يخبرنا الله تعالى في أوائل هذه الآيات العظام إنكم متفتكروش انه مايعرفش الظالمين بيعملوا ايه ومتفتكروش انه غافل عن أعمالهم وظلمهم وقتلهم ومتفتكروش انه أجل عقابهم أنه غافل عنهم, مهمل لهم لا يعاقبهم على صنعهم, بل هو يحصي ذلك ويعده عليهم عداً و بيأخرهم ليوم القيامة وربنا سبحانه وتعالى لم يقل اليوم الآخر ووصفه بيوم تشخص فيه الأبصار - يعني عنيك مبرقة ومركزة وبتبص على كل حاجة وفي كل مكان - من شدة وهول هذا اليوم وخصوصا على الظالمين وبيوصف ربنا سبحانه وتعالى في الآيات التالية حال هؤلاء الظالمين في هذا اليوم
ويقول انهم هيبقوا باصين للأمام ومسرعين في مشيتهم من شدة الخوف ومعنى لا يرتد إليهم طرفهم انهم مبيطرفوش بعنيهم حتى وقلوبهم خاوية خالية ليس فيها شيء لكثرة الوجل والخوف, ولهذا قال قتادة وجماعة: إن أمكنة أفئدتهم خالية لأن القلوب لدى الحناجر قد خرجت من أماكنها من شدة الخوف.
وقال بعضهم: هي خراب لا تعي شيئاً لشدة ما أخبر به تعالى تخيلوا معايا الموقف وشكلهم زي ما ربنا بيوصفه في الآيات كدة موقف رهيب وبعد هذا الوصف يأمر الله تعالى حبيبنا وسيدنا محمد أشرف الخلق أجمعين بأن ينذر الظالمين بأن عندما يأتي هذا اليوم لا مفر منه
ويخبرنا ربنا بأنهم سيقولون في هذا اليوم أخرنا يارب شوية يارب رجعنا تاني نسمع كلام الرسل ونتبع ولا نعود لمثل ما كنا عليه ولكن ربنا بيقولهم مش انتم أقسمتم قبل كدة إنكم لن تهلكوا وكفرتم بهذا اليوم ؟
وفي الآية التي تليها مباشرة
يقول تعالى مخبراً عن الذين ظلموا أنفسهم عند معاينة العذاب
أي قد رأيتم وبلغكم ما أحللنا بالأمم المكذبة قبلكم
ومع هذا لم يكن لكم فيهم معتبر, ولم يكن فيما أوقعنا بهم لكم مزدجر فلا تعتقدوا ان الله سيخلف وعده بالنصر لأوليائه وهلاك أعدائه
ويختم ربنا جل جلاله هذا الآية القوية باسم العزيز والعزيز معناها الذي لا مثيل له في كل شيء يعني حين قال ذو انتقام يعني ليس كمثل انتقامه شيء كناية عن شدة هذا الانتقام
ويأخذنا ربنا من رحلة وصف الظالمين في هذا اليوم الرهيب إلى وصف عذاب هذه الفئة الظالمة التي لم تتعظ بمن سبقها وكفرت بيوم الحساب ونسيت أنها ستحاسب ولا محالة بأن الأرض ستتبدل والسماء أيضا وسيصفد هؤلاء الظالمين المجرمين وسيُساقوا إلى الله الواحد القهار وذكر هنا ربنا جل جلاله اسمه القهار كناية عن قوة قهره للظالمين وهيكون لبس هؤلاء الظالمين من قطران
والقطران كان ابن عباس يقول عنه : هو النحاس المذاب والمعروف أيضا عن القطران بأنه شديد الاشتعال
يعني لبسهم من مادة شديدة الاشتعال ووجوههم غرقانة في النار لن تكون فقط وجوههم في النار ولكن ربنا يخبرنا عن شدة العذاب بأن النار ستغطيهم حتى وجوههم وأخبرنا الله في الآية التي تليها بأنه سيجزي كل نفس بما قامت به يعني مافيش مفر من عدل الله وأنه سريع الحساب
وبذلك يأكد على ما ذكره في أول الآيات بأنه غير غافل عما يعمل الظالمون
ويقول لنا ربنا في آخر الآيات ويختم بها ربنا سورة إبراهيم
ربنا بيقولك وبيقولي وبيقولنا كلنا دة بلاغ ليكم ونذير وتحذير
ويقصد هنا القرءان بما فيه من تحذيرات وقصص نتعظ منها حتى لا نكررها
ونقع فيما وقع فيه من سبقونا حتى لا يقع علينا ما وقع عليهم من العذاب والانتقام
وذكر " وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ"
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
القهار اسم من أسماء الله سبحانه وتعالى ، وهو مشتق من القهر, والقهار هو الذي لا موجود إلا وهو مسخر تحت قهره وقدرته عاجز في قبضته ، قال أحمد بن حسين البيهقي في كتابه الاعتقاد والهداية: القهار هو القاهر على المبالغة وهو القادر فيرجع معناه إلى صفة القدرة التي هي صفة قائمة بذاته ، وقيل هو الذي قهر الخلق على ما أراد .قال الطبري عند قوله تعالى :لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ{غافر: 16 }قال:القهار لكل شيء سواه بقدرته الغالب بعزته. انتهى .
والله أعلم .
التعديل الأخير تم بواسطة نحري دون نحرك يادين الله; الساعة 11-02-2014, 11:52 PM.
سبب آخر: وضع رابط مباشر للآيات
تعليق