إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رد: سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد

    تأملات قرآنية 77



    لاحظ في آية الأعراف (تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم. .) كلمة (حيتانهم)
    يقول البقاعي:
    {حيتانهم} (مضافة إليهم) إيماء إلى أنها مخلوقة لهم، فلو صبروا نالوها وهم مطيعون (انتهى)
    أي أن الرزق الذي تعجله الإنسان في الحرام قد يأتيه في الحلال لو صبر الإنسان على البلاء.
    ولكن متى يحدث هذا؟
    متى يصبح الحرام سهلا والحلال صعبا
    كَذَٰلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ)
    أي هكذا يختبر الناس بسبب انتشار الفسق بينهم وقلة الطائعين اﻵمرين بالمعروف الناهون عن المنكر
    اللهم أغننا بحلالك عن حرامك



    عند نصحك لغيرك ، لا يكن همك {معذرة إلى ربكم} فقط!!
    وتنسى {ولعلهم يتقون}
    بل اجمعهما
    فتكون قد استجبت للخالق
    واستجاب المخلوق لك.

    { وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا}
    متى سندرك ونتيقن أن كتاب الله فيه رفعتنا ونصرنا وعزنا؟!

    ""وآتاكم (من) كل ما سألتموه ""
    ولم يقل "" وآتاكم كل ما سألتموه ""
    لان ليس كل ما نسأله فيه خيرا لنا
    فيعطينا ( من ) وليس ( كل ) ما نسأل
    على قدر حكمته وعلمه بما يناسبنا


    {قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ}
    قوله: { أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ } بمجردها كافية لنقص إبليس الخبيث. فإنه برهن على نقصه بإعجابه بنفسه وتكبره، والقول على اللّه بلا علم. وأي نقص أعظم من هذا؟"
    نعوذ بالله من شر ذلك*
    *تفسير السعدي-رحمه الله-

    { أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ }
    هل يهنأ بعدها من يعصِ الله ويظلم عباده؟
    ش/ محمد الغرير..



    {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ }
    كان همهم الوحيد الموت على الاسلام ولا وسيلة إلى ذلك إلا بالصبر.


    { لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلاَفٍ ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ * قَالُواْ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ }
    لمّا ذاقت القلوب حلاوة الإيمان
    حلقت في السماء أرواحهم
    فلم يبالوا بأجسادهم ..



    (وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْر...)
    جعل الله رزق هذه القرية قريبا منها فكانت تسكن بجوار البحرِ
    وحرم الله الصيد عليهم في يوم السبت. .. وابتلاهم الله بابتلاء ليختبر صدقهم وثباتهم. .. ولكنهم سقطوا في الفتنة
    (إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ ۙ لَا تَأْتِيهِمْ ۚ ..)
    فليس كل ما وصل إليك من رزق بدون تعب يعني أنه حلال بل قد يكون سبب عذاب وعقوبة وبلاء واختبار
    قال ربنا:
    يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِماحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخافُهُ بِالْغَيْبِ ....)
    قال القرطبي: قَوْلُهُ تَعَالَى:" لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ" أَيْ لَيَخْتَبِرَنَّكُمْ، وَالِابْتِلَاءُ الِاخْتِبَارُ. وَكَانَ الصَّيْدُ أَحَدَ مَعَايِشِ الْعَرَبِ الْعَارِبَةِ، وَشَائِعًا عِنْدَ الْجَمِيعِ مِنْهُمْ، مُسْتَعْمَلًا جِدًّا، فَابْتَلَاهُمُ اللَّهُ فِيهِ مَعَ الْإِحْرَامِ وَالْحَرَمِ، كَمَا ابْتَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي أَلَّا يَعْتَدُوا فِي السَّبْت (انتهى)
    أي سهل حصولهم على الصيد أثناء الإحرام ابتلاء لهم ولكن الصحابة رضوان الله عليهم نجحوا في هذا الاختبار

    تعليق


    • رد: سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد


      تأملات قرآنية 78




      "من العجيب أن العبادة ( الوحيدة ) التي أمرنا الله تعالى أن نستعيذ به قبل القيام بها: هي قراءة القرآن فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ فمن المعلوم أنه قبل أن يشرع المرء في الذكر أو الصيام أو إخراج الصدقة، فإنه غير مأمور بأن يستعيذ بالله من الشيطان. فلماذا قراءة القرآن دون غيرها من العبادات؟! مداخل الشيطان عند الشروع فى بداية القراءة كثيرة "" مدخل التعب والنعاس "" !!
      و "" مدخل تحصيل اكبر قدر من الحسنات ليدفع القارئ للقراءة السريعة بدون تدبر ""
      و "" مدخل تذكيره بأمور الدنيا ليترك القراءة للقيام بها ""
      و "" مدخل الاهتمام الشديد بمخارج الحروف واتقان التلاوة ""
      و "" مدخل تخويفه من تدبر القرآن ""
      يقول ابن القيم : إن الشيطان يُجْلِب على قارئه بخيله ورَجْله، حتى يشغله عن المقصود بالقرآن، وهو تدبره وتفهمه، ومعرفة ما أراد به المتكلم -سبحانه- فيحرص بجهده على أن يحول بين قلبه وبين مقصود القرآن، فلا يكمل انتفاع القارئ به، فأُمر عند الشروع أن
      يستعيذ بالله منه.






      {لقدأنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون}.
      الدعاء الصادق من قلب مخبتٍ سلاح نافذ بإذن الله :
      { إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ}، قال ابن تيمية رحمه الله :
      " القلوب الصادقة والأدعية الصالحة هي العسكر الذي لا يغلب " .


      {وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لفشلتم ..}
      المبالغة في إظهار قوة العدو تفت بعضد المصلحين وقد تؤدي للفشل،
      فلا تلتفت للباطل ولو كان كبيرا*


      إذا أذنبت لا تفتش في الخلاف وتبحث عن مخرج.. واكسب بشارة ربك
      (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ)


      {وَلَـكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ..}
      احذر إذا رأيت نفسك متكاسلا عن الخير واخش أن يكون الله كره انبعاثك في الخير!
      ابن عثيمين~ رحمه الله



      من دلائل الإيمان : التهيؤ للطاعة قبل وقت الطاعة.
      {وَلَوْ أَرَادُوا۟ ٱلْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا۟ لَهُۥ عُدَّةًۭ }


      { لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا}
      مع الله ،،،
      كل المخاوف تتلاشى ، بل تنقلب أمنًا وثباتا ...


