إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

جعلناه نورًا...خالد أبوشادي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    {لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ المستقيم﴾ [الأعراف: 16]:
    مقعد الشيطان ليس فقط في الخمارة وأماكن الفجور، إنما يجلس كذلك على أبواب المساجد ومواطن الأجور، لكي يفسد على الطائع طاعته.

    . ﴿قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي﴾ [الأعراف: 17]:
    احتجاج العاصي على معصيته بالقَدَر مشابهة لإبليس.

    . ﴿ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ﴾ [الأعراف: 17]
    قال قتادة: «أتاك الشيطان يا ابن آدم من كل وجه غير أنه لم يأتك من فوقك، لم يستطع أن يحول بينك وبين رحمة الله».

    حصارالشيطان للإنسان!
    قد يكون حصارا زمانيا بأن يغطّي كل لحظة في حياته من الماضي أو المستقبل، فقد أتاهم من بين أيديهم أي من جهة المستقبل ليقنِّطهم من توفيق الله، ومن خلفهم أي من قِبَل الماضي فآيسهم فيها من رحمة الله


    . ﴿ولَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ﴾ [الأعراف: 17]
    عرف إبليس مبكِّرا قدر مقام الشُّكر؛ وأنه مِن أجَلِّ المقامات وأشرفها، فجعل غايته أن يقطعِ الناس عنه.

    . ﴿بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ﴾ [الأعراف : 22]:
    قال الرازي: «دلَّ على أنَّ كَشْفَ العَورةِ مِنَ المُنكَرات».




    . ﴿وَناداهُما رَبُّهُما أَلَمْ أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ﴾[الأعراف : 22]:
    قال أبو حيان: «لما كان وقت الهناء شُرِّفَ بالتَّصريحِ باسْمِه في النِّداءِ،
    فقيل: ﴿وَيَا آدَمُ اسْكُنْ﴾، وحين كان وقت العتاب أخبَر أنَّه ناداه، ولم يُصَرِّح باسمه».

    . ﴿قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ﴾
    [الأعراف: 24]:
    الحياة في الدنيا مؤقتة، وعارضة، فليست مسكنا حقيقيا، ولا مستقرا نهائيا، بل مجرد مقر نتزود منه للآخرة.

    ﴿قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ﴾ [الأعراف: 25]:
    قال ابن عطية: «وكأن هذا خطاب لجميع الأمم، قديمها وحديثها، هو متمكن لهم، ومتحصل منه لحاضري محمد ﷺ أن هذا حكم الله في العالم منذ أنشأه».

    ﴿وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا﴾ [الأعراف : 27]:
    حارب الإسلام التقليد الأعمى بكل صوره، وجعل للمسلم شخصية مستقلة، قائمة على استقلال الإرادة مع التقيد بالدليل.
    . تنبؤ نبوي مخيف! في الحديث: «لتركبن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو أن أحدهم دخل جحر ضب لدخلتم، وحتى لو أن أحدهم جامع امرأته بالطريق لفعلتموه». صحيح الجامع رقم: 5067

    . ﴿ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾ [الأعراف : 29]:
    إقامة الوجوه هي تمثيل لكمال الإقبال على الله بحال المتهيء لمشاهدة أمر هام، ولا يلتفت عنه يمنة ولا يسرة، وأطلق عليه إقامة لأنه جعل الوجه قائما دون أي التفات ولا توان.


    . ﴿يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾ [الأعراف : 31]:
    تزيين الظاهر بالثياب مستحب لمن أراد الذهاب إلى المسجد، لكن تزيين الباطن بالإخلاص والخشوع أهم.

    . ﴿خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ [الأعراف : 32]:
    كم من مُنَعَّم في الدنيا، مُعذَّب يوم القيامة.



    . ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ﴾ [الأعراف : 33]:
    قال ابن عباس : « ما ظهر منها فنكاح الأبناء نساء الآباء، وجمع بين الأختين، أو تنكح المرأة على عمتها أو على خالتها».. في الحديث النبوي: «لا أحد أغير من الله، ولذلك حرَّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن». صحيح الجامع رقم: 7165

    . ﴿فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [الأعراف : 35]:
    قال أبو بكر أحمد بن علي: «قوله: ﴿فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ﴾ كقول الطبيب للمريض: (لا بأس عليك) يعني أن أمره يؤول إلى العافية، وليس هذا بالوجه لأنه نفى الخوف والحزن مطلقا».

    . ﴿وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾
    [الأعراف : 36]:
    قال الرازي: «وقد تمسك أصحابنا بهذه الآية على أن الفاسق من أهل الصلاة لا يبقى مخلدا في النار؛ لأنه تعالى بيَّن أن المكذبين بآيات الله والمستكبرين عن قبولها هم الذين يبقون مخلدين في النار».

    . ﴿فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ ﴾ [الأعراف : 37]:
    يصيبهم من الكتاب ما سبق لهم به الحكم به في اللوح المحفوظ، فمن جرى بسعادته الحكم وقع عليه وصف السعادة، ومن سبق بشقاوته الحكم حقَّت عليه الشقاوة.

    . ﴿وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا﴾ [الأعراف : 45]:
    ينفِّر الظالمون الناس عن الإسلام بوصفهم له أنه دين معوج، أو دين إرهاب، أو دين تعصب وتشدد، فيصدون الناس بذلك عن الله.


