الحمد لله الذي شرف نوع الإنسان بالأصغرين : القلب واللسان ، وفضّله على سائر خلقه بنعمتى المنطق والبيان ، ورجّحه بالعقل الذي وزن به قضايا القياس فى أحسن ميزان ، فأقام على وحدانيته بالبرهان
أحمده حمدًا يمدُّنا بمواد الإحسان ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، الذى له ملك السماوات والأرض وما بينهما العزيز الرحمن ، فهو الواحد الأحد الماجد الصّمد ، موقّت الآجال ، ومقدّر الأعمال وسامع الأقوال وعالم الأخوال ، مثبّت الآثار ووارث الأعمار ، رافع الأخيار وواضع الأشرار ، مادح الأبرار وقاصم الفجّار ، العليم .. البصير .. السميع .. الذى من رفع فهو الرّفيع ومن وضع فهو الوضيع ، بيّن وأنار ... اصطفى واختار
اصطفى الرسل والأنبياء على سائر البرية واختار أتباعهم على جميع الورى والخليقة فجعل لكل نبيّ أمَّة ووزراء وأصحابا
ولكل رسول أنصارًا وأعوانًا
رفع بهم المنازل ، وشرّف بهم القبائل
فجعل نبينا محمدصلى الله عليه وسلم سيّد الأنبياء والمرسلين وجعل أمّته سيّدة الأمم والماضين ،وفضّل أصحابه رضى الله عنهم على جميع أتباعالمرسلين والنّبيين
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المخصوص بالآيات البيّنات كل البيان صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ، وسلامًا يبقيان فى كل زمان وأوان ورضى الله سبحانه عن أصحابه الطيبين الطاهرين الذين تخلّقوا بأخلاقه ، وتربّوا بآدابه ، وكانوا معه على كل أمر جامع
فلا أحد أطيب منهم ولا أحد جاء أخلصَ دينه لله ولرسوله مثلهم ... فهاجروا وأووا ... ونصروا الله ورسوله ،وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم ؛ فكان الله وليّم ورسوله قائدهم ؛ فرضى الله عنهم وعمّ سار على نهجهم إلى يوم الدين .
تعليق