الإشراف الإداري للحلقات القرآنية

[om khadija]

هدف البحث

يهدف هذا البحث إلى معرفة أهمية عملية الإشراف ودور المشرف والعقبات التي تحول دون فعالية الإشراف والمشكلات التي تواجه بعض المشرفين ووضع الحلول لها، وبيان الأساليب التي ترقي بعملية الإشراف.

المقدمة

إن من أهم الأهداف التي تسعى كل مؤسسة للوصول إليها هي الإنتاجية المتطورة.
ولتطوير بيئة العمل لابد من أن يكون هناك من يتابع أولويات العمل بشكل منتظم ومتكرر كي يخرج العمل بصورة متطورة ودقيقة ومن هنا جاء دور المشرف وحتى يكون دوره فعالاً عليه أن يكون ملما بمهام عملية الإشراف والأساليب التي يجب إتباعها حتى تظهر المخرجات بالصورة المطلوبة وتؤتي عملية الإشراف ثمارها المرجوة.

المبحث الأول

الإشراف الإداري

أولاً: مفهوم الإدارة:
يقصد بها مجموعة الأنشطة التي تهدف إلى اجتذاب أكفأ العناصر البشرية وتنمية قدراتها ومهاراتها وتهيئة الظروف الملائمة لاستخراج أفضل طاقاتها بما يحقق الأهداف المنشودة
ثانياً: مفهوم الإشراف التربوي بين الأمس واليوم:
يختلف اليوم مفهوم الإشراف التربوي عنه في الماضي، فقد كان يعرف في الماضي بالتفتيش ويعني البحث أو التحري عن شيء أو أشياء معينة يضعها المفتش نصب عينيه مسبقاً بالإضافة إلى ما يخطر على باله عن طريق تداعي المعاني والأفكار وقد كان لهذا المفهوم أثره في نفوس المعلمين لأن المعلم إنما كان ينظر إلى المشرف على أنه إنما جاء ليتصيد له الأخطاء وليكون أداة نقد فقط.
ثم تطور هذا المفهوم وأصبح يقصد به الجهد الذي يبذله المسئولون عن هذا العمل لمساعدة المعلمين على أداء وظائفهم كاملة ودفعهم إلى تحقيق كافة الأهداف المنشودة وتوجيههم إلى كيفية التغلب على المشكلات والعقبات التي قد تعترضهم أثناء أداء عملهم علاوة على التنسيق بين جهود المعلمين ونقل الخبرات بينهم ومساعدتهم على التطور ومن هنا يتجلى لنا هدف الإشراف وهذا ما سنراه في المبحث الثاني

[om khadija]

رد: الإشراف الإداري للحلقات القرآنية

المبحث الثاني
هدف الإشراف

يهدف الإشراف في المقام الأول إلى الأخذ بيد المحفظ ومعاونته على حل المشكلات التي تواجهه ومساعدته على رفع مستواه والذي يترتب عليه تحسين عملية التحفيظ وهذا لا يتحقق عشوائياً بل يقوم على أسس أهمها:
1- التخطيط السليم والتقويم والمتابعة.
2- الأخذ بيد المحفظ ومعاونته على حل المشكلات التي تواجهه.
3- حث المحفظين على معرفة أفضل الطرق المتبعة للتحفيظ وتتبعها.
4- حيث أن الإشراف عملية تعاونية تشخيصية تحليلية علاجية لذا ينبغي للمشرف تشخيص الموقف وإبراز ما فيه من قوة وضعف وتوجيه المحفظ لعلاج الضعف وتحاشي المزالق وتدارك الأخطاء.
وإذا كان الهدف من الإشراف هو الرقي بالعملية التعليمية والمتمثلة هنا في التحفيظ لذا يجب معرفة العوامل التي ترتقي بالإشراف أو ما يسمى بمقومات الإشراف الناجح وهذا ما سنراه في المبحث الثالث.

