إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قسم صحابة النبى(صلى الله عليه و سلم) ***-_-*** الزبير بن العوام ***-_-***

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    ***((( سعد بن أبى وقاص )))***

    7 - سعد بن أبى وقاص




    قالو عنه :



    ارم سعد فداك أبي وأمي
    رسول الله صلى الله عليه وسلم

    هذا خالي فليرني امرؤ خاله
    رسول الله صلى الله عليه وسلم

    اللهم سدد رميته واجب دعوته
    رسول الله صلى الله عليه وسلم




    سيرته :


    اذا رمى في الحرب عدوّا أصابه.. واذا دعا الله دعاء أجابه..!!

    وكان، وأصحابه معه، يردّون ذلك الى دعاء الرسول له.. فذات يوم وقد رأى الرسول صلى الله عليه وسلم منه ما سرّه وقرّ عينه، دعا له هذه الدعوة المأثورة..

    " اللهم سدد رميته.. وأجب دعوته".



    وهكذا عرف بين اخوانه وأصحابه بأن دعوته كالسيف القاطع، وعرف هو ذلك نفسه وأمره، فلم يكن يدعو على أحد الا مفوّضا الى الله أمره.



    من ذلك ما يرويه عامر بن سعد فيقول:


    أقلقت الأنباء أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، عندما جاءته تترى بالهجمات الغادرة التي تشنها قوات الفرس على المسلمين.. وبمعركة الجسر التي ذهب ضحيتها في يوم واحد أربعة آلاف شهيد.. وبنقض أهل العراق عهودهم، والمواثيق التي كانت عليهم.. فقرر أن يذهب بنفسه لبقود جيوش المسلمين، في معركة فاصلة ضد الفرس.

    وركب في نفر من أصحابه مستخلفا على المدينة علي ابن أبي طالب كرّم الله وجهه..

    ولكنه لم يكد يمضي عن المدينة حتى رأى بعض أصحابه أن يعود، وينتدب لهذه الهمة واحدا غيره من أصحابه..
    وتبنّى هذا الرأي عبد الرحمن بن عوف، معلنا أن المخاطرة بحياة أمير المؤمنين على هذا النحو والاسلام يعيش أيامه الفاصلة، عمل غير سديد..



    وأمر عمر أن يجتمع المسلمون للشورى ونودي:_الصلاة جامعة_ واستدعي علي ابن أبي طالب، فانتقل مع بعض أهل المدينة الى حيث كان أمير المؤمنين وأصحابه.. وانتهى الرأي الى ما نادى به عبد الرحمن بن عوف، وقرر المجتمعون أن يعود عمر الى المدينة، وأن يختار للقاء الفرس قائدا آخر من المسلمين..

    ونزل أمير المؤمنين على هذا الرأي، وعاد يسأل أصحابه:

    فمن ترون أن نبعث الى العراق..؟؟

    وصمتوا قليلا يفكرون..

    ثم صاح عبد الرحمن بن عوف: وجدته..!!

    قال عمر: فمن هو..؟

    قال عبد الرحمن: "الأسد في براثنه.. سعد بن مالك الزهري.."



    وأيّد المسلمون هذا الاختيار، وأرسل أمير المؤمنين الى سعد بن مالك الزهري "سعد بن أبي وقاص" وولاه امارة العراق، وقيادة الجيش..

    فمن هو الأسد في براثنه..؟

    من هذا الذي كان اذا قدم على الرسول وهو بين أصحابه حياه وداعبه قائلا:

    "هذا خالي.. فليرني امرؤ خاله"..!!



    انه سعد بن أبي وقاص.. جده أهيب بن مناف، عم السيدة آمنة أم رسول الله صلى الله عليه وسلم..

    لقد عانق الاسلام وهو ابن سبع عشرة سنة، وكان اسلامه مبكرا، وانه ليتحدث عن نفسه فيقول:

    " .. ولقد أتى عليّ يوم، واني لثلث الاسلام"..!!

    يعني أنه كان ثالث أول ثلاثة سارعوا الى الاسلام..



    ففي الأيام الأولى التي بدأ الرسول يتحدث فيها عن الله الأحد، وعن الدين الجديد الذي يزف الرسول بشراه، وقبل أن يتخذ النبي صلى الله عليه وسلم من دار الأرقم ملاذا له ولأصحابه الذين بدءوا يؤمنون به.. كان سعد ابن أبي وقاص قد بسط يمينه الى رسول الله مبايعا..

    وانّ كتب التاريخ والسّير لتحدثنا بأنه كان أحد الذين أسلموا باسلام أبي بكر وعلى يديه..

    ولعله يومئذ أعلن اسلامه مع الذين أعلنوه باقناع أبي بكر ايّاهم، وهم عثمان ابن عفان، والزبير ابن العوّام، وعبد الرحمن بن عوف، وطلحة بن عبيد الله.

    ومع هذا لا يمنع سبقه بالاسلام سرا..

    وان لسعد بن أبي وقاص لأمجاد كثيرة يستطيع أن يباهي بها ويفخر..

    بيد أنه لم يتغنّ من مزاياه تلك، الا بشيئين عظيمين..

    أولهما: أنه أول من رمى بسهم في سبيل الله، وأول من رمي أيضا..

    وثانيهما: أنه الوحيد الذي افتداه الرسول بأبويه فقال له يوم أحد:

    " ارم سعد فداك أبي وأمي"..



    أجل كان دائما يتغنى بهاتين النعمتين الجزيلتين، ويلهج يشكر الله عليهما فيقول:

    " والله اني لأوّل رجل من العرب رمى بسهم في سبيل الله".

    ويقول علي ابن أبي طالب:

    " ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفدي أحدا بأبويه الا سعدا، فاني سمعته يوم أحد يقول: ارم سعد.. فداك أبي وأمي"..

    كان سعد يعدّ من أشجع فرسان العرب والمسلمين، وكان له سلاحان رمحه ودعاؤه..



    اذا رمى في الحرب عدوّا أصابه.. واذا دعا الله دعاء أجابه..!!

    وكان، وأصحابه معه، يردّون ذلك الى دعاء الرسول له.. فذات يوم وقد رأى الرسول صلى الله عليه وسلم منه ما سرّه وقرّ عينه، دعا له هذه الدعوة المأثورة..

    " اللهم سدد رميته.. وأجب دعوته".



    وهكذا عرف بين اخوانه وأصحابه بأن دعوته كالسيف القاطع، وعرف هو ذلك نفسه وأمره، فلم يكن يدعو على أحد الا مفوّضا الى الله أمره.



    من ذلك ما يرويه عامر بن سعد فيقول:

    " رأى سعد رجلا يسب عليا، وطلحة والزبير فنهاه، فلم ينته، فقال له: اذن أدعو عليك، فقال ارجل: أراك تتهددني كأنك نبي..!!

    فانصرف سعد وتوضأ وصلى ركعتين، ثم رفع يديه وقال: اللهم ان كنت تعلم أن هذا الرجل قد سبّ أقواما سبقت لهم منك الحسنى، وأنه قد أسخطك سبّه ايّاهم، فاجعله آية وعبرة..

