إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الفرقان الحق : واجبنا نحوه وفهمه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفرقان الحق : واجبنا نحوه وفهمه





    الفرقان الحق : واجبنا نحوه وفهمه
    * ما واجبنا :
    يجب على كل مسلم ومسلمة أن يشهد اليوم للقرآن شهادة حقيقية صادقة على أرض الواقع ، وذلك بالتمسك بكتاب الله جل وعلا ، وبسنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    فإن الأعداء يرقصون الآن رقصة الموت ، ومن يرقص رقصة الموت ، يستخرج أو يخرج كل ما في جعبته للقضاء على خصمه ، وأنا أقول : إنهم يرقصون الآن رقصة الموت ؛ لأنه بعد سنوات طويلة من سنوات التيه والتغريب ، وجدوا أن الشباب الصاعد قد ولى ظهره لواشنطن ولندن وبانكوك وباريس ومدريد وتل أبيب ، ووجه وجهه من جديد لبيت الله جل جلاله وهو يردد مع السابقين الأولين قولتهم الخالدة :
    { وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ }
    [ البقرة : ٢٨٥ ] .


    فلنتمسك بالقرآن قرآءة وتلاوة وسماعاً وتدبراً للقرآن عملاً بأحكام القرآن ، فلنمتثل أوامر القرآن أمراً أمراً ،
    متى ستشهد للقرآن إن لم تشهد له اليوم ؟
    متى سيحترق قلبك وتحترق جوارحك إن لم تشهد الآن للقرآن شهادة عملية على أرض الواقع ، بامتثال أوامره أمراً أمراً باجتناب نواهيه نهياً نهياً ، بالوقوف عند حدوده حداً حداً ؟
    لا تعلق على الحكام ولا على العلماء ولا على الأعداء ، أبداً يا أخي ، ولأبدأ أنا ، ولتبدئي يا أختاه فلنزين ولنجمل بيوتنا بآيات القرآن ، لا لنعلق القرآن على الجدران ، لا لنضع القرآن في علب القطيفة .
    بل لنعطر أنفاس البيوت ، وأنفاس الطرقات والشوارع ، والمزارع والمصانع بآيات القرآن الكريم ، ثم عاهد ربك الآن وأنت بين يديه ، وعاهدي ربك الآن ، أيتها المسلمة ، وأنت أيها المسلم ، أنا أخاطبك في أوربا ، في أمريكيا ، أخاطبك في استراليا ، أخاطبك في الصين ، وفي كل مكان .
    أيها المسلم ، فلنعاهد ربنا من الآن أن نأتي على أنبغ أولادنا وبناتنا ، وأن نقول : هذا الولد وقف لله تعالى ، ليحفظ كتاب الله جل وعلا ، الآن عاهد ربك على أن تحفظ أولادك القرآن ، على أن تمنح من مالك مالاً لرجل متفرغ ؛ ليحفظ أولادك القرآن ، ولست بصدد مناقشة أخذ الأجر على القرآن فالمسألة فيها قولان : لكن قول الجمهور - وأدين لله بذلك : أن من تفرغ ليحفظ أولادنا القرآن فلنمنحه بسخاء من أموالنا ، يدمى القلب أن نمنح دماء قلوبنا لمدرسي اللغات الأجنبية ، وأنا لا أقلل من شأن تعليمها لأولادنا ، لكن الذي يدمي القلب ، أن نمنح بسخاء بل دماء قلوبنا لمدرسي اللغات الأجنبية ، أما من يدرس لأولادنا علوم القرآن ومن يحفظ أولادنا القرآن ينظر إليه باستهزاء ، وينظر إليه بازدراء ، وينظر إليه باحتقار ، وإن أعطيناه فتاتاً من المال نمن عليه بهذا العطاء ، فلنحفظ أولادنا القرآن .
    فليجتهد كل غني صادق أن يخصص من ماله راتباً شهرياً للنبهاء من أولاد المسلمين ممن يحفظون القرآن الكريم ، وأنا أعلم كثيراً من أهل الفضل يعملون ذلك يقول أحدهم ونعرفهم : من يحفظ جزءا من كتاب الله تبارك وتعالى يأخذ على جهده وحفظه خمسين جنيهاً . وهكذا ، خصص من مالك مالاً لهذا الأمر العظيم .


