إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

صور من حياة التابعين متجدد ان شاء الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • صور من حياة التابعين متجدد ان شاء الله




    هذا الموضوع يعرض صُوراً مُشرقة من حياة مجموعة من أعلام التابعين الذين عاشوا قريباً من عصر النُبوة ؛ وتتلمذوا على أيدي رِجال المدرسه المُحمديه الأولى ...

    فإذا هم صُورة لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى رُسوخ الإيمان والتعالى عن عرض الدنيا والتفاني فى مرضاة الله...

    وكانوا حلقة مُحكمة مُؤثرة بين جيل الصحابه رضوان الله عليهم وجيل أئمة المذاهب ومن جاء بعدهم .

    تـابعـــونــــا
    حياة التــــــــــــــــــــــــــــابعين









    الموضوع منقووووول للامانة
    التعديل الأخير تم بواسطة khadeja; الساعة 31-10-2013, 12:18 AM.
    عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا

  • #2
    رد: صور من حياة التابعين






    §¤°^ عطاء بن أبي رباح ^°¤§

    ((ما رَأيتُ أحداً يُريدُ بالعلمِ وَجهَ اللهِ عزَ وجل غير هؤُلاءِ الثلاثةِ :عَطاءٌ وَطَاووسٌ...ومُجاهِدٌ))


    [سَلَمةُ بنُ كُهَيلٍ]
    حدث محمد بن سوقة ( أحد علماء الكوفة وعُبادها ) جماعة من زواره ..

    قال: ألا أسمعكم حديثًا لعله ينفعكم كما نفعني

    قالوا: بلى

    قال: نصحني عطاء بن أبي رباح ذات يوم

    فقال: يا بن أخي...

    إن الذين من قبلنا كانوا يكرهون فضول الكلام.


    فقلت: وما فضول الكلام عندهم؟

    فقال: كانوا يعدون كل كلام فضولًا ما عدا كتاب الله عز وجل أن يُقرأ ويُفهم

    وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُروي ويُدري( يٌفهم )

    أو أمرًا بمعروف ونهيًا عن منكر أو علمًا يُتقرب به إلى الله تعالى

    أو أن تتكلم بحاجتك ومعيشتك التي لابد لك منها.

    ثم حدق إلي وجهي ( حدد النظر إلي وجهي ) وقال: أتُنكرون - وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ ﴿١٠﴾ كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) – سورة الإنفطار

    وأن مع كل منكم ملكين ِ " عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ﴿١٧﴾ مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴿١٨﴾ " سورة ق

    ثم قال: أما يستحي أحدنا لو نُشرت عليه صحيفته التي أملاها صدر نهاره ( أول نهاره ) فوجد أكثر ما فيها ليس من أمر دينه ، ولا أمر دنياه.....

    عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا

    تعليق


    • #3
      رد: صور من حياة التابعين

      وعليكم السلام ورحمة الله

      اللهم بارك

      جزاكِ الله كل خير


      ربِّ خذ من حياتي حتى ترضى، واجعل كل سكنة وكل حركة وكل لحظة طَرْفٍ فيك ولك!

      تعليق


      • #4
        رد: صور من حياة التابعين

        تعليق


        • #5
          رد: صور من حياة التابعين




          §¤°^ عامر بن عبد الله التميمي ^°¤§

          (( انتَهى الزُّهدُ إلى ثمانية في مُقدِّمتِهِم عَامِر بنُ عَبدِ اللهِ التَّمِيمِىٌّ ))


          [ عَلْقَمَةُ بنُ مَرْثِدٍ ]
          كان من أخبار عامر بن عبد الله التميمي ما حدَّث به أحد أبناء البصرة
          قال:

          سافرت في قافلة فيها عامر بن عبد الله,

          فلما أقبل علينا الليل نزلنا بغيضة ( مجتمع الشجر في مغيض الماء ) ...


          فجمع عامر متاعه وربط فرسه بشجرة وطوَل له زمامه ( الرسن ، وهو الحبل الذى تقاد به الدابة )

          وجمع له من حشائش الارض ما يشبعه وطرحه أمامه ..

          ثم دخل الغيضة واوغل فيها ( أبعد وتوارى )

          فقلت في نفسي:

          والله لاتبعنه ولانظرن ما يصنع في اعماق الغيضة هذه الليلة.

          فمضى حتى انتهى الى رابية ملتفة الشجر مستورة عن الاعين

          فاستقبل القبلة وانتصب قائماً يصلي


          فما رأيت احسن من صلاته ولا اكمل ولا اخشع ..

          فلما صلى ما شاء الله له ان يصلي,طفق يدعو ( أخذ يدعو ) الله ويناجيه , فكان مما قاله:

          " إلهي لقد خلقتني بأمرك,واقمتني في بلايا هذه الدنيا بمشيئتك

          ثم قلت لي:

          استمسك ( اضبط نفسك ) ..