    فلم يمض غير وقت قصير، حتى خرجت من احدى الدور ناقة نادّة لا يردّها شيء حتى دخلت في زحام الناس، كأنها تبحث عن شيء، ثم اقتحمت الرجل فأخذته بين قوائمها.. وما زالت تتخبطه حتى مات"..

    ان هذه الظاهرة، تنبىء أوّل ما تنبىء عن شفافية روحه، وصدق يقينه، وعمق اخلاصه.



    وكذلكم كان سعد، روحه حر.. ويقينه صلب.. واخلاصه عميق.. وكان دائب الاستعانة على دعم تقواه باللقمة الحلال، فهو يرفض في اصرار عظيم كل درهم فيه اثارة من شبهة..

    ولقد عاش سعد حتى صار من أغنياء المسلمين وأثريائهم، ويوم مات خلف وراءه ثروة غير قليلة.. ومع هذا فاذا كانت وفرة المال وحلاله قلما يجتمعان، فقد اجتمعا بين يدي سعد.. اذ آتاه الله الكثير، الحلال، الطيب..

    وقدرته على جمع المال من الحلال الخالص، يضاهيها، قدرته في انفاقه في سبيل الله..



    في حجة الوداع، كان هناك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصابه المرض، وذهب الرسول يعوده، فساله سعد قائلا:

    "يا رسول الله، اني ذو مال ولا يرثني الا ابنة، أفأتصدّق بثلثي مالي..؟

    قال النبي: لا.

    قلت: فبنصفه؟

    قال النبي: لا.

    قلت: فبثلثه..؟

    قال النبي: نعم، والثلث كثير.. انك ان تذر ورثتك أغنياء، خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس، وانك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله الا أجرت بها، حتى اللقمة تضعها في فم امرأتك"..

    ولم يظل سعد أبا لبنت واحدة.. فقد رزق بعد هذا أبناء آخرين..




    **




    وكان سعد كثير البكاء من خشية الله.

    وكان اذا استمع للرسول يعظهم، ويخطبهم، فاضت عيناه من الدمع حتى تكاد دموعه تملؤ حجره..

    وكان رجلا أوتي نعمة التوفيق والقبول..



    ذات يوم والنبي جالس مع أصحابه، رنا بصره الى الأفق في اصغاء من يتلقى همسا وسرا.. ثم نظر في وجوه أصحابه وقال لهم:

    " يطلع علينا الآن رجل من أهل الجنة"..

    وأخذ الأصحاب يتلفتون صوب كل اتجاه يستشرفون هذا السعيد الموفق المحظوظ..

    وبعد حين قريب، طلع عليهم سعد بن أبي وقاص.

    ولقد لاذ به فيما بعد عبد الله بن عمرو بن العاص سائلا اياه في الحاح أن يدله على ما يتقرّب الى الله من عمل وعبادة، جعله أهل لهذه المثوبة، وهذه البشرى.. فقال له سعد:

    " لا شيء أكثر مما نعمل جميعا ونعبد..

    غير أني لا أحمل لأحد من المسلمين ضغنا ولا سوءا".



    هذا هو الأسد في براثنه، كما وصفه عبد الرحمن بن عوف..

    وهذا هو الرجل الذي اختاره عمر ليوم القادسية العظيم..

    كانت كل مزاياه تتألق أما بصيرة أمير المؤمنين وهو يختاره لأصعب مهمة تواجه الاسلام والمسلمين..

    انه مستجاب الدعوة.. اذا سأل الله النصر أعطاه اياه..

    زانه عفّ الطعمة.. عف اللسان.. عف الضمير..

    وانه واحد من أهل الجنة.. كما تنبأ له الرسول..

    وانه الفارس يوم بدر. والفارس يوم أحد.. والفارس في كل مشهد شهده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم..

    وأخرى، لا ينساها عمر ولا يغفل عن أهميتها وقيمتها وقدرها بين لخصائص التي يجب أن تتوفر لكل من يتصدى لعظائم الأمور، تلك هي صلابة الايمان..



    ان عمر لا ينسى نبأ سعد مع أمه يوم أسلم واتبع الرسول..

    يومئذ أخفقت جميع محاولات رده وصده عن سبيل الله.. فلجأت أمه الى وسيلة لم يكن أحد يشك في أنها ستهزم روح سعد وترد عزمه الى وثنية أهله وذويه..



    لقد أعلنت أمه صومها عن الطعام والشراب، حتى يعود سعد الى دين آبائه وقومه، ومضت في تصميم مستميت تواصل اضرابها عن الطعام والسراب حتى أوشكت على الهلاك..

    كل ذلك وسعد لا يبالي، ولا يبيع ايمانه ودينه بشيء، حتى ولو يكون هذا الشيء حياةأمه..

    وحين كانت تشرف على الموت، أخذه بعض أهله اليها ليلقي عليها نظرة وداع مؤملين أن يرق قلبه حين يراها في سكرة الموت..



    وذهب سعد ورأى مشهد يذيب الصخر..

    بيد أن ايمانه بالله ورسوله كان قد تفوّق على كل صخر، وعلى كل لاذ، فاقترب بوجهه من وجه أمه، وصاح بها لتسمعه:

    " تعلمين والله يا أمّه.. لو كانت لك مائة نفس، فخرجت نفسا نفسا ما تركت ديني هذا لشيء..

    فكلي ان شئت أو لا تأكلي"..!!

    وعدلت أمه عن عزمهتا.. ونزل الوحي يحيي موقف سعد، ويؤيده فيقول:

    ( وان جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما)..

    أليس هو الأسد في براثنه حقا..؟؟



    اذن فليغرس أمير المؤمنين لواء القادسية في يمينه. وليرم به الفرس المجتمعين في أكثر من مائةألف من المقاتلين المدربين. المدججين بأخطر ما كانت تعرفه الأرض يومئذ من عتاد وسلاح.. تقودهم أذكى عقول الحرب يومئذ، وأدهى دهاتها..

    أجل الى هؤلاء في فيالقهم الرهيبة..خرج سعد في ثلاثين ألف مقاتل لا غير.. في أيديهم رماح.. ولكن في قلوبهم ارادة الدين الجديد بكل ما تمثله من ايمان وعنفوان، وشوق نادر وباهر الى الموت و الى الشهادة..!!

    والتقى الجمعان.

    ولكن لا.. لم يلتق الجمعان بعد..

    وأن سعدا هناك ينتظر نصائح أمير المؤمنين عمر وتوجيهاته.. وها هو ذا كتاب عمر اليه يأمره فيه بالمبادرة الى القادسية، فانها باب فارس ويلقي على قلبه كلمات نور وهدى:

    " يا سعد بن وهيب..

    لا يغرّنّك من الله، أن قيل: خال رسول الله وصاحبه، فان الله ليس بينه وبين أحد نسب الا بطاعته.. والناس شريفهم ووضيعهم في ذات الله سوء.. الله ربهم، وهم عباده.. يتفاضلون بالعافية، ويدركون ما عند الله بالطاعة. فانظر الأمر الذي رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ بعث الى أن فارقنا عليه، فالزمه، فانه الأمر."

