الناسخ والمنسوخ
تعريف النسخ
1- لغة: الإزالة. ويأتي بمعنى التبديل والتحويل، يشهد له قوله تعالى: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ} [النحل: 101].
2- اصطلاحاً: رفع الحكم الشرعي بدليل شرعي متأخر.
فالحكم المرفوع يسمى: المنسوخ، والدليل الرافع يسمى: الناسخ، ويسمى الرفع: النسخ.
مثال: آية المواريث [النساء 11] ناسخة لحكم الوصية للوالدين والأقربين [البقرة 180].
شروط النسخ.
1- أن يكون الحكم المنسوخ شرعياً.
2- أن يكون الدليل على ارتفاع الحكم دليلاً شرعياً متراخياً عن الخطاب المنسوخ حكمه.
3- ألا يكون الخطاب المرفوع حكمه مقيداً بوقت معين مثل قوله تعالى:{فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ}[البقرة:109]
حكمة وقوع النسخ:
1- تطور التشريع إلى مرتبة الكمال حسب تطور الدعوة.
2- ابتلاء المكلف واختباره بالامتثال وعمله.
3- مراعاة مصالح العباد.
4- إرادة الخير للأمه والتيسير عليها لأن النسخ إن كان إلى أشق ففيه زيادة ثواب، وإن كان إلى أخف ففيه سهولة ويسر.
أقسام النسخ في القرآن الكريم
نادرا ==> 1- نسخ التلاوة والحكم معاً.
فى "عشر رضعات معلومات يحرّمن " نسخت "خمس رضعات معلومات"
القرآن ==> 2-نسخ التلاوة مع بقاء الحكم.
" الشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ إِذَا زَنَيَا فَارْجُمُوهُمَا الْبَتَّةَ نَكَالًا مِنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) ."
3- نسخ الحكم وبقاء التلاوة.
فهذا القسم كثير في القرآن الكريم، وهو في ثلاث وستين سورة. مثاله: الصدقة بين يدي نجوى الرسول صلى الله عليه وسلم.
- ما الحكمة من نسخ الحكم وبقاء التلاوة؟
1- إن القرآن كما يتلى ليعرف الحكم منه، والعمل به، فإنه كذلك يُتلى لكونه كلام الله تعالى، فيثاب عليه، فتركت التلاوة لهذه الحكمة.
2- إن النسخ غالباً يكون للتخفيف، فأبقيت التلاوة تذكيراً بالنعمة ورفع المشقة، حتى يتذكر العبد نعمة الله عليه.
النسخ إلى بدل وإلى غير بدل
1- النسخ إلى بدل مماثل: كنسخ التوجه من بيت المقدس إلى بيت الحرام: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} [البقرة :144].
2- النسخ إلى بدل أثقل: كنسخ صوم عاشوراء بصوم رمضان.
3- النسخ إلى بدل أخف: ثبوت المقاتل إلى عشرة من المحاربين نسخت بثبوت المقاتل لإثنين فقط.
4- النسخ إلى غير بدل: كنسخ الصدقة بين يدي نجوى الرسول صلى الله عليه وسلم.
أنواع النسخ
النوع الأول: نسخ القرآن بالقرآن، وهو وقوعه.
مثال: من مات زوجها كانت تعتد فى بيتها سنه كاملة (البقرة 240) ثم نسخت بأنها تعتد 4 شهور (البقرة 234)
النوع الثاني: نسخ القرآن بالسنة وهو قسمان.
1- نسخ القرآن بالسنة الآحادية، والجمهور على عدم جوازه.
2- نسخ القرآن بالسنة المتواترة.
أ- أجازه الإمام أبو حنيفة ومالك
ب- منعه الإمام الشافعي
النوع الثالث: نسخ السنة بالقرآن: أجازه الجمهور، مثل: نسخ صوم عاشوراء بصوم رمضان
النوع الرابع: نسخ السنة بالسنة
مثل: قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " كنت نهيتكم عن زيارة القبور" .رواه الحاكم
ملاحظات
1- لا يوجد نسخ فى إجماع أو قياس .
2- شارب الخمر أو السارق إذا لم يكن يعلم الناسخ والمنسوخ لم يقم عليه الحد.
مثال: أن عليًا رضي الله عنه مر بقاضٍ ، فقال : أتعرف الناسخ والمنسوخ ؟ قال : لا ، قال : هلكت وأهلكت " .
تعليق