رد: مفـاتـح تـدبـر القـرآن::متجدد إن شاء الله::
المفتاح الثامن:التكرار والتوقف
المراد بهما التوقف حين القراءة أو تكرار الآية؛ لاستحضار المعاني والتعمق في فهمها .. وكلما طال التوقف وكثر التكرار، زادت المعاني التي تُفْهَم من النص بشرط عدم شرود الذهن ..
والتكرار قد يحصل لا إراديًا؛ تعظيمًا أو إعجابًا بما قرأ .. وهذا مُشاهد في واقع الناس حينما يعجب أحدهم بجملة أو قصة، فإنه يُكثر من تكرارها على نفسه أو غيره.
أهمية التكرار والتوقف
إن التكرار نتيجة وثمرة للفهم والتدبر، وهو يفتح لك مغاليق أبواب المعاني والحكم والأسرار ..
قال ابن مسعود "لَا تَهُذُّوا الْقُرْآنَ هَذَّ الشِّعْرِ، وَلَا تَنْثِرُوهُ نَثْرَ الدَّقَلِ وَقِفُوا عِنْدَ عَجَائِبِهِ، وَحَرِّكُوا بِهِ الْقُلُوبَ" [شعب الإيمان (3:406)]
وقال ابن قدامة "وليعلم أن ما يقرأه ليس كلام بشر وأن يستحضر عظمة المتكلم سبحانه ويتدبَّر كلامه؛ فإن التدبُّر هو المقصود من القراءة وإن لم يحصل التدبُّر إلا بترديد الآية فليرددها" [مختصر منهاج القاصدين: 68].
نماذج عملية من أحوال السلف
كان من عادة السلف أن يردد أحدهم الآية إلى الصباح، يقرأون أسرار الآيـــات ويستشعرون معانيها بقلوبهم .. قال النووي "وقد بات جماعة من السلف يتلو الواحد منهم الآية الواحدة ليلة كاملة أو معظمها يتدبرها عند القراءة "[الأذكار:50]
ولقد كان النبي أحيانًا يقوم الليل كله بآية .. قال أبو ذر "قام النبي بآية حتى أصبح يرددها {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118]"[رواه ابن ماجه وحسنه الألباني]
وعن القاسم قال: كنت إذا غدوت أبدأ ببيت عائشة أسلم عليها، فغدوت يوماً فإذا هي قائمة تسبح وتقرأ {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ}[الطور: 27] وتدعو وتبكي وترددها. فقمت حتى مللت القيام فذهبت إلى السوق لحاجتي، ثم رجعت فإذا هي قائمة كما هي، تصلي وتبكي. [صفة الصفوة (1:319)]
وعن القاسم بن أبي أيوب: أن سعيد بن جبير ردَّدَ هذه الآية: { وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ..} [البقرة: 281] بضعًا وعشرين مرة.[مصنف ابن أبي شيبة (7:203)]
وردَّدَ الحسن البصري ليلة {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ}[النحل: 18] حتى أصبح، فقيل له في ذلك، فقال: "إن فيها معتبرًا ما نرفع طرفًا ولا نرده إلا وقع على نعمة، وما لا نعلمه من نعم الله أكثر" [مختصر قيام الليل للمروزي:151]
وقام أبو حنيفة ليلة كاملة بهذه الآية ..{بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ}[القمر: 46]، يرددها ويبكي ويتضرع .. وقال زيد بن الكميت : كان أبو حنيفة شديد الخوف من الله فقرأ بنا علي بن الحسين المؤذن ليلة في عشاء الآخرة {إِذَا زُلْزِلَتِ ..} وأبو حنيفة خلفه، فظل قائمًا إلى الصباح وهو يقول: "يا من يجزي مثقال ذرة خيرًا خيرًا، ويا من يجزي مثقال ذرة شرًا شرًا، أجر النعمان عبدك من النار وما يقرب منها من السوء، وأدخله في سعة رحمتك" [رهبان الليل : 1/396]
المفتاح الثامن:التكرار والتوقف
المراد بهما التوقف حين القراءة أو تكرار الآية؛ لاستحضار المعاني والتعمق في فهمها .. وكلما طال التوقف وكثر التكرار، زادت المعاني التي تُفْهَم من النص بشرط عدم شرود الذهن ..
