الْحَمْدَ للهِ الَّذِي أرْسَلَ خَاتَمَ النَّبِيينَ وإمَامَ المُرْسَلينَ، مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّم رحمَةً للعَالَمِين، بَشِيرًا لِمَنْ آمَنَ بهِ، واهْتَدَى بهَدْيهِ بالْفَوزِ الْمُبين،
ونذيرًا لِمَن كَفَر بهِ وخَالَفَ سُنَّته بالعذابِ المُهين،الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا، الْحَمْدُ لِلَّهِ الْقَائِلُ:
{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ} المائدة: 48
وصَلِّ الَّلهُمَّ على مُحَمَّدٍ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وَسَلَّمْ،
أما بعد..
فسبحان الذي أنزل القرآن على نبيه صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور؛ سبحانه القائل:
{قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}
المائدة: 15 ، 16
كِـتـَــابٌ مُّـبِيــــــنٌ .. أنْــزَلَــهُ رَبُّ الْـعـَـالَمِيــن
لكل ما يحتاج الخلق إليه من أمور دينهم ودنياهم. من العلم بالله وأسمائه وصفاته وأفعاله، ومن العلم بأحكامه الشرعية وأحكامه الجزائية.
وهو العلم بالحقِّ والعمل به، إجمالا وتفصيلا.
وَيُخْرِجُهُم مِّن: ظلمات الكفر والبدعة والمعصية، والجهل والغفلة؛ إلى نور الإيمان والسُنّة والطاعة والعلم، والذكر.
وكل هذه الهداية بإذن الله..
الذي ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن. { وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ْ} وَيُخْرِجُهُم مِّن: ظلمات الكفر والبدعة والمعصية، والجهل والغفلة؛ إلى نور الإيمان والسُنّة والطاعة والعلم، والذكر.
وكل هذه الهداية بإذن الله..
كِـتـَــابٌ مُّـبِيــــــنٌ .. أنْــزَلَــهُ رَبُّ الْـعـَـالَمِيــن، هُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ
فجعله سبحانه تبيانـــاً لكل شيء، كما قال:
{وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ} النحل: 89
وخَاطَبَ بِهِ خَاتَمَ الأنبياء والمُرسَلِين، فقال:
{وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا ۚ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ} الرعد: 37
أي: كذلك أنزلنا عليك القرآن مُحكمًا مُعرَّبًا، شرَّفناك به وفضَّلناك على من سواك بهذا الكتاب المُبين الواضِح الجَلِيّ
ويأتي التحذير: ( وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم)...
فهذا توَّعُد من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم -مع أنه معصوم- لِيمتَنَ عليه بعصمته ولتكون أمَّته أسوته في الأحكام
هذا التــوعـــد على سبيل الفرض؛ وكأنه سبحانه يقول:
لو اتبع أهواءهم- على سبيل الفرض- أكرم الناس عندي لعاقبته، وأحق بهذا العقاب من كان دونه في الفضل والمنزلة،
لكنَّه وعيـــد لأهل العلم أن يتبعوا سبل أهل الضلالة بعدما صاروا إليه من سلوك السنة النبوية والمحجَّة المحمدية،
فالخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، والمراد الأمة، والمقصود تحذير المسلمين من أن يركنوا إلى تمويهات المشركين، ومن الرجوع إلى دينهم.
كِـتـَــابٌ مُّـبِيــــــنٌ .. أنْــزَلَــهُ رَبُّ الْـعـَـالَمِيــن، عَلَى قَلْبِ سَيِّدِ الْأَوَلينَ والْآخِرين:
{وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ} الشعراء: 192-194
قال الآلوسى: وخُصَّ القلب بالإنزال، إشارة إلى كمال تعقُّلِه صلَّى الله عليه وسلم وفَهمه ذلك المنزل، حيث لم تَعْبُر واسطة فى وصوله إلى القلب..
وقيل للإشارة إلى صلاح قلبه صلى الله عليه وسلم حيث كان مَنْزِلًا لكلام الله تعالى.
وقال الزجاج: مَعْنَاه نَزَل عَلَيِك فوعاه قَلْبكَ وَثَبَتَ فلا تنساهُ أَبداً ولا شيئاً منه.
وقال الشوكاني: تَلَاهُ عَلَى قَلْبِهِ؛ وَوَجْهُ تَخْصِيصِ الْقَلْبِ، لِأَنَّهُ أَوَّلُ مُدْرِكٍ مِنَ الْحَوَاسِّ الْبَاطِنَةِ.
