إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

{يسبح لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • {يسبح لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}



    (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )التغابن:1

    هذه الآية يحفظها الكثيرون ، أو الأكثرون ، ويرددونها ، ويعلم أصلها كل المسلمين ،
    ويعتقدونه ، فقولنا هنا تذكير ، ومحاولة للتدبر ، وجهد المقل للتذكر ، وليس فيه
    إحصاء أو حصر للفائدة ، ولكنه صيد من مكنون البحار ، يستفيد الصياد ، ولا ينقص
    البحر . وصدق علي رضي الله عنه إذ يقول عن القرآن : ولا تنقضي عجائبه .

    أيها الأحبة : مما ورد في كتاب الله تعالى في غير ما آية منه على اختلاف الألفاظ
    فيه قوله تعالى :{يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}
    . وكم في هذا التعبير ، وهذا
    التأصيل من فوائد لو تأملناها ، وفهمناها ، وعملنا بما تقتضيه وتدل عليه .

    فمن مقاصدها ومدلولاتها التوحيد بكل أنواعه ، وأقسامه ، فالملك الحق للسماوات
    والأرض وما فيهن هو المستحق للعبادة وحدة ، كما انفرد بالملك وحده . فمن ذا غيره
    يملك السماوات والأرض ؟ ومن ذا غيره له ما بينهما ؟ قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم
    تعلمون ؟ سيقولون لله ! قل أفلا تذكرون ؟ قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم
    ؟ سيقولون لله ! قل أفلا تتقون ؟ قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه
    إن كنتم تعلمون ! سيقولون لله ! قل فأنى تسحرون ؟

    فتأمل معناها ، ينكشف لك الحجاب عن مبناها ، وتدلك على أن المالك للسماوات والأرض
    وما فيهن هو الحقيق بأن ترفع إليه الحاجات ، وهو القادر على أن ينفعك أو يضرك ،
    والقادر على أن يخفضك أو يرفعك . فاستحق توحيد العبادة كل الاستحقاق . فلا تسأل
    غيره ، ولا تطلب غيره ، ولا تخف من غيره ، ولا ترج غيره ، ولا تخش غيره .

    وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ .الأنعام17: 18

    يقول عليه الصلاة والسلام لابن عباس رضي الله
    عنهما :
    واعلَم أنَّ الأمَّةَ لو اجتَمعت علَى أن ينفَعوكَ بشَيءٍ لم يَنفعوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ لَكَ ،
    وإن اجتَمَعوا على أن يضرُّوكَ بشَيءٍ لم يَضرُّوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ عليكَ
    .صححه الألباني

    إن ثبات الملكية للسماوات والأرض وما فيهما وما بينهما لله تعالى كاشف ، معلن بأن
    كل ما سواه فهو له ، ملكه ، عبده ، مفتقر إليه في كل لحظاته ، وسكناته ، في كل نفس
    يخرج من جوفه أو يدخل إليه .
    والعبودية لله تعالى تخرجك أيها الفقير من عبودية غيره ، وتعطيك الحرية الحقيقية من
    رق الهوى ، والنفس وشياطين الإنس والجن .

    ومن مدلولات قوله تعالى :
    {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} توحيد الأسماء والصفات ،
    فالملك لهذا الكون بكل تفاصيله وأجرامه وبروجه ، المتصرف فيه على هذا الوجه من
    الدقة والإحكام لا بد أن يكون قادرا ، عالما ، حكيما ، قويا عزيزا ، إلى آخر صفات
    الكمال المتصف بها جل جلاله .

    إذ إن الكون وما فيه دليل وحدانيته وتفرده بالأسماء الحسنى والصفات العلى ، قال
    إبراهيم إن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب ، فبهت الذي كفر والله لا
    يهدي القوم الظالمين .