    . ﴿أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ﴾ [الأعراف : 49]:
    في الحديث:
    «إن رجلا قال: والله لا يغفر الله لفلان قال الله: من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان؟!
    فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك». صحيح الجامع رقم: 2075

    ﴿وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ﴾ [الأعراف : 50]:
    طلبوا الماء خاصة لشدة ما في جوفهم من الاحتراق واللهيب بسبب شدة حر النار.

    . ﴿أَفِيضُوا عَلَيْنَا﴾ [الأعراف : 50]:
    دلالة على أن أهل الجنة أعلى مكانا من أهل النار.

    . ﴿ فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا﴾ [الأعراف : 51]:
    الجزاء من جنس العمل!
    تركوا العمل الصالح في الدنيا، فتركهم الله في دركات النار!.
    في سنن الترمذي: «يؤتى بالعبد يوم القيامة، فيقول الله: ألم أجعل لك سمعا وبصرا ومالا وولدا، وسخرت لك الأنعام والحرث، وتركتك ترأس وتربع، فكنت تظن أنك ملاقي يومك هذا؟
    قال فيقول: لا! فيقول له: اليوم أنساك كما نسيتني». صحيح لجامع رقم: 7997

    . ﴿كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا﴾ [الأعراف : 51]:
    الأفعال مع الأقوال!
    لم يكونوا في الدنيا ناسين لقاء يوم القيامة، فقد كانوا يذكرونه ويتحدثون عنه، لكن أفعالهم خالفت أقوالهم، فكانت أفعال من لا يصدِّق بالقيامة.

    . ﴿فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ﴾ [الأعراف : 51]:
    في ذكر اليوم أثر عظيم في زيادة حسرتهم وندامتهم، فإن حرمانهم من الرحمة كان في أشد أوقات احتياجهم إليها، وهذا من العذاب النفسي الذي يضاعِف أثر العذاب الحسي.
    . ﴿وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ [الأعراف : 52]:
    الكتاب الذي جعلناه منبع هداية لهم هجروه، والآيات التي فصَّلناها لتكون سبب رحمة لم يقربوها، فلا عجب أن يكون مصيرهم إلى النار.

    . ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ﴾
    التأويل هنا ليس التفسير بل بمعنى المآل والعاقبة.



    . ﴿فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ﴾ [الأعراف : 53]:
    الغريق يتعلق بقشة!
    توهموا طوق النجاة بأحد أمرين: أن يشفع لهم شفيع، أو يُرَدوا إلى الدنيا فيعملوا غير ما كانوا يعملون، وهيهات!

    ﴿ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ﴾ [الأعراف : 54]:
    قال الإمام مالك: «الكيف غير معقول، والاستواء غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة».

    ﴿يَطْلُبُهُ حَثِيثاً﴾ [الأعراف : 54]:
    كناية عن أن أحدهما يعقب الآخر ويخلفه بلا فاصل، فالليل يلاحق النهار، والنهار يلاحق الليل، ودوام الحال محال.

    . ﴿إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾[الأعراف : 56]:
    الجزاء مِن جنس العمل، فكما أحسن المؤمنون بأعمالهم، أحسَن الله إليهم برحمته، فتعامَل بالإحسان لتفوز برحمة الرحمن.


    ﴿إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾[الأعراف : 56]:
    ما أقرب الله من المحسنين!
    قال ابن القيم: «إذا كانت الرحمة الإلهيَّة قريبة من المحسنين، فالموصوف تبارك وتعالى أَوْلى بالقرب منهم، بل قرب رحمته تبَعٌ لِقُربِه هو-تبارك وتعالى- من المحسنين».

    . ﴿قَالَ يَاقَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾[الأعراف : 61]:
    حلم وأدب وصبر على سفاهات القوم.

    . ﴿أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾[الأعراف : 63]:
    قالوا: هذا الترتيب في غاية الحسن، لأن المقصود من الإرسال: الإنذار، ومن الإنذار: التقوى، ومن التقوى: الفوز بالرحمة.

    . ﴿أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ﴾[الأعراف : 69] :
    بعض الناس يتعجب من الناصح إذا أنذرهم، لكن لا يتعجب من المفسد إذا ما إلى الفساد أرشدهم!



    ﴿فَعَقَرُوا النَّاقَةَ﴾[الأعراف : 77]:
    أسند العقر إليهم جميعا، لأنه كان برضاهم، وإن لم يباشره إلا واحد منهم.

    . ﴿وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ﴾[الأعراف : 80]:
    قال ابن كثير: «وهذا شيء لم يكن بنو آدم تعهده ولا تألفه، ولا يخطر ببالهم، حتى صنعه أهل سدوم، عليهم لعائن الله».

    . ﴿مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ﴾[الأعراف : 80]:
    قال الوليد بن عبد الملك: «لولا أن الله عز وجل قصَّ علينا خبر قوم لوط، ما ظننت أن ذكرا يعلو ذكرا».

    ﴿وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾[الأعراف : 82]:
    فساد الفطرة! هل صار التطهر عيبا، والاستقامة جريمة؟!
    والجواب: من عاش النجاسة وألفها أحبها، ثم كره الخروج منها، لذا كرهوا تطهر المؤمنين.

    . ﴿إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾[الأعراف : 82]:
    استُدِلَّ به على تحريم أدبار النِّساء.
    قال مجاهد: «أي: عن أدبار الرجال وأدبار النساء».

