إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلسلة التفسير العقدي لسور القرآن الكريم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: التفسير العقدي لسورة الناس

    المشاركة الأصلية بواسطة بذور الزهور مشاهدة المشاركة
    عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    جزاكم الله خيرًا وجعله في ميزان حسناتكم
    وجزي
    فضيلة الشيخ د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي عنا خير الجزاء

    اللهم آمين
    وأنتم من أهل الجزاء أختنا الفاضلة
    وفقكم الله لكل خير


    قال الحسن البصري - رحمه الله :
    استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
    [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


    تعليق


    • #17
      رد: التفسير العقدي لسورة الناس

      جزاكم الله خيرا
      اللّهُمَّ أَرضِنِي .. وَارْضَ عَنِّي
      اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات

      القرآن كلام الله .. خطاب الملك..القرآن عزيز .. مطلوب وليس طالب
      إذا تركته تركك .. وإذا ذهبت عنه ذهب

      تعليق


      • #18
        رد: التفسير العقدي لسورة الناس

        المشاركة الأصلية بواسطة ~باغية الجنان العلى~ مشاهدة المشاركة
        جزاكم الله خيرا
        وأنتم من أهل الجزاء أختنا الفاضلة
        وفقكم الله لما يُحِب ويرضى

        قال الحسن البصري - رحمه الله :
        استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
        [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


        تعليق


        • #19
          التفسير العقدي لسورة المسد

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

          التفسير العقدي لسورة المسد


          بقلم/فضيلة الشيخ د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي

          بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
          تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3)
          وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)

          مقصود السورة:
          الذب عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وتبكيت خصمه أبي لهب، وكل من ناوأ الرسل، وأتباع الرسل.
          (تَبَّتْ) : خسرت، فهذا دعاء من الله - عز وجل - على أبي لهب بالهلاك، والخسران، والدعاء من الله محقق.
          (يَدَا أَبِي لَهَبٍ) أبو لهب: كنية عم النبي - صلى الله عليه وسلم – وقد كان له تسعة من الأعمام، منهم أبو لهب. لقب بهذا اللقب؛ لحمرة في وجهه، كأن في وجهه لهبة.
          (وَتَبَّ) (تب) الثانية خبر بحصول ذلك، يعني أنه وقع عليه التباب، والخسران.

          وسبب نزول هذه السورة: ما رواه ابْن عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ "وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ"، صَعِدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الصَّفَا، فَجَعَلَ يُنَادِي يَا بَنِي فِهْرٍ! يَا بَنِي عَدِيٍّ! لِبُطُونِ قُرَيْشٍ، حَتَّى اجْتَمَعُوا، فَجَعَلَ الرَّجُلُ إِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَخْرُجَ أَرْسَلَ رَسُولاً لِيَنْظُرَ مَا هُوَ، فَجَاءَ أَبُو لَهَبٍ وَقُرَيْشٌ، فَقَالَ: أَرَأَيْتَكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلاً بِالْوَادِي تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ، أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟ قَالُوا: نَعَمْ، مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إِلاَّ صِدْقًا. قَالَ: فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ. فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ! أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا؟ فَنَزَلَتْ "تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ".صحيح البخاري وهو دعاء عليه، بجنس ما دعا به على النبي - صلى الله عليه وسلم – وخبر، وذم، ووعيد.