    إخوة الدين والعقيدة : من مدلولات قوله تعالى : {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}
    ،
    تحقيق الخوف والرجاء ، فالخوف من الملك لكل شيء القادر على كل شيء ، ورجاؤه ثمرة
    للمعرفة واليقين بأنه مالك السماوات والأرض وما فيهن ، وهذا الضعيف المتفكر في ذلك
    جزء لا يكاد يعلم به أحد من أهل الأرض ، ملك للملك الحق المبين
    والملك لكل ذلك يطمع فيه أهل الفقر والضعف أمثالنا ، ويخافه أهل الغفلة والذنوب
    أمثالنا ، فيتحقق بالإيمان بذلك الملك خوفه ورجاؤه .

    فلا يمكن للمحقق لهذا المعنى في قلبه أن يعصي الله طرفة عين ، فهو بعيد كل البعد عن
    محارم مالكه ، ينظر في مصلحته ، وما يقتضيه وجوده من توحيده وعبادته ، وما يطمع فيه
    من ثوابه ورضاه وجنته .

    عباد الله : من ثمرات قوله تعالى : {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}
    : معنى لو
    تأملته لحمدت أثره ، وكسى ذهنك حبره ، فمتى علمت أن لله ما في السماوات وما في
    الأرض لم يدخل الحسد قلبك ، فالملك لله وحده ، يعطي ويمنع ، فمن أعطاه الله شيئا
    فمن ملكه ، ومن منعه الله شيئا فمن ملكه ، ولست على ما في يد الله قادرا ، وهذا من
    أنجع الأدوية للحسد إذا إن الحسد مبني على الاعتراض على حكمة الله تعالى في المنع
    والعطاء .

    وعلى العكس من ذلك ، فالآية حاثة على الكرم والسخاء ، وقد كان صلى الله عليه وسلم
    يعطي عطاء من لا يخشى الفقر ، وما ذلك العطاء منه صلى الله عليه وسلم إلا لأنه يوقن
    بأن لله ما في السماوات وما في الأرض ، وأن خزائنه ملأى لا تغيضها النفقة فأعط
    عبدالله ، وأنفق ، وجد على الناس فمليكك يملك السماوات والأرض وما فيهما ، وما
    بينهما ولا تخش من ذي العرش إقلالا .

    وإن كنت تؤمن بأن لله ما في السماوات وما في الأرض ، فاعبده وتوكل عليه ، وارض بما
    قسم لك ، واصبر على ما قضى عليك ، وثق أن الحكيم المدبر لهذا الكون لم يخلقه عبثا ،
    ولن يتركه سدى ، فإليه المرجع والمعاد ، ويوما ما ستمضي إليه ، وستقف بين يديه ،
    وسيسألك عن الأمانة في عبادته ، وفيما ولاك عليه ، فجهز الجواب ، وليكن نصب عينيك
    أنه شديد العقاب ، سريع الحساب ، ولا يغب عن قلبك أنه يفتح رحمته لكل من طرق بابه ،
    وخشيه ، وخاف عقابه ، وانطرح بين يديه راجيا ثوابه ، فأكثر من قرع الباب ، وابذل
    لنجاتك ما استطعت من الأسباب .
    فالمالك للسماوات والأرض المتصرف فيهما كيف يشاء حكيم عليم ، والحكمة تقتضي الجزاء
    ، فمن أخطأ عوقب ، ومن أحسن فقد تعرض للثناء ، ولما كان الناس في دنياهم يتظالمون ،
    ويعرض بعضهم عن ربه ، وبه يكفرون ، ثم يموتون فكان من مقتضى الحكمة أن يجعل لهم
    موعدا فيه يختصمون ، وتعرض أعمالهم ويتحاكمون ، فدلت الآية ضمنا ، على يوم البعث ،
    وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، ولكن أكثر الناس لا يؤمنون .
    فمن ملك الكون كله ، ودبره وصرفه ، ودل الكون على وحدانيته ، لا بد لأن يجمع الناس
    ليوم يتناصفون فيه ، فيأخذ الحق ممن بغى لمن بغي عليه ، ويعلم الذين كفروا أنهم
    كانوا كاذبين .