    ثم يقول له:

    " اكتب اليّ بجميع أحوالكم.. وكيف تنزلون..؟

    وأين يكون عدوّكم منكم..

    واجعلني بكتبك اليّ كأني أنظر اليكم"..!!



    ويكتب سعد الى أمير المؤمنين فيصف له كل شيء حتى انه ليكاد يحدد له موقف كل جندي ومكانه.

    وينزل سعد القادسية، ويتجمّع الفرس جيشا وشعبا، كما لم يتجمعوا من قبل، ويتولى قيادة الفرس أشهر وأخطر قوّادهم "رستم"..



    ويكتب سعد الى عمر، فيكتب اليه أمير المؤمنين:

    " لا يكربنّك ما تسمع منهم، ولا ما يأتونك به، واستعن بالله، وتوكل عليه، وابعث اليه رجالا من أهل لنظر والرأي والجلد، يدعونه الى الله.. واكتب اليّ في كل يوم.."

    ويعود سعد فيكتب لأمير المؤمنين قائلا:

    " ان رستم قد عسكر ب ساباط وجرّ الخيول والفيلة وزحف علينا".

    ويجيبه عمر مطمئنا مشيرا..

    ان سعد الفارس الذكي المقدام، خال رسول الله، والسابق الى الاسلام، بطل المعارك والغزوات، والذي لا ينبو له سيف، ولا يزيغ منه رمح.. يقف على رأس جيشه في احدى معارك التاريخ الكبرى، ويقف وكأنه جندي عادي.. لا غرور القوة، ولا صلف الزعامة، يحملانه على الركون المفرط لثقته بنفسه.. بل هو يلجأ الى أمير المؤمنين في المدينة وبينهما أبعاد وأبعاد، فيرسل له كل يوم كتابا، ويتبادل معه والمعركة الكبرى على وشك النشوب، المشورة والرأي...



    ذلك أن سعدا يعلم أن عمر في المدينة لا يفتي وحده، ولا يقرر وحجه.. بل يستشير الذين حوله من المسلمين ومن خيار أصحاب رسول الله.. وسعد لا يريد برغم كل ظروف الحرب، أن يحرم نفسه، ولا أن يحرم جيشه، من بركة الشورى وجدواها، لا سيّما حين يكون بين أقطابها عمر الملهم العظيم..




    **




    وينفذ سعد وصية عمر، فيرسل الى رستم قائد الفرس نفرا من صحابه يدعونه الى الله والى الاسلام..

    ويطول الحوار بينهم وبين قائد الفرس، وأخيرا ينهون الحديث معه اذ يقول قائلهم:

    " ان الله اختارنا ليخرج بنا من يشاء من خلقه من الوثنية الى التوحيد... ومن ضيق الدنيا الى سعتها، ومن جور الحكام الى عدل الاسلام..

    فمن قبل ذلك منا، قبلنا منه، ورجعنا عنه، ومن قاتلنا قاتلناه حتى نفضي الى وعد الله.."

    ويسأل رستم: وما وعد الله الذي وعدكم اياه..؟؟

    فيجيبه الصحابي:

    " الجنة لشهدائنا، والظفر لأحيائنا".

    ويعود لبوفد الى قائد المسلمين سعد، ليخبروه أنها الحرب..

    وتمتلىء عينا سعد بالدموع..



    لقد كان يود لو تأخرت المعركة قليلا، أو تقدمت قليلا.. فيومئذ كان مرضه قد اشتد عليه وثقلت وطأته.. وملأت الدمامل جسده حتى ما كان يستطيع أن يجلس، فضلا أن يعلو صهوة جواده ويخوض عليه معركة بالغة الضراوة والقسوة..!!

    فلو أن المعركة جاءت قبل أن يمرض ويسقم، أولوأنها استأخرت حتى يبل ويشفى، اذن لأبلى فيها بلاءه العظيم.. أما الآن.. ولكن، لا، فرسول الله صلى الله عليه وسلم علمهم ألا يقول أحدهم: لو. لأن لو هذه تعني العجز، والمؤمن القوي لا يعدم الحيلة، ولا يعجز أبدا..



    عنئذ هب الأسد في براثنه ووقف في جيشه خطيبا، مستهلا خطابه بالآية الكريمة:

    (بسم الله الرحمن الرحيم..

    ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون)..

    وبعد فراغه من خطبته، صلى بالجيش صلاة الظهر، ثم استقبل جنوده مكبّرا أربعا: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر..

    ودوّى الكن وأوّب مع المكبرين، ومد ذراعه كالسهم النافذ مشيرا الى العدو، وصاح في جنوده: هيا على بركة الله..



    وصعد وهو متحاملا على نفسه وآلامه الى شرفة الدار التي كان ينزل بها ويتخذها مركزا لقيادته..وفي الشرفة جلس متكئا على صدره فوق وسادة. باب داره مفتوح.. وأقل هجوم من الفرس على الدار يسقطه في أيديهم حيا أو ميتا.. ولكنه لا يرهب ولا يخاف..

    دمامله تنبح وتنزف، ولكنه عنها في شغل، فهو من الشرفة يكبر ويصيح.. ويصدر أوامره لهؤلاء: أن تقدّموا صوب الميمنة.. ولألئك: أن سدوا ثغرات الميسرة.. أمامك يا مغيرة.. وراءهم يا جرير.. اضرب يا نعمان.. اهجم يا أشعث.. وأنت يا قعقاع.. تقدموا يا أصحاب محمد..!!

    وكان صوته المفعم بقوة العزم والأمل، يجعل من كل جندي فردا، جيشا بأسره..

    وتهاوى جنود الفرس كالذباب المترنّح.ز وتهاوت معهم الوثنية وعبادة النار..!!

    وطارت فلولهم المهزومة بعد أن رأوا مصرع قائدهم وخيرة جنودهم، وطاردهم كالجيش المسلم عتى نهاوند.. ثم المدائن فدخلوها ليحملوا ايوان كسرى وتاجه، غنيمة وفيئا..!!




    **




    وفي موقعة المدائن أبلى سعد بلاء عظيما..

    وكانت موقعة المدائن، بعد موقعة القادسية بقرابة عامين، جرت خلالهما مناوشات مستمرة بين الفرس والمسلمين، حتى تجمعن كل فلول الجيش الفارسي ويقاياه في المدائن نفسها، متأهبة لموقف أخير وفاصل..

    وأدرك سعد أن الوقت سيكون بجانب أعدائه. فقرر أن يسلبهم هذه المزية.. ولكن أنّى له ذلك وبينه وبين المدائن نهر دجلة في موسم فيضانه وجيشانه..

    هنا موقف يثبت فيه سعد حقا كما وصفه عبد الرحمن بن عوف الأسد في براثنه..!!



    ان ايمان سعد وتصميمه ليتألقان في وجه الخطر، ويتسوّران المستحيل في استبسال عظيم..!!

