ، وغيرها من الصفات التى تعرض للحرف عند التركيب مع غيره من الحروف أو تنشأ عن صفات ذاتية للحرف .




                ثــــانياً ، اسمــُــهُ :



                علـمُ التجـويد .




                ثالثـــاً ، موضوعــُـهُ :




                الكلمات القرآنية من حيث إعطاء الحروف حقها ومستحقها من غير تكلف فى النطق أو تعسف .




                رابعــــاً ، ثمرتــُـهُ :-



                صون اللسان عن اللحن – وهو الميل عن الصواب – عند قراءة القرآن لينال القارئ رضا ربه وتتحقق له السعادة فى الدنيا والآخرة.
                • ويتحقق صون اللسان عن اللحن وإتقان التجويد بأربعة أمور :-
                (1) معرفة مخارج الحروف .
                (2) معرفة صفاتها .
                (3) معرفة ما ينشأ لها بسبب التركيب من أحكام .
                (4) رياضة اللسان وكثرة التكرار .




                خـــامساً ، نسبتُـهُ :



                هو أحد العلوم الشرعية المتعلقة بالقرآن الكريم .




                سادســــــاً ، واضعـــُـــهُ :




                * من الناحية العملية : سيدنا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لأنه تلقاه عن جبريل - عليه السلام – عن رب العزة عز وجل ثم تلقاه الصحابة عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وتلقاه التابعون عن الصحابة وهكذا حتى وصل إلينا مجوداً متواتراً فى كل قرن من القرون.
                * أما من الناحية العلمية أو النظرية : فقيل أن واضعَه الخليلُ بن أحمد الفراهيديّ (100 هـ - 170 هـ ) ، وقيل أبو الأسود الدؤلى (ت69 هـ ) ، وقيل أئمة القراء.




                سابعــــاً ، فضلـــُــهُ :



                هو من أشرف العلوم الشرعية على الإطلاق ، لتعلقه بأشرف الكلام ، وهو كلام رب العالمين .




                ثامنـــاً ، مسائــــــلُهُ :



                هى قضاياه وقواعده الكليَّة التى يُتعرَّف بها على جزئيات هذا العلم ، والتى وضعها علماء القراءة .




                تاسعـــاً ، استمـــدادُهُ :



                من كيفية قراءة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وهذه الكيفية وصلت إلينا عن طريق الصحابة ثم التابعين ثم أئمة القراء والمشايخ والعلماء المتصل سندهم برسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) .




                عاشــــــراً ، حكمـــُــــهُ :

                ينقسم التجويد إلى :-


                1- تجويد علميّ : وحكمه فرض كفاية ، فيكفي أن يعرفه المتخصصون .
                2- تجويد عمليّ : وحكمه الوجوب العينى على كل قارئ للقرآن ، لقوله عز وجل " وَرَتِّلِ الْقُرْءَانَ تَرْتِيلاً ".
                [ المُـزّمّل :4 ] .


                وقد قال الإمام عليّ بن أبي طالب ـ رضى الله عنه - فى تفسير هذه الآية (هو تجويد الحروف ، ومعرفة الوقوف) .

                وعلى هذا ينقسم التجويد إلى :

                (1) تجويد الحرف : ويتأتّى بدراسة باب المخارج والصفات الذاتية للحرف .

                (2) تجويد الكلمة : ويـتأتَّى بدراسة باب الصفات العارضة للحرف وما يترتب عليها من أحكام ، مثل : المد ،والإظهار ،و الإدغام ، والإخفاء .............. إلخ

                (3) تجويد الجملة : ويتأتّى بدراسة باب الوقف والابتداء .
                التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 18-10-2014, 07:54 PM.

                تعليق


                • #23
                  رد: دورة الأترجة لإعداد معلمات التجويد مع الأستاذة الأترجة المصرية


                  اللحــنُ فى القـــراءة


                  هو الخطأ أو الميل عن الصواب فى القراءة ، وينقسم إلى قسمين :-

                  القسمُ الأول , اللحنُ الجليّ :-

                  أى الظاهر , وهو خطأ يطرأ على الألفاظ فيخل بعرف اللغة سواء أخل بالمعنى أم لا .
                  أمثـــــــــلة :

                  1- تغيير حركة بحركة :كما فى قوله تعالى : [أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ]. {الفاتحة :7}. فإذا تحركت التاء بالضم جعلتَ الضمير للمتكلِّم بدلاً من المخاطَب ، وإذا تحركت بالكسر جعلتَ الضمير للمؤنث ، مما يُخلُّ بالمعنى فى كليهما.
                  2- إبدال حرف بحرف آخر : مثل إبدال الطاء تاء وذلك بترك استعلائها كما فى قوله تعالى [ الطَّلاقُ ] . {البقرة – 229 } ؛ فتنطق [التَّلاقِ] . {غافر – 15 }.
                  أو إبدال الصاد سيناً بترك استعلائها أيضاً ، كما فى قوله تعالى [يُصْـحَبُـونَ] . {الأنبياء – 43 } ؛ فتنطق : [ يُسْـحَبُـونَ ] . {غافر – 71 } . وفى كليهما تغيير وتبديل للمعنى .

                  3- حذف حرف أو زيادة حرف : كحذف حرف المدّ فى قوله تعالى "إِنَّـا نَحْنُ نَـزَّلْـنَا الذِّكْـرَ " { الحجر-9 } ؛ فتنطق : ( إنَّ نحن ) ، أو زيادة حرف كما فى المثال السابق فتنطق إنَّا نحنو) ، وكما فى قوله تعالى "يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ.... " { هود – 105 } ؛ فتنطق : ( يأتي ) ؛ بإثبات الياء المحذوفة خطّاً و لفظاً .
                  4- تغيير حركة الإعراب :كرفع الهاء أونصبها فى قوله تعالى :-
                  " الْحَمْـدُ لِلَّـهِ " { الفاتحة – 2 } .

                  5- تحريك السواكن من الحروف : كتحريك النون أو الميم بالفتح فى قوله تعالى : " أَنْـعَـمْتَ عَلَـيْهِمْ " . { الفاتحة – 7 } ، أو تحريك الهاء الأولى الساكنة بالضم فى قوله تعالى " أَيْـنَمَا يُوَجِّههُّ " .
                  { النحل – 76 }.

                  6- تسكين المتحرك من الحروف :كما فى قوله تعالى " كُـفُواً أَحَـدٌ" . {الإخلاص – 4 } ، فتقرأ : كُـفْـواً أَحَـد.

                  حكمُ اللحنِ الجليّ :-


                  يحرُم بالإجماع إذا تعمده القارئ ، ولكن إذا كان ناسياً فلا إثم عليه ، فإذا كان جاهلاً بالحكم وأهمل التعليم فإنَّ الإثم يلحقه ، أما إذا كان فى سبيل التعلم وأخطأ ، فهذا والله أعلم هو المقصود بالقول : "جاهلاً".



                  القسمُ الثاني ، اللحنُ الخفيّ :-

                  هو خلل يطرأ على الألفاظ ، فيخِلُّ بعرف القراءة دون المعنى ، أو هو :ترك إعطاء الحرف حقه من تجويد لفظه.


                  وهو قسمان :-

                  أ) قسم يعرفه عامة القراء : مثل ترك الإدغام فى موضعه وكذلك الإظهار والإخفاء والترقيق والتفخيم .... إلى غير ذلك مما هو مخالف لقواعد هذا الفن.

                  ب) قسم لا يعرفه إلا مهرة القراء : نحو تكرير الراءات وتطنين النونات بالمبالغة فى الغنّات ، وتغليظ اللام فى غير محِلِّه ، وكذلك ترك زمن الغنة والمدّ ، أو الزيادة والنقص عن مقدارهما ، وكذلك ترعيد الصوت بالمد والغنة ، إلى غير ذلك مما يذهب برونق اللفظ وحلاوته وطلاوته.

                  حكمُ اللحنِ الخفيّ :-

                  فيه خلاف بين أهل العلم ؛ قال البعض بتحريمه كالجليّ ، وقال البعض بكراهته دفعاً للحرج ، وسيأتي تفصيل هذا فى التعليق على مخرج الجوف لاحقاً.

