رد: حملة(( لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ))...
*لما قال العبد بتوفيق ربه: " اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ" قيل له: " ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ " هو مطلوبك, وفيه أربك وحاجاتك, وهو الصراط المستقيم, "هُدًى لِلْمُتَّقِينَ" القائلين "اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ" والخائفين من حال المغضوب عليهم والضالين*
ابن الزبير الغرطاني/البرهان في تناسب سور القرآن:(ص:84)
*" وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ" اهتم القرآن الكريم بمدح المنفقين والحث على الانفاق, إذ كان من أعظم الوسائل إلى رقي الأمم وسلامتها من كوارث شتى, كالفقر والجهل والأمراض المتفشية, فببذل المال تسد حاجات الفقراء, وتشاد معاهد التعليم, وتقام وسائل حفظ الصحة, إلى ما يشاكل هذا من جلائل الأعمال*
محمد الخضر حسين/ أسرار التنزيل.
*قال الله تعالى:" وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ", فتأمل كيف قالوا: "إِنَّا مَعَكُمْ " مع أن مقتضى الظاهر أن يكون كلامهم بعكس ذلك, لأن المؤمنين يشكون في إيمان المنافقين, وقومهم لا يشكون في بقائهم على دينهم, لأنه لما بدا من إبداعهم في النفاق عند لقاء المسلمين ما يوجب شك كبرائهم في البقاء على الكفر, وتطرق به التهمة أبواب قلوبهم: احتاجو إلى تأكيد ما يدلهم على أنهم باقون على دينهم!*
ابن عاشور/ التحرير والتنوير1/287
*تأمل في قوله تعالى عن المنافقين: " ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ "
كيف قال : "بِنُورِهِمْ" فجعله واحدا, ولما ذكر "ظُلُمَاتٍ" جمعها, لأن الحق واحد -وهو الصراط المستقيم- بخلاف طرق الباطل, فإنها متعددة متشعبة, ولهذا يفرد الله الحق ويجمع الباطل, كقوله:
" اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ .... الآية"*
ابن القيم/الفوائد(ص 127)
*في القرآن بضعة وأربعون مثلا, والله تعالى -بحكمته- يجعل ضرب المثل سببا لهداية قوم فهموه, وسببا لضلال لقوم لم يفهموا حكمته, كما قال تعالى: "فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ۖ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا ۘ " *
الشنقيطي/ أضواء البيان 3/97
*الصبر زاد لكنه قد ينفذ, لذا أمرنا أن نستعين بالصلاة الخاشعة, لتمد الصبر وتقويه: :" وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ" *
د. محمد الخضيري
*"وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ" النعنى أن الصلاة صعبة إلا على الخاضعين الذين أسلموا وجوههم لله, والصلاة من حيث إنها قيام وركوع وسجود وجلوس ليس فيها صعوبة, والصعوبة من جهة أن الصلاة بحق هي التي يدخلها المصلي بقلب حاضر, غيؤديها مبتغيا رضا الله, تاليا القرآن بتدبر, ناطقا بالدعوات والأذكار التي تشتمل عليها عن قصد إلى كل معنى, دون أن تجري على لسانه وهو في غفلة عن معانيها التي هي روح العبد*
محمد الخضر حسين/ أسرار التنزيل
*" وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ"
فإغراق العدو أو إهلاكه نعمة, وكونه ينظر إلى عدوه -وهو يغرق- نعمة أخرى, لأنه يشفي صدره, وعند عجز الناس لا يبقى إلا فعل الله -عز وجل- , ولهذا في غزوة الأحزاب نصروا بالريح التي أرسلها الله تعالى*
ابن عثيمين -رحمه الله-/ تفسير القرآن3/125
*"وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ" ,لما كان الغرق من أعسر الموتات وأعظمها شدة, جعله الله تعالى نكالا لمن ادعى الربوبية,وعلى قدر الذنب يكون العقاب, ويناسب دعوى الربوبية والاعتلاء انحطاط المدعي وتغييبه في قعر الماء*
الألوسي/رواح المعاني 1/310
*" ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ" فائدة تشبيه قسوة القلب بالحجارة مع أن في الموجودات ماهو أشد صلابة منها: هي أن الحديد والرصاص إذا أذيب في النار ذاب, بخلاف الحجارة*
ابن السعدي/ تفسير (ص:55)
سنستكمل حملتنا في التدبر بإذن الله تعالى في المرة المقبلة...
بسم الله الرحمن الرحيم...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
نتابع بمشيئة الله تعالى حملتنا " لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ "
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
نتابع بمشيئة الله تعالى حملتنا " لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ "
ســــــــــورة البــــــــــقرة...