          (مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ) يعني: لن ينجيه ماله، وولده؛ لأن الولد من الكسب؛ وذلك أن أبا لهب قال "إن كان ما يقول ابن أخي حقا، فسأفتدي منه بمالي، وولدي، فقال الله رادًا عليه: (مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ) وزاد (سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ).
          (سَيَصْلَى نَارًا) أي يدخل النار، فتحرقه، وتشويه.
          (نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ) وصفها الله بهذا الوصف المناسب لكنية أبي لهب، نكايةً به، وسخرية. (ذَاتَ لَهَبٍ) يعني: ذات توقد، واضطرام، وتلهب.
          (وَامْرَأَتُهُ) أي: وامرأته كذلك ستصلى تلك النار، وهي أم جميل، وكانت تؤذي النبي - صلى الله عليه وسلم -، وتسميه مُذمَّم، بدلا من (محمد)، وتلقي في طريقه الشوك، ولهذا نبزها القرآن بهذا الوصف الذميم: (حَمَّالَةَ الْحَطَبِ). ويجوز في (حَمَّالَة): النصب، والرفع.
          وقيل: إنها وصفت بهذا الوصف؛ لأنها كانت تمشي بالنميمة، والذي يمشي بالنميمة كمن يحمل الحطب، ليحرق الناس، بإيغار الصدور، وإفساد ذات البين.
          وقيل: لاحتطابها؛ أي: أنها كانت تحمل الحطب. وهذا بعيد؛ لأنها كانت أمرأة غنية، لا تحتاج إلى المهنة.
          (فِي جِيدِهَا): في عنقها.
          (حَبْلٌ) الحبل معروف.
          (مِنْ مَسَدٍ) قيل: أنه الليف، والليف على العنق شديد الأثر.
          وقيل: المسد: سلسلة من حديد، تكون في النار، قدرها سبعون ذراعا، على عنقها.
          وقال بعض المفسرين: كان في عنقها قلادة، من ودع، فكان هذا من باب الذم لها، والنبذ لها، من جنس ما كانت تفعل مع النبي - صلى الله عليه وسلم - حينما كانت تسميه مذمم، بدلا من (محمد)، فانتصر الله لنبيه، وانزل هذا الوعيد، في حق من نال منه بقول، أو فعل، وهذا عاقبة كل من تطاول، على مقام نبينا - صلى الله عليه وسلم -.

          الفوائد المستنبطة:
          الفائدة الأولي: غلظ كفر أبي لهب، وأمرأته، وبؤس عاقبتهما؛ لكون الله تعالى أفرد سورة كاملة، في ذمهما.
          الفائدة الثانية: نصرة الله لنبيه - صلى الله عليه وسلم -.
          الفائدة الثالثة: أن الجزاء من جنس العمل.

          المصدر :
          العقيدة والحياة

          التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 28-01-2014, 03:09 PM. سبب آخر: تخريج الحديث، بوركتم

          قال الحسن البصري - رحمه الله :
          استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
          [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


          تعليق


          • #20
            رد: التفسير العقدي لسورة المسد

            وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
            جزاكم الله خيرًا وبارك في جهودكم


            "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
            وتولني فيمن توليت"

            "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

            تعليق


            • #21
              رد: التفسير العقدي لسورة المسد

              المشاركة الأصلية بواسطة بذور الزهور مشاهدة المشاركة
              وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
              جزاكم الله خيرًا وبارك في جهودكم

              اللهم آمين
              وأنتم من أهل الجزاء أختنا الفاضلة
              وفقكم الله لكل خير


              قال الحسن البصري - رحمه الله :
              استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
              [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


              تعليق


              • #22
                رد: التفسير العقدي لسورة الناس

                جزاكم الله خيرااااااااااا...

                تعليق


                • #23
                  رد: التفسير العقدي لسورة الناس

                  المشاركة الأصلية بواسطة اميرة بعفتي مشاهدة المشاركة
                  جزاكم الله خيرااااااااااا...
                  وأنتم من أهل الجزاء أختنا الفاضلة
                  وفقكم الله لما يُحِب ويرضى

                  قال الحسن البصري - رحمه الله :
                  استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
                  [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


