إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إيمان قرابة أبي بكر الصديق رضي الله عنه كلهم من خصائصه و فدك أزال الخلاف فيها بالنص

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إيمان قرابة أبي بكر الصديق رضي الله عنه كلهم من خصائصه و فدك أزال الخلاف فيها بالنص

    إيمان قرابة أبي بكر الصديق رضي الله عنه كلهم من خصائصه و فدك أزال الخلاف فيها بالنص
    رعايته لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    أبوه آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم باتفاق الناس، وكذلك أمه آمنت بالنبي صلى الله عليه وسلم وأولاده، وأولاد أولاده أبو قحافة كان بمكة شيخًا كبيرًا أسلم عام الفتح أتى به أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم ورأسه ولحيته كالثغامة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لو أقررت الشيخ مكانه لأتيناه» إكرامًا لأبي بكر ([1]).
    وليس في الصحابة من أسلم أبوه وأمه وأولاده وأدركوا النبي صلى الله عليه وسلم وأدركه أيضًا بنو أولاده إلا أبو بكر من جهة الرجال والنساء فمحمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي قحافة هؤلاء الأربعة كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنين، وعبد الله بن الزبير بن أسماء بنت أبي بكر كلهم أيضًا آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وصحبوه، وأم الخير آمنت بالنبي صلى الله عليه وسلم فهم أهل بيت إيمان ليس فيهم منافق، ولا يعرف هذا لغير بيت أبي بكر، وكان يقال: للإيمان بيوت وللنفاق بيوت. فبيوت أبي بكر من بيت الإيمان، وبنو النجار من بيوت الإيمان من الأنصار ([2])([3]).

    رعايته لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    كان رضي الله عنه من أعظم المسلمين رعاية لحق قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته، فإن كمال محبته للنبي صلى الله عليه وسلم أوجب سراية الحب لأهل بيته، إذ كانت رعاية أهل بيته مما أمر الله ورسوله به، وفي الصحيح أنه خطب أصحابه بغدير يدعى خما بين مكة والمدينة فقال: «اذكركم الله في أهل بيتي»([4]). وفي السنن أنه قال: «والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي» ([5]). وكان الصديق رضي الله عنه يقول: ارقبوا محمدًا في أهل بيته»([6]). رواه البخاري وقال: «والله لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي»([7]). وكذلك عمر رضي الله عنه فإنهما رضي الله عنهما مدة خلافتهما ما زالا مكرمين لعلي وسائر بني هاشم يقدمانهم على سائر الناس.
    أما قوله تعالى: }قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى{([8]). ففي الصحيحين عن سعيد بن جبير قال: سئل ابن عباس عنها، فقلت: أن لا تؤذوا محمدًا في قرابته. فقال ابن عباس: عجلت، إنه لم يكن بطن من قريش إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم قرابة. فقال: لا أسألكم عليه أجرًا؛ لكن أن تصلوا القرابة التي بيني وبينكم ([9])، فهو سأل الناس الذين أرسل إليهم أولاً أن يصلوا رحمه فلا يعتدوا عليه حتى يبلغ رسالة ربه؛ لم يقل إلا المودة للقربى ولا الموالاة. ولا ريب أن محبة أهل البيت واجبة؛ لكن لم يثبت وجوبها بهذه الآية؛ بل بما تقدم من الحديثين([10]).
    فدك أزال الخلاف فيها بالنص
    روى البخاري عن عروة، عن عائشة: أن فاطمة رضي الله عنها والعباس أتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من فدك وسهمه من خيبر. فقال أبو بكر: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا نورث ما تركنا صدقة»([11]). وكون النبي صلى الله عليه وسلم: لا يورث ثبت بالسنة المقطوع بها وبإجماع الصحابة، وكل منهما دليل قطعي فلا يعارض ذلك بما يظن أنه عموم، وإن كان عمومًا فهو مخصوص... ولهذا لم يصر أحد من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم على طلب الميراث، ولا أصرًا العم على طلب الميراث، بل من طلب من ذلك شيئًا وأخبر بقول النبي صلى الله عليه وسلم رجع عن طلبه، واستمر الأمر على ذلك على عهد الخلفاء الراشدين إلى علي فلم يغير شيئًا من ذلك، ولا قسم له تركة، وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلمقال: «لا يقتسم ورثتي دينارًا ولا درهمًا ما تركت بعد مؤنة نسائي ومؤنة عاملي فهو صدقة»([12]). وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا نورث ما تركنا فهو صدقة» أخرجه البخاري عن جماعة منهم أبو هريرة ([13])، ورواه مسلم عنه وعن غيره([14]) فإن الله صان الأنبياء عن أن يورثوا دنيًا؛ لئلا يكون ذلك شبهة لمن يقدح في نبوتهم بأنهم طلبوا الدنيا وورثوها لورثتهم. وأولئك القوم قد أعطاهم أبو بكر، وعمر من مال الله بقدر ما خلفه النبي صلى الله عليه وسلم أضعافًا مضاعفة، ولو قدر أنها كانت ميراثًا -مع أن هذا باطل- فإنما أخذ منهم قرية ليست كبيرة ولا قرية عظيمة. والمال الذي خلفه الرسول لم ينتفع أبو بكر ولا عمر منه بشيء؛ بل سلمه عمر إلى علي والعباس رضي الله عنهم يليانه ويفعلان ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله، وهذا مما يوجب انتفاء التهم عنهما؛ فإن أبا بكر وعمر لا تقوم حجة بأنهما تركا واجبًا، أو فعلا محرمًا أصلاً ([1]) أخرج البزار عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: جئت بأبي قحافة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «هلا تركت الشيخ حتى آتيه» قال: بل هو أحق أن يأتيك. قال: «إنا نحفظه لأيادي ابنه عندنا» المسند 3/ 160.

