لا يوجد دين مثل الإسلام اهتم بمساعدة الآخرين وقضاء حوائجهم
حتى لدرجة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم اعتبر
أن مساعدة الآخرين جزء من الإيمان.....
النبي يوصي بمساعدة الآخرين وقضاء حوائجهم
أحاديث كثيرة جاء بها نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم يؤكد فها على أهمية التعاون ومساعدة الآخرين ومدّ يد العون لهم. حتى إن النبي الكريم اعتبر أن الإيمان لا يكتمل حتى تحب لأخيك ما تحبه لنفسك!! واعتبر أن الذي ينام وجاره جائع وهو يعلم فهو ناقص الإيمان، ومن زاره ضيف ولم يكرمه فهو ناقص الإيمان...
يقول عليه الصلاة والسلام: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) [صحيح الألباني 7384]. ويقول أيضاً: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة) [صحيح الألباني 7988].
هذا حديث عجيب ندرك من خلاله مدى اهتمام النبي بمساعدة الآخرين وحب الخير لهم، حتى إن النبي اعتبر أن أي عمل تقوم به تفرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا أو تستر عليه عيباً أو تقضي له حاجة... فإن الله سيعطيك من الأجر أضعاف ما قمت به في الدنيا.
يقول النبي الأعظم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت) [رواه البخاري ومسلم]. إن إكرام الضيف هو سنة يحبها الله ورسوله وإن الله يعطي عليها أجراً عظيماً. والإسلام لم يأمر بمساعدة الآخرين فحسب، بل بكفّ الأذى عنهم وعدم إيذائهم.
والآن وبعدما رأينا كيف اهتم الإسلام بهذا الجانب الاجتماعي وحافظ على سلامة المجتمع وتماسكه وانتشار المحبة والود والعطف والتراحم بين المؤمنين، نسأل: هل هناك من إعجاز علمي أو فوائد طبية ونفسية لمثل هذا العمل؟!
دراسة علمية تؤكد أن مساعدة الآخرين تعالج التوتر النفسي
أكد الخبراء في مجال علم النفس أن مساعدة الآخرين من شأنها أن تخفف توتر الأعصاب، حيث إن الانخراط في معاونة الآخرين يحفز إفراز هرمون "الإندورفين"، وهو هرمون يساعد على الشعور بالراحة النفسية والنشوة.
ويؤكد المدير السابق لمعهد "النهوض بالصحة" في الولايات المتحدة الأمريكية "آلان ليكس" أن معاونة الآخرين تساعد على تقليل حدة الضغط العصبي، حيث إن مساعدة الفرد للآخرين تقلل من تفكيره بهمومه ومشاكله الشخصية ومن ثم يشعر بالراحة النفسية.
وأشار الباحث إلى ضرورة توافر ثلاثة شروط أساسية عند مساعدة المرء للآخرين للتمتع بالجوانب الإيجابية للمساعدة، وهي أن تكون المساعدة منتظمة، وأن يتاح اتصال شخصي بين الشخص "المساعد" وطالب المساعدة وأن يكون طالب المساعدة خارج نطاق المعارف أو العائلة أو الأصدقاء.
ويؤكد الخبير أن الإنسان ليس مجبراً على مساعدة الغرباء، وهو حرّ تماماً في اتخاذ قرار المساعدة من عدمه وأن تلك الحرية تعد أمراً مهما للحصول على النتائج النفسية المرغوبة من مساعدة الآخرين. وعلى العكس من ذلك يكون الشخص "مجبراً" على مساعدة الأصدقاء والأقارب.
الاكتئاب هو مرض العصر، ملايين الإصابات سنوياً نجدها وبخاصة في العالم غير الإسلامي، منها ما يؤدي للانتحار أحياناً. ولكن الإسلام حرص على المؤمن وأمره بحب الخير ومساعدة الآخرين، لأن الله تعالى يعلم أن هذا العمل يعالج الاكتئاب ويرفع النظام المناعي لدى الإنسان... فانظروا معي إلى عظمة هذا الدين... ألا يستحق أن يُتَّبَع!
وفي دراسات علمية سابقة تبين أهمية التسامح والعفو عن الآخرين وعدم الغضب... كل ذلك يؤدي إلى تحسين كفاءة النظام المناعي لدى الإنسان وبالتالي وقايته من مختلف الأمراض. ويمكن القول إن أي عمل خير تقوم به يمكن أن يساهم في تحسين الحالة النفسية ورفع مستوى النظام المناعي وإعطاء جسمك جرعة مناعية إضافية ضد الأمراض وبخاصة التوتر النفسي.
إن الإسلام عندما اهتم بأعمال الخير إنما جاء هذا التشريع لمصلحة الإنسان والمجتمع وللفوز بثواب الدنيا والآخرة. ولذلك نجد آيات كثيرة تحض المؤمن على التعاون وتقديم الخدمات للآخرين مجاناً ودون مقابل. وانظروا كيف أن هذا الباحث وبعد تجارب كثيرة تبين له أن أفضل أنواع المساعدة عندما لا تطلب أجراً أو شكراً على مساعدتك، ومن هنا ندرك أهمية قوله تعالى: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا) [الإنسان: 8-9].
اللهم اجعل أعمالنا كلها خالصة ابتغاء مرضاتك وخوفاً من عقابك ومحبّة بخاتم أنبيائك عليه الصلاة والسلام...
تعليق