أعلنت دولة واق الواق .. وبلاد تركب الأفيال .. وبلاد تررررررررركب الهوا.. وجمهوريات الموز .. تكوين تحالف دولي وإعلان الحرب علي المسلمين خلال 48 ساعة ..
ارتبك المسلمون ووقعوا في حيص بيص ... وبعد طول تفكير لم يكن أمامهم إلا أن يعلنوا فتح باب الجهاد لصد الغزو البربري الهمجي .. وظهرت الدعوات الوحدوية ..
يا كل مسلم ..
دعوة لنبذ الخلاف .. دعوة لوحدة الصف .. دعوة لجمع الشمل ..
دعوة نقدر بيها نقف أمام أعداءنا وننتصر عليهم ..
يللا يا مسلمين صف واحد أمام أعداءكم ..
يللا يا مسلمين فتحنا مكتب لتجنيد الشباب يقوم عليه مجموعة من ’’مشايخ الوحدة ونبذ الخلافات’’ .. فتقدموا وسجلوا أسماءكم لنصرة دينكم ..
طبعاً تجمع الملايين من الشباب لتسجيل أسماءهم بكل اندفاع وحماسة.. لكن كان فيه خناقات علي بوابة التسجيل
. الصوفي مش طايق السلفي .. والرافضي مش طايق السني .
. ولم يملك الشيخ محمد أحد المشايخ المنظمين لجموع الشباب إلا تقسيم هؤلاء الشباب في مجموعات بحسب انتماء كل منهم .. ليقوم بعد ذلك بإدخال مجموعة تلو الأخري للجنة ’’مشايخ الوحدة’’ ليُقيِّموهم ويبحثوا مدي أهليتهم لدخول تلك المعركة ..
دخل الشيخ محمد وقدم المجموعة الأولي للجنة المشايخ فقال لهم ..
’’هيدخل لكم دلوقت مجموعة شباب غرقانة في الذنوب
. بس علي فكرة هم بيقع في الذنب عن جهالة أو ضعف لكن بيقولوا نفسهم يتوبوا’’ ..
الشيوخ قالوا .. ’’معلش .. معلش .. ربنا يتوب عليهم .. أكيد هنحاول معاهم .. وإن شاء الله تكون النصرة علي إيدهم’’ ..
اللي بعده ..
هيدخل معانا مين تاني؟
الشيخ محمد قال .. ’’الشباب اللي معانا دلوقتي .. شباب ملتزم علي الطريقة التيك آوية .. جمع ما بين بعض الطاعات والأمور الدنيوية .. كوكتيل من البدع والمخالفات والمعاصي و’’تطوير الدين ليلائم الحياة العصرية’’ .. وبيقدموا نفسهم أنهم صورة للمسلم المودرن .. ولكل بدعة عندهم تأصيل .. ويبرروا ضلالتهم بالرجوع لكلام العلامة اللي بيبيح كذا وكذا .. ولو قلنا لهم بس النبي قال .. أو الصحابة عملوا .. يقولوا لك .. هو أنت هتفهم أكثر من الشيخ الفلاني والعلامة العلاني ؟؟.. وبيصمموا علي بدعتهم ومخالفاتهم ..
الشيوخ اتنرفزوا وقالوا .. ’’هتوهم هتوهم .. انتوا ناقص عليكم تكفروهم .. إيه التعنت اللي أنتوا فيه دة .. يا ساااااااااااااااااتر عليكم .. الناس مسلمة ومتربية ومتدينة وآخر حلاوة آهية .. بس أنتوا بس بلاش التلاكيك الفارغة بتاعتكم دي .. ’’ ..
هااااااااا اللي بعده ..
هيدخل معانا مين كمان ؟؟..
هيدخل معانا ناس بتتبرك بالأضرحة .. وبتدعي الأوليا .. وهيمانة في الموالد .. وبتؤمن بقداسة بعض البشر .. ومهما وعظت فيهم .. تلاقيهم مصممين .. ويجادلوا بالكرامات اللي وردت في قصص الأقدمين !!!
