إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الوقفات العشر من كتاب رب البشر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [جديد] الوقفات العشر من كتاب رب البشر









    الحمد لله الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرًا، و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين

    -
    صلى الله
    عليه و سلم-، و بعد ..
    ما أن منَّ الله عليكِ بالبدء في حفظ كتابه أو ختمه و اصطفاكِ لهذا الشرف العظيم فواجب عليكِ أخيَّتي تلاوته حق التلاوة و تدبّره و تفهُّم عجائبه

    يكفيك قول الله عز وجل:
    {
    كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص: 29]



    قال الثعالبي: "أي: أنزلناه ليتفكروا في آياتِه التي من جُملتها هذه الآيات المعربة عن أسرار التكوين والتشريع، فيعرفوا ما يدبر ويتبع ظاهرها من المعاني الفائقة والتأويلات اللائقة"

    و عند سماعه فلا بد من حسن الاستماع و الانصات لكتابه العزيز الذي يعيد الروح و الصلاح لقلبكِ الذي ربما يكون قسى بعض

    الشيء من هجره أو انصراف القلب حين سماعه، بل الأصل أن يكون هناك خضوعًا و خشوعًا للجنان و الجوارح!

    قال ابن تيمية تعليقًا على بعض الآثار: "وذلك أن الله - تعالى -
    قال: {
    كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}


    [ص: 29
    وقال: {
    أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ}
    وقال: {
    أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ}
    ، وتدبر الكلام بدون
    فهم معانيه لا يُمكن كذلك؛ قال - تعالى
    -: {
    إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [يوسف: 2]،

    وعقل الكلام متضمن لفهمه، ومن

    المعلوم أنَّ كلَّ كلام المقصودُ منه فهم معانيه دون مُجرد ألفاظه، فالقُرآن أَوْلَى بذلك، وأيضًا فالعادةُ تَمنع أن يقرأ قوم كتابًا في فن من العلم؛ كالطب والحساب، ولا يستشرحونه، فكيف بكلام الله الذي هو عصمتهم، وبه نجاتهم وسعادتهم، وقيام دينهم ودنياهم؟!

    من هنا وضعنا لكنَّ عشر وقفات طيبات كثيرًا بإذن الله من كتاب

    "الوقفات العشر من كتاب ربّ البشر"

    للشيخ "راحم بن خضر المالكي" حفظه الله

    لعلّ الله أن ينزل على قلوبنا إيمانًا و على جوارحنا خشوعًا و لقلوبنا طمعًا في الجنان خضوعًا بإذنه سبحانه








    التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 28-02-2015, 01:35 AM. سبب آخر: حذف كلمة حبيباتي لأن القسم مختلط بوركتم
    يا الله
    علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة


  • #2
    رد: الوقفات العشر من كتاب رب البشر

    الوقفة الأولى : قال الله تعالى:
    {
    وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }
    [ آل عمران : ١٠١ ]




    هذه الآية ليست إلا تقعيد وتثبيت وترسيخ لأمر عظيم في حياة المؤمنين إن هم حادوا عنه ..
    وابتغوا غيره ضلوا عن سواء السبيل ..

    ومن يعتصم بـــــــــــــــــــــــــــــــالله ?
    إنه الإرشاد الرباني والدلالة الإلهية إلى ما يكون به الفوز والفلاح والتمكين والنجاح ..

    هل تأملت يومًا في معنى الإعتصام بالله؟؟
    هل تساءلت يومًا عن عاقبة الإعتصام بالله ؟؟
    هل استوقفك يومًا ذكر من الأذكار الثابتةالصحيحة التي فيها اعتصام بــــــــــــــــــــــــــالله ؟؟
    ألست تردد عند خروجك من المسجد
    ( اللهم إني أسألك من فضلك،
    اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم ) ؟؟

    لازلت أسمع الهاتف الرباني وأراه أمامي في معنى عميق تكتنفه هذه الآية ? ومن يعتصم بــــــــــــــــــــــــــــــالله ?


    كلما رأيت من يحيد عن طريق الصواب .. من يبني دينه على شواذ عالم من العلماء رغم أن ذات العالم يحرم أمرًا يراه المتبع حلالا فسبحان من أضلهم عن قوله في الغناء ( على سبيل المثال ) وجعلهم متمسكين بشواذه .. ويفخرون بكونها شواذا !!

