الإجابة على التدريبات الإضافية على القاعدة الثالثة
الأول / {وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمبَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ } هذه الآية 93 من سورة الأنبياء، وقد حددت موضع التشابه باللون الأحمر، وهو مبدوء بالواو
والآية التى تتشابه معها فى هذا الموضع هى الآية 53 من سورة المؤمنون: {فتقطعوا أمرهمبينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون} ونلاحظ أنها مبدوءة بالفاء، وهى تالية لآية سورة الأنبياء فى ترتيب المصحف تصديقاً لقاعدة الواو قبل الفاء.
الثاني /
{ وَقَالَ مُوسَىرَبِّي أَعْلَمُبِمَن جَاء بِالْهُدَىمِنْ عِندِهِ وَمَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ } هذه الآية 37 من سورة القصص، وقد حددت موضع التشابه باللون الأحمر، ونلاحظ هنا حرف الباء (بمن)
أما الآية التى تتشابه معها فى هذا الموضع: فهى الآية 85 من نفس السورة: { .... قل ربى أعلم من جاء بالهدى ومن هو فى ضلال مبين } وقد جاءت (من) فيها بالميم ... ونلاحظ أن الموضع الذى جاءت فيه الباء سبق الموضع الذى جاءت فيه الميم، فإنطبقت بذلك قاعدة الباء قبل الميم على هذا الموضع.
الثالث /
{ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوافَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ} هذه الآية 3 من سورة المنافقون، وقد حددت موضع التشابه بلون مخالف، ونلاحظ حرف الفاء (فطبع)
والآية التى تحمل نفس موضع التشابه هى الآية 87 من سورة التوبة: { رضوا بأن يكونوا مع الخوالفوطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون} ونلاحظ هنا الخلاف فى حرف الواو مع فاء آية المنافقون ... وتصديقاً لقاعدة الواو قبل الفاء فقد لاحظنا أن سورة التوبة تسبق سورة المنافقون فى ترتيب المصحف.
هذا والله تعالى أعلى وأعلم {وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب}
فالأنفال هي الغنائم من الأموال فيناسبها تقديم بأموالهم وأنفسهم
والتوبة تكون لله خالصة فيناسبها تقديم في سبيل الله..
هذه بعض من الأمثله على هذه القاعدة وسأضع التدريبات دفعة واحدة ولا تستعجلوا في الإجابة
فموعدنا الثلاثاء المقبل وليس السبت، وقد تحتاج هذه القاعدة لتركيز ..
ومن اشكل عليه أي امر فأنا بانتظاركم وفقكم الله وسددكم وأنار بصيرتكم وجعل لكم من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقكم من حيث لا تحتسبوا ..وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ..
6/ قال تعالى : {وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ } (133) سورة الأنعام
وقال جل وعلا : {وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ } (58) سورة الكهف
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحبتي لا تستاؤوا مني تعمدت وضع الأيتين أمامكم مثلما فعلت معلمتى معنا ، وذلك حتى يسهل عليكم موضع التشابه ..
ثم إني تركت التنبيه على بعض الإشكالات أو الصعوبات التي قد تواجهكم ليس لشيء
سوى أني أرغب أن تسألوا أنتم وبسؤالكم تتبين لنا امور كثيرة نستفيد منها ..
حتى عندما يشكل على احد موضع التشابهه فإننا نستفيد وانظروا في القواعد السابقة وستجدون أن ما قلته صوابا ..
والحمد لله على ما أنعم علينا من نعم والحمد لله الذي هدانا للإسلام وأنزل علينا القرآن وجعلنا ممن يتدارسونه ويتعلمون بعلومة الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ..
1/ قال تعالى : {ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} (102) سورة الأنعام
وقال سبحانه : {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَّا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ } (62) سورة غافر
وجه الإشكا تقديم ( لا إله إلا هو ) على ( خالق ) أو العكس
والضابط أن كلمة ( خالق ) على وزن فاعل وكذا اسم السورة غافر على وزن فاعل فتقدم هناك ..
