إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أجمل ما يمكن أن تقرأ في تفسير سورة البقرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    رد: أجمل ما يمكن أن تقرأ في تفسير سورة البقرة

    جزاكم الله خيرا

    إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني
    ، وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي

    شفاكِ الله أختنا محبة السلف دعواتكم
    لها بالشفاء العاجل

    تعليق


    • #47
      رد: أجمل ما يمكن أن تقرأ في تفسير سورة البقرة

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
      سؤالي هو :
      هل جملة (الضريبة الآن) من كلامكم أم من كلام الشيخ حفظه الله؟

      ولي رجاء مع هذا الموضوع الطيب وهو الاهتمام بنقل الآيات مشكولة من أي مصدر والوقوف على ألفاظ الشيخ حفظه الله دون زيادة

      ورجاء آخر أن تتكرمي بمراجهة المقال التالي

      لا إنه من جملة كلام الشيخ وكل ما يكتب ينقل عن الشيخ -حفظه الله- ولن أقوم بوضع أي جملة من عندي لآنني في البداية قلت أني أتابع الشيخ وسأنقل عنه تفسير سورة البقرة وما أضع حتى كلمةً واحدة من عندي ، وأشكر لكم النصح وإن شاء تعالى أحاول أن أرفع الآيات مشكلة من أي مصدر وجزى الله الجميع كل خير00
      أما أختي جنة الخلد بارك الله فيكِ وجزاكِ خيراً
      إلهــي أنــت تعـلـم كيـــف حــــــالـي
      فهـــل يـا ســيـدي فــرجٌ قريــــــــب؟
      فيـــا ديــــان يـوم الديــن فـــــــــرج
      همـــومـاً في الفـــؤاد لهـا دبيـــــــبُ
      وصـل حبـلي بحبـل رضـــــــــــــــاك
      وانظر إليَّ ، وتب عليَّ، عسى أتـوبُ

      تعليق


      • #48
        رد: أجمل ما يمكن أن تقرأ في تفسير سورة البقرة

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
        معذرةً سأضطر إلى تقسيم هذه الحلقة إلى قسمين وذلك لطول تأصيل الشيخ عن معنى النفاق وأنواعه
        وهذا تأصيل وليس تفصيل وإنما سيفصل الشيخ كل آية على حدةٍ ولنا مع الآيات عودةٍ أخرى بالتفصيل إن شاء العلي القدير
        (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَاهُمْ بِمُؤْمِنِينَ)
        أيها الأفاضل هذه الآية بأجماع أهل التفسير نزلت في النفاق وأهله 0وقد بيّن الله سبحانه وتعالى أوصاف الناس الثلاثة المؤمنين في أربع أيات في ابتداء سورة البقرة، والكافرين في آيتين، والمنافقين في ثلاثة عشر أية، وذلك لخطرهم وخبثهم ومكرهم وخداعهم وخطورتهم على الإسلام وآهله فإن بلية الإسلام بهم عظيمة وإن خطرهم على الإسلام كبير لا في زمن النبي (صلى الله عليه وسلم) فحسب بل في كل زمنٍ وحينٍ،فالكافرون ظاهرون معروفون لكن المنافقين خبثاء يندسون في الصف ويصلون مع المسلمين يحضرون معهم الجماعات وربما يشهدون مع المؤمنين الغزوات وربما يتزوجون المؤمنات الطيبات ولكنهم في الوقت ذاته يظهرون الإسلام بألسنتهم التي تعودت الكذب والتي تقطر بالنفاق ويبطنو الكفر في قلوبهم ولا حول ولا قوة إلا بالله،
        لذا ذكر الله عز وجل في شأنهم في صدر هذه السورة فحسب ثلاث عشرة آية مع أنه جل وتعالى ذكر في الكافرين آيتين آثنتين وذكر في المؤمنين أربع آيات وإن دلًّ ذلك فإنما يدل على خطر النفاق وأهله وعلى خُبث النفاق وأهله0

        قال جل وعلا(وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَاهُمْ بِمُؤْمِنِينَ* يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ* فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ)

        والآن قبل أن نقف على مفردات الآيات وعلى معاني تلك الآيات القرأنية يجب أن نقف وقفة متأنية لنأصل فيها النفاق لغةً واصطلاحاً ولنتعرف على خطر النفاق وآهله وعلى أخبث صفات المنافقين وسأسقط على الواقع،
        نعم أيها الأفاضل فما أخبث النفاق وما أخطر المنافقين وما هُزمت الآمة قط وما تحكم فيها الآراذل والأنجاس إلا على أيدي المنافقين المخادعين المضللين المهرجين الذين يحسنون الكلم ويجيدون العزف على أوتارالمشاعر والعواطف فيظهرون بكلماتهم أعذب الكلمات وآنهما أحرص الناس على أمة رسول رب الأرض والبريات وهم في الحقيقة أعداءٌ حقيقيون، وهم في الحقيقة خبثاء ومجرمون لا يريدون الخير لهذا الدين ولا لهذه الآمة وشاء ربي وهو أحكم الحاكمين الذي له الحكمة البالغة والحجة الساطعة والرحمة الواسعة شاء جل جلاله أن يظهر المنافقين في كل زمنٍ وحين, نعم يعرفهم أهل البصيرة ويعرفهم أهل الإيمان يعرفونهم بالنظر إلى سيماهم فالنفاق يظهر على الوجوه أي ورب الكعبة النفاق يظهر على الوجوه بل ويظهر على الألسنة، وأنا أُضيف لشيخنا ابن القيم الذي قال –رحمه الله- يأبى الله إلا أن يظهر المنافقين في كل زمنٍ وحينٍ على صفحات وجوههم وفي زلات ألسنتهم فأضيف وأقول يأبى الله إلا أن يظهر المنافقين في كل زمنٍ وحينٍ على صفحات وجوههم وفي زلات ألسنتهم وفي مداد أقلامهم العفن النتن وفي كلماتهم الخبيثة التي تظهر بكل جرأةٍ ووقاحة على شاشات الفضائيات فما أخبث المنافقين في هذه الأيام! كان المنافقون على عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) يستترون لكنهم في عصرنا يظهرون نفاقهم بكلماتهم الخبيثة وأفعالهم الشنيعة ولا يستحي الواحد منهم أن يعلن أنه مصلحٌ بل صالحٌ في ذاته مصلحٌ لمجتمعه ومصلحٌ لآمته زمصلحٌ لغيره ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم،
        فتعالوا بنا آيها الأفاضل لنقف الليلة على هذا التأصيل المهم مع معنى النفاق لغة واصطلاحاً ثم بعد ذلك نطوف معاً في هذا البستان اليانع الماتع لنقف على معاني كلمات الملك الجليل في هذه الآيات الطويلة في شأن المنافقين وفي خبث وخطر النفاق أعاذني الله وإياكم من النفاق ومن شر المنافقين،
        ما هو النفاق؟ النفاق لغةً مأخوذ في لغة العرب من مادة نفق والنفق هو المسلك النافذ بين ممرين أو بين طريقين الذي يمكن الخروج منه (فكلنا يعرف الآنفاق) فيمكن أن تدخل من جهةٍ وتخرج من جهةٍ أخرى فالنفق مادةٌ في لغة العرب تدل على الخروج ،والمنافقون هم الخارجون من دين الله،
        قال تعالى (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) أي الخارجون من دين الله جل وعلا فالنفاق مأخوذ من مادة نفق التي تدل على الخروج ولذلك
        النافقاء حجر الضب واليربوع وسمى علماء اللغة المنافق منافقاً لآظهاره خلاف ما يبطن وغير ما يضمر فالمنافق مخادع ماكر خبيث شرير فالنفاق من جنس الخداع ولذا فالنافقاء الذي هو جحر الضب واليربوع ظاهره تراب وباطنه حفرٌعميقٌ إذا اقتربت رأيته تراباً ولكن في باطن هذا الجحر حفرٌ
        عميقٌ يخرج الضب منه إذا داهمه الخطر من الناحية الآخرى بحيث لا تراه لكي يخدع صياده فيظهر له التراب حتى إذا مد يده في التراب ليصطاد الضب يكون هو قد حفر حفراً عميقاً فيخرج من الجهة الاخرى000 وكذلك المنافق فهو مخادع ماكر خبيث ظاهره إيمان وباطنه كفر فالنفاق من جنس الخداع والمكر والشر والخبث والدهاء 0
        هذا هو المعنى اللغوي للنفاق وهو لا يبتعد كثيراً عن المعنى الشرعي الاصطلاحي للنفاق،

        فالنفاق شرعاً واصطلاحاً هو إظهار الإسلام والإيمان باللسان وإبطان الكفر بالقلب أو كتمان الكفر في القلب أو اعتقاد الكفر في القلب وهو قسمان نفاقٌ أكبر ونفاقٌ أصغر0
        أما النفاق الأكبر: هو الذي عرفته أنفاً هو نفاق الإعتقاد هو أن يظهرالمنافق الإسلام والإيمان بلسانه
        (إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوانَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (وما أيسر قول المنافقين وما أبرعهم في التنظيرتراهم في مجلس من الجالس أو في محفلٍ من المحافل الدولية والمحلية يتكلم بكلماتٍ خلابةٍ كما سأبين بإذن الله تعالى يظهر الإسلام بلسانه ويظهر الإيمان ببيانه وهو يعتقد الكفر بجنانه ويبطن الكفر بقلبه وباطنه ولا حول ولا قوة إلا بالله هذا هو النفاق الأكبر نفاق الإعتقاد وصاحبه في الدرك الأسفل من النار0
        أما القسم الثاني فهو النفاق الأصغر: وهو نفاق العمل 0