    كلما رأيت من اعتصم بغير الله فأذله الله !!
    هاهم اليوم سلاطين الأرض وحكامها يتهاوون الواحد تلو الآخر ،والعالم كله يشاهد ذلتهم لأنهم اعتصموا بغـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الله ..

    كلما رأيت من آوى إلى ركن ضعيف وترك الركن الشديد الذي من اعتصم به كفاه سبحانه وتعالى
    ومن يعتصم بالله ? هذه ( من ) للشرط، أي: من اعتصم بــــــــــــــــــــــــالله فلينتظر عاقبة ستحصل له ..
    وهذا وعد من الله .. ومن أصدق من الله قيلا ..

    هذا الاعتصام بالله هو عمل قلبي قبل كل شيء
    ولذلك لا يطيقه إلا القلوب المؤمنة التي رباها القرآن واحتضنتها السنة المطهرة، لم تربها ذوات أشخاص وكلمات براقة وشعارات خاطفة



    للأبصار . بل قلوب امتلأت بكتاب الله وسنة نبيه عليه الصلا ة والسلام حتى سارت منها مسار الدم في العروق ..
    هذا الاعتصام لعظمته وعلو قدره وعد الله سبحانه وتعالى عليه بعاقبة عظيمة جليلة رفيعة القدر والمقام .. فقد هـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدي ?
    يا الله .. ياالله .. هل هناك مطلب يرجوه
    المؤمن أعظم من الهدايـــــــــــــــــــــــــــــــــــــة؟؟

    أيها القارئ.. فلتتأمل كيف أننا نردد طلب الهداية في صلاتنا مراراً وتكراراً، اهدناالصراط المستقيم ?
    بل تأمل معي من الذي وعدك بالهداية ؟؟
    إنه الله جــــــل جلالــــــــــــــــــــه .. إنه الله جل جلالـــــــــــــــه ..
    إنه الله جل جلالــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه ..


    هل تستشعر معنى ( هداية الله للعبـــــــــــــــــــــــد ) ؟؟!!
    ثم أنخ مطيتك عند قول الله: (هــــــــدي) ففي الكلمة لطيفة عجيبة.. حيث أن الله عز وجــــــــــــــــــل لم يقل
    ( فقد هداه الله ) بل قال: فقد هــــــــــــــــــــــــــــدي ?
    فالعبـــــــــــــــد الذي اعتصم بالله يعرف بمن اعتصم ..
    فلا حاجة إلى أن يبين الله هنا من الذي هداه ؟!

    إنها العلاقة القوية المتينة بين العبد و ربه ..
    إنها العلاقة التي لا ترتبط بحال أو منحة أو أعطية
    أو هبــــــــــــــــــــــــــــــــــة ..
    إنها العلاقة الوطيدة بين العبد الضعيف والرب القوي .. بين العبدالمملوك والرب المالك ..
    بين العبد الحقير والرب العزيز .. بينك وبـــــــــــين الله !!!


    إلى ماذا هدي يارب العالمين ؟ قال الله تعالى:
    (
    إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) [ آل عمران : ١٠١ ] ?
    وتنكير الصراط هنا ( أعني كونها جاءت نكرة )
    يفيد العموم كمايقول أهل اللغـــــــــــــــــــــــــــــة ..


    فالعاقبة هي الصراط المستقيم في كل شيء مهماكانت أفعال وصنائع من حولك من شطحات وبواقع
    ( أي : طوام ) فإن الله وعدك بالهدايةإلى الصراط المستقيـــــــــــــــــــــــــــــــــم ..
    فقط لأنك عرفت ربك فاعتصمت به ..
    فقط لأنك على يقين بما تقرأه في كتابه ..
    ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم ? ..




    خاتمة :
    اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه
    وأرنا الباطل باطلاوارزقنا اجتنابه.






    التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 28-02-2015, 01:42 AM. سبب آخر: بارك الله فيكم
    يا الله
    علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

    تعليق


    • #3
      رد: الوقفات العشر من كتاب رب البشر


      الوقفة الثانية :

      قال الله تعالى:{
      فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ } [ آل عمران : ١٥٩ ]
      إن هذه الآية تستوقف كل من يملك إحساسًا لأن في مفرداتها نسمات رحمات الله .. كيف لا ؟؟ ونحن نرى طريقة من طرائق تربية الله لنبيه عليه الصلاة والسلام ..
      إنها الطريقةالتي نحتاجها اليوم حاجة ملحة ..

