يقول الإمام ابن القيم-رحمه الله تعالى - في كتابه النفيس "إغاثة اللهفان "وهو يتحدث عن بعض المعاني والفوائد التي تستنبط من سورة " العصر ":
..فأقسم - سبحانه وتعالى - بالدهر الذي هو زمن الأعمال الرابحة والخاسرة،على أن كل واحد في خسر، إلا من كمل قوته العلمية بالإيمان بالله ،وقوته العملية بالعمل بطاعته.
فهذا كماله في نفسه ،ثم كمل غيره بوصيته له بذلك ،وأمره إياه به ، وبملاك ذلك،وهو الصبر ، فكمل نفسه بالعلم النافع والعمل الصالح، وكمل غيره بتعليمه إياه ذلك ، ووصيته له بالصبر عليه
ولهذا قال الشافعي - رحمه الله - :
" لو فكر الناس في سورة :( و العصر)، لكفتهم ".
ويضيف العلامة ابن القيم :
وهذا المعنى في القرآن في مواضع كثيرة: يخبر - سبحانه - أن أهل السعادة هم الذين عرفوا الحق واتبعوه
وأن أهل الشقاوة هم الذين جهلوا الحق وضلوا عنه، أو علموه وخالفوه واتبعوا غيره.
***وينبغي أن تعلم أن هاتين القوتين لا تتعطلان في القلب، بل إ ن استعمل قوته العلمية في معرفة الحق وإدراكه، وإلا استعملها في معرفة مايليق به ويناسبه من الباطل
وإن استعمل قوته الإرادية العملية في العمل به ، وإلا استعملها في ضده
فالإنسان حارث همام بالطبع، كما قال النبي
"أصدق الأسماء : حارث وهمام "
الراوي: - المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم: 14/295
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فالحارث :العامل ، والهمام : المريد...
فلا سعادة للقلب ولا لذة ولا نعيم ولا صلاح إلا بأن يكون الله هو إلهه وفاطره وحده ، وهو معبوده وغاية مطلوبه ، وأحب إليه من كل ماسواه.............انتهى كلام الإمام ابن القيم النفيس.
ونسأل الله تعالى أن يجعلنا والقراء والمسلمين جميعا من الموحدين لله رب العالمين
وأن يجعلنا من السعداء في الدنيا والآخرة يوم الدين.....آمين....ويرحم الله كل من قال:" آمين"
تعليق