    وهكذا أصدر سعد أمره الى جيشه بعبور نهر دجلة.. وأمر بالبحث عن مخاضة في النهر تمكّن من عبور هذا النهر.. وأخيرا عثروا على مكان لا يخلو عبوره من المخاطر البالغة..



    وقبل أن يبدأ الجيش الجيش عملية المرور فطن القائد سعد الى وجوب تأمين مكان الوصول على الضفة الأخرى التي يرابط العطو حولها.. وعندئذ جهز كتيبتين..

    الأولى: واسمها كتيبة الأهوال وأمّر سعد عليها عاصم ابنعمرو والثانية: اسمها الكتيبة الخرساء وأمّر عليها القعقاع ابن عمرو..



    وكان على جنود هاتين الكتيبتين أن يخوضوا الأهوال لكي يفسحوا على الضفة الأخرى مكانا آمنا للجيش العابر على أثرهم.. ولقد أدوا العمل بمهارة مذهلة..

    ونجحت خطة سعد يومئذ نجاحا يذهل له المؤرخون..

    نجاحا أذهل سعد بن أبي وقاص نفسه..

    وأذهل صاحبه ورفيقه في المعركة سلمان الفارسي الذي أخذ يضرب كفا بكف دهشة وغبطة، ويقول:

    " ان الاسلام جديد..

    ذلّلت والله لهم البحار، كما ذلّل لهم البرّ..

    والذي نفس سلمان بيده ليخرجنّ منه أفواجا، كما دخلوه أفواحا"..!!

    ولقد كان .. وكما اقتحموا نهر دجلة أفواجا، خرجوا منه أفواجا لم يخسروا جنديا واحدا، بل لم تضع منهم شكيمة فرس..



    ولقد سقط من أحد المقاتلين قدحه، فعز عليه أن يكون الوحيد بين رفاقه الذي يضيع منه شيء، فنادى في أصحابه ليعاونوه على انتشاله، ودفعته موجة عالية الى حيث استطاع بعض العابرين التقاطه..!!



    وتصف لنا احدى الروايات التاريخية، روعة المشهد وهم يعبرون دجلة، فتقول:

    [أمر سعد المسلمين أن يقولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل.. ثم اقتحم بفرسه دجلة، واقتحم الناس وراءه، لم يتخلف عنه أحد، فساروا فيها كأنما يسيرون على وجه الأرض حتى ملؤا ما بين الجانبين، ولم يعد وجه الماء يرى من أفواج الفرسان والمشاة، وجعل الناس يتحدثون وهم يسيرون على وجه الماء كأنهم يتحدون على وجه الأرض؛ وذلك بسبب ما شعروا به من الطمأنينة والأمن، والوثوق بأمر الله ونصره ووعيده وتأييده]..!!



    ويوم ولى عمر سعدا امارة العراق، راح يبني للناس ويعمّر.. كوّف الكوفة، وأرسى قواعد الاسلام في البلاد العريضة الواسعة..

    وذات يوم شكاه أهل الكوفة لأمير المؤمنين.. لقد غلبهم طبعهم المتمرّد، فزعموا زعمهم الضاحك، قالوا:" ان سعدا لا يحسن يصلي"..!!

    ويضحك سعد من ملء فاه، ويقول:

    "والله اني لأصلي بهم صلاة رسول الله.. أطيل في الركعتين الأوليين، وأقصر في الأخريين"..

    ويستدعيه عمر الى المدينة، فلا يغضب، بل يلبي نداءه من فوره..

    وبعد حين يعتزم عمر ارجاعه الى الكوفة، فيجيب سعد ضاحكا:

    " اأتمرني أن أعود الى قوم يزعمون أني لا أحسن الصلاة"..؟؟

    ويؤثر البقاء في المدينة..



    وحين اعتدي على أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه وأرضاه، اختار من بين أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام، ستة رجال، ليكون اليهم أمر الخليفة الجديد قائلا انه اختار ستة مات رسول الله وهو عنهم راض.. وكان من بينهم سعد بن أبي وقاص.

    بل يبدو من كلمات عمر الأخيرة، أنه لو كان مختارا لخلافة واحدا من الصحابة لاختار سعدا..

    فقد قال لأصحابه وهو يودعهم ويوصيهم:

    " ان وليها سعد فذاك..

    وان وليه غيره فليستعن بسعد".




    **




    ويمتد العمر بسعج.. وتجيء الفتنة الكبرى، فيعتزلها بل ويأمر أهله وأولاده ألا ينقلوا اليه شيئا من أخبارها..

    وذات يوم تشرئب الأعناق نحوه، ويذهب اليه ابن أخيه هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، ويقول له:

    يا عم، ها هنا مائة ألف سيف يروك أحق الناس بهذا الأمر.

    فيجيبه سعد:

    " أريد من مائة ألف سيف، سيفا واحدا.. اذا ضربت به المؤمن لم يصنع شيئا، واذا ضربت به الكافر قطع"..!!

    ويدرك ابن أخيه غرضه، ويتركه في عزلته وسلامه..

    وحين انتهى الأمر لمعاوية، واستقرت بيده مقاليد الحكم سأل سعدا:

    مالك لم تقاتل معنا..؟؟

    فأجابه:

    " اني مررت بريح مظلمة، فقلت: أخ .. أخ..

    واتخذت من راحلتي حتى انجلت عني.."

    فقل زعاوية: ليس في كتاب الله أخ.. أخ.. ولكن قال الله تعالى:

    (وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا، فأصلحوا بينهما، فان بغت احداهما على الأخرى، فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى أمر الله).

    وأنت لم تكن مع الباغية على العادلة، ولا مع العادلة على الباغية.

    أجابه سعد قائلا:

    " ما كنت لأقاتل رجلا قال له رسول الله: أنت مني بمنزلة هرون من موسى الا أنه لا نبي بعدي".




    **




    وذات يوم من أيام الرابع والخمسين للهجرة، وقد جاوز سعد الثمانين، كان هناك في داره بالعقيق يتهيأ لقاء الله.

    ويروي لنا ولده لحظاته الأخيرة فيقول:

    [ كان رأس أبي في حجري، وهو يقضي، فبكيت وقال: ما يبكيك يا بنيّ..؟؟

    ان الله لا يعذبني أبدا وأني من أهل الجنة]..!!

    ان صلابة ايمانه لا يوهنها حتى رهبة المةت وزلزاله.

    ولقد بشره الرسول عليه الصلاة والسلام، وهو مؤمن بصدق الرسول عليه الصلاة والسلام أوثق ايمان..ز واذن ففيم الخوف..؟

    [ ان الله لا يعذبتي أبدا، واني من أهل الجنة].



    بيد أنه يريد أن يلقى الله وهو يحمل أروع وأجمل تذكار جمعه بدينه ووصله برسوله.. ومن ثمّ فقد أشار الى خزانته ففتوحها، ثم أخرجوا منها رداء قديما قي بلي وأخلق، ثم أمر أهله أن يكفنوه فيه قائلا:

    [ لقد لقيت المشركين فيه يوم بدر، ولقد ادخرته لهذا اليوم]..!!



