إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلسلة التفسير العقدي لسور القرآن الكريم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    رد: التفسير العقدي لسورة الكافرون

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    جزاكم الله خيرا ونفع بكم وتقبل منا ومنكم
    ماشا ءالله اللهم بارك موضوع حقا رائع وشرح رائع
    اللهم لا تحرمنا من العلمل النافع والقلب الخاشع
    اللهم احفظ ابنتى واعنا على تربيتها تربية صالحة مصلحة حاملة لكتابك ومطبقة لشرعك
    اللهم احفظ زوجى من كل سوء والف بين قلوبنا واجعله قره عين لى واجعلنى قرة عينا له
    وبارك اللهم في أهلى ورفيقاتى واحفظهم من كل سوء

    تعليق


    • #32
      رد: التفسير العقدي لسورة الكافرون

      المشاركة الأصلية بواسطة فاطمة سعد مشاهدة المشاركة
      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

      جزاكم الله خيرا ونفع بكم وتقبل منا ومنكم
      ماشا ءالله اللهم بارك موضوع حقا رائع وشرح رائع
      اللهم لا تحرمنا من العلمل النافع والقلب الخاشع
      اللهم آمين
      وأنتم من أهل الجزاء أختنا الفاضلة
      وفقكم الله لما يُحِب ويرضى

      قال الحسن البصري - رحمه الله :
      استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
      [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