                  تعليق


                  • #24
                    التفسير العقدي سورة النصر

                    التفسير العقدي سورة النصر

                    فضيلة الشيخ د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي

                    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
                    (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3))
                    مقصد السورة: بيان حال المؤمن مع النصر.
                    (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) النصر معروف، والمراد بـ(الفتح) هنا: فتح مكة، وقد وقع في رمضان، سنة ثمان من الهجرة.
                    (وَرَأَيْتَ النَّاسَ) يعني: قبائل العرب.
                    (يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا): جماعات تلو جماعات، وقد كان الناس يسلم الواحد تلو الأخر، وبعد فتح مكة، أقبلت قبائل العرب على الإسلام بأجمعها؛ لأن العرب كانوا ينتظرون ما يقع بين النبي صلى الله عليه وسلم، وقومه، إذ كانت قريش أعز قبائل العرب، وتقطن مكة، مهوى أفئدتهم. فلما نصره الله عليهم، ودخلوا في دين الله، صارت وفود العرب تفد إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، في العام التاسع، الوفد تلو الوفد، حتى سُمي (عام الوفود).
                    ونصر الله للمؤمنين سنة كونية، قال ربنا عز وجل (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) فلابد من نصر الله.
                    وتأمل حال نبينا - صلى الله عليه وسلم -، حين خرج من مكة، شريدا، طريدا، يتعقبه الحاقدون، والطامعون، حتى كان يكمن نهارا، ويسير ليلا، مدة أسبوع، حتى بلغ المدينة، ثم بعد ثماني سنوات، يرجع فاتحًا، منتصرًا، ويدخل مكة، ويحكمه الله تعالى في رقابهم، ويقول: يا معشرَ قريشٍ ما تقولونَ قالوا نقولُ ابنُ أخٍ وابنُ عمٍّ رحيمٌ كريمٌ ثمَّ أعادَ عليهمُ القولَ ما تقولونَ قالوا مثلَ ذلِك قال فإنِّي أقولُ كما قال أخي يوسفُ {لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} فخرجوا فبايعوهُ على الإسلامِ»

                    الراوي: - المحدث: عبد الحق الإشبيلي - المصدر: الأحكام الصغرى - الصفحة أو الرقم: 558
                    خلاصة حكم المحدث: [أشار في المقدمة أنه صحيح الإسناد]



                    ، وفي حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما- أنه كان من قوله – صلى الله عليه وسلم حين رقى على جبل الصفا " لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ " [رواه مسلم].
                    فيجب الإيمان بنصر الله، والثقة بموعود الله، فلا يجوز القنوط من رحمة الله؛ قال تعالى: (قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ)، وقال سبحانه: (إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)، فيجب على المؤمن: أن يحسن الظن بربه، ولا يجوز أن يعتقد الإنسان، أن الله يديل الباطل على الحق، إدالة مستمرة، فمن ظن ذلك، فقد أساء الظن بالله. نعم! قد يدال الباطل على الحق مؤقتًا، قال الله تعالى: (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ)، لكن يعقبه نصر عزيز، وفتح مبين.
                    فإن قال قائل: كيف استيئس الرسل من نصر الله، كما في قوله تعالى: (حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا)؟ قيل: إن الرسل لم يستيئسوا من نصر الله، وإنما استيئسوا من إيمان هؤلاء الأقوام المخاطبين، ولم ييئسوا من نصر الله.
                    وهذا يحتاج إلى يقين، وهذا اليقين لا يجده إلا المؤمنون؛ كما قال الله عز وجل في سورة الأحزاب (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا)، وأما المنافقون فقالوا: (مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إَِّلا غُرُورًا) يقول أحدهم: محمد يعيدنا ملك كسرى، وقيصر، وأحدنا لم يأمن أن يذهب يقضي حاجته!
                    (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ) يعني: نزه ربك، متلبسًا بحمده، فالباء في قوله (بِحَمْدِ) للملابسة، أي: اجمع بين التسبيح - الذي هو التنزيه - والحمد.
                    (وَاسْتَغْفِرْهُ) يعني: اطلب منه المغفرة، وهي: الستر، والتجاوز. ومنه سُمي (المغفر) الذي يجعل على الرأس، لأنه يستر الرأس، ويقيه.
                    (إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) التوبة معناها: الرجوع. و(التواب): اسم للرب، عز وجل، متضمن لصفة التوبة؛ أي أنه كثير العود على عباده بالصفح والعفو. و(التواب) يطلق على العبد، ويطلق على الرب، فالعبد تواب، إذا كان كثير الرجوع إلى سيده، والرب تواب، لكثرة توبته على عبده، وهي نوعان:
                    الأول: إذن وتوفيق: كما في قوله الله تعالى: (ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا)، فتوبته عليهم سبقت توبتهم إليه.
                    الثاني: قبول واعتداد: كما في قوله تعالى: (فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [المائدة : 39]
                    الفوائد المستنبطة:
                    الفائدة الأولى: سنة الله الكونية، في إدالة الحق، على الباطل.
                    الفائدة الثانية: - الحذر من اليأس من نصر الله.
                    الفائدة الثالثة: أن فتح مكة، فتحٌ لما بعدها؛ لأنها أم القرى.
                    الفائدة الرابعة: صدق وعد الله.
                    الفائدة الخامسة: مقابلة النعم المتجددة بالتسبيح، والحمد، والاستغفار.
                    الفائدة السادسة: الإيذان بدنو أجل النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لانتهاء مهمته، وأدائه رسالات ربه.
                    عن ابن عباس قال: كان عمر يُدخلني مع أشياخ بدر، فكأن بعضهم وَجَد في نفسه، فقال: لم يَدخل هذا معنا، ولنا أبناء مثله؟ فقال عمر: إنه ممن قد علمتم. فدعاهم ذات يوم فأدخله معهم، فما رُؤيتُ أنه دعاني فيهم يومئذ إلا ليُريهم، فقال: ما تقولون في قول الله، عز وجل: { إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ } ؟ فقال بعضهم: أمرنا أن نَحمد الله، ونستغفره إذا نصرنا وفُتح علينا. وسكت بعضهم، فلم يقل شيئًا، فقال لي: أكذلك تقول يا ابن عباس؟ فقلت: لا. فقال: ما تقول؟ فقلت: هو أجلُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه له، قال: { إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ } فذلك علامة أجلك، { فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا }. فقال عمر بن الخطاب: لا أعلم منها إلا ما تقول. رواه البخاري
                    الفائدة السابعة: مشروعية الاستغفار، بعد الفراغ من العبادات.
                    الفائدة الثامنة: إثبات اسم التواب له تعالى، وما تضمنه من صفة (التوبة).

