بلغ المدينة المنورة فارس في اواخر العقد السادس من عمره. ومضى في ازقتها راكبا جواده قاصداً داره ... وهو لا يدري ان كانت داره ماتزال قائمة على عهده بها أم أن الايام قد فعلت بها فعلها ... فلقد مضى على غيابه عنها ثلاثون عاماً او نحوا من ذلك ... وكان يُسائل نفسه عن زوجته الشابه التي خلفها في تلك الدار: ما فعلت ؟
وعن جنينها الذي كانت تحمله بين جوانحها :
أوضعته ذكرا أم أنثى ؟ ...أحي هو أم ميت ؟ .
وإذا كان حياً ، فما شأنه ؟
وعن ذلك المبلغ الكبير الذي جمعه من غنائم الجهاد
وتركه وديعة عندها
حين مضى مجاهداً في سبيل الله مع الجيوش الإسلامية المتوجهة لفتح( بخارى )و ( سمرقند )وما جاورهما ...
ولقد كانت أزقة المدينة وشوارعها ما تزال عامرة بالغادين والرائحين ... فالناس لم يفرغوا من صلاة العشاء إلا وشيكاً ( قريبا )
لكن أحدا من هؤلاء الناس الذين مر بهم لم يعرفه ولم يأبه له( لم يهتم به )
ولم يلتفت إلى جواده المطهم ولا إلى سيفه المدلى من عاتقه ...
فسكانالمدن الإسلاميةكانوا قد ألفوا منظر المجاهدين الغادين إلى القتال في سبيل الله أو العائدين منه . لكن ذلك كان سبباً في إثارة حزنالفارسوازدياد وساوسه .
وفيما كانالفارسسابحاً في أفكاره هذه
ماضياً يتلمس طريقه في تلك الأزقة التي عراها ( أصابها ) التغيير ...
وجد نفسه فجأة أمام داره ...
وألفى( وجد ) بابها مشقوقا ، فأعجلته الفرحة عن الاستئذان على أهلها ...
وولج من الباب وأوغل في صحن الدار ... سمع رب الدارصرير الباب فأطل من عليته
فرأى في ضوء القمر رجلا متوشحاً سيفه متقلدا رمحه يقتحم عليه في الليل داره . وكانتزوجته الشابة تقف غير بعيد عن مرمى بصرالرجل الغريب . فهب مغضباً ، ونزل إليه حافيا وهو يقول :
أتتستر بجنح الليل يا عدو الله ، وتقتحم منزلي ، وتهجم على حريمي ؟!
واندفع نحوه كما يندفع الأسد الضاري اذا أريد عرينه( بيت الأسد ) بسوء
ولم يدع له فرصة للكلام ... وتواثب كل من الرجلين على صاحبه ، وعلت جلبتهما( ضوضائهما )
وارتفع ضجيجهما وتدفق الجيران على البيت من كل صوب .
فأحطوابالرجل الغريبإحاطة الغل( طوق من حديد ) بالعنق ، وأعانوا جارهم عليه ...
فأمسك به صاحب الدار وأحكم قبضته على خناقه( رقبته )وقال :
والله لا أطلقك – يا عدو الله – إلا عند الوالي . فقال الرجل :
ما أنا بعدو الله ... ولم أرتكب ذنبا ...
وإنما هو بيتي وملك يميني ، وجدت بابه مفتوحاً فدخلته ...
ثم التفت إلى الناس وقال :
يا قوم .. اسمعوا مني
هذا البيت بيتي ... شريته بمالي ...
يا قوم ... أنا ( فروخ )
ألم يبق في الجيران أحد يعرف ( فروخاً ) الذي غدا منذ ثلاثين عاما مجاهدا في سبيل الله ؟!
وكانتوالدة صاحب الدارنائمة ، فاستيقظت على الضجيج
وأطلت من نافذة علّيتها ، فرأت زوجها بشحمه ولحمه . فكادت تعقد الدهشة لسانها ... لكنها ما لبثت أن قالت :
دعوه ... دعه يا ربيعة ... دعه يا ولدي ... إنه أبوك ... انصرفوا عنه يا قوم بارك الله عليكم . حذار يا أبا عبد الرحمن ... إن هذا الذي تتصدى له ولدك وفلذة كبدك( قطعة كبدك ) .