      تفيض علينا هذه الآية من خيراتها برحمات قلب عطوف يعطف على كل مخطئ ولا يتعامل معه على أنه منبوذ مرفوض بل يقترب منه أكثر ويحتويه ويفيء عليه بظلاله ..

      إنها الرحمات التي تجعل المخطئ أكثر مقدرة على تجاوزخطئه ..
      كم من المخطئين تفاقمت مشكلاتهم واتسعت لما لم يجدوا ذلكم الحضن الدافئ والصدر الحنون والقلب العطوف الذي يعيش مشكلاتهم بكل حب ورحمة بدل التعنيف والإغلاظ والتأنيب الذي يكون مؤداه غالبًا إلى ردة فعل غير محسوبة ؟؟
      ألسنا بحاجة إلى مبدأ التراحم بيننا ؟؟
      رحمة المربي بـــــــــــــــــــــالمتربي ... رحمة الأب بالأبناء ...
      رحمة الكبير بالصغير ... رحمة المرشد بالمسترشد ...

      إنها الرحمة التي ستجعل المخطئ سريع الفيئة رجاعًا إلى الحق أوابًا إلى الفضيلة توابًا من الخطأ ..
      هذه الآية بين أيدينا تبين لنا إن الإغلاظ ليس أسلوبا ناجعا صحيحا !!

      "
      وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ "
      [ آل عمران : ١٥٩ ]
      ثم تأمل ولك أن تتعجب من أولئك الذين يخلطون بين مفهومين متضادين (( الجدية والإغلاظ )) على الرغم من أنهما لايجتمعان ..
      هل قرأت يومًا في سيرة النبي عليه الصلاة والسلام؟؟
      هل رأيت تجلي الرحمة في مواقفه؟؟!!!
      تأخذ الجارية بيده ليقضي حاجتها .. يحتضن الجذع ليمسك عن البكاء .. يستمع لشكوى حمامة ..
      إنها الرحمة التي تجلت في هذا النبي الكريم والرسول العظيم عليه صلاة الله وسلامه ..

      يقول سيد قطب رحمه الله :

      ( فالناس في حاجة إلى كنف رحيم وإلى رعاية فائقة وإلى بشاشة سمحةوإلى ود يسعهم وحلم لا يضيق بجهلهم وضعفهم ونقصهم .. في حاجة إلى قلب كبير يعطيهم ولا يحتاج منهم إلى عطاء ويحمل همومهم
      ولا يعنيهم بهمه ويجدون عنده دائما الاهتمام والرعاية والعطف والسماحة والود والرضا وهكذا كان قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ) .

      هذه الآية تسدل الستار عن مفهوم مهم في حياة الداعية .. في حياة المربي ..
      بل أقول في حياة البشر أجمعين .. فلنكن رحماء بين بعضنا متلطفين مع إخواننا ..

      نقيل عثرة المخطئ ونأخذ بيده ونربط على كتفه تشجيعًا له لينهض مما هو فيه :
      "
      رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ " [ الفتح : ٢٩ ]
      "
      فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ " [ آل عمران : ١٥٩ ]



      خاتمة :
      اللهم اجعلنا من عبادك الرحماء يا أرحم الراحمين.


      يتبع بإذن الله



      التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 28-02-2015, 01:40 AM. سبب آخر: فك حروف متشابكة بارك الله فيكم
      يا الله
      علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

      تعليق


      • #4
        رد: الوقفات العشر من كتاب رب البشر

        أختي بارك الله فيكي و في طرحك الرائع

        تعليق


        • #5
          رد: الوقفات العشر من كتاب رب البشر

          موضوع قيم بارك الله فيكم
          أسألكم الدعاء بظهر الغيب

          تعليق


          • #6
            رد: الوقفات العشر من كتاب رب البشر

            جزاكم الله خيراً
            ونفع بكم

            تعليق


            • #7
              للنفع

              تعليق


              • #8
                وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم


                تعليق


                • #9
                  تقبل الله منا ومنكم
                  يا الله
                  علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

                  تعليق

                  يعمل...
                  X