      تعليق


      • #33
        التفسير العقدي لسورة الكوثر

        التفسير العقدي
        لسورة الكوثر
        فضيلة الشيخ /د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي
        بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
        إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)
        مقصد السورة : بيان كرامة النبي - صلى الله عليه وسلم - عند ربه، وصنيعه بأعدائه.
        (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) (إِنَّا) الضمير يرجع إلى الله - سبحانه وتعالى -، وهو في أصل وضعه في اللغة، يدل على الكثرة، لكنه هنا يدل على التعظيم.
        فلو ادعى النصراني الْمُثَلِّث، الذي يقول: "الله ثالث ثلاثة"، أو يقول: "الأب، والابن، وروح القدس، إله واحد"، أن مثل هذا الضمير يدل على مبدئه الباطل، فيقال له: هذا المتشابه عندك، يرفعه المحكم في قول الله تعالى (وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ)
        (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ) المعطي هو الله.
        (الْكَوْثَرَ)؟ تنوعت عبارات المفسرين في المراد به:
        - فقيل: الْكَوْثَرَ على وزن فَوْعَل، صيغة مبالغة، تدل على مطلق الخير، فالله - سبحانه وتعالى -، أعطاك عطاء، جمًا، كثيرًا، من النبوة، والحكمة، والتمكين، والشفاعة، والنعيم الأخروي، وغير ذلك، فيتناول كل خير، فله منه أكثره، وأفضله.
        - وقيل: إن الْكَوْثَرَ: نهر في الجنة، ويشهد لهذا حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رضي الله عنه، قَالَ: (بَيْنَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ يَوْمٍ بَيْنَ أَظْهُرِنَا ، إِذْ أَغْفَى إِغْفَاءَهً ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مُتَبَسِّمًا: فَقُلْنَا : مَا أَضْحَكَكَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آنِفًا سُورَةٌ ، فَقَرَأَ :بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ .(إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ. فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ. إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ). ثُمَّ قَالَ : أَتَدْرُونَ مَا الْكَوْثَرُ ؟ فَقُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ : فَإِنَّهُ نَهْرٌ وَعَدَنِيهِ رَبِّي، عَزَّ وَجَلَّ، عَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ، هُوَ حَوْضٌ تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، آنِيَتُهُ عَدَدُ النُّجُومِ، فَيُخْتَلَجُ الْعَبْدُ مِنْهُمْ، فَأَقُولُ : رَبِّ، إِنَّهُ مِنْ أُمَّتِي، فَيَقُولُ: مَا تَدْرِي مَا أَحْدَثَتْ بَعْدَكَ.) [رواه مسلم]
        - وقد عمد بعض المفسرين، إلى العموم، وقال: لا يمتنع أن يدخل قول من قال: "هو نهر في الجنة"، بالقول الأول، الذي يدل على الخير الكثير؛ فإن من الخير، الكثير، هذا النهر العظيم، الذي أكرم الله تعالى به نبيه - صلى الله عليه وسلم -، في الجنة، لا يحيط به وصف.
        ومما جاء أن الحوض، الذي يكون في عرصات القيامة، يصب فيه ميزابان، من نهر الْكَوْثَرَ. ولما كان ماء الحوض: أحلى من العسل، وأبيض من اللبن، وأطيب من ريح المسك، فلا شك أن الأصل، سيكون من هذا، وأعلى.
        (فَصَلِّ لِرَبِّكَ):
        - إما أن يراد مطلق الصلاة، يعني: صلِّ لله، وحده، لا شريك له، خلافًا لصنيع المشركين، الذين يسجدون، ويركعون، لغير الله.
        - وقيل: إن المراد بالصلاة، صلاة عيد النحر، خصوصًا؛ لأنه قال بعدها: (وَانْحَرْ)، والصلاة يوم عيد النحر، تكون قبل النحر.
        وقد وقع الخلاف في قوله (وَانْحَرْ):
        - فقيل معناها: اذبح نسكك، يوم عيد النحر.
        - وقيل: إنها مطلق النحر، تقربًا لله تعالى.
        - وقيل: معنى (وَانْحَرْ) -: "ضع يدك اليمنى، على اليسرى، فوق نحرك، في الصلاة". - وهو مروي عن علي-رضي الله عنه-. وموضع النحر في الإنسان، تحت العنق.
        - وقيل (وَانْحَرْ) أي: استقبل بيديك، القبلة، وارفعهما عند التكبير؛ فإن من معاني النحر، عند العرب: "المواجهة، والمقابلة" كما يقال مثلا: "فأتى إليه، في نحر الظهيرة" يعني: مستقبل الظهيرة، ومنه قولهم: "تناحر الفريقان" حينما يتقابل الفريقان، ويصير كل فريق وُجاه الفريق الأخر.
        وأقرب هذه الأقوال - والله أعلم - أن المراد بها: الذبح، سواء كان ذبح النسيكة، يوم عيد النحر، أو مطلق الذبح، تقربا لله - عز وجل –.
        وقد جمع الله بين الصلاة والنحر في غير ما موضع، هنا قال: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) وقال في السورة الأخرى: (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي)، فهذا يدل على أن هاتين العبادتين، من أجل العبادات.وصرفهما لغير الله شرك أكبر.
        (إِنَّ شَانِئَكَ) أي: مبغضك.
        (هُوَ الْأَبْتَرُ):
        - قيل معناها: أي المقطوع، أو المنقطع عن كل خير.
        - وقيل معناها: المنقطع العقب، يعني: أنه ينقطع عقبه، ويندرس ذكره.
        حيث إنها نزلت في أحد كفار قريش، إما (العاصي بن وائل السهمي)، وإما (عقبة بن أبي معيط) وكلاهما من صناديد، قريش، الذين كانوا يؤذون النبي - صلى الله عليه وسلم -. وذلك أنه لما مات القاسم ابن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "لا يهمنكم أمر محمد؛ فإنه أبتر، لا عقب له" أي لا يبقى له عقب، وعندهم في الجاهلية، إن الذي لا يبقى له عقب، لا يستمر أمره. فقال الله (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ).
        فكل من عادى نبينا - صلى الله عليه وسلم -، فمآله إلى سفال، وبوار، وخسار. شهد الله بذلك في هذه الآية، وشهد التاريخ بهذا، فمن تلطخ بمذمة النبي - صلى الله عليه وسلم - أذله الله، وانتقم منه، حتى إن أحد ملوك الصليبيين، لما هجموا على الثغور الشامية، زعم أنه يأتي المدينة، وينبش قبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فغضب لهذا الأمر، الملك الصالح، (صلاح الدين الأيوبي)، فلما أمكنه الله، من ملوك الصليبين، وأُتي بهم أسرى، موثقين، بين يديه، عفا عنهم، إلا هذا الشانئ البغيض، فقتله صبرًا، انتقامًا لنبيه - صلى الله عليه وسلم -.
        وهؤلاء المتطاولون، في السنيات الأخيرة، على مقام نبينا - صلى الله عليه وسلم - بالرسوم المسيئة، وبالكلمات البذيئة، مآلهم إلى ذلك، أيضا، وقد أرانا الله بعض صنيعه بهم، والبقية آتية، إن شاء الله.
        الفوائد المستنبطة
        الفائدة الأولى: المنة التامة، لله، تعالى على نبيه - صلى الله عليه وسلم -، فما من أحد نال منة من الله، كما نال محمد - صلى الله عليه وسلم -.
        الفائدة الثانية: مقابلة المنة، بالشكر، والعبادة.
        الفائدة الثالثة: أن الصلاة، أفضل العبادات، البدنية.
        الفائدة الرابعة: أن الذبح، أفضل العبادات، المالية.
        الفائدة الخامسة: فائدة عجيبة، وهي السنة الكونية في اضمحلال، أعداء نبيه - صلى الله عليه وسلم - وذهاب ريحهم
        (
        إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ).

