اشــراقات إيمـانية : :
بســــم الله الرحمن الرحـــيم
أتباع محمد عليه الصلاة والسلام مصابيح الدجى رضوان الله عليهم رجال ما عرف التاريخ مثلهم ولن يعرف ..
رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليـــــــــــــه
رجال باعوا دنــــــــــــــياهم واشتروا جنة عرضها السموات والأرض .
هم الذين قال فيهم الشاعر ـ وصدق والله ـ
ويعلم الله أنــــــــــــــــي ما قلبت سيرتهم ... يوماً وأخطأ دمع العين مجرأه
هنا نروي قلوباً عطشاً وأفئـــــــــدة ظمئا بعبيـــــــــــر الإيمان الفياح شذي الرائحة وزكيها نرويها من فيض إيمان أولئكـ الرجال بذكر مواقف من حياتهم ساقها لنا التاريخ يعقبها اشراقات لتلكـ المواقف
فكونــــــــــــــــــوا دوماً متابعين لنحيي القلوب وننعشها عسى إيمان أن يزيد أو قلوباً غلفاً تعي أو آذاناً صماً تستجيب أوأعيوناً عمياً تبصر
الإشراقة الأولى
عن عُبيدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ قال : كان للعبَّاسِ بنِ عبدِ المطَّلبِ رضيَ اللَّهُ عنهُ ميزابٌ في دارِهِ على طريقِ عمرَ إلى المسجِدِ فلبس عمرُ ثيابَهُ يوم الجمعَةِ وتوجَّهَ إلى المسجِدِ ، وكان قَد ذُبِح للعبَّاسِ فَرخانِ فلمَّا وافى الميزابَ صبَّ ماءً على دَمِ الفَرخَين فأصابَ ثيابَ عُمرَ ، فأمَر بقلعِ الميزابِ ورجَع إلى بيتِهِ فطرحَ ثيابَهُ ولبسَ ثيابًا غيرَهُ ومضى إلى المسجِدِ فصلَّى بالنَّاسِ ، فقال له العبَّاسُ : واللهِ إنَّه لَلموضِعُ الَّذي وضعَهُ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فيهِ ، فقال عُمرُ وأنا أعزِمُ عليك لتصعَدَنَّ على ظهري حتَّى تضعَهُ في الموضِعِ الَّذي وضعَهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ففعلَ ذلكَ
الراوي: العباس بن عبدالمطلب المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: موافقة الخبر الخبر - الصفحة أو الرقم: 1/457
خلاصة حكم المحدث: حسن
~*~ اشــــــــــــــــــــــــراقات ~*~
1 ـ شدة حب النبي صلى الله عليه وسلم .
2 ـ امتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم في كل الأمور حتى الدنيوية حياً وميتاً .
3 ـ تواضـــــــــــــــع عمر رضي الله عنه .
الإشراقة الثانية
حدث شجار يوماً ما بين أبو ذر وبلال بن رباح رضي الله عن الجميع فما كان من أبو ذر غفر الله له إلا أن قال لبلال بن رباح يوم أكرمه الله بالإسلام " يا ابن السوداء " فحزن بلال رضي الله عنه كيف يعير وقد أسلم والإسلام لا يفرق بين الناس فكلهم سواسية فما كان منه إلا أن ذهب للرحمة المسداه يشكو له أبا ذر فنادى الحبيب أبو ذر فقال له " أعيرته بأمه !! إنك امرئ فيك جاهلية " فاغتم أبو ذر وقال " والله أحببت أن تدق عنقي ولا أسمع ذلك الكلام "
فذهب في تواضع جم لبلال وقال له " هذا خدي أضعه على الأرض ضع قدمك عليه والله لا أرفعه حتى تضعها " فقال أبو بلال " والله ما كنت أضع قدمي على جبهة سجدت لله " ـ أو كما جاء في الحديث ـ فتعانقا وصفت النفوس بين ذلك الصحابيين الجليلين رضي الله عنهم .
~*~ اشـــــــــــــــــــــــــــــراقات ~*~
1 ـ الصحابة بشر يخطئون ويصيبون لكن العبرة بالتوبة والندم وعدم الإصرار .
2 ـ احترام الصحابة للنبي صلى الله علية وسلم .
3 ـ الاعتذار يزيـــــــــل ما في النفوس حتماً .
4 ـ تواضع أبو ذر رضي الله عنه وانقياده للحق .
5 ـ عظمة المسلم عند ربه عز وجل .