        وإياك أن تعتقد أن هذا الكلام ليس لي أو لك أولكِ فهذا الكلام لنا قبل غيرنا حتى لا تسقطه على غيرك

        وقد جمع النبي (صلى الله عليه وسلم) أصول النفاق العملي في خمس خصال (وسنفتش هكذا لنعلم كم خصلة موجودة فينا ولا حول ولا قوة إلا بالله) أقول وقد جمع النبي (صلى الله عليه وسلم) أصول النفاق العملي في خمس خصال بمجموع الروايتي أبي هريرة وعبد الله بن عمرو والروايتين في صحيح البخاري ومسلم وغيرهما الرواية الأولى
        عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال أية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان0

        وفي الروية الأخرى لعبد الله بن عمرو في الصحيحين أنه(صلى الله عليه وسلم) قال أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً ومن كان فيه خصلةٌ منهن كان فيه خصلةٌ من النفاق حتى يدعها وإذا اؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر 0

        يا ترىفيك كم صفة موجودة إلى الآن إذا حدث كذب وهل مصيبة البشرية والعالم إلا بالكذب؟!! آزمة العالم آزمة صدق فالكل يكذب إلا من رحم ربي - جل وعلا- فالحاكم يكذب على محكوميه، والمحكومون يكذبون على الحاكم والنائب يكذب على ناخبيه والناخبون يكذبون على النائب والوالد يكذب على أولاده والأم تكذب على أولادها والأولاد يكذبون على الوالدين والأخ يكذب على أخيه والتاجر يكذب على زبائنه والزبائن يكذبون على التاجر حالةٌ من الكذب لا يعلمها إلا الله قلّ أن تجد الآن من يصدق في قوله وفي فعله وفي حاله صار الصادقون في البشرية عامة وفي الآمة خاصة صاروا قلة 0





        التعديل الأخير تم بواسطة منايا طيبة; الساعة 31-03-2010, 09:32 PM. سبب آخر: تكبير الخط
        إلهــي أنــت تعـلـم كيـــف حــــــالـي
        فهـــل يـا ســيـدي فــرجٌ قريــــــــب؟
        فيـــا ديــــان يـوم الديــن فـــــــــرج
        همـــومـاً في الفـــؤاد لهـا دبيـــــــبُ
        وصـل حبـلي بحبـل رضـــــــــــــــاك
        وانظر إليَّ ، وتب عليَّ، عسى أتـوبُ

        تعليق


        • #49
          رد: أجمل ما يمكن أن تقرأ في تفسير سورة البقرة

          السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
          الاخت الحبيبة الغالية محبة الرسول و آله
          حقا سلمت اناملك مجهود اكثر من رائع تستحقين عليه الشكر الجزيل اشكر لك جهدك و صبرك و اتمني منك المداومة والا تحرمينا من هذا التفسير .. اسال الله ان يتقبل عملك و ان يجعله في ميزانك و في انتظار المزيد منك تحيات عطرة لك مني

          تعليق


          • #50
            رد: أجمل ما يمكن أن تقرأ في تفسير سورة البقرة

            بارك الله فيكم
            التعديل الأخير تم بواسطة *أمة الرحيم*; الساعة 10-02-2013, 07:42 PM. سبب آخر: صاحبة الموضوع اخت وليست أخ

            تعليق


            • #51
              رد: أجمل ما يمكن أن تقرأ في تفسير سورة البقرة

              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
              السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
              الاخت الحبيبة الغالية محبة الرسول و آله
              حقا سلمت اناملك مجهود اكثر من رائع تستحقين عليه الشكر الجزيل اشكر لك جهدك و صبرك و اتمني منك المداومة والا تحرمينا من هذا التفسير .. اسال الله ان يتقبل عملك و ان يجعله في ميزانك و في انتظار المزيد منك تحيات عطرة لك مني
              وجزاكِ الله خيراً أختي (منايا طيبة) على تعديلك للخط وتكبيره جزاكِ الله خيراً كثيرا وأنا حاولت تعديله لكنني ما تمكنت من ذلك أتمنى لو ترينني كيف يتم التعديل خاصة أنني حاولت ولم أجد بعد التعديل الأيقونة الخاصة بالخط
              وجزى الله الجميع خيرا وبارك في شيخنا الجليل ونفعنا الله بعلمه وما حرمنا من علمه وعمله
              إلهــي أنــت تعـلـم كيـــف حــــــالـي
              فهـــل يـا ســيـدي فــرجٌ قريــــــــب؟
              فيـــا ديــــان يـوم الديــن فـــــــــرج
              همـــومـاً في الفـــؤاد لهـا دبيـــــــبُ
              وصـل حبـلي بحبـل رضـــــــــــــــاك
              وانظر إليَّ ، وتب عليَّ، عسى أتـوبُ

              تعليق


              • #52
                رد: أجمل ما يمكن أن تقرأ في تفسير سورة البقرة

                سمع حذيفة بن اليمان- رضي الله عنه- رجلاً يقول اللهم أهلك المنافقين فالتفت إليه حذيفة وقال لوهلك المنافقون لاستوحشتم في الطرقات (أي لوجدتم الشوارع فارغة لم تجد فيها ماشياً لمِّ؟ لكثرة المنافقين وقلة المؤمنين) فأزمة العالم والبشرية أزمة كذب ،قلّ الصادقون ولا حول ولا قوة إلا بالله0 هذه صفات المنافقين هذا هو النفاق العملي 0
                وستجد الآن من يقول ما لنا وما النفاق كان ذلك في عهد رسول الله(صلى الله عليه وسلم) ما لنا نحن الآن بالنفاق لتفرد له حلقة كاملة

                أهٍ روى البخاري تعليقاً بسندٍ صحيح عن ابن أبي مُليكة قال أدركت ثلاثين من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) كلهم يخاف النفاق على نفسه 0
                يالله والله العظيم يكاد القلب أن ينخلع،والله أتعرف من كان في هؤلاء الثلاثون؟ قال الحافظ بن حجر منهم على بن أبي طالب وأبي هريرة وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو وعبد الله بن عباس وأم المؤمنين عائشة وأم المؤمنين أم سلمة، حقاً إنه شئٌ يخلع القلب أتظن آنني أكبر من الوقوع في النفاق أو أن حضرتك أكبر من أن تقع في النفاق هذه هي الكارثة هذه هي المصيبة فالكل يتصور أن الكلام ليس لنا مالنا ومال النفاق وقد نكون غرقى في النفاق في نفاق العمل، وخذ حذرك فنفاق الإعتقاد ونفاق العمل العقلاء يخافونه ويخشونه والله لقد قطَّّع الخوف من النفاق قلوب الصحابة المؤمنين الصادقين السابقين المخلصين الذين زكاهم رب العالمين وعدّلهم سيد المرسلين
                يقول أدركت ثلاثين من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) كلهم يخاف النفاق على نفسه كلهم كلهم يخاف النفاق على نفسه ما منهم أحد يقول إنه على إيمان جبريل وميكائيل
                أما نحن الآن فتجد من يقول لا أنا إيماني أعلى من إيمان جبريل وأعلى من إيمان ميكائيل فإيماني يفوق إيمان الصديق وإيمان عمر! كلنا إلا ما رحم ربنا يقول إيماني على من إيمان جبريل وعلى من إيمان ميكائيل وعلى إيمان أبي بكر وعمرسبحان الله0
                علي بن أبي طالب المبشر بالجنة الذي قال له النبي (صلى الله عليه وسلم) لآعطين الراية غداً لرجل يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله0

                الذي قال له النبي (صلى الله عليه وسلم) ألا ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى غيرأنه لا نبي بعدي يخاف علىٌّ على نفسه النفاق 0
                عمربن الخطاب الذي أجرى الله الحق على لسانه وقلبه كان يخشى النفاق ذهب إلى حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه-الذي أطلعه النبي (صلى الله عليه وسلم) على أسماء المنافقين في طريق عودته من غزوة تبوك أولئك المجرمون الذي أرادوا أن يكسعوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من على الجبل ليسقطوه في الوادي ليقتلوه في الليل البهيم الأسود الشديد الظلام والسواد وأطلع الله نبيه على المنافقين على أسماء أولئك الخبثاء المجرمين وأطلع النبي حذيفة بن اليمان على أسماء هؤلاء فحذيفة هو أمين السر النبوي ولما سمع عمر بن الخطاب أن رسول الله أطلع حذيفة على أسماء المنافقين ذهب عمر الفاروق إلى حذيفة يقول نشدتك بالله - وفي لفظٍ أنشدك الله - يا حذيفة هل سماني لك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في المنافقين قال لا ، ولا أُزكي بعدك أحداً0
                ياالله ياالله ياالله اللهم نجنا من النفاق واعصمنا من الرياء وارزقنا الصدق والإخلاص يا أرحم الراحمين،
                الفاروق عمر يخاف من النفاق يا سادة يا سادة يا من تزعمون أنكم على إيمان جبريل وميكائيل وأنكم تفوقتكم بإيمانكم على إيمان الصديق وعلى إيمان عمر،
                عمر يخشى على نفسه النفاق ،