كِـتـَــابٌ مُّـبِيــــــنٌ .. أنْــزَلَــهُ رَبُّ الْـعـَـالَمِيــن
عَلَى إِمَامِ الْمُفَسِّرين، وقُدْوَةِ الْخَلقِ أجْمَعِين، عَلَى قَلْبِهِ لِيَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ؛ فوَعَاهُ قَلبهُ عليه الصَّلاة والسَّلام، وأوْلَعَ بحبِّه،
خشع له قلبه، واهتزَّ له جسمه، ووقع في نفسِه القلق والخوف حتى قال لزوجته في مطلع نزوله: "زمِّلوني زمِّلوني"
مما يجد في نفسه من عِظَم هذا المنزل، الذي قال الله عنه:
{لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} الحشر: 21وقال الزجاج: مَعْنَاه نَزَل عَلَيِك فوعاه قَلْبكَ وَثَبَتَ فلا تنساهُ أَبداً ولا شيئاً منه.
وقال الشوكاني: تَلَاهُ عَلَى قَلْبِهِ؛ وَوَجْهُ تَخْصِيصِ الْقَلْبِ، لِأَنَّهُ أَوَّلُ مُدْرِكٍ مِنَ الْحَوَاسِّ الْبَاطِنَةِ.
كِـتـَــابٌ مُّـبِيــــــنٌ .. أنْــزَلَــهُ رَبُّ الْـعـَـالَمِيــن
عَلَى إِمَامِ الْمُفَسِّرين، وقُدْوَةِ الْخَلقِ أجْمَعِين، عَلَى قَلْبِهِ لِيَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ؛ فوَعَاهُ قَلبهُ عليه الصَّلاة والسَّلام، وأوْلَعَ بحبِّه،
خشع له قلبه، واهتزَّ له جسمه، ووقع في نفسِه القلق والخوف حتى قال لزوجته في مطلع نزوله: "زمِّلوني زمِّلوني"
مما يجد في نفسه من عِظَم هذا المنزل، الذي قال الله عنه:
حتى اطمأنَّت له نفسه وسكن له رَّوْعُه وانشرح له صدره؛ فعَلِمَ أنَّه من عند الله، وتيقَّن أنه:
{لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } فصلت: 42
وتعهد الله لنبيه بحفظه وصيانته، فلا تَمَسُّهُ أيدي المحرفين والمغرضين
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} الحجر: 9
كِـتـَــابٌ مُّـبِيــــــنٌ .. أنْــزَلَــهُ رَبُّ الْـعـَـالَمِيــن،عَلَى قَلْبِ سَيِّدِ الْأَوَلِينَ والْآخِرَين
فكيف حال هذا القلب الطاهر الشريف الذي خصَّصه الله للقرآن؛ فخصَّه بتمام الحفظ والوعي، والخشوع التام والانشراح بالإيمان؟
كيف يحيا صاحب هذا القلب -صلَّى الله عليه وسلَّم- إلا بالقرآن؟
فلا شك أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو أول وأعظم من فهم القرآن الكريم؛
فهو الذي بلَّغ الرسالة عن ربِّه المعبود العظيم، وهو أعظم من فسَّر هذا الكتاب الخالد الكريم؛
فلم يُقتَصر تفسيره للقرآن على أقواله الشريفة -الأحاديث النبوية -؛ لكنه قدَّمَ للأمة تفسيرًا عمليًا للقرآن من خلال حياته اليومية والدعوية كلها،
فكانت حياته صلى الله وعليه وسلم ترجمة فعلية للقرآن؛ كما قالت عنه السيدة عائشة رضي الله عنها: (كان خلقه القرآن)
لقد كان حبه صلى الله عليه وسلم للقرآن، واهتمامه به لا يُوصف؛ فقد سيطر القرآن على عقله، واستحوذ على مشاعره،
وبلغت قوة تأثيره عليه أن شيَّب شعره، فقد دخل عليه يوما أبو بكر رضي الله عنه فقال له: يا رسولَ اللَّهِ قد شِبتَ، قالَ صلَّى الله عليه وسلَّم:
«شيَّبتني هودٌ، والواقعةُ، والمرسلاتُ، وعمَّ يتَسَاءَلُونَ، وإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ » [1].
وفي يوم من الأيام، قالَ صلَّى الله عليه وسلَّم لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «اقرأ علىَّ»،
فقال: آقرأُ عليك وعليك أُنْزِلَ؟!،
قال: فقرِأْتُ عليه سورةَ النساءِ، حتى بلَغْتُ:
{فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيدًا} النساء:41.