فما كادت كلماتها تلامس الآذان حتى أقبل ( فروخ ) على( ربيعة )
وجعل يضمه ويعانقه ... وأقبل(ربيعة )على( فروخ )وطفق يقبل يديه وعنقه ورأسه ... وانفض عنهما الناس ... ونزلتأم ربيعةتسلم على زوجها
الذي ما كانت تظن ظناً أنها ستلقاه على هذه الأرض
بعد ان انقطعت أخباره مدة تقارب ثلث قرن من الزمان . جلسفروخالىزوجته وطفق يحدثها عن احواله ... ويكشف لها عن اسباب انقطاع أخباره .. ولكنها كانت في شغل شاغل عن كثير مما يقول
فلقد نغص( كدر )عليها فرحتها بلقائه واجتماع شمله بولده ، من غضبته على إضاعة كل ما أودعه لديها من مال ...
كانت تقول في نفسها : ماذا لو سألني الآن عن ذلك المبلغ الكبير الذي تركه أمانة عندي
وأوصاني أن أنفق منه بالمعروف ؟! ...
أيقنعه قولي له : إنني أنفقت ما تركه عندي على تربية ابنه وتعليمه ؟...
وهل تبلغ نفقة ولد ثلاثين ألف دينار ؟!
أيصدق أن يد ابنه أندى من السحاب( أكرم من الغيم الممطر ) وأنه لا يبقي على دينار ولا درهم
وأن المدينة كلها تعلم أنه أنفق على إخوانه الآلاف المؤلفة ؟.
وفيما كانت أم ربيعة في هواجسها( خواطرها ) هذه ، التفت إليها زوجها وقال :
لقد جئتك يا أم ربيعة بأربعة آلاف دينار ... فأخرجي المال الذي أودعته عندك لنضم هذا إليه ، ونشتري بالمال كله بستانا
أو عقاراً نعيش فيه ما امتدت بنا الحياة . فتشغالت عنه ولم تجبه بشئ . فأعاد عليها الطلب وقال :
هيا أين المال حتى أضم إليه ما معي ؟
فقالت : لقد وضعته حيث يجب أن يوضع .. وسأخرجه لك بعد أيام قليلة إن شاء الله . وقطع صوت المؤذن عليهما الحديث .. فهب( فروخ )إلى إبريقه وتوضأ .
ثم مضى مسرعاً نحو الباب وهو يقول :أين ربيعة ؟ فقالوا : سبقك إلى المسجد منذ النداء الأول . ولا نحسب أنك تدرك الجماعة . بلغفروخالمسجد فوجد أنالإمام قد فرغ وشيكا من الصلاة
فأدى المكتوبة ثم مضى نحوالضريح الشريففسلم على رسول الله صلوات الله وسلامه عليه
ثم التقى نحوالروضة المطهرة فقد كانت في فؤاده أشواقٌ إليها ، وحنين إلى الصلاة فيها فتخير لنفسه مكاناً في رحابها النضرة . ثم جعل يتنقل ( يصلي نقلاً ، والنقل : ما زاد عن الفرائض ) فصلى ما شاء أن يصلي ، ثم دعا بما أُلهِم أن بدعو .
ولما هم بمغادرة المسجد ، وجد باحته قد غُصت على رحبها بمجلس من مجالس العلم لم يشهد له نظيراً من قبل . ورأى الناس قد تحلقوا حول شيخ المجلس حلقة إثر حلقة ، حتى لم يتركوا في الساحة موطئاً لقدم . وأجال بصره في الناس ، فإذا فيهم شيوخ معممون ذوو أسنان( ذو أعمار أي كبار السن ) ...
ورجال متوقرون ( مظهرون الوقار ) تدل هيئاتهم على أنهم ذوو أقدارٍ( لهم منزلة وشأن ) ...
وشبان كثيرون قد جثوا على ركبهم ، وأخذوا أقلامهم بأيديهم
وجعلوا يلتقطون ما يقوله الشيخ كما تُلتقط الدرر ... ويحفظونه في دفاترهم كما تُحفظ الأعلاق ( النفائس التي تقتنى ) النفسية .
وكان الناس متجهين بأبصارهم إلى حيث يجلس الشيخ
منصتين إلى كل ما يلفظ من قول حتى لكأن على رؤوسهم الطير( كناية عن سكوتهم وصمتهم ) ...
وكان المبلغون ينقلون ما يقوله الشيخ فقرة فقرة ، فلا يفوت أحدا شئ من كلامه مهما كان بعيدا .