*لما قال العبد بتوفيق ربه: " اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ" قيل له: " ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ " هو مطلوبك, وفيه أربك وحاجاتك, وهو الصراط المستقيم, "هُدًى لِلْمُتَّقِينَ" القائلين "اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ" والخائفين من حال المغضوب عليهم والضالين*
ابن الزبير الغرطاني/البرهان في تناسب سور القرآن:(ص:84)
*" وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ" اهتم القرآن الكريم بمدح المنفقين والحث على الانفاق, إذ كان من أعظم الوسائل إلى رقي الأمم وسلامتها من كوارث شتى, كالفقر والجهل والأمراض المتفشية, فببذل المال تسد حاجات الفقراء, وتشاد معاهد التعليم, وتقام وسائل حفظ الصحة, إلى ما يشاكل هذا من جلائل الأعمال*
محمد الخضر حسين/ أسرار التنزيل.
*قال الله تعالى:" وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ", فتأمل كيف قالوا: "إِنَّا مَعَكُمْ " مع أن مقتضى الظاهر أن يكون كلامهم بعكس ذلك, لأن المؤمنين يشكون في إيمان المنافقين, وقومهم لا يشكون في بقائهم على دينهم, لأنه لما بدا من إبداعهم في النفاق عند لقاء المسلمين ما يوجب شك كبرائهم في البقاء على الكفر, وتطرق به التهمة أبواب قلوبهم: احتاجو إلى تأكيد ما يدلهم على أنهم باقون على دينهم!*
ابن عاشور/ التحرير والتنوير1/287
*تأمل في قوله تعالى عن المنافقين: " ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ "
كيف قال : "بِنُورِهِمْ" فجعله واحدا, ولما ذكر "ظُلُمَاتٍ" جمعها, لأن الحق واحد -وهو الصراط المستقيم- بخلاف طرق الباطل, فإنها متعددة متشعبة, ولهذا يفرد الله الحق ويجمع الباطل, كقوله:
" اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ .... الآية"*
ابن القيم/الفوائد(ص 127)
*في القرآن بضعة وأربعون مثلا, والله تعالى -بحكمته- يجعل ضرب المثل سببا لهداية قوم فهموه, وسببا لضلال لقوم لم يفهموا حكمته, كما قال تعالى: "فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ۖ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا ۘ " *
الشنقيطي/ أضواء البيان 3/97
*الصبر زاد لكنه قد ينفذ, لذا أمرنا أن نستعين بالصلاة الخاشعة, لتمد الصبر وتقويه: :" وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ" *
د. محمد الخضيري
*"وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ" النعنى أن الصلاة صعبة إلا على الخاضعين الذين أسلموا وجوههم لله, والصلاة من حيث إنها قيام وركوع وسجود وجلوس ليس فيها صعوبة, والصعوبة من جهة أن الصلاة بحق هي التي يدخلها المصلي بقلب حاضر, غيؤديها مبتغيا رضا الله, تاليا القرآن بتدبر, ناطقا بالدعوات والأذكار التي تشتمل عليها عن قصد إلى كل معنى, دون أن تجري على لسانه وهو في غفلة عن معانيها التي هي روح العبد*
محمد الخضر حسين/ أسرار التنزيل
*" وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ"
فإغراق العدو أو إهلاكه نعمة, وكونه ينظر إلى عدوه -وهو يغرق- نعمة أخرى, لأنه يشفي صدره, وعند عجز الناس لا يبقى إلا فعل الله -عز وجل- , ولهذا في غزوة الأحزاب نصروا بالريح التي أرسلها الله تعالى*
ابن عثيمين -رحمه الله-/ تفسير القرآن3/125
*"وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ" ,لما كان الغرق من أعسر الموتات وأعظمها شدة, جعله الله تعالى نكالا لمن ادعى الربوبية,وعلى قدر الذنب يكون العقاب, ويناسب دعوى الربوبية والاعتلاء انحطاط المدعي وتغييبه في قعر الماء*
الألوسي/رواح المعاني 1/310
*" ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ" فائدة تشبيه قسوة القلب بالحجارة مع أن في الموجودات ماهو أشد صلابة منها: هي أن الحديد والرصاص إذا أذيب في النار ذاب, بخلاف الحجارة*
ابن السعدي/ تفسير (ص:55)
سنستكمل حملتنا في التدبر بإذن الله تعالى في المرة المقبلة...
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم وجعله حجة لنا لا حجة علينا....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.... والله ولي التوفيق..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.... والله ولي التوفيق..
تعليق