                  والناس فى القراءة أقسام :

                  أولاً ، محسن مأجور :-

                  وهو من سعى إلى تعلم كتاب الله ، واجتهد قدر الطاقة ، وتلقاه من أفواه الثقات المجيدين.


                  ثانياً ، مسيء آثـم :-

                  وهو من قدر على تصحيح كلام الله تعالى باللفظ الصحيح العربـيّ الفصيح ، إلا أنه عدل إلى اللفــظ الفاسد والنطق الأعجمى استغنــاءً بنفسِـه واستبداداً برأيه وحَـدَسِـه واتكالاً على ما ألِـف من حفظـِه الخاطئ ، واستكباراً عن الرجـوع إلى عالمٍ يوقفُـه على صحيح لفظِهِ.


                  ثالثاً ، مسيء معذور :-

                  وهومن اجتـهد فلم يطاوعه لســانه على النطق الصحيح ومن اجتهد فلم يجد من يعلمه ويهديه إلى صواب القراءة فإنه : " لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا ". ( البقرة (286) )


                  (منقول من كتب تجويد مختلفة ، وجمعت مادته في المذكرات الجلية في مخارج الحروف وصفاتها الذاتية) .
                  التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 15-02-2015, 09:21 PM.

                  تعليق


                  • #24
                    رد: دورة الأترجة لإعداد معلمات التجويد مع الأستاذة الأترجة المصرية

                    * تنــبيـــه :-


                    ينقسم الواجب فى علم التجويد إلى قسمين : واجب شرعي ، و واجب صناعي .

                    القسم الأول ، الواجب الشرعيّ :-

                    وعرَّفه علماء أصول الفقه بأنه : " ما يُثابُ المُكلَّفُ على فعلِه – امتِثالاً – ويُلامُ على تركِه ويستحقُّ العقاب " .
                    والمراد به هنا المحافظة على جوهر الكلمات القرآنية ، وحروفها التي تتكون منها بِنيَتُها ، وعلى حركتها وسكونها ، وشدَّاتها ومداتها ، إلى غير ذلك من الأمور التى يُعدُّ تركُها من اللحن الجليّ ، فمن أدّى هذه الأمور على وجهها ؛ فقد استحقّ الأجر والمثوبة ، لقيامه بأداء واجبٍ شرعيٍّ ، ومن تركها أو تهاون فى أدائها فهو آثمٌ مُستحقٌّ للعقاب لتركه الواجب الشرعي أو تهاوُنِه فيه.

                    القسم الثانى ، الواجب الصناعي :-
                    وهو ما يحسُن فعلُه ويقبُح عند علماء التجويد تركه ؛ كإظهار ما حقه الإظهار وإدغام ما حقُّه الإدغام ، وإخفاء ما يجب إخفاؤه ، وتفخيم ما يجب تفخيمه ، وترقيق ما يلزم ترقيقه ، ومدّ ما يتعيّن مدُّه ، وقصر ما يتعين قصره إلى آخر ما وضعه علماء التجويد من قواعد ، وما اصطلح عليه أهلُ الأداء مِن أصول ، فمن راعى هذه القواعد فى قراءته فقد أحسن وأجاد واستحق من علماء الفن الثناء الحسن ، والذّكر الجميل وصار قُدوةً طيّبة ، ومثلاً يُحتذى به فى جودة القراءة وحسن التلاوة ، ومن أهمل هذه القواعد أو قصّر فى أدائها ؛ استحقّ من علماء هذا الفنّ التأنيب والتعنيف ، والتقريع والتعزير .
                    وهذا مذهب المتأخرين من أهل الأداء ، وذهب المتقدمون مـن الصدر الأول والسلف الراشد إلى أنّ مراعاة هذه القواعد من الواجب الشرعيّ الذى يثاب فاعله امتثالاً ويستحقُّ تاركه العقاب .

                    وأجمع المسلمون من سلف الأمة وخَـلَـفِها على أن المحافظة على جوهر اللفظ القرآني ومراعاة شكله من ضمٍّ أو فتحٍ أوكسرٍ أو سكونٍ أو تشديدٍ أو تخفيفٍ ، إلى غير ذلك ، هو من الواجب الشرعيّ ، وأنّ الإخلال بأيّة ناحية من هذه النواحي خطأٌ ظاهر ، ولحنٌ جلي يأثم فاعله ويستحق العقاب عليه .

                    أما المحافظة على ما وضعه أئمة القراء من أصول وقواعد وتطبيق هذه القواعد فى القراءة بإظهار المُظهر وإدغام المُدغَم ، وإخفاء المخفيّ ، وقصر المقصور ، ومد المدود ، وتفخيم المُفخّم ، وترقيق المُرقّق ، إلى آخر ما دوّنوه ، فقد وقع فيه خلاف بين المتقدمين والمتأخرين .

                    فالمتقدمون يرون أن المحافظة على هذه القواعد وتطبيقها فى القراءة واجبٌ شرعيٌّ أيضاً ، كالمحافظة على جوهر اللفظ وشكله ، يُثاب عليه فاعله ، وأن الإخلال بها من اللحن الجليّ والخطأ البيِّن الذى يُذمُّ فاعله ويستحق العقاب عليه.


                    وأما المتأخرون فيرون أن المحافظة على هذه القواعد وتطبيقه فى التلاوة واجب صناعي يحسُن فعله ، ويقبح تركه ، ولكن لا يستحق تاركه شيئاً من العقاب الأخرويّ ، وأن الإخلال بهذه القواعد لحنٌ خفيٌّ ، لأنه يختصُّ به القرّاء ؛ ولا يُدركه غيرهم ، واللحن الخفيّ لايُخلُّ بالقراءة الصحيحة ولا يقدح فى ضبط التلاوة وحُسنها ، وإنما يخل بكمال الضبط ونهاية الحسن والبلوغ بالقراءة إلى أسمى مراتب الإحسان والإتقان ، وعلى هذا لا يكون ارتكاب هذه الأشياء محرماً ولا مكروهاً ، بل يكون خلاف الأولى والأفضل والأكمل ، والله تعالى أعلم .
                    ( أحكام قراءة القرآن الكريم للشيخ الحصري / بتصرف)

                    قلتُ (الأترجــــــة) :والدليل على ذلك قولُ النبيّ ( صلى الله عليه وسلم ) :- "الذي يقرأُ القرآن وهو ما هِرٌ به مع السفرة الكرام البررة ، والذي يقرأ القرآن وهو يتتعتعُ فيه وهو عليه شاقٌ ؛ له أجران " .

                    وقال الله عز وجل فى كتابه العزيز( فى أربعة مواضع ) :

                    " وَلَـقَـدْ يَـسَّـرْنَا الْقـُرْءَانَ لِـلذِّكـْرِ فَهَلْ مِن مُّـدَّكِرٍ"


                    ( القمر 17 , 22 , 32 , 24 )

                    كما قال سبحانه :

                    " فَاقْرَؤُوا مَا تَـيَـسَّـرَ مِنَ الْقُرْءَانِ " .

                    ( المُزمِّل : 20 )

                    وقال مخاطباً نبيَّـه ( صلى الله عليه وسلم ) :-

                    "فَإِنَّـما يَـسَّـرْنَاهُ بِلِسَـنِكَ لِـتُبَشِّـرَ بِهِ الْـمُتَّـقِيـنَ وَتُنذِرَ بِهِ قَـوْمـاً لُــدّاً " .

                    ( مـريـم : 97 )

                    " فَإِنَّـمَا يَـسَّرْنَاهُ بِـلِسـَانِكَ لَـعَلَّهُمْ يَـتَـذَكَّـرُونَ " .

                    ( الدُّخـان : 58 )

                    وأختمُ هذا البحث بدعـــاء موسى –عليه السلام – لمّا كَلَّمَهُ رَبـُّه وكلَّفَهُ بالرسالة والتبليغ :


                    " ...رَبِّ اشْـرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَـسِّـرْ لِي أَمْـــرِي (26) وَاحْـلُلْ عُـقْدَةً مِن لِّســـانـي (27) يَفْـقَـهُوا قَـــــوْلِي(28)"


                    (طــه : 25 – 28 )

                    تعليق


                    • #25
                      ** حكم الالتزام بأحكام التجويد


                      (1)مخارج الحروف: الالتزام بها واجب والإخلال بها حرامٌ مطلقاً ،فلا يجوز أبداً أن تبدّل الثَّاء سيناً، ولايجوز أبداً أن تبدّل الضاد دالاً .