        العقيدة والحياة
        التعديل الأخير تم بواسطة *أمة الرحيم*; الساعة 18-03-2014, 08:47 AM.

        قال الحسن البصري - رحمه الله :
        استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
        [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


        تعليق


        • #34
          رد: التفسير العقدي لسورة الكوثر

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          جزاكم الله خيرًا وجعله في ميزان حسناتكم
          فوائد قيمة


          "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
          وتولني فيمن توليت"

          "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

          تعليق


          • #35
            رد: التفسير العقدي لسورة الكوثر

            المشاركة الأصلية بواسطة بذور الزهور مشاهدة المشاركة
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            جزاكم الله خيرًا وجعله في ميزان حسناتكم
            فوائد قيمة

            وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة
            اللهم آمين
            وأنتم من أهل الجزاء أختنا الفاضلة
            وفقكم الله لما يُحِب ويرضى


            قال الحسن البصري - رحمه الله :
            استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
            [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


            تعليق


            • #36
              التفسير العقدي لسورة الماعون

              السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

              التفسير العقدي لسورة الماعون

              بقلم فضيلة الشيخ/د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي
              بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
              (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3)
              فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7) )
              سورة (الماعون) سورة سميت بهذا الاسم؛ لورود هذه الكلمة فيها.
              ومقصد هذه السورة:
              بيان العلاقة، والصلة الوثيقة، بين العقيدة، والسلوك، وذم الرياء. فالسلوك ثمرة، وأثر للعقيدة، التي تقوم في القلب، فهي تشترك مع سورة (الهمزة) في هذا المقصد، غير أن سورة (الماعون) يزيد في مقاصدها: ذم الرياء.
              (أَرَأَيْتَ) هذا أسلوب استفهام؛ فالهمزة: همزة الاستفهام، والخطاب موجه للنبي - صلى الله عليه وسلم - ومعنى (أَرَأَيْتَ): أخبِرِني، فهذا استفهام إنكاري، أريد به الإنكار على من يكذب بالدين.
              (الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ) الدين: الجزاء، والحساب. فالله تعالى ينعي، على من ينكر البعث، وما يتلوه، من حساب، وجزاء.
              ثم وصف الله تعالى، هذا المكذب بالدين، بجملة أوصاف، مسلكية، فقال:
              (فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ) يعني: أن من شأنه، أنه يَدُعُّ اليتيم.
              (يَدُعُّ)، اختلف في معناها:
              - فإما أن تكون بمعنى: يدفع، وهو ما يدل عليه، ظاهر اللفظ، كما في قوله تعالى: (يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا)، فـ "الدَّع": بمعنى الدفع، فكأنه باستهانته، بذلك اليتيم، يدفعه بيده، ولا يبالي.
              - وإما أن تكون بمعنى: يظلم ويقهر. وهذا أعم؛ لأن الدَّع باليد، يدخل في الظلم، والقهر، وقد نهى الله تعالى، عن قهر اليتيم؛ قال (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ)
              و(الْيَتِيمَ): هو من مات أبوه، ولم يبلغ سن الاحتلام.
              والغالب في حال اليتيم، الضعف؛ حيث لا أحد يمنعه، ولا يذب عنه. وقد كان أهل الجاهلية، يستطيلون على صنفين: المرأة، واليتيم. ولهذا أوصى النبي - صلى الله عليه وسلم – فقال: (إني أحرج عليكم حق الضعيفين : اليتيم و المرأة) رواه ابن ماجة، والحاكم، وأحمد، وحسنه الألباني.
              ثم وصف – تعالى - هذا المكذبَ، بوصف آخر، فقال: (وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ): يعني: لا يحث نفسه، ولا غيره.
              (طَعَامِ الْمِسْكِينِ) يعني: إطعام المسكين.
              فهو لا يحث نفسه، ولا يحث غيره، على إطعام المسكين، بل ربما تمادى به الحال، فدعا إلى ضد ذلك، كقول الله تعالى (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ) [النساء:37]، وهذه مرتبة أسوأ، من مجرد عدم الحض، على طعام المسكين.
              ونلاحظ أن هاتين الصفتين، (ظلم اليتيم وقهره، وإطعام المسكين)، قد تكرر التنبيه عليهما، في غير ما سورة، من سور جزء "عمَّ":
              - ففي سورة "الفجر"، قال الله تعالى: (كَلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ)
              - أيضا في سورة "الضحى"، قال: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ) والسائل: هو المسكين، الذي يسأل، ويستجدي.
              - وكذلك في سورة "البلد" (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ).
              فهذا يلفت انتباهنا، إلى هاتين الصفتين، الخُلقيتين، المسلكيتين، وكيف اعتنى بهما القرآن العظيم، ولاسيما في العهد المكي، الذي لم تنزل فيه تشريعات؛ حيث كان القرآن المكي، يركز على العقائد، والقيم، والأخلاق. فينبغي للإنسان، أن يهتم بهذين الصنفين: (اليتيم، والمسكين). تعظيما لما عظم الله تعالى، وبداءة بما بدأ الله به تعالى.
              ثم تحول السياق إلى نمط آخر، فقال (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ).
              (فَوَيْلٌ): اختلفت الأقول في معنى (وَيْلٌ):
              - فقيل: هي كلمة ردع، وتهديد، ووعيد.
              - وقيل: إنها وادٍ في جهنم.
              (لِلْمُصَلِّينَ) ليس المراد مطلق المصلين، بل المصلون الذين أتى وصفهم بعد ذلك.