,,المشايخ’’ ..إممممممممممممممممممم ..
مش مشكلة .. ووووووووماله .. مش وقت خلافات دلوقت ..
ومادمنا في وقت شدة فـ يلآلآلآلآ إديها مدد مدد مدد .. ’’
يللا .. اللي بعده ..
هيدخل معانا مين مين ؟؟
هيدخل معانا ناس بتعتقد بعصمة البشر .. وبتسب في أبوبكر وعمر .. وبتقذف أمنا عائشة بأقذر التهم ..
,,المشايخ’’.. أوووووووووووووه ..
إمممممممممممممممم..
يعني .. هو طبعاً عيب يعملوا كدة وميصحش ومش أصول .. بث يعني .. نعديها ونفوتها ونبقي نشوف الموضوع دة بعدين .. أنتم مش شايفين حالنا والنكبة اللي احنا فيها؟ .. يا جماعة دة وقت وحدة .. والحرب علي الأبواب .. مقبولين مقبولين ..
!!!
طيب يا أسيادنا المشايخ .. مادمتم مبحبحينها كدة ومتبعين ’’المذهب البحبحاوي’’ في جمع الكلمة ونبذ الخلاف .. فيه مجموعة من النصاري بيقولوا أنهم إخوانكم في الوطن وعايزين يشاركوا في معركتكم ..
فكان رد المشايخ .. بما إننا بنكره الفتنة الطائفية وبما إن الناس جاية مد إيديها لينا .. فلازم نمد إيدينا ليهم بردة .. يعني مثلاً هنكسفهم واللا نزعلهم ..هاتوهم يا سيدي هاتوهم .. يا مرحب بيهم يا مراحب ..
طيب يا مشايخ .. قبل ما نقفل باب التسجيل بس يعنييييي لسة فيه ناس كدة شكلها مش ولابد .. دقونهم طويلة ولابسين جلاليب وقاعدين يخطبوا ف الناس إنهم لازم يرجعوا لنهج السلف وما كان عليه الأوائل .. وأن هذا هو طريق النجاة والنصر ..
الشيوخ في نفس واحد لآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآ.. هِشوهم اكرشوهم دول ممكن يبوظوا تجمعنا ويفرقوا كلمتنا .. ابعدوهم بسرعة ..
لكن الشيخ محمد راجعهم وقال لهم .. يا جماعة كدة هيكون موقفكم مش مظبوط وهتكونوا كأنكم بتضطهدوهم .. أنا رأيي أنكم تددخلوهم بس حطوهم فترة في ’’الحجر الفكري’’ وحاولوا تسنفروا شعاراتهم الفارغة دي شوية عشان يكونوا من النوع المألوف ويقبلوا التعايش ..
المهم..
تم بناء المعسكرات سريعا وطلعت الأسلحة من المخازن .. طبعاً كان الصدا ملاها وحالتها بالبلا .. النصاري قالوا ياي إزاي ننتصر بالخردة دي .. ؟؟
المسلمين ردوا .. احنا بنقاتلهم بإيماننا مش بالأسلحة .. والنصر قادم بعون الله .. عشان كدة نحاول نتدرب علي قد ما نقدر علي الأسلحة البسيطة دي .. وعايزين نقضي ليلنا في صلاة ودعاء ونطلب العون من الله أن يثبتنا وينصرنا عليهم ..
المشايخ فرحوا بالروح المعنوية للمسلمين ودعوا لهم بالنصر والثبات .. ودخل الجميع خيامهم للاستعداد للمعركة صباح اليوم التالي ..
المشايخ أقاموا الليل في الصلاة والدعاء .. ثم قرروا المرور علي معسكرات الشباب للاطمئنان علي حالهم ..