                      (2)صفات الحروف :

                      أ) صفات تغييرها يخرج الحرف عن حيزه ، والالتزام بها واجب ، والإخلال بها حرامٌ مطلقاً كالأول ، فلا يجوز أبدا ًأن يستبدل استعلاء وجهر القاف باستفال وهمس الكاف ،ولا يجوز أبداً أن يستبدل شدة وجهر الجيم برخاوة وهمس الشين وتفشي صوتها.


                      ب) صفات تزيينيَّة تحسينيَّة ،ويفرق فيها بين حالتين:-

                      الحالة الأولى : على سبيل التَّلقِّي و المشافهة، والالتزام بها واجب والإخلال بها حرام لأنه كذب فى الرواية .

                      الحالة الثانية : على سبيل التلاوة المعتادة ، ويفرق فيها أيضاً بين حالتين :-
                      1) المتقن العالم بالأحكام ومع هذا يخل بها و يتهاون فى تطبيقها ، فهذا معيب فى حقه .
                      2)أن يكون القارئ من عامة المسلمين وبتركه لهذه الصفات التحسينيَّة يكون قد ترك الأكمل ولا شيئ عليه .



                      (نقلاً عن : الدكتور أيمن سويد فى برنامجه إتقان التلاوة) بتصرفٍ يسير.)



                      لماذا كل هذا التركيز على لحون القراءة وأنواعها وأحكامها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


                      كي لا تشق المعلمة على الطالبة المبتدئة ، فتبدأ معها بتصحيح اللحون الجلية ، فإن تدربت عليها جيدا وصححت أخطاءها ، انتقلت بها إلى المرحلة الثانية وهي تصحيح اللحون الخفية ، فإذا صححت أخطاءها انتقلت بها إلى مرحلة الإتقان ، ببيان أدق فنيات التلاوة والنطق الفصيح بالحروف العربية ، فإن أتمت إتقانها ، انتقلت بها إلى مرحلة الإجازة والإقراء والتدريب على اكتساب مهارات الإنصات والاستماع التي تتبين بها نطق الحرف الصحيح وأخطائه بل وأدق هفواته ، وهذه هي مرحلة الإتقان التام التي ينبغي أن تكون عليها المعلمة .

                      تمنياتي للجميع بالتوفيق .


                      هذه كانت المحاضرة الثانية ، وأي سؤال أنا حاضرة ، وأبدأ معكم بعد عيد الأضحى إن شاء الله في المحاضرة الثالثة وهي الأكثر أهمية :

                      تجويد الحرف (المخارج والصفات الذاتية للحروف وأثرها على صوت الحرف العربي الفصيح) .

                      كل عــــام وأنتــــــــم بخيــــــــــر

                      التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 01-02-2015, 10:19 PM. سبب آخر: دمج مشاركات

                      تعليق


                      • #26
                        رد: دورة الأترجة لإعداد معلمات التجويد مع الأستاذة الأترجة المصرية

                        جزاكم الله خيرا
                        وعظ أعرابي ابنه فقال : أي بني إنه من خاف الموت بادر الفوت ، و من لم يكبح نفسه عن الشهوات أسرعت به التبعات ، و الجنة و النار أمامك .

                        تعليق


                        • #27

                          ** المحاضرة الثالثة : تجويد الحرف (المخارج والصفات الذاتية للحروف وأثرها على صوت الحرف العربي الفصيح)


                          أولا ، مخارج الحروف العربية :


                          ** أعضاء النطق فى الإنسان :


                          زوَّدَ اللهُ الإنسانَ بأعضاء للنطق تقوم بوظائف عدة من أهمها :
                          إخراج الصوت .

                          وهذه الأعضاء تنقسم إلى :-

                          * أعضاء رئيسية : الجوف – الحلق – اللسان – الشفتان – الخيشوم .

                          (التفاصيل في الرسم التوضيحي من مشاركة الأخت من عباد الله ) .


                          1 - الجوف : ويشمل جهاز النطق كله من أقصى الحلق وحتى الشفتين ، وينقسم إلى :
                          - التجويف الحلقي :ويشمل الخلق كله : أقصاه ووسطه وأدناه .
                          - التجويف الشفوي : وفيه الشفتان ظاهرهما وباطنهما .
                          - التجويف الفموي :ويحتوي على :

                          - الفك العلوي :وفيه الأسنان العليا (الأمامية والخلفية) ، وهو عضو ثابت ، وفيه غار الحنك الذي ينقسم إلى :
                          اللهاة ، والحنك الرخو ، والحنك الصلب ، ونطع الفم ، ولثة الأسنان والأضراس العليا .


                          - الفك السفلي :
                          وفيه الأسنان السفلى (الأمامية والخلفية) وهو عضو متحرك ، ليس له غار أو سقف ، ويقع عليه الدور الأكبر في توسيع جوف الفم .

                          - اللسان :وينقسم إلى 4 مناطق :
                          - أقصى اللسان .
                          - وسط اللسان .
                          - حافتا اللسان (اليمنى من أقصاها إلى منتهاها وتنقسم إلى : حافة خلفية وحافة أمامية ، وكذلك اليسرى) .
                          - طرف اللسان (طرفه العريض ورأس الطرف) .


                          - وأما الأسنان فتنقسم إلى :
                          أسنان عليا وأسنان سفلى ، وكل منها ينقسم إلى : أمامية وخلفية :
                          - الأمامية : وهي :
                          أولا : الثنايا (العليا والسفلى : اثنان علويتان واثنان سفليتان >>>>>>> 4 ثنايا) .
                          ثانيا : الرباعيات (العليا والسفلى : اثنان علويتان واحدة يمينا ، والثانية يسارا ، واثنان سفليتان : يمينا ويسارا >>>>>>> 4 رباعيات) .
                          ثالثا : الأنياب (العليا والسفلى : اثنان علويان واحدة يمينا ، والثانية يسارا ، واثنان سفليان : يمينا ويسارا >>>>>>> 4 أنياب) .
                          رابعا : الضواحك (العليا والسفلى : اثنان علويان واحد يمينا ، والثاني يسارا ، واثنان سفليان : يمينا ويسارا >>>>> 4 ضواحك) .
                          وبالتالي يكون مجموع الأسنان الأمامية : 16 سنا .


                          - الخلفية : وهي الأضراس وتنقسم إلى :
                          أولا : الطواحين (العليا والسفلى : 6 علوية ثلاثة يمينا وثلاثة يسارا ، و6 سفلية : ثلاثة يمينا وثلاثة يسارا >>>>>> 12 ضرس) .
                          ثانيا : النواجذ (العليا والسفلى : اثنان لويان واحد يمينا والآخر يسارا ، واثنان سفليان : واحد يمينا والآخر يسارا >>>>>> 4 نواجذ .
                          وبالتالي يكون المجموع : 16 ضرسا في الإنسان البالغ غالبا .
                          وعلى هذا فمجموع السنان الأمامية والخلفية : 32 سنا .


                          (التفاصيل في الرسم التوضيحي في مشاركة الأخت من عباد الله) .

                          * أعضاء ثانوية :وهي لا تقل أهمية عن الأعضاء الرئيسية فى القيام بعملية إخراج الصوت ، وهذه الأعضاء هي :
                          - الرّئتان - الحنجرة – البلعوم – الأنف.


                          (التفاصيل في الرسم التوضيحي) .


                          * أعضاء أخرى :تساهم بشكل مباشر أو غير مباشر فى إتمام عملية النطق والتواصل بين المعلم والمُتَلقّي ، وهي : الأذن – العين – المخ – الجهاز العصبي .

                          مخارج الحروف مقسمة على أعضاء النطق :

                          تنقسم مخارج الحروف إلى : مخارج عامة ومخارج خاصة.
                          تعريفـــات هامَّـــــــة :-

                          1- المخرج العام : هو عضو من أعضاء النطق الخمسة : ( الجوف – الحلق – اللسان – الشفتان – الخيشوم ) ، ويشتمل المخرج العام على مخرج واحد خاص أو أكثر.