      إذا رأيت تكالب الأعداء على أمة الإسلام ، فتذكر قول ربك :
      { يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّـهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّـهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} " فمثلهم في ذلك كمثل من يريد أن يطفئ شعاع الشمس أو نور القمر بنفخة ، وهذا لا سبيل إليه ، فكذلك ما أرسل به الرسول صلى الله عليه وسلم لابد أن يتم ويظهر "
      ابن كثير-رحمه الله-




      وان تعلق القلب بالدُنيا
      خاطبه بهذه الآية:
      { قُل مَتاعُ الدُّنيا قَليلٌ}




      {وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ }
      إن كنت تخشى اللوام قبل نطقك ،فتذكر هذه الآية في مدح أحباب الله.
      *(أفياء الوحي)


      ﴿وَإِن تُطِع أَكثَرَ مَن فِي الأَرضِ يُضِلّوكَ عَن سَبيلِ اللَّهِ..﴾
      انتشار الباطل وموافقة الناس عليه لا يقلبه حقاً
      فعلى المرء اتباع الحق وإن قلّ أتباعه.



      "لا يصيبهم ظمأ ... "
      كل قطرة تبخرها شمس المشاق في سبيل الله .. تجدها في ميزانك : فقط سر .. فإذا بكل شيء يصب في رصيدك .

      "ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم"
      لا تبتعد عن مجالس الذكر .. فيبعد الله عن قلبك الانتفاع بالذكر.

      "خذ من أموالهم صدقة تطهرهم"
      أيها الفقير انظر إلى رحمة الله بك : يقدر على الغني أن يعصيه فيأمره أن يتصدق عليك ليغفر ذنبه


      "فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ"
      وليس فإن رجعت .. تذكر دائما :
      ذهابك بإذن الله .. رجوعك بأمر الله ..
      قيامك بقدرة الله ..
      نجاحك بتوفيق الله.


      تعليق


      • رد: سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد

        ​بارك الله فيكم ونفع بكم

        تعليق


        • رد: سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد

          تأملات قرآنية79




          - في قولِهِ تعالى : ( كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ )
          قالَ في شأنِهِ أن يغفِرَ ذنبًا ويَكْشفَ كَربًا ويُجيبَ داعيًا ، ويرفَعَ قومًا ويضعَ آخرينَ


          الراوي : أبو الدرداء | المحدث : الألباني | المصدر : تخريج كتاب السنة
          الصفحة أو الرقم: 301 | خلاصة حكم المحدث : صحيح




          { وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ}


          استشعر هذه المراقبة في كل أحوالك !!


          { لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ }
          يَقُول : فَعَلْنَا ذَلِكَ بِهِمْ لِيَتَضَرَّعُوا إِلَيَّ , وَيُخْلِصُوا لِي الْعِبَادَة , وَيُفْرِدُوا رَغْبَتهمْ إِلَيَّ دُون غَيْرِي بِالتَّذَلُّلِ مِنْهُمْ لِي بِالطَّاعَةِ وَالِاسْتِكَانَة مِنْهُمْ إِلَيَّ بِالْإِنَابَةِ .
          (ابن كثير)

          " فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا .."
          لنلجأ لله تعالي ساعة الكرب و لا نلجأ للعباد .
          لابد للداعي أن يتوجه إلى الله تعالى توجه المضطر الذي لا يرجو غيره، وأن يرجع في كلّ حوائجه إلى ربه، ولا ينزلها بغيره
          قال الله تعالي "ادعوا ربكم تضرعا وخفية".
          وقد ذمَّ الله تعالى الذين لا يتضرعون إليه، في قوله تعالى: (( وَلَقَد أَخَذنَاهم بالعَذَاب فَمَا استَكَانوا لرَبّهم وَمَا يَتَضَرَّعونَ )) (المؤمنون:76).




          ﴿قل من يكلؤكم﴾ ثم قال في نهاية الآية ﴿بل هم عن ذكر ربهم معرضون﴾
          فاحفظ الله يحفظك!

          يكلؤكم بمعنى يحفظكم، من الذي يحفظكم ؟
          ﴿ إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ﴾( سورة الطارق: 4)
          وربنا عزَّ وجل يقول:﴿ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾





          { قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا }
          خسروا أعمالهم لأنهم{يحسبون أنهم يحسنون صنعًا}
          تفقد أعمالك وتأكد أنها خالصة لله وعلى النحو الذي يرضيه.

          { لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ }

          قد أرهقتنا ذنوبنا فكيف بذنوب غيرنا ،
          فإياك والدلالة على الضلالة ...





          هذه تخاطبكم يا أهلنا في الشام، فاكتبوها بالخطّ العريض ..
          { وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ }.

          قال السعدي -رحمه الله-:
          هذا وعيد شديد للظالمين، وتسلية للمظلومين،

          {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا..}
          سُنّة الله أن النصَر عزيزٌ لا يأتي إلا بصبرٍ متين!





          هل ضاق صدرك من ذنوبك ؟
          هل قنطك الشيطان من رحمة ربك ؟
          تدبر هذه الآية {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّـهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ }
          فمن الذي ما أساء قط ؟
          إنما يأتي الخوف عندما ينهمك العبد في ذنوبه دون ندم على ما مضى منه ، فهذا على خطر عظيم ... فبشرى للنادمين !*
          *ينظر : تفسيرالسعدي



          {وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ ..}


          كن نفسًا هادئة لا تنشغل بحسد الحساد.

          {وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ }
          كسر القلب لله عند المصيبة
          نعمة يتذوقها اهل الإيمان*

          *سلمان السنيدي

          { فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قومه}؛
          فيه تعزية للمصلحين والآمرين بالمعروف. فعدم استجابة الناس ليست لعيب في الداعية أو نقصًا به.

          {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ}
          لو أذيع هذا النبأ في الإعلام لفزعنا واحتطنا
          لكنه الخطاب الالٰهي الذي لا تعيه إلا القلوب الواعية الزكية.

          ﴿وهذا ذكر مبارك﴾
          القرآن بركة عليك، وعلى أهلك، وعلى قلبك .. وعلى كل شيء فاستمسك به !