والتكرار قد يحصل لا إراديًا؛ تعظيمًا أو إعجابًا بما قرأ .. وهذا مُشاهد في واقع الناس حينما يعجب أحدهم بجملة أو قصة، فإنه يُكثر من تكرارها على نفسه أو غيره.
أهمية التكرار والتوقف
إن التكرار نتيجة وثمرة للفهم والتدبر، وهو يفتح لك مغاليق أبواب المعاني والحكم والأسرار ..
قال ابن مسعود "لَا تَهُذُّوا الْقُرْآنَ هَذَّ الشِّعْرِ، وَلَا تَنْثِرُوهُ نَثْرَ الدَّقَلِ وَقِفُوا عِنْدَ عَجَائِبِهِ، وَحَرِّكُوا بِهِ الْقُلُوبَ" [شعب الإيمان (3:406)]
وقال ابن قدامة "وليعلم أن ما يقرأه ليس كلام بشر وأن يستحضر عظمة المتكلم سبحانه ويتدبَّر كلامه؛ فإن التدبُّر هو المقصود من القراءة وإن لم يحصل التدبُّر إلا بترديد الآية فليرددها" [مختصر منهاج القاصدين: 68].
نماذج عملية من أحوال السلف
كان من عادة السلف أن يردد أحدهم الآية إلى الصباح، يقرأون أسرار الآيـــات ويستشعرون معانيها بقلوبهم .. قال النووي "وقد بات جماعة من السلف يتلو الواحد منهم الآية الواحدة ليلة كاملة أو معظمها يتدبرها عند القراءة "[الأذكار:50]
ولقد كان النبي أحيانًا يقوم الليل كله بآية .. قال أبو ذر "قام النبي بآية حتى أصبح يرددها {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118]"[رواه ابن ماجه وحسنه الألباني]
وعن القاسم قال: كنت إذا غدوت أبدأ ببيت عائشة أسلم عليها، فغدوت يوماً فإذا هي قائمة تسبح وتقرأ {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ}[الطور: 27] وتدعو وتبكي وترددها. فقمت حتى مللت القيام فذهبت إلى السوق لحاجتي، ثم رجعت فإذا هي قائمة كما هي، تصلي وتبكي. [صفة الصفوة (1:319)]
وعن القاسم بن أبي أيوب: أن سعيد بن جبير ردَّدَ هذه الآية: { وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ..} [البقرة: 281] بضعًا وعشرين مرة.[مصنف ابن أبي شيبة (7:203)]
وردَّدَ الحسن البصري ليلة {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ}[النحل: 18] حتى أصبح، فقيل له في ذلك، فقال: "إن فيها معتبرًا ما نرفع طرفًا ولا نرده إلا وقع على نعمة، وما لا نعلمه من نعم الله أكثر" [مختصر قيام الليل للمروزي:151]
وقام أبو حنيفة ليلة كاملة بهذه الآية ..{بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ}[القمر: 46]، يرددها ويبكي ويتضرع .. وقال زيد بن الكميت : كان أبو حنيفة شديد الخوف من الله فقرأ بنا علي بن الحسين المؤذن ليلة في عشاء الآخرة {إِذَا زُلْزِلَتِ ..} وأبو حنيفة خلفه، فظل قائمًا إلى الصباح وهو يقول: "يا من يجزي مثقال ذرة خيرًا خيرًا، ويا من يجزي مثقال ذرة شرًا شرًا، أجر النعمان عبدك من النار وما يقرب منها من السوء، وأدخله في سعة رحمتك" [رهبان الليل : 1/396]
قال أبو سليمان الداراني "ربما أقوم خمس ليال متوالية بآية واحدة أرددها وأطالب نفسي بالعمل بما فيها، ولولا أن الله يمنُّ عليَّ بالغفلة لما تعديت تلك الآية طول عمري؛ لأني لي في كل تدبُّر علمًا جديدًا، والقرآن لا تنقضي عجائبه" [تنبيه المغترين:120
تعليق