الوضوء يطهر الأنف من الميكروبات فماذا عن الفترة مابين العشاء والفجر ؟
نتائج بعض الدراسات التجريبية على مجموعة من المتطوعين المصلين وغير المصلين:
نتائج بعض الدراسات التجريبية على مجموعة من المتطوعين المصلين وغير المصلين:
دور الاستنشاق في الوضوء:
أثبتت الفحوص الميكروبية التي أجريت على مسحات الأنف التي أخذت بعد الوضوء بساعة أو ساعتين وثلاث وأربع وخمس ساعات أن تلوث الأنف بالجراثيم يأخذ في الارتفاع التدريجي بعد الوضوء، ويتزايد مع مرور الوقت، حتى يعود لحالته الأولى قبل الوضوء التالي في خلال فترة متوسطها الزمني أربع ساعات، وهذه هي المدة التقريبية بين كل وضوء وآخر.
ضرورة الترتيب الحركي لعملية الوضوء.
كما أظهرت الفحوص التكميلية نتائج أكثر أهمية وخطورة حيث تأكد أن غسيل اليدين في أول الوضوء له أهمية صحية كبيرة، في منع انتقال الجراثيم منها إلى الأنف عند الوضوء، ولذلك ظهرت بعض الجراثيم الإضافية في الأنف عند بعض الحالات المدروسة التي سمح لهـا بالاستنشاق بالماء دون غسل اليدين ، مما يؤكد ضرورة الترتيب الحركي لعملية الوضوء في بدئها بغسل اليدين ثم المضمضة ثم الاستنشاق ثم باقي أعضاء الجسم الظاهرة ، كما تأكدت أهمية الغسيل وكمية الجراثيم بعد كل مرة، حتى تختفي تماما في نسبة كبيرة من الحالات المدروسة .
الدفاع الأنفي (الوسائل الدفاعية الطبيعية):-
بالرغم من تعرض الأنف وخصوصا المدخل الخارجي المبطن بالجلد للغزو الميكروبي المستمر ، إلا أنه يقاوم هذا الهجوم بشدة بوسائله الدفاعية الطبيعية ، حيث:
1. تفرزالخلايا الدهنية أحماضا دهنية تقاوم الجراثيم.
2. يقوم الشعر الكثيف في مدخل الأنف باصطياد الجراثيم وترشيحها وحجزها عن الهواء الداخل للتنفس.
3. أما الغشاء المخاطي المبطن للأنف فإنه يؤدي دوره الدفاعي بأنزيمات ومواد مضادة للجراثيم.
4. تقوم الأهداب الدقيقة للخلايا الاسطوانية المبطنة للأنف بالحركة الدائمة في اتجاه واحد لطرد ما يعلق على سطحها من جراثيم وأتربة .
فحص الأنف ظاهريا وداخليا في فريقي المتطوعين (المصلين وغير المصلين):
أظهرت نتائج الفحص الطبي لمجموعة الأفراد المصلين (مائة متطوع) أن الأنف في حالة طبية سليمة، وشعر مدخل الأنف لامع وسميك وصلب ونظيف، بجانب شدة تماسكه على سطح الجلد دون تساقط. وقد ظهر طرف الأنف عند هذه المجموعة لامعا نظيفا، خاليا من الدهون السطحية أما مدخل الأنف فقد كان خاليا من الأتربة والقشور والإفرازات.
من جانب آخر ظهر الأنف في مجموعة غير المصلين (مائة متطوع) بحالة مختلفة عند الغالبية العظمى منهم، حيث ظهر شعر الأنف متربا غامقا ، خشن الملمس ، كثير التساقط وكان طرف الأنف دهنيا ، غامقا أما المدخل فكان لزجا أو به بعضا القشور والأتربة.
الاستنتاج:
يتضح مما سبق أن الوضوء يؤدي إلى تطهير الأنف لمدة من 3-5 ساعات أي حتى ميعاد الوضوء التالي ولكن:
ماذا عن الفترة ما بين صلاة العشاء والفجر؟
1.مما سبق يتضح إمكانية الدفاع الأنفي بوسائله الطبيعية التي منحها الله للبشر وبذلك يحمي الأنف نفسه إذا طالت المدة الزمنية حتى الوضوء التالى عند الفجر.2.من فحص الأنف للمتطوعين المصلين وغير المصلين وجد أن الأنف في حالة المصلين يصبح في حالة صحية جيدة مما يجعله نشطا للقيام بالدفاع الطبيعي مما يؤهله للمحافظة عليه نظيفا طاهرا حتى ميعاد الوضوء التالي لصلاة الفجر بعكس أنوف غير المصلين تكون في حالة غير صحية فتتكاثر الميكروبات فيها محدث أمراض الجهاز التنفسي وغيرها.
3. أيضا من طرق المحافظة على طهارة الأنف الوضوء لصلاة الليل (قيام الليل) والتي تقسم الزمن ما بين صلاة العشاء والفجر إلى نصفين أي حوالى 4-5 ساعات وهو الزمن الكافي لحفظ الطهارة والذي يأتي بعده الوضوء التالي لصلاة الفجر.
من القرآن الكريم والسنة النبوية:
فضل صلاة قيام الليل
قيام الليل سُنة مؤكدة , وقربة معظمة في سائر العام , فقد تواترت النصوص من الكتاب والسنة بالحث عليه , والتوجيه إليه , والترغيب فيه , ببيان عظم شأنه وجزالة الثواب عليه , وأنه شأن أولياء الله
فقد مدح الله أهل الإيمان والتقوى , بجميل الخصال وجليل الأعمال , ومن أخص ذلك قيام الليل ,
قال تعالى : إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [السجدة، الآيات: 15-17]
ووصفهم في موضع آخر , بقوله : وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا إلى أن قال : أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا [الفرقان، الآيات: 64-75]
فصلاة الليل لها شأن عظيم في تثبيت الإيمان , والإعانة على جليل الأعمال , وما فيه صلاح الأحوال والمآل
قال تعالى : يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا إلى قوله : إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا [المزمل، الآيات: 1-6]
وثبت في صحيح مسلم عن النبي , صلى الله عليه وسلم , قال : أفضل الصلاة بعد المكتوبة - يعني الفريضة - صلاة الليل
وفي حديث عمرو بن عبسة قال صلى الله عليه وسلم : أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر , فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن
ولأبي داود عنه - رضي الله عنه - قال : أي الليل أسمع - يعني أحرى بإجابة الدعاء - قال , صلى الله عليه وسلم : جوف الليل الآخر فصل ما شئت , فإن الصلاة فيه مشهودة مكتوبة
وفي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله , صلى الله عليه وسلم , قال : ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا , حين يبقى ثلث الليل الآخر . فيقول : من يدعوني فأستجيب له ؟ ! من يسألني فأعطيه ؟ ! من يستغفرني فأغفر له ؟ !
مما سبق اتضح فضل قيام الليل في إكمال الحفاظ على طهارة الأنف والأعضاء الأخري من الإنسان نتيجة عملية الوضوء.
الموضوع من إعدادي وتجميعي
تعليق