    اجل، ان ذلك الثوب لم يعد مجرّد ثوب.. انه العلم الذي يخفق فوق حياة مديدة شامخة عاشها صاحبها مؤمنا، صادقا شجاعا!!

    وفوق أعناق الرجال حمل الى المدينة جثمان آخر المهاجرين وفاة، ليأخذ مكانه في سلام الى جوار ثلة طاهرة عظيمة من رفاقه الذين سبقوه الى الله، ووجدت أجسامهم الكادحة مرفأ لها في تراب البقيع وثراه.




    **




    وداعا يا سعد..!!

    وداعا يا بطل القادسية، وفاتح المدائن، ومطفىء النار المعبودة في فارس الى الأبد..!!



    الدروس الخاصه به:

    الاسد فى البراثنه ..... للشيخ عاءض القرنى
    http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=3519


    سعد بن أبى وقاص ........... للشيخ عائض القرنى
    http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=18529




    هذا طريق السالكين لربهم *** فاسلك حباك الله بالإيمان
    ولتتبع هدى النبى المصطفى *** فبهديه تنجو من النيران
    وازهد أخى فى متاع ذائل *** واقهر غرور النفس والشيطان
    واعمل لجنات النعيم وطيبها *** فنعيمها يبقى وليس بفان

    تعليق


    • #17
      ][][*][][ عبد الرحمن بن عوف ][][*][][

      8 - عبد الرحمن بن عوف :





      قالو عنه :

      سقى الله ابن عوف من سلسبيل الجنة
      رسول الله صلى الله عليه وسلم

      إنه من خيار المسلمين , و منخيارهم من كان مثله
      رسول الله صلى الله عليه وسلم

      وعبدالرحمن بن عوف في الجنة
      رسول الله صلى الله عليه وسلم

      كان أهل المدينة عيالاً على عبد الرحمن بن عوف : ثلث يقرضهم , و ثلث يقضي دينهم , و يصل ثلثاً .

      طلحة بن عبيد الله



      سيرته:

      كان ابن عوف سيّد ماله ولم يكن عبده..

      وآية ذلك أنه لم يكن يشقى بجمعه ولا باكتنازه..

      بل هو يجمعه هونا، ومن حلال.. ثم لا ينعم به وحده.. بل ينعم به معه أهله ورحمه واخوانه ومجتمعه كله.

      ولقد بلغ من سعة عطائه وعونه أنه كان يقال:

      " أهل المدينة جميعا شركاء لابن عوف في ماله.

      " ثلث يقرضهم..

      وثلث يقضي عنهم ديونهم..

      وثلث يصلهم ويعطيهم.."


      ذات يوم، والمدينة ساكنة هادئة، أخذ يقترب من مشارفها نقع كثيف، راح يتعالى ويتراكم حتى كاد يغطي الأفق.

      ودفعت الريح هذه الأمواج من الغبار المتصاعد من رمال الصحراء الناعمة، فاندفعت تقترب من أبواب المدينة، وتهبّ هبوبا قويا على مسالكها.
      وحسبها الناس عاصفة تكنس الرمال وتذروها، لكنهم سرعان ما سمعوا وراء ستار الغبار ضجة تنبئ عن قافلة كبيرة مديدة.

      ولم يمض وقت غير وجيز، حتى كانت سبعمائة راحلة موقرة الأحمال تزحم شوارع المدينة وترجّها رجّا، ونادى الناس بعضهم بعضا ليروا مشهدها الحافل، وليستبشروا ويفرحوا بما تحمله من خير ورزق..




      **




      وسألت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وقد ترتمت الى سمعها أصداء القافلة الزاحفة..

      سألت: ما هذا الذي يحدث في المدينة..؟

      وأجيبت: انها قافلة لعبدالرحمن بن عوف جاءت من الشام تحمل تجارة له..

      قالت أم المؤمنين:

      قافلة تحدث كل هذه الرّجّة..؟!

      أجل يا ام المؤمنين.. انها سبعمائة راحلة..!!

      وهزت أم المؤمنين رأسها، وأرسلت نظراتها الثاقبة بعيدا، كأنها تبحث عن ذكرى مشهد رأته، أو حديث سمعته..

      "أما اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

      رأيت عبدالرحمن بن عوف يدخل الجنة حبوا"..




      **




      عبدالرحمن بن عوف يدخل الجنة حبوا..؟

      ولماذا لا يدخلها وثبا هرولة مع السابقين من أصحاب رسول الله..؟

      ونقل بعض أصحابه مقالة عائشة اليه، فتذكر أنه سمع من النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث أكثر من مرة، وبأكثر من صيغة.

      وقبل أن تفضّ مغاليق الأحمال من تجارته، حث خطاه الى بيت عائشة وقال لها: لقد ذكّرتيني بحديث لم أنسه..



      ثم قال:

      " أما اني أشهدك أن هذه القافلة بأحمالها، وأقتابها، وأحلاسها، في سبيل الله عز وجل"..

      ووزعت حمولة سبعمائة راحلة على أهل المدينة وما حولها في مهرجان برّ عظيم..!!

      هذه الواقعة وحدها، تمثل الصورة الكاملة لحياة صاحب رسول الله عبدالرحمن بن عوف".

      فهو التاجر الناجح، أكثر ما يكون النجاح وأوفاه..

      وهو الثري، أكثر ما يكون الثراء وفرة وافراطا..

      وهو المؤمن الأريب، الذي يأبى أن تذهب حظوظه من الدين، ويرفض أن يتخلف به ثراؤه عن قافلة الايمان ومثوبة الجنة.. فهو رضي الله عنه يجود بثروته في سخاء وغبطة ضمير..!!




      **




      متى وكيف دخل هذا العظيم الاسلام..؟

      لقد أسلم في وقت مبكر جدا..

      بل أسلم في الساعات الأولى للدعوة، وقبل أن يدخل رسول الله دار الأرقم ويتخذها مقرا لالتقائه بأصحابه المؤمنين..

      فهو أحد الثمانية الذن سبقوا الى الاسلام..

      عرض عليه أبوبكر الاسلام هو وعثمان بن عفان والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص، فما غمّ عليهم الأمر ولا أبطأ بهم الشك، بل سارعوا مع الصدّيق الى رسول الله يبايعونه ويحملون لواءه.

      ومنذ أسلم الى أن لقي ربه في الخامسة والسبعين من عمره، وهو نموذج باهر للمؤمن العظيم، مما جعل النبي صلى الله عليه وسلم يضعه مع العشرة الذين بشّرهم بالجنة.. وجعل عمر رضي الله عنه يضعه مع أصحاب الشورى الستة الذين جعل الخلافة فيهم من بعده قائلا:" لقد توفي رسول الله وهو عنهم راض".

      وفور اسلام عبدالرحمن بن عوف حمل حظه المناسب، ومن اضطهاد قريش وتحدّياتها..