                    المصدر : العقيدة والحياة
                    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 30-01-2014, 05:44 PM. سبب آخر: استبدال حديث ضعيف بآخر صحيح

                    قال الحسن البصري - رحمه الله :
                    استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
                    [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


                    تعليق


                    • #25
                      رد: التفسير العقدي سورة النصر

                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                      جزاكم الله خيرًا وبارك في جهودكم


                      "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
                      وتولني فيمن توليت"

                      "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

                      تعليق


                      • #26
                        رد: التفسير العقدي سورة النصر

                        المشاركة الأصلية بواسطة بذور الزهور مشاهدة المشاركة
                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                        جزاكم الله خيرًا وبارك في جهودكم

                        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة
                        وأنتم من أهل الجزاء أختنا الفاضلة
                        وأشكركم على التعديل
                        إنما أنقل الموضوع على حاله
                        وذلك لمتابعة الشيخ لمواضيعه هنا
                        وفقكم الله لما يُحِب ويرضى


                        قال الحسن البصري - رحمه الله :
                        استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
                        [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


                        تعليق


                        • #27
                          رد: التفسير العقدي سورة النصر

                          المشاركة الأصلية بواسطة ساجـ لله ــد مشاهدة المشاركة

                          إنما أنقل الموضوع على حاله
                          وذلك لمتابعة الشيخ لمواضيعه هنا
                          وفقكم الله لما يُحِب ويرضى

                          لا عليكم، معلومٌ ذلك
                          وإياكم بمثل ما دعوتم


                          "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
                          وتولني فيمن توليت"