مروا بخيمة فلاقوا دخان خارج من الخيمة انزعجوا وقربوا .. فاكتشفوا إن دة دخان سجاير وشيشة .. وشافوا شباب بيلعب طاولة وكوتشينة .. وسمعوا كلام الشباب اللي كانوا بيخططوا للمعركة في الجو دة .. وكانوا بيقولوا لبعض .. شوفوا يا شباب احنا مع جمهورية الموز نبعت لهم شوية قرود يخلصوا عليهم أو ناكل إحنا الموز ونزحلقهم بالقشر وبكدة نكون خلصنا من دولة من دول التحالف .. أما مع بلاد تركب الهوا .. فناخدهم في نفسين وتنتهي حكايتهم .. لكن هتفضل مشكلة بلاد تركب الأفيال .. دول بقي عايزين نشوف لهم واحد هندي يمشيهم .. وبكدة ننتصر ونرفع راية الإسلام عالية ..
المشايخ فضلوا مذهولين شوية .. ودخلوا عليهم يسألوهم .. هي دي الصلاة وهو دة الدعاء .. الشباب اتحرجوا وقالوا ما احنا صلينا ركعتين ودعينا دعوتين واتمرنا علي الأسلحة دي .. وآدينا بنحاول نخطط للمعركة .. واطمنوا اطمنوا دا احنا هنطيرهم من أول دور ..
صمت المشايخ قليلا وانصرفوا وهم يحوقلون ويكبرون .. وسابوا الخيمة دي وراحوا لغيرها ..
خيمة شباب الإلتزام المودرن .. وسمعوهم بيخططوا وكانوا بيقولوا في كلامهم .. ’’احنا هنبعت نتحاور معاهم ونسألهم ليه بتكرهونا أوي كدة .. ونشوف الأسباب الحقيقية لتلك الكراهية ونحاول نعالجها .. ونقول لهم إحنا جايين لكم ماديين إيدينا فبلاش تكسفونا .. وهنبعت وفد يمثل المسلمين حتي لو كانوا رافضين فمش مهم .. المهم إننا نحاورهم ونراضيهم ونوريهم الوجه المعتدل للإسلام’’ .. المشايخ اتنفضوا ودخلوا عليهم وصرخوا فيهم ’’تحاوروا مين يا ناس ؟؟.. دول عالم بتسب دينكم وأعلنت الحرب عليكم هتكلموهم في إيه وتحاوروهم عن إيه .. الحوار بيكون بين أنداد .. لكن طول ما أنت مكسور وضعيف فحوارك مع المتطاول عليك معناه استسلام وهزيمة ’’ .. الشباب بصوا للشيوخ شذراً وقالوا لهم إحنا مصممين علي كلامنا وآخدنا قرارنا بعد استشارة قائدنا اللي أيدنا واحنا خلاص رايحين ومش مستنيين رأيكم ..
وسابوا المشايخ ومشيوا ..
الشيوخ حسوا بالإحباط .. لكن قرروا الاستمرار في المتابعة لباقي الخيام ..
ولما قربوا من خيمة الصوفية .. سمعوا خبط ورزع وطبل وهمهمات ودمدمات ودعوات بالمدد والاستعانة بالأوليا .. يا سيدنا كركر يا سيدنا فرفور .. يا اسيادنا من دمنهور لكوالالامبور .. نطوا عليهم السور .. وولعوا فيهم بوابور ..
المشايخ دخلوا وصرخوا .. لكن ولا حد التفت لهم لأن الجلالة كانت آخداهم .. لغاية ما واحد ربنا كرمه وفاق من غيبوبة التشنجات .. وقال لهم ’’أبشروا هتشوفوا بكرة العجب العجاب’’ .. المشايخ سألوهم إن كانوا اتدربوا علي الأسلحة .. فانتفض كبيرهم وزمجر وقال ’’أسلحة إيه دا انتم بكرة هتشوفوا من كرمات وبركات الأوليا اللي يفتت الصخر والحديد ,, ..!!!