          فكيف استمسك ان لم تمسكني بلطفك يا قوي يا متين؟


          إلهي أنك تعلم ان لو كانت لي هذه الدنيا بما فيها ثم طُلبت مني مرضاة لك لوهبتها لطالبها

          فهب لي نفسي يا ارحم الراحمين ..

          إلهي اني احببتك حباً سهل علي كل مصيبة,ورضاني بكل قضاء..

          فما أبالي مع حبي لك ما أصبحت عليه وما أمسيت فيه. "



          قال الرجل البصري:

          ثم غلبني النعاس فاسلمت جسمي الى الكرى ( النوم )

          ثم ما زالت انام واستيقظ ,وعامر منتصب في موقفه ,

          ماضٍ في صلاته ومناجاته حتى تنفس (ظهر ) الصبح.

          فلما بدا له الفجر أدى المكتوبة ( الصلاة ) ,ثم أقبل يدعو فقال:

          اللهم ها قد اصبح الصبح وطفق الناس يغدون و يروحون؛ يبتغون من فضلك
          إن لكل منهم حاجة..

          أن حاجة عامر ان تغفر له..

          اللهم فاقضِ حاجتى وحاجاتهم يا اكرم الاكرمين..

          اللهم إني سألتك ثلاثاً فاعطيتني اثنتين ومنعتني واحدة..

          اللهم فاعطينها حتى اعبدك كما احب وأريد.



          ثم نهض من مجلسه فوقع بصره عليَّ,فعلم بمكاني منه في تلك الليلة ,

          فجزع (خاف واغتم ) لذلك اشد الجزع وقال لي فى اسى (حزن ) :-


          أراك كنت ترقبني الليلة يا اخا البصرة؟!

          فقلت :نعم

          فقال:استر ما رايت مني ستر الله عليك.

          فقلت:والله لتحدثني بهذه الثلاث التي سألتها ربك ,أو لاخبرن الناس بما رأيته منك.

          فقال: ويحك , لا تفعل.

          فقلت: هو ما أقول.

          فلما رأى إصراري قال:أحدثك على ان تعطيني عهد الله وميثاقه الا تخبر احدا.

          فقلت:لك علي عهد الله وميثاقه الا افشي لك سراً ما دمت حياً.



          فقال:لم يكن شئ اخوف علي في ديني من النساء,فسألت ربي ان ينزع من قلبي حبهن,

          فاستجاب لي حتى صرت ما أبالي ( ما اهتم ) هل أمرأة رأيت أم جداراً..

          فقلت:هذه واحدة ,فما الثانية؟


          فقال:الثانية ,أني سألت ربي الا اخاف احداً غيره,فاستجاب لي,

          جتى انى والله لاارهب شيئاً في الارض ولا في السماء سواه.

          قلت :فما الثالثة؟

          فقال:سألت ربي ان يذهب عني النوم حتى اعبده باليل والنهار كما اريد,فمنعني هذه الثالثة.


          فلما سمعت منه ذلك قلت له:


          رفقاً بنفسك, فأنك تقضي ليلك قائماً,وتقطع نهارك صائماً..

          وإن الجنة تُدرك باقل مما تصنع..


          إن النار تُتقى باقل مما تعاني.

          فقال:إني لاخشى ان اندم حيث لا ينفع الندم..


          والله لاجتهدن في العبادة ما وجدت الى الاجتهاد سبيلا..

          فإن نجوت فبرحمة الله..


          وإن دخلت النار فبتقصيري.

          عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا

          تعليق


          • #6
            رد: صور من حياة التابعين

            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            جزانا واياكم
            بارك الله فيكم

            نرجو منكم اذا تكرمتم ان تقوموا بعمل فهرس فى اول المشاركة باسماء التابعين
            جزاكم الله خيرا
            عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا

            تعليق


            • #7
              رد: صور من حياة التابعين



              §¤°^عـروة بن الزبيـر ^°¤§

              (( مَنْ سرَّهُ أنْ ينظُرَ إلى رَجُلٍ مِن أهْلِ الجنَّةِ ....فلينْظُر إلى عُرْوَةَ بن الزُّبَيرِ ))




              [ عبْدُ المَلِكِ بنُ مرْوَانَ ]
              قد كان عروة بن الزبير _رضوان الله عليه_ سخى اليد سمحاً جواداً ..

              ومما أُثر عنه أنه كان له بستان من أعظم بساتين المدينة ..

              عذب المياه , ظليل الأشجار , باسق النخيل ...

              وكان يسور بستانه ( يجعل لبستانه سوراً ) طوال العام

              لحماية أشجاره من أذى الماشية ، وعبث الصبية ..