    ﴿وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ﴾[الأعراف : 86]:
    لا تقابلوا النِّعَم بضِدِّها! قال البقاعي: «لما كانت أفعالهم نقصَ النَّاس؛ إمَّا في الأموال بالبَخس، وإمَّا في الإيمان بالصَّدِّ- ذكَّرهم أنَّ الله تعالى فعَل معهم ضِدَّ ذلك من التَّكثير بعد القِلَّة،
    فقال: ﴿فكَثَّرَكُم﴾ أي: كثَّر عددكم وأموالكم، وكُلَّ شَيءٍ يُنسَبُ إليكم، فلا تقابِلوا النِّعمة بضدِّها»


    تعليق


    • #47
      نتيجة بحث الصور عن بسم الله الرحمن
      الجزء التاسع

      ﴿وأنت خير الفاتحين﴾:
      كل المفاتيح بيد الله، قليل من القلوب من يدرك هذا.

      ﴿ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ﴾:
      هكذا نفوس العظماء –وليس أعظم من الأنبياء- تأسف وتحزن لإعراض الناس عن الخير، مع أن هذا هو اختيارهم لأنفسهم، لكنها شفقة المصلح على قومه.

      . ﴿ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ﴾:
      صلة الأنساب والأقوام لا وزن لها عند الله إذا تعارضت مع الدين، فالوشيجة الباقية هي وشيجة الدين، والارتباط الوثيق بين الناس إنما يكون عبر حبل الله المتين.

      . (فَأَخَذْنَاهُمْ بالْبأْسَاءِ والضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضرَّعُون):
      من عِبَر الشدة والبـلاء أن يراك الله متضرعا بين يديه!

      . سبب نزول الخيرات والبركات هو استقامة الناس على أمر الله:
      ﴿ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض﴾.
      ليست العبرة بالنعمة إنما العبرة بالبركة في هذه النعمة،
      ولذا كان من دعاء النبي ﷺ: «اللهم بارك لنا في صاعنا، اللهم بارك لنا في مُدِّنا»، والصاع والمُدّ مكاييل مشهورة عند العرب..
      سين: لكن المشاهد أن أكثر أهل الغنى هم من لا يؤمنون بالله، أو لا يتقونه!
      جيم: المؤمن التقي أكثر الناس غنى في قلبه، وقناعة في نفسه، ورضا بقدَره، وهذه أعظم بركة، ولا حياة أطيب من هذه الحياة.

      صورة ذات صلة
      . لا يشتط الظالم في ظلمه إلا عندما يأمن مكر الله، والله تعالى قال :
      ( فلا يأمنُ مكرَ الله إلا القومُ الخاسرون )،
      لذا فعاقبة الظلم الخسران والهلاك.

      . ﴿فلا يأمنُ مكرَ الله إلا القومُ الخاسرون﴾:
      قال ابن حجر: الأمن من مكر الله يتحقق بالاسترسال في المعاصي مع الاتكال على الرحمة.

      . ﴿أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ﴾:
      قال القشيري: يقال: من عرف علوّ قدره- سبحانه- خشي خفيَّ مكره، ومن أمن خفيَّ مكره نسي عظيم قدره.

      . تتابع الذنوب من غير توبة سبب إزهاق روح القلب، وتحويله إلى صخرة صمّاء:
      (أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون)

      . ﴿يريد أن يخرجكم من أرضكم﴾:
      اتهام المصلحين بالتآمر على البلد اسطوانة يكرِّرها الطغاة في كل عصر.

      . ﴿وإنكم لمن المقربين﴾:
      التقريب وإغداق الهدايا أسلوب الطغاة في إغراء أصحاب النفوس الضعيفة لينفِّذوا أمرهم ويضمنوا ولاءهم.


      . ﴿وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ﴾:
      وكأن قوة قاهرة ألقتهم إلى وضع السجود! فلم يتمالكوا أن سجدوا دون تريث أو تردد، بعد أن بهرهم نور الحقِّ الساطع.

      . ﴿آمنتم له قبل أن آذن لكم ﴾:
      حتى الإيمان يحتاج إلى تصريح! ما أغبى هؤلاء الطغاة!

      . ﴿لاضير إنا إلى ربنا منقلبون﴾:
      كل أوجاع الدنيا مغمورة في بحر ثواب الآخرة.

      . أولى خطوات معاداة الناصحين هي شيطنتهم في عيون الناس:
      ﴿وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في اﻷرض﴾

      . ﴿وإِنَّا فَوقَهُمْ قَاهِرون﴾:
      اختيار الفوقية يُوحِي بالسيطرة التامة، وهي أول خطوة في طريق سقوط الطغاة، أن ظنّوا أن الأمرَ إِليهم لا إلى الله.

      . ﴿قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا﴾:
      قدَّم موسى الاستعانة بالله على الصبر، لأن التوكل على الله أنفع في الشدة من الاعتماد على النفس بصبرها وتجلدها.

      . ﴿قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا﴾:
      خارطة الطريق نحو النصر= توكُّلٌ + صبر

      يتبع

      تعليق


      • #48

        ﴿ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يتذكرون﴾:
        ليس معنى السنين هنا السنوات؛ بل القحط وقلة المطر.


        . ﴿ولما وقع عليهم الرجز قالوا يا موسى﴾:
        في الشدائد والأزمات تتجه الأنظار نحو المصلحين دوما.
        . ﴿وأورثنا القوم الذين كانوا يُستضعفون مشارق الأرض ومغاربها﴾:
        الاستضعاف أولى خطوات التمكين !

        . ﴿وتمت كلمت ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا﴾:
        حسبك ثناءً على الصبر أنه شرط النصر!