                          "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

                          تعليق


                          • #28
                            التفسير العقدي لسورة الكافرون

                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

                            التفسير العقدي لسورة الكافرون

                            بقلم فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي

                            بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
                            قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4)
                            وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)
                            مقصد السورة: بيان حقيقة التوحيد العملي.
                            (قُلْ) الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم.
                            وهذه اللفظة، جزء من السورة، كما أنها جزء من جميع القواقل، والقواقل هي: (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ).(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ)
                            (يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) المنادى: مشركو مكة
                            (لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ) يعني: لا أعبد في الحال، ولا في الماضي، ولا في المستقبل، ما تعبدون من الأصنام، فتبرأ من عبادة الأصنام، وغيرها، مطلقا.
                            (وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ) يعني: ولا أنتم عابدون، في الحال، ما أعبد. فهم في هذه الحال، لا يعبدون الله عز وجل، وإن زعموا ذلك، فقد نفى عنهم وقوع عبادة الله، لأن عبادتهم التي يزعمون أنها لله، مشوبة بالشرك.
                            وعبادة الله، لا يمكن أن تكون إلا خالصة، فعن أَبي هريرة - رضي الله عنه - قَالَ : سَمِعْتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ : ( قَالَ الله تَعَالَى : أنَا أغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ ، مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ) رواه مسلم.
                            (وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ) : جاءت هنا بصيغة، الجملة الاسمية الدالة على الثبوت، وفي الآية الثانية من السورة، جاءت بصيغة الجملة الفعلية. فقوله (وَلَا أَنَا عَابِدٌ) يعني في المستقبل، والمعنى: اقطعوا الأمل! لا أوافقكم على عبادتكم، لا في الماضي، ولا في الحاضر، ولا في المستقبل.
                            (وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ) يعني: أنكم أنتم أيضا،لا في الحال، ولا المستقبل، تعبدون ما أعبد، ما دمتم مستمرين، على الشرك.
                            (لَكُمْ دِينُكُمْ) وهو دين الشرك.
                            (وَلِيَ دِينِ) وهو دين الإسلام، والتوحيد. هكذا، بحذف الياء، باتفاق القراء السبعة، وإن كان غير السبعة، قد أثبتها، فقرأ: (ديني)
                            ولو تأملنا في هذه السورة، لوجدنا فيها تكرارًا، وهذا التكرار، في الحقيقة، ليس متطابقًا، بل جاء مرة، بالجملة الفعلية: (لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ)، ومرة، بالجملة الاسمية: (وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ )، (وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ) والجملة الاسمية، تدل على: الثبوت، والاستمرار.
                            وفائدة التكرار: التأكيد على المفاصلة التامة، بين عبادته، وعبادتهم، وبين دينه، ودينهم. فهذه السورة، تتعلق بأمر العبادة، التي هي التوحيد العملي.
                            فإن التوحيد ينقسم إلى قسمين:
                            - توحيد عملي.
                            - وتوحيد علمي
                            فالنوع الأول: التوحيد العملي، ويسمي أيضا: توحيد العبادة، وتوحيد الإلوهية، وتوحيد القصد والطلب، وكل هذه الاصطلاحات الأربعة، بمعنى واحد. وهذا النوع من التوحيد، هو ما دلت عليه سورة (الكافرون) فهي متخصصة في توحيد العبادة.
                            النوع الثاني: التوحيد العلمي، ويسمى أيضا التوحيد النظري، وتوحيد المعرفة والإثبات، وتوحيد الربوبية والأسماء والصفات، فهذه أربعة اصطلاحات مترادفة. وهذا النوع من التوحيد، هو الذي تدل عليه سورة (الإخلاص) كما سيأتي إن شاء الله.
                            فلا يتم الدين إلا باجتماع أمرين:
                            أحدهما: عبادة الله وحده، والثانية البراءة من الشرك،كما قال تعالى: (أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)، وقال: (وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ) يعني مائلين عن الشرك، وقال: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ)
                            وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرن بين، هاتين، السورتين: سورة (الكافرون)، وسورة (الإخلاص)، في قراءة الصلاة، لما فيهما من الدلالة، على التوحيد، بنوعيه، فيقرأهما في:
                            - راتبة الفجر.
                            - ركعتي الطواف.
                            - الوتر يقرأ في الأولى بـ(سبح)، وفي الثانية بـ(قل يا أيها الكافرون)، وفي الثالثة بـ(قل هو الله احد).
                            تنزل هذه الآيات على النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهو في حال استضعاف، حينما كان في مكة، ومع ذلك يتوجه، بهذا الخطاب العقدي العظيم، الواضح، الذي لا لبس فيه، ولا غموض.
                            وربما قال قائل: ألا يسع في وقت الضعف، أن يُلين الداعية العبارة، ليدفع عن نفسه؟ نقول: لو ساغ ذلك في كل شيء، لم يسغ في باب الاعتقاد. لابد من الوضوح، في طرح العقيدة، وبيانها، وعدم اللبس على الناس، لاسيما لأهل العلم، ومن يصدر عنهم العامة، فإن عليهم، من المسؤولية، ما ليس على غيرهم.
                            عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ قُرَيْشًا دَعَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَنْ يُعْطُوهُ مَالا فَيَكُونُ أَغْنَى رَجُلٍ بِمَكَّةَ، وَيُزَوِّجُوهُ مَا أَرَادَ مِنَ النِّسَاءِ وَيَطَأُونَ عَقِبَهُ، فَقَالُوا: هَذَا لَكَ عِنْدَنَا يَا مُحَمَّدُ، وَكُفَّ عَنْ شَتْمِ آلِهَتِنَا، وَلاَ تَذْكُرْهَا بِشَرٍّ، فَإِنْ بَغَضْتَ فَإِنَّا نَعْرِضُ عَلَيْكَ خَصْلَةً وَاحِدَةً، وَلَكَ فِيهَا صَلاحٌ، قَالَ: وَمَا هِيَ؟ قَالَوا: تَعْبُدُ إِلَهَنَا سَنَةً؛ اللاتَ وَالْعُزَّى، وَنَعْبُدُ إِلَهِكَ سَنَةً ، قَالَ: حَتَّى أَنْظُرَ مَا يَأْتِينِي مِنْ رَبِّي. فَجَاءَ الْوَحْي مِنْ عِنْدِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ: (قُلْ يَأَيُّهَا الْكَافِرُونَ لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ) السُّورَةَ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: (قُلْ أَفَغَيْرَ اللهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ )(بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ). رواه ابن جرير، وابن أبي حاتم، والطبراني، وحسن إسناده الألباني.
                            فالأمر ليس فيه أنصاف حلول، ولا تنازلات، ولا مماكسات! هذا دين الله عز وجل، لا يسع أحدًا، أن يزايد فيه، وأن يتنازل عن بعض ما أمر به. قد يسع الإنسان، أن يتقي تقاة، إذا لم يستطع أن يقول كلمة الحق، ولم يطق البلاء، وله في ذلك سعة، كما قال الله عز وجل: (إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ) لكن المرتبة العليا، والمقام الأسمى، لمن جهر بالحق، وصدع به، وهذا يتأكد في حق العلماء.
                            ولهذا وقف الإمام (أحمد بن حنبل)، رحمه الله، في عام الفتنة، وقفة قوية، مع أنه كان يسعه، أن يتأول. دخل عليه، مرة، على بن المديني، رحمه الله، وهو من كبار المحدثين، من رجال البخاري، فروى بسنده، حديث عمار: أَخَذَ الْمُشْرِكُونَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ فَلَمْ يَتْرُكُوهُ حَتَّى سَبَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- وَذَكَرَ آلِهَتَهُمْ بِخَيْرٍ ثُمَّ تَرَكُوهُ فَلَمَّا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ :« مَا وَرَاءَكَ؟ ». قَالَ : شَرٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا تُرِكْتُ حَتَّى نِلْتُ مِنْكَ وَذَكَرْتُ آلِهَتَهُمْ بِخَيْرٍ. قَالَ كَيْفَ تَجِدُ قَلْبَكَ؟) قَالَ : مُطْمَئِنًا بِالإِيمَانِ. قَالَ: (إِنْ عَادُوا فَعُدْ). فتنحى عنه الإمام أحمد، وولاه ظهره، وقال: لا يعرفون من الدين، إلا حديث عمار!، عمار ضرب، فأجابهم إلى بعض ما طلبوا، وأنتم قيل لكم: إنكم ستضربون، فأجبتموهم، إلى ما طلبوا. فقال: والله ما رأت عيناك مثلك.
                            فمن استطاع أن يقوم بدين الله، ويصدع بالحق، فهذا أعلى المراتب، ومن ضعف عن ذلك، فأمره إلى الله سبحانه وتعالى، لكن هذه السورة تؤكد أن أمر الدين، لا يجوز أن يداهن فيه، ولا أن يلبس على الناس فيه.
                            يجب أن يُبين الإسلام، نقيًا، بريئًا، من كل شائبة، ولا يجوز بحال، من الأحوال، أن يمزج باليهودية، أو النصرانية، أو غيرها، من الملل الوثنية، ولا أن تجعل الأديان على حد سواء، ولا أن يُسوَّغ اعتناق أي منها، بدعوى أن جميعها صحيح، وأنها توصل إلى الله! ولا الدعوة المطلقة إلى الاعتراف بالآخر! واحترام قيم الأخر! ونحو ذلك من العبارات، التي توقع في نفوس الجهال، أن من شاء تدين بما شاء! فيجب أن يبين أن دين الله تعالى، دين واحد، هو الإسلام، (وأن من يبتغ غير الإسلام دينا، فلن يقبل منه)،