              حتى إذا آن أوان الرطب (
              ثمر النخيل قبل أن يصير تمراً ) و أينعت الثمار

              وطابت واشتهتها النفوس ...كسر حائط بستانه فى أكثر من جهه

              ليجيز للناس دخوله

              فكانوا يلمون به (
              يدخلونه) ذاهبين آيبين

              ويأكلون من ثمره ما لذ لهم الاكل

              ويحملون منهم ما طاب لهم الحمل

              وكان كلما دخل بستانه هذا ..
              . ردد قوله عز وجل :-

              "
              ولولا اذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة الا بالله "
              ﴿39الكهف


              عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا

              تعليق


              • #8
                رد: صور من حياة التابعين متجدد ان شاء الله

                وعليكم السلام ورحمة الله

                بارك الله فيكم وجزاكم كل خير

                طرح قيم

                خير قدوة




                تعليق


                • #9
                  رد: صور من حياة التابعين متجدد ان شاء الله

                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                  وفيكم بارك الله
                  جزاكم الله خيرا وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال
                  عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا

                  تعليق


                  • #10
                    رد: صور من حياة التابعين متجدد ان شاء الله



                    §¤°^
                    الربيع بن الخثيم^°¤§

                    (( يَا أَبَا يَزِيدَ ؛
                    لَوْ رَآكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم..... لَأَحَبَّكَ ))


                    [ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودِ ]

                    قال هلال بن إساف لضيفه منذر الثوري :

                    ألا امضي بك يا منذر إلى الشيخ لعلنا نؤمن ساعة ؟

                    قال منذر : بلى ...

                    فو الله ما أقدمني إلى " الكوفة " إلا الرغبة في لقاء شيخك الربيع بن خثيم

                    والحنين للعيش ساعة في رحاب ايمانه .

                    ولكن هل استأذنت لنا عليه ؟....

                    فقد قيل لي : انه منذ اصيب بالفالج ( مرض يعرف الآن بالشلل النصفي ) لزم بيته

                    وانصرف إلى ربه وعزف ( زهد ) عن لقاء الناس


                    فقال هلال : إنه لكذلك منذ عرفته الكوفة وإن المرض لم يغير منه شيئاً

                    فقال منذر : لا بأس ...

                    ولكنك تعلم أن لهؤلاء الاشياخ امزجة ( طبائع وأحوال ) رقيقة

                    فهل ترى أن نبادر الشيخ فنسأله عما نريد ؟ ...



                    ام نلتزم الصمت فنسمع منه ما نريد ؟

                    فقال هلال : لو جلست مع الربيع عاما بأكمله فانه لا يكلمك إذا لم تكلمه

                    ولا يبادرك اذا لم تسأله ...

                    فهو قد جعل كلامه ذكرا ، وصمته فكرا .

                    فقال منذر : فلمنضِ اليه اذا على بركة الله .

                    ثم مضيا الى الشيخ ... فلما صار عنده سلما وقالا :

                    كيف اصبح الشيخ ؟

                    فقال : اصبح ضعيفا مذنبا، ياكل رزقه .. وينتظر اجلـه .

                    فقال له هلال : لقد أمَّ ( جاء ) الكوفة طبيب حاذق ، افتأذن بأن أدعوه لك ؟

                    فقال : يا هلال إني لأعلم ان الدواء حق ...

                    ولكني تأملت عاداً وثمودا واصحاب الرس وقرونا بعد ذلك كثيرا

                    ونظرت في حرصهم على الدنيا ورغبتهم في متاعها

                    وقد كانوا أشد منا بأسا وأعظم قدرة ..

                    وقد كان فيهم اطباء وفيهم مرضى ...

                    فلا المداوي بقى ولا المداوى !! .

                    ثم تنهد تنهيداً عميقا وقال :

                    ولو كان هذا هو الداء لتداوينا منه .

                    فاستأذن منذر وقال : فما الداء اذاً يا سيدي الشيخ ؟!

                    فقال : الداء الذنوب ....

                    فقال منذر : وما الدواء ؟

                    قال : الدواء الاستغفار .

                    فقال منذر : وكيف يكون الشفاء ؟ .

                    فقال : بأن تتوب ثم لا تعود ...

                    ثم حدق فينا وقال : السرائر .. السرائر

                    عليكم بالسرائر اللاتي تخفى عن الناس وهن على الله تعالى بوادٍ ( ظاهرة )
                    التمسوا دواءهنَّ

                    فقال منذر : وما دواؤهن ؟

                    فقال الشيخ : التوبة النصوح ..

                    ثم بكى حتى بللت دموعه لحيته

                    فقال له منذر : اتبكي وأنت أنت ؟!

                    فقال : هيهات ..

                    لم لا ابكي ؟ وقد ادركت قوما نحن في جنبهم لصوص ( يقصد الصحابة رضوان الله عليهم )

                    قال هلال : وفيما نحن كذلك إذ دخل علينا ابن الشيخ فحيـّـا وقال :

                    يا ابتِ إن إمي قد صنعت لك خبيصاً ( حلوى ) وجودته ...

                    وانه ليجبر قلبها ان تأكل منه . فهل اتيك بـه ؟

                    فقال : هاته .

                    فلما خرج ليحضره .. طرق الباب سائل ، فقال : ادخلوه

                    فلما صار في صحن الدار ( باحتها ) نظرتُ إليه ، فاذا هو رجل كهل ممزق الثياب

                    قد سال لعابه على ذقنه ، وبدا من ملامح وجهه انه معتوه .