    أيها المسلمون : من ثمرات قوله تعالى :
    {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} ، الإيمان
    بالرسل ، وتصديقهم ، والعمل بما جاؤوا به من شرائع ، فالمالك لا بد أن يتعرف على
    عبيده ، وأن يعرفهم كيف يعبدونه ، وكيف يوحدونه ، وماذا يريد منهم ، وماذا يكره
    منهم ، فيعملون بمقتضى إرادته ، عملا وتركا وليس ذلك إلا عن طريق الرسل ، فدلت
    الآية على حاجة الناس ضرورة إليهم ، وإلى من ينوب عنهم من العلماء الربانيين ،
    والأئمة المصلحين .

    ومن مدلولاتها أيضا ما جاء في آخر سورة البقرة مفتتحا بها ، ومنوها من لدن الحبيب
    صلى الله عليه وسلم بفضلها ، ومنزلتها ، فقال عليه الصلاة والسلام :
    مَنْ قرأَ الآيتيْنِ من آخِرِ سُورةِ البقرَةِ في ليلةٍ كَفَتَاهُ، متفق عليه .
    وهي كنز من تحت العرش أوتيه صلى
    الله عليه وسلم ، أخرجه أحمد من حديث أبي ذر رضي الله عنه .
    وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
    اللهم اغفر لي وللمؤمنين وللمؤمنات الأحياء والأموات
    الشيخ / عادل الكلباني
    التعديل الأخير تم بواسطة م/ جيهان; الساعة 23-03-2019, 02:04 PM. سبب آخر: إضافة فواصل القسم

  • #2
    رد: )(لله ما في السماوات وما في الارض

    جزاكِ الله خير ونفع بكِ
    ينقل للقسم المناسب
    قال رسول الله صل الله عليه وسلم من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة


    تعليق


    • #3
      لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ


      (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
      )التغابن:1

      هذه الآية يحفظها الكثيرون ، أو الأكثرون ، ويرددونها ، ويعلم أصلها كل المسلمين ،
      ويعتقدونه ، فقولنا هنا تذكير ، ومحاولة للتدبر ، وجهد المقل للتذكر ، وليس فيه
      إحصاء أو حصر للفائدة ، ولكنه صيد من مكنون البحار ، يستفيد الصياد ، ولا ينقص
      البحر . وصدق علي رضي الله عنه إذ يقول عن القرآن : ولا تنقضي عجائبه .

      أيها الأحبة : مما ورد في كتاب الله تعالى في غير ما آية منه على اختلاف الألفاظ
      فيه قوله تعالى :{يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}
      . وكم في هذا التعبير ، وهذا
      التأصيل من فوائد لو تأملناها ، وفهمناها ، وعملنا بما تقتضيه وتدل عليه .

      فمن مقاصدها ومدلولاتها التوحيد بكل أنواعه ، وأقسامه ، فالملك الحق للسماوات
      والأرض وما فيهن هو المستحق للعبادة وحدة ، كما انفرد بالملك وحده . فمن ذا غيره
      يملك السماوات والأرض ؟ ومن ذا غيره له ما بينهما ؟ قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم
      تعلمون ؟ سيقولون لله ! قل أفلا تذكرون ؟ قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم
      ؟ سيقولون لله ! قل أفلا تتقون ؟ قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه
      إن كنتم تعلمون ! سيقولون لله ! قل فأنى تسحرون ؟

      فتأمل معناها ، ينكشف لك الحجاب عن مبناها ، وتدلك على أن المالك للسماوات والأرض
      وما فيهن هو الحقيق بأن ترفع إليه الحاجات ، وهو القادر على أن ينفعك أو يضرك ،
      والقادر على أن يخفضك أو يرفعك . فاستحق توحيد العبادة كل الاستحقاق . فلا تسأل
      غيره ، ولا تطلب غيره ، ولا تخف من غيره ، ولا ترج غيره ، ولا تخش غيره .
      وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ .الأنعام17: 18