قال: «أَمْسِكْ»،
قال: فإذا عيناه تَذْرِفان. [2]
لقد تشبَّع صلى الله عليه وسلم بالقرآن تشبُّعًا تامًا، وتأثر به تأثرًا بالغًا؛ فاختلطت معاني القرآن بشخصيتة صلى الله عليه وسلم، وامتزجت بها،
فصارت تتمثل واقعًا حيًا في شخصه؛ لذلك عندما سُئِلَت السيدة عائشة رضي الله عنها عن خلقه صلى الله عليه وسلم، قالت:
(كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآن) [3]
قال: فإذا عيناه تَذْرِفان. [2]
لقد تشبَّع صلى الله عليه وسلم بالقرآن تشبُّعًا تامًا، وتأثر به تأثرًا بالغًا؛ فاختلطت معاني القرآن بشخصيتة صلى الله عليه وسلم، وامتزجت بها،
فصارت تتمثل واقعًا حيًا في شخصه؛ لذلك عندما سُئِلَت السيدة عائشة رضي الله عنها عن خلقه صلى الله عليه وسلم، قالت:
(كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآن) [3]
وكان للقرآن تأثير سريع عليه -صلى الله عليه وسلم- من الناحية العملية،
وليس أدلُّ على ذلك من أن جُوده وإحسانه كان يزداد أكثر وأكثر بعد أن يُدارسه جبريل عليه السلام القرآن في رمضان.
عن بن عباس رضي الله عنهما، قال:
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ،
فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ " [4].
يقول ابن حجر تعليقا على الحديث: وفيه أن مداومة التلاوة تُوجِبُ زيادة الخير.
ومداومة تلاوة النبي للقرآن هي أول ما نستعرضه ونتناوله لنتعرف على صورة من صور حياته التي عاشها بالقرآن؛
فكيف كانت قراءته للقرآن، صلَّى عليه الله وسلَّم، نبينا العدنان
عندما كان صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن؛ كان يقرؤه قِراءة هَادِئـَة، مُتَرَسِّلَة (1)، حزينة كما أمره ربه:
{وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ} الإسراء: 106، {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً} المزمل: 4.
فكان يُرتِّل السورة حتى تبدو وكأنها أطول من أطول منها.
وكان يمُد الحروف في نهاية الآية ليَسمَحَ للعقل بتفَّهُم الخطاب الإلهي، وللقلب بالتجاوب معه، والاتعاظ به،
فإذا ما مرَّ بآية فيها ذِكْرُ الجنَّة دعا واستبشر، وإذا مرَّ بآية فيها ذِكْرُ النَّار استعاذ منها بالله.
ولقد وصفت السيدة أم سلمة رضي الله عنها قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها (قراءة مُفسَّرةً حرفًا حرفًا) [5].
كما وصفت رضي الله عنها في رواية أخرى لها:
"كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يَقْطَعُ قِرَاءَتَهُ: بسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ . الحمدُ للَّهِ ربِّ العالمينَ . الرَّحمنِ الرَّحيمِ . مالِكِ يومِ الدِّينِ" [6].
قال الإمام القرطبي:
قول أمُّ سَلَمَةَ رضي الله عنها (يَقطعُ قراءتَهُ) يدخل فيه جميع ما كان يقرؤه عليه الصلاة والسلام من القرآن، وإنَّما ذَكَرت فاتحة الكتاب لتُبيِّن صفة التقطيع,
أو لأنها أمُّ القرآن فيُغنِي ذِكرها عن ذكر ما بعدها، كما يُغنِي قراءتها في الصلاة عن قراءة غيرها لجواز الصلاة بها؛
وإلَّا فالتقطيع عام لجميع القراءة لظاهر الحديث، وتقطيع القراءة آية آية أولى عندنا... أ.هـ
وفي حديث للسيدة حفصة رضي الله عنها، قالت:
" مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي سُبْحَتِهِ (2) قَاعِدًا ، حَتَّى كَانَ قَبْلَ وَفَاتِهِ بِعَامٍ ، فَكَانَ يُصَلِّي فِي سُبْحَتِهِ قَاعِدًا ،
وَكَانَ يَقْرَأُ بِالسُّورَةِ فَيُرَتِّلُهَا حَتَّى تَكُونَ أَطْوَلَ مِنْ أَطْوَلَ مِنْهَا " [7].
قال الإمام الشوكاني:
(سُبْحَتِهِ): أَيْ نَافِلَته، وَالْحَدِيثُ يَدُلّ عَلَى جَوَازِ صَلَاةِ التَّطَوُّعِ مِنْ قُعُودٍ وَهُوَ مُجْمَعٌ عَلَيْهِ كَمَا تَقَدَّمَ، وَفِيهِ اسْتِحْبَابُ تَرْتِيلِ الْقِرَاءَةِ.