الإشراقة الثالثة
قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه يوم بدر " إني قد عرفت رجالاً من بني هاشم قد أُخرجوا كرهاً لا حاجة لهم بقتالنا فمن لقي منكم أحداً من بني هاشم فلا يقتله ومن لقي أبا البختري بن هشام بن الحارث فلا يقتله , ومن لقي العباس بن عبد المطلب فلا يقتله " فجعل الصحابة يلتفت بعضهم إلى بعض ,
فقال حذيفة بن عتبة بن ربيعة رضي الله عنه ـ " أنقتل أبائنا وأبنائنا وإخواننا ونتركـ العباس والله لئن لقيته لألحمنه السيف في عنقه " فالتفت النبي صلى الله علية وسلم إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال : " يا عمر أيضرب وجه عم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف يا أبا حفص !! فقال عمر : فوالله إنها أول مرة يكنني فيها الرسول صلى الله عليه وسلم ويقول : أبا حفص , فسل عمر سيفه وقال : يا رسول الله أضرب عنقه فو الله لقد نافق , قال : لا دعه , قال حذيفة رضي الله عنه : والله ما أنا بآمن بعد تلك الكلمة التي قلت يومئذ ولا أزال منها خائفاً والله لا أرى يكفرها عني إلا الشهادة في سبيل الله , فقتل رضي الله عنه شهيداً يوم اليمامة , ـ أو كما جاء في الحديث ـ.
~*~ اشــــــــــــــــراقات ~*~
1 ـ الحذر من الغضب فهو يجر للشر دوماً .
2 ـ الصحابة بشر يخطئون ويصيبون لكن العبرة في أنهم يرجعون للحق متى عرفوه .
3 ـ مراعاة النبي صلى الله عليه وسلم مشاعر أصحابه فهو يعلم أنهم مؤمنون يحبون الله ورسوله .
4 ـ " إن الحسنات يذهبن السيئات " .
5 ـ محــــــــاسبة النفس على كلمة تصدر .
الإشراقة الرابعة
جاء أبو سفيان رضي الله عنه سيد قريش بعد أن أسلامة زمن عمر رضي الله عنه ومعه عمرو بن العاص الملقب بداهية العرب فاستاذنا على عمر بن الخطاب رضي الله عنه فلم يُؤذن لهما فجاء الموالي الذين أسلموا وأعزهم الله بالإسلام كبلال ونفر غيرة فاستاذنوا على عمر فأذن لهم فما كان من أبي سفيان رضي الله عنه إلا أن غضب
وقال " والله ما ظننت أن أُحبس على باب عمر ويدخل هؤلاء " فقال له عمرو بن العاص " والله ما علينا أن نُحبس على باب عمر ويدخل هؤلاء ولكن علينا أن نُحبس على أبواب الجنة ويدخل هؤلاء لأنهم دُعوا إلى الإسلام فأسرعوا ودُعينا فأبطئنا " ..
~*~ اشـــــــــــــــــراقات ~*~
1 ـ النـــــــاس كلهم سواسية في ميزان الشريعة .
2 ـ حُسن الظن بالمسلم وإلتماس العذر له والذب عنه .
3 ـ ربـــــــــــط أمور الدنيا بأمور الآخرة دوماً حتى يترفع العبد عن هذه الدنيا .