      وحين أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالهجرة الى الحبشة هاجر ابن عوف ثم عاد الى مكة، ثم هاجر الى الحبشة في الهجرة الثانية ثم هاجر الى المدينة.. وشهد بدرا، وأحدا، والمشاهد كلها..




      **




      وكان موفقا في التجارة الى حدّ أثار عجبه ودهشه فقال:

      " لقد رأيتني، لو رفعت حجرا، لوجدت تحت فضة وذهبا"..!!

      ولم تكن التجارة عند عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه شرها ولا احتكارا..

      بل لم تكن حرصا على جمع المال شغفا بالثراء..

      كلا..

      انما كانت عملا، وواجبا يزيدهما النجاح قربا من النفس، ومزيدا من السعي..

      وكان ابن عوف يحمل طبيعة جيّاشة، تجد راحتها في العمل الشريف حيث يكون..

      فهو اذا لم يكن في المسجد يصلي، ولا في الغزو يجاهد فهو في تجارته التي نمت نموا هائلا، حتى أخذت قوافله تفد على المدينة من مصر، ومن الشام، محملة بكل ما تحتاج اليه جزيرة العرب من كساء وطعام..

      ويدلّنا على طبيعته الجيّاشة هذه، مسلكه غداة هجر المسلمين الى المدينة..

      لقد جرى نهج الرسول يومئذ على أن يؤاخي بين كل اثنين من أصحابه، أحدهما مهاجر من مكة، والآخر أنصاري من المدينة.

      وكانت هذه المؤاخات تم على نسق يبهر الألباب، فالأنصاري من أهل المدينة يقاسم أخاه المهاجر كل ما يملك.. حتى فراشه، فاذا كان تزوجا باثنين طلق احداهما، ليتزوجها أخوه..!!

      ويومئذ آخى الرسول الكريم بين عبدالرحمن بن عوف، وسعد بن الربيع..

      ولنصغ للصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه يروي لنا ما حدث:

      " .. وقال سعد لعبدالرحمن: أخي، أنا أكثر أهل المدينة مالا، فانظر شطر مالي فخذه!!

      وتحتي امرأتان، فانظر أيتهما أعجب لك حتى أطلقها، وتتزوجها..!

      فقال له عبدالرحمن بن عوف:

      بارك الله لك في أهلك ومال..

      دلوني على السوق..

      وخرج الى السوق، فاشترى.. وباع.. وربح"..!!

      وهكذا سارت حياته في المدينة، على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته، أداء كامل لحق الدين، وعمل الدنيا.. وتجارة رابحة ناجحة، لو رفع صاحبها على حد قوله حجرا من مكانه لوجد تحته فضة وذهبا..!!

      ومما جعل تجارته ناجحة مباركة، تحرّيه الحلال، ونأيه الشديد عن الحرام، بل عن الشبهات..

      كذلك مما زادها نجاخا وبركة أنها لم تكن لعبدالرحمن وحده.. بل كان لله فيها نصيب أوفى، يصل به أهله، واخوانه، ويجهّز به جيوش الاسلام..



      واذا كانت الجارة والثروات، انما تحصى بأعداد رصيدها وأرباحها فان ثروة عبدالرحمن بن عوف انما تعرف مقاديرها وأعدادها بما كان ينفق منها في سبيل الله رب العالمين..!!

      لقد سمع رسول الله يقول له يوما:

      " يا بن عوف انك من الأغنياء..

      وانك ستدخل الجنة حبوا..

      فأقرض الله يطلق لك قدميك"..

      ومن سمع هذا النصح من رسول الله، وهو يقرض ربه قرضا حسنا، فيضاعفه له أضعافا كثيرة.

      باع في يوم أرضا بأربعين ألف دينار، ثم فرّقها في أهله من بني زهرة، وعلى أمهات المؤمنين، وفقراء المسلمين.

      وقدّم يوما لجيوش الاسلام خمسمائة فرس، ويوما آخر الفا وخمسمائة راحلة.

      وعند موته، أوصى بخمسن ألف دينار في سبيل الله، وأ،صى لكل من بقي ممن شهدوا بدرا بأربعمائة دينار، حتى ان عثمان بن عفان رضي الله عنه، أخذ نصيبه من الوصية برغم ثرائه وقال:" ان مال عبدالرحمن حلال صفو، وان الطعمة منه عافية وبركة".




      **




      كان ابن عوف سيّد ماله ولم يكن عبده..

      وآية ذلك أنه لم يكن يشقى بجمعه ولا باكتنازه..

      بل هو يجمعه هونا، ومن حلال.. ثم لا ينعم به وحده.. بل ينعم به معه أهله ورحمه واخوانه ومجتمعه كله.

      ولقد بلغ من سعة عطائه وعونه أنه كان يقال:

      " أهل المدينة جميعا شركاء لابن عوف في ماله.

      " ثلث يقرضهم..

      وثلث يقضي عنهم ديونهم..

      وثلث يصلهم ويعطيهم.."

      ولم كن ثراؤه هذا ليبعث الارتياح لديه والغبطة في نفسه، لو لم يمكّنه من مناصرة دينه، ومعاونة اخوانه.

      أما بعد هذا، فقد كان دائم الوجل من هذا الثراء..

      جيء له يوما بطعام الافطار، وكان صائما..

      فلما وقعت عيناه عليه فقد شهيته وبكى وقال:

      " استشهد مصعب بن عمير وهو خير مني، فكفّن في بردة ان غطت رأسه، بدت رجلاه، وان غطت رجلاه بدا رأسه.

      واستشهد حمزة وهو خير مني، فلم يوجد له ما يمفن فيه الا بردة.

      ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط، وأعطينا منها ما أعطينا واني لأخشى أن نكون قد عجّلت لنا حسناتنا"..!!

      واجتمع يوما نع بعض أصحابه على طعام عنده.

      وما كاد الطعام يوضع أمامهم حتى بكى وسألوه:

      ما يبكيك يا أبا محمد..؟؟

      قال:

      " لقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما شبع هو وأهل بيته من خبز الشعير..

      ما أرانا أخرنا لم هو خير لنا"..!!

      كذلك لم يبتعث ثراؤه العريض ذرة واحدة من الصلف والكبر في نفسه..
      حتى لقد قيل عنه: انه لو رآه غريب لا يعرفه وهو جالس مع خدمه، ما استطاع أ، يميزه من بينهم..!!
      لكن اذا كان هذا الغريب يعرف طرفا من جهاد ابن عوف وبلائه، فيعرف مثلا أنه أصيب يوم أحد بعشرين جراحة، وان احدى هذه الاصابات تركت عرجا دائما في احدى ساقيه.. كما سقطت يوم أحد بعض ثناياه. فتركت همّا واضحا في نطقه وحديثه..

      عندئذ لا غير، يستطيع هذا الغريب أن يعرف أن هذا الرجل الفارع القامة، المضيء الوجه، الرقيق البشرة، الأعرج، الأهتم من جراء اصابته يوم أحد هو عبدالرحمن بن عوف..!!

      رضي الله عنه وأرضاه..




      **




      لقد عوّدتنا طبائع البشر أن الثراء ينادي السلطة...