                على بن أبي طالب ،أبي هريرة ،عبد الله بن عمر،عبد الله بن عمرو ،عبد الله بن عباس ،أم المؤمنين عائشة ،أم المؤمنين أم سلمة يخشون على أنفسهم النفاق فماذا أقول أنا؟!! ماذا نقول نحن؟!! والله قد قطّع النفاق قلوب الصحابة الصادقين 0
                قال الحسن البصري - رحمه الله- ما أمن النفاق إلا منافق وما خاف النفاق إلا مؤمن0
                ولما مات عثمان بن مظعون- رضي الله عنه- وهو أول من لُقب بالسلف الصالح وهوأول من دُفن بالبقيع وهو ممن شهدوا بدراً والرسول يقول لعل الله أطّلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم
                لما مات قالت امرأة من الأنصار يقال لها أم العلاء قالت رحمة الله عليك أبا السائب شهادتي عليك أن الله أكرمك فسمعها رسول الله وقال لها النبي (صلى الله عليه وسلم) وما يدريكِ أن الله أكرمه! فقالت سبحان الله فمن؟! قال (صلى الله عليه وسلم) أما هو فقد جاءه اليقين ووالله إني لآرجو له الخير ثم قال والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي ولا بكم0
                تجد الآن من يقول أنا تحدثني أنا عن النفاق! أنا أقع في النفاق ! هذا غارقٌ في النفاق ،أما من هو في رعبٍ وفي فزع يصلي ويصوم ويعتمر ويزكي ويحج ويقيم الليل ويخشى لسانه ونظره وجنانه ويراقب جوارحه وآركانه ومع ذلك خائف يدعو الله اللهم نجنا اللهم سلمنا يارب هذا هو المؤمن هذا هو المؤمن،
                قال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه- كما في صحيح البخاري إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعدٌ تحت جبلٍ يخاف أن يخر عليه، أما المنافق يرى ذنوبه كذباب سقط على أنفه فقال به هكذا أي ذبه فطار
                فالمؤمن خائف من الذنوب وكأنه قاعدٌ تحت جبل وفي أي لحظةً سوف يقع عليه هذا الجبل فيدمره، خائف من الذنوب تهلكه تدمره في الدنيا والأخرة،أماالمنافق فهو لا يكترث بالذنوب ولا يأبه بالمعاصي لا يخشى من لسانه ولا من عفن جنانه ولا من خبث جوارحه وآركانه هذا هو المنافق ولا حول ولا قوة إلا بالله، فالمؤمن يخشى النفاق ويخشى ان يقع في النفاق في أي لحظة، يا أخي
                ما سُمّي القلب إلا من تقلبه فاحذر على القلب من قلبٍ وتحويلِ
                فهذا القلب يتقلب في لحظة في ثانية الريشة في الصحراء تقلبها الريح ظهراً لبطن مرات ومرات ومرات كذلك القلب قلبك الآن على حال وبعد قليلٌ نفترق وتقلب على فضائية أخرى لا ترعى في المسلمين إلاً ولا ذمةً فيتحول قلبك إلى حالٍ أخر
                يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، يا مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك،ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمةً إنك أنت الوهاب،
                والله لقد مُلئت قلوب القوم إيماناً ويقيناً وإحساناً وتسليماً ومع ذلك يخشون النفاق،! يخشون على أنفسهم من الوقوع في النفاق،!وهذا عن دلَّ فإنما يدل على ورعهم وعلى خوفهم وإجلالهم لربهم تبارك وتعالى،
                أيها الأحبة : لخطورة النفاق وأهله كاد القرأن الكريم كله أن يكون في المنافقين، ماذا تقول أيها الشيخ؟ أقول لخطورة النفاق وأهله كاد القرأن الكريم كله أن يكون في المنافقين، انظر في صدر سورة البقرة ثم بعد ذلك أفرد الله عزوجل للمنافقين سورة كاملة ألا وهي سورة المنافقون بل وذكر صفاتهم الخبيثة في سورة براءة - سورة التوبة- وأكثر منها جداً وذكر صفاتهم الخبيثة أيضاً في سورة النور وفي غيرها وغيرها من سو رالقرآن الكريم ولا سيما السورالمدنية التي نزلت في المدينة على رسول الله(صلى الله عليه وسلم) لآن النفاق لم يظهر إلا في المدينة كما سيأتي بيانه إن شاء الله0
                أقول لخطورة النفاق وأهله على الإسلام والمسلمين كاد القرأن الكريم كله أن يكون في شأن النفاق وفي بيان خطرالمنافقين، فلقد كشف القرآن الكريم أستارهم، وهتك أسرارهم، وفضح أمورهم،وبيّن سماتهم، وبيّن كلماتهم،وأظهر أفعالهم، وبيّن أخلاقهم، بصورةٍ جليةٍ واضحةٍ ولا ينبئك عن القوم مثل خبير،
                فقال جل جلاله (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ )

                إن بلية الإسلام بهم شديدةً لآنهم ينسبون إليه وهم أعداءه في الحقيقة وهذا مكمن الخطر، فالكافر كافر،ظاهر،عدوك الأصلي ظاهر إنما المنافق معك في الصف يرفع معك نفس الراية ويثبطك ويملأ قلبك بالإرجاف وبالهزيمة النفسية، فبلية الإسلام بهم عظيمة، ونكبة الإسلام بهم كبيرة، وخطورتهم على الإسلام والمسلمين شديدة،لآنهم يظهرون أنهم يريدون الإصلاح والخير للدين وللأمة وهم أعداء الدين والأمة في الحقيقة، فلله كم من معقلٍ للإسلام قد هدموه! وكم من حصنٍ للإسلام قد خربوه! وكم من علمٍ للإسلام قد طمسوه! وكم من لواءٍ للإسلام قد وضعوه! فلا يزال الإسلام وآهله منهم في بلية بعد بلية، ومحنة بعد محنة، وبعد كل ذلك يزعمون إنهم مصلحون نعم مصلحون (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ* أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ)
                نعم يزعمون إنهم مصلحون وإنهم يحملون برامج إصلاحية وإنهم يريدون تقدم الأمة وحريتها وسعادتها وهم المفسدون أعداء الأمة في الحقيقة0
                لبسوا ثياب آهل الإيمان على قلوب آهل الزيغ والكفروالخسران0
                فالظواهر ظواهر الأنصار والبواطن بواطن الكفار، ألسنتهم ألسنة المسالمين وقلوبهم قلوب المحاربين، ومع ذلك يقولون وبكل صفاقة ووقاحة (آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ* يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ*فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ) إنه أخبث مرض، مرض النفاق فلكل واحدً منهم وجهان، وجهٌ يلقى به المسلمين فيتكلم معهم إذا لاقاهم بالآية وبالحديث، وله وجهٌ أخر يلقى به إخوانه من الشياطين فإذا لاقاهم غمز ولمز، ولا حول ولا قوة إلا بالله00
                ولكل واحدٍ منهم لسانان، لسان يخاطب به المسلمين و المؤمنين إذا ما واجههم وقابلهم، ولسانٌ يعبر به عما في صدره من حقد وكفرٍ دفين،
                (إِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُون*اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ*أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ)
                ما كانوا مهتدين ولم يكونوا أبداً مهتدين إلا إذا تابوا إلى رب العالمين وطهروا القلوب من هذا النفاق والغل والحقد الدفين،
                كان على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ* سَوَاء عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)
                لووا رءوسهم كانوا يلوون رءوسهم تكبراً، لن يغفر الله لهم يا الله إن الله لا يهدي القوم الفاسقين أي الخارجين عن دين رب العالمين ترى الواحد منهم حائراً،تائهاً، كالشاة الحائرة بين الغنمين تيعر إلى هذا القطيع تارة وتيعر إلى هذا القطيع تارة (مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا)
                فهم من ألطف الناس بياناً ومن أخبث الناس جناناً ومن أجمل الناس وجوهاً وأجساماً (وَإِذَارَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)
                ومن أقبح صفات هؤلاء الذين جلاها لنا تبارك وتعالى أنهم يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف، (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوااللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمْ الْفَاسِقُونَ)
                أي والله بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف، بخلاء حريصون على المال وعلى الدنيا ولو انفق ينفق من أجل السمعة والرياء لا من أجل رب الأرض والسماء، يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف فأصبحت البدعة عندهم سنة، وأصبح الحلال عندهم حرام، وأصبح المعروف عندهم منكراً، وأصبح الهدى عندهم ضلالة،واصبح الحق عندهم باطلاً، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم،
                نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون أي هم الخارجون عن ملة الإسلام وعن دين رب العالمين،

                ومن أخبث وأخطر صفاتهم أنهم معرضون عن شرع الله - جل وعلا- فهم لا يريدون أن يتحاكموا إلى شرع الله،