        . ﴿وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها﴾:
        سين: لماذا لم يقل (المستضعفين)، وقال: (كانوا يُستضعفون)؟
        جيم: لسببين:
        الأول: إشارة إلى سبب هذا الخبر، أي أن الله أورثهم الأرض جزاء صبرهم.
        الثاني: التعريض ببشارة المؤمنين في كل عصر بأنهم ستكون لهم العاقبة كما كانت لبني إسرائيل، إن هم صبروا على الأذى في سبيل الله كما صبر من قبلهم.


        ﴿ فلما تجلى ربه للجبل جعله دكّا ﴾:
        جبال رواسي وصخور تتصدع، وقلوب من لحم ودم لا تتصدع!

        . المتكبرون أقل الناس إدراكا للحقائق وفهما للواقع:
        (سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون).




        . ﴿فلا تُشمِت بي اﻷعداء﴾:
        الصديق ﻻ يشمت، فقط الأعداء يفعلون.

        . ﴿ وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه﴾:
        لا تعاتب حبيبك في لحظات غضبه، فعندما حمل الغضب موسى عليه السلام على إلقاء الألواح وفيها كلام الله، وجرِّ رأس أخيه وهو نبي، عذره الله ولم يعاتبه.

        . ﴿قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي ﴾:
        كم أخا من إخوانك دعوت له اليوم؟!

        ﴿قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي ﴾:
        كم من نائم مغفور له، يقوم أخوه يصلي من الليل، فيدعو له، فيغفر الله للاثنين.

        ﴿ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ ﴾:
        هذا اختصاص يفيد القَصْر، أي لا يرهب العبد أحدا إلا الله، ورهبته خالصة لوجه الله،
        وليست رياء ولا سمعة ولا لقصد الثناء.





        . من استعظم ذنبه، فقد استصغر رحمة ربه (ورحمتي وسعت كل شيء)؟!.
        قال الثوري: ما أحب أن يُجعَل حسابي إلى أبوي؛ لأني أعلم أن الله تعالى أرحم بي منهما.


        ﴿ورحمتي وسَعَتْ كلّ شيء﴾:
        هكذا مطلقا، ودون استثناء، كل شيء مرحوم! وأنت شيء من الأشياء!
        . ﴿ الذين يتبعون الرسول النبي الأمي..... يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر﴾
        أبرز صفات نبينا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فما نصيب ورثته من هذه التركة؟!
        (وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم):
        (اللوامون) فئة ليتهم إذ قعدوا عن فعل الخير لم يلوموا غيرهم على فعله.
        . (معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون):
        واضح أن الله سيسألنا لماذا لم ننكر لا لماذا لم نغيِّر.. لا عذر لساكت!


        . مهما انتشرت المنكرات من حولنا، فلا ينبغي ترك الإنكار وإلا نزل العذاب بالجميع،
        ولم ينجُ أحد:
        (معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون).
        يبتليك الله بالحسنات والنعم ليبعثك على الشكر،
        كما يبتليك بالسيئات والنقم ليبعثك على الصبر
        ﴿وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون﴾

        (يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيُغفرُ لنا!)
        بدلا من أن يشكروا الله على نعمة المغفرة، كفروا بهذه النعمة زاستمرؤوا العصيان.

        . (ويقولون سيُغفر لنا!):
        يا ويح هؤلاء!
        ترجُو النَّجَاةَ وَلَمْ تَسْلُكْ مَسَالِكَهَا ... إِنَّ السَّفِينَةَ لَا تَجْرِي عَلَى اليبس

        . (ويقولون سيُغفر لنا!):
        ماذا دفعت من ثمن كي تشتري المغفرة؟!
        أم تظنها رخيصة وبالمجّان؟!

        . (ويقولون سيُغفر لنا!):
        قال معروف الكرخي: طلب الجنة بلا عمل ذنب من الذنوب، وانتظار الشفاعة بلا سبب نوع من الغرور.

        . (ويقولون سيُغفر لنا!):
        قال الحسن البصري: إن قوما ألهتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا بلا حسنة، باعتقاد حسن الظن، وهو كاذب فيه، فلو كان صادقا لأحسن العمل، ثم تلا قوله تعالى:
        {وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين}






        . ﴿يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا﴾ :
        قال سعيد بن جبير: يعملون بالذنوب، وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه: قال: ذنبٌ آخر، يعملون به.

        . ﴿وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا﴾
        عجيب شأن بعض المذنبين!
        يمشون على الأرض مطمئنين، وكأنهم أخذوا صِكّا من السماء بهذه المغفرة!

        . ﴿يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا﴾ :
        هذه توبة سابقة التجهيز!
        يأكلون الحرام، ويقولون: سنستغفر الله وسيغفر!

        . ﴿عَرَضَ هَذَا الأَدْنَى﴾:
        والعرَض: الأمر الذي يزول ولا يدوم، ويراد به هنا المال، والأدنى: من الدنو بمعنى الأقرب، لأن متاع الدنيا عاجل قريب، أو من دنو الحال وسقوطها ،
        وفي استخدام اسم الإشارة (هذا) إيماءة إلى تحقير هذا الذي رغبوا فيه.

        . ﴿عَرَضَ هَذَا الأَدْنَى﴾:
        هذه الآية نزلت في المرتشين، فقد كان قضاة بني إسرائيل يأخذون الرشوة في الأحكام للتسهيل على العوام.