      يقول عليه الصلاة والسلام لابن عباس رضي الله
      عنهما :
      واعلَم أنَّ الأمَّةَ لو اجتَمعت علَى أن ينفَعوكَ بشَيءٍ لم يَنفعوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ لَكَ ،
      وإن اجتَمَعوا على أن يضرُّوكَ بشَيءٍ لم يَضرُّوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ عليكَ
      .صححه الألباني

      إن ثبات الملكية للسماوات والأرض وما فيهما وما بينهما لله تعالى كاشف ، معلن بأن
      كل ما سواه فهو له ، ملكه ، عبده ، مفتقر إليه في كل لحظاته ، وسكناته ، في كل نفس
      يخرج من جوفه أو يدخل إليه .
      والعبودية لله تعالى تخرجك أيها الفقير من عبودية غيره ، وتعطيك الحرية الحقيقية من
      رق الهوى ، والنفس وشياطين الإنس والجن .

      ومن مدلولات قوله تعالى :
      {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} توحيد الأسماء والصفات ،
      فالملك لهذا الكون بكل تفاصيله وأجرامه وبروجه ، المتصرف فيه على هذا الوجه من
      الدقة والإحكام لا بد أن يكون قادرا ، عالما ، حكيما ، قويا عزيزا ، إلى آخر صفات
      الكمال المتصف بها جل جلاله .

      إذ إن الكون وما فيه دليل وحدانيته وتفرده بالأسماء الحسنى والصفات العلى ، قال
      إبراهيم إن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب ، فبهت الذي كفر والله لا
      يهدي القوم الظالمين .

      إخوة الدين والعقيدة : من مدلولات قوله تعالى : {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}
      ،
      تحقيق الخوف والرجاء ، فالخوف من الملك لكل شيء القادر على كل شيء ، ورجاؤه ثمرة
      للمعرفة واليقين بأنه مالك السماوات والأرض وما فيهن ، وهذا الضعيف المتفكر في ذلك
      جزء لا يكاد يعلم به أحد من أهل الأرض ، ملك للملك الحق المبين
      والملك لكل ذلك يطمع فيه أهل الفقر والضعف أمثالنا ، ويخافه أهل الغفلة والذنوب
      أمثالنا ، فيتحقق بالإيمان بذلك الملك خوفه ورجاؤه .

      فلا يمكن للمحقق لهذا المعنى في قلبه أن يعصي الله طرفة عين ، فهو بعيد كل البعد عن
      محارم مالكه ، ينظر في مصلحته ، وما يقتضيه وجوده من توحيده وعبادته ، وما يطمع فيه
      من ثوابه ورضاه وجنته .

      عباد الله : من ثمرات قوله تعالى : {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}
      : معنى لو
      تأملته لحمدت أثره ، وكسى ذهنك حبره ، فمتى علمت أن لله ما في السماوات وما في
      الأرض لم يدخل الحسد قلبك ، فالملك لله وحده ، يعطي ويمنع ، فمن أعطاه الله شيئا
      فمن ملكه ، ومن منعه الله شيئا فمن ملكه ، ولست على ما في يد الله قادرا ، وهذا من
      أنجع الأدوية للحسد إذا إن الحسد مبني على الاعتراض على حكمة الله تعالى في المنع
      والعطاء .

      وعلى العكس من ذلك ، فالآية حاثة على الكرم والسخاء ، وقد كان صلى الله عليه وسلم
      يعطي عطاء من لا يخشى الفقر ، وما ذلك العطاء منه صلى الله عليه وسلم إلا لأنه يوقن
      بأن لله ما في السماوات وما في الأرض ، وأن خزائنه ملأى لا تغيضها النفقة فأعط
      عبدالله ، وأنفق ، وجد على الناس فمليكك يملك السماوات والأرض وما فيهما ، وما
      بينهما ولا تخش من ذي العرش إقلالا .