                          2- المخرج الخاص : هو الحيز المُولِّـد للحرف داخل عضو النطق ولا يزيد عن مخرج واحد ويخرج منه حرف واحد أو اثنان أو ثلاثة على الأكثر.
                          3- المخرج المُحقَّـق : هو ما اعتمد على جزء معين من أجزاء الحلق أو اللسان أو الشفتين ، فيخرج منه الحرف بتصادم طرفيه ، وعلى هذا فإن المخرج لا بد أن يكون له طرفان لهما القدرة على التصادم فى بقعة معينة من الحلق أو اللسان أو الشفتين.
                          وتُسمَّى الحروف التى تخرج من المخارج المحققة بتصادم طرفيها بالحروف المحققة ؛ وذلك لأننا نستطيع معرفة موضع ولادة كل حرف منها بدقة ؛ لوجود موضع محدّد له فى عضو النطق : يبدأ صوت الحرف فيه وينتهى فيه بانتهاء التصادم بين طرفيّ المخرج لابانتهاء هواء الزفير.
                          4- المخرج المقدر : هو الذى لا يعتمد على جزء معين من أجزاء الحلق أو اللسان أو الشفتين فيخرج منه الحرف بتباعد طرفيه ، وعلى هذا فإن المخرج المقدّر لا بد أن يكون له طرفان لهما القدرة على التباعد لتخرج منه حروف مقدرة ينتهي صوتها بانتهاء الهواء لابانتهاء المخرج ، فليس للحرف موضع محدد يبدأ صوته منه وينتهي فيه ، بل ينتهى بانتهاء هواء الزفير ، ولذلك يقبل الزيادة والنقصان ، والحروف المقدرة هى حروف المد الثلاثة بشرط مجانسة حركة الحرف المحقق السابق لها ، وسُمِّـيت مقدرة لأننا لا نستطيع معرفة موضع ولادة الحرف إلا إجمالاً ، لكون المخرج متباعد الطرفين.

                          **حقيقة هامــــة :-
                          جميع حروف الهجاء مخارجها محققة لانقطاع الصوت عند حروفها واعتمادها على أجزاء الحلق واللسان والشفتين إلإ حروف المد الثلاثة ، فمخارجها مقدرة لعدم انقطاع الصوت عند حروفها وعدم اعتمادها على جزء من أجزاء الحلق أواللسان أو الشفتين ، بل يمتد الصوت بها فى لين وعدم كُـلْفَة ، ثم ينتهي بانتهاء الهواء ، ولذلك سُمِّيت : حروف المد واللين ، كما سُمِّيت : الحروف الهوائيَّـة .

                          **قاعدتان أساسيتان :

                          أولاً ، كيفية التعرف على مخرج الحرف المحقق :-
                          وذلك بأن يُدخل عليه حرف متحرك بأية حركة ، مع تسكين الحرف الذي يراد معرفة مخرجه أو تشديده ، ثم الإصغاء إليه حال النطق به , فحيث بدأ صوتُه محتبساً أو جارياً ، أو حيث انقطع وانتهى صوته ، فهو مخرجه .
                          ولا بد من إسكان الحرف حتى نحتفظ بتصادم الطرفين فى حالة من الثبات زمناً هو زمن النطق بالحرف المحقق الساكن ؛ وذلك لأن السكون يلزمه إحكام التصادم بين طرفيّ المخرج زمن النطق بالحرف حال سكونه ، أما الحركة ففيها تباعد عن المخرج يلي التصادم الذى لا زمن له ، مما لا يؤثر على زمن الحرف المتحرك الذي هو زمن حركته ولا يُمكّن القارئ من المُكث في المخرج قبل التباعد للحركة .

                          مثــــــــال :-
                          لمعرفة مخرج حرف الباء : نأتي بباء ساكنة قبلها حرف متحرك وليكن الهمزة المتحركة بالفتح مثلاً ؛ فنقول : (اَب ) فنجد أن صوت الباء قد احتبس حيث تصادم باطن الشفة السفلى بباطن الشفة العليا ، ولا يكتمل صوت الباء إلا بالقلقلة ، فنقول : " تخرج الباء من عضو النطق الشفتين وهذا مخرجها العام ، والبقعة التي اعتمد عليها صوتها من الشفتين هي : باطن الشفة السفلى مع باطن الشفة العليا ، وهذا مخرجها الخاص ؛ مع ملاحظة أن تحديد مخرج الحرف يمكننا من معرفة صفاته ( كالقلقة فى الباء ) وليس العكس.

                          ثانياً ، كيفية التعرف على مخرج الحرف المقدر :-
                          حروف الجوف الثلاثة تخرج من مخرج متباعد الطرفين ، لايصلح أبداً لأن يعتمد عليه القارئ رأساً فى جذب هواء الزفير من الرئتين ناحية الحبلين الصوتيّين بالإرادة ، فحروف الجوف لا تكون إلا ساكنة (ولذا سُمِّيت :حروف السكون الميّت ) ، ولمعرفة مخرج كل حرف منها لا بد من إدخال حرف محقق قبلها ؛ ولكن بشرط مجانسة حركته لحرف المد ، ثم نمتد بصوت هذه الحركة فى جوفها على الأقل زمن النطق بحركتين.

                          الأمثلـــــــة :-
                          1 - للتعرف على مخرج الألف : نأتي بحرف محقق متحرك بالفتح نصطدم فى مخرجه أولاً ثم نتباعد عنه إلى الجوف زمن النطق بحركتي فتح ، نحو : ( قَـالَ ) .

                          2 - للتعرف على مخرج الواو : نأتي بحرف محقق متحرك بالضم نصطدم فى مخرجه أولاً ثم نتباعد عنه إلى الجوف زمن النطق بحركتي ضم ، نحو : ( يَقُـولُ ) .

                          3 - للتعرف على مخرج الياء : نأتي بحرف محقق متحرك بالكسر نصطدم فى مخرجه أولاً ثم نتباعد عنه إلى الجوف زمن النطق بحركتي كسر ، نحو : ( قِـيلَ ) .

                          حقائق هامــــة :-

                          * عدد حروف الهجاء : تسعة وعشرين حرفاً ( الثمانية والعشرون المعروفة بالأبجدية ، بالإضافة إلى حرف الألف) .

                          * وعدد مخارج الحروف : سبعة عشر مخرجاً خاصاً ، موزعة على خمسة مخارج عامة ( وهو مذهب الجمهور وهو المذهب المختار عند أهل الأداء ) .

                          * المخرج العام قد يحتوي على مخرج خاص واحد ( كالجوف الذي هو مخرج لحروف المد الثلاثة ) أو مخرجين خاصين ( كالشفتين ) ، أو ثلاثة مخارج خاصة( كالحلق ) أو أكثرمن ذلك وهو اللسان وبه عشرة مخارج خاصة.

                          * والمخرج الخاص قد يخرج منه حرف واحد فقط ( كمخرج القاف ) أو حرفين( كمخرج أقصى الحلق ويخرج منه الهمزة والهاء) أو ثلاثة على الأكثر( كمخرج وسط اللسان ويخرج منه الجيم والشين والياء) ، ولا بد أن تختلف هذه الحروف المتحدة فى المخرج ؛ لا بد أن تختلف فى صفاتها ( صفة واحدة على الأقل ) ، حتى لا تختلط أصواتها.

                          * مخرج الخيشوم مخرج مقدر لا يخرج منه أي حرف ولكن يخرج منه صوت الغنة.


                          مخارج الحروف الخاصة موزعة على المخارج العامة


                          مدرجة في الجدول التالي ، وعذرا لنسياني وضع كلمة (تسلسل) فوق الترقيم ويمكنكم إعادة ترتيب الخانات ، لأنني صار لي أكثر من ساعة أدرج الجدول وأرتبه .





                          ** ملاحظـــات :


                          1 -
                          يفضل شرح درس أعضاء النطق ومخارج الحروف على لوحات إيضاحية بقطاعات أمامية وجانبية للفم وأعضاء النطق ، وفائدة هذا الدرس أن الطالبة تتعرف على أعضاء النطق وأسماءها حتى إذا بدأت المعلمة في شرح مخرج كل حرف نظريا وعمليا تستطيع الطالبة فهم موضع مخرج الحرف (وليس حفظه) لأنه تعرف موضع طرفيه داخل فمها ، وبالتالي تعرف كيفية تحقيق التصادم بين الطرفين المقصودين لكل حرف ، بحسب كيفية كل حرف وهذا ما تتعرف عليه بدراسة الصفات .
                          إذاً : التعرف على المخرج لمعرفة موضع خروجه داخل جهاز النطق ، والتعرف على الصفات لمعرفة هل تم ضبط موضع خروج الحرف أم لا بقوة الاعتماد اللازمة له والكيفية التي تكيفه بصوته الفصيح .