    أحرصوا على انتشار الكتاتيب في البيوت ، وفي المساجد ،
    يقول فضيلة الشيخ محمد حسان :
    لازلت أذكر في هذه القرية الطيبة أننا قد أنهينا حفظ القرآن الكريم في سن الثامنة ، ولم أكن وحدي ، بل كنا مجموعة كبيرة من الأطفال الصغار .
    فلنعد للكتاب مكانته ، ولنعد للقرآن جلاله ومهابته ، وأخاطب المسؤولين ، ربما تصل كلمتي إليهم ، وأنا ما اعتدت ذلك اعتدت أن أخاطب من بين يدي ، لكن ربما أسأل الله أن يبلغ كلمتي إليهم أنقلها لهم بأدب جم وبحب فياض وأقول : اجعلوا القرآن الكريم مادة أساسية من مواد الرسوب والنجاح ، واجعلوا له أعلى الدرجات لتدفعوا أولادنا الصغار لحفظ كتاب العزيز الغفار ، وأخاطب المسؤولين في وسائل المواصلات أن يحرصوا على أن يسمعوا الركاب القرآن في الجهات والمصالح الحكومية ، فليدوِّ القرآن في جنبات الأرض ، إنه كلام الحق .
    يقول فضيلة الشيخ محمد حسان :
    والله لا أنسى حين كنت في كندا ، في تورنتو ، وفي المركز الإسلامي ، جاءني الإخوة القائمون على المركز بعشرة أطفال كنديين يحفظون القرآن كله ، أسأل أحدهم ، أكتب له كلمة ، وأسأله : اقرأ هذه الكلمة بالعربية يعتذر لا يستطيع قراءتها وأقول له : اقرأ من قوله تعالى : { إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ } فيقول : { وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (٩) وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا }
    [ الإسراء : ٩ ، ١٠ ]
    ويقرأ القرآن بسلامة وجمال في كندا ، في روسيا ، في أمريكا .
    فلنحرص على نعلم أولادنا القرآن .
    ثم فلنتخلق بأخلاق القرآن ،



    يا إخوة أعلنها لله ! أقول : إن الحق معنا لكننا لا نحسن أن نشهد لهذا الحق على أرض الواقع شهادة عملية خلقية سلوكية كريمة ، لكنه يحسن أن نبلغ هذا الحق لأهل الأرض بحق ، وأن الباطل مع غيرنا ، لكنه يحسن أن يلبس الباطل ثوب الحق ، ويحسن أن يصل بالباطل إلى حيث ينبغي أن يصل الحق ، وحينئذ ينزوي حقنا ويضعف كأنه مغلوب ، وينتفخ باطلهم وينتفش كأنه غالب ، وهنا نتألم لحقنا الذي ضعف وانزوى وللباطل الذي انتفخ وانتفش ، فنعبر عن ألمنا هذا بصورة من صورتين : إما أن نعبر عن ألمنا بصورة ساكنة مكبوتة سلبية فنزداد هزيمة نفسية وانعزالا عن المجتمع والعالم ، وإما أن نعبر عن ألمنا بصورة متشنجة منفعلة دموية ، فنخسر الحق للمرة الألف وللمليون ؛ لأن أهل الأرض في الأرض سيزدادون حينئذ بغضاً للحق الذي معنا وإصراراً على الباطل الذي معهم ، فلنتخلق بأخلاق القرآن ، فلنمتثل أمره ، فلنجتنب نهيه ، فلنقف عند حده ، فو الله ما تحول الصحابة من رعاة للإبل والغنم إلى سادة وقادة للدول والأمم ، إلا يوم أن حولوا هذا القرآن في حياتهم إلى واقع عملي ، وإلى نهج حياة .



    شهادة : آثم قلبه من لم يشهد بها اليوم للقرآن ، ثم لماذا لا تعاهد ربك من الآن على أن تحفظ كتاب الله ولو أن تحفظ كل يوم آية واحدة ! لا تخشوا على القرآن فالقرآن قد تكفل بحفظه :
    { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}
    [ الحجر : ٩ ] .