      وإن كنت تؤمن بأن لله ما في السماوات وما في الأرض ، فاعبده وتوكل عليه ، وارض بما
      قسم لك ، واصبر على ما قضى عليك ، وثق أن الحكيم المدبر لهذا الكون لم يخلقه عبثا ،
      ولن يتركه سدى ، فإليه المرجع والمعاد ، ويوما ما ستمضي إليه ، وستقف بين يديه ،
      وسيسألك عن الأمانة في عبادته ، وفيما ولاك عليه ، فجهز الجواب ، وليكن نصب عينيك
      أنه شديد العقاب ، سريع الحساب ، ولا يغب عن قلبك أنه يفتح رحمته لكل من طرق بابه ،
      وخشيه ، وخاف عقابه ، وانطرح بين يديه راجيا ثوابه ، فأكثر من قرع الباب ، وابذل
      لنجاتك ما استطعت من الأسباب .
      فالمالك للسماوات والأرض المتصرف فيهما كيف يشاء حكيم عليم ، والحكمة تقتضي الجزاء
      ، فمن أخطأ عوقب ، ومن أحسن فقد تعرض للثناء ، ولما كان الناس في دنياهم يتظالمون ،
      ويعرض بعضهم عن ربه ، وبه يكفرون ، ثم يموتون فكان من مقتضى الحكمة أن يجعل لهم
      موعدا فيه يختصمون ، وتعرض أعمالهم ويتحاكمون ، فدلت الآية ضمنا ، على يوم البعث ،
      وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، ولكن أكثر الناس لا يؤمنون .
      فمن ملك الكون كله ، ودبره وصرفه ، ودل الكون على وحدانيته ، لا بد لأن يجمع الناس
      ليوم يتناصفون فيه ، فيأخذ الحق ممن بغى لمن بغي عليه ، ويعلم الذين كفروا أنهم
      كانوا كاذبين .

      أيها المسلمون : من ثمرات قوله تعالى :
      {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} ، الإيمان
      بالرسل ، وتصديقهم ، والعمل بما جاؤوا به من شرائع ، فالمالك لا بد أن يتعرف على
      عبيده ، وأن يعرفهم كيف يعبدونه ، وكيف يوحدونه ، وماذا يريد منهم ، وماذا يكره
      منهم ، فيعملون بمقتضى إرادته ، عملا وتركا وليس ذلك إلا عن طريق الرسل ، فدلت
      الآية على حاجة الناس ضرورة إليهم ، وإلى من ينوب عنهم من العلماء الربانيين ،
      والأئمة المصلحين .

      ومن مدلولاتها أيضا ما جاء في آخر سورة البقرة مفتتحا بها ، ومنوها من لدن الحبيب
      صلى الله عليه وسلم بفضلها ، ومنزلتها ، فقال عليه الصلاة والسلام :
      مَنْ قرأَ الآيتيْنِ من آخِرِ سُورةِ البقرَةِ في ليلةٍ كَفَتَاهُ، متفق عليه .
      وهي كنز من تحت العرش أوتيه صلى
      الله عليه وسلم ، أخرجه أحمد من حديث أبي ذر رضي الله عنه .
      وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
      اللهم اغفر لي وللمؤمنين وللمؤمنات الأحياء والأموات
      الشيخ / عادل الكلباني
      التعديل الأخير تم بواسطة *أمة الرحيم*; الساعة 12-03-2014, 10:08 PM. سبب آخر: تعديل بسيط

      تعليق


      • #4
        رد: (لله ما في السماوات وما في الارض)

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        جزاكم الله خيرًا ونفع بكم
        هذا الموضوع مكرر
        وتم دمجه في الموضوع الأقدم هنا
        )(لله ما في السماوات وما في الارض


        "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
        وتولني فيمن توليت"

        "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

        تعليق


        • #5
          رد: {يسبح لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}

          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
          جزاكم الله خيرًا، ونفع الله بكم


          تعليق


          • #6
            رد: {يسبح لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}

            عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
            جزاكم الله خيراً ونفع بكم
            وبارك الله فيكم

            تعليق


            • #7
              و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
              جزاكم الله خيرًا
              اللهم ارحم أبى وأمى وأسكنهما الفردوس الأعلى من الجنة
              اللهم اعتق رقابنا من النار
              يا وهاب هب لنا من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء

              تعليق

              يعمل...
              X