                          2 - عندما نريد شرح طريقة معرفة مخرج الحرف المحقق نضرب أمثلة بأحد حروف الشفتين ، لأن مخارج هذه الحروف الأربعة ظاهرة وواضحة للمتلقي ، وهي التي نشرح عليها الصفات عمليا فيما بعد كما سنبين إن شاء الله .

                          3 – توضيح الفرق بين مخرج الحرف المحقق ومخرج الحرف المقدر بالأمثلة لبيان معنى أن الحرف المحقق مخرجه له طرفان يبدأ صوته من بداية النطق به (أي من بداية التصادم بينهما) وينتهي صوته فيه (أي مع انتهاء التصادم بين الطرفين) فنقول : (امْ) : فنجد أن صوت الميم بدأنا نسمعه بمجرد انطباق الشفة العليا على الشفة السفلى بالكيفية وقوة الاعتماد اللازمة للنطق بحرف الميم (امْ) وبمجرد انتهاء التصادم وتباعد الشفتين (ترك المخرج) ينقطع صوت الميم .
                          أما في الحرف المقدر فإن ابتداء صوت حرف المد يبدأ بمجرد التباعد عن المخرج المحقق بالحركة المجانسة (مَـا – مُـو – مِـي)مع إمكانية جريان الصوت وامتداده في المخرج المقدر المتباعد الطرفين حتى ينقطع الصوت بانتهاء الهواء وهو هواء الزفير الموظف للنطق بحرف المد (مااااااااااااااااا – موووووووووووووو – مييييييييييييييييييي) مع التنبيه على أن المد في القرآن يكون بمقدار : حركتان وثلاثة وأربعة وخمسة وستة وهو أقصى شيء .
                          التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 01-02-2015, 10:26 PM. سبب آخر: دمج مشاركات

                          تعليق


                          • #28
                            رد: دورة الأترجة لإعداد معلمات التجويد مع الأستاذة الأترجة المصرية

                            ثانيا ، الصفات الذاتية للحروف :


                            هو الدرس التالي إن شاء الله ، فانتظروني ، وفقكم الله

                            تعليق


                            • #29
                              رد: دورة الأترجة لإعداد معلمات التجويد مع الأستاذة الأترجة المصرية

                              أتابع معكم إن شاء الله ، ولكن قبل المتابعة أريد أن أوضح أن هذه الدورة لإعداد المعلمات اللاتي درسن المخارج والأحكام جيدا ، وحتى لا يفوتنا شيء فقد قمت بتنزيل موضوعين مهمين في باب الصفات ويمكن مراجعتهما في هذين الرابطين :
                              صـفــات الحـــــــروف
                              https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=229702

                              كيف يحدث الصوت فى الإنسان ؟

                              https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=229703

                              تعليق


                              • #30

                                صـفـاتُ الْحُـــــروفِ


                                * معنى الصفـــة :-


                                - لغـــةً : ما قام بالشيء من المعاني الحِسّـيّة أو المعنويّة .
                                والمراد بالصفة الحسّـيّة : الشيء الذي يُدرك بإحدى الحواس الخمس ، مثل البياض والحُمرة ، والطول والقِصَر .......إلخ .
                                والمراد بالصفة المعنويّة :الشيء الذي يُدرك وجوده بالذهـن من غير أن يكون لـه وجود مادّيّ محسوس ، مثل : صفة العلم ، وصفة الحكمة.
                                - اصطلاحاً : كيفيّة يتكيّف بها صوت الحرف عند النطق به ، فتُميّزه عن غيره ، وهذه الكيفيّة قد تكون لازمة للحرف ، فلا يمكن النطق به بدونها ، لأنّها لاتنفك عنه ، ولا يكتمل صوتُه إلا بها ، وهذه هي الصفات الذاتيّة .

                                وقد تكون هذه الكيفيّة عارضة للحرف ، فتزول عنه بزوال العَرَضِ ، وهذه هي الصفات العارضة .
                                وتُدرس الصفات الذاتيّة فى باب المخارج والصفات ، أمّا الصفات العارضة فمحِلُّ دراستها : باب الأحكام التجويديّة .


                                صـفــات الحـــــــروف


                                أولا ، الصفات الذاتية اللازمة :

                                وهي الصفات المكونة لصوت الحرف ولا تنفك عنه ، فتلازمه حال سكونه وحال تحركه ، ولا يكتمل صوت الحرف إلاّ بها ، ولذا يُطلَق عليها : حقُّ الحرف .
                                *عددها :سبع عشرة صفة .


                                ** صفات لهاضد :

                                1)الشدة 2)التوسط 3)الرخاوة
                                4)الجهر 5)الهمـس
                                6)الاستعلاء 7)الاستفال
                                8)الإطباق 9)الانفتاح
                                10)الذلاقة 11)الإصمات



                                **صفات ليس لها ضد :

                                1)الصفير 2)اللين 3)الاستطالة
                                4)القلقلة 5)الانحراف 6)التكرير
                                7)التفشّي 8)الغنة 9)الخفـاء



                                ثانياً ، الصفات العَرَضيّة أو العارضة :

                                وهي الصفات التي تعرض للحرف نتيجة لملاقاته حرفاً آخر ، فتعرض له حيناً وتفارقه حيناً ، ولذا يُطلق عليها :
                                مُستَحقّ الحرف .
                                *عددها :إحدى عشرة صفة .



                                1)الإظهار. 2)الإدغـام.
                                3)القـلب . 4)الإخفـاء.
                                5)التفخيم . 6)الترقيق .
                                7)المدّ . 8)القصر .9)التحريك .
                                10)السكون 11)السكت .



                                ** ملحوظــــــة :

                                كل صفة لها أثر على المخرج وبالتالي الحبلين الصوتيين تسمى صفة صوتية ،لأنها تؤثر فى صوت الحرف، وجميع الصفات اللازمة والعارضة : صفات صوتية ماعدا الذلاقة والإصمات لتعلقهما بالبناء الصرفي للكلمة العربية ولذا لن نتعرض لهما فى أثناء شرح مخارج وكيفيات الحروف.


                                صفــــات الحـــروف الذاتيّــــة


                                ** أولاً ، الصفات اللازمة التي لها ضـــد

                                ويتحكم فيها أربعة عوامل :-
                                أولاً : درجة إعاقة الصوت فى المخرج ، بحسب طبيعة هذا المخرج ودرجة الانغلاق بين طرفيه .
                                ثانياً : درجة اهتزاز الحبلين الصوتيين وأثرها على الهواء الموظف للنطق بالحرف ، بحسب قـوة أوضعف اعتمـاد القارئ على المخرج .
                                ثالثاً : وضع أقصى اللسان داخل الفم ، وتأثيره على صوت الحرف من حيث نحوله وترقيقه أو سِمَنِه وتفخيمه .
                                رابعاً: وضع اللسان عموماً داخل الفم ، وتأثيره على صوت الحرف من حيث الترقيق أو التفخيم الزائد أو التفخيم الغير زائد.



                                *أولاً ، درجة إعاقة الصوت فى المخرج بحسب طبيعته :-
                                التوضيح في الجدول المدرج أدناه إن شاء الله




                                **قوة الاعتماد فى حروف المد تأتي من التباعد عن المخرج المحقق ، فلا اعتماد على الطرفين المتباعدين ، وقد أطلق القدامى على التصادم بين طرفي المخرج المحقق القرع)، أما التباعد عنه للحركة فسمَّوْه : (القلع) .