          مجالس المتدبرين

          تعليق


          • رد: سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد

            تأملات قرآنية 80





            قال ابن القيم : "على المسلم أن يحذر من كثرة استعمال (أنا) و(لي) و(عندي)؛ فقد ابْتُلِيَ بها إبليس، وفرعون، وقارون

            فقال إبليس: ;أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ;
            وقال فرعون: ;أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ;
            وقال قارون: ;إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي;".



            إذا دعا المسلم لنفسه، ولغيره فليبدأ بنفسه ثم بغيره لحديث أُبَي بن كعب: «إن النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذُكِرَ أحدٌ فدعا له بدأ بنفسه». [رواه الترمذي]،

            وفي القرآن رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ [نوح: 28] ;
            رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا
            [الحشر: 10].


            إن الاستغفار في الأسحار هو شعار الأخيار ، فقد أثنى الله عليهم:

            ;وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ; [الذاريات: 18].
            قال الشيخ السعدي رحمه الله:" للاستغفار بالأسحار فضيلة وخصيصة ليست لغيره" وهي مظن إجابة الدعاء، والله تعالى ينادي عباده: "من يدعوني فاستجيب له، من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له"
            [رواه البخاري].






            {عسى أن يكونوا خيرا منهم}:


            أي عند الله تعالى والعبرة بما عند الله لا ما عند الناس.
            {ولا تلمزوا أنفسكم}:
            أي لا تعيبوا بعضكم بعضا فإنكم كفرد واحد.
            {ولا تنابزوا بالألقاب}:
            -قال الإمام مالك رحمه الله تعالى : أدركت بهذه البلدة – يعني المدينة – أقوامًا ليس لهم عيوب فعابوا الناس فصارت لهم عيوب، وأدركت بهذه البلدة أقوامًا كانت لهم عيوب فسكتوا عن عيوب الناس فنُسيت عيوبهم.



            إن من أكبر ثمرات البصيرة بالنفس، أن يوفق الإنسان إلى الاعتراف بالذنب، والخطأ، وهذا مقام الأنبياء والصديقين والصالحين، وتأمل في قول أبوينا ـ حين أكلا من الشجرة ـ:
            {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ
            [الأعراف: 23]}
            وإليك هذا النموذج المشرق من حياة العلامة ابن حزم:، حيث يقول ـ في تقرير هذا المعنى ـ:
            "كانت فيَّ عيوب، فلم أزل بالرياضة واطلاعي على ما قالت الأنبياء صلوات الله عليهم، والأفاضل من الحكماء المتأخرين والمتقدمين ـ في الأخلاق وفي آداب النفس ـ أعاني مداواتها، حتى أعان الله عز وجل على أكثر ذلك بتوفيقه ومنّه، وتمام العدل ورياضة النفس والتصرف بأزمة الحقائق هو الإقرار بها، ليتعظ بذلك متعظ يوماً إن شاء الله.




            لو سُئل ما معنى الفلَق، والغاسق والصمد؛ لحار جوابًا.
            الفلق فسر بالصبح أما الغاسق إذا وقب فقيل هو الليل إذا أظلم
            الصمد لغةً:
            السيد المطاع الذي لا ينقضي دونه أمر
            قيل: هو الذي يصمد إليه الحوائج أي يقصد.
            الصمد كما قال أهل العلم:
            الذي لم يلد ولم يولد المستغني عن كل أحد المحتاج إليه كل أحد
            وهو الذي له الكمال في العلم و الحكمة و القدرة و العزة
            و تصمد إليه جميع الكائنات أي تقصده





            إن في إخفاء الدُّعاء فوائد :


            أنه أعظم إيمانًا لأن صاحبه يعلم أن الله يسمع دعاءه الخفي، وأعظم في الأدب والتعظيم، ولهذا لا تخاطب الملوك ولا تسأل برفع الأصوات، أنه أبلغ في الإخلاص، أنه أبلغ في جمعية القلب على الله في الدُّعاء، وأنه دال على قرب صاحبه من الله، وأنه لاقترابه منه وشدة حضوره يسأله مسألة أقرب شيء إليه, فيسأله مسألةَ مناجاة القريب للقريب
            ;ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً; [الأعراف: 55].


            تسمى سورة (الإنسان)

            لأن الله ذكر فيها الإنسان في أربع أحوال: - قبل الخلق ;لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا. - عند الخلق ;مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ - في الدنيا (إنا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا);.
            - في الآخرة ;إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا *
            إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا;
            . قال السعدي: ذكر الله منها أول حالة الإنسان ومبتدأها، ومتوسطها ومنتهاها.



            {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ}


            _قال ابن تيمية رحمه الله: "والفرق ثابت بين الحُبِّ لله والحُبِّ مع الله، فأهل التوحيد والإخلاص يحبون غير الله لله، والمشركون يحبون غير الله مع الله، كحُبِّ المشركين لآلهتهم، وحُبِّ النصارى للمسيح، وحُبِّ أهل الأهواء رؤوسهم"





            -القلوب إذا تفرقت لا تجتمع إلا إذا صَلُحت السرائر وسَمَت النُّفُوس، وإذا تفرقت فهنا مقام: ;وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ


            [آل عمران: 134]
            ثلاث درجات كلها لأصحاب الهِمَم العالية والأجور العظيمة:
            كَظْم غيظ وعَفْو وإحسان.

            تعليق


            • رد: سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد

              تأملات قرآنية 81





              ﴿ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ﴾
              الاستماع سهل، كلكم يستمع وأنا أستمع معكم أحياناً، والتكلُّم أيضاً سهل، وكلكم له لسانٌ طليقٌ في الدعوة إلى الله، لكن العبرة أن كل مستمعٍ لا جدوى من استماعه إن لم يُطَبِّق الذي استمعه، وكل متكلمٍ لا جدوى من كلامه إلا إذا طبَّق ما يقول، فما كل مستمعٍ مرضيٌ عند الله عزَّ وجل، وما كل متكلمٍ مرضيٌ عند الله عزَّ وجل، لا المتكلم يرقى بكلامه ولا المستمع يرقى باستماع، ولكن المستمع إذا اتَّبع:
              ﴿ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ﴾
              إذا اتبع أحسن القول هذا هو المستمع المثالي الذي أراده الله عزَّ وجل.
              راتب النابلسى




              {قَالَ رَبّ اِغْفِرْ لِي وَهْب لِي مُلْكًا }
              لن تتمتع نفسك بملذات الحياة ، ما لم تتمتع روحك بمغفرة مولاك ...