وَالْمُرَادُ بِقَوْلِهَا (حَتَّى تَكُونَ أَطْوَلَ مِنْ أَطْوَلَ مِنْهَا): أَنَّ مُدَّةَ قِرَاءَتِهِ لَهَا أَطْوَلُ مِنْ قِرَاءَةِ سُورَةٍ أُخْرَى أَطْوَلَ مِنْهَا إذَا قُرِئَتْ غَيْرَ مُرَتَّلَةٍ،
وَإِلَّا فَلَا يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ السُّورَةُ نَفْسُهَا أَطْوَلَ مِنْ أَطْوَلَ مِنْهَا مِنْ غَيْرِ تَقْيِيدٍ بِالتَّرْتِيلِ وَالْإِسْرَاعِ،
وَالتَّقْيِيدُ قَبْلَ وَفَاتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَامٍ لَا يُنَافِي قَوْلَ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا فِي الْحَدِيثِ:
"لَمَّا بَدَّنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَثَقُلَ كَانَ أَكْثَرُ صَلَاتِهِ جَالِسًا". (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ)
لِاحْتِمَالِ أَنْ يَكُونَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَدَّنَ وَثَقُلَ قَبْل مَوْتِهِ بِمِقْدَارِ عَامٍ. أ.هـ
صَلَّى عليك الله نبينا المُجتَبَى ... يا خـير خـلــق الله أجمعــــين
صَلَّى عليك اللهُ يا خَيرَ الْوَرَى ... يا من بُعِثتَ رَحمَةً للعالمين
أرسلك ربُّك لِلنَّاس بالهُدَى ... ودين الحق وبالكتاب المبين
هكــذا نتـعــلــــم؛
من روايات أمهاتنا رضي عنهنَّ، ونتعرف أكثر؛ كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُطيل في القراءة، فيقِف عند رأس كل آية،
ويرتل القرآن ترتيلًا -كما أمره الله تعالى-، فيقرؤه قراءةً هادئةً مُترَسِّلةً؛ في كل أحواله صلى الله عليه وسلم.
فبعدما كان يصلِّي الليل قائمًا ويُطيل في القراءة، ويتكَّلف ويتَحَمَّل في ذلك ما كان أعظم أجرا؛ لمَّا شقَّ عليه القيام الطويل؛
صلَّى قاعدًا، وظلَّ يُطِيلُ في القراءة بتأنِّي وتدَبُّر.
وهكذا نتعلم ونتعرف؛
كيف كان صلَّى الله عليه وسلَّم يحيا بالقرآن؛ تعبُّدًا وتقرُّبًا لرَبِّهِ سبحَانه، وتعلمًا وتطبيقًا عمليًا للتلاوة والتدبر، ورصيدًا من الثواب الجزيل،
وكيف ساعدته صلى الله عليه وسلَّم هذه القراءة المُتأَنيِّة -التي تطول بها السورة- على مزيد من الفهم ثم العمل.
وأيضًا؛ فإنَّ هذه القراءة المُرتَّلة التي تمسُّ شِغاف القلب؛ كان لها الأثر الفاعل في تعليم الصحابة رضوان الله عليهم علم التفسير وعلم التدبُّر.
فقد ظلَّ صلى الله عليه وسلم ليلة كاملة يُردِّد آية واحدة، ويصف لنا أبو ذر رضي الله عنه هذه الليلة، فيقول:
{إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} المائدة: 118.
فلمَّا أصبحَ قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، ما زلتَ تقرأُ هذِهِ الآيةَ حتَّى أصبحتَ تركعُ بِها وتسجدُ بِها؟، قالَ:
«إنِّي سألتُ ربِّي ، عزَّ وجلَّ ، الشَّفاعةَ لأمَّتي ، فأعطانيها ، وَهيَ نائلةٌ (3) إن شاءَ اللَّهُ لمن لا يشرِكُ باللَّهِ شيئًا» [8].
وكان صلى الله عليه وسلم حريصًا على قراءة القرآن كل يوم، وكيف لا وقد أمره الله بذلك:
{إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ * وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ} النمل:91، 92.
لما جاء وفد ثقيف إلى المدينة أنزلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في قُبَّةٍ بين المسجد وبين أهله، فكان يأتيهم ويُحدِّثهم بعد العشاء،
وفي ليلة من الليالي تأخر عليهم ثم أتاهم فقالوا له: يا رسول الله لبثت عنا الليلة أكثر مما كنت تلبث؛
فقال: «نعم، طرأ علىَّ حِزْبي من القرآن، فكرهت أن أخرج من المسجد حتى أقضيه» [9].
ومع ذلك فلم يُؤثّر عنه صلى الله عليه وسلم أنه قرأ القرآن كله في ليلة واحدة.
تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: ولا أعلمُ أنَّ نبيَّ اللَّهِ قرأَ القرآنَ كلَّهُ في ليلةٍ ولا قامَ ليلةً كاملةً حتَّى الصَّباحَ. [10].
