إيمان قرابة أبي بكر الصديق رضي الله عنه كلهم من خصائصه و فدك أزال الخلاف فيها بالنص
رعايته لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وليس في الصحابة من أسلم أبوه وأمه وأولاده وأدركوا النبي صلى الله عليه وسلم وأدركه أيضًا بنو أولاده إلا أبو بكر من جهة الرجال والنساء فمحمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي قحافة هؤلاء الأربعة كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنين، وعبد الله بن الزبير بن أسماء بنت أبي بكر كلهم أيضًا آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وصحبوه، وأم الخير آمنت بالنبي صلى الله عليه وسلم فهم أهل بيت إيمان ليس فيهم منافق، ولا يعرف هذا لغير بيت أبي بكر، وكان يقال: للإيمان بيوت وللنفاق بيوت. فبيوت أبي بكر من بيت الإيمان، وبنو النجار من بيوت الإيمان من الأنصار ([2])([3]).
رعايته لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
أما قوله تعالى: }قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى{([8]). ففي الصحيحين عن سعيد بن جبير قال: سئل ابن عباس عنها، فقلت: أن لا تؤذوا محمدًا في قرابته. فقال ابن عباس: عجلت، إنه لم يكن بطن من قريش إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم قرابة. فقال: لا أسألكم عليه أجرًا؛ لكن أن تصلوا القرابة التي بيني وبينكم ([9])، فهو سأل الناس الذين أرسل إليهم أولاً أن يصلوا رحمه فلا يعتدوا عليه حتى يبلغ رسالة ربه؛ لم يقل إلا المودة للقربى ولا الموالاة. ولا ريب أن محبة أهل البيت واجبة؛ لكن لم يثبت وجوبها بهذه الآية؛ بل بما تقدم من الحديثين([10]).
فدك أزال الخلاف فيها بالنص
([2]) أخرج الطبراني عن موسى بن عقبة قال: «لا نعلم أربعة أدركوا النبي صلى الله عليه وسلم وأبناؤهم إلا هؤلاء الأربعة: أبو قحافة، وابنه أبو بكر، وابنه عبد الرحمن، وأبو عتيق بن عبد الرحمن واسمه محمد، وأخرج ابن مندة وابن عساكر عن عائشة قالت: ما أسلم أبو واحد من المهاجرين إلا أبو بكر» (تاريخ الخلفاء للسيوطي ص107).
([3]) منهاج جـ4/ 208، 230.
([4]) أخرجه مسلم ك 44 ح 36.
([5]) أخرجه ابن ماجه في المقدمة في فضل العباس بن عبد المطلب، رقم (140) بلفظ عن العباس بن عبد المطلب قال: كنا نلقى النفر من قريش وهم يتحدثون فيقطعون حديثهم، فذكرنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «ما بال أقوام يتحدثون فإذا رأوا الرجل من أهل بيتي قطعوا حديثهم، والله لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبهم لله ولقرابتهم مني» (انظر كنز العمال جـ13/ 462).
([6]) يخاطب بذلك الناس أي احفظوه فيهم فلا تؤذوهم.
([7]) أخرجهما البخاري (ك 62 ب12).
قلت: ويأتي في قصة بيعة علي أن أبا بكر رضي الله عنه ذهب وحده إلى بيت علي وعنده بنو هاشم فذكر لهم فضلهم وذكروا له فضله وبايعوه وهو وحده عندهم، فهذا غاية الإكرام.
([8]) سورة الشورى: 23.
([9]) البخاري ك62 ب1 قال ابن كثير رحمه الله: وقوله تعالى: }قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى{ أي قل يا محمد لهؤلاء المشركين من كفار قريش: لا أسألكم على هذا البلاغ والنصح لكم ما لا تعطونيه، وإنما أطلب منكم أن تكفوا شركم عني وتذروني أبلغ رسالات ربي، إن لم تنصروني فلا تؤذوني بما بيني وبينكم من القرابة، ثم ذكر الحديث الذي رواه البخاري، والأقوال التي قيلت في الآية. (انظر تفسيره جـ4 ص112).
([10]) منهاج جـ 4/298، 28.
([11]) مسلم ك 32ح 49-54.
([12]) مسلم ك 32 ح55، 49، 50.
([13]) البخاري ك57 ب1.
([14]) مسلم ك 32/ 56.
تعليق