                    فما كدت ارفع بصري عنه حتى اقبل ابن الشيخ بصحفة الخبيص ،

                    فأشار إليه أبوه : ان ضعها بين يدي السائل .

                    فوضعها بين يديه .. فأقبل عليها الرجل ، وجعل يتلهم ما فيها التهاماً

                    ولعابه يسيل فوقها ... فما زال يأكل حتى أتى على ما في الصحفة كله .

                    فقال له ابنه : رحمك الله يا أبت لقد تكلفت امي وصنعت لك هذا الخبيص ..

                    وكنا نشتهي ان تأكل منه فأطعمته لهذا الرجل الذي لا يدري ماذا أكل

                    فقال يا بني : اذا كان هو لا يدري ، فإن الله يدري

                    ثم تلا قوله جل وعز " لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ " { آل عمران 92 }

                    وفيما هو كذلك إذ دخل عليه رجل من ذوي قرباه وقال :


                    يا ابا يزيد ، قتل الحسين بن فاطمة عليه وعلى أمه السلام


                    فقال : إنا لله وانا اليه راجعون

                    ثم تلا قوله تعالى ( قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ){ الزمر 46 }

                    لكن الرجل لم يشفه كلامه ، فقال له :

                    ماذا تقول في قتله ؟

                    فقال : أقول إلى الله إيابهم وعلى الله حسابهم .

                    قال هلال : ثم إني رأيت وقت الظهر قد اقترب فقلت للشيخ : اوصني .

                    فقال : لا يغرنك يا هلال كثرة ثناء الناس عليك ، فإن الناس لا يعلمون منك إلا ظاهرك ...

                    واعلم انك صائرٌ الى عملك ...

                    وإن كل عملٍ لا يبتغي به وجه الله يضمحل ( يتلاشى )

                    فقال منذر : وأوصني أنا أيضا جزيت خيرا ..

                    فقال : يا منذر . اتق الله فيما علمت ... وما استؤثر عليك بعلمه فكِلهُ إلى عالمه ..

                    يا منذر ، لا يقل أحدكم : اللهم إني أتوب إليك ثم لا يتوب فتكون كذبة ...

                    ولكن ليقل : اللهم تب عليَّ فيكون دعاء .


                    واعلم يا منذر أنه لا خير في كلامٍ إلا في تهليل الله ..

                    وتحميد الله ...

                    وتكبير الله ...

                    وتسبيح الله ...

                    وسؤالك من الخير ...

                    وتعوذك من الشر ...

                    وامرك بالمعروف ...

                    ونهيك عن المنكر ...

                    وقراءة القران ...

                    فقال له منذر : لقد جالسناك فما سمعناك تتمثل بالشعر ، وقد رأينا بعض أصحابك يتمثلون به

                    فقال : ما من شئ تقوله هنا ( في الدنيا ) إلا كتب وقرئ عليه هناك ( في الآخرة ) ...

                    وأنا أكره ان أجد في كتابي بيت شعر يقرأ على يوم يقوم الحساب .

                    ثم التفت الينا جميعا وقال :

                    أكثروا من ذكر الموت فهو غائبكم المرتقب ...

                    وان الغائب إذا طالت غيبت أوشكت أوبته وترقبه ذووه .

                    ثم استعبر وقال : ماذا نصنع غدا
                    ( إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا ﴿21﴾ وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ﴿22﴾ وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ۚ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّىٰ لَهُ الذِّكْرَىٰ ﴿23﴾ ) { الفجر 21 - 23}


                    قال هلال : وما كاد الربيع ينتهي من كلامه حتى اذن للظهر، فاقبل على ابنه وقال :

                    هيا نجب داعي الله ..

                    فقال لنا ابنه : أعينوني على حمله إلى المسجد جزيتم خيرا .

                    فرفعناه فوضع يداه على كتف ابنه ويسراه على كتفي وجعل يتهادى بيننا ورجلاه تخطان على الارض خطا .

                    فقال له المنذر : يا أبا يزيد ، لقد رخص الله لك فلو صليت في بيتك !!

                    فقال : انه كما تقول ...

                    ولكني سمعت المنادي يقول حي على الفلاح ... حي على الفلاح

                    فمن سمع منكم المنادي يدعوه إلى الفلاح ..فليجبه ولو حبواً .