ومما يؤكد هذا المعنى ما أخرجه الإمام أبو داوود، وصححه الإمام الألباني:
عَنْ عَلْقَمَةَ ، وَالْأَسْوَدِ ، قَالَا: أَتَى ابْنَ مَسْعُودٍ رَجُلٌ ، فَقَالَ : إِنِّي أَقْرَأُ الْمُفَصَّلَ (4) فِي رَكْعَةٍ ،
فَقَالَ :
أَهَذًّا (5) كَهَذِّ الشِّعْرِ وَنَثْرًا كَنَثْرِ الدَّقَلِ (6) ؟ لَكِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ النَّظَائِرَ السُّورَتَيْنِ فِي رَكْعَةٍ:
النَّجْمَ وَالرَّحْمَنَ فِي رَكْعَةٍ ، وَاقْتَرَبَتْ وَالْحَاقَّةَ فِي رَكْعَةٍ ، وَالطُّورَ وَالذَّارِيَاتِ فِي رَكْعَةٍ ، وَإِذَا وَقَعَتْ وَنُونَ فِي رَكْعَةٍ ، وَسَأَلَ سَائِلٌ وَالنَّازِعَاتِ فِي رَكْعَةٍ ،
وَوَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ وَعَبَسَ فِي رَكْعَةٍ ، وَالْمُدَّثِّرَ وَالْمُزَّمِّلَ فِي رَكْعَةٍ ، وَهَلْ أَتَى وَلَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فِي رَكْعَةٍ ، وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ وَالْمُرْسَلَاتِ فِي رَكْعَةٍ ،
وَالدُّخَانَ وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ فِي رَكْعَةٍ ". [11]
وقد ثبُتَ عن النبي صلى الله عليه وسلم قراءة سورتين بعد الفاتحة في كثير من الصلوات، وسُمِّيَت هذه السور بـ " النظائر "
وقد جاء في الأحاديث الصحيحة ذِكرها وبيانها.
وقد قرأ النبي صلى الله عليه وسلم في ركعة واحدة في قيام الليل " البقرة والنساء وآل عمران "
كما نقله عنه حُذيفة رضي الله ، وقد رواه عنه الإمام مسلم (772).
صَلَّى عليك الله نبينا المُجتَبَى ... يا خـير خـلــق الله أجمعــــين
صَلَّى عليك اللهُ يا خَيرَ الْوَرَى ... يا من بُعِثتَ رَحمَةً للعالمين
أرسلك ربُّك لِلنَّاس بالهُدَى ... ودين الحق وبالكتاب المبين
كِـتـَــابٌ مُّـبِيــــــنٌ .. أنْــزَلَــهُ رَبُّ الْـعـَـالَمِيــن،
عَلَى إِمَامِ الْمُفَسِّرين وقُدْوَةِ الْخَلقِ أجْمَعِين، عَلَى قَلْبِهِ لِيَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ...
وما زال الكلام موصولا لبيان.. كيف عاش نبينا صلى الله عليه وسلم حياته بالقرآن...
بأمــر الـرحمـــن
فلمَّا أصبحَ قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، ما زلتَ تقرأُ هذِهِ الآيةَ حتَّى أصبحتَ تركعُ بِها وتسجدُ بِها؟، قالَ:
«إنِّي سألتُ ربِّي ، عزَّ وجلَّ ، الشَّفاعةَ لأمَّتي ، فأعطانيها ، وَهيَ نائلةٌ (3) إن شاءَ اللَّهُ لمن لا يشرِكُ باللَّهِ شيئًا» [8].
وكان صلى الله عليه وسلم حريصًا على قراءة القرآن كل يوم، وكيف لا وقد أمره الله بذلك:
{إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ * وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ} النمل:91، 92.
لما جاء وفد ثقيف إلى المدينة أنزلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في قُبَّةٍ بين المسجد وبين أهله، فكان يأتيهم ويُحدِّثهم بعد العشاء،
وفي ليلة من الليالي تأخر عليهم ثم أتاهم فقالوا له: يا رسول الله لبثت عنا الليلة أكثر مما كنت تلبث؛
فقال: «نعم، طرأ علىَّ حِزْبي من القرآن، فكرهت أن أخرج من المسجد حتى أقضيه» [9].
ومع ذلك فلم يُؤثّر عنه صلى الله عليه وسلم أنه قرأ القرآن كله في ليلة واحدة.
تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: ولا أعلمُ أنَّ نبيَّ اللَّهِ قرأَ القرآنَ كلَّهُ في ليلةٍ ولا قامَ ليلةً كاملةً حتَّى الصَّباحَ. [10].