      أي أن الأثرياء يحبون دائما أن يكون لهم نفوذ يحمي ثراءهم ويضاعفه، ويشبع شهوة الصلف والاستعلاء والأنانية التي يثيرها الثراء عادة..

      فاذا رأينا عبدالرحمن بن عوف في ثرائه العريض هذا، رأينا انسانا عجبا يقهر طبائع البشر في هذا المجال ويتخطاها الى سموّ فريد..!

      حدث ذلك عندما كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يجود بروحه الطاهرة، ويختار ستة رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليختاروا من بينهم الخليفة الجديد..

      كانت الأصابع تومئ نحو ابن عوف وتشير..

      ولقد فاتحه بعض الصحابة في أنه أحق الستة بالخلافة، فقال:

      " والله، لأن تؤخذ مدية، فتوضع في حلقي، ثم ينفذ بها الى الجانب الآخر أحب اليّ من ذلك"..!!



      وهكذا لم يكد الستة المختارون يعقدون اجتماعهم ليختاروا أحدهم خليفة بعد الفاروق عمر حتى أنبأ اخوانه الخمسة الآخرين أنه متنازل عن الحق الذي أضفاه عمر عليه حين جعله أحد الستة الذين يختار الخليفة منهم.. وأنّ عليهم أن يجروا عملية الاختيار بينهم وحدهم أي بين الخمسة الآخرين..

      وسرعان ما أحله هذا الزهد في المنصب مكان الحكم بين الخمسة الأجلاء، فرضوا أن يختار هو الخليفة من بينهم، وقال الامام علي:

      " لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصفك بأنك أمين في أهل السماء، وأمين في أهل الأرض"..

      واختار ابن عوف عثمان بن عفان للخلافة، فأمضى الباقون اختياره.




      **




      هذه حقيقة رجل ثري في الاسلام..

      فهل رأيتم ما صنع الاسلام به حتى رفعه فوق الثرى بكل مغرياته ومضلاته، وكيف صاغه في أحسن تقويم..؟؟

      وها هو ذا في العام الثاني والثلاثين للهجرة، يجود بأنفاسه..

      وتريد أم المؤمنين عائشة أن تخصّه بشرف لم تختصّ به سواه، فتعرض عليه وهو على فراش الموت أن يدفن في حجرتها الى جوار الرسول وأبي بكر وعمر..

      ولكنه مسلم أحسن الاسلام تأديبه، فيستحي أن يرفع نفسه الى هذا الجوار...!!

      ثم انه على موعد سابق وعهد وثيق مع عثمان بن مظعون، اذ تواثقا ذات يوم: أيهما مات بعد الآخر يدفن الى جوار صاحبه..




      **




      وبينما كانت روحه تتهيأ لرحلتها الجديدة كانت عيناه تفيضان من الدمعو ولسانه يتمتم ويقول:

      " اني أخاف أن أحبس عن أصحابي لكثرة ما كان لي من مال"..

      ولكن سكينة الله سرعان ما تغشته، فكست وجهه غلالة رقيقة من الغبطة المشرقة المتهللة المطمئنة..

      وأرهفت أذناه للسمع.. كما لو كان هناك صوت عذب يقترب منهما..

      لعله آنئذ، كان يسمع صدق قول الرسول صلى الله عليه وسلم له منذ عهد بعيد:

      " عبدالرحمن بن عوف في الجنة"..

      ولعله كان يسمع أيضا وعد الله في كتابه..

      ( الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله، ثم لا يتبعون ما أنفقوا منّا ولا أذى، لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون)..



      الدروس الخاصه به :


      فضائل عبد الرحمن بن عوف .. للشيخ محمد حسن عبد الغفار
      http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=33079

      عبد الرحمن بن عوف .. للشيخ شعبان محمود عبد الله
      http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=24964

      عبد الرحمن بن عوف .. للشيخ وليد ادريس المنيسى
      http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=50445
      هذا طريق السالكين لربهم *** فاسلك حباك الله بالإيمان
      ولتتبع هدى النبى المصطفى *** فبهديه تنجو من النيران
      وازهد أخى فى متاع ذائل *** واقهر غرور النفس والشيطان
      واعمل لجنات النعيم وطيبها *** فنعيمها يبقى وليس بفان

      تعليق


      • #18
        رد: قسم صحابة النبى(ص) ***-_-*** الزبير بن العوام ***-_-***

        اخوانى المشرفين

        ارجو تغيير العنوان من كلمة (ص) الى صلى الله عليه وسلم
        عذراً رسول الله

        هجوتَ محمداً فأجبتُ عنه .. وعند اللهِ فى ذلك الجـزاءُ

        هجوتَ محمداً برّاً تقيـاً .. رسولَ اللهِ شيمته الوفـاء

        فإن أبى ووالده وعِرضى .. لعرضِ محمدٍ منكم وِقـاءُ

        تعليق


        • #19
          رد: قسم صحابة النبى(ص) ***-_-*** الزبير بن العوام ***-_-***

          جزاك الله كل خير

          تعليق


          • #20
            رد: قسم صحابة النبى(ص) ***-_-*** الزبير بن العوام ***-_-***

            رجال صدقوا الله ورسوله قولا وعملا رضوان الله عليهم.....خيرا جزاكم الله
            أخوكم المهدي

            تعليق


            • #21
              رد: قسم صحابة النبى(ص) ***-_-*** الزبير بن العوام ***-_-***

              جزاكم الله خيرا سلسله مباركة
              بارك الله فيكم
              وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال

              اللهم امين
              اللهم صلِّ على سيدنا محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً

              تعليق


              • #22
                رد: قسم صحابة النبى(ص) ***-_-*** الزبير بن العوام ***-_-***

                شكرا و لكن الكتابة كبيرة جدا

                تعليق


                • #23
                  رد: قسم صحابة النبى(ص) ***-_-*** الزبير بن العوام ***-_-***

                  قرأت فقط عنوان الموضوع وسوف اكلمه حالاً
                  أحبك فى الله
                  انا اواجه بعض المشاكل يا ميرو ارجو التواصل معى

                  التعديل الأخير تم بواسطة يكفينى أنى مسلمة; الساعة 22-12-2010, 02:52 PM.
                  الآن الدكتــــــــــــور حازم على خليجية
                  كل يوم سبت إن شاء الله
                  الســـــــــــــاعة 10 مســـــــــــأء هذا اليوم من كل اسبـــــــــوع

                  تعليق


                  • #24
                    رد: قسم صحابة النبى(ص) ***-_-*** الزبير بن العوام ***-_-***

                    جزاكم الله خيراً
                    وباركِ فيكم
                    ونفع بكم
                    وجعل هذا العمل فى موزين حسناتكم



                    تعليق


                    • #25
                      رد: قسم صحابة النبى(ص) ***-_-*** الزبير بن العوام ***-_-***

                      جزاكم الله خيرا








                      __________________

                      التعديل الأخير تم بواسطة يكفينى أنى مسلمة; الساعة 22-12-2010, 02:53 PM.

