بسم الله الرحمن الرحيم
كان مجتمع المسلمين مع كثرة عددهم يأبون أن يبيت بينهم شخصين متخاصمين وليس عائلتين لأن العائلات ذابت في نسب الإسلام كلهم انتسبوا إلى دين الله وطبَّقوا قول الله جلّ في عُلاه {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} الحجرات10
وطبَّقوها كما طلب الله وكما وضّح وبيَّن في بيانه القولى والفعلي بعد الهجرة سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم فأصبح الناس جميعاً عائلة واحدة هي عائلة المؤمنين وأهلها جميعاً إخوة متآلفين متحابين عالجوا كل الأمراض التي تُفرق بينهم والتي تُسير البغضاء والشحناء فيما بينهم فأصبحت القلوب ليس فيها إلا المحبة والمودة لكل إخوانهم المؤمنين كان أول بند طبَّقوه في أخوتهم {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ }الحجر47
أنتم جميعا ً علمتم وسمعتم عن قدر هذه الأخوة وأن الأخ كان يستقبل أخاه الآتي من بلدٍ بعيد ويقتسم معه ماله وداره وتجارته وزراعته كل ذلك بسماح نفسٍ وبرضا وبمحبة وليس بينهم خصومات البتّة وإن تعجب فعجبٌ مجتمعٌ كبيرٌ كهذا المجتمع وأهله حديثي عهدٍ بالجاهلية وأهل بداوة ولم يحصلوا على أي شهادات تربوية لا ابتدائية ولا إعدادية ولا ثانوية ولا يحدث في المجتمع خصومة واحدة أبداً
حتى أن القاضي يرفض أن يتقاضى عن قضاءه راتباً ومن مقتضيات الدولة العصرية أن يكون فيها قضاء فعيَّن خليفة رسول الله أبو بكر الصديق رضي الله عنه قاضياً لكل المؤمنين وكان الراتب يتقاضاه كل عام مرة
وجاءوا بالقاضي عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليأخذ الراتب فرفضه فاستدعاه الخليفة وسأله: لِمَ لم تأخذ راتبك؟ قال: يا خليفة رسول الله لم يُعرض علىّ في هذا العام خصومة واحدة لا خصومات ولا منازعات ولا خلافات لأنهم تعالوا عن ذلك وطبقوا قول الله {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} فإذا حدث أي أمر {فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} الحجرات10
كان أمرهم كما وجدنا آبائنا وأجدادنا إذا حدثت منازعة في القرية أو في الشارع أو في البلد لا يبيت أهل المكان إلا إذا جمعوا الطرفين وأصلحوا بينهما صُلحاً باتاً نهائياً لكن الآن نجد من يزيد النار اشتعالاً ومن يدفعه إلى المحاكم ومن يهديه إلى المحاكمين ومن يحرّضه على عدم التنازل مهما عرضوا عليه من كذا وكذا
حتى أصبحت كل منازعة ولو قليلة كأنها الخصومة البادية بين اليهود وبين العرب في فلسطين ما هذا الذي نحن فيه يا إخوة الإسلام؟ أبهذا الحال نرجوا الله أن يتداركنا بنُعماه؟ وأن يُمطرنا بواسع رحمته وأن يرفع عنا من بلاء ووباء وشقاء وغيره؟ مع أن النبي صلي الله عليه وسلم قال لنا {الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ}[1]
أصبحت الشدة على المسلمين من المسلمين من الذي يقطع الطريق على المسلمين في الطرقات ويُصوّب إليهم الآليات؟ يا ليته صوّبه على اليهود أو الكافرين وإنما يُصوّبه على إخوانه المسلمين ولم يرتكبوا جُنحاً ولم يفعلوا ذنباً يريد أن يأخذ ما معهم ويستلب ما معهم إن كان هاتفاً أو مالاً أو خلافه وهو يعلم أن هذا سُحتٌ وهذا حرام والذي يأخذ ذلك يقول فيه الواحد الأحد {يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً} النساء10
ولذلك نظر إلينا النبي صلي الله عليه وسلم وكأنه يعيش بيننا الآن ووصف حالنا الذي نحن فيه فقال صلي الله عليه وسلم {دبَّ إليْكم داءُ الأممِ قبلَكم الحسدُ والبغضاءُ هيَ الحالقةُ لا أقولُ تحلقُ الشَّعرَ ولَكن تحلِقُ الدِّينَ}[2]
وقال صلي الله عليه وسلم {لا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَوَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ، أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ} [3]
[2] ,[3] سنن الترمذي: (2434) قال الألباني: (حسن) التعليق الرغيب (3/12)، الإرواء (238).
كان مجتمع المسلمين مع كثرة عددهم يأبون أن يبيت بينهم شخصين متخاصمين وليس عائلتين لأن العائلات ذابت في نسب الإسلام كلهم انتسبوا إلى دين الله وطبَّقوا قول الله جلّ في عُلاه {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} الحجرات10
وطبَّقوها كما طلب الله وكما وضّح وبيَّن في بيانه القولى والفعلي بعد الهجرة سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم فأصبح الناس جميعاً عائلة واحدة هي عائلة المؤمنين وأهلها جميعاً إخوة متآلفين متحابين عالجوا كل الأمراض التي تُفرق بينهم والتي تُسير البغضاء والشحناء فيما بينهم فأصبحت القلوب ليس فيها إلا المحبة والمودة لكل إخوانهم المؤمنين كان أول بند طبَّقوه في أخوتهم {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ }الحجر47
أنتم جميعا ً علمتم وسمعتم عن قدر هذه الأخوة وأن الأخ كان يستقبل أخاه الآتي من بلدٍ بعيد ويقتسم معه ماله وداره وتجارته وزراعته كل ذلك بسماح نفسٍ وبرضا وبمحبة وليس بينهم خصومات البتّة وإن تعجب فعجبٌ مجتمعٌ كبيرٌ كهذا المجتمع وأهله حديثي عهدٍ بالجاهلية وأهل بداوة ولم يحصلوا على أي شهادات تربوية لا ابتدائية ولا إعