إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشهداء في القرآن الكريم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشهداء في القرآن الكريم



    الحمد لله وحده و الصلاة و السلام علي من لا بني بعده,

    نكمل ان شاء الله مع سلسلة مدرسة القران..

    الشهداء في القرآن الكريم
    منزلتهم وما أعد الله لهم

    وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ (157) وَلَئِن مُّتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لإِلَى الله تُحْشَرُونَ (158) ( آل عمران)
    أخبرالله تعالى أن القتل في سبيله أو الموت فيه ليس فيه نقص ولا محذور وإنما هو مما ينبغي أن يتنافس فيه المتنافسون لأنه سبب مفض وموصل إلى مغفرة الله ورحمته وذلك خير مما يجمع أهل الدنيا من دنياهم وأن الخلق أيضا إذا ماتوا أو قتلوا بأي : حالة كانت فإنما مرجعهم إلى الله ومآلهم إليه فيجازي كلا بعمله فأين الفرار إلا إلى الله وما للخلق عاصم إلا الاعتصام بحبل الله ؟ ! !

    فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) ( آل عمران)
    لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من أحد إلى المدينة ندب أصحابه إلى الخروج فخرجوا - على ما بهم من الجراح - استجابة لله ولرسوله فوصلوا إلى حمراء الأسد وجاءهم من جاءهم وقال لهم :

    " إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ "

    وهموا باستئصالكم تخويفا لهم وترهيبا فلم يزدهم ذلك إلا إيمانا بالله واتكالا عليه

    "وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ "

    أي : كافينا كل ما أهمنا

    " وَنِعْمَ الْوَكِيلُ "

    المفوض إليه تدبير عباده والقائم بمصالحهم

    "
    فَانقَلَبُواْ "

    أي : رجعوا

    " بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ "
    وجاء الخبر المشركين أن الرسول وأصحابه قد خرجوا إليكم وندم من تخلف منهم فألقى الله الرعب في قلوبهم واستمروا راجعين إلى مكة ورجع المؤمنون بنعمة من الله وفضل حيث من عليهم بالتوفيق للخروج بهذه الحالة والاتكال على ربهم ثم إنه قد كتب لهم أجر غزاة تامة فسبب إحسانهم بطاعة ربهم وتقواهم عن معصيته لهم أجر عظيم


    فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (195) ( آل عمران)
    فاستجاب لهم ربهم "

    الآية أي : أجاب الله دعاءهم دعاء العبادة ودعاء الطلب وقال : إني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى فالجميع سيلقون ثواب أعمالهم كاملا موفرا

    " بعضكم من بعض "
    أي : كلكم على حد سواء في الثواب والعقاب

    " فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا "

    فجمعوا بين الإيمان والهجرة ومفارقة المحبوبات من الأوطان والأموال طلبا لمرضاة ربهم وجاهدوا في سبيل الله

    " لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله "

    الذي يعطي عبده الثواب الجزيل على العمل القليل

    " والله عنده حسن الثواب "
    مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فمن أراد بذلك فليطلبه من الله بطاعته والتقرب إليه بما يقدر عليه العبد

    وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ الله لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً (73) ( النساء)
    " ولئن أصابكم فضل من الله "

    أي : نصر وغنيمة ما يحصل للمجاهدين

    " ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما "
    . أي : يتمنى أنه حاضر ، لينال من المغانم . ليس له رغبة ، ولا قصد ، في غير ذلك . كأنه ليس منكم ، يا معشر المؤمنين ـ ولا بينكم ، وبينه المودة الإيمانية ، التي من مقتضاها أن المؤمنين مشتركون في جميع مصالحهم ، ودفع مضارهم ، يفرحون بحصولها ، ولو على يد غيرهم ، من إخوانهم المؤمنين ، ويألمون بفقدها ، ويسعون جميعا ، في كل أمر يصلحون به دينهم ودنياهم . فهذا الذي يتمنى الدنيا فقط ، ليست معه الروح الإيمانية المذكورة . ومن لطف الله بعباده ، أن لا يقطع عنهم رحمته ، ولا يغلق عنهم أبوابها . بل من حصل على غير ما يليق أمره ، دعاه إلى جبر نقصه ، وتكميل نفسه . فلهذا أمر هؤلاء ، بالإخلاص ، والخروج في سبيله فقال :

    " فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة "

    فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (4) سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ (5) وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ (6) ( محمد)
    يقول تعالى ـ مرشدا عباده إلى ما فيه صلاحهم ، ونصرهم على أعدائهم ـ :

    " فإذا لقيتم الذين كفروا "
    فى الحرب والقتال ، فاصدقوهم القتال ، واضربوا منهم الأعناق .

    " حتى إذا أثخنتموهم "
    وكسرتم شوكتهم ، ورأيتم الأسر أولى وأصلح ،

    " فشدوا الوثاق "
    ، أي : الرباط ، وهذا احتياط لأسرهم لئلا يهربوا ، فإذا اشتد منهم الوثاق اطمأن المسلمون من حربهم ، ومن شرهم . فإذا كانوا تحت أسركم ، فأنتم بالخيار بين المن عليهم ، وإطلاقهم بلا مال .

    " فإما منا بعد وإما فداء "
    بأن لا تطلقوهم حتى يشتروا أنفسهم ، أو يشتريهم أصحابهم بمال ، أو بأسير مسلم عندهم . وهذا الأمر مستمر

    " حتى تضع الحرب أوزارها "

    ، أي : حتى لا يبقى حرب ، وتبقون في المسالمة والمهادنة ، فإن لكل مقام مقالا ، ولكل حال حكما ، فالحال المتقدمة ، إنما هي إذا كان قتال وحرب . فإذا كان في بعض الأوقات ، لا حرب فيه لسبب من الأسباب ، فلا قتل ولا أسر .

    " ذلك "

    الحكم المذكور في ابتلاء المؤمنين بالكافرين ، ومداولة الايام بينهم ، وانتصار بعضهم على بعض

    " ولو يشاء الله لانتصر منهم "
    ، فإنه تعالى على كل شيء قدير ، وقادر على أن لا ينتصر الكفار في موضع واحد أبدا ، حتى يبيد المسلمون خضراءهم .

    " ولكن ليبلو بعضكم ببعض "
    ليقوم سوق الجهاد ، وتتبين بذلك أحوال العباد ، الصادق من الكاذب ، وليؤمن من آمن إيمانا صحيحا ، عن تبصرة ، لا إيمانا مبنيا على متابعة أهل الغلبة ، فإنه إيمان ضعيف جدا ، لا يستمر لصاحبه عند المحن والبلايا .

    " والذين قتلوا في سبيل الله "
    لهم ثواب جزيل ، وأجر جميل ، وهم الذين قاتلوا من أمروا بقتالهم ، لتكون كلمة الله هي العليا .

    " فلن يضل "

    الله

    " أعمالهم "
    ، أي : لن يحبطها ويبطلها ، بل يتقبلها وينميها لهم ، ويظهر من أعمالهم نتائجها ، في الدنيا والآخرة .

    " سيهديهم "
    إلى سلوك الطريق الموصلة إلى الجنة ،

    " ويصلح بالهم "
    ، أي : حالهم وأمورهم ، وثوابهم يكون صالحا كاملا لا نكد فيه ، ولا تنغيص ، بوجه من الوجوه .

    " ويدخلهم الجنة عرفها لهم "
    ، أي : عرفها أولا ، بأن شوقهم إليها ، ونعتها لهم ، وذكر لهم الأعمال الموصلة إليه ، التي من جملتها الشهادة في سبيل الله ، ووفقهم للقيام بما أمرهم به ورغبهم فيه ، ثم إذا دخلوا الجنة ، عرفهم منازلهم ، وما احتوت عليه من النعيم المقيم ، والعيش السليم .

    التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 26-12-2014, 09:48 PM.
    اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان.اللهم من خذلهم فاخذله، ومن أسلمهم فأسلمه إلى نفسه، ومن كادهم فَكِِدْهُ، ومن عاداهم فعادِهِ،ومن تَتَبَّعَ عوراتهم فافضحه على رؤوس الخلائق أجمعين.

    اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك، ويكذبون رسلك، ولا يؤمنون بوعدك.


  • #2

    حياتهم عند الله

    وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ (154) ( البقرة)
    لما ذكر تبارك وتعالى الأمر بالاستعانة بالصبر على جميع الأمور ذكر نموذجا مما يستعان بالصبر عليه وهو الجهاد في سبيله وهو أفضل الطاعات البدنية وأشقها على النفوس لمشقته في نفسه ولكونه مؤديا للقتل وعدم الحياة التي إنما يرغب الراغبون في هذه الدنيا لحصول الحياة ولوازمها فكل ما يتصرفون به فإنه سعي لها ودفع لما يضادها

    ومن المعلوم أن المحبوب لا يتركه العاقل إلا لمحبوب أعلى منه وأعظم فأخبر تعالى : أن من قتل في سبيله بأن قاتل في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا ودينه الظاهر لا لغير ذلك من الأغراض فإنه لم تفته الحياة المحبوبة بل حصل له حياة أعظم وأكمل مما تظنون وتحسب


    وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) ( آل عمران)

    هذه الآيات الكريمات فيها فضل الشهداء وكرامتهم وما من الله عليهم به من فضله وإحسانه وفي ضمنها تسلية الأحياء عن قتلاهم وتعزيتهم وتنشيطهم للقتال في سبيل الله والتعرض للشهادة فقال :

    " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله "
    أي : في جهاد أعداء الدين قاصدين بذلك إعلاء كلمة الله

    " أمواتا "
    أي : لا يخطر ببالك وحسبانك أنهم ماتوا وفقدوا وذهبت عنهم لذة الحياة الدنيا والتمتع بزهرتها الذي يحذر من فواته من جبن عن القتال وزهد في الشهادة

    " بل "
    قد حصل لهم أعظم مما يتنافس فيه المتنافسون

    فهم

    " أحياء عند ربهم "
    في دار كرامته

    ولفظ :

    " عند ربهم "
    يقتضي علو درجتهم وقربهم من ربهم

    " يرزقون "
    من أنواع النعيم الذي لا يعلم وصفه إلا من أنعم به عليهم ومع هذا صاروا

    " فرحين بما آتاهم الله من فضله "
    أي : مغتبطون بذلك وقد قرت به عيونهم وفرحت به نفوسهم وذلك لحسنه وكثرته وعظمته وكمال اللذة في الوصول إليه وعدم المنغص فجمع الله لهم بين نعيم البدن بالرزق ونعيم القلب والروح بالفرح بما آتاهم من فضله : فتم لهم النعيم والسرور وجعلوا

    " ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم "
    أي : يبشر بعضهم بعضا بوصول إخوانهم الذين لم يلحقوا بهم وأنهم سينالون ما نالوا

    " ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون "
    أي : يستبشرون بزوال المحذور عنهم وعن إخوانهم المستلزم كمال السرور

    " يستبشرون بنعمة من الله وفضل "
    أي : يهنىء بعضهم بعضا بأعظم مهنأ به وهو : نعمة ربهم وفضله وإحسانه

    " وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين "
    بل ينميه ويشكره ويزيده من فضله ما لا يصل إليه سعيهم

    وفي هذه الآيات إثبات نعيم البرزخ وأن الشهداء في أعلى مكان عند ربهم وفيه تلاقي أرواح أهل الخير وزيارة بعضهم بعضا وتبشير بعضهم بعضا
    التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 26-12-2014, 09:49 PM.
    اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان.اللهم من خذلهم فاخذله، ومن أسلمهم فأسلمه إلى نفسه، ومن كادهم فَكِِدْهُ، ومن عاداهم فعادِهِ،ومن تَتَبَّعَ عوراتهم فافضحه على رؤوس الخلائق أجمعين.

    اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك، ويكذبون رسلك، ولا يؤمنون بوعدك.

    تعليق


    • #3
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      جزاكم الله خيرا اااااااااااااااا ً براود

      أكمل ماشاء الله بارك الله فيكي

      تعليق


      • #4
        لا إله إلا الله .... في القرآن


        لهذه الكلمة المشّرفة [ لا إله إلا الله ] كلمة السعادة والنجاة والفوز العظيم والتوحيد الخالص، أسماء عديدة في القرآن الكريم، منها:

        1 – كلمة الإخلاص: قال تعالى: { فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ {2} أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ }... [الزمر: 2،3] ، أي العبادة .
        ولا يتم الإخلاص لله تعالى في العبادة إلا بتوحيده وإفراده بالألوهية و الربوبية، ونفي الشريك والمماثل له تعالى: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ } ... [الشورى : 11]، وقد سميت سورة: { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } ... [الإخلاص:1] في القرآن سورة الإخلاص؛ لورودها كلها في التوحيد الخالص.

        2 – كلمة الإحسان: أحسن بها العبد إلى نفسه بتوحيد الله تعالى، قولاً باللسان، واعتقادا بالجنان، وعملا بالأركان، فأحسن الله تعالى إليه بالجزاء الأوفى والمثوبة العظمى، قال تعالى: { هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ } ... [الرحمن:60]، ولا إحسان أعظم من جزائه تعالى عليه، قال تعالى { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } ... [يونس:26]، والحسنى جنة الخلد في النعيم المقيم والزيادة النظر في الجنة إلى وجه الله الكريم.

        3 - كلمة العدل: قال تعالى { إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ } ... [النحل: 90]، قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما: " العدل شهادة أن لا إله إلا الله، والإحسان: الإخلاص فيها حتى لا تشوبها شوائب. وقيل: العدل مع الناس والإحسان مع نفسك بالطاعة والانقياد إلى الله تعالى "

        4- الطيب من القول: قال تعالى:{ وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ } ... [ الحج:24]، ولا قول أطيب وأطهر وأزكى من قول: لا إله إلا الله، هداهم الله إليه فهداهم إلى الإسلام، وهو صراط الله الحميد، والصراط المستقيم.

        5 – الكلمة الطيبة: وصفت بالثبات لأن أول من شهد بها هو الله تعالى قال سبحانه: { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ } ... [فاطر: 10]، { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء } ... [إبراهيم: 24]، أي كلمة التوحيد كشجرة طيبة الثمار كثيرة المنافع، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها. وقيل: هي النخلة.

        6 – الكلمة الثابتة: وصفت بالثبات لأن أول من شهد بها هو الله تعالى، قال سبحانه: { شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ } ... [آل عمران: 18]، وهو القول الحق المحكم الذي يثبت الله به المؤمنين في الحياتين، كما قال تعالى: { يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ } ... [إبراهيم: 27]، وأول منازل الآخرة القبور عند الموت.

        7 – كلمة التقوى: اتقى بها أهلها أن يصفوه تعالى بما وصفه به المشركون، فوقوا أنفسهم سوء العذاب، قال تعالى: { فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا } ... [الفتح: 26]، فهم أحق الخلق بهذه الكلمة، وهي مفتاح محبة الله ومفتاح الجنة، وهم أهل التقوى وأهل المغفرة.

        8 – الكلمة الباقية: التي لا تزول ولا تحول قال تعالى : { وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ } ... [الزخرف: 28]، أي في عقب إبراهيم الخليل ـ عليه الصلاة والسلام ـ الذي قال لأبيه وقومه: { إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ } ... [الزخرف: 26]، ولذلك قال المفسرون: إنها كلمة التوحيد.

        9 – كلمة الله العليا: المستعلية على كل شيء لأحقيتها وعظمتها، قال تعالى: { وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا } ... [التوبة: 40]، بها استعلى هذا الدين الحنيف على سائر الأزمان، كما قال تعالى: { لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ } ... [الفتح: 28]، لأنه هو الدين الحق ولو كره المشركون.

        10 – المثل الأعلى: قال قتادة في قوله تعالى: { وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَىَ } ... [النحل:60]، هو قول: لا إله إلا الله، والمثل الصفة، قال تعالى: { مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ } ... [الرعد:35] أي صفتها.

        11 – كلمة السواء: قال تعالى: { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } ... [آل عمران: 64]، قال أبوالعالية: " كلمة السواء هي كلمة التوحيد، وسميت كلمة السواء لأنها الصراط المستقيم على طرفي الإفراط والتفريط ".

        12 – كلمة النجاة: حيث لا نجاة من عذاب الله إلا بها، قال تعالى: { إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ } ... [النساء:116]، { إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } ... [لقمان:13]، وعن جابر ـ رضي الله عنه ـ : ( سئل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن الوجبتين فقال: من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة ).

        13 – دعوة الحق: قال تعالى: { لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ } ... [الرعد:14]، أي لله تعالى الدعوة الملابسة للحق الثابت، وهي كلمة التوحيد كما رواه ابن جرير، وقال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ وقتادة ومالك عن محمد بن المنكدر: هي لا إله إلا الله . أ هـ، ومعنى كونها له تعالى أنه شرعها وأمر بها، وجعل افتتاح الإسلام بها بحيث لا يقبل بدونها ، وأما دعوة الكافرين فهي باطل من القول وضلال مبين، كما قال تعالى: { وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ } ... [الرعد:14].

        14 – العهد: قال تعالى: { لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً } ... [مريم:87]، قال ابن عباس: " هو قول لا إله إلا الله بدليل قوله تعالى: { وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ } ... [ البقرة:40] وعهده تعالى هو الإيمان الذي أمر به بقوله: { وَآمِنُواْ بِمَا أَنزَلْتُ } ... [البقرة: 41]، وهو أول العهود، لقوله تعالى: { أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى } ... [الأعراف:172] ".

        15 - كلمة الاستقامة: قال تعالى: { ‏ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا } ... [فصلت: 30]، قال ابن مسعود: " ثم استقاموا أي: قالوا لا إله إلا الله، فنفوا الشركاء والأضداد ".

        16 – مقاليد السماوات والأرض: قال تعالى: { لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } ... [الزمر: 63]، أي مفاتيحها، قال ابن عباس: هي قول لا إله إلا الله، إذ الوحدانية سبب لعمارة العالم، كما أن الشركة سبب لخرابه، قال تعالى: { لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا } ... [الأنبياء:22].

        17 – القول السديد: الذي يسد عن صاحبه أبواب جهنم يوم القيامة، فهو فعيل بمعنى فاعل.

        18 - البر: قال تعالى: { وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ } ... [البقرة:177]، فالبر إشارة إلى الإيمان والتوحيد.

        19 – الدين الخالص: قال تعالى: { أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ } ... [الزمر:3]، أي لله تعالى العبادة الخالصة له والخضوع والانقياد له لا لغيره، وإنما يكون كذلك إذا كان واحداً في ألوهيته لا شريك له.

        20 – الصراط المستقيم: قال تعالى: { اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ } ... [الفاتحة:6]، { وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ } ... [الأنعام:153 ]، { وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } ... [الحج:54]، وهو قول لا إله إلا الله { صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} ... [الشورى:53] .

        21 – كلمة الحق: قال تعالى: { إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ } ... [الزخرف:86]، وهو قول لا إله إلا الله.

        22 – العروة الوثقى: قال تعالى: { فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا } ... [البقرة:256]، وهي كلمة التوحيد.

        23 – كلمة الصدق: قال تعالى: { وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ } ... [الزمر:33]، وهو قول لا إله إلا الله.
        التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 01-10-2014, 02:39 PM.

        تعليق


        • #5
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          جزاكم ربى خيراااااااً أخواتنا الكريمات
          موضوع راااائع .......بارك الله فيكم .....

          أرجو من الأعضاء الإهتمام بقراءة مثل هذه المواضيع وعدم إهمالها........

          وكذلك الله أسأل أن تكملوا السلسلة إن شاء الله .....

          الله المستعان....
          التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 01-10-2014, 02:40 PM.
          تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
          ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
          لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
          فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
          سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
          _______________________________
          ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
          __________________________________
          نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
          أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

          تعليق


          • #6
            رد: مدرسة القران "الشهداء"

            جزاكم الله خيرا

            تعليق


            • #7
              رد: الشهداء في القرآن الكريم

              وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
              بارك الله فيكم، وجزاكم الله خيرًا


              تعليق


              • #8
                للنفع
                اللهم ارحم أبى وأمى وأسكنهما الفردوس الأعلى من الجنة
                اللهم اعتق رقابنا من النار
                يا وهاب هب لنا من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء

                تعليق

                يعمل...
                X