    فهم القرآن :
    أنا لا أريد أن أخرج عن واقع الأمة المرير ، فكلنا يرى الأحداث المؤلمة ، في العالم كله ، مشكلة المشاكل أن القرآن غيب عن الساحة ، وأن السنة أبعدت عن الساحة وصرنا نتعامل مع قضايانا ومع أعدائنا من منطلق عقولنا ، وربما تكون هذه العقول سقيمة ، صار القوم على رأسهم الزعماء الذين لا يعرفون شيئاً عن مراد الله ، ولا عن مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا يفهمون القرآن والسنة ، صاروا بذلك لا يفهمون حقيقة الواقع الذي يتعاملون معه ، وصاروا بذلك لا يفهمون حقيقة العدو الذي يتعاملون معه ، فلوا عاد القوم إلى كتاب الله ، ولو عادة الأمة إلى كلام الصادق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لوجدوا أن الداء مشخص بدقة ، وفي الوقت ذاته وجدوا الدواء واضحاً غاية الوضوح .
    فالقرآن الكريم بين أيدينا ما زال يُقرأ في الليل والنهار ، ولكن فهل من مدكر ؟ القرآن الكريم ما أنزله الله إلا ليعالج واقعنا ، لكن القرآن غيب الآن عن الواقع ، لكن القرآن غيب الآن عن المشكلة برمتها ، فصرنا نتعامل بعيداً عن أرض صلبة ، وسماء مظللة بأنوار الحق والهدى ، فتخبطنا وانحرفنا وابتعدنا وصرنا فريسة لكلاب الأرض هنا وهناك ، وصرنا قصعة مستباحة لأحقر أمم الأرض هنا وهناك ،
    لماذا لا ترجع الأمة الآن إلى القرآن لتفهم عن الله مراده ؟
    لماذا لا ترجع الأمة الآن إلى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم لتفهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مراده ؟
    إن الحياة البشرية كلها من خلق الله ، ولن تفتح مغاليق فطرتها إلا بمفاتيح من عند الله ، ولن تفتح ولن تعالج أمراضها وعللها إلا بالدواء الذي يقوم لها من عند الله على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    هذا هو حل قضيتنا ورب الكعبة ، لو عرفت طبيعة من تعادي ، لو عرفت طبيعة من تبايع ، لوعرفت طبيعة من توالي ، لو عرفت طبيعة من تحاور ، لو عرفت طبيعة من تعاهد ، لو عرفت بيعة من تجلس معهم على مائدة المفاوضات ، لاختصرت الطريق ، لكن الأمة وزعماءها لم يفهموا عن الله مراده ، ولم يفهموا عن الصادق رسول الله صلى الله عليه وسلم مراده ، ولقد غيبوا عن الساحة كلام الله وكلام الصادق رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن والاه .
    فنحن في حاجة إلى فهم القرآن والسنة ، فالقرآن الذي حول العرب من رعاة للغنم إلى سادة للدول والأمم هو الذي يتلو بين أي يدينا الآن لم تحذف منه آية ، لم تحذف منه كلمة ، ولم يبدل فيه حرف ، الذي حدث أننا هجرناه :
    وصدق ربي إذ يقول :
    { وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا }
    [ الفرقان : ٣٠ ] .
    يقول ابن القيم طيب الله ثراه : الهجر للقرآن أنواع : (١)
    أولاً : هجر السماع
    ثانياً : هجر التلاوة
    ثالثاً : هجر التدبر
    رابعاً : هجر العمل بالقرآن
    خامساً : هجر التداوي بالقرآن
    (١) انظر : (( الفوائد )) لابن القيم (٨٢) .



    * وأخيراً : ورد القرآن :
    المحافظة على ورد يومياً في كتاب الله جل وعلا : منذ متى وأنت لم تفتح القرآن ، هيا انفض عن القرآن الغبار وأخرجه من حقيبته ، واشرع في تلاوة كتاب الله بفهم وتدبر ، اقرؤوا القرآن ، اقرأ القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه (٢) ...
    (٢) رواه مسلم من حديث أبي أمامة في صلاة المسافرين وقصرها (٨٠٤) .