                قال تعالى (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالا بَعِيدًا . وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا)
                تجدهم يقولون لا نحن سنأخد من القرآن ما يتفق معنا الآن أتريد أن تعود بنا ألف واربعمائة عام؟! أتريد ان يكون عهدنا كعهد النبي لا هذا لن ينفع الآن !! ولاحول ولا قوة إلا بالله0
                أما أنا فأقول أن هذا القرآن لكل زمانٍ ومكانٍ لا أقول صالحٌ لكل زمان ومكان بل أقول يصلح كل زمانٍ ومكانٍ لآنه كلام الرحيم الرحمن الذي قال (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ )
                إذاً فالمنافقون بنص القرآن الكريم هم الذين يصدون حكم رب العالمين، ويمنعون تشريع رب العالمين، أقسم بالله كلنا مسئول عن تطبيق شرع الله جل وعلا وعن تحكيم دين الله جل وعلا فلا تعلق هذا على غيرك كلنا مسئول أمام ربنا جل جلاله،

                أعد قراءة الآيات مرة بعد مرة ستجد أن من اخبث صفاتهم أنهم يصدون شرع رب العالمين، ويصدون حكم أحكم الحاكمين وحكم سيد المرسلين،
                فصفاتهم يجليها لنا ربنا بأجلى بيان،وبأوضح كلام،
                أهٍ، هذا هو الإسلام وهذا هو الإيمان فلتنظر كل نفسٍ أين هي من الإسلام، وأين هي من الإيمان؟ يقسم ربنا الرحمن فيقول تعالى (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تسليما)
                قال شيخنا ابن القيم تحكيمهم لرسول الله في كل شئٍ مقام إسلام، وعدم وجود الحرج في الصدر لحكمه (صلى الله عليه وسلم) مقام إيمان، والتسليم المطلق لحكمه (صلى الله عليه وسلم) مقام إحسان،

                فهل يصح بعد الآن أن أكون أنا العبد الفقير أن أشرع بعيداً عن الملك الرحمن؟!، أنا العبد الحقير الفقير المحكوم بالشهوات، والمحكوم بالنزوات، والمحكوم بالرغبات، المحدود بالزمان المحدود بالمكان الذي إن عشت في زمنٍ لا أعيش في غيره، وإن عشت في مكانٍ لا أعيش في غيره، فكيف لي بجرأة وصفاقة أن أدعيّ أنني أستطيع أن أشرع لبني البشر ما يسعدهم في الدنيا والأخرة؟!!!
                يا أخي لو تعطلت سيارتك فلن تذهب بها على طبيب أسنان بل تذهب بها إلى الميكانيكي المتخصص في تصليح السيارات لأن هذه صنعته وأنت صنعة الخالق جل وعلا (صنع الله الذي أتقن كل شئ)
                فإن تعطل فيك شئ أو تعطل فيك عضو فيجب أن ترد هذا العطل وهذا العطب إلى خالقك جل جلاله، (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) ترجع إلى الخالق تعرف أين العلة؟ وما سببها؟ وما الداء؟ وما الدواء؟
                أسمع ماذا سأقول الآن
                إن الحياة البشرية من خلق الله ولن تفتح مغاليق فطرتها إلا بمفاتيح من عند الله ولن تعالج أمراضها وعللها إلا بالدواء الذي يقدم لها من عند الله بيد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فكل الطرق إلى الله مسدودة إلا من طريق المصطفى (صلى الله عليه وسلم)0
                وسامحوني اخواني على هذا التطويل فأستطيع أن القي بمعنى كل كلمة من كلمات القرآن وأنهي البقرة في شهرٍ واحدٍ ولكني أُريد أن أتربى مع أمتي الحبيبة بالقرأن كما ربى الحبيب المصطفي الأمة بالقرأن أول مرة،والله كان عندي الكثير من المعاني عن النفاق ولكن يكفي ذلك
                اللهم أعصمني وإياكم من النفاق، وقني وإياكم شر المنافقين، واجعلني وإياكم من المؤمنين الصادقين،إنه ولي ذلك والقادر عليه،
                التعديل الأخير تم بواسطة منايا طيبة; الساعة 06-04-2010, 12:35 AM. سبب آخر: تعديل بسيط في التنسيق
                إلهــي أنــت تعـلـم كيـــف حــــــالـي
                فهـــل يـا ســيـدي فــرجٌ قريــــــــب؟
                فيـــا ديــــان يـوم الديــن فـــــــــرج
                همـــومـاً في الفـــؤاد لهـا دبيـــــــبُ
                وصـل حبـلي بحبـل رضـــــــــــــــاك
                وانظر إليَّ ، وتب عليَّ، عسى أتـوبُ

                تعليق


                • #53
                  رد: أجمل ما يمكن أن تقرأ في تفسير سورة البقرة

                  السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

                  الاخت الحبيبة محبة الرسول و آله

                  مبروك علي تكبير الخط عرفتي لوحدك تكبريه

                  و شكرا لك علي مجهودك الضخم في التفسير أسأل الله ان يجازيك خير الجزاء

                  و حقا امر النفاق خطير جدا جدا

                  و كانت كتابتك لهذا الموضوع بمثابة جرس انذار و تذكير لي

                  ذكرني بمراعاة الاخلاص فكما تعلمين اختاه فنحن دائما ننسي و بحاجة للتذكير دائما

                  الشيخ الفاضل محمد حسين يعقوب ذكر في كتابه (الانس بذكر الله):

                  اذا كنت تخشي الرياء فعليك بهذا الدعاء كل يوم لدفع الرياء

                  اللهم إنا نعوذ بك من أن أشرك بك شيئا نعلمه و نستغفرك لما لا نعلم(ثلاث مرات)

                  ثم أكمل الشيخ
                  واحذر الشرك ظاهره و باطنه ,قليله و كثيره,قال رسول الله صلي الله عليه و سلم

                  (ايها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفي من دبيب النمل) فقال له من شاء الله أن

                  يقول:و كيف نتقيه و هو أخفي من دبيب النمل يا رسول الله؟!قال:(قولوا:اللهم إنا

                  نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه,وتستغفرك لما لا نعلم)
                  (صحيح الادب المفرد:716)

                  تعليق


                  • #54
                    رد: أجمل ما يمكن أن تقرأ في تفسير سورة البقرة

                    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



                    الاخت الحبيبة محبة الرسول و آله


                    مبروك علي تكبير الخط عرفتي لوحدك تكبريه

                    و شكرا لك علي مجهودك الضخم في التفسير أسأل الله ان يجازيك خير الجزاء

                    و حقا امر النفاق خطير جدا جدا

                    و كانت كتابتك لهذا الموضوع بمثابة جرس انذار و تذكير لي

                    ذكرني بمراعاة الاخلاص فكما تعلمين اختاه فنحن دائما ننسي و بحاجة للتذكير دائما

                    الشيخ الفاضل محمد حسين يعقوب ذكر في كتابه (الانس بذكر الله):

                    اذا كنت تخشي الرياء فعليك بهذا الدعاء كل يوم لدفع الرياء

                    اللهم إنا نعوذ بك من أن أشرك بك شيئا نعلمه و نستغفرك لما لا نعلم(ثلاث مرات)

                    ثم أكمل الشيخ
                    واحذر الشرك ظاهره و باطنه ,قليله و كثيره,قال رسول الله صلي الله عليه و سلم

                    (ايها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفي من دبيب النمل) فقال له من شاء الله أن

                    يقول:و كيف نتقيه و هو أخفي من دبيب النمل يا رسول الله؟!قال:(قولوا:اللهم إنا

                    نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه,وتستغفرك لما لا نعلم)

                    (صحيح الادب المفرد:716)



                    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،،،
                    لا يا أختي بارك الله فيكِ إلى الأن ما عرفت كيفية تكبير الخط أنا كبرته قبل التعديل أما لو أنني نسيت وعدت للتعديل فإنني ما أجد أيقونة التكبير وكان عندي جزء كبير ما استطعت تعديله ولكن بعض الأخوات الفاضلات مثلكِ قمن بذلك وجزاكِ الله خيراً وإياهم على هذا الإهتمام ورزقكم الله الإخلاص والقبول
                    نعم اختي فإن من أشد الأخطار على قلب الإنسان خطر النفاق فلربما يقع فيه وهو لايدري اللهم جنبنا النفاق وأهله وارزقنا الإخلاص واجعل عملنا خالصاً لوجهك الكريم ، ولا تحرمنا لذة النظر إليك وأنت أرحم الراحمين فارحمنا وأغفر لنا زلاتنا وذنوبنا إنك ولي ذلك والقادر عليه



                    التعديل الأخير تم بواسطة منايا طيبة; الساعة 13-05-2010, 11:15 PM.
                    إلهــي أنــت تعـلـم كيـــف حــــــالـي
                    فهـــل يـا ســيـدي فــرجٌ قريــــــــب؟
                    فيـــا ديــــان يـوم الديــن فـــــــــرج
                    همـــومـاً في الفـــؤاد لهـا دبيـــــــبُ
                    وصـل حبـلي بحبـل رضـــــــــــــــاك
                    وانظر إليَّ ، وتب عليَّ، عسى أتـوبُ