المبحث الثالث
مقومات الإشراف الناجح

لو نظرنا إلى التعريف التالي للإشراف لاستطعنا أن نستنبط منه العوامل التي تساهم في رفع مستوى الإشراف حتى تؤتي ثمارها.
فالإشراف عملية فنية شورية قيادية إنسانية غايتها تقويم وتطوير العملية التعليمية بكافة محاورها.
أولاً: الإشراف عملية فنية:
حيث تهدف إلى تحسين التعلم من خلال الرعاية والتوجيه والتنشيط المستمر لكل من له أثر في تحسين عملية التعليم.
ثانياً: الإشراف عملية شورية:
الإشراف الناجح هو الذي يتبع الأسلوب الجماعي بمعنى إشراك المحفظ مع المشرف في إكتشاف مواطن الضعف ثم التوصل إلى علاج الضعف وتدعيم مواطن القوة.
فالاحترام المتبادل بين المشرف والمعلم يعمل على تقبل التوجيهات المقدمة من المشرف والقيام بتنفيذها عن قناعة تامة لأنهم شاركوا في وضعها إضافة إلى ترسيخ العلاقة الطيبة بين المشرف والمحفظ مما يساعد على تنسيق الجهود ورفع مستوى الإشراف مما يترتب عليه تحقيق الأهداف المرجوة من عملية الإشراف.

ثالثاً: الإشراف عملية قيادية:

حيث يتمثل الإشراف في المقدرة على التأثير في المحفظين والطلاب وغيرهم ممن لهم علاقة بعملية التحفيظ لتنسيق جهودهم من أجل تحسين عملية التحفيظ وتحقيق أهدافها.
رابعاً: الإشراف عملية إنسانية:
تهدف قبل كل شيء إلى الاعتراف بقيمة الفرد بطبيعته إنساناً حتى يتمكن المشرف من توطيد الثقة بينه وبين المحفظ وليتمكن من معرفة الطاقات الموجودة لدى كل فرد يتعامل معه في ضوء ذلك.

خامساً: الإشراف عمل جماعي:
الإشراف الناجح هو الذي يتبع الأسلوب الجماعي بمعنى إشراك المحفظ مع المشرف في اكتشاف مواطن الضعف ثم التوصل إلى علاج هذا الضعف وتدعيم مواطن القوة مما يدفع المحفظين إلى تفهم أهمية التوجيهات المقدمة من المشرف والقيام بتنفيذها عن قناعة تامة لاشتراكهم في وضعها إضافة إلى ترسيخ العلاقات الطيبة بين المشرف والمحفظ مما يساعد على تحقيق أهداف الإشراف.

سادساً: الإشراف عملية شاملة:
حيث تهتم عملية الإشراف بجميع العوامل المؤثرة في تحسين عملية التحفيظ وتطويرها.
وإذا كانت الأسباب السابقة هي التي ترتقي بعملية الإشراف فما هي الأسباب التي تؤدي إلى تدني عملية الإشراف وتكون سبباً في إعاقتها وهذا ما سنراه في المبحث التالي.

[om khadija]

رد: الإشراف الإداري للحلقات القرآنية

المبحث الرابع

معوقات الإشراف

أولاً: معوقات فنية:
وتتمثل في عدم تنفيذ بعض المحفظين لتوجيهات المشرف حيث إنه يوجد من يرفض توجيهات الآخرين لعدم قناعته بها.
ثانياً: معوقات ترجع إلى شخص المحفظ:
بعض المحفظين لا يتضح لديهم مفهوم الإشراف مما يجعلهم يعتقدون اعتقاداً خاطئاً بأن مهمة المشرف هي تصيد الأخطاء مما يجعلهم على غير قناعة بما يتلقونه من المشرف ومن ثم لا يأخذونه بالقبول.
ثالثاً: معوقات ترجع إلى شخصية المشرف:
1- عدم قدرة بعض المشرفين على إتباع الأساليب المناسبة للإشراف.
2- ضعف العلاقة بين كل من المشرف والمحفظ.
3- ظهور بعض المشاكل الشخصية وتأثيرها على العمل أحياناً.
4- كثرة نصاب المشرف بالنسبة للحلقات المكلف بالإشراف عليها.
5- قلة الدورات التدريبية المخصصة لرفع الكفاءة الإشرافية لدى المشرفين لرفع مستواهم العلمي والإشرافي إذ أن بعض المشرفين ليس لديه القدرة على التعبير عن أفكارهم واتجاهاتهم.