                    عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا

                    تعليق


                    • #11
                      رد: صور من حياة التابعين متجدد ان شاء الله



                      §¤°^
                      إياس بن معاوية المزنى^°¤§
                      (( إِقْدَامُ عَمْرو فِي سَمَاحَةِ حَاتِم فِي حِلْمِ أَحْنَفَ فِي ذكاء إياس ))



                      [ أبو تمام ]

                      كان أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز حائراً بين اثنين

                      من منهم أحق بولاية القضاء فى البصرة ؟

                      وكان هذان الرجلان هما :-

                      الاول: أياس بن معاويه المزنى

                      والثانى : هوالقاسم بن ربيعه الحارثى


                      ففى صباح اليوم استدعى امير المؤمنين عمر بن عبد العزيز عدى بن أرطاة

                      واخبره بان يجتمع بالاثنين القاسم ابن ربيعه وإياس بن معاويه

                      وأن يحدثهم فى قضاء البصرة وأن يولى أحدهما


                      جمع عدى بن أرطا الاثنين

                      واخبرهما بان امير المؤمنين عمروبن عبد العزيز امرنى انا أجتمع بكما

                      وأولى أحدكما قضاء البصرة

                      فماذا تريان؟؟؟


                      فقال كلا منهما عن صاحبه أنه هو الحق بهذا المنصب

                      وذكر من فضله وعلمه ماشاء الله أن يذكر

                      قال عدى :لن تخرجا من مجلسى حتى تحسما الامر

                      قال له إياس: سل عنى وعن القاسم فقيهى البصره الحسن البصرى و محمد بن سيرين .... فهما القدر على التميز بيننا .

                      وكان القاسم يزورهما ويزورونه

                      اما إياس فكانت لاتوجد بهم أى صلة أوعلاقة بينهما .

                      فعلم القاسم ان إياس اراض أن يورطه....

                      وإذا الأميرعدى استشارهما أشار به دون صاحبه......

                      فما كان منه إلا أن التفت الى الأميرعدى وقال له :

                      لا تسأل عنى ولا عنه _ايها الامير_ فوالله الذى لا إله إلا هو

                      إن إياساً أفقه منى فى دين الله ...

                      واعلم بالقضاء...

                      فإن كنت كاذبا فى قسمى هذا ؛ فما يحل لك ان تولينى القضاء وانا اقترف
                      (اى اختلق)الكذب...

                      وان كنت صادقا فلايجوز لك عن تعدل عن الفاضل الى المفضول......

                      فالتفت إياس إلى الأمير وقال له :-

                      أيها الامير..... إن جئت برجلا ودعوته الى القضاء

                      فأوقفته على شفير جهنم
                      (اى حافه جهنم) فنجى نفسه منها ؛ بيمين كاذبه ؛

                      لايلبث ان يستغفر الله منها وينجوا بنفسه مما يخاف .

                      فقال لله الامير عدى : ان من يفهم مثل فهمك هذا لجدير بالقضاء حري به (أهل له)

                      ثم ولاه قضاء البصرة

                      تـــــــــابعونا


                      عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا

                      تعليق


                      • #12
                        رد: صور من حياة التابعين متجدد ان شاء الله



                        §¤°^عمر بن عبد العزيز وابنه عبد الملك^°¤§

                        (( أما علمت أن لكل قوم نجيباً وأن نجيب بنى أميةعمر بن عبد العزيز ... وأنه يبعث يوم القيامة أمة وحده))


                        [ محمد بن على بن الحسين ]

                        " الموقف الأول :لعمر بن عبد العزيز "
                        ماكاد التابعى الجليل عمر بن العزيز ينفض يديه من تراب سلفه ( الخليفة الذى قبله ) سليمان بن عبد الملك

                        ؛ حتى سمع للارض - من حوله - رجة .


                        فقال : ماهذه ؟


                        فقالوا : هذه مراكب الخلافة – يا أمير المؤمنين - قد أُعدت لك لتركبها ...

                        فنظر إليها عمر بطرف عينيه

                        وقال بصوته المتهدج
                        ( المرتعش المتقطع ) الذى نهكه ( أضناه ) التعب ، و أذبله السهر :

                        مالى ولها ؟! ...


                        نحٌّوها عنى بارك الله عليكم ..


                        وقربوا لى بغلتى فإن لى فيها بلاغاً( كفاية )


                        ثم إنه ما كاد يستوى على ظهر البغلة حتى جاء صاحب الشٌرط ( رئيس الشرط ومديرهم ) ليمشي بين يديه ..

                        ومعه ثلةٌ
                        (جماعة ) من رجاله اصطفوا عن يمينه وعن شماله

                        وفي أيديهم حرابهم اللامعة


                        فالتفت إليهم وقال : مالى بك وبهم حاجة ...

                        فما أنا إلا رجل من المسلمين .. أغدو كما يغدون وأروح كما يروحون



                        ثم سار وسار الناس معه حتى دخل المسجد ، ونودى في الناس :


                        الصلاة جامعة الصلاة جامعة .


                        فتسايل الناس على المسجد من كل ناحية ...

                        فلما اكتمات جموعهم ، قام فيهم خطيباً .


                        فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه ثم قال :

                        أيها الناس أنى قد ابتليت بهذا الأمر(أى بالخلافة )

                        على غير رأى منى فيه
                        ( لم يطلب الخلافة ولم يعلم أن سلفه عهد بها اليه )..