ومما يؤكد هذا المعنى ما أخرجه الإمام أبو داوود، وصححه الإمام الألباني:
عَنْ عَلْقَمَةَ ، وَالْأَسْوَدِ ، قَالَا: أَتَى ابْنَ مَسْعُودٍ رَجُلٌ ، فَقَالَ : إِنِّي أَقْرَأُ الْمُفَصَّلَ (4) فِي رَكْعَةٍ ،
فَقَالَ :
أَهَذًّا (5) كَهَذِّ الشِّعْرِ وَنَثْرًا كَنَثْرِ الدَّقَلِ (6) ؟ لَكِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ النَّظَائِرَ السُّورَتَيْنِ فِي رَكْعَةٍ:
النَّجْمَ وَالرَّحْمَنَ فِي رَكْعَةٍ ، وَاقْتَرَبَتْ وَالْحَاقَّةَ فِي رَكْعَةٍ ، وَالطُّورَ وَالذَّارِيَاتِ فِي رَكْعَةٍ ، وَإِذَا وَقَعَتْ وَنُونَ فِي رَكْعَةٍ ، وَسَأَلَ سَائِلٌ وَالنَّازِعَاتِ فِي رَكْعَةٍ ،
وَوَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ وَعَبَسَ فِي رَكْعَةٍ ، وَالْمُدَّثِّرَ وَالْمُزَّمِّلَ فِي رَكْعَةٍ ، وَهَلْ أَتَى وَلَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فِي رَكْعَةٍ ، وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ وَالْمُرْسَلَاتِ فِي رَكْعَةٍ ،
وَالدُّخَانَ وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ فِي رَكْعَةٍ ". [11]
وقد ثبُتَ عن النبي صلى الله عليه وسلم قراءة سورتين بعد الفاتحة في كثير من الصلوات، وسُمِّيَت هذه السور بـ " النظائر "
وقد جاء في الأحاديث الصحيحة ذِكرها وبيانها.
وقد قرأ النبي صلى الله عليه وسلم في ركعة واحدة في قيام الليل " البقرة والنساء وآل عمران "
كما نقله عنه حُذيفة رضي الله ، وقد رواه عنه الإمام مسلم (772).
صَلَّى عليك الله نبينا المُجتَبَى ... يا خـير خـلــق الله أجمعــــين
صَلَّى عليك اللهُ يا خَيرَ الْوَرَى ... يا من بُعِثتَ رَحمَةً للعالمين
أرسلك ربُّك لِلنَّاس بالهُدَى ... ودين الحق وبالكتاب المبين
كِـتـَــابٌ مُّـبِيــــــنٌ .. أنْــزَلَــهُ رَبُّ الْـعـَـالَمِيــن،
عَلَى إِمَامِ الْمُفَسِّرين وقُدْوَةِ الْخَلقِ أجْمَعِين، عَلَى قَلْبِهِ لِيَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ...
وما زال الكلام موصولا لبيان.. كيف عاش نبينا صلى الله عليه وسلم حياته بالقرآن...
بأمــر الـرحمـــن
_______________________________
(1) التَّرسُّل: صوت الإنسان فيه التَّوقُّر والتفهم والترفق من غير أَن يرفع
(2) معنى السُّبْحَةُ في الحديث: صلاة التطوع . والجمع : سُبَحٌ
(3) نائلة: ( اسم ) ، صيغة المؤنَّث لفاعل نالَ / نالَ من
النَّائِلُ: ما يُنَال ويُدْرَك ، أصبتُ منه نائلاً: معروفًا
النَّائِلُ : الجُودُ ، النَّائِلُ: العطيَّةُ ، نَائِلُ الْمَكَارِمِ: أَيْ يَتَلَقَّى الْمَكَارِمَ وَيَحْصُلُ عَلَيْهَا
(4) المفصل: هي السور الغير طويلة وتبدأ من سورة الحجرات أو سورة ق حتى سورة الناس.
(5) الهذَّ: شدة الإسراع، والإفراط في العجلة.
(6) الدَّقَل : رديء التمر
..............
[1] رواه الترمذي وصححه الألباني
[2] رواه الإمام البخاري
[3] صححه الألباني في: صحيح الجامع-الصفحة أو الرقم: 4811
[4] رواه الإمام البخاري
[5] رواه الترمذي وقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ.