كما أنه في الأنعام يكثر الحديث حول التوحيد ودلائله فناسب تقديم كلمة التوحيد ( لا إله إلا هو ) هناك.
وانبه هذه فائدة اكتبها أخذتها من معلمتي عن معلمتها وهما ثقة بإذن الله الله يجزيهما عني خير الجزاء ..
في سورة الأنعام سبقت هذه الآية بقوله تعالى : {وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُواْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ . بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} ( 100-101 ) سورة الأنعام
فأخبر جل وعلا ان المشركين جعلوا له شركاء وجعلوا له الولد سبحانة وتعالى عما يصفون فكان تقديم ( لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ ) مناسبا لما سبق وهو نفي لمزاعم المشركين ..
أما غافر فسبقت بقوله تعالى : {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ} (61) سورة غافر .. فالله سبحانة هو من خلق الليل والنهار وليس هذا فحسب فجاء بعدها ( ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ) فناسب تقديم خالق ..
2/ قال تعالى : {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُورًا} (89) سورة الإسراء
وقال : {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} (54) سورة الكهف
وجه الإشكال بين تقديم ( للناس ) على ( في هذا القرآن ) في الإسراء وتاخيرها في الكهف والضابط أن تربط بين السين في الناس مع اسم السورة الإسراء فتتقدم هناك ، وأن نربط بين الفاء في ( في هذا القراءن ) بالفاء المشتركه في الكهف فتتقدم هناك..
3/ قال تعالى : {كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (122) سورة الأنعام
وقوله : { كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (12) سورة يونس
الضابط ربط السين في المسرفين بالسين التي في يونس وبضبط هذا الموضع لن يشكل عليك الموضع الآخر بإذن الله ..
4/ قال عز وجل : {كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ} (12) سورة الحجر
وقال : {كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ} (200) سورة الشعراء
وجه الإشكال بين ( سلكناه ) و ( نسلكه )
الضابط ربط سين ( سلكناه ) بشين الشعراء حيث أن السين أخت الشين ..
وكذلك بضبط الشعراء نضبط الحجر
اقتباس: يمكن التمييز بينهما بالربط بين المد بالألف الموجود فى الفعل (سلكناه) وبين المد بالألف الموجود فى إسم السورة التى وردت بها (الشعراء)
ومن ذكر هذا الجواب أرجو ان يكون موفقا والله تعالى أعلم ..
تقدم في الحجر قول الكفار من قريش لمحمد صلى الله عليه وسلم {وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ} (6) سورة الحجر
فهم معاصرون ..ولم يتقدم إخبار بحال غيرهم من الأمم اما الشعراء تقدمها ذكر احوال الأمم الماضيه الفانيه من قوم نوح وهود وصالح وموسى عليهم السلام وغيرهم ...فلما تقدم أمرها وانقطع زمانها وقعت بالماضي فناسب أن تكون ( سَلَكْنَاهُ ) وهي فعل ماضي .. وهنا اقتباس من اجتهاد أخت كريمة اسال الله ان يبارك فيها والفائدة السابقة كانت نتاج بحث عن مايوافق اجتهادها وإن كان بينهما اختلاف لكن لا بأس من ذكرها وأسأل الله أن يكون اجتهادها صوابا ولعل احداكن تقف على شيء يثبت صحته ..
اقتباس: في سورة الحجر السياق في استمرار الرسل وتعاقبهم من قوله تعالى (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ (10) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (11) كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (12) فجاء بالفعل الذي يدل على الاستمرار وهو الفعل المضارع
بينما في سورة الشعراء السياق في الكلام عن الرسول صلى الله عليه وسلم وحده من قوله تعالى (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ إلى قوله (فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ . كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ) والسورة كلها أحداث ماضية والآية موضع السؤال تدل على حدث واحد معيّن ماضي فجاء بالفعل الماضي.
5/ قال تعالى : {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} (61) سورة النحل
وقال : {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا} (45) سورة فاطر وجه الإشكال بين ( عليها ) و( على ظهرها ) والضابط أن كلمة ظهرها بدأت بالظاء واسم السورة فاطر فيها الطاء وهي اختها ..