                    تعليق


                    • #55
                      رد: أجمل ما يمكن أن تقرأ في تفسير سورة البقرة

                      (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَاهُمْ بِمُؤْمِنِينَ* يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ*في قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ )
                      أيها الأفاضل هذه الآية بإجماع أهل التفسيرنزلت في النفاق وأهله وقد تحدثنا بفضل الله -جل وعلا- عن النفاق لغة واصطلاحاً وعن أقسام النفاق النفاق الأكبر نفاق الإعتقاد وعن النفاق الآصغر نفاق العمل نفاق العمل وبينَّت خطر النفاق وتحدثت على كثير من صفات المنافقين، والنفاق والمنافقون نموذجٌ متكرر لا يخلو منه ولا منهم زمانٌ ولا موطنٌ ولو أهلك الله المنافقين لاستوحش المؤمنون في الطرقات كما قال حذيفة بن اليمان-رضي الله عنه- نعم أيها الأفاضل كثيرةٌ هي صفات المنافقين وهي صفات مشتركةٌ فالمنافقون تجمعهم صفاتٌ واحدة في زمن الوحي وفي زماننا وفي كل زمنٍ إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ومن أخبث صفاتهم أنهم يعلنون الإيمان بأقوالهم وكلماتهم وآلسنتهم ويبطنون الكفر بقلوبهم هذه هي أخبث صفات المنافقين بل هذا هو النفاق الأكبر نفاق الإعتقاد الذي يخرج صاحبه من الملة باتفاق آهل العلم أن يظهر الإسلام والإيمان بكلامه وقوله ولسانه وبيانه وأن يبطن الكفر بقلبه أعاذني الله وإياكم من النفاق كبيره وصغيره،

                      أقول أنهم يعلنون الإيمان بأقوالهم وكلماتهم وآلسنتهم ويبطنون الكفر بقلوبهم وهو يعتقدون بذلك انهم أذكياء وأنهم يمتلكون من الدهاء ومن الخداع ومن التضليل ما يستطيعون أن يخدعوا به المؤمنين الصادقين بل ورب العالمين - جل جلاله- هكذا يزعم المنافقون في كل زمان ومكان
                      (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ)


                      لماذا هذا التضليل؟
                      لماذا هذا الخداع؟
                      ولماذا هذا الدهاء؟
                      ولماذا هذا المكر؟
                      وذلك لآن قلوبهم مريضة بأخبث الآمراض ألا وهو مرض النفاق.
                      (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ )

                      أقول يدعون أنهم أذكياء ويدعون أنهم يمتلكون من الدهاء ومن الخداع ومن التضليل ما يستطيعون أن يخدعوا به المؤمنين الصادقين بل ورب العالمين - جل جلاله- وهنا يفاجأ المنافقون الأغبياء مفاجأة شديدة حادة، فيفاجأ المنافقون بالقرآن يتنزل على قلب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) يهتك أستارهم، ويكشف أسرارهم، ويبين خبث صفاتهم، بل ويخرج ما يحمله القوم في قلوبهم من كفرٍ دفينٍ، ومن حقدٍ خبيث على الإسلام وآهله فينزل قول الله -جل وعلا- ليفضح أستارهم فقال تعالى
                      (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَاهُمْ بِمُؤْمِنِينَ* يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ)

                      نعم فهم مغفلون، مخدعون، مضلَلون، وإن زعموا وظنوا أنهم خادعون مضلِلون ماكرون أذكياء يمتلكون قدراً كبيراً من المكر والدهاء فهم مخدعون مغفلون سذج لا يعلمون أن الله تعالى يعلم سرهم ونجواهم ويُظهر ما يحملونه في قلوبهم من كفر وفي صدورهم من حقدٍ دفين على الإسلام وآهله

                      فهم لا يخدعون إلا أنفسهم ولا يهلكون إلا أنفسهم ويريدون بأنفسهم الشر من حيث لا يشعرون بل يجرون أنفسهم إلى شر مصير إلى النار وبئس المصير
                      (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ)


                      (وَمِنْ النَّاسِ) اختلف النحويون على لفظة الناس فانتبهوا معي بالله عليكم فستجد أن الله تبارك وتعالى يكذب أولئك الناس مهما أدعوا وقالوا بألسنتهم بأنهم مؤمنون فالله جل وعلا يكذب دعواهم، ويكذب قولهم، فيقول سبحانه
                      (إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لكاذبون)
                      ويقول سبحانه وتعالى في الآية التي معنا (وَمَاهُمْ بِمُؤْمِنِينَ) فمهما ادعى القوم ومهما رددوا بألسنتهم فما هم بمؤمنين إنهم كذابون في دعواهم بأنهم يؤمنون بالله تعالى وباليوم الآخر، لا ليس الأمر كذلك ما حقق القوم الإيمان بالله قط، وما حقق القوم الإيمان باليوم الآخر قط، وإنما هم كاذبون في دعواهم يكذبهم ربنا جل وعلا الذي يعلم سرهم ونجواهم فيقول سبحانه وَمَاهُمْ بِمُؤْمِنِينَ ،،

                      (وَمِنْ النَّاسِ) الناس قال آهل اللغة هو اسم من اسماء الجموع أي لا مفرد له من لفظه وإنما مفرده إنسان للمذكر وإنسانة للمؤنث على غير لفظة الناس، فمفرد الناس إنسان والمفردة المؤنتة منه إنسانة وتصغيره نويس هكذا قال النحويون

                      فالناس من النوس مشتقٌ هذا اللفظ من النوس وهو الحركة، يقول العرب ناس ينوس أي تحرك، ومنه حديث أم ذرع (أناس من حليٍ أُذنيَّ) أي أتى لها زوجها بالذهب الذي يتحرك في أُذنيها دلالة على إكرامه لها وعلى العز الذي تعيش فيه مع زوجها (أناس من حليٍ أُذنيَّ) أي ذهبٌ به حركة وفيه إظهار للكرم والعز والغنى الذي تعيش فيه..

                      وقيل أيضاً بل لفظة الناس مشتقة من نسيَّ أي من النسيان،
                      وقد قال ابن عباس - رضي الله عنه- نسى أدم عهد الله فسُميَّ إنساناً..

                      وفي التنزيل العزيز( وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً)
                      وفي الحديث فنسى آدم فنسيت ذريته، وجحد آدم فجحدت ذريته.
                      بل ولله در القائل

                      فإن نسيت عهوداً منك سالفةً فاغفرفأول ناسٍ أول الناسِ
                      بل وقيل لفظ الناس مشتقٌ من الأُنس وسُميًّ الإنسان إنساناً لآنسه بحواء ،

                      وقيل لآن الله - جل وعلا- قد أناط بهذا الأنس بين آدم أي آدم وحواء أي حواء،لآن الله قد أناط بهذا الانس امتداد النسل البشري على ظهرالأرض،
                      وقيل بل سميًّ الإنسان إنساناً لآنسه بربه - جل وعلا- ولا يخفى أنه لا يأنس بربه -جل وعلا- إلا المحبون من المؤمنين الصادقين،
                      هذا كلام آهل اللغة في تفسير لفظة الناس

                      (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَاهُمْ بِمُؤْمِنِينَ)



                      هؤلاء المنافقون يزعمون في كل عصرٍ وفي كل مصرٍ ويرددون بآلسنتهم وبكلماتهم وأقوالهم أنهم يؤمنون بالله –جل وعلا- ويؤمنون باليوم الآخر ولكن ليس الآمر كذلك فربنا تبارك وتعالى يرد عليهم ويكذبهم ويقول جل جلاله (وَمَاهُمْ بِمُؤْمِنِين)


                      فمهما أعلن المنافقون ومهما رددوا من كلماتٍ فليعلم المنافقون أن الإيمان ليس مجرد كلماتٍ ترددها الآلسنة فقط،
                      فانتبهوا معي الإن فكل ما سبق ماهو إلا مقدمة، فانتبهوا الآن أقول
                      مهما ردد المنافقون في كل زمانٍ وفي كل مكانٍ لفظة الإيمان وشهادة الإيمان فليعلم المنافقون أن هذه اللفظة وإن عصمت في الدنيا دماءهم وأموالهم فليعلم المنافقون أنهم في الدرك الأسفل من النار ولو رددوها في الليل والنهار فهي تنفعهم في الدنيا ولا تنفعهم في الآخرة بل هم في الآخرة في الدرك الاسفل من النارهذا إن رددوا بآلسنتهم شهادة الإيمان ، شهادة التوحيد واعتقدت قلوبهم الكفر عياذاً بالله،
                      فليعلم المنافقون أن الإيمان ليس مجرد كلمةٍ ترددها الآلسنة فحسب، ولكن الإيمان الذي ينجي أصحابه في الدنيا والأخرة قولٌ باللسان واعتقادٌ بالجنان وعملٌ بالجوارح والآركان ، وهنا أرى لزاماً عليَّ الليلة كما أصلت قضية الكفر وكما أصلت قضية النفاق أرى لزاماً عليَّ الليلة أن ألجَّ وأن أدخل هذا المعترك الصعب، وأن ألجَّ هذه البحور الهائجة، وأن أصارع هذه الأمواج المتلاطمة لنصل معاً بإذن الله تعالى إلى شاطئ الأمان بالتعرف على حقيقة الإيمان، والتأصيل لهذه القضية الخطيرة بالدليل من كتاب الله ومن سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومن قول سلف الأمة الأخيار أسأل الله أن يجمعنا بهم مع نبينا المختارفي الفردوس الأعلى إنه ولى ذلك والقادر عليه،،