        . من أبرز صفات المصلحين وعلامات صدقهم: الاستمساك بالكتاب مع إقامة الصلاة، وتأمل:
        (والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين)

        . ﴿واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها):
        ما قرأت آية في الانتكاس وعدم الثبات أشد من هذه الآية.

        . ﴿ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى اﻷرض واتبع هواه﴾:
        قال ابن الجوزي: بالله عليك يا مرفوع القدر بالتقوى: ﻻ تبع عزها بذل المعاصي .

        . القرآن يرفع صاحبه، والهوى يضعه
        (ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه).

        . (فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث)
        الضال على علم: إن زجرته لم يرتدع (هلك)، وإن تركته بلا نصح (هلك)، كالكلب إن طُرِد كان لاهثا، وإن ترك كان لاهثا.
        . قال ابن قتيبة: كل لاهث إنما يكون من إعياء أو عطش إلا الكلب، فإنه يلهث في حال راحته وحال تعبه؛ وفي حال الري وحال العطش.
        ووجه التشابه: حال صاحب الهوى في لهثه خلف هواه.

        . (كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث):
        ليس معنى تحمل من وضع الأحمال عليه؛ إذ الكلاب لا يحمل عليها، بل المعنى: تزجره وتطرده.

        . (لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا):
        كل من له قلب لا يفقه به الحق، وعين لا تبصر الحق، وأذن لا تسمع الحق،
        فهو (كالأنعام بل هم أضل)، وسر أنهم أضل من اﻷنعام أن اﻷنعام لو كان لديها عقل لفقهت به!
        ​​​​​​​
        يتبع

        تعليق


        • #49
          ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها )
          قال القرطبي موضِّحا: أي اطلبوا منه بأسمائه، فيطلب بكل اسم ما يليق به، تقول: يا رحيم ارحمني، يا حكيم احكم لي، يا رازق ارزقني، يا هادي اهدني، يا فتاح افتح لي، يا تواب تب علي، وهكذا.

          . (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا).
          قال ابن القيم: وهو مرتبتان: إحداهما: دعاء ثناء وعبادة، والثاني: دعاء طلب ومسألة.

          . (سنستدرجهم من حيث لا يعلمون) :
          قال سفيان الثوري: نُسبِغ عليهم النعم، ونمنعهم الشكر.

          . (إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين )
          ما يضرك إن تولى كل الناس عنك ، إن تولى الله أمرك أيها العبد الصالح.

          . ﴿ وهو يتولّى الصالحين ﴾
          والفعل المضارع فيه دلالة على سريان قانون نُصرة الله للصالحين على مر العصور.

          . (إن وليي الله الذي نزل الكتاب)
          ذكرالله الكتاب مع الولاية، وكأنها إشارة إلى أن ولاية الله لك على قدر صلتك بالقرآن.




          . كثيرا ما تبصر العين ويعمى القلب:
          (وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون)

          . (وأعرض عن الجاهلين) :
          (وأعرض) عنهم بعينك فلا تنظر إليهم، (وأعرض) عنهم بقلبك فلا يقذفون فيه بالهموم.

          . (وأعرض عن الجاهلين):
          كثير من الوقت الضائع في الجدل كان دواؤه ألا تتورط فيه من البداية.

          . (وأعرض عن الجاهلين):
          الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سيجذب نحوك دائما من يكابره ويجهل عليك.

          . ﴿ خُذِ ٱلْعَفْوَ ﴾
          وذلك مثل قبول الاعتذار والعفو والمساهلة وترك البحث عن الأشياء والتغافل.

          . إذا لم يعترض طريقَ المصلحين جاهلٌ ومعاند فإصلاحهم مشكوك فيه؛ فإن الله تعالى قال لنبيه
          (وأعرض عن الجاهلين).

          . قيل لسفيان بن عيينة : قد استنبطتَ من القرآن كل شيء ؛ فأين المروءة فيه ؟
          قال : في قوله: ( خُذ العفو وأمُر بالعُرف وأعرض عن الجاهلين ).




          . (إن الذين (اتقوا) إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا):
          حين تتعثر وتخطئ لم يسلبك الله صفة التقوى، فسبحان من يمدحك ولو أخطأت.

          . ( وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون):
          رحمة الله حولك في كل مكان، وتُنال بأيسر الطرق: وماذا أيسر من الإنصات؟

          . ﴿وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون﴾:
          رحمة الله قريبة من المستمع للقرآن فكيف بالعامل به؟!

          . المشتاق لسماعِ القرآن مرحوم ؛ والذي ينفر من القرآن محروم !
          ﴿ وإذا قُرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم تُرحمون ﴾

          . ﴿وإذا قرئ القرآن (فاستمعوا له وأنصتوا) لعلكم (ترحمون)﴾:
          كلما زاد حضور قلبك وحسن إنصاتك، كلما زاد نصيبك من رحمة الله.

          . أذكار الصباح والمساء كفيلة بأن تُخرِج العبد من وصف (الغافلين)
          (واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين).

          ﴿إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً ﴾:
          من أعظم علامات الإيمان: التأثر بكلام الله تعالى.

          . ﴿زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون):
          كلما زاد إيمانك زاد توكلك !

          . ﴿وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا﴾:
          نية جديدة احتسبها كلما قرأت القرآن: أن تكون سببا في زيادة إيمان غيرك.

          . ﴿وإن فريقا من المؤمنين لكارهون﴾:
          عندما يقع لك ما لا تحب، فتفاءل، فلعله الطريق إلى ما تحب كما حدث يوم بدر.