....عَنْ يَعْلَى بْنِ مَمْلَكٍ، أَنَّهُ سَأَلَ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قِرَاءَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَلَاتِهِ،
فَقَالَتْ: مَا لَكُمْ وَصَلَاتَهُ، " كَانَ يُصَلِّي ثُمَّ يَنَامُ قَدْرَ مَا صَلَّى ، ثُمَّ يُصَلِّي قَدْرَ مَا نَامَ ، ثُمَّ يَنَامُ قَدْرَ مَا صَلَّى حَتَّى يُصْبِحَ ،
ثُمَّ نَعَتَتْ قِرَاءَتَهُ فَإِذَا هِيَ تَنْعَتُ قِرَاءَةً مُفَسَّرَةً حَرْفًا حَرْفًا "،
[6] صححه الإمام أحمد شاكر في: عمدة التفسير-الصفحة أو الرقم: 1/57
[7] رواه الإمام مسلم في صحيحه
[8] حققه الإمام أحمد شاكر في: عمدة التفسير-الصفحة أو الرقم: 1/759 ، وقال إسناده جيد
[9] رواه الإمام أحمد في مسنده، رقم: 15827، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ جَدِّهِ أَوْسِ بْنِ حُذَيْفَةَ، قَالَ:
كُنْتُ فِي الْوَفْدِ الَّذِينَ أَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْلَمُوا مِنْ ثَقِيفٍ مِنْ بَنِي مَالِكٍ، أَنْزَلَنَا فِي قُبَّةٍ لَهُ،
فَكَانَ يَخْتَلِفُ إِلَيْنَا بَيْنَ بُيُوتِهِ وَبَيْنَ الْمَسْجِدِ،
فَإِذَا صَلَّى الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ، انْصَرَفَ إِلَيْنَا وَلَا نَبْرَحُ حَتَّى يُحَدِّثَنَا، وَيَشْتَكِي قُرَيْشًا، وَيَشْتَكِي أَهْلَ مَكَّة، ثُمَّ يَقُولُ:
" لَا سَوَاءَ ، كُنَّا بِمَكَّةَ مُسْتَذَلِّينَ وَمُسْتَضْعَفِينَ ، فَلَمَّا خَرَجْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ كَانَتْ سِجَالُ الْحَرْبِ عَلَيْنَا وَلَنَا ".
فَمَكَثَ عَنَّا لَيْلَةً لَمْ يَأْتِنَا حَتَّى طَالَ ذَلِكَ عَلَيْنَا بَعْدَ الْعِشَاءِ، قَالَ: قُلْنَا: مَا أَمْكَثَكَ عَنَّا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟
قَالَ: " طَرَأَ عَلَيَّ حِزْبٌ مِنَ الْقُرْآنِ ، فَأَرَدْتُ أَنْ لَا أَخْرُجَ حَتَّى أَقْضِيَهُ " ،
قَالَ: فَسَأَلْنَا أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَصْبَحْنَا، قَالَ: قُلْنَا: كَيْفَ تُحَزِّبُونَ الْقُرْآنَ ؟ ،
قَالُوا: نُحَزِّبُهُ ثَلَاثَ سُوَرٍ ، وَخَمْسَ سُوَرٍ، وَسَبْعَ سُوَرٍ، وَتِسْعَ سُوَرٍ، وَإِحْدَى عَشْرَةَ سُورَةً، وَثَلَاثَ عَشْرَةَ سُورَةً، وَحِزْبَ الْمُفَصَّلِ مِنْ قَافْ حَتَّى يُخْتَمَ.
[10] من حديث مُطَّول رواه سعد بن هشام رضي الله عنه، وصححه الإمام الألباني في: صحيح النسائي-الصفحة أو الرقم: 1600
[11] رواه الإمام أبو داود في صحيحه-الصفحة أو الرقم: 1396 ، وقال الإمام الألباني: صحيح دون سرد السور.
......
المراجع:
________
..
- تحقيق الوصال بين القلب والقرآن، لمجدي الهلالي
- دَرْجُ الدُّرر في تَفِسيِر الآيِ والسُّوَر، لأبي بكر الفارسي
- نيل الأوطار، للإمام الشوكاني
- التذكار أفضل الأذكار، للإمام القرطبي
تفسير السعدي
تفسير ابن كثير
تفسير الوسيط (سيد طنطاوي)
(1) التَّرسُّل: صوت الإنسان فيه التَّوقُّر والتفهم والترفق من غير أَن يرفع
(2) معنى السُّبْحَةُ في الحديث: صلاة التطوع . والجمع : سُبَحٌ
(3) نائلة: ( اسم ) ، صيغة المؤنَّث لفاعل نالَ / نالَ من
النَّائِلُ: ما يُنَال ويُدْرَك ، أصبتُ منه نائلاً: معروفًا
النَّائِلُ : الجُودُ ، النَّائِلُ: العطيَّةُ ، نَائِلُ الْمَكَارِمِ: أَيْ يَتَلَقَّى الْمَكَارِمَ وَيَحْصُلُ عَلَيْهَا
(4) المفصل: هي السور الغير طويلة وتبدأ من سورة الحجرات أو سورة ق حتى سورة الناس.