المبحث الخامس
دور المشرف الإداري

الإشراف عملية تعاونية تشخيصية تحليلية علاجية مستمرة تتم من خلال التعامل البناء بين المشرف والمحفظ تهدف إلى تطوير عملية التحفيظ ونجاحها.
من هذا التعريف يتضح أن المشرف يتحمل مسئولية القيادة وما يتبع ذلك من توجيه وإرشاد واستشارة ومن هنا يظهر دور المشرف متمثلاً في النقاط التالية:
1- المشرف يمثل حلقة وصل بين الإدارة والمحفظ حيث ينقل احتياجاتهم وما قد تتطلبه عملية التحفيظ من وسائل وغيرها.
2- كتابة التقارير الفنية ورفعها للإدارات حيث تعد من أهم العمليات لأنها تجعل الإدارة على دراية تامة بمستويات المحفظين والطلاب.
3- عقد دورات للمحفظين أثناء العمل حيث يتم فيها الاطلاع على أفضل الطرق وأنسبها لعملية التحفيظ.
4- عقد اجتماعات مع المحفظين بهدف التعرف على المشكلات التي قد تواجههم ووضع الحلول لها.
5- عرض نماذج للمحاكاة أي يكونوا قدوة لزملائهم من المحفظين ويعقد المشرف اجتماعات لمناقشة الطرق التي اتبعها هؤلاء المتميزون ويقدم تفسيرا لها بما يساعد على تولد القناعة بمثل هذه الطرق.
6- جمع الخبرات المتميزة التي يحصل عليها المشرف من خلال إشرافه على الحلقات ورفعها إلى الإدارة لتنقلها إلى المحفظين على هيئة إرشادات لتعم الفائدة.
7- شحذ الهمم وتحفيز المحفظين
المعلم يحتاج إلى التقدير وخير من يحقق له ذلك هو المشرف ويحتاج إلى تحقيق ذاته وذلك بالجد والاجتهاد في عمله ليرضي عن ذاته وليرضى عنه ربه والذي يرغبه في ذلك ويحثه عليه إنما هو المشرف وكذلك يحتاج إلى الشعور بالاستقرار في عمله وليس هناك من يعينه على ذلك مثل المشرف والحافز أيضاً له دوره الفعال في تحقيق هذه الأمور.

[om khadija]

رد: الإشراف الإداري للحلقات القرآنية

المبحث السادس
أسس الإشراف الحديث

الإشراف الناجح له أسس يقوم عليها منها:
1- التعاون الإيجابي القائم على الاقتناع.
2- التجريب العملي وأعني به تجريب أساليب وطرق جديدة للوصول إلى نتائج تتسم بالتجديد والابتكار.
3- المرونة وعدم الروتين حيث ينبغي للمشرف أن يكون مرناً وغير روتيني فلا يتقيد بأسلوب إشرافي واحد يطبقه على جميع المحفظين الذين يتولى الإشراف عليهم خلال عام أو أعوام متكررة بل عليه أن ينوع في أساليبه حسب المواقف لأنه قد يضطر أحياناً لإجراء تعديلات تتلاءم مع الظروف الراهنة لذا يجب على الإدارات أن تزود المشرفين بالأبحاث التي تعني بالإشراف وتعمل على تطوير آلياته إضافة إلى عقد الندوات واللقاءات والدورات التدريبية التي تصقل الإشراف وتجعله متجدداً فعالاً.
4- النقد يجب أن يكون نزيهاً وبناءً ومجرداً من الأهواء تحكمه المصداقية والأوضاع الراهنة.