                        ولا طلب له ولا مشوة بين المسلمين ..
                        وإنى خلعت ما في أعناقكم من بيعتى( جعلتكم في حل منها )


                        فاختاروا لأنفسكم خليفة ترضونه


                        فصاح الناس صيحة واحدة :


                        قد اخترناك يا أمير المؤمنين ورضينا بك ... فَلِ أمرنا( فتولَّ أمرنا ) باليمين والبركة .


                        فلما رأى أن الأصوات قد هدأت والقلوب قد اطمئنت حمد الله كرةً أخرى (مرة ثانية )

                        وأثنى عليه وسلم على محمد عبده ورسوله .


                        وطفق يحض الناس على التقوى .. ويزهدهم في الدنيا .. ويرغبهم في الآخرة


                        ويذكرهم بالموت بلهجة تستلين القلوب القاسية .. وتستدر الدموع العاصية

                        وتخرج من فؤاد صاحبها فتستقر في أفئدة السامعين ..

                        ثم رفع صوته المتعب حتى أسمع الناس جميعا وقال :


                        أيها الناس من أطاع الله وجبت طاعته ..

                        ومن عصى الله فلا طاعة له على أحد ..


                        أيها الناس أطيعونى ما أطعت الله فيكم ..

                        فإذا عصيت الله فلا طاعة لى عليكم .


                        ثم نزل عن المنبر واتجه إلى بيته وأوى إلى حجرته .

                        فقد كان يبتغى أن يصيب ساعة من الراحة ؛ بعد ذلك الجهد الجاهد ( العناء الشديد ) الذى كان فيه منذ وفاة الخليفة .

                        لكن عمر بن عبد العزيز ماكاد يسلم جنبه إلى مضجعه ...

                        حتى أقبل عليه ابنه عبد الملك – وكان يومئذٍ يتجه نحو السابعة عشرة من عمره – وقال :

                        ماذا تريد ان تصنع يا أمير المؤمنين ؟


                        فقال : أى بنى ( يابنى ) أريد أن أغفو ( أنام نومة خيفة ) قليلا فلم تبق في جدي طاقة ( قوة )


                        قال : أتغفو ؟ قبل أن ترد المظالم (ما أخذ من مال الناس ظلما ) إلى أهلها يا أمير المؤمنين ؟



                        فقال :أى بنى ، إنى سهرت البارحة ( الليلة السابقة ) في عمك سليمان ..

                        وإنى إذا حان الظهر صليت في الناس ، ورددتُ المظالم إلى أهلها إن شاء الله



                        فقال : ومن لك ( ومن يضمن لك ) يا أمير المؤمنين بأن تعيش إلى الظهر ؟!

                        فألهبت هذه الكلمة عزيمة عمر ..وأطارت النوم من عينيه ...

                        وبعثت القوة والعزم في جسده المتعب ، وقال :

                        أُدن منى أى بنى

                        فدنا منه ، فضمه إليه وقبل ما بين عينيه ، وقال :



                        الحمد لله الذى أخرج من صلبي( من نسلى )من يعيننى على دينى .


                        ثم قام ، وأمر أن ينادى في الناس :


                        ألا من كانت له مظلمة فليرفعها ..

                        & &

                        الموقف الثانى : لعبد الملك:-

                        حدث ميمون بن مهران -وزير عمر بن عبد العزيز وقاضيه ومستشاره - قال :


                        دخلت على عمر بن عبد العزيز ، فوجدته يكتب رسالةً إلى ابنه عبد الملك

                        يعظه فيها وينصحه ويبصره ويحذره وينذره ويبشره ..


                        وكان مما جاء فيها قوله :


                        أما بعد ... فإن أحق من وعى عنى وفهم قولى لأنت .


                        وإن الله – وله الحمد – قد أحين إلينا في صغير الأمر وكبيره .



                        فاذكر يابنى فضل الله عليك وعلى والديك .



                        وإياك والكبر( التجبر) و العظمة ؛ فإنها من عمل الشيطان .


                        وهو للمؤمنين عدوٌ مبين ..

                        واعلم أنى لم أبعث إليك بكتابي هذا لأمرٍ بلغنى عنك..

                        فما عرفت من أمرك إلا خيراً ..


                        غير أنه بلغنى عنك شئٌ من إعجابك بنفسك ..

                        ولو أن هذا الإعجاب خرج بك إلى ما أكره ، لرأيت منى ماتكره .


                        ثم التفت إلىّ عمر وقال :

                        ياميمون ، إن ابنى عبد الملك قد زُين في عينى ، وإنى أتهم نفسي في ذلك ،

                        وأخاف أن يكون حبي له قد غلب على علمى به .. وأدركنى ما يدرك الآباء من العمى عن عيوب أولادهم ..



                        فسِر إليه واسبِر غوره( اختبر حقيقته وانفذ إلى خفاياه ) ..

                        وانظر هل ترى فيه نا يشبه الكبر والفخر .. فإنه غلام حدث ، ولا آمن عليه الشيطان .


                        قال ميمون :


                        فشددت الرحال ( سافرت )إلى عبد الملك حتى قدمت عليه ..