                            ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم: (وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لاَ يَسْمَعُ بِى أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ؛ يَهُودِىٌّ، وَلاَ نَصْرَانِىٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِى أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلاَّ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ) فلا يجوز أن تسمى، اليهودية، والنصرانية، أديانا سماوية؛ لأن في ذلك تصحيح لها، ونسبة إلى دين الله عز وجل. وقد قال تعالى: (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا)، وقال (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ)، وقال (أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ) وأنكر عليهم حينما قالوا (وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا).
                            فلا يوجد دين سماوي، على وجه الأرض، من لدن آدم، إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - إلا دين الإسلام، وهو الإسلام، بالمعنى العام، الذي بعث الله به، جميع أنبيائه، وخاتمهم محمد - صلى الله عليه وسلم. وأما اليهودية، فهي ما آل إليه دين موسى (عليه السلام) بعد التحريف، وأما النصرانية، فهي ما آل إليه دين عيسى (عليه السلام)، بعد التحريف، فلهذا برّء الله إبراهيم (عليه السلام) منهما.
                            وليس صوابا، أن يقال: نجتمع على المشترك، والمتفق عليه، ونقصي المختلف فيه، ما هذا منهج النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا منهج الصحابة، ولا التابعين، ولا علماء الأمة الراسخين، بل منهجهم ما أمر الله تعالى به، بقوله: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ) ثم تولى بنفسه سبحانه تفسير هذه الكلمة، ولم يدعها لتفسير مفسر، أو قول فقيه، فقال: (أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ). هذه هي الكلمة السواء، أما ما ينادي به بعض المفكرين العصرانين، من البحث، عن نقاط الاتفاق بيننا، وبين اليهود، والنصارى، وإبرازها، وتحاشي نقاط الاختلاف، وإقصائها، وعدم مناقشة قضايا العقائد، فهذا خلاف المنهج القرآني، وخلاف المنهج النبوي، وخلاف منهج السلف الصالح، والسابقين، الأولين من هذه الأمة.
                            الفوائد المستنبطة:
                            الفائدة الأولى: وجوب المفاصلة، والبراءة من الكفار.
                            الفائدة الثانية: وضوح الخطاب، والبعد عن المداهنة.
                            الفائدة الثالثة: أن أصل العبادة: هو الإخلاص، والبراءة من الشرك،
                            الفائدة الرابعة: تسمية الشرك دينا. لقوله (لَكُمْ دِينُكُمْ) ودينهم الشرك، وقوله في قصة يوسف (مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ).
                            الفائدة الخامسة: الحذر من لبس الحق بالباطل.

                            العقيدة والحياة

                            قال الحسن البصري - رحمه الله :
                            استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
                            [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


                            تعليق


                            • #29
                              رد: التفسير العقدي لسورة الكافرون

                              وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                              جزاكم الله خيرًا وبارك في جهودكم


                              "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
                              وتولني فيمن توليت"

                              "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

                              تعليق


                              • #30
                                رد: التفسير العقدي لسورة الكافرون

                                المشاركة الأصلية بواسطة بذور الزهور مشاهدة المشاركة
                                وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                                جزاكم الله خيرًا وبارك في جهودكم

                                اللهم آمين
                                وأنتم من أهل الجزاء أختنا الفاضلة
                                وفقكم الله لما يُحِب ويرضى


                                قال الحسن البصري - رحمه الله :
                                استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
                                [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


                                تعليق

                                يعمل...
                                X