              {يٰيَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ }
              تعالَج بها كل ذرّات الكبر المتغلغلة في النفوس.
              وكلما أظهرت لله شدة فقرك وحاجتك له؛ كلما زادك الله من غناه وفضله.


              {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ}
              إذا كان هذا الأمر لنساء النبي ﷺوهنّ أطهر النساء؛ فما بالكم بحالنا الآن ومن يعمل بكل جد لإخراج المرأة من بيتها؟



              تجارة لا يمكن سرقتها ...
              تأمل قوله جل وعلا : { إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّـهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً }
              ماذا يرجون ؟
              { يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ }
              يرجون تجارة لا يسطو عليها لص ولا سارق ولا يخاف عليها من كساد ، إنما هي رابحة لن تبور
              { لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ } فهي تجارة رابحة أيها الإخوان- فأين المشترون ؟
              د.عبد الكريم الخضير




              {سراجًا منيرًا} وصفٌ للنبي ﷺ ..
              فكم من طلبة العلم سراج بعلمه لكنه لا ينير بنشره .
              ش.محمد الغرير


              { قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ ..}
              هؤلاء المثبطون ستجدهم في كل وقت ...
              لا تلتفت إليهم ..
              وامض ..

              { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ .... }
              فسره ستة من السلف بأنه"الغناء".
              ابن مسعود، وجابر، وابن عمر، وابن عباس ، ومجاهد، وعكرمة. فهل تأملها مبيح الغناء؟!*
              ش.عبد اللطيف التويجري


              الاعتراف بمزايا الآخرين من سنن المرسلين :
              {هو أفصحُ مني لسانًا}


              { يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}
              يأمر تعالى عباده المرسلين- عليهم الصلاة والسلام- أجمعين بالأكل من الحلال، والقيام بالصالح من الأعمال، فدل هذا على أن الحلال عون على العمل الصالح.
              تفسير ابن كثير، 3/239


              { وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُم مِّنَ الصَّالِحِينَ}
              وصفهم أيضاً بالصلاح، وهو يشمل صلاح القلوب بمعرفة الله، ومحبته، والإنابة إليه كل وقت، وصلاح اللسان بأن يكون رطباً من ذكر الله، وصلاح الجوارح باشتغالها بطاعة الله وكَفِّها عن المعاصي.
              تفسير السعدي، ص529.


              تذكري أن الذنوب سبب لغمرة القلب، واختلاط أحواله، وأن تركها سبب لسلامته وصحته،
              { بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِّنْ هَـٰذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِّن دُونِ ذَ*ٰلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ }




              { وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ...}
              لم يجد له شيئاً بالكلية قد قُبِلَ،..
              إما لعدم الإخلاص،
              أو لعدم سلوك الشرع.

              تفسير ابن كثير، 3/286



              استحضري الآخرة، واجعليها نصب عينيك، وتذكري وقوفكِ بين يدي الله- تعالى- يوم القيامة،
              { وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ }



              مجالس المتدبرين




              الأشخاص الذين أدمنوا ظلم العباد واعتادوا البغي والطغيان على عباد الله فالعفو عنهم إغراء لهم بالاستمرار على ما هم فيه من عدوان، قال سبحانه في سورة الشورى: وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ {الشورى:39}، ثم قال في الآية التي بعدها: فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ {الشُّورى:40}.
              ونقل القرطبي في تفسيره عن ابن العربي رحمه الله أنه قال: ذكر الله الانتصار في البغي في معرض المدح، وذكر العفو عن الجرم في موضع آخر في معرض المدح،
              عندما يكون الباغي معلنا بالفجور، وقحاً في الجمهور، مؤذيا للصغير والكبير، فيكون الانتقام منه أفضل.
              و أن تكون الفلتة، أو يقع ذلك ممن يعترف بالزلة ويسأل المغفرة، فالعفو هاهنا أفضل، وفي مثله نزلت وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى.

              اسلام ويب

              تعليق


              • رد: سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد

                تأملات قرآنية 82





                لا تندم على خير قدمته لأحد
                (وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ)
                (وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ )
                (وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ );
                (وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ)
                (وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا )






                أن العلماء فرقوا بين:
                (وهو معكم أينما كنتم)
                وبين:
                ;(وإن الله مع المؤمنين)
                المعية الأولى معية عامة؛ هو مع كل عباده؛ مؤمنهم وكافرهم، لكن:
                ;إن الله مع المؤمنين
                فهذه معية خاصة، هذه معية التوفيق والحفظ والنصر والتأييد:
                ;أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ
                [سورة التوبة الآية: 123]
                المعية العامة؛ الله مع الكافر، مع الملحد، مع العاصي، مع الفاجر، معهم بعلمه، لكن المعية الثانية:
                وأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ
                [سورة الأنفال الآية: 19]
                ;أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ&
                [سورة البقرة الآية: 194]
                هذه معية خاصة: هو معهم؛ ينصرهم، ويحفظهم، ويؤيدهم، ويوفقهم، ومعية الله أثمن شيء على الإطلاق، أن يكون الله معك، كن مع الله ترى الله معك.



                إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ;. قال الشيخ السعدي رحمه الله: "فإذا كان هذا الوعيد لمجرد محبة أن تشيع الفاحشة، واستحلاء ذلك بالقلب، فكيف بمن هو أعظم من ذلك، من إظهاره ونقله".






                ;وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ;

                يُؤخذ من هذا ونحوه، قاعدة سدِّ الوسائل، وأن الأمر إذا كان مباحًا ولكنه يُفضي إلى مُحرَّم، أو يخاف من وقوعه، فإنه يُمنع منه، فالضرب بالرجل في الأرض الأصل أنه مُباح، ولكن لمَّا كان وسيلة لعلم الزينة مُنع منه!





                قال شيخ الإسلام عند قول الله تعالى: ;إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ

                من طلب من الفقراء الثناء أو الدعاء ، فقد خرج من هذه الآية.
                [مجموع الفتاوى].


                (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ)

                ما أكثر ما نُعاتب غيرنا على الظنون ونترك عتاب أنفسنا على اليقين.
                [لباب الآداب].