    ([2]) أخرج الطبراني عن موسى بن عقبة قال: «لا نعلم أربعة أدركوا النبي صلى الله عليه وسلم وأبناؤهم إلا هؤلاء الأربعة: أبو قحافة، وابنه أبو بكر، وابنه عبد الرحمن، وأبو عتيق بن عبد الرحمن واسمه محمد، وأخرج ابن مندة وابن عساكر عن عائشة قالت: ما أسلم أبو واحد من المهاجرين إلا أبو بكر» (تاريخ الخلفاء للسيوطي ص107).

    ([3]) منهاج جـ4/ 208، 230.

    ([4]) أخرجه مسلم ك 44 ح 36.

    ([5]) أخرجه ابن ماجه في المقدمة في فضل العباس بن عبد المطلب، رقم (140) بلفظ عن العباس بن عبد المطلب قال: كنا نلقى النفر من قريش وهم يتحدثون فيقطعون حديثهم، فذكرنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «ما بال أقوام يتحدثون فإذا رأوا الرجل من أهل بيتي قطعوا حديثهم، والله لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبهم لله ولقرابتهم مني» (انظر كنز العمال جـ13/ 462).

    ([6]) يخاطب بذلك الناس أي احفظوه فيهم فلا تؤذوهم.

    ([7]) أخرجهما البخاري (ك 62 ب12).
    قلت: ويأتي في قصة بيعة علي أن أبا بكر رضي الله عنه ذهب وحده إلى بيت علي وعنده بنو هاشم فذكر لهم فضلهم وذكروا له فضله وبايعوه وهو وحده عندهم، فهذا غاية الإكرام.

    ([8]) سورة الشورى: 23.

    ([9]) البخاري ك62 ب1 قال ابن كثير رحمه الله: وقوله تعالى: }قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى{ أي قل يا محمد لهؤلاء المشركين من كفار قريش: لا أسألكم على هذا البلاغ والنصح لكم ما لا تعطونيه، وإنما أطلب منكم أن تكفوا شركم عني وتذروني أبلغ رسالات ربي، إن لم تنصروني فلا تؤذوني بما بيني وبينكم من القرابة، ثم ذكر الحديث الذي رواه البخاري، والأقوال التي قيلت في الآية. (انظر تفسيره جـ4 ص112).

    ([10]) منهاج جـ 4/298، 28.

    ([11]) مسلم ك 32ح 49-54.

    ([12]) مسلم ك 32 ح55، 49، 50.

    ([13]) البخاري ك57 ب1.

    ([14]) مسلم ك 32/ 56.



  • #2
    رد: إيمان قرابة أبي بكر الصديق رضي الله عنه كلهم من خصائصه و فدك أزال الخلاف فيها بالنص

    اسأل الحق تبارك وتعالى أن ينفع ويبارك فيكم وبما تكتبون خدمة لهذا الدين العظيم وان يجزيكم خير الجزاء إنه ولي ذلك والقادر عليه
    "إذا وجدت الأيام تمر عليك ، و ليس لكتاب الله حظ من أيامك و ساعات ليلك و نهارك ، فابك على نفسك ، و اسأل الله العافية، و انطرح بين يدي الله منيبا مستغفرا ، فما ذلك إلا لذنب بينك و بين الله ، فوالله ما حرم عبد الطاعة إلا دل ذلك على بعده من الله عز وجل"

    تعليق


    • #3
      رد: إيمان قرابة أبي بكر الصديق رضي الله عنه كلهم من خصائصه و فدك أزال الخلاف فيها بالنص

      المشاركة الأصلية بواسطة عبدالعزيز المالكي مشاهدة المشاركة
      اسأل الحق تبارك وتعالى أن ينفع ويبارك فيكم وبما تكتبون خدمة لهذا الدين العظيم وان يجزيكم خير الجزاء إنه ولي ذلك والقادر عليه
      جزاكم الله خيراً وبارك فيكم
      تقبل الله منا ومنكم سائر الأعمال


      تعليق

      يعمل...
      X