              (الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ): لم يقل الله: "الذين هم في صلاتهم ساهون" وإلا لكان الأمر جد عظيم، فمن منا لا يقع له سهو في صلاته؟! فمن لطف الله بعباده، أن قال (الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ).
              (سَاهُونَ) قيل في معناها:
              - أي: غافلون عنها، ولا يبالون بها.
              - وقيل: يؤخرونها، حتى تخرج عن وقتها، كما وصف النبي - صلى الله عليه وسلم - (تِلْكَ صَلَاةُ الْمُنَافِقِ يَجْلِسُ يَرْقُبُ الشَّمْسَ حَتَّى إِذَا كَانَتْ بَيْنَ قَرْنَيْ الشَّيْطَانِ قَامَ فَنَقَرَ أَرْبَعًا لَا يَذْكُرُ اللَّهَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا) [الترمذي: 160]
              - وقيل: يتركونها بالكلية.
              والواقع أن هذه المعاني، متلازمة، أو متقاربة؛ فكل سهو وغفلة عن الصلاة، يؤدي إلى الترك، ويدل على عدم الاهتمام بهذه الشعيرة، العظيمة. وذلك بخلاف أهل الإيمان؛ فإن الصلاة في قلوبهم، من أجِّل العبادات، ومن ألذ القربات، فنعيمهم، وقرة أعينهم، في الصلاة؛ كما في حديث أنس – رضي الله عنه – أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: (وجعلت قرة عيني في الصلاة) رواه النسائي،و صححه الألباني.
              فهذا يؤكد على أهمية العناية بالصلاة، وأعظم ما في الصلاة هو الخشوع؛ فإنه لبها (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) [المؤمنون:1-2].
              كما يؤكد الحذر من الغفلة والسهو فيها، ففي حديث عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَنْصَرِفُ، وَمَا كُتِبَ لَهُ إِلَّا عُشْرُ صَلَاتِهِ، تُسْعُهَا، ثُمْنُهَا، سُبْعُهَا، سُدْسُهَا، خُمْسُهَا، رُبْعُهَا، ثُلُثُهَا، نِصْفُهَا). رواه أبو داوود، وحسنه الألباني.
              (الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ): مأخوذة من الرياء يعني: إن هم صلوا، فإنهم يقصدون بذلك مراءاة الناس، فهم يظهرون خلاف ما يبطنون. ويصلون لأجل نظر الناس، ويُرونهم خلاف ما هم عليه في الواقع، فهم منافقون.
              ولا شك أن الرياء شرك، لكنه ربما في بعض الأحوال يكون شركا أصغر، وربما طغى، وعم، فنقل صاحبه إلى الشرك الأكبر، فقد يعرض الرياء للمسلم، فيبطل عمله الذي قارنه، وقد يقع الرياء في جميع أعماله، فينقلب كافرًا، خارجًا عن الملة.
              وقد يقع المسلم الحنيف، أسير الرياء، فتغلبه نفسه، لما يرى من نظر فلان، أو علان، فربما حسن صلاته، وركوعه، وسجوده، لأجل نظر فلان، فحينئذ:
              - إن كان ذلك من قبيل الخاطر، الذي هجم عليه، فاستعاذ منه، لم يضره، وصحت صلاته.
              - وإن استرسل معه، بطلت صلاته، كلها؛ لأن الصلاة عبادة، ذات هيئة مجتمعة.
              أما إن كان هذا الرياء في عبادة، ذات أجزاء متفرقة، لا ينبني بعضها على بعض، فإنه يبطل ما قارنه فقط، كما لو أخرج زكاة ماله، على دفعات، فقارنه الرياء في إحدى هذه الدفعات، فإنها تبطل تلك الحصة، التي قارنها الرياء، وأما ما سواها فإنه صحيح.
              وقد ذهب بعض العلماء، إلى أن هذه السورة، ليست مكية بأكملها، وإنما المكي منها الآيات الأُول، وهي: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ)، وأما قوله (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ..) إلى أخر السورة، قالوا: إنها مدنية؛ لأن النفاق لم يكن في مكة، نجم إلا في المدينة.
              ولكن الناظر في نسق الآيات، يجد أنها متناسبة، وأنها بمجموعها، من جنس القرآن المكي، ذي الفواصل القصيرة، ولا يمنع أن ينبه الله تعالى، على مسألة أصلية، ولو في العهد المكي؛ كما قال تعالى في سورة مكية (الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ) [فصلت:7]، مع أن الزكاة لم تشرع إلا في المدينة. فلا يمنع أن تكون السورة، بكاملها مكية.
              (وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ): قيل في تفسير (الْمَاعُونَ) أقوال متعددة:
              - فقيل: إنه مطلق المنفعة يعني: كل ما فيه نفع، فهو ماعون.
              - وقيل: إنه العارية.
              - وقيل: إنه الزكاة، يعني: يمنعون الزكاة.
              - وفسر ببعض أنواعه؛ فقيل: إنه الدلو، والحبل، والقدر، والإبرة، وما أشبه.
              فمن شأن هؤلاء المصلين (الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ(5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ) من شأنهم أنه لا خير فيهم، ولا نفع، فهم يحجبون نفعهم، عن غيرهم، إلى حد أنهم يمنعون الأشياء البسيطة، التي تعود الناس، أن يتخادموا فيها، كإعارة الدلو، والقدر، والإبرة، وما أشبه.
              فهذه السورة ترسم صورة منفرة، للكافر، الذي لم يحل الإيمان في قلبه، وكيف أن سلوكه، صار سلوكا مشينا:
              - فهو شديد الغلظة على اليتيم، مع أن اليتيم محل الرأفة، والرحمة.
              - وهو أيضا لا يبالي بالمسكين، الذي يستدر الدمعة، ويثير العطف.
              - وهو أيضا لا يبالي بأمر الصلاة، التي هي الصلة بين العبد، وربه.
              - وإن أداها، أداها على وجه المراءاة.
              - وهو كذلك، لا خير فيه، ولا نفع متعدي، بل هو أناني.
              فكل هذه الأوصاف، المسلكية، نتيجة، وثمرة للكفر، الذي حل في قلبه.
              الفوائد المستنبطة
              الفائدة الأولى: إنكار الله، على منكر البعث.
              الفائدة الثانية: أثر إنكار البعث على السلوك، فالكافر لما كذب بالدين، جاءت تصرفاته على هذا النحو، ولو كان مقرا بالبعث، والجزاء، والحساب، لاستقام.
              الفائدة الثالثة: أن الصلاة بغير صلة بالله، وإخلاص له، لا نفع فيها، فما ينتفع العبد من صلاته، إلا إذا اتصل قلبه بخالقه، وبارئه، وأخلص العبادة له. فتلكم الصلاة التي تنهى عن الفحشاء، والمنكر.
              الفائدة الرابعة: أن الرياء من الشرك؛ لأنه جاء في وصف المشرك، الكافر.
              الفائدة الخامسة: بيان حزمة من الأخلاق الكفرية، وأن أضدادها أخلاق إيمانية.