                        فاستأذنت ودخلت ، فإذا غلام في مقتبل العمر .. ريَّان الشباب..

                        بهى الطلعة ، جمُّ التواضع
                        ( شديد التواضع )

                        قد جلس على حشية
                        (فراش محشو ) بيضاء فوق بساط من شعر .


                        فرحب بي ثم قال :


                        لقد سمعت ُ أبي يذكرك بما أنت أهل له من الخير ، وإنى لأرجو أن ينفع الله بك .


                        فقلت له : كيف تجد نفسك ؟


                        فقال : بخير من الله – عزوجل – ونعمة ..

                        غير أنى أخشى أن يكون قد غرنى حسن ظن والدى به

                        وأنا لم أبلغ من الفضل كل مايظن ...

                        وأنى لأخاف أن يكون حبه لى قد غلبه على معرفته بي ... فأكون آفة عليه .


                        فعجبتُ من اتفاقهما ..


                        ثم قلت له : أعلمنى من أين معيشتك ؟.



                        فقال : من غلة أرضٍ اشتريتها ممن ورثها عن أبيه

                        ودغعت ثمنها من مالٍ لا
                        شبهة ٍ( كل مايلتبس فيه الحق بالباطل والحلال بالحرام ) فيه

                        فاستغنيت
                        بذلك عن فئ ( الخراج )المسلمين .


                        قلت : فماطعامك ؟.


                        فقال : ليلة لحم .. وليلة عدس وزيت ..

                        وليلة خل وزيت ..
                        وفي هذا بلاغ ( وفي هذا ما يكفي من العيش )


                        فقلت له : أفما تعجبك نفسك ؟.


                        فقال :قد كان فِيَّ شيء من ذلك ..



                        فلما وعظنى أبي بصرني بحقيقة نفسي ، وصغرها عندى

                        وحط من قدرهاقدرها في عينى . فنفعنى الله عز وجل بذلك

                        فجزاه الله من والدٍ خيراً .



                        فقعدتُ ساعةً أحدثه ، وأستمتع بمنطقه ، فلم أر فتى كان أجمل وجها ..

                        ولا اكمل عقلا .. ولا أحسن أدبا منه على حداثة سنه وقلبة تجربته .


                        فلما كان آخر النهار ، آتاه غلام فقال :

                        أصلحك الله قد فرغنا ..


                        فسكت ...


                        فقلتُ : ماهذا الذى فرغوا منه ؟؟


                        قال : الحَمّام .


                        قلتُ : وكيف ؟


                        قال :أخلوه لى من الناس .


                        فقلتُ : لقد كنت وقعت من نفسي موقعاً عظيما حتى سمعت هذا ..


                        فذُعر( خاف )واسترجع ( قال إنا لله وأنا إليه راجعون ) وقال :

                        وما في ذلك ياعم ُ يرحمك الله ؟!


                        قلتُ : الحَمّام لك ؟!!


                        قال :لا


                        قلتُ : فما دعاك أن تخرج منه الناس ؟!


                        كأنك تريد بذلك أن ترفع نفسك فوقهم وأن تجعل لهم قدرا يعلو على أقدارهم


                        ثم إنك تؤذى صاحب الحمام في غلة ( الدخل ) يومه ، وترجع من أتى حمامه خائباً .


                        قال : أما صاحب الحمام فأنا أرضيه وأعطيه غلة يومه .


                        قلت :

                        هذه نفقة سرف خالطعها كبر .. وما يمنعك أن تدخل الحمام مع الناس وأنت كأحدهم ؟.


                        قال :

                        يمنعنى من ذلك أن طائفة من رعاع ( سفلة ) الناس يدخلون الحمام بغير أُزر( أستار )

                        فأكره رؤية عوراتهم ..وأكره أن أكبرهم على وضع الأزر..

                        فيأخذوا ذلك على أنه اقتدارا منى عليهم
                        بالسلطان الذى أسأل الله أن يخلصنا منه كفافا لا علينا ولا لنا .
                        .


                        فعِظنى رحمك الله عِظَةً أنتفع بها .. واجعل لى مخرجاً من هذا الأمر .



                        فقلتُ :

                        انتظر حتى يخرج الناس من الحمام ليلا ويعودوا إلى بيوتهم ثم ادخله ..




                        قال :

                        لا جَرَمَ ( اعاهد وأقسم )



                        لا أدخله نهاراً أبداً بعد اليوم ، ولولا شدة برد هذه البلاد مادخلته أبدا .



                        وأطرق قليلا كأنما يفكر في أمر .


                        ثم رفع رأسه إلى وقال :



                        أقسمت عليك لتطوينَّ ( لتكتمنَّ ) هذا الخبر عن أبي

                        فإنى أكره أن يظل ساخطاً على َّ

                        وإنى لأخشى أن يحول الأجل دون الرضا منه .




                        قال ميمون :



                        فأردت عند ذلك أن أسبر عقله ، فقلت له :



                        إن سألنى أمير المؤمنين : هل رأيت منك شيئاً ؟ فهل ترضى لى أن أكذب عليه ؟.