وفي كلام العرب يحترز من الجمع بين ظائين فلا يتكرر حرف الظاء في آية واحدة ، فإذا ظهر في أول الأية لم يتكرر في آخرها والعكس .. وانبه قد وقفت معلمتى على مستثنى عن هذا ولكن ينفع هنا حيث هذا موضع اشكال وقد استفدت منها كثيرا ..
رابط آخر اشمل وأعم وهو ايضا مما ذكرته معلمة معلمتى - وفيه اجتهاد منها مقتبس من التفسير - بارك الله فيها وزادها من فضله ..
تأملوا معي ما سبقها من آيات فقال عز وجل : {وَيَجْعَلُونَ لِلّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُم مَّا يَشْتَهُونَ } (57) سورة النحل .. وهذا افتراء على الله
افتراه الظالمون .. كما أنها سبقت ايضا بقوله تعالى : {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ . يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ} ( 58 - 59 ) سورة النحل
وهذا ظلم أيضا لتلك البنت فمالها من ذنب فتدفن وهي حية فناسب تقديم ( بظلمهم ) ..
أما فاطر فسبقت بقوله تعالى : {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا} (44) سورة فاطر فدعى للنظر في عواقب الامم المكذبة العاصية وكيف كان عقابهم مع قوتهم ولكن الله لا يعجزه شيء سبحانه فناسب تقديم ( بِمَا كَسَبُوا ) أي من ذنوب وعصيان ..
6/ قال تعالى : {وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ } (133) سورة الأنعام
وقال جل وعلا : {وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ } (58) سورة الكهف والضابط أن نربط نون الغني مع نون الأنعام - والفاء في الغفور مع فاء الكهف.
والله تعالى أعلى وأعلم.
أسألكم الدعاء ... بارك الله فيكم جميعاً.
القاعدة الخامسة / الضبط بالزيادة للموضع المتأخر .. الكثير من الآيات المتشابه يكون الموضع المتأخر منها فيه زيادة على المتقدم وقد يحدث خلاف ذلك ..
الأمثلة
الأول : قصة نبينا صالح عليه السلام {مَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} (154) سورة الشعراء جاء بعدها قصة شعيب عليه السلام {وَمَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ} (186) سورة الشعراء فجاءت زيادة الواو في الموضع المتأخر ..
الثاني : { وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ } (74) سورة الأعراف {وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ} (149) سورة الشعراء بزيادة ( من ) في الشعراء وهو الموضع المتأخر .
الثالث : {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا} (72) سورة الكهف {قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا} (75) سورة الكهف في الموضع الثاني نلاحظ زيادة ( لك ) وهو اموضع المتأخر .. قال بعض أهل العلم في تعليقه على الآية الثانية : " كرر موسى الإنكار عليه فشدد الخضر عليه وأكد بقوله : لك لأن كاف الخطاب أبلغ في التنبيه "
الرابع : { فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ مِن قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللّهُ عَلَىَ قُلُوبِ الْكَافِرِينَ} (101) سورة الأعراف { فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ بِهِ مِن قَبْلُ كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلوبِ الْمُعْتَدِينَ} (74) سورة يونس بزيادة ( به ) في الموضع المتأخر وهو يونس ..
والأمثله في هذا كثير ولعل في هذه كفاية فالقاعدة سهلة جدا لعلها تكون راحة لكم بعد القاعدة الرابعة .. :004111:
القاعدة السادسة / العناية بما تمتاز به السورة الواحدة وهذه تدل على التمكن وكثرة التأمل في كتاب الله . فإن الكثير من الآيات المتشابهه عادة ما تمتاز بشيء من الطول أو القصر أو كثرة التشابه أو كثرة الدوران للكلمة بالسورة كما يعبر به بعض المؤلفين ..
وهذه القاعدة على ثلاثة أجزاء وسأضع كل جزء على حدة ..
أ : قلة التركيب اللفظي ..
نجد ذلك واضحا في سورة آل عمران والأعراف حيث أن التركيب اللفظي في هاتين السورتين أقل من غيرهما من السور ..