                (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
                شأن الحمد جليل وقدره عظيم وثوابه جزيل، فهو من أجَلِّ الطاعات وأحسن القُرُبات، قال صلى الله عليه وسلم : «والحمد لله تملأ الميزان» [رواه مسلم] والحمد أحقُّ ما تقرب به العبد إلى ربِّه, وتَرِدُ كلمة (الحمد لله) في غالب الأدعية "فاللهم لك الحمد".

                (إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا; [الجن: 1] هذا أول استماع الجِنِّ حيث دهشتهم الآيات والسور .. فأقرُّوا وصدّقوا وآمنوا ;يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ; فكانت الهداية نورًا يتلألأ في قلوبهم ;فَآَمَنَّا بِهِ; فكانوا كذلك، وأول أمر قاموا به أن وحدوا الله عزَّ وجلَّ ;وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا; [الجن: 1-2] إيمان خالص صريح صحيح يخالط شغاف القلوب, ثم كان العمل لهذا الدين ;يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ; [الأحقاف: 31].
                واليوم أين العمل لهذا الدين من الإنس.





                تعليق


                • رد: سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد

                  تأملات قرآنية 83




                  (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ)
                  الدنيا هي " منزل بالإيجار "
                  مهما ظننت أنك تملكها فأنت واهم, ومهما فَعلت فيها فإنّك ستتركها يوماً ما ..
                  والآخِرة هي " منزل تمليك "
                  بيدك الآن بناؤه فلتُحسن العمل ..
                  هناك أناس بسطاء يعيشون معنا على الأرض ، لا مال ، ولا جاه ، ولانسب ولا منصب في هذه الدنيا الفانية ،،
                  ولكن .. ..
                  أملاكهم في السماء عظيمة،، قصورهم تُبنى وبساتينهم تُزرع ، فأكثروا من خبايا العمل الصالح ..
                  قال النبي- صلى الله عليه واله وسلم -
                  ((من استطاع منكم أن يكون له خبيء من عمل صالح فليفعل))
                  رواه أحمد في الزهد وصححه الألباني.
                  فمـا هي الخبيئة ؟؟؟؟
                  الخبيئة هي العمل الصالح الخفي الذي لايعلم به الا الله وحده .
                  وتعتبر من افضل الاعمال لأنها ابعد الاعمال عن الرياء
                  وعن انظار الناس فهي اقرب الى الإخلاص
                  (فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ))




                  (وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)
                  الدنيا دار سفر لا دار إقامة ودار ممرّ لا دار مقرّ، و دار عبور لا دار سرور، وأنت في الدنيا عُرْضَةُ الأَسْقَامِ وَرَهِينَةُ الأيامِ وأَسِير الْمَنَايَا وَقَرِينُ الرَّزَايَا وَصَرِيعُ الشَّهَوَاتِ وَنُصُب الآفاتِ وَخَلِيفَةُ الأَمْوَاتِ، لا يحرص على الدنيا لبيب، ولا يُسَرُّ بها أريب، وهو على ثقة من فنائها، وغير طامع في بقائها، فكيف تنام عينُ من يخشى البيات وكيف تسكن نفس من تَوَقَّعَ في جميع أموره الممات.






                  (;وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ)
                  اختلفوا في تفسير الخيل والرجل ، فروى أبو الضحى عن ابن عباس أنه قال : " كل راكب أو راجل في معصية الله تعالى فهو من خيل إبليس وجنوده " ، ويدخل فيه كل راكب وماش في معصية الله تعالى ، فعلى هذا التقدير خيله ورجله كل من شاركه في الدعاء إلى المعصية .
                  والقول الثاني : يحتمل أن يكون لإبليس جند من الشياطين بعضهم راكب وبعضهم راجل .



                  { فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ}
                  كلما كان العبد حسن الظن بالله حسن الرجاء له صادق التوكل عليه : فإن الله لا يخيب أمله فيه ألبتة ، فإنه سبحانه لا يخيب أمل آمل ولا يضيع عمل عامل..
                  ( مدارج السالكين لابن القيم --)



                  (الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ) يس
                  كل ما تكتبه بيدك في وسائل التواصل سيشهد لك أو عليك ولن يُسمح لك بالدفاع عن نفسك..
                  فلا تكتب بيديك شيئا لا يسرّك أن تسمعه يوم القيامة



                  { وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}
                  يشمل صدق المقال
                  وصدق الفعال
                  وصدق النية
                  فإن جميع خصال التقوى ترجع إلى الصدق بالحق والتصديق به..


                  { وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ}..
                  قال مجاهد : عملوا أعمالاً توهموها أنها حسنات فإذا هي سيئات..
                  اللهم اجعل أعمالنا كلها صالحة ولوجهك خالصة


                  [قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُون]
                  إنها الطمأنينة بعدها الثقة واليقين ، والطمأنينة التي لا تخاف ، والثقة التي لا تقلق ، واليقين الذي لا يتزعزع ..
                  ما أحسن المتدبر يقرأ
                  "غافر الذنب" فيرجو
                  "وقابل التوب" فيفرح
                  "شديد العقاب" فيخاف
                  "ذي الطَول" فيعظم
                  "لا إله إلا هو" فيوحد
                  "إليه المصير"فيستعد*





                  هل آلمك فقد أحبابك ؟
                  يوماً ما ستقر عينك بهم بإذن الله
                  {جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُمْ وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ }
                  *إبراهيم العقيل



                  ( وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ )
                  هي جوارح ستنطق بالحق .. فجهزها لتنطق بما يسرك عند ربك !!
                  مشعل الرشود



                  قال الله عن فرعون ( فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ)
                  نجاح الدعوات الباطلة على قدر (خفة عقول تباع)
                  د. عقيل الشمري



                  من كمال الإيمان تهذيب القوة (الشهوانية) والقوة (الغضبية) ..
                  {والذين يجتنبون كبائر الإثم و[الفواحش] وإذا ما [غضبوا] هم يغفرون}
                  أبو مالك العوضي


                  تعليق


                  • رد: سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد


                    تأملات قرآنية 84




                    { بل الله يُزكي من يشاء }:
                    إن لم تكن تزكيتك من خالق السماء فلن ينفعك من الناس تزكيةً ولا ثناء .