وحاول ( فروخ ) أن يتبين صورة الشيخ ... فلم يُفلح لموقعه منه وبعده عنه . لقد راعه منه بيانه المشرق ، وعلمه المتدفق ، وحافظته العجيبة . وأدهشه خضوع الناس بين يديه . وما هو إلا قليل حتى ختم الشيخ مجلسه ونهض واقفاً ... فهب الناس متجهين نحوه وتزاحموا عليه ، وأحاطوا به ، واندفعوا وراءه
يشيعونه ( يودعونه ) إلى خارج المسجد .
وهنا التفتفروخ إلى رجل كان يجلس بجانبه وقال :
قل لي بربك من الشيخ ؟!
فقال الرجل باستغراب :أو لست من اهل المدينة ؟ . فقال فروخ :بلى
فقال الرجل :وهل في المدينة رجل واحد لا يعرف الشيخ ؟! فقالفروخ: أعذرني إذا كنت لا أعرفه . فلقد أمضيت نحواُ من ثلاثين عاماً بعيدا عن المدينة ، ولم أعد إليها إلا أمس ... فقال الرجل :
لا بأس .. اجلس إلي قليلاً لاحدثك عن الشيخ . ثم قال :
إن الشيخ الذي استمعت إليه سيد من سادات التابعين .. وعلم من أعلام المسلمين . وهو محدث المدينة وفقيهها وإمامها على الرغم من حداثة سنه .
فقال فروخ :ما شاء الله لا قوة إلا بالله ..
فأتبع الرجل يقول : وإن مجلسه يضم – كما رأيت – مالك بن أنس
وأبا حنيفة النعمان ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، وسفيان الثوري
وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي ، والليث بن سعد ، وغيرهم وغيرهم . فقال فروخ :غير أنك ..... فلم يتيح له الرجل فرصة لاتمام كلامه ، وأردف( أتبع )يقول :
وهو فوق ذلك كله سيد كريم الشمائل ، موطأ الأكناف ( متواضع رضي الخلق )، سخي اليد ...
فما عرف أهل المدينة أحدا أوفر منه جوداً لصديق وابن صديق ..
ولا أزهد منه في متاع الدنيا ، ولا أرغب منه بما عند الله .
فقال فروخ :ولكنك لم تذكر لي اسمه . فقال الرجل :إنه ربيعة الرأي . فقال فروخ :ربيعة الرأي !! نعم إن اسمه ربيعة .. لكن علماء المدينة وشيوخها دعوه ربيعة الرأي لأنهم
كانوا إذا لم يجدوا لقضية نصاً في كتاب الله أو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لجؤوا إليه .. فيجتهد في الأمر .. ويقيس ما لم يرد فيه نص على ما ورد فيه نص...
ويأتيهم بالحكم فيما أشكل عليهم على وجهٍ تركن إليه النفوس( ترتاح إليه )
وتطمئن له القلوب .
فقال فروخ في لهفة :ولكنك لم تنسبه لي ... فقال الرجل : إنه ( ربيعة بن فروخ ) المكنى بأبى عبد الرحمن ... لقد ولد بعد أن غادر أبوه المدينة مجاهدا في سبيل الله .. فتولت أمه تربيته وتنشئته ...
ولقد سمعت الناس قبيل الصلاة يقولون :
إن أباه عاد الليلة الماضية .
عند ذلك تحدرت من عيني ( فروخ ) دمعتان كبيرتان لم يعرف لهما الرجل سبباً .. فمضى يحث الخطى ( يسرع الخطى )نحو بيته ...
فلما رأته أم ربيعة والدموع تملأ عينيه
قالت :ما بك يا أبا ربيعة ؟ فقال : ما بي إلا الخير ... لقد رأيت ولدنا ربيعة في مقام من العلم والشرف والمجد ما رأيته لأحد من قبل . فاغتنمت أم ربيعة الفرصة وقالت : أيهما أحب إليك ... ثلاثون ألف دينار أم هذا الذي بلغه ولدك من العلم والشرف ؟
فقال : بل والله هذا أحب إلي وآثر( أفضل وأحب ) عندي من مال الدنيا كله .
فقالت : لقد أنفقت ما تركته عندي عليه .. فهل طابت نفسك بما فعلت ؟ فقال : نعم .. وجزيتِ عني وعنه وعن المسلمين خير الجزاء.