              العقيدة والحياة

              قال الحسن البصري - رحمه الله :
              استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
              [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


              تعليق


              • #37
                رد: التفسير العقدي لسورة الماعون

                عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                جزاكم الله خيرًا وبارك في جهودكم


                "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
                وتولني فيمن توليت"

                "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

                تعليق


                • #38
                  رد: التفسير العقدي لسورة الماعون

                  المشاركة الأصلية بواسطة بذور الزهور مشاهدة المشاركة
                  عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                  جزاكم الله خيرًا وبارك في جهودكم

                  وأنتم من أهل الجزاء أختنا الفاضلة
                  وفقكم الله لما يُحِب ويرضى


                  قال الحسن البصري - رحمه الله :
                  استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
                  [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


                  تعليق


                  • #39
                    رد: التفسير العقدي لسورة الفلق

                    وعليكم السلام ورحمة الله

                    بارك الله فيكم

                    تعليق


                    • #40
                      رد: التفسير العقدي لسورة الفلق

                      المشاركة الأصلية بواسطة khadeja مشاهدة المشاركة
                      وعليكم السلام ورحمة الله

                      بارك الله فيكم
                      وفيكم بارك
                      وجزاكم الله خيراً أختنا الفاضلة
                      وفقكم الله لما يُحِب ويرضى


                      قال الحسن البصري - رحمه الله :
                      استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
                      [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