                      قضية الإيمان

                      1- ما الإيمان لغةً واصطلاحاً؟
                      2- ما حقيقة الإيمان؟
                      3- ما أركان الإيمان؟
                      4- هل فيه زيادةٌ أو نقصان؟
                      5- هل هناك تفاضل بين المؤمنين في الإيمان؟
                      التعديل الأخير تم بواسطة منايا طيبة; الساعة 16-04-2010, 07:58 PM. سبب آخر: تصغير الخط
                      إلهــي أنــت تعـلـم كيـــف حــــــالـي
                      فهـــل يـا ســيـدي فــرجٌ قريــــــــب؟
                      فيـــا ديــــان يـوم الديــن فـــــــــرج
                      همـــومـاً في الفـــؤاد لهـا دبيـــــــبُ
                      وصـل حبـلي بحبـل رضـــــــــــــــاك
                      وانظر إليَّ ، وتب عليَّ، عسى أتـوبُ

                      تعليق


                      • #56
                        رد: أجمل ما يمكن أن تقرأ في تفسير سورة البقرة

                        السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

                        الاخت الكريمة محبة الرسول وآله

                        بارك الله فيك و في جهدك المبارك

                        تعليق


                        • #57
                          رد: أجمل ما يمكن أن تقرأ في تفسير سورة البقرة

                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
                          السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

                          الاخت الكريمة محبة الرسول وآله

                          بارك الله فيك و في جهدك المبارك
                          ربنا يبارك فيكِ أختي منايا طيبة
                          وكنت سأطلب منكِ تعديل الخط لآنه كبر جداً وما عرفت أن أصغره فبارك الله لكِ
                          أختي لماذا لا اجد أيقونة حجم الخط عند التعديل؟
                          جزاكِ الله عني كل خير ورزقك الفردوس الأعلى

                          إلهــي أنــت تعـلـم كيـــف حــــــالـي
                          فهـــل يـا ســيـدي فــرجٌ قريــــــــب؟
                          فيـــا ديــــان يـوم الديــن فـــــــــرج
                          همـــومـاً في الفـــؤاد لهـا دبيـــــــبُ
                          وصـل حبـلي بحبـل رضـــــــــــــــاك
                          وانظر إليَّ ، وتب عليَّ، عسى أتـوبُ

                          تعليق


                          • #58
                            رد: أجمل ما يمكن أن تقرأ في تفسير سورة البقرة

                            قضية الإيمان

                            1-ما الإيمان لغةً واصطلاحاً؟
                            2- ما حقيقة الإيمان؟
                            3- ما أركان الإيمان؟
                            4- هل فيه زيادةٌ أو نقصان؟
                            5- هل هناك تفاضل بين المؤمنين في الإيمان؟


                            ينفي الله تعالى الإيمان عن أولئك السابقين فيقول تعالى (وَمَاهُمْ بِمُؤْمِنِين) إذن فليس الإيمان مجرد كلماتِ ترددها الألسنة فقط ،
                            بل الإيمان قولٌ واعتقادٌ وعمل، فالإيمان قولٌ باللسان، واعتقادٌ بالجنان، وعملٌ بالجوارح والأركان،
                            والآن نبدأ ونعرف الإيمان لغةً، فالإيمان لغةً أي في لغة العرب كما قال ابن منظور في لسان العرب قال الإيمان لغةً هو التصديق، وانتبه معي نحن نتكلم عن اللغة لآن التصديق في الإصطلاح لا يكفي لآن تعريف الإيمان بالتصديق فقط اصطلاحاً وشرعاً لايكفي ، بل وهذا موطن المعركة بين آهل السنة والفرق الآخرى التي ضلت في هذا الباب .
                            فتبيّن معي وانتبه الإيمان في اللغة بمعنى التصديق كما قال جل وعلا حكايةً عن إخوة يوسف (وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا ) قالوا لأبيهم (وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا) أي وما أنت بمصدقٌ لنا (وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ ) أي في الحقيقة
                            إذن فالإيمان لغةً بمعنى التصديق وضده التكذيب ، فالإيمان ضد الكفر وهو لغةً بمعنى التصديق وضده التكذيب قال تعالى (وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا )

                            ويقال كما قال ابن منظور آمن به قومٌ وكذب به قومٌ ، أي صدقه قومٌ وكذبه أخرون هذا كلامٌ جميل إلا أن شيخ الإسلام - لله دره- لا يرى الصواب في تسمية الإيمان لغةً بالتصديق لا يرى صواب ذلك


                            وإنما يرى شيخ الإسلام - رحمه الله- أن لفظ الإيمان مشتقٌ من الآمن الذي هو القرار والطمأنينة، والقرار والإستقرار والطمأنينة لا تحصل أبداً للقلب إلا بالتصديق، فيحصل القرار والطمأنينة إذا استقر في القلب التصديق للخبر المخبر به ،ويحصل أيضاً إذا انقاد القلب لهذا الخبر الخبر به أو المخبر عنه،
                            إذن فشيخ الإسلام يرى أن لفظة الإيمانِ مشتقةٌ من الآمنِ


                            إذن فالإيمان لغةً مشتقٌ من التصديق ووعند شيخ الإسلام مشتقٌ من الآمن الذي هو القرار والطمأنينة ولا يحصل القرار والطمأنينة في القلب إلا بالتصديق والإنقياد،
                            لذا يعرف علماؤنا علماء آهل السنة الإيمان شرعاً واصطلاحاً بقولهم الإيمان قولٌ باللسان، واعتقادٌ بالجنان، وعملٌ بالجوارح والأركان،
                            يقول الإمام البخاري - إمام الدنيا في الحديث- لقيت اكثر من ألف رجلٍ من علماء الأمصار اتفقوا على أن الإيمان قولٌ وعمل يزيد وينقص
                            انتبهوا معي لتلك الشبهات في تلك القضايا المثارة الآن هل الأعمال من الإيمان؟ هل الأعمال شرط صحة في الإيمان؟ هل الأعمال شرط كمالٍ في الإيمان؟ جنس العمل هل شرط صحة ام شرط كمال؟ إلى غير ذلك من هذه الآسئلة المثارة الآن وبقوة على الساحة وقد مزقت الشمل ، وشتت الصف، ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
                            وبين أيدينا كلام ربنا وكلام نبينا وكلام آئمتنا وسادتنا وعلماءنا من سلفنا الصالح الذين هم أعرف الناس بمراد الله ومراد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فعضوا علي ما سأأصله لك الليلة بالنواجز ووالله إنه لجليل ،
                            قال الإمام البخاري لقيت اكثر من ألف رجلٍ من علماء الأمصار اتفقوا على أن الإيمان قولٌ وعمل يزيد وينقص
                            قولٌ باللسان، وقولٌ بالقلب،وهل للقلب قولٌ؟ نعم وسنتعرف عليه الآن وعملٌ بالجوارح، وعملٌ بالقلب، إذن فهو قولٌ وعمل
                            وإليك التفصيل أسألكم بالله أن تركزوا معي ولا تنشغلوا عني الليلة فأنا أتحدث عن أجل قضية، وعن أعظم قضية، وعن أخطر قضية، بل اسمع مني ما أقول بل إني أتحدث الآن عن القضية التي من أجلها خلق الله السماواتِ والأرض، والجنة والنار، وأنزل الكتب، وأرسل الرسل، إنني أتحدث عن القضية التي من أجلها رُفعت السيوف وشُرع الجهاد في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا إنني أتكلم الآن عن قضية القرآن الكريم كله من أوله إلى أخره فيها ألا وهي قضية الإيمان بالله جل وعلا،
                            نعم القرآن كله في قضية الإيمان بالله جل وعلا، فالقرآن حديثٌ مباشرٌ عن الله، عن أسماءه الحسنى، عن صفاته العلى، عن افعاله - جل وعلا-،
                            و حديثٌ عن المؤمنين الذين حققوا الإيمان بالله جل وعلا وعما أعدَّ الله لهم في الآخرة من دار النعيم،

                            وحديثٌ عن الكافرين الذين كفروا بالله جل وعلا وعاندوا الإيمان، وأعرضوا عن قضية الإيمان وعما أعدًّه الله جل وعلا لهم في الآخرة من عذابٍ أليم،


                            وحديثٌ عن المنافقين الذين أعلنوا الإيمان بآلسنتهم وأسروا الكفروأبطنوه بقلوبهم ولا حول ولا قوة إلا بالله
                            وحديثٌ طويلٌ عن قصص المؤمنين، وقصص الكافرين، وأمثال أولئك، وأمثال أولئك، إلى غير ذلك فالقضية كلها في الإيمان بالله جل وعلا
                            الموضوع جليل ، الموضوع كبير، يحتاج منك بالفعل إلي التركيز وأن تنصت بأذني قلبك، وأذني رأسك، وكيانك، وسمعك، وبصرك،فالقضية كما ذكرت ورب الكعبة من الأهمية والجلال والعظمة والخطورة بمكان،