          . ﴿إذ (تستغيثون) ربكم (فاستجاب) لكم﴾:
          حاجتك للإجابة هي كحاجة الغريق للغوث والحياة.

          . ﴿إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم﴾:
          لو استغنى أحد عن الدعاء لكان جيش الصحابة الذين كان فيهم خاتم الأنبياء المؤيد بالوحي.




          . ﴿وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ﴾
          إياك أن تظن النصر بسبب الملائكة التي تنزلت، وإنما هم مجرد سبب، ولو شاء الله لنصرهم دون ملائكة.

          . ﴿إذ يوحي ربك إلى الملائكة: أني معكم﴾:
          ومنهم جبريل صاحب الستمائة جناح، كل جناح منها يسد الأفق، يقاتل يوم بدر بشرا مهازيل، ومع ذلك يحتاج معية الله، وإلا انهزم!

          . ﴿فثبتوا الذين آمنوا﴾:
          مهما بلغ إيمان العبد، فإنه يحتاج إلى تثبيت الرب، ووسيلة التثبيت هنا كانت الملائكة!

          . ﴿وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى﴾:
          ما رميت بنفسك لكن رميت بنا، فكان منك يا محمد قبض التراب وإرساله من يدك، وكان التبليغ والإصابة من الله.

          . ﴿وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى﴾
          رمى قبضة من التراب فأصاب جميع الوجوه، وقال له فى موضع آخر: ﴿ليس لك من الأمر شىء﴾،
          وقال في ثالثة: ﴿ولله ما فى السموات وما فى الأرض﴾، فإذا كان الملك ملكه، والأمر أمره، والحكم حكمه،
          فكيف يغتر أحد بقوته أو ييأس من ضعفه؟!
          . قال صاحب الكشاف: يعنى أن الرمية التي رميتها- يا محمد- لم ترمها أنت على الحقيقة، لأنك لو رميتها ما بلغ أثرها إلا ما يبلغه أثر رمي البشر، ولكنها كانت رمية الله، حيث أثرت ذلك الأثر العظيم.. فأثبت الرمية لرسول الله ﷺ لأن صورتها وجدت منه، ونفاها عنه، لأن أثرها الذي لا تطيقه البشر هو فعل الله عز وجل.





          ﴿فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم﴾:
          لا تنسب لنفسك أي خير، فلولا الله ما ركع راكع ولا سجد ساجد.

          . ﴿وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَنا﴾:
          البلاء الاختبار ، فيختبرهم مرة بالنعم ليُظهِر شكرهم أو كفرانهم، ويختبرهم أخرى بالمحن ليُظهِر صبرهم أو جزعهم.

          . ﴿وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ ﴾:
          ‏قال السعدي: «مضعف كل مكر وكيد يكيدون به الإسلام وأهله، وجاعل مكرهم محيقا بهم».

          . ﴿إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ﴾:
          قال أبو جهل حين التقى القوم في بدر: اللهم أقطعنا للرحم، وآتانا بما لا نعرفه، فأحنه- أي فأهلكه- الغداة، فكان المستفتح.

          . أعظم العقوبات ألا تنتفع بالعظات:
          ﴿ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم﴾.

          . ﴿ ولَو عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ ..﴾
          نصيبنا من الانتفاع بوحي السماء عظيم بقدر (الخير) الذي في قلوبنا.

          تعليق


          • #50
            ﴿واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه﴾
            أنت لا تملك قلبك، فاستعن بمن يملكه كي يثبِّته على الحق.

            . ﴿استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يُحييكم﴾:
            تعريف الميت بموجب هذه الآية هو من لم يستجب لأمر الله ورسوله، وعلى قدر الاستجابة تكون الحياة.

            . ﴿واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه﴾:
            في الحديث: «مثل القلب في سرعة تقلبه كريشة ملقاه بأرض فلاة، تقلبها الرياح ظهرا لبطن». صحيح الجامع رقم: 2365

            . (واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه):
            لا تأمن على قلبك أبدا.

            . ﴿واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه﴾
            سمع عمر رجلا يقول:
            اللهم إنك تحول بين المرء وقلبه، فحُل بيني وبين معاصيك أن أعمل بشئ منها.

            ﴿لَنُخْرِجَنَّكَ يَاشُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا﴾[الأعراف: 88]:
            في الآية ما يدُلُّ على صعوبة مفارقة الأوطان؛ إذ قرَنوا ذلك بالعَوْدة إلى الكفر.


            . ﴿وَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ﴾[الأعراف: 90]:
            أحيانا تكون نصيحة البعض ذبحا لدينك، فاختر أصحابك وناصحيك.

            . ﴿لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ﴾[الأعراف: 90]:
            ما أقبح الإضلال بعد الضلال، إفساد بعد فساد.

            . ﴿فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ﴾[الأعراف: 91]:
            الرجفة التي أصابت أهل مدين زلزلة الأرض بهم + صواعق خرجت من ظلة أي سحابة، كما في سورة الشعراء: ﴿فأخذهم عذاب يوم الظلة﴾، وقد عبَّر عن الرجفة في سورة هود بالصيحة، فتكون الرجفة هي الزلزال، والصيحة هي الصاعقة.

            . ﴿فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ﴾[الأعراف: 91]:
            الجزاء من جنس العمل!
            كما أرجفوا شعيبا وأصحابه وتوعدوهم بالجلاء، أخذتهم رجفة الله.