(5) الهذَّ: شدة الإسراع، والإفراط في العجلة.
(6) الدَّقَل : رديء التمر
..............
[1] رواه الترمذي وصححه الألباني
[2] رواه الإمام البخاري
[3] صححه الألباني في: صحيح الجامع-الصفحة أو الرقم: 4811
[4] رواه الإمام البخاري
[5] رواه الترمذي وقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ.
....عَنْ يَعْلَى بْنِ مَمْلَكٍ، أَنَّهُ سَأَلَ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قِرَاءَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَلَاتِهِ،
فَقَالَتْ: مَا لَكُمْ وَصَلَاتَهُ، " كَانَ يُصَلِّي ثُمَّ يَنَامُ قَدْرَ مَا صَلَّى ، ثُمَّ يُصَلِّي قَدْرَ مَا نَامَ ، ثُمَّ يَنَامُ قَدْرَ مَا صَلَّى حَتَّى يُصْبِحَ ،
ثُمَّ نَعَتَتْ قِرَاءَتَهُ فَإِذَا هِيَ تَنْعَتُ قِرَاءَةً مُفَسَّرَةً حَرْفًا حَرْفًا "،
[6] صححه الإمام أحمد شاكر في: عمدة التفسير-الصفحة أو الرقم: 1/57
[7] رواه الإمام مسلم في صحيحه
[8] حققه الإمام أحمد شاكر في: عمدة التفسير-الصفحة أو الرقم: 1/759 ، وقال إسناده جيد
[9] رواه الإمام أحمد في مسنده، رقم: 15827، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ جَدِّهِ أَوْسِ بْنِ حُذَيْفَةَ، قَالَ:
كُنْتُ فِي الْوَفْدِ الَّذِينَ أَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْلَمُوا مِنْ ثَقِيفٍ مِنْ بَنِي مَالِكٍ، أَنْزَلَنَا فِي قُبَّةٍ لَهُ،
فَكَانَ يَخْتَلِفُ إِلَيْنَا بَيْنَ بُيُوتِهِ وَبَيْنَ الْمَسْجِدِ،
فَإِذَا صَلَّى الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ، انْصَرَفَ إِلَيْنَا وَلَا نَبْرَحُ حَتَّى يُحَدِّثَنَا، وَيَشْتَكِي قُرَيْشًا، وَيَشْتَكِي أَهْلَ مَكَّة، ثُمَّ يَقُولُ:
" لَا سَوَاءَ ، كُنَّا بِمَكَّةَ مُسْتَذَلِّينَ وَمُسْتَضْعَفِينَ ، فَلَمَّا خَرَجْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ كَانَتْ سِجَالُ الْحَرْبِ عَلَيْنَا وَلَنَا ".
فَمَكَثَ عَنَّا لَيْلَةً لَمْ يَأْتِنَا حَتَّى طَالَ ذَلِكَ عَلَيْنَا بَعْدَ الْعِشَاءِ، قَالَ: قُلْنَا: مَا أَمْكَثَكَ عَنَّا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟
قَالَ: " طَرَأَ عَلَيَّ حِزْبٌ مِنَ الْقُرْآنِ ، فَأَرَدْتُ أَنْ لَا أَخْرُجَ حَتَّى أَقْضِيَهُ " ،
قَالَ: فَسَأَلْنَا أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَصْبَحْنَا، قَالَ: قُلْنَا: كَيْفَ تُحَزِّبُونَ الْقُرْآنَ ؟ ،
قَالُوا: نُحَزِّبُهُ ثَلَاثَ سُوَرٍ ، وَخَمْسَ سُوَرٍ، وَسَبْعَ سُوَرٍ، وَتِسْعَ سُوَرٍ، وَإِحْدَى عَشْرَةَ سُورَةً، وَثَلَاثَ عَشْرَةَ سُورَةً، وَحِزْبَ الْمُفَصَّلِ مِنْ قَافْ حَتَّى يُخْتَمَ.
[10] من حديث مُطَّول رواه سعد بن هشام رضي الله عنه، وصححه الإمام الألباني في: صحيح النسائي-الصفحة أو الرقم: 1600
[11] رواه الإمام أبو داود في صحيحه-الصفحة أو الرقم: 1396 ، وقال الإمام الألباني: صحيح دون سرد السور.
......
المراجع:
________
..
- تحقيق الوصال بين القلب والقرآن، لمجدي الهلالي
- دَرْجُ الدُّرر في تَفِسيِر الآيِ والسُّوَر، لأبي بكر الفارسي
- نيل الأوطار، للإمام الشوكاني
- التذكار أفضل الأذكار، للإمام القرطبي
تفسير السعدي
تفسير ابن كثير
تفسير الوسيط (سيد طنطاوي)
تعليق