                      تعليق


                      • #41
                        التفسير العقدي لسورة قريش

                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
                        التفسير العقدي لسورة قريش
                        بقلم فضيلة الشيخ / د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي
                        أعوذ بالله من الشيطن الرجيم
                        بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
                        (لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2)
                        فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4) )
                        مقصد السورة:
                        تهدف هذه السورة إلى مقصد دقيق، في باب الاعتقاد، وهو بيان الواجب على أهل الحرم، قريش، وهو تحقيق التوحيد.
                        وقريش أشرف قبائل العرب، فقد قال نبينا – صلى الله عليه وسلم - كما في حديث وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ:) إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْماَعِيلَ، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ ) [مسلم: 2276] وقد أكرمها الله، وأحلَّها هذا الموضع، وقلدها سدانة بيته.
                        (لِإِيلَافِ) جار ومجرور، وكل جار ومجرور لابد له من متعلق:
                        - فقيل: متعلق بقوله تعالى في آخر السورة (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ)، يعني أن إيلافهم موجب لعبادتهم، لرب هذا البيت.
                        - وقيل: متعلق بسورة (الفيل) - وهذا من أعجب ما قيل!! – يعني أن الله سبحانه وتعالى، لما ذكر ما ذكر في سورة (الفيل)، وأنه جعلهم كعصف مأكول، أتبعه بقوله (لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ)، يعني أن ذلك الذي جرى وحصل، لأجل إيلاف قريش.
                        - وقيل: متعلق بفعل محذوف، تقديره: "عجبا"، أو: "اعجبوا" "لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ"، كما قيل في قول الله تعالى (لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ) : "اعجبوا لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ"
                        معنى (إِيلَافِ):
                        1) قيل: جمع، كما تقول – مثلا -: "آلفت بين هذه الأشياء، فصنعت منها كذا، وكذا" أو "آلفت بين هذه النصوص، فجمعت منها بحثا، أو كتابا"
                        2) وقيل: من ألِف، أي: اعتاد.
                        وعلى هذا يكون معنى (إِيلَافِهِمْ) في قوله: (إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ):
                        - على القول الأول: جمعهم بين الرحلتين؛ رحلة الشتاء، والصيف.
                        - وعلى الثاني: اعتيادهم على هاتين الرحلتين.
                        وبهذا يكون المعنى الإجمالي لقوله تعالى : (لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ . إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ) :
                        - اعجبوا لجمع قريش، بين رحلتي الشتاء، والصيف،
                        - أو اعجبوا لاعتياد قريش على هاتين الرحلتين، في الشتاء والصيف.
                        - وثم معنى ثالث، ينقدح في الذهن، وهو أن المقصود بـ (إِيلَافِ قُرَيْشٍ) هو: تأليفهم لقبائل العرب، بحيث يقطعون هذه الرحلة، إلى الشمال، وهذه الرحلة إلى الجنوب، دون أن يتعرض لهم أحد، من قبائل العرب، مع أن العرب في أيام الجاهلية، كان قوام كسبهم السلب، والنهب، والغزو، وقطع الطريق، فاعجبوا كيف تمكنت قريش من إيجاد الألفة، والتآلف، مع هذه القبائل، التي تمر بها، في طريقها إلى الشام، وفي طريقها إلى اليمن، دون أن يقع لهم قطع طريق، أو عدوان !
                        (رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ) في الشتاء، كانوا يرحلون إلى اليمن؛ لدفئها. وفي الصيف، يرحلون إلى الشام؛ لبرودتها. كانوا يرحلون للتجارة، وذلك أن بلدهم ، كما وصف الله تعالى: (وَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ)، فقامت معيشتهم على التجارة، في رحلتي: الشتاء، والصيف. وهذا الانفتاح الحضاري، بالإضافة إلى وجود البيت الحرام، أدى إلى أن تكون مكة (أم القرى)، وأن يكون أهلها، على قدر كبير من الثقافة، والاطلاع، والعلم بأحوال الناس، تمهيدًا لبعثة النبي- صلى الله عليه وسلم -، وتأهيله لحمل الرسالة.