انصرف المشايخ واجمين ولم ينطقوا بكلمة .. وعندما اقتربوا من الخيمة التالية ’’خيمة الروافض’’ .. سمعوا صوت غريب يشبه صوت الحفر .. وعندما نظروا داخل الخيمة وجدوا الشباب يعمل بكل جد لحفر الأرض فيما يشبه النفق .. فتهللت أسارير المشايخ وخمنوا أن هذا النفق خطة محكمة لمعركة الغد .. لكنهم عندما قربوا من الشباب وجدوهم يحملون المصابيح والشموع وينادون ’’يا مهدي يا مهدي’’ .. فسأل المشايخ من هو مهدي ؟؟.. فأجابوهم هو المهدي ’’عج’’ الذي دخل السرداب من مئات السنين وننتظر خروجه وهيكون النصر علي إيديه بث هو يخرج بث واحنا نعرف نوريهم .. وعلي فكرة احنا منقدرش نحارب إلا بإذن الأئمة المعصومين اللي يقولوا لنا يا شمال يا إما يمين .. لكن خلينا في انتظار المهدي أحثن ..
نكس المشايخ رؤوسهم وخرجوا من الخيمة .. وأيقنوا أنهم بدأوا يتجرعوا مرارة فكرهم الوحدوي الذي اعتمد علي أن كلمة مسلم ’’تجب’’ ما سواها .. وهاهو الواقع يكشف لهم ركاكة فكرهم ..
وعندما اقتربوا من خيمة النصاري .. سمعوا مناداتهم لربهم يسوع ودعوات له بالنزول وتحقيق النصر الذي يرغم المسلمين علي الخضوع للصليب ..
هنا اغمي علي أحد الشيوخ ولم يتمالك الباقي نفسه من البكاء .. ورجعوا لأنفسهم بأنهم ظلموا دينهم وظلموا أمتهم بفكرهم الوحدوي الذي يدعي أن هناك نهضة وعزة لأمة محمد بنهج وفكر يجمع ويلم شمل المتردية والنطيحة مع العقيدة النقية الصافية .. وأن الصحابة وفيهم محمد صلوات ربي وسلامه عليه هُزموا لعصيان أمر واحد .. فأني لأمة مليئة بالمعاصي وأني لأمة تهاونت في العقيدة وأني لأمة تصالحت مع عدوها قبل أن تتصالح مع نفسها .. أني لمثل تلك الأمة من نصر أو نهضة .. فهذه الأمة ليست كغيرها من الأمم .. فإن كانت اليابان أو ألمانيا أو غيرهم قدروا ينهضوا ويتقدموا بالعمل الجاد والدؤوب .. فإن أمة محمد صلي الله عليه وسلم مهما عملت ومهما جدَّت فليس لها من دون عقيدتها الصحيحة قائمة .. ولن يكون من نهضة ولن يكون من نصر إلا بالثبات علي النهج الذي كان عليه الأولون بلا تحريف ولا تزييف ..
وعندما كان المشايخ علي وشك العودة لخيمتهم مروا بخيمة الشباب المنتهجين لنهج السلف الصالح .. فوجدوا ما يشرح الصدور من صلاة ودعاء وتذكير بالغزوات وكيف صمد الصحابة وكيف واجهوا الشدائد وكان التواصي بين الشباب بالصبر والثبات علي الحق وتواعدوا بالتلاقي في الجنان .. وكان كل شاب يذكر صاحبه بسنة من سنن النبي صلي الله عليه وسلم علها تكون فاتحة النصر ..
هنا .. نظر المشايخ بعضهم لبعض ولسان حالهم يقول ’’من هنا يأتي النصر.. ولن نخوض معركة إلا بجيش كله أو جله علي شاكلة تلك الخيمة ’’ .. وقرر المشايخ عدم خوض الحرب وإعلان هدنة والسعي لإعداد أمة علي قرآن وسنة بنهج سلف الأمة ..
*************
قصة أهديها لدعاة التعايش مع كل الكائنات حتي الزواحف والحشرات ويظنون أن بهؤلاء يمكن أن تنهض أمـــة .. فنقول لهم .. نعم .. يمكن ذلك لكل الأمم .. إلا أمة الإسلام .. فنحن قوم أعزنا الله بعقيدة نقية فإن ابتغينا العزة والنصر بعقائد الهوي والضلال أذلنا الله ..
منقوووووووووووووول
تعليق