لدينا محاورة ذهنية وفكرية وفلسفية وعقائدية
في منتهى الإبداع.. تبارك الله أحسن الخالقين
الفارق بين مُحاور فاسق وآخر تقي
*****
"قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ" الكهف:37
عندما وجد نفسه مع محاور فاسق، مغرور، يعتز بنفسه ويعتقد أنه الأفضل، { هذا النوع من الناس نجدهم بيننا في هذا العصر بكثرة} وهنا يعلمنا ربنا تبارك وتعالى كيف نتعامل معهم بمنتهى الأدب وبالحوار الهادئ وبالحكمة التى هي ضالة المؤمن.
"قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ"
بسرعة استوعب الموقف، فحاوره، ولكن محاورة زكية بليغة وحكيمة، لم يتضعضع أمامه لأنه غني أو ذو سلطان ومال وجاه وعزوة.. لا ولكنه بشجاعة الكريم الذي لا يضام، قبل الحوار وأمسك بطرفه وبدأ الكلام:أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ
أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ
وهكذا يجب أن يكون كل تقي مؤمن وموحد بالله، ومن لم يجد ذلك في نفسه فليجدد عهده مع الله ليهب له نورا يمشي به في الناس، ويرى به الحقائق ويتكلم به مع خلق الله .
ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (37)
وبعد التراب أنت من نطفة قبيحة نتيجة عملية لا يستطيع المرء أبدا أن يجهر بها أو يفتخر بها إلا الفاجر الذي لا حياء عنده..بعد هذه النطفة كنت في بطن أمك شهورا، ثم طفلا ضعيف يبكي كلما احتاج شيئا، ثم وهبك الله مزيدا من العمر ومزيدا من القوة ومزيدا الفتوة وجعل لك عينين و لسانا وشفتين، وها أنت تنسى كل ذلك وتقول أنك أكثر مني مالا وولدا، كان من المكن أن يجعلك حيوانا حقيرا، أورجلا عبدا فقيرا، ولكن الله تفضل عليك وعلى بني جنسك فسواك رجلا.
أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (37)
لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي
يبدو أنه يأس منه، وعرف أنه مستمر على الكفر والعصيان، فقال له لا شأن لي بك، فلست مثلك، فأنا قد آمنت بالله ولا أشرك بربي أحداوَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (38)
ولكن إلى لقاء آخر إن شاء الله ... وحتى نلتقي على خير بإذن الله أستودعكم الله دينكم وآماناتكم وعقولكم وقلوبكم، إنما كل ذلك آمانات الله عندنا فحافظوا عليها وأدوا حقها بذكر الله وبحمده على عظيم نعمه وفضله.
سبحانك اللهم وبحمدك .. أشهد أن لا إله إلا أنت .. أستغفرك واتوب إليك
تعليق