    أيها الأفاضل ، يا من تركتم وهجرتم كتاب الله هيا انفضوا عن كتاب الله غبار الغفلة ، واجعلوا لكم ورداً يومياً مع القرآن الكريم ، ما أجمل أن تجلس مع امرأتك مع أولادك بعد الفجر مثلاً أو بعد العصر مثلاً لتقرؤوا سوياً جزأين من كتاب الله أو يزيد اقرأ ربما يقول والد من آبائنا الكرام : وأنا لا أحسن التلاوة فماذا أصنع ؛ احرص أن تجلس في جلسة تقرأ القرآن في المسجد بعد الفجر أو بعد العصر لتسمع القرآن ، أو إن وجت رمقاً من الوقت ، فانكث في بيت الله سبحانه وتعالى واقض الوقت في طاعة ، كاستغفار ، كصلاة على نبينا المختار ، كتسبيح ، وتهليل ، وتحميد ، وتكبير ، فأنت في طاعة وأنت في صلاة (٣)
    (٣) رواه البخاري (١٧٦ ، ٤٧٧ ، ٦٤٧ ، ٦٤٨) ومسلم كتاب المساجد ( ٦٤٩ / ٢٧٢ ) ما دمت في بيت الله تنتظر الصلاة ، وملائكة الله تدعوا لك وتصلي عليك : اللهم اغفر له وارحمه ، اللهم صل عليه ، وأنت في صلاة ، ما انتظرت الصلاة ما لم ينتقض وضوؤك ، فإن انتقض وضوؤك فقم وجدد وضوءك وأقبل مرة أخرى على طاعة الله سبحانه وتعالى .


    وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .



    المصدر :
    كتاب الخطب المنبرية
    لفضيلة الشيخ محمد حسان
    نقلاً من موضوع : الفرقان الحق الخطبة الثانية : ما واجبنا ؟
    رقم الصفحة : (٢٠-٢٤)
    الجزء : السادس
    الناشر : مكتبة فياض
    حقوق الطبع محفوظة لعام : ١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
    وكتاب الحقوق الإسلامية
    لفضيلة الشيخ محمد حسان
    نقلاً من موضوع : فهم القرآن
    رقم الصفحة : (٢٣٦-٢٤٤)
    وموضوع تحويل البرنامج إلى منهج عملي
    رقم الصفحة : ( ٤٧١-٤٧٢)
    الناشر : مكتبة فياض للنشر والتوزيع
    حقوق الطبع محفوظة لعام : ١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م



    التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 27-02-2015, 12:05 AM. سبب آخر: التنسيق، بوركتم


  • #2
    رد: الفرقان الحق : واجبنا نحوه وفهمه

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    جزاكم الله خيرًا .. ونفع الله بكم


    ________
    " إنما الفخرلعقل ثابت، وحياء وعفاف وأدب"
    علي بن أبي طالب
    رضي الله عنه


    تعليق


    • #3
      رد: الفرقان الحق : واجبنا نحوه وفهمه

      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيرًا ونفع الله بكم


      "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
      وتولني فيمن توليت"

      "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

      تعليق


      • #4
        رد: الفرقان الحق : واجبنا نحوه وفهمه

        المشاركة الأصلية بواسطة عطر الفجر مشاهدة المشاركة
        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

        جزاكم الله خيرًا .. ونفع الله بكم


        ________
        " إنما الفخرلعقل ثابت، وحياء وعفاف وأدب"
        علي بن أبي طالب
        رضي الله عنه

        وجزاكم ، اللهم آمين

        تعليق


        • #5
          رد: الفرقان الحق : واجبنا نحوه وفهمه

          المشاركة الأصلية بواسطة بذور الزهور مشاهدة المشاركة
          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
          جزاكم الله خيرًا ونفع الله بكم

          وجزاكم ، اللهم آمين

          تعليق

          يعمل...
          X