                        (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ): لمَّا قدم الله امتنانه على قريش، رتب على ذلك أمرهم بعبادته وحده، مقابلة للنعماء، بالشكران. فلا يليق بهم أن يجاورا بيت الله، ويعبدوا غيره، ولا يليق أن ينعم الله تعالى عليهم، النعم العظيمة، من تيسير أرزاقهم، ومعاشهم، في رحلة الشتاء، والصيف، ثم يشركوا معه!
                        (هَذَا الْبَيْتِ) المشار إليه هو: ما يعرفونه، ويعهدونه، وهو الكعبة.
                        (الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ) مع أنهم في وادٍ غير ذي زرع.
                        (وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ): اختلف في المراد بالخوف:
                        - فقيل: آمنهم من الغارات، والثارات، والسلب، والنهب، التي كانت سائدة في جزيرة العرب، فهذا أمر يدعو للعجب، ويوجب أن يقابل بالشكر.
                        - وقيل: آمنهم من الجذام! لكن تخصيص المعنى بالأمن من مرض الجذام، دون غيره، بعيد؛ لأن الله تعالى أطلق تأمينهم من الخوف، فيدخل فيه كل خوف، سواء كان من مرض، أو عدو، أو غير ذلك من المخاوف. فهي القبيلة الوحيدة، التي تأمن من أن يغير عليها أحد. حتى إنه إذا وقع بين قريش، وبين بعض قبائل العرب حرب، فدخلوا في منطقة الحرم، كفوا. ولما اقتتلوا مرة فيه، سميت تلك الحرب(حرب الفجار)؛ لأنهم رأوا أنهم قد فجروا، وانتهكو حرمات الله. وكذلك بقية العرب، يلقى الرجل قاتل أبيه، في الحرم، فلا يعرض له بسوء.
                        الفوائد المستنبطة
                        الفائدة الأولى: منة الله تعالى على قريش، وأهل حرمه.
                        الفائدة الثانية: تحقق دعوة إبراهيم - عليه السلام -، لأهل الوادي، كما في قوله تعالى: (وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ)، فتحققت الدعوة، وصار يجبى إليه ثمرات كل شيء، (أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آَمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ).
                        الفائدة الثالثة: أن تمام النعمة الدنيوية: بالشبع، والأمن. واختلالها: بفقدهما، أو فقد أحدهما، أو نقصهما، أو نقص أحدهما.
                        فالخائف، لا يمكن أن يهنأ بطعام، حتى وإن كان الطعام موفورًا عنده. والجائع، لا يمكن أن يهنأ بأمن، فلا تتم النعمة الدنيوية، إلا بالشبع، والأمن.
                        وهذه المنة ليست خاصة بقريش، فربما جعل الله ذلك لكثير من بني آدم، فوجب أن يقابلوها بالشكر. وتدبر هذا المثل الذي ضربه الله في قوله: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ) فهي قرية تنعم بالأمن، والشبع، (فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ)، فعوقبوا بالجوع، والخوف.
                        الفائدة الرابعة: أن أولى الناس بعبادة الله، والقيام بدينه، هم أهل حرمه.
                        فيجب على ساكن مكة، أن يقوم بعبادة الله - عز وجل -، وأن يعلم أنه على بساط الملك، فالذي يعصي الملك على بساطه، ليس كالذي يعصي الملك في أطراف مملكته. ولهذا كان ابن عمر - رضي الله عنهما - يتحرج من سكنى مكة، ويضرب خباءه خارج الحرم؛ يرى أن من الإلحاد في البيت أن يقول الإنسان: "والله"، "وبالله"، "وتالله"، لشدة ورعه -رضي الله عنه-. فيجب أن يكون بيت الله، وحرم الله، موئلا للتقاة، وأهل الطاعة، والورع؛ من الطائفين، والعاكفين، والقائمين، وأن يطهر من أهل الشرك، والبدعة، والفسق. ثم مَن كان يلي مكة، من البلدان.
                        ولهذا جعل الله تعالى هذه الجزيرة، موئلا للإسلام، يأرز إليها. والعرب هم أولى الناس بدين الإسلام، والدفاع عنه. والله أعلم حيث يجعل رسالته، فاختار الله تعالى العرب، واختار أن يكون نبيه منهم، عن علم، وحكمة، فهم حفظة دينه، الذين يجاهدون في سبيله، وينشرونه في الآفاق.
                        الفائدة الخامسة: شرف البيت الحرام؛ لإضافته إليه سبحانه. والمضاف إلى الله نوعان:
                        أحدهما: أن يكون المضاف عينًا قائمة بذاتها: فيكون من باب إضافة المخلوق إلى خالقه؛ إما إضافة محضة،كعبد الله، أو إضافة تشريف، كبيت الله، وناقة الله.
                        الثاني: أن يكون المضاف وصفًا لا يستقل بنفسه، بل يقوم بمن أضيف إليه: فيكون من باب إضافة الصفة إلى الموصوف، كعلم الله، وعزة الله، ووجه الله.