                                *ثانياً ، درجة اهتزاز الحبلين الصوتيين نتيجة قوة أو ضعف الاعتماد على طرفيّ المخرج:-




                                شرح المصطلحات التجويديّة :-

                                1) الجـــهر : قوة صوت الحرف لقوة الاعتماد عليه فى موضع خروجه ، فيقترب ويهتز معه الحبلان الصوتيان بقوة تجعل كل الهواء الموظف للنطق بالحرف (هواء الزفيرالمندفع بالإرادة) يتكيف بصوته ، ويكون الهواء الموظف للنطق بالحرف قليلاً.
                                ومستحق الصفة : عدم جريان النفس مع صوت الحرف ، سواء كان شديداً أو رخواً أو بينيّاً .، فنسمع صوتَه قويّاً واضحاً.
                                وحروف الجهر : تسعة عشر حرفاً ، وهي : العين ، والظاء ، والميم ، والواو ، والزاي ، والنون والقاف ، والألف ، والراء ، والهمزة ، والغين والضاد ، والذال ، والياء ، والطاء ، واللام ، والباء ، والجيم ، والدال ، والمجموعة فى قولهم : " عَظُمَ وَزْنُ قَارِئٍ غَضٍّ ذي طَلَبٍ جَدٍّ " .


                                2) الهمــس: ضعف صوت الحرف لضعف الاعتماد عليه فى موضع خروجه ، فيتباعد الحبلان الصوتيان ويهتزان بضعف ، فلا يتكيف كل الهواء الموظف للنطق بالحرف بصوته ، و يكون الهواء الموظف للنطق به كثيراً .

                                ومستحق الصفة : جريان النفس الكثير مع صوت الحرف ، سواء كان شديداً ( فتظهر شدة الحرف أولاً ثم همسه ) ، أو رخواً فيجري الصوت والنفس معاً ، ونسمع صوت الحرف فى كلتا الحالتين ضعيفاً خفيّاً .
                                والحروف المهموسة : عشرة ، وهي : الفاء ، والحاء ، والثاء ، والهاء ، والشين ، والخاء ، والصاد ، والسين ، والكاف ، والمجموعة فى قولهم : " فَـحَـثَّـهُ شَـخْـصٌ سَـكَـتَ ".



                                **تنبيـــــه :-

                                سبق وقلنا أنّ حقيقة الصوت الإنساني هو النفس المسموع ، الذي هو هواء الزفير الحامل للصوت ، فلا صوت من غير نفس ، ولا صوت من غير مُعتَمَد ، ومع قوة الاعتماد على المخرج ، يتقارب الوتران ويهتزان بقوة ليُحوّل اهتزازُهما وضيقُ المسافة بينهما الهواءَ المار من بينهما إلى صوت لا يخالطه إلاّ القليل جداً من النفس الذي يحمل هذا الصوت من غير أن يكون له أثر واضح على هذا الصوت القوي المجهور .
                                ومع ضعف الاعتماد على المخرج ، يتباعد الوتران ويهتزان بضعف ؛ فلا يكاد يؤثّر اهتزازهما وبعد المسافة بينهما إلاّعلى القليل جدّاً من الهواء المار من بينهما ، فيتحول هذا القليل إلى صوت يحمله ويخالطه الكثير جداً من النفس الذي بقي على حاله من غير أن يتحوّل إلى صوت .
                                فلا بد أن يبقى القليل جدا من الهواء مع الصوت المجهور ليحمله إلى خارج الفم ، ولا بد أن يتحول القليل منه إلى صوت مع الصوت المهموس وإلا لما تميّزت أصوات حروف الهمس عن بعضها .


                                والخلاصة : أنه لاصوت من غير نفس ولو قليل جداً ، ولانفس من غير صوت ولو قليل جدا ، وذلك عند الاعتماد على طرفي مخرجٍ ما .

                                *ثالثاً : وضع أقصى اللسان داخل الفمّ عند النطق بالحرف :-




                                شرح المصطلحات التجويديّة :-

                                1) الاستعلاء : هو ارتفاع أقصى اللسان بالإرادة عند النطق بالحرف المُستعلي .
                                ومستحق الصفة : تقوية صوت الحرف ليعتريه سِمَن ، فيمتلئ الفم بصدى صوته ، ويخرج سميناً مُفخّماً .
                                وحروف الاستعلاء : سبعة ، وهي : الخاء ، والغين ، والقاف ، والضاد ، والطاء ، والصاد ، والظاء .
                                وجُمِعت فى قولهم : " خُـصَّ ضّـغْـطٍ قِـظ " .


                                2) الاستـفال : هو انخفاض أقصى اللسان بالإرادة إلى قاع الفم عند النطق بالحرف المُستفل .
                                ومستحق الصفة : إضعاف صوت الحرف ليعتريه نحول ، فلا صدى له يمكن أن يمتلئ به الفم ، فيخرج صوت هذا الحرف نحيلاً مُرقّقاً .
                                وحروف الاستفال : هي إحدى وعشرون حرفاً المُتبقّية بعد حروف الاستعلاء ؛ ماعدا الألف ، فلا توصف باستعلاء ولااستفال وبالتالي لاتوصف بتفخيم ولا ترقيق ، وإنما تتبع ما قبلها تفخيماً وترقيقاً .


                                رابعاً : وضع السان عموماً داخل الفم عند النطق بالحرف :-




                                شرح المصطلحات التجويديّة :-

                                1) الإطبــاق : هو انطباق جملة اللسـان أو معظمه على غار الحنك الأعلى ، لوجود مخـرج الحرف المستعلي فى منطقة طرف اللسـان أو بالقرب منها ، فينحصـر صـوت الحرف وينضغط بين صفحة اللسان كله وغار الحنك .
                                ومستحق الصفة : زيادة استعلاء أقصى اللسـان وزيادة تقـوية صـوت الحرف بزيادة انضغاطه داخل الفم ، فيخرج سميناً مفخماً تفخيماً زائداً .
                                وحروف الإطباق : أربعة ، وهي على الترتيب ( من الأقوى إلى الأقـل قوة ) : الطاء ، والضاد ، والصاد ، والظاء .

                                2) الانفتـــاح : هو افتراق وتباعد جملة اللسان أو معظمه عن غارالحنك الأعلى ، بحسـب مخـرج الحـرف : فإن كـان مُستعلياًمن أقصاه فلا علاقة لمخرجه بمنطقة طرف اللسان ، وإن كان مُستفلاً من أقصاه ؛ فسواء كان مخرجـه فى طرف اللسان أو غيره ، فمعظم اللسان متباعد عن غـار الحنك ، وفى كليـهما ( المستعـلي المنفتح ، والمسـتفل المنفتح ) ؛ لا ينحصر صوت الحرف ولا ينضغـط بيـن صفحة اللسان كله وغار الحنك .
                                ومستحق الصفة : عدم زيادة استعلاء أقصى اللسان مع الحرف المستعلي ، وبالتالي عـدم تقوية صـوته تقوية زائـدة ( مقارنةً بالمستعلي المطبق ) : لعدم زيادة انضغاطه داخل الفم ، فيخرج سميناً مفخماً ولكـن بدرجة أقل من المستعـلي المطبق ؛ ، حيث ضعُفَ امتلاء الفم بصدى صوته ، وأماالمسـتفل المنفتـح ؛ فلا انحصـار لصوتــه فى الفم ، ولاانضغاط لصوته النحيل الرقيق .

                                وحروف الانفتاح : هي خمس وعشرون حرفاً المتبقية بعد حروف الإطباق ؛ ماعدا الألف ، فلا توصف بإطباق ولا انفتاح .


                                ** وبجمع صفتي الاستعلاء والاستفال والإطباق والانفتاح ، تُقسَّم الحروف إلى :-

                                أولا ، حروف مستعلية (خص ضغط قظ) : وتنقسم إلى :
                                ** حروف مستعلية مطبقة تفخم تفخيما زائداً : (ط، ، ض ، ص ،ظ) .
                                ** حروف مستعلية منفتحة تفخّم تفخيماً أقل وانفتاحها انفتاح جزئي : ( ق ، غ ، خ ) .


                                ثانيا ، حروف مستفلة : ( باقي الحروف/ماعدا الألف ) :
                                ترقّـق فى جمـيع أحوالـها ( ماعدا اللام والراء فلهما أحوال تفخيم ) .
                                وانفتاح الحـروف المستفلـة : انفتاح كُلّي .