                    ( فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى )
                    دع ربك يعلي شأنك دع الناس يتحدثوا عنك، لا تتحدث عن نفسك، هذا يضعف مكانتك هذا يجعلك مخالفاً لأمر الله عزّ وجل لا تزكي نفسك



                    (إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ)
                    عندما تشتكي للبشر ينتهي الحوار في الأغلب بعبارة :
                    * ♥ الله يعينك ♥ *
                    اختصرها من البداية
                    * واشتكِ لمن يعينك






                    (إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ)
                    قبل أن تتوجه لأحد بالشكوى تذكر أن الله يسمع شكواك قبل أن تتلفظ بها،
                    بصير بحالك لا يخفى عليه شيء من أمرك..
                    عندك شكوى؟
                    قف الجأ إلي ربك واشكو إليه وحده سبحانه


                    ذكر الإمام ابن القيم رحمهُ الله أن السمعُ يُرَادُ بهِ أربعةُ مَعَانٍ:
                    أحدُهَا: سَمْعُ إِدْرَاكٍ؛ ومُتَعَلَّقُهُ الأصواتُ .. ومنه قوله تعالى { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} [المجادلة: 1]، وقوله {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ..} [آل عمران: 181]

                    الثاني: سَمْعُ فَهْمٍ وعَقْلٍ؛ ومُتَعَلَّقُهُ المعاني .. ومنه قولُهُ {.. لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا ..} [البقرة: 104]، لَيْسَ المرادُ سَمْعَ مُجَرَّدِ الكلامِ، بلْ سَمْعَ الفَهْمِ والعَقْلِ، ومِنْهُ {.. سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ..} [البقرة: 285].

                    الثالثُ: سَمْعُ إجابةٍ وإعطاءِ ما سُئِلَ .. ومنه قولنا "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ"، أيْ: اللهم أَجِبْ وَأَعْطِ مَن حَمِدَك.

                    الرابعُ: سَمْعُ قَبُولٍ وانْقِيَادٍ .. منه قولُهُ تَعَالَى {.. سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ ..} [المائدة:41]؛ أيْ: قَابِلُونَ لهُ وَمُنْقَادُونَ غيرُ مُنْكِرِينَ لهُ. ومنهُ على أَصَحِّ القَوْلَيْنِ {.. وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ..} [التوبة:47]؛ أيْ: فيكم قَابِلُونَ وَمُنْقَادُونَ. [بدائع الفوائد (2:75,76) بتصرف]



                    { أفلا يتدبرون القرآن}
                    قال بعض السلف:
                    [دواء القلب خمسة:
                    قراءة القرآن بالتدبر
                    وخلاء البطن
                    وقيام الليل
                    والتضرع عند السحر
                    ومجالسة الصالحين].


                    انتبه قبل أن يموت قلبك !
                    قال الحسن البصري في قوله

                    {كَلَّا بَلْ رَ*انَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ)
                    الذنب على الذنب حتى يعمى القلب فيموت.
                    تفسير الطبري



                    (كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ)
                    ربما تُكسر ويُسخر منك في الدنيا
                    لكن ستجبر يوم القيامة!
                    (فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ)



                    تعليق


                    • رد: سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد

                      تأملات قرآنية 85

                      يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15)
                      من منا ليس فقيراً إلى الله و هو يولد محمولاً و يذهب إلى قبره محمولاً ،
                      و بين الميلاد و الموت يموت كل يوم بالحياة مرات و مرات !
                      أين الأباطرة و الأكاسرة و القياصرة ؟
                      هم و امبراطورياتهم آثار ، حفائر ، خرائب تحت الرمال
                      الظالم و المظلوم كلاهما رقدا معاً ،
                      و القاتل و القتيل لقيا معاً نفس المصير ،
                      و المنتصر و المهزوم كلاهما توسدا التراب
                      إنتهى الغرور ، إنتهت القوة . . كانت كذبة !
                      ذهب الغنى ، لم يكن غنى . . كان وهماً
                      لا أحد قوي و لا أحد غني !
                      إنما هي لحظات من القوة تعقبها لحظات من الضعف يتداولها الناس على اختلاف طبقاتهم ، لا أحد لم يعرف لحظة ذل ، و لحظة ضعف ، و لحظة الخوف ، و لحظة القلق
                      من لم يعرف ذل الفقر .. عرف ذل المرض .. أو ذل الحب .. أو تعاسة الوحدة .. أو حزن الفقد .. أو عار الفضيحة .. أو هوان الفشل .. أو خوف الهزيمة ؟!
                      بل خوف الموت ليحلق فوق رؤوسنا جميعاً !
                      " كلنا فقراء إلى الله .. و كلنا نعرف هذا "
                      ~~
                      د. مصطفى محمود .. كتاب : الإسلام ما هو ؟



                      (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ)
                      أزمتنا الحقيقية ليست في ظرفنا الحالك لكن في قدرتنا على الدعاء فيه.
                      ادع ربك ولو كنت تختنق حزنا....
                      د. عبد الله بلقاسم



                      "وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا"
                      في كل حوار لك تذكر هذا.
                      سمع سبحانه شكوى امرأة واحدة لزوجها...سيسمع شكوى الدماء النازفة بلا ريب.
                      د. عبدالله بن بلقاسم



                      { إنْ هي إلا فتنتُكَ تُضِلّ بها من تشاء وتهدي من تشاء }:
                      ليس كل فتنة تسبب الضلال بل بعض الفتن تسبب الهدى.



                      { إِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى }:
                      حين يرحل الحُب من القلب؛ يتثاقل المرء اللقاء.. !!

                      { وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا }:
                      العلاقة بالأم (خاصة) تحدد مساحة السعادة والشقاء في حياتنا.

                      { ( لَوْ ) كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ}
                      كلمة " لَو " ليست في قاموس المؤمن..*




                      {بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ}
                      أنت الميزان..
                      فلا يغرك مادح .... ولا يضرك قادح !


                      (كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ)
                      قال الحسين بن الفضل:
                      كما حجبهم في الدنيا عن توحيده حجبهم في الآخرة عن رؤيته.
                      (تفسير البغوي)


                      تعليق


                      • رد: سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد

                        ​جزاكم الله خيراً ونفع بكم وبارك الله فيكم

                        تعليق


                        • رد: سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد

                          تعليق


                          • رد: سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد

                            تأملات قرآنية 86







                            قوله سبحانه : {وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى }
                            وتحت هذا سرٌّ عظيم من أسرار التوحيد، وهو أن القلب لا يستقرُّ ولا يطمئنُّ ولا يسكن إلا بالوصول إليه، وكل ما سواه مما يحب ويراد؛ فمراد لغيره، وليس المراد المحبوب لذاته إلا واحد إليه المنتهى..
                            ابن القيم-رحمه الله-









                            خلق نبوي كثيرًا ما نحتاجه وما أجمل أن نتحلى به
                            في طرقاتنا
                            في مجالسنا
                            في عملنا
                            القول في تأويل قوله تعالى : مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى
                            يقول تعالى ذكره: ما مال بصر محمد يَعْدِل يمينا وشمالا عما رأى, أي ولا جاوز ما أمر به قطعا, يقول: فارتفع عن الحدّ الذي حُدّ له.