المبحث السابع

أساليب الإشراف

إن مجال الإشراف التربوي حسب النظرة الحديثة للإشراف لم يعد ينصب على المحفظ فحسب وإنما يهمه الطالب والظروف المؤثرة في عملية التعلم.
وحيث إن الإشراف يعد عملية تجريبية تحليلية نقدية للمواقف لذا لم تعد الزيارات الصفية (أي التي تتم أثناء قيام المحفظ بعملية التحفيظ) كافية فهي لا تتيح للمشرف الاطلاع على المستوى الحقيقي للأداء إذ أن المحفظ قد يغير من أسلوبه أو يحسن طريقته وأداءه خلال الفترة الموجود فيها المشرف من أجل ذلك تطورت أساليب الإشراف بحيث أصبحت أكثر قدرة على النهوض بعملية التعلم حيث ظهر الاهتمام بالجانب الإنساني للمعلم وأصبح التوجيه والإشراف عملية تعاونية يشارك فيها المعلم بصورة إيجابية فعالة، وإليك بعض هذه الأساليب بدءً بالزيارة الصفية.
1- الزيارة الصفية:
هي زيارة المشرف للمحفظ في الحلقة أثناء قيامه بعملية التحفيظ وهذه الطريقة شائعة وفيها يتم ملاحظة سير عملية التحفيظ وأخذ ملاحظات أولية عن أداء المحفظ وهي أنواع منها:
أ- الزيارة المفاجئة؛ والتربويون بين مؤيد لها ومعارض.
ب- الزيارة المرسومة وهي التي تقوم على تخطيط مسبق بين المشرف والمحفظ وهذا يساعد في بناء العلاقات الطيبة بين المشرف والمحفظ.
ج- الزيارة المطلوبة: وفيها يطلب المحفظ زيارة المشرف حتى يطلعه على ابتكاراته وإنجازاته في حلقته وفي الحقيقة هذه الطريقة (الزيارة الصفية) لم تعد تحقق أهداف الإشراف الشامل، ويجب ألا يعول عليها في جانب الإشراف بل تستخدم فقط كعملية تشخيص لجوانب النقص في الأداء.
2- الاجتماع الفردي بالمحفظ:
ويعد من أعظم الوسائل لمعاونة المحفظ ورفع معنوياته، ويكون ذلك بعد الزيارة الصفية وفيها يختار المشرف العبارات المشجعة ويبرز الجوانب الطيبة في أداء المحفظ ثم بعد ذلك يذكر المشرف النقاط التي يجب على المحفظ ملاحظتها وتلاقيها.
3- الاجتماعات العامة:
وتعتبر وسيلة لتحسين العملية التعليمية وهي أكثر توفيراً للوقت وتمتاز بأنها تعمل على تبادل الآراء والاقتراحات.
4- القراءة الموجهة:
من واجب المشرف أن يثير اهتمام المعلمين بالقراءة وتشجيعهم عليها حتى يتمشى مع روح العصر ولأن القراءة تساعده على الوقوف على أحدث الأبحاث والتطورات.
5- الزيارات المتبادلة:
حيث يحفز المشرف المحفظين على تبادل الزيارات لتبادل الرأي فيما يقابلهم من مشكلات ولما في ذلك من تبادل الخبرات وحتى لا يكون المشرف هو المصدر الوحيد للمعلومات والمقترحات بل يشارك فيها كل من المشرف والمحفظين على السواء.
6- نظام ورش العمل:
هو عبارة عن لقاء يخطط له المشرف بحيث يضم عدداً من المحفظين لدراسة ومناقشة حل مشكلة ما تواجه المحفظين في عملهم حتى يتم التوصل إلى الحلول والمقترحات والتوجيهات ثم العمل على تنفيذ ما تم التوصل إليه خلال ورشة العمل.

[om khadija]

رد: الإشراف الإداري للحلقات القرآنية

توصيات للرقي بمستوى الإشراف
إن عملية الإشراف إذا أريد لها أن تؤتي ثمارها على الوجه الأكمل فلابد للمسئولين أن يضعوا المسائل التالية نصب أعينهم:
1- إيجاد معايير لاختيار المشرف والمحفظ.
2- إقامة برامج تدريبية طويلة وقصيرة المدى لتوعيتهم بمهام عملهم وأساليب تنفيذها ثم المتابعة بتأني.
3- تزويد المشرفين بما يجد من أبحاث ودراسات حول تحسين العملية الإشرافية.
4- الإشراف ينبغي أن يكون هدفه دراسة الظروف التي تؤثر في عملية التحفيظ والعمل على تحسين هذه الظروف ولا يكن كل هم المشرف وغايته تتبع هفوات المحفظ وإظهار الجوانب السلبية والتنكر لكل جانب إيجابي مما يكون سببا في عدم نجاح عملية الإشراف.
5- تبصير المحفظين بدور المشرفين حتى يزول ما رسخ في أذهان الكثير من أن المشرف إنما جاء يتصيد له الأخطاء.
6- ينبغي للمشرف عند النقد أن يظهر الجوانب الإيجابية قبل التعرض للجوانب السلبية إن وجدت شريطة أن يكون ذلك بأسلوب لا يثبط عزيمته فتكون النتيجة على عكس ما توخاه المشرف.
وبهذه الطريقة يدفع المشرف المحفظ إلى تحسين أدائه.
وفي الختام يجب أن نتذكر دائما أن كل إنسان يخطئ والذي لا يخطئ فقط هو الذي لا يعمل.

مراجع في الإشراف

1- الإشراف الفني في التعليم د. مصطفى متولي
2- الإدارة والإشراف التربوي د. رداح الخطيب
3- قضايا في الإشراف التربوي د. محمود طفاش

[أمـة الله]

رد: الإشراف الإداري للحلقات القرآنية

جزاكم الله خيراً أختنا الفاضلة