                        العقيدة والحياة

                        قال الحسن البصري - رحمه الله :
                        استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
                        [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


                        تعليق


                        • #42
                          رد: التفسير العقدي لسورة قريش

                          عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                          جزاكم الله خيرًا وبارك الله في جهودكم


                          "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
                          وتولني فيمن توليت"

                          "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

                          تعليق


                          • #43
                            رد: التفسير العقدي لسورة قريش

                            المشاركة الأصلية بواسطة بذور الزهور مشاهدة المشاركة
                            عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                            جزاكم الله خيرًا وبارك الله في جهودكم

                            وأنتم من أهل الجزاء أختنا الفاضلة
                            نسأل الله الإخلاص والقبول
                            وفقكم الله لما يُحِب ويرضى

                            قال الحسن البصري - رحمه الله :
                            استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
                            [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


                            تعليق


                            • #44
                              رد: التفسير العقدي لسورة قريش


                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


                              ماشاء الله
                              راااااااائع كم هو راااااااائع القران الكريم
                              اللهم اجعلنا من اهل القران وخاصته
                              ماشاء الله
                              جزيتم الجنات العلي
                              اميييييييييييييييييييييييييييييييييييييين
                              اللهم احفظ ابنتى واعنا على تربيتها تربية صالحة مصلحة حاملة لكتابك ومطبقة لشرعك
                              اللهم احفظ زوجى من كل سوء والف بين قلوبنا واجعله قره عين لى واجعلنى قرة عينا له
                              وبارك اللهم في أهلى ورفيقاتى واحفظهم من كل سوء

                              تعليق


                              • #45
                                رد: التفسير العقدي لسورة قريش

                                المشاركة الأصلية بواسطة فاطمة سعد مشاهدة المشاركة

                                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


                                ماشاء الله
                                راااااااائع كم هو راااااااائع القران الكريم
                                اللهم اجعلنا من اهل القران وخاصته
                                ماشاء الله
                                جزيتم الجنات العلي
                                اميييييييييييييييييييييييييييييييييييييين
                                وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة
                                اللهم آمين
                                وأنتم من أهل الجزاء أختنا الفاضلة
                                وفقكم الله لما يُحِب ويرضى


                                قال الحسن البصري - رحمه الله :
                                استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
                                [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


                                تعليق

                                يعمل...
                                X