Tweet
يقول الحق سبحانه وتعالى
فى سورة الانبياء الايه الثالثه
"لاَهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّواْ ٱلنَّجْوَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ هَلْ هَـٰذَآ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ ٱلسِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ "
قوله "لاَهِيَةً قُلُوبُهُمْ"
اى يا ليت كلاً منهم يفعل هذا الفعل في نفسه
إنما يتآمرون جميعاً على الحق ليفسدوه باللعب واللهو
"وَأَسَرُّواْ ٱلنَّجْوَى"
أي يتناجَوْن في الإثم
ويسرونه يعني يجعلونه سرا
والنجوى أو التناجي يعنى خفض الصوت
كما جاء في قوله تعالى
"مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ"
المجادلة ايه 7
فلا تظنوا أنكم مستورون عن الله أوتخفون عنه شيئاً
وتلاحظ في ارتقاءات العدد في هذه الآية
أنها لم تذكر اثنين فبدأت من العدد ثلاثة
لأنه عادة لا تكون النجوى بين الاثنين
إنما تكون بين الثلاثة
كما أنها لم تذكر الأعداد بالترتيب
فلم تقل متلا
ولا أربعة إلا هو خامسهم
ذلك لأن الآية لا تقصد الترتيب العددي
إنما تعطيك مجرد أمثلة ونماذج من الأعداد
وكذلك في قوله تعالى
"أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نُهُواْ عَنِ ٱلنَّجْوَىٰ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ ٱلرَّسُولِ"
المجادلة ايه 8
وما داموا يخفون كلاما ويسرونه
فلابد أنه مخالف للفطرة السليمة
ولو كان حقّاً لَقالُوه علانية
فالنجْوى دليل اتهامهم في العقل وفي القلب وفي كل شيء.
أما قوله تعالى في شأن النبي صلى الله عليه وسلم
"يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا نَاجَيْتُمُ ٱلرَّسُولَ فَقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً"
المجادلة 12
هنا بقى سوال يطرح نفسه
وهل كان الصحابة يحدثون الرسول سرا؟
لا بل هنا إشارة أخرى
أوضحها قوله تعالى
"لاَّ تَجْعَلُواْ دُعَآءَ ٱلرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَآءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا"
النور ايه 63
فالمراد ألاّ نرفع أصواتنا في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم
كما يحدث منا حين يكلم بعضنا بعضاً
بل نكلمه كلام المهيب ونلتزم معه الأدب والخشوع
وقوله تعالى
"وَأَسَرُّواْ ٱلنَّجْوَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ"
وركزوا معى هنا احبتى فى الله
هل الذين هنا هي الفاعل لأسرُّوا؟
يعنى ايه ياعم الشيخ بصراحه مش فاهم وكمان انا ضعيف فى النحو ممكن توضح لى
القاعدة النحوية بتقول ايه
إذا تقدم أكلوا على الفاعل لقال
وأَسَرَّ الذين ظلموا
بدل من قوله وَأَسَرُّواْ
إنما جاء الفاعل واو الجماعة
ثم الاسم الموصول الذين بعدها
فليست هي الفاعل
وليست هذه من لغات العرب الصحيحة
فكأن سائلاً سأل
ومَن الذي أسَرَّ؟
فتكون الاجابه الّذِينَ ظَلَمُوا
وكلمة ظَلَمُوا عامة في الظلم
فقد ظلموا أنفسهم أولاً لأن ظلمهم عائد عليهم بالعذاب
وظُلْم نفسه ناشيء من أنه ظلم الحق الأعلى
كما يقول الحق سبحانه وتعالى
إِنَّ ٱلشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ
لقما ايه 13
ثم ظلم الناس في أمور أخرى وفي حقوق لهم
لكن جاءتْ ظلموا عامة
لأن الظلم الواحد سيشمل كل أنواع الظلم
وما دام قد وصل به الأمر إلى أنْ ظَلَم الله فلا غرابةَ أنْ يظلم ما دونه تعالى
طيب سول هنا
ما هى النجوى التي اسرها القوم؟
ومن أخبر رسول الله بها؟
النجوى قوله تعالى
"وَيَقُولُونَ فِيۤ أَنفُسِهِمْ لَوْلاَ يُعَذِّبُنَا ٱللَّهُ بِمَا نَقُولُ "
المجادلة ايه 8
هى دى النجوى
فكيف عرف محمد هذه المقولة وقد قالوها في أنفسهم وأسروها؟
ألم يكُن على هؤلاء أنا ينتبهوا كيف عرف محمد مقولتهم؟
وأن الذي أخبره بما يدور هو ربُّه الإله الأعلى
الذي لا تخفى عليه خافية
كان عليهم أن يلتفتوا إلى رب محمد
الله الإله الحق الذي يعلم خَبْءَ كل شيء فيرتدعوا عَمَّا هم فيه
وبدل ان يشغلوا عقولهم بمسائل الشرك ينتهوا بها إلى الإيمان
ومما جاء في تناجيهم
"هَلْ هَـٰذَآ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ"
إذن أنكروا أن يكون رسولاً لأنه بشر
والرسول لا بد أن يكون ملكاً
{ أَفَتَأْتُونَ ٱلسِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ }
فسموا القران سحرا
لأنهم يرون السحر يفرق بين الابن وأبيه والأخ وأخيه
وقول "وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ"
اى أن القرآن يفعل مثل هذا
وبارك الله فيكم ورزقكم الفردوس الاعلى والقاكم فى درس جديد ان شاء الله
تعليق