                            سورة الفتح تضم آيات السكينة ..
                            كان يهرع إليها شيخ الإسلام بن تيمية كلما أشدت عليه الأمور كما أخبر عنه تلميذه ابن القيم -رحمهما الله-.




                            طوبىٰ لمن تشبه بما نعت الله به نبيه صلىٰ الله عليه وسلم وأصحابه فقال :
                            { تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم
                            مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ}
                            " وقد أثرت العبادة – من كثرتها وحسنها – في وجوههم حتىٰ استنارت ، فلما استنارت بالصلاة بواطنهم ، استنارت بالجلال ظواهرهم " .
                            * السعدي~ رحمه الله






                            { الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ }

                            استكثروا من الأصدقاء المؤمنين , فإن الرجل منهم يشفع في قريبه وصديقه , فإذا رأى الكفار ذلك قالوا :
                            ( فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ )



                            قال قتادة : يقال : خير الرزق ما لا يطغيك ولا يلهيك
                            { وَلَوْ بَسَطَ اللَّـهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ}
                            تفسير الطبري



                            (فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ )
                            أهل الفساد، قياس التفضيل عندهم :
                            العطاء الدنيوي .







                            (فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا)
                            هو الذي يسّره
                            تذكرها كلما تيسرت لك العبادة
                            واعلم أنها محض فضلٍ من الله،..




                            تأمل كرم الله سبحانه
                            {ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون}




                            {وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ}
                            أرأيت أعقل من هذا السؤال ؟
                            فإما نجاة وإما هلاك , لا طريق آخر :
                            ( لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ)




                            مهما تكالبت عليك الهموم و بلغ بك من العناء ما بلغ تذكر أن ذلك لم يكن شيئاً لأن

                            {الله لطيفٌ بعباده }.



                            الدعاء .. الدعاء ..
                            يقول الله عز وجل :
                            {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ @ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 55- 56] ..
                            تأملوا في إتيان قوله تعالى : (ولاتفسدوا في الأرض بعد إصلاحها) بعد قوله : (ادعوا ربكم) !!..
                            إنه يدل على أن ترك دعاء الله عز وجل نوعٌ من الإفساد في الأرض !!..
                            فالدعاء سببٌ رئيسٌ في زوال المنكرات والفساد ..
                            وهو سببٌ رئيسٌ في انتشار الهدى والصلاح بين الناس ..
                            وإهمال الدعاء قطعٌ للحبل المتين الموصول بأبواب السماء ..
                            فأكثروا من الدعاء والتمسوا أوقات الإجابة ..
                            د. ناصـر العمــر ..



                            تعليق


                            • رد: سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد

                              تأملات قرآنية87





                              المؤمن من خصائصهِ الكُبرى وصِفاتهِ العُظمى وسِماتهِ الأساسية : أنهُ يُؤثِرُ الآخرين على نفسه , والدليل :
                              هؤلاء الأنصار أثنى الله عليهم , فقال :
                              وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ
                              [ سورة الحشر الآية : 9 ]



                              الفرق بين الإيثار والسخاء والجود:
                              ذكر ابن القيم رحمه الله فروقاً بين كل من السخاء والجود والإيثار مع أنها كلها أفعال بذل وعطاء, قال ابن القيم رحمه الله: وهذا المنزل – أي الإيثار-: هو منزل الجود والسخاء والإحسان وسمي بمنزل الإيثار لأنه أعلى مراتبه فإن المراتب ثلاثة:
                              إحداها: أن لا ينقصه البذل ولا يصعب عليه فهو منزلة السخاء.
                              الثانية: أن يعطي الأكثر ويبقي له شيئاً أو يبقى مثل ما أعطى فهو الجود.
                              الثالثة: أن يؤثر غيره بالشيء مع حاجته إليه وهي مرتبة الإيثار



                              { لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا }
                              العظماء يستقبلون المصائب كأنها قطرات الغيث..
                              لأنهم مع [ الله ]


                              (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانَاً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2)) الأنفال

                              كرر هذه الآية مرة بعد مرة ثم اسأل نفسك بصدق: ما حظّك من هذه الصفات؟
                              - هل يوجل قلبك عند ذكر الله؟
                              - هل يزيد إيمانك إذا تليت عليك الآيات؟
                              على أنت ممن على ربهم يتوكلون؟
                              إن كنت ممن أنعم الله عليهم بهذه الصفات أو بأحدها فاحمد الله على فضله وهدايته وإلا فالجأ إليه سبحانه يعينك على اكتساب هذه الصفات لتكون في قافلة المؤمنين وزمرتهم يوم القيامة.





                              {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}
                              هذه الآية تسلية لكل من صعب عليه المسير ، واشتد الطريق..


                              قال الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله ووالديّ-:
                              إن كنت تريد الفلاح ، فهذه أسبابه وهذه طرقه:
                              { اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}



                              { فَالَّذِينَ هَاجَرُ*وا وَأُخْرِ*جُوا مِن دِيَارِ*هِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا
                              وَقُتِلُوا لأكَفِّرَ*نَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ }
                              الله أكبر !
                              كل هذه الأعمال العظيمة :
                              هجرة وإخراج من ديار وجهاد بل وقتل ومع ذلك يقول الله" لأكَفِّرَ*نَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ "!
                              وأحدنا اليوم يجر نفسه لصلاة الفرض جراً ويرى أنه بلغ مرتبة الصديقين!*
                              *عبد العزيز المديهش






                              كلما زاد الاهتداء،،حصل الانشراح
                              { فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ }
                              سورة_الأنعام
                              ...يارب اشرح صدورنا لطاعتك...


                              { وَهُوَ وَلِيُّهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} سورة_الأنعام
                              ولاية الله للمؤمنين بحسب أعمالهم الصالحة، فكلما زادت أعمالهم الصالحة زادت ولايته لهم والعكس..