                      تعليق


                      • #26
                        رد: قسم صحابة النبى(ص) ***-_-*** الزبير بن العوام ***-_-***




                        تعليق


                        • #27
                          شخصيات إسلامية



                          ام المؤمنين ام سلمه رضي الله عنها
                          نسبها :

                          هي هند بنت سهيل المعروف بأبي أمية بن المغيرة، أم سلمة ( ويقال أن اسم جدها المغيرة هو حذيفة، ويعرف بزاد الركب) . وهي قرشية مخزومية ، وكان جدها المغيرة يقال له : زاد الركب ، وذلك لجوده ، حيث كان لا يدع أحدا يسافر معه حامل زاده، بل كان هو الذي يكفيهم. وقد تزوجها أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومي.




                          فضلها :


                          تُعدَّ أم سلمة من أكمل النساء عقلا وخلقا، فهي وزوجها أبو سلمة من السابقين إلى الإسلام، هاجرت مع أبي سلمة إلى أرض الحبشة ، وولدت له ((سلمة)) ورجعا إلى مكة، ثم هاجرا معه إلى المدينة. فولدت له ابنتين وابنا أيضا ، وكانت أول امرأة مهاجرة تدخل المدينة. ومات أبو سلمة في المدينة من أثر جرح في غزوة أحد، بعد أن قاتل قتال المخلصين المتعشقين للموت والشهادة . وكان من دعاء أبي سلمة: (اللهم اخلفني في أهلي بخير)، فأخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على زوجته أم سلمة، فصارت أمًا للمؤمنين، وعلى بنيه: سلمة، وعمر، وزينب، فصاروا ربائب في حجره المبارك صلى الله عليه وسلم، وذلك سنة أربع للهجرة (4هـ).

                          كما كانت تعد من فقهــاء الصحــابة ممن كان يفــتي، إذ عــدها ابن حزم ضمن الدرجة الثانية، أي متوسطي الفتوى بين الصحابة رضوان الله عليهم، حيث قال: (المتوسطون فيما روي عنهم مــن الفتـــوى: عثمــــان، أبوهــــريرة، عبــد الــله بــن عــــمرو، أنـــس، أم سلمة .... إلخ) إلى أن عدهم ثلاثة عشر، ثم قال: (ويمكن أن يجمع من فتيا كل واحد منهم جزء صغير).



                          زواج أم سلمة من النبي صلى الله عليه و سلم:


                          عندما انقضت عدتها بعث إليها أبو بكر يخطبها فلم تتزوجه ، وخطبها النبي صلى الله عليه و سلم إشفاقا عليها ورحمة بأيتامها أبناء وبنات أخيه من الرضاعة . فقالت له: مثلي لا يصلح للزواج ، فإني تجاوزت السن ، فلا يولد لي، وأنا امرأة غيور، وعندي أطفال ، فأرسل إليها النبي صلى الله عليه و سلم خطابا يقول فيه : أما السن فأنا أكبر منكِ ، وأما الغيرة فيذهبها الله ، وأما الأولياء فليس أحد منهم شاهدِ ولا غائب إلا أرضاني. فأرسلت أم سلمة ابنها عمر بن أبي سلمة ليزوجها بالرسول صلى الله عليه و سلم .

                          ولما تزوج رسول الله صلى الله عليه و سلم أم سلمة حزنت عائشة رضي الله عنها حزنا شديدا لما ذكروا لها من جمال أم سلمة وقالت لما رأتها : والله أضعاف ما وصفت لي في الحسن والجمال .وكان رسول الله إذا صلى العصر دخل على نسائه فبدأ بأم سلمة وكان يختمها بعائشة رضي الله عنهن .

                          وسافر رسول الله صلى الله عليه و سلم بعض الأسفار وأخذ معه صفية بنت حيي وأم سلمة فأقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى هودج صفية ، وهو يظن أنه هودج أم سلمة، وكان ذلك اليوم يوم أم سلمة فجعل النبي عليه الصلاة والسلام يتحدث مع صفية . فغارت أم سلمة وعلم الرسول صلى الله عليه و سلم فقالت له: تتحدث مع ابنة اليهودي في يومي وأنت رسول الله استغفر لي فإنما حملني على هذه الغيرة .



                          صفاتها وأخلاقها :


                          كان لأم سلمه رأي صائب أشارت على النبي صلى الله عليه و سلم يوم الحديبية ، وذلك أن النبي - عليه الصلاة والسلام- لما صالح أهل مكة وكتب كتاب الصلح بينه و بينهم وفرغ من قضية الكتاب قال لأصحابه: قوموا فانحروا ثم حلقوا . فلم يقم منهم رجل بعد أن قال ذلك ثلاث مرات . فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فدخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس. فقالت له أم سلمة : يا نبي الله أتحب ذلك اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك . فقام - عليه الصلاة و السلام - فخرج فلم يكلم أحدا منهم كلمة فنحر بدنته ودعا حالقه فحلقه ، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا .[ كناية عن سرعة المبادرة في الفعل ].

                          وتعد أم سلمة خير مثال يجب على أمهات وزوجات اليوم الاحتذاء به من خلال تربيتها لأولادها التربية الأخلاقية الكريمة. وكانت خير زوجة وأم صالحة، تملك العقل الراجح ، والشخصية القوية، وكانت قادرة على اتخاذ قراراتها بنفسها، وتتسم شخصيتها بحسن الأخلاق والأدب ، وهذا ما يندر في كثير من الأمهات والزوجات في وقتنا الحالي. كالعناية بالزوج، والنظر في أمور الأطفال ، ومساعدة الزوج في أصعب الأوقات، وتقدير حال زوجها . كل هذا نفتقده في أمهات وزوجات اليوم، وذلك لاستهتارهن بأمور تربية الأطفال ، وإهمال الزوج وعدم رعايته، ومبالغتهن واهتمامهن بأمور الدنيا والتي غالبا ما تكون زائفة لا معنى لها


                          وفاة أم سلمة – رضي الله عنها.


                          كانت أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها، آخر من مات من أمهات المؤمنين، عمرت حتى بلغها مقتل الحسين، لم تلبث بعده إلا يسيرًا، وانتقلت إلى الله تعالى سنة (62هـ)، وكانت قد عاشت نحوًا من تسعين سنة .
                          اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على آل إبراهيم"
                          "اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا "
                          "اللهم اجعل مصر أمنا سخاءا رخاءا وسائر بلاد المسلمين وجنبها الفتن ما ظهر منها وما بطن"

                          تعليق


                          • #28
                            رد: شخصيات إسلامية

                            رضوان الله تعالى على امهات المؤمنين
                            جزاكى الله خيرا وبارك فيكى

                            تعليق


                            • #29
                              رد: شخصيات إسلامية

                              بارك الله فيكى اختى الكريمه

                              تعليق


                              • #30
                                رد: شخصيات إسلامية


                                وما من كاتب الاسيفنى ****ويبقي الدهر ماكتبت يداه

                                تعليق

                                يعمل...
                                X