                            أ- الإيمان قولٌ باللسان، فما الأدلة على ذلك؟
                            1- قال تعالى : (قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ) انتهينا يكفي هذا الدليل لو لم اذكر من الآدلة إلا هو لكفى (قُولُواْ) الله يأمر آهل الإيمان أن يعلنوا إيمانهم بالله جل وعلا
                            (قُولُواْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ * فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُمْ بِهِ فَقَدْ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلَّوْافَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمْ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُالْعَلِيمُ)
                            الله الله على هذا الدليل الرائع أو دليلٌ من القرآن على قول اللسان (قُولُواْ) قل يا اخي قولي يا اختي آمنا بالله ، نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، آمنا بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر والقدر خيره وشره ،


                            2-قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَـزَّلُعَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوابِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ)

                            أما الإدلة من السنة

                            1-روى مسلمٌ في صحيحه من حديث أبي عمرة سفيان بن عبد الله - رضي الله عنه- جاء فقال يا رسول الله حدثني بأمرٍ اعتصم به وفي رواية مسلم قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك فقال له قل آمنت بالله ثم استقم، وفي رواية حدثني بأمرٍ اعتصم به قال قل ربي الله ثم استقم ، قال فما أخوف ما تخاف عليَّ يا رسول الله فأخذ رسول الله بلسانه (صلى الله عليه وسلم) وقال أخوف ما أخاف عليك هذا ،

                            2- وفي الصحيحين أيضاً من حديث ابن عمر- رضي الله عنهما- أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحاسبهم على الله تعالى
                            ،

                            إذن فموضع الدليل في هذا الحديث الجليل حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله،
                            3- وفي حديث مسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه- أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال الإيمان بضعٌ وسبعون أو بضعٌ وستون شعبة، أفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الآذى عن الطريق، والحياء شعبةٌ من الإيمان.

                            وأكتفي بهذا في الأدلة النبوية على هذه القضية الجليلة الكبيرة، إذن هذا هو القسم الأول قولٌ باللسان هذه الأدلة عليه من كتاب الرحيم الرحمن، ومن كلام سيد ولد عدنان عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام


                            ب‌-واعتقادٌ بالجنان أي بالقلب فما الأدلة على ذلك؟

                            انتبه معي اعتقاد القلب هو قول القلب وعمله، أي أن اعتقاد القلب يتكون من قول القلب وعمل القلب، قول القلب هو الإعتقاد، وعمل القلب على التفصيل هو نيته وإخلاصه ومحبته وإنقياده
                            1-قال تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا) أي لم تعصف ريح الشك بحقيقة الإيمان أو بمعتقدهم في قلوبهم أي لم يتشككوا في إيمانهم بربهم جل وعلا ، لم تعصف ريح النفاق على القلوب، ولم تعصف ريح الشك بالإيمان في القلوب،

                            2-قال تعالى (قَالَتْ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلْ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ)

                            3-قال تعالى (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ )

                            ما أسطعها من آيات وما أروعها وأوضحها من أدلة
                            4- قال تعالى (وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُالْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَوَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ)


                            اكتفي بهذه الأدلة من كتاب ربنا جل وعلاعلى إعتقاد القلب، على قول وفعل القلب، على اعتقاد القلب وعمل القلب من نية وإخلاص وحب وإنقياد وإذعان واسستلام وخضوع .... إلى غير ذلك من هذه المترادفات والمعاني
                            أما الادلة في السنة النبوية المباركة

                            1- قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كما في الصحيحين من حديث معاذ بن جبل - رضي الله عنه- ما من أحدً يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صدقاً من قلبه إلا حرمه الله على النار .
                            اشترط –صلى الله عليه وسلم- الصدق فهل هذا الحديث مطلق أم مقيد؟
                            لا هو مقيد بشرط الصدق،وهذا الحديث واضح أنه لا يكفي أن تقول بلسانك الشهادة وإنما يجب عليك أن يقر قلبك هذه الشهادة وأن يعتقدها وأن تترجم هذا الإقرار باللسان وهذا الإعتقاد بالجنان بالعمل بجوارحك كما سأبين الآن إن شاء الرحيم الرحمن

                            2- في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام أحمد وأبو داوود والترمذي من حديث أبي برذة أنه (صلى الله عليه وسلم) قال يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فمن تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه في جوف بيته وفي لفظً يفضحه في جوف رحله..

                            كل هذه أدلة نبوية واضحة على اعتقاد القلب، فالإيمان قولٌ باللسان واعتقادٌ بالجنان أي بالقلب وعرفت الأدلة على هذين الأمرين من كتاب ربنا ومن كلام نبينا (صلى الله عليه وسلم)
                            ثالثاً وعملٌ بالجوارح والأركان وهذا ما سنتعرف عليه في المرة القادمة إن قدر الله لنا اللقاء والبقاء

                            التعديل الأخير تم بواسطة *أمة الرحيم*; الساعة 10-02-2013, 07:55 PM. سبب آخر: التنسيق
                            إلهــي أنــت تعـلـم كيـــف حــــــالـي
                            فهـــل يـا ســيـدي فــرجٌ قريــــــــب؟
                            فيـــا ديــــان يـوم الديــن فـــــــــرج
                            همـــومـاً في الفـــؤاد لهـا دبيـــــــبُ
                            وصـل حبـلي بحبـل رضـــــــــــــــاك
                            وانظر إليَّ ، وتب عليَّ، عسى أتـوبُ

                            تعليق


                            • #59
                              رد: أجمل ما يمكن أن تقرأ في تفسير سورة البقرة

                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                              أختي منايا طيبة جزاكِ الله خيراً إن دخلتِ أرجوكِ تعديل الخط
                              بارك الله فيكِ
                              إلهــي أنــت تعـلـم كيـــف حــــــالـي
                              فهـــل يـا ســيـدي فــرجٌ قريــــــــب؟
                              فيـــا ديــــان يـوم الديــن فـــــــــرج
                              همـــومـاً في الفـــؤاد لهـا دبيـــــــبُ
                              وصـل حبـلي بحبـل رضـــــــــــــــاك
                              وانظر إليَّ ، وتب عليَّ، عسى أتـوبُ

                              تعليق


                              • #60
                                رد: أجمل ما يمكن أن تقرأ في تفسير سورة البقرة

                                كنا قد توقفنا مع القسم الثالث من تعريف الإيمان وهو عملٌ بالجوارح والآركان
                                1- قال تعالى في آية البر الجامعة
                                (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِوَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِيالْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِوَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ)

                                انظروا إلى هذه الأعمال الكثيرة الجليلة

                                2- قال تعالى (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)
                                1- قال تعالى (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً)
                                2- قال تعالى (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)
                                3- قال تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ...)
                                إلى غير ذلك من الأدلة الواضحة بل ذكر آئمتنا كلماتٍ حاسمةًٍ واضحة ولكن قبل أن أذكر هذه الأقوال تعالوا لندلل ببعض الإحاديث الصحيحة عن النبي المختار (صلى الله عليه وسلم)
                                1- قال (عليه الصلاة والسلام) كما في حديث مسلم من حديث أبي سعيد الخدري من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فقلبه وذلك أضعف الإيمان)
                                2- وفي صحيح مسلم أيضاً من حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه- أنه صلى الله عليه وسلم قال ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته، ويقتدون بأمره، ثم إنهم تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون،فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل.
                                2- قال الإمام الأجورّي في الشريعة: الأعمال بالجوارح تصديق للإيمان بالقلب واللسان، قال فمن لا يصدق الإيمان بعمله وجوارحه كالطهارة والصلاة والصيام والزكاة والحج وغير ذلك من لم يصدق الإيمان بعمله بجوارحه لهذه الأعمال وغيرها ورضي من نفسه بالمعرفة والقول لم يكن مؤمناً.


                                أي أني أُقر بلساني أنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله واعتقد وأصدق ذلك بجناني فالأعمال بالجوارح تصديق لهذا الإقرار باللسان و تصديق لهذا المعتقد بالجنان
                                4- وقال ايضاً في موطنٍ أخر في كتاب الشريعة : اعلموا رحمنا الله وإياكم أني قد تصفحت القرآن الكريم فوجدت ما ذكرته في خمسين موضعاً من كتاب الله جل وعلا أن الله تبارك وتعالى لم يدخل المؤمنين الجنة بالإيمان وحده، بل أدخلهم الجنة برحمته إياهم سبحانه وتعالى وبما وفقهم له من الإيمان والعمل الصالح.
                                ثم سرد الآيات الكريمة الدالة على ذلك
                                هذا الكلام والله نفيس فعضوا عليه بالنواجز
                                5- وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- الإيمان المطلق مستلزمٌ للأعمال.
                                قال تعالى (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا (خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ)

                                فنفى ربنا تبارك وتعالى الإيمان عن من لا يفعل هذا أو عن غيرهؤلاء
                                6- وقال تعالى (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ)
                                فلا يمكن ان يأتي هؤلاء الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر بأعمالٍ تحاد وتناقض بل تنقض هذا الأصل ألا وهو أصل الولاء لله ورسوله وللمؤمنين أبداً .
                                ومن أروع وأنفس ما قاله شيخنا ابن القيم –رحمه الله – في كتابه القيم الصلاة وحكم تاركها فانتبهوا معي فوالله قلَّ أن تقف على هذا الكلام لغير هذا الإمام،