                              { يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا )
                              سورة_الأعراف
                              كثير من أعوان الشيطان يدعون إلى نزع اللباس الظاهري ، لتنكشف العورات، فيهون على الناس فعل المنكرات وارتكاب الفواحش



                              قد ينجح الإنسان في الهروب من الواجبات الشرعية المناطة به، بحلاوة لسانه، لكن الشأن في الخلاص يوم السؤال:
                              {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا} [التوبة : 49].
                              د. عمر المقبل.



                              { وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ}
                              لا تعلّق فعل الطاعات بحصول النعمة،..
                              قد تُفتن






                              (بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا )النساء;
                              قد صدق الحسن البصري-رحمه الله-حينما قال:

                              (لا يخاف النفاق إلا مؤمن،ولا يأمنه إلا منافق)

                              يقول ابن القيم :
                              (تالله لقد قَطَّع خوف النفاق قلوبَ السابقين الأولين لعلمهم بدقِّه وجله وتفاصيله وجمله.. ساءت ظنونهم بنفوسهم حتى خشوا أن يكونوا من جملة المنافقين.قال عمر بن الخطاب لحذيفة رضي الله عنهما: «يا حذيفة! نشدتك بالله، هل سمَّاني لك رسول الله-صلى الله عليه وسلم-منهم؟.. قال: لا، ولا أزكِّي بعدك أحدًا).



                              أول مَثَلٍ ذكره الله في كتابه مَثلان لبيان أحوال المنافقين:
                              (مثلهم كمثل الذي استوقد نارا ) الآية
                              وذلك لبيان خطورة المنافقين والتباس حالهم على الناس.
                              د.خالد المصلح




                              { وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ }
                              أكبر نعيم أهل الجنة هو رضا الله الأبدي عنهم فلا يسخط عليهم أبداً

                              { ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}

                              آية تملأ القلوب فرحا وتفاؤلا وانتشاءً
                              { يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}


                              تعليق


                              • رد: سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد

                                تأملات قرآنية 88

                                (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أمنوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ
                                وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ)

                                لا تسخر ابدا
                                • لا تسخر من المبتلى في بيته بأن تقول عنه "ضعيف الشخصية" ف (نوح) كانت زوجته عاصية ولكنه كان عند الله صفيا .
                                • ولا تسخرمن المنبوذ من قومه بأن تقول عنه "عديم القيمة" ف (إبراهيم) كان منبوذا في قومه ولكنه كان عند الله خليلا .
                                • ولاتسخر من السجين بأن تقول عنه "ظالم مجرم" ف (يوسف) كان سجيناً ولكنه كان عند الله صديقاً .
                                • ولاتسخر من المفلس بعد غناه بأن تقول عنه "سفيه فاشل" ف (أيوب) أفلس بعد غناه ولكنه كان عند الله نبياً .
                                • ولا تسخر من الغافل بأن تقول عنه "مذنب مقصر" ف (يونس) غفل عن ربه طرفة عين ولكنه كان عند الله رسولاً .
                                • ولا تسخر من وضيع المهنة بأن تقول عنه "قليل شأن" ف (لقمان) كان نجارا ولكنه كان عند الله حكيما .
                                • ولا تسخر من الذي يذكره الناس بسوء ويتلمزون علية بأن تقول عنه "موضع شك" ف (عيسى) قيل عنة لا أصل لة ولكنه كان عند الله رسولاً ومن أولي العزم
                                • ولا تسخر من الذي يحاربونة الناس ويتكلمون عنه بأن تقول عنه "موضع شبهة" ف (محمد) قيل عنه ساحر ومجنون ولكنه كان عند الله حبيبا .
                                فلاتسخر أبداً وأجعل طبعك "حسن الظن في الآخرين" .




                                قال تعالى في شأن أصحاب الأعراف :
                                { وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ}

                                في التعبير بـ ( صُرِفَتْ) إشارة إلى أنهم أجبروا على أن ينظروا إلى أهل النار، لأن الهول شديد، ومنظر النار فظيع جدا*
                                أجارنا الله ووالدينا منها ()
                                * المجالس القرآنية


                                { ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}
                                قال ابن عثيمين-رحمه الله ووالدي-: تضرعاً في القلوب، وخفية في اللسان بدون صوت مزعج.


                                { إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ}
                                بالإحسان ترحم*
                                * نايف الفيصل



                                { وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}
                                هذه رحمة الله في مستمع القرآن..
                                فكيف رحمته بالقارئ ؟!
                                *نايف الفيصل


                                { فَلَمَّا تَجَلَّى رَ*بُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا}
                                وفي الصحيحين : " إذا قام أحدكم يصلي فإنَّ الله قِبَل وجهه " ..
                                جبل في لحظة يندك .. وعين حتى اللحظة لم تبكِ ! إنَّ خشوع صلاتك في استشعار معنى أن
                                ( الله ) بينك وبين قبلتك .
                                د. عصام العويد.



                                قال أبو الوفاء بن عقيل :يا من يجد في قلبه قسوة احذر أن تكون نقضت مع الله عهداً ، فإن الله يقول :
                                { فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً }





                                { اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ }
                                الحياة الحقيقة التي تورث السعادة هي: الاستجابة لله ورسوله صلً الله عليه وسلم

                                { ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِين}
                                قال قتادة: أتاك الشيطان ابن آدم من كل وجه ، غير أنه لم يأتك من فوقك ، لم يستطع أن يحول بينك وبين رحمة الله ..
                                اللهم ارحمنا


                                { إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ }
                                استشعر حاجتك للإجابة كحاجة الغريق للغوث، عندها تجاب دعوتك*

                                { حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّه}
                                كم أحيا سماعُ كلام الله نفوسًا بعد موتها، وقلوبًا بعد قسوتها!*

                                إن الإنسان محتاج دائماً إلى منشطات الأمل وكوابح الغرور ، ولذا كان من سنن القرآن الجمع بين الوعد والوعيد ،
                                كما في قوله تعالى
                                { اعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ* رَّ*حِيمٌ} ،ليظل الإنسان دائماً محكوماً بمشاعر الخوف والرجاء .
                                *التفسير الموضوعي


                                قال شيخ الإسلام : والله -سبحانه- جعل مما يعاقب به الناس على الذنوب سلب الهدى والعلم النافع ،

                                كقوله
                                { وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ }


                                تعليق

                                يعمل...
                                X