            . ﴿ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾
            أبدلناهم بالشدة رخاء حتى عفوا أي كثرت أموالهم وأولادهم، والمقصود أن الله نوَّع الله عليهم صنوف البلاء، فأخذهم بالشدة فلم يزدجروا، ثم بالرخاء فلم يشكروا، فأخذهم الله بالعذاب.

            . ﴿ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ﴾[الأعراف: 95]:
            خاطبهم الله بما يفهمون، وبلغتهم التي بها يتكلمون، فالسيئة حسب ما يظن أكثر الناس هي الشدة، والحسنة هي النعمة، وليس هذا صحيحا عند أصحاب الآخرة.




            . ﴿ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ﴾[الأعراف: 95]:
            صحِّح مفاهيمك!
            النعمة المطلقة هي التي لا عقوبة معها، والبلاء المطلق هو الذي لا ثواب عليه.

            ﴿ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ﴾[الأعراف: 95]:
            عقوبة الاستدراج!
            أراد الله تنبيههم بالشدة إعلاما بأن سلب النعمة علامة غضب الله عليهم، فلما ازدادوا بالشدة كفرا ردَّهم إلى حالتهم الأولى من النعمة إمهالا واستدراجا، فازدادوا إعراضا.

            . ﴿ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾[الأعراف: 95]:
            تدل الآية على أن قوم شعيب أُهلِكوا بعذاب الاستئصال لما لم يقبلوا نصح نبيِّهم، فدلَّ على وجوب قبول النصح في الدين.

            ﴿وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ﴾[الأعراف: 95]:
            أهل الغفلة يتعاملون مع الشدة على أنها حدث عارض، ليس له سبب، وأما أهل اليقظة فيرونها رسائل ربانية، إما تنبيها أو تهذيبا أو تطهيرا.

            . ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾[الأعراف: 96]:
            ليست العبرة بالنِّعمة، وإنما العبرة بالبركة، لذا لم يقل عن النعمة ضاعفنا، لكن قال: بارَكْنا.

            . ﴿وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾[الأعراف: 96]:
            الأخذ بالعقوبة نعمة مِن الله، لأنها تُظهِر عدالته سبحانه؛ ولو لم يؤاخذ الله المفسدين بإفسادهم، لأغرى ذلك غير المفسدين بالفساد، لكن عقوبة الله للمفسد تردعه وتردع غيره من الزلل.

            . ﴿تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ﴾ [الأعراف : 101]:
            طريق الضلالة واحد، يجتمع عليه أهل الضلال في كل عصر ومصر، والطبع على القلوب صفة من سبقت بالشقاء قسمته، وحقت بالعذاب عليه كلمته.

            ﴿تِلْكَ القرى﴾ [الأعراف : 101]:
            التكرار للاعتبار، فقد كرَّر الله ذكر القرى التي أهلكها حتى صارت للسامعين كأنها حاضرة مشاهَدَة، وصالحة لأن يشار إليها بالبنان.

            . ﴿تِلْكَ القرى﴾ [الأعراف : 101]:
            المقصود بالقرى الأقوام الخمسة الذين وصفهم الله فيما سبق من آيات، وهم: قوم نوح، وهود، وصالح، ولوط، وشعيب.

            . ﴿تِلْكَ القرى﴾ [الأعراف : 101]:
            الهدف من اسم الإشارة زيادة إحضار القرى المهلكة في أذهان السامعين،
            ليعتبر الغافلون بمصارع القوم السابقين، ويروا أنهم في العناد والضلال سواء، فيعودوا إلى الحق قبل نزول العذاب.

            . ﴿وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ﴾ [الأعراف : 102]:
            نقض العهد مع الله مهلك، وكلنا أخذ الله منا العهد، ونحن في صلب أبينا آدم في عالم الذر.
            أوطان؛ إذ قرَنوا ذلك بالعَوْدة إلى الكفر.

            . لا يقبل الله أن ينقض عبدٌ عهده مع عبد مثله ولو كان مشركا:
            ﴿إِلاَّ الذين عَاهَدتُّم مِّنَ المشركين ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَداً فأتموا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إلى مُدَّتِهِمْ﴾ [التوبة: 4]،
            فكيف بنقض العهد مع الله؟!


            . ﴿حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ﴾ [الأعراف : 105]:
            (الحاء والقاف والقاف) في لغة العرب تدل على الثبوت وعدم الاضمحلال، والمعنى: واجب عليَّ قول الحق،
            ومجعول قول الحق حقا عليَّ، فرسالتي حق لا شك فيها، لأني رسول ثابت في ديوان المرسلين.

            . ﴿قَالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآيَةٍ﴾ [الأعراف : 106]:
            خطاب التشكيك!
            عبَّر بحرف ﴿إن﴾ المفيد للشك، للإعلام أنه ليس معتقدا في صدق موسى عليه السلام.

            . ﴿قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ﴾[الأعراف : 110]:
            نصحهم لفرعون بالتأخير دليل أن فرعون تقدم بأمر آخر، وهو الهَمُّ بقتل موسى، فنصحوه: أخِّره حتى ينكشف للناس حاله، فكان التأخير خيرا وفتحا.. لفرعون تدبير، ولله تدبير غالب!

            . ﴿قَالُوا يَامُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ﴾[الأعراف : 115]:
            لعله أدب!
            قال القرطبي: «تأدَّبوا مع موسى عليه السلام، فكان ذلك سبب إيمانهم».
            أوطان؛ إذ قرَنوا ذلك بالعَوْدة إلى الكفر.