وإلــــــــــى لقاء آخر مع موقف يتجدد بإشراقاتة بحول ربي
الإشراقة الخامسة
بعثَنِي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أنا والزبيرَ والمقدادَ ، فقالَ : ( انطلِقُوا حتَّى تأتُوا روضةَ خاَخٍ ، فإنَّ بها ظَعِينةً معها كتابٌ ، فخُذُوهُ منْها ) . فذهبْنَا تَعَادَى بنَا خيلُنَا حتى أتيْنَا الروضةَ ، فإذا نحنُ بالظَّعِينةِ ، فقُلنَا : أخْرِجِي الكتابَ ، فقالتْ : مَا معِي منْ كتابٍ ، فقُلنَا : لتُخْرِجِنَّ الكتابَ أو لَنُلْقِيَنَّ الثيابَ ، فأَخْرجَتْهُ من عِقَاصِهَا ، فأَتيْنَا بهِ النبيَّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّم فإذا فيهِ : من حاطبِ ابنِ أبي بلْتَعَةَ إلى أُنَاسٍ من المشركينَ ممَنْ بمكةَ ، يخْبِرُهُم ببعضِ أمرِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ،
فقالَ النبيُّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : ( ما هذا يا حاطِبُ ) . قال : لا تعجَلْ عليَّ يا رسولَ اللهِ ، إنِّي كنْتُ امرأً من قريشٍ ، ولم أكنْ من أَنْفُسِهِم ، وكانَ مَنْ معكَ منْ المهاجرينَ لهمْ قراباتٌ يحْمُونَ بها أهْلِيهِمْ وأموالَهُمْ بمكةَ ، فأَحْبَبْتُ إذْ فاتَنِي من النسبِ فيهمْ ، أنْ أصطنَعَ إليهمْ يَدًا يحْمُونَ قرابتِي ، وما فعلتُ ذلكَ كفْرًا ، ولا ارْتِدادًا عن ديني . فقالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : ( إنَّهُ قدْ صَدَقَكُم ) . فقالَ عمرُ : دعْنِي يا رسولَ اللهِ فَأَضْرِبُ عُنُقَهُ ، فقالَ : ( إنَّهُ شَهِدَ بدرًا ، وما يُدْرِيكَ ؟ لعَلَّ اللهَ عزَّ وجلَّ اطَّلَعَ على أهلِ بدرٍ فقالَ : اعمَلوا ما شئْتُمْ فقدْ غفَرْتُ لكُمْ ) . قالَ عمرُو : ونزلَتْ فيهِ : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ } . قالَ : لا أدْرِي الآيةُ في الحديثِ ، أو قولِ عمرٍو .
الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4890
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
~*~ اشــــــــــــــــــــــــراقات ~*~
1 ـ الشريف إذا أخطأ لا يُعامل كغيرة كما يقول الدكتور طارق السويدان تعقيباً على هذا الحديث .
2 ـ الصـــــــــــــــــدق منجاة دومــــــــــــــــاً .
3 ـ الله وحـــــــــــــده الحافظ من كل ســـــــــــــوء .
الإشراقة السادسة
قال تعالى على لسان ذلك المنافق عبد الله بن أبي سلول " {يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ }المنافقون8 وكان له ابنه من المؤمنين الصادقين يقال له عبد الله جاء إلى النبي صلى الله عليه بعد مقولة أبيه الواردة في الآية الكريمة قال : يارسول الله : بلغني أنك تريد قتل أبي فيما قاله عنك فمرني ـ أي كلفني ـ فأنا أحمل لك رأسه !! فوالله لقد علمت الخزرج بأنه ما كان فيها رجل أبر بوالده مني ,
وإني أخشى أن تأمر غيري فيقتله فلا تطاوعني نفسي أن أنظر إلى قاتل أبي فأقتل مسلماً بكافر !! فقال له صلى الله عليه وسلم : بل نترفق به ونحسن صحبته ما دام فينا !! فانصرف ابنه المؤمن ووقف لأبيه في الطريق على بعض أبواب المدينة وهو راجع من السفر واستل سيفه فلما وصل أبوه " أبو سلول " قال له ابنه : وراءاك !! أي ارجع , فقال له : مالك ويلك ؟ فقال له : والله لا تدخل المدينة حتى تشهد أنك الذليل المهين وأن محمداً صلى الله عليه وسلم هو الأعز المكرم وحتى يأذن لك رسول الله صلى الله عليه وسلم في دخولها !! فشهد على نفسه بأنه هو الذليل المهين وأن محمداً صلى الله عليه وسلم هو الأعز المكرم وبقي محبوساً حتى بلغ الخبر النبي صلى الله عليه وسلم فأذن له في دخول المدينة
~*~ اشــــــــــــــــــراقات ~*~
1 ـ الحرص على عقيدة الولاء والبراء .
2 ـ حب الله ورسوله فوق كل شئ .
3 ـ إخراج الله من أصلاب الكفرة من يعبد الله ويوحده .
4 ـ رفق النبي صلى الله عليه وسلم ورحمته حتى على الكفار .
5 ـ أخذ النبي صلى الله عليه وسلم الناس على الظاهر وهو من يأتيه الوحي من السماء والله قادر على أن يخبره بنفوس البشر ومن يبغضه لكنها سنة سنها لنا النبي صلى الله عليه أن نأخذ الناس بالظاهر ونحسن الظن ونوكل السرائر إلى الله .
6 ـ الله ناصر جنده ومعزهم ولو بعد حين .
هكذا تمت موضوعنا ,,, بومضات سريعة على ذلك الجيل ,,, وفضائل واشراقات هذا الجيل لا تنقضي
جمعني الله وإياكم بها في مقعد صدق عند مليك مقتدر
منقول..
تعليق