                        فقال :لا .. معاذ الله .. ولكن قل له :



                        رأيت منه شيئاً فوعظته وكبرته في عينه ، فسارع إلى الرجوع عنه

                        فإن أبي لا يسألك عن كسف ما لم تظهره له

                        لأن الله جلَّ وعزَّ أعاذه من البحث عما استتر .





                        قال ميمون : فلم أر والدا قط ولا ولدا مثلهما يرحمهما الله .

                        تــــــــابعونا

                        عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا

                        تعليق


                        • #13
                          رد: صور من حياة التابعين متجدد ان شاء الله

                          بارك الله فيكم سلسلة مفيدة جدا

                          اسئلكم الدعاء ﻻخي بالشفاء العاجل وان يمده الله بالصحة والعمر الطويل والعمل الصالح

                          تعليق


                          • #14
                            رد: صور من حياة التابعين متجدد ان شاء الله

                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                            وفيكم بارك الله اختنا الفاضلة
                            عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا

                            تعليق


                            • #15
                              رد: صور من حياة التابعين متجدد ان شاء الله




                              §¤°^ الحَسَنُ البَصْرِيُّ ^°¤§
                              (( كيـف يضـل قـوم فيهـم
                              .... مثـل الحسـن البصـري ؟! ))


                              [ مَسْلَمَةُ بن عبد الملك]

                              بعد أن انتقل الخليفة عمر بن عبد العزيز إلى جوار ربه

                              وآلت الخلافة ( صارت إليه وتولاها ) إلى يزيد بن عبد الملك

                              ولى على ((العراق)) عمر بن هبيرة الفرازي

                              ثم زاده بسطة في السلطان فأضاف إليه ((خرسان)).

                              وسار يزيد في الناس سيرة غير سيرة سلفه العظيم..

                              فكان يرسل إلي عمر بن هبيرة بالكتاب تلو الكتاب

                              ويأمره بإنفاذ ما فيها
                              ( إجراء مافيها ) ولو كان منافيا للحق أحياناً.





                              فدعا عمر بن هبيرة كلا من الحسن البصري وعامر بن شراحبيل المعروف بالشعبي

                              وقال لهما:

                              "إن أمير المؤمنين يزيد بن عبد الملك أستخلفه الله على عباده

                              وأوجب طاعته على الناس

                              وقد ولاني ما ترون من أمر ((العراق))

                              ثم زادني فولاني ((فارس))

                              وهو يرسل إلى أحياناً كتبا يأمرني فيها بإنفاذ ما لا اطمئن إلى عادلته..

                              فهل تجدان لي متابعتي إياه مخرجاً في الدين؟ "




                              فأجاب الشعبي جوابا فيه ملاطفة للخليفة ومسايرة للوالي

                              والحسن ساكت
                              ...

                              فالتفت عمر بن هبيرة الى الحسن وقال:

                              "وما تقول أنت يا أبا سعيد"

                              فقال:

                              "يا بن هبيرة خفِ الله في يزيد ولا تخفْ يزيد في الله...

                              واعلم أن الله –عز وجل- يمنعك (يحميك) من يزيد , وان يزيد لا يمنعك من الله...

                              يا بن هبيرة إنه يوشك أن ينزل بك ملك غليظ شديد

                              لا يعصي الله ما أمره ,فيزيلك عن سريرك هذا ,


                              وينقلك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك ...

                              حيث لا تجد هناك يزيد وإنما تجد عملك الذي خالفت فيه رب يزيد.

                              يا بن هبيرة إنك تك مع الله تعالى وفي طاعته ,يكفك بائقة يزيد بن عبد الملك ( يمنع عنك أذى يزيد)

                              في الدنيا والآخرة ..

                              وإن تك مع يزيد في معصية الله تعالى,فان الله يكلك (يتركك) إلى يزيد...

                              واعلم يا بن هبيرة انه لا طاعة لمخلوق _كائنا من كان _في معصية الخالق – عز وجل -."


                              فبكى عمر بن هبيرة حتى بللت دموعه لحيته

                              ومال عن الشعبي إلى الحسن وبالغ في إعظامه وإكرامه .

                              فلما خرجا من عنده توجها إلى المسجد

                              فاجتمع عليهما الناس وجعلوا يسألونهما عن خبرهما مع أمير العراقين (الكوفة والبصرة)
                              .

                              فالتفت الشعبي إليهم وقال:

                              " أيها الناس ؛ من استطاع منكم أن يؤثر (يفضل ) الله عز وجل على خلقه في كل مقام فليفعل...

                              والذي نفسي بيده, ما قال الحسن لعمر بن هبيرة قولا اجهله ,

                              ولكني أردت فيما قلته وجه بن هبيرة وأراد فيما قال وجه الله ,

                              فأقصاني الله عن بن هبيرة وأدناه منه وحببه أليه... "


                              متجدد باذن الله فتـــــابعونا
                              عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا

                              تعليق

                              يعمل...
                              X