                                4-قال ولما كان الإيمان أصلاً له شعبٌ متعددة، وكل شعبة منه تسمى إيماناً، فالصلاة من الإيمان،وكذلك الصيام والزكاة والحج والأعمال الباطنة كالحياء والتوكل والخشية من الله والإنابة إليه سبحانه حتى تنتهي هذه الشعب إلى إماطة الأذى عن الطريق وهي شعبة من شعب الإيمان، وهذه الشعب منها ما يزول الإيمان بزوالها (كشعبة الشهادة)، ومنها ما لا يزول الإيمان بزوالها (كشعبة إماطة الآذى عن الطريق) وبين هاتين الشعبتين شعبٌ متفاوتة تفاوتاً عظيماً منها ما يلحق بشعبة الشهادة ومنها ما يلحق بشعبة إماطة الآذى عن الطريق.وكذلك الكفر ذو اصلٍ وشعب فكما أن شعب الإيمان إيمانٌ، فشعب الكفر كفرٌ،قال وشعب الإيمان قسمان قوليةٌ وفعليةٌ، وشعب الكفر قسمان قوليةٌ وفعليةٌ، فكما أن الإيمان يزول بزوال شعبةٍ قوليةٍ من شعبه كذلك يزول الإيمان بزوال شعبة فعلية من شعبه كالذي يسجد للصنم اختياراً لا إكراهاً ولا إضطراراً،فشعب الإيمان إيمانٌ وشعب الكفر كفرٌ، ومنها ما يزول الإيمان بزوالها ومنها ما لا يزول الإيمان بزوالها

                                ومنها أأصل أنا( أي شيخنا حفظه الله ) وأقول لكم أيها الأفاضل فمن الأعمال ما هو شرطٌ في صحة الإيمان (كالشهادة)، ومن الأعمال ما هو شرطٌ في كمال الإيمان (كإماطة الآذى عن الطريق)، فهل تدبرتم معي هذا الكلام النفيس؟!!!
                                8- قال ابن القيم -رحمه الله تعالى- ما سبق أصلٌ وهاهنا أصلٌ أخر ما أروعه وما أبينه وما أحوج الأمة إليه الآن وهو أن حقيقة الإيمان مركبةٌ من قولٍ وعملٌٍ، والقول قسمان والعمل قسمان كما بينّا من قبل فالقول قول القلب وهو الإعتقاد وقول اللسان وهو النطق بكلمة التوحيد، والعمل قسمان عمل القلب وهو نيته ومحبته وإخلاصه وانقياده وعمل الجوارح وهو أن تصدق بأعمالك وجوارحك إقرار اللسان وتصديق الجنان واعتقاده، فإذا زالت هذه الأربعة زال الإيمان بكماله، وإذا زال تصديق القلب لم تنفع بقية الأجزاء ، فإن تصديق القلب شرطٌ في اعتقادها وكونها نافعة، فإذا زال عمل القلب مع اعتقاد الصدق فأهل السنة مجمعون على زوال الإيمان وأنه لا ينفعه تصديقه بقلبه،



                                ، فإذا زال عمل القلب مع اعتقاد الصدق فأهل السنة مجمعون على زوال الإيمان وأنه لا ينفعه تصديقه بقلبه، فإبليس لم ينكر كان مصدقاً فلم ينفعه تصديقه، وكذلك فرعون وقوم فرعون، بل والمشركون كانوا مصدقين للنبي (عليه الصلاةوالسلام)

                                قال تعالى (فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ) فلن ينفعهم هذا التصديق ، لآنه زال عمل القلب فلا توجد نية فلم يصرفوا العبادة لله ولا توجد محبة لله ولا إذعان ولا خضوع ولا استسلام لله، فلم ينفعهم التصديق بان الرسول حقٌ وبأن ما جاء به من عند الله هو الحق
                                قال تعالى (وَجَحَدُواْ بِهَا واستيقنتها أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ)

                                فإذا زال عمل القلب مع اعتقاد الصدق فهذا موضع الخلاف بين آهل السنة وبين المرجئة والكرامية والمعتزلة والخوارج وما غير ذلك من الفرق ، فآهل السنة مجمعون على زوال الإيمان وأن تصديقه لا ينفعه مع انتفاء عمل القلب ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..
                                لآنه يلزم من عدم طاعة القلب ، ويلزم من عدم انقياد القلب وحبه وإذعانه واستسلامه، فإنه يلزم من كل ذلك عدم التصديق المستلزم للطاعة ، فلم؟!
                                لآنه لو صدق لانقاد، ولو انقاد وأحب وأذعن لصدق ، والتصديق المستلزم للطاعة هو حقيقة الإيمان،

                                فإن الإيمان ليس مجرد التصديق كما بينّت وإنما هو التصديق المستلزم للطاعة والإنقياد، وكذلك الهدى ليس مجرد أن تعرف الحق لا يكفي هذا في أنك قد اهتديت وإنما تعرف الحق وتعمل به وتنقاد له حينئذٍ تكون قد اهتديت وعرفت الهدى واتبعت الهدى، لكن أعرف الهدى دون أن أتبعه ودون أن أعمل بموجب الهدى فلست بمهتدٍ إذن،



                                ولذلك يترجم إمام الدنيا في الحديث الإمام البخاري –رحمه الله تعالى0 في باب الإيمان باباً من اعظم تراجم الإمام البخاري ،وعلماؤنا يقولون فقه البخاري في تراجمه فيقول باب من قال إن الإيمان هو العمل لقول الله تعالى (وتلك الجنة التى أورثتموها بما كنتم تعملون )
                                وقال البخاري قال عدةٌ من آهل العلم في قوله تعالى ) فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)قال أي عن لا إله إلا الله،
                                وقال تعالى (لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ )



                                ثم روى الإمام البخاري في هذا الباب حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- أنه (صلى الله عليه وسلم) سئل أي العمل افضل فقال إيمانٌ بالله ورسوله قيل ثم أي قال الجهاد في سبيل الله قيل ثم أي قال حجٌ مبرور

                                بل وقال الإمام ابن منده في كتاب الإيمان اسم الإيمان واقعٌ على من يصدق بجميع ما أتى به النبي (صلى الله عليه وسلم) عن الله نيةً وإقراراً وعملاً وإيماناً وتصديقاً ويقيناً وأن من صدَّق ولم يقر بلسانه ولم يعمل بجوارحه الطاعات التي أُمر بها لم يستحق اسم الإيمان، ومن أقر بلسانه وعمل بجوارحه ولم يصدق بذلك قلبه لم يستحق اسم الإيمان،
                                وهذا الأصل العظيم الجليل هو الذي ذكره إمام الدنيا في الحديث الإمام البخاري حيث ترجم في كتاب الإيمان أبواباً عظيمة تؤكد هذا الأصل الذي هو من أعظم أصول آهل السنة،
                                فقال الإمام البخاري باب أمور الإيمان، ثم قال باب الصلاة من الإيمان، باب الجهاد من الإيمان، باب حب الرسول (صلى الله عليه وسلم) من الإيمان، باب الحياء من الإيمان، باب اتباع الجنائز من الإيمان، باب قيام ليلة القدر من الإيمان، باب صوم رمضان احتساباً من الإيمان، .......إلى أخر هذه التراجم الفقيهة البليغة..

                                فما أخرج آهل السنة العمل من الإيمان قط،
                                قال شيخ الإسلام - رحمه الله- وكان من مضى من سلفنا لا يفرقون بين الإيمان والعمل ، فالعمل من الإيمان، والإيمان من العمل،فمن أمن بلسانه وعرف بقلبه وصدّق بعمله، فتلك العروة الوثقى لا انفصام لها،ومن قال بلسانه ولم يعرف بقلبه ولم يصدق بعمله كان في الآخرة من الخاسرين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

                                وأختم بكلمات ماتعة للإمام ابن بطة في كتابه الماتع الإبانة يقول

                                وأما الإيمان بما فرضه الله عز وجل من العمل بالجوارح تصديقاً لما أيقن به القلب ونطق به اللسان فذلك في كتاب الله تعالى يكثر على الإحصاء وأظهر من أن يخفى



                                أيها الافاضل الإيمان قولٌ واعتقادٌ وعملٌ بقى أن نتحدث بإيجاز عن أركان الإيمان، وعن حلاوة الإيمان، وعن طعم الإيمان، وعن نور الإيمان،وعن زيادة الإيمان ونقصانه بالطاعات والمعاصي، وعن تفاضل آهل الإيمان في الإيمان، وعن الفرق بين الإيمان والإسلام لغةً واصطلاحاً
                                هذا نتعرف عليه بإذن الله تعالى جل وعلا في الحلقة القادمة إن قدر الله لنا اللقاء والبقاء
                                التعديل الأخير تم بواسطة *أمة الرحيم*; الساعة 10-02-2013, 07:57 PM. سبب آخر: التنسيق
                                إلهــي أنــت تعـلـم كيـــف حــــــالـي
                                فهـــل يـا ســيـدي فــرجٌ قريــــــــب؟
                                فيـــا ديــــان يـوم الديــن فـــــــــرج
                                همـــومـاً في الفـــؤاد لهـا دبيـــــــبُ
                                وصـل حبـلي بحبـل رضـــــــــــــــاك
                                وانظر إليَّ ، وتب عليَّ، عسى أتـوبُ

                                تعليق

                                يعمل...
                                X