                                آخر جزء من المحاضرة هو :

                                ملاحظات عامة على الصفات التي لها ضدّ

                                أتابعه معكم لاحقا إن شاء الله

                                ملاحظات عامة على الصفات التي لها ضدّ

                                أولاً ، الشدة والرخاوة وبينهما التوسط :-
                                هذه الصفات يتحكم فيها موضع خروج الحرف وطبيعته ، بالإضافة لقوة اعتماد القارئ على طرفيه ، فالشدة والتوسط يستلزمان قوة فى الاعتماد على المخرج الذي هو مغلق ، مع اختلاف درجة الانغلاق فى كليهما :-
                                * فالحرف الشديد : مخرجه مغلق إغلاق تام ، ويعاق فيه الصوت إعاقة تامّة.
                                * والحرف المتوسط : مخرجه مغلق إغلاق غير تام ، ويعاق فيه الصوت إعاقة غير تامّة .


                                **والحرف الشديد لمّا احتبس صوته فى مخرجه ، احتاج لمُكمّل ينفك به هذا الاحتباس ليخرج صوت الحرف ويُسمَع ، وهذا المكمّل يرجع إلى طبيعة المخرج وقوة الاعتماد عليه :
                                - فإن كانت درجة الاعتماد قويّة جداً : انفكّ انغلاق المخرج بالقلقلة ، وخرج صوت الحرف بعد احتباسه قويّاً ومجهوراً .
                                - وإن كانت درجة الاعتماد أقلّ قوّة : انفرج طرفا المخرج بعد انغلاقهما بخفّةٍ وضعف ، وخرج صوت الحرف بعد احتباسه خفيّاً ومهموساً.


                                **أمّا مع الحرف المتوسط ؛ فإنّ الانغلاق الغير تام ، لم يجعل صوت الحرف يحتبس احتباساً تامّاً كاحتباس الشديد ؛ فبمجرّد تصادم طرفي المخرج وانغلاقهما واحتباس الصوت خلفهما ، ينحرف هذا الصوت إلى بقعةٍ أخرى مفتوحة ، لينفذ منها جارياً ، ولكنّه جريان غير تامّ ؛ لابتدائه باحتباس غير تام أيضاً ، كلّ هذا فى زمن النطق بالحرف المتوسط الذي زمنه زمن التوسط ، وهو زمن التصادم بين طرفي المخرج حيث يبدأ صوت الحرف منه ولكن لاينتهي فيه ، بل ينتهي فى بقعةٍ أخرى حيث انقطع جريان صوته ، إلا أن انقطاع جريان صوت الحرف وانتهائه مرهون بانتهاء تصادم طرفي المخرج حيث بدأ صوت الحرف محتبسا .

                                *أمّا الرخاوة فتستلزم ضعف اعتماد على المخرج المغلق جزئيّاً ، ومعنى أنه مُغلق : أنّه لابد من تحقيق التصادم بين طرفيّ عضو النطق ليخرج منه حرف مُحقّق ، ومعنى أنه جُزئيٌّ :أنّ هذا التصادم لم يكن بالقوة الكافية لانغلاق الطرفين انغلاقاً تامّاً فيحتبس الصوت ، بل كان بضعف استلزم الانغلاق الجزئيّ الذي سمح بجريان الصوت جرياناً تامّاً فى المخرج المحقق ولهذا كانت الإعاقة جزئيّة، وتلك لاتكون أبداً جزئيّة إلاّ بضعف اعتمادٍ على المخرج تتفاوت درجته بحسب ما يحمله الحرف من صفات القوّة وصفات الضعف وبحسب طبيعة المخرج نفسه وموضعه داخل جهاز النطق :
                                - فإن كانت درجة الاعتماد ضعيفة جداً : تباعد الوتران واهتزّا بضعف وجرى صوت الحرف خفيّاً ضعيفاً يخالطه النفس الكثير .
                                - وإن كانت درجة الاعتماد أقلّ ضعفاً : تقارب الوتران واهتزّا بقوّة وجرى صوت الحرف قويّاً مجهوراً لايخالطه النفس الكثير .


                                **وما سُمّيت الحروف الشديدة بهذا الاسم إلاّ لقوتها فى نفسها ولاشتداد حروفها فى مخارجها ، حتى منعت الصوت من أن يجري معها عند النطق بها .
                                **وما سُمّيت الحروف الرخوة بهذا الاسم إلا للين مخارجها وضعف الاعتماد عليها ، فلم تقو على منع الصوت من الجري معها .
                                **وما سُمّيت الحروف المتوسّطة بهذا الاسم إلاّ لتوسط الصوت معها بين الانحباس والجريان ، فلم يحتبس الصوت مع هذه الحروف احتباسه مع حروف الشدة ، ولم يجر معها جريانه مع الحروف الرخوة




                                ثانياً ، الجهر والهمس :-

                                هاتان الصفتان يتحكم فيهما درجة اهتزاز الحبلين الصوتيين ؛ بحسب طبيعة مخرج الحرف المُعتمَد عليه ، وقوة اعتماد القارئ على طرفيه :-
                                * فالحرف المجهور : يحتاج لقوة اعتماد على طرفيه يهتز معها الحبلان الصوتيان بقوّة ، فيتقاربا ويتذبذبا ليتكيف كل الهواء الخارج من الرئتين والموظف للنطق بالحرف بصوته ، فلا يجري معه النفس الكثير ، ويخرج صوتُه قويّاً مجهوراً ، ولهذا قلّ معه الهواء الموظف للنطق به .
                                * والحرف المهموس : يحتاج لضعف اعتماد على طرفيه ، يهتز معها الحبلان الصوتيان بضعف ، فيتباعدا وتقل ذبذبتُهما جدّاً (ولا تنعدم ، لأنهما الجسم المهتزالذي يصدر عنه الصوت فى جهاز النطق الإنساني)فلا يتكيف كل الهواء الخارج من الرئتين والموظف للنطق بالحرف بصوته ، فيجري معه النفس الكثير ، ويخرج صوته ضعيفاً مهموساً ، ولهذا كثر معه الهواء الموظف للنطق به .

                                ** واعلم أنّ صوت الحرف ولو كان مجهوراً لايتحقق بدون النفس ، لأنّ حقيقة الصوت الإنساني هي النفس المسموع ، فلا صوت من غير نفس .
                                واحتباس الصوت (الشدة) يستلزم احتباس النفس معه ، وجريان الصوت (الرخاوة) يستلزم جريان النفس معه ، وكذلك نَفَس الحرف إن كان مهموساً ، لاينفك عنه الصوت ، لأنّ حقيقة الحرف هو الصوت المعتمد على مخرج .

                                ** واعلم كذلك أن نَـفَـسَ الحرف المجهور قليل ، أي الهواء الموظف للنطق به ، ونَـفَـس الحرف المهموس كثير ، ولذا نقول أنّ الحرف المجهور تكيّف هواؤه كله بصوته ، إلاّ أنه لازال معه القليل من النفس الذي لم يظهر أثره على صوته من قوة الاعتماد على مخرجه ، كما أن الحرف المهموس لم يتكيف هواؤه كله بصوته إلاّ أن معه القليل من الصوت الذي يظهر أثره فى التمييز بين أصوات الحروف المهموسة كثيرة الهواء لضعف الاعتماد على مخارجها ، ولهذا سبق وقلنا :
                                لولا النفس القليل مع صوت الحرف المجهور لما كان له صوت ، ولولا الصوت القليل مع نَـفَـس الحرف المهموس لما تميّز فى النطق ، ولأصبح هواءً خالصاً لاأثر له فى السمع ، وإلاّ فما فرّق بين : (اف ) و (اث) إلاّ الصوت القليل جداً المخالط للنفس الكثير .

                                ثالثاً ، الاستعلاء والاستفال والإطباق والانفتاح :-

                                كما أنّ الشدة والرخاوة والتوسط صفات متضادّة لايمكن أن تجتمع فى الحرف الواحد ، وكذلك الجهر والهمس ، فكذلك أيضاً الاستعلاء والاستفال ، وكذلك الإطباق والانفتاح ، وهذا معناه عمليّاً أنذ إحدى هاتين الصفتين المتضادتين صفة قوة ؛ والأخرى صفة ضعف :-

                                * فالشدة والتوسط والجهر والاستعلاء والإطباق : صفات قوة .
                                * والرخاوة والهمس والاستفال والانفتاح : صفات ضعف .