§¤°^رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ ^°¤§
(( إن في كِنْدَةَ لثلاثة رجال يُنزل الله بهم الغيث ... وينصر بهم على الأعداء .. أحدهم رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ ))
[ مسلَمة بن عبد الملك ]
وقد كانت لرجاء بن حيوة مع خلفاء بنى ((أمية)) مواقف صدق
مازال يكنها ( يحفظها ) التاريخ فى أزهى صفحاتهويرويها الخلف عن السلف .
ومن ذلك أنه كان ذات يوم فى مجلس عبد الملك بن مروان بن مروان
فوصف للخليفه رجل بسوءِ طويتِهِ ( مايطويه في صدره من نية ) على بنى ((أُمية))
وقيل له :
إِنه يُشَايعُ ابن الزبير ( عبد الله بن الزبير وكان منافس عبد الملك في الخلافة ) وينتصر لهُ....
وذكر له الواشى من افعالِهِ واقوالِهِ ماَ أَ ثَارحفيظتهُ (غضبه )
فقال:
والله لئِن أمكَنَنِى اللهُ منه لأفعلنٌ ،ولأفعَلَنٌ........
ولأضَعَنّ السيف فى عنقهِ.
ولم يمض طويل الوقت حتى أمكنه الله من الرجل ، وسيق إليه سوقاً...
فلما وقعت عيناه عليه ، كاد يتميز من الغيظ وهم بأن ينفذ وعيدهُ به ... فقامَ إليه رجَاَءُ بنُ حيَوَةَ وقال :
ياَ أميرَ المؤمنينَ ....
إن الله جل وعز قد صنع لك ما تُحبهُ من القدره ،فاصنَعَ لله ما يُحبهً من العَفوِ.. فَسَكَنت نَفسُ الخَلِيفَةِ ،وسَكَتَ عنهُ غَضَبُهُ....
والنجاشي هذا لم يكن أسمه وإنما هو لقبه فـ النجاشي لقب يطلق على كل من يحكم بلاد الحبشة
من هو ؟؟؟
النجاشى ...... اسمه أصحمة بن أبجر
كان هو النجاشى ( حاكم الحبشة ) فى وقت بعثة النبى _صلى الله عليه وسلم_ واسلم فى حياة النبى .......لكنه لم يرى النبى ولكنه رأى الصحابة لذلك كان .... تابعى
بداية قصته
ابوالنجاشى كان حاكم الحبشة و كان حاكم عادل - فاضل - محبوب من شعبه
لكن فى يوم من الايام بعض الوزراء جلسوا مع بعض جلسة شيطانية ماذا قالوا ؟؟؟ ^ ^ هذا الرجل (النجاشى الكبير) عنده ولد واحد ( أصحمة ) فلو مات ومسك ابنه الحكم شوكته ستكون ضعيفة لانه ليس له اخوه ......فممكن الناس تطمع فيه ونكون عرضه للغزو فما الحل؟؟؟ ^ ^ ^ قالو ان النجاشى الكبير عنده اخ ... واخوه هذا عنده 12 ولد اذن نقتل النجاشى الكبير و يمسك الحكم اخوه فان مات توارث اولاده الحكم ^ ^ ^
ذهبوا الى اخو النجاشي وقالوا له على فكرتهم فقالو ... انت أولى بالحكم...فانت لك عزوة و أولاد كثر وبعد عمر طويل يمسكون الحكم من بعدك
......
فى البداية .... غضب الاخ غضب شديد
ولكن الوزراء دخلوا له من باب مصلحة البلاد و أغروه بالفكرة .....
وفى لحظة تنازل عن كل المبادئ و وافق على الفكرة ^ ^ ^ جهزوا مايسمى بـ ... كتيبة الاعدام فاقتحموا القصرو قتلوا الحرس كلهم الى ان وصلوا للملك - النجاشي الكبير -
وقتلووووووووووه
واصبح بطل قصتنا " النجاشي أصحمة " طفل يتيم
وفى صباح اليوم التالى فرح الجميع بتتويج الملك الجديد
ونسوا دموعبطلنا....
بطل قصتنا.....
ترى ما الذى سيحدث للنجاشي بطل قصتنا ؟؟؟؟؟
^ ^ ^
يتبببع
التعديل الأخير تم بواسطة khadeja; الساعة 25-10-2013, 02:15 AM.
سبب آخر: ازالة روابط من الصور بارك الله فيكم
تعليق