            . ﴿إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ﴾[الأعراف : 115]:
            أو ثقة في الفوز!
            وكأنهم يقولون: في كلتا الحالتين نحن واثقون من الفوز عليك، فأرح نفسك من الآن، واستسلم لنا مقدَّما.



            . ﴿قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (121) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ﴾[الأعراف : 121-122]:
            قال الإمام الرازي: «لما قالوا: آمنا برب العالمين، قال لهم فرعون: إياي تعنون، فلما قالوا: رب موسى، قال: إياي تعنون؛ لأني أنا الذي ربيت موسى، فلما قالوا: وهارون، زالت الشبهة».

            . ﴿فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ﴾ [الأعراف : 131]:
            الشقاء أن يلاحظ العبد إحسان الله عليه بعين الاستحقاق لا الإنعام.

            . ﴿وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ﴾ [الأعراف : 131]:
            قال الفراء: «وقد تشاءمت اليهود بالنبي ﷺ بالمدينة، فقالوا: غلت أسعارنا وقلَّت أمطارنا مذ أتانا».

            . ﴿وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ﴾ [الأعراف : 133 ]:
            عناد بعض الكفار حال بينهم وبين الإيمان، ولو أتيتهم بألف دليل فما لإيمانهم من سبيل، وهؤلاء يستوي عندهم نزول الآيات وعدمها.

            . ﴿فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ﴾ [الأعراف : 133 ] :
            ﴿لك﴾ شخصنة القضية من علامات البلية!

            . ﴿فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ﴾ [الأعراف :135]:
            الإيمان النفعي أو المصلحي!
            الرجز اسم من أسماء الطاعون، وقد سأل بنو إسرائيل موسى أن يرفع عنهم الطاعون في مقابل إيمانهم، فدعا الله فارتفع، فنكثوا عهدهم ولم يؤمنوا.
            ﴿إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأعراف :139]:
            قال الرازي: «أجمع كل الأنبياء عليهم السلام على أن عبادة غير الله تعالى كفر، سواء اعتقد في ذلك الغير كونه إلها للعالم، أو اعتقدوا فيه أن عبادته تقرِّبهم إلى الله تعالى».

            ﴿قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ [الأعراف :139]:
            توبيخ.. كان الواجب أن تخصوا الله بمزيد الإقبال، كما خصَّكم بمزيد الإنعام والإفضال.

            . ﴿قَالَ يَامُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ﴾ [الأعراف: 144]:
            قال الرازي:
            «وإنما قال: ﴿اصطفيتك على الناس﴾ ولم يقل على الخلق؛ لأن الملائكة قد تسمع كلام الله من غير واسطة كما سمعه موسى عليه السلام».
            . كيف اصطفاه على الناس برسالاته مع أن غيره من الأنبياء ساواه في الرسالة؟
            خصَّه من دون الناس بالكلام مع الله من غير واسطة.

            ﴿فَخُذْها بِقُوَّةٍ﴾ [الأعراف: 145]:
            تمثيل لحالة العزم على العمل بما في الألواح من الأوامر والنواهي، بمنتهى الجد والحرص دون تأخير ولا تساهل ولا انقطاع عند المشقة أو الملل. لنتامل هكذا مع القرآن.

            . ﴿فَخُذْها بِقُوَّةٍ﴾ [الأعراف: 145]:
            الأمر للرسول، لكن يدخل فيه كل من بلَّغ رسالته، واقتصر الأمر على الرسول لأن من اقتدى به سار على هديه.

            . ﴿فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا﴾ [الأعراف: 145]:
            شعار المرسلين: أصلح نفسك، وادعُ غيرك.


            . ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾[الأعراف 153 ]:
            قال القشيري: «وفارقٌ بين الإمهال والإهمال، والحق سبحانه يمهل، ولكنه لا يهمل، ولا ينبغى لمن يذنب، ثم لا يؤاخَذ فى الحال أن يغترَّ بالإمهال».

            . ﴿وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآمَنُوا﴾[الأعراف 153 ]:
            عمل السيئات يخدش الإِيمان، لذا أمره الله بعدها بتجديد إيمانه.

            . ﴿يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾:
            المحبة اقتداء لا ادعاء! أثبِت صدق اتباعك لنبيك، بأن تقتفي أثره في أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر.

            . ﴿وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ﴾ [الأعراف: 157]:
            كل ما نفع الخلق هو طيب أحله الله، وكل ما ضرَّهم فهو خبيث حرَّمه الله، لأن الله أرحم بالعباد وأعلم بنفعهم وضرهم من أنفسهم.

            ﴿أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ﴾ [الأعراف : 173 ]:
            تدل الآية على فساد التقليد في الدين، وتدل على أن الله تعالى أقام الحجة على الناس، فبعدها لم يبق لأحد عذر في الكفر أو الشرك.

            ﴿وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ﴾ [الأعراف : 183]:
            تكررت هذه الآية في القرآن –لأهميتها- مرتان، هنا في سورة الأعراف، والثانية في سورة القلم، لتكون بمثابة تهديد للمجرمين، وتسلية للمؤمنين.

            ﴿وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ﴾ [الأعراف : 183]:
            لماذا سماه كيدا؟!
            قال البيضاوي: «وإنما سماه كيدا لأن ظاهره إحسان، وباطنه خذلان».

            ﴿وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ﴾ [الأعراف : 183 ]:
            لم وصف الله كيده بالمتين؟!
            ليلقي الرعب في قلوب المجرمين، فكيده قوي أي لا إفلات منه لمن كاده الله.

            تعليق

            يعمل...
            X