                                **والمُكوِّن لهيئة أي صوت عاملان :-
                                1) درجة الإعاقة التي يتعرض لها الصوت فى المخرج ، وما يترتب عليها من : شدة أو رخاوة أو توسط .
                                2) درجة اهتزاز الحبلين الصوتيين وما يترتب عليهما من : جهر أو همس .


                                *** أما الاستعلاء والاستفال والإطباق والانفتاح ، فلها أثرها على صوت الحرف من حيث زيادة أو تقليل درجة إعاقة الصوت فى المخرج ومن حيث زيادة أو تقليل درجة الاعتماد على طرفي المخرج ، وكذلك الصفات الذاتية الأخرى التي ليس لها ضد ، فكلها صفات صوتية تؤثر على صوت الحرف ؛ فتزيد أو تقلل من صفات القوة والضعف التي يحملها مما يؤثر على إجمالي صوت الحرف من حيث قوته أو ضعفه .

                                واعلم أن الصفات الصوتية القوية تزيد من شدة الشديد ، و جهر المجهور ، وتضعف من رخاوة الرخو ، وهمس المهموس ، والعكس صحيح .

                                أمّا الذلاقة والإصمات فلا علاقة لهما بتجويد الحرف ، ولا أثر لهما على صوته إطلاقاً ، وكان من الأولى عدم عدهما من الصفات التي يُطلب من القارئ مراعاتها عند النطق بالحروف ، حيث لايترتب على مراعاة هاتين الصفتين شيء من تحقيق التلاوة وجودة الأداء ، ولأن هذا الكتاب تعليمي تطبيقي ، ويهدف لإيصال المعلومة العلميّة النظريّة بطريقة واضحة علمياً وعملياً بشيء من التيسير والتبيين ، فلم أتعرض لذكر الذلاقة والإصمات فى عد صفات الحروف المؤثرة على فصاحة صوت الحرف العربيّ فى النطق ، كما لم أذكرهما فى كيفيات نطق الحروف ولا التنبيهات على أخطاء النطق بها ، وكذلك لم أتعرّض لمعناهما، ومن يُرد ذلك فليرجع إلى كتب التجويد المتوسعة فى هذا الباب ، وفيها بيان هاتين الصفتين وأثرهما على بناء الكلمة العربية ، وغيرها من لآلئ ومرجان بحر التجويد الزاخر ؛ الذي فى أحشائه الدُّرُّ كامنٌ .

                                رابعاً ، العلاقات بين الحروف من حيث جريان الصوت وعدمه ، وجريان النفس وعدمُه:-

                                جميع الصفات الصوتية التي يتصف بها الحرف لابد أن تؤثر عمليّاً على درجة الإعاقة التي يتعرض لها صوت الحرف عند الاعتماد على طرفي مخرجه ، ودرجة اهتزاز الحبلين الصوتيين تبعاً لقوة أو ضعف هذا الاعتماد .

                                وسبق وقلنا أنّ الحروف الشديدة : منها ماهو مجهور ، ومنها ماهو مهموس ، وكذلك الحروف الرخوة : منها ماهو مجهور ومنها ماهو مهموس ، أمّا الحروف البينية فكلها مجهورة وليس منها المهموس .

                                وعلى هذا فالكيفيات التي يكون عليها الحبلان الصوتيان عند النطق بالحروف العربية من مخارجها الصحيحة ، بأصواتها الفصيحة ، قد انحصرت فى ست كيفيّات ، كل كيفية منها تتضمّن مجموعة من الحروف ذات طبيعة مخرجيّة واحدة ( تقريباً ) ، مما يجعل الحبلين الصوتيين يتخذان وضعاً واحداً ( تقريباً ) عند النطق بحرفٍ من هذه الحروف ، وعلى الرغم من اتحاد هذه الحروف فى طبيعة المخرج ( وليس موضع الخروج ) ؛ وأثرها على درجة الإعاقة التي يتعرض لها الصوت فى المخرج ، وكذلك اتحادها فى وضع الحبلين الصوتيين وودرجة اهتزازهما بناءً على قوة أو ضعف اعتماد القارئ على طرفي مخرج كل حرف منها ، إلاّ أنّ هذه القوة من الاعتماد وهذه الدرجة من الإعاقة فى المخرج و ما يترتب على درجة اهتزاز الوترين ليست متماثلة تماماً بين حروف كل كيفية ، وإنما هي متقاربة فى الجملة ، لأن حروف الكيفية الواحدة تختلف اختلافاً يسيراً فى قوة اعتمادها على مخارجها تبعاً لما يحمله الحرف من صفات القوة والضعف الذاتية الأخرى ، وهذا ما سنوضحه من خلال هذه الكيفيّات الست ، وهي :

                                1) مجموعة الحروف الشديدة المجهورة .
                                2) مجموعة الحروف الشديدة المهموسة .
                                3) مجموعة الحروف الرخوة المجهورة .
                                4) مجموعة الحروف الرخوة المهموسة .
                                5) مجموعة الحروف المتوسطة المجهورة .
                                6)مجموعة الحروف الرخوة الممدودة المجهورة .


                                ومجموعات الحروف هي محور حديثنا في المحاضرة التالية إن شاء الله .


                                الأسئلـة التطبيقيـة :-

                                س1: كيف تباينت صفات الحروف بحسب طبيعة المخرج ودرجة إعاقة الصوت فيه ؟
                                س2: ما معنى الشدة ؟ وما مُستحقّها ؟ وما حروفها ؟
                                س3: ما معنى الرخاوة ؟ وما مستحقها ؟ وما حروفها ؟
                                س4: ما معنى التوسط ؟ وما مستحقه ؟ وما حروفه ؟
                                س5: كيف تباينت أصوات الحروف بحسب قوة أو ضعف اعتماد القارئ على المخرج ؟
                                س6:ما معنى الجهر ؟ وما مستحقه ؟ وما حروفه ؟
                                س7: ما معنى الهمس ؟ وما مستحقه ؟ وما حروفه ؟
                                س8: ما أثر وضع أقصى اللسان داخل الفم على صوت الحرف ؟
                                س9: ما معنى الاستعلاء ؟ وما مستحقه ؟ وما حروفه ؟
                                س10: ما معنى الاستفال ؟ وما مستحقه ؟ وما حروفه ؟
                                س11: ما أثر وضع اللسان عموماً داخل الفم على صوت الحرف ؟
                                س12: ما معنى الإطباق ؟ وما مستحقه ؟ وما حروفه ؟
                                س13: ما معنى الانفتاح ؟ وما مستحقه ؟ وما حروفه ؟
                                س14: كيف تُقسّم الحروف العربية تبعاً لاستفالها أو استعلائها ، وإطباقها أو انفتاحها ؟
                                س15: وضّح أثر موضع خروج الحرف وطبيعته وقوة اعتماد القارئ عليه على صوت هذا الحرف من حيث احتباسه أو جريانه .
                                س16: لماذا سُمّيت كل من : الحروف الشديدة ، والحروف الرخوة ، والحروف المتوسطة ، بهذه الأسماء؟
                                س17: وضح أثر موضع خروج الحرف وطبيعته وقوة اعتماد القارئ عليه على درجة اهتزاز الحبلين الصوتيين ، وما يترتب على ذلك .
                                س18: هل تتأثر الشدة والرخاوة والتوسط والجهر والهمس بالصفات الصوتية الأخرى ؟ كيف ذلك ؟
                                س19: " درجة إعاقة صوت الحرف فى المخرج ودرجة اهتزاز الحبلين الصوتيين حصرت كيفيات النطق بالحروف العربية فى ست كيفيات ".
                                اشرح العبارة ، واذكر هذه الكيفيات على الإجمال .


                                انتهت المحاضرة الثالثة : تجويد الحرف (المخارج والصفات الذاتية للحروف وأثرها على صوت الحرف العربي الفصيح) ، ويليها أن شاء الله :

                                ** المحاضرة الرابعة : مجموعات الحروف وكيفيات النطق الصحيح بها وتنبيهات على أخطاء النطق الشائعة .

                                وقبل البدء بها سنعرض للصفات التي ليس ها ضد ، لنعلم تأثيرها على أصوات الحروف العربية بالإضافة لتأثير الصفات التي لها ضد مما يشكل صوت الحرف العربي الفصيح .
                                التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 01-02-2015, 10:42 PM. سبب آخر: دمج مشاركات

                                تعليق

                                يعمل...
                                X