وكذلك الحال في سورة الأعراف مع غيرها من سور القرآن فإذا جاءت آياتان إحداها في سورة الأعراف والأخرى في غيرها فإن القلة التركيبيه اللفظية تكون في سور الأعراف في الغالب:
ولكن أحيانا قد نجد مستثنيات ومنها مثلا في سورة آل عمران :
{وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ } (126) سورة آل عمران فزيادة ( لكم ) جاءت في آل عمران دون الأنفال : {وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ } (10) سورة الأنفال
أتمنى أن تكون القاعدة واضحة لكم ومفهومة وفقكم الله وبارك فيكم وزادكم علما وفقها.. وإلى التدريبات بإذن الله ..
:011:
الأولـ / {فَإِن كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ جَآؤُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ} ... سورة آل عمران (آية 184) الآية المشابهة لها وردت فى سورة فاطر (آية 25) ... قال تعالى:{وان يكذبوكفقد كذب الذين من قبلهم جاءتهم رسلهم بالبينات وبالزبر وبالكتاب المنير } ويلاحظ قلة التركيب اللفظى فى الآية من سورة آل عمران ... ووجود زيادات فى التركيب فى الآية الأخرى من سورة فاطر وكذلك هناك موضع آخر للتشابه:
{وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ } ... [فاطر : 4] حيث جاء التركيب اللفظي في سورة آل عمران( كُذِّبَ) أقل من آية فاطر(كُذِّبَتْ) ... والله أعلم.
الثانـي / {وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} ... سورة الأنعام (آية 81) هناك آيتين مشابهتين لهذه الآية فى الموضع المشار إليه باللون المخالف: إحداها فى سورة آل عمران:
{سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما اشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وماواهم النار وبئس مثوى الظالمين} ... (آية 151) والآخرى فى سورة الأعراف:
{قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون } ... (آية 33) وكلاهما يمتاز بقلة التركيب اللفظى عن هذه الآية من سورة الأنعام التى وردت بزيادة (عليكم).
الثالــث / {يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ} ... سورة الشعراء (آية 35) هذه الآية لها آية تشبهها فى سورة الأعراف (آية 110):
{يريد ان يخرجكممن ارضكم فماذا تأمرون} ويلاحظ أن آية سورة الأعراف إمتازت بقلة التركيب اللفظى عن الآية الأخرى كما هو موضح باللون المخالف فى الآية الأخرى التى وردت بزيادة (بسحره).
الرابـع / { فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} ... سورة الأعراف (الآية 200) يلاحظ أن هذه الآية من سورة الأعراف إمتازت بقلة التركيب اللفظى عن الآيات المشابهة لها من سورتى غافر وفصلت والتى وردت بزيادة (هو) ، و(ال) التعريف كما يلى:
قال تعالى: {فاستعذ بالله انه هو السميع البصير} ... (غافر: 56)
وقال تعالى: {فاستعذ بالله انه هو السميع العليم} ... (فصلت: 36)
الخامــس / {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ } ... سورة الأعراف (آية 59) هذه الآية من سورة الأعراف إمتازت عن باقى الأيات المشابهة لها فى قلة التركيب اللفظى بنقص (واو) العطف فى أول الآية ، وإثباتها فى باقى الآيات من سور هود والمؤمنون والعنكبوت على النحو التالى من قوله تعالى فيما عدا آية سورة الأعراف:
{و لقد أرسلنا نوحا إلى قومه .... }
الآية المشابهة لها وردت بسورة الأعراف بزيادة فى التركيب اللفظى عن الآية السابقة (به) ، و (الواو) للعطف كما يلى: قال تعالى: {ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل الله من امن به وتبغونها عوجا واذكروا اذ كنتم قليلا فكثركم وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين} ... الأعراف (آية: 86) فهنا جاء التركيب اللفظي في سورة الأعراف( من آمن به وتبغونها) بزيادة (به) وزيادة (الواو) قبل (تبغونها )مخالفا للقاعدة فهذا من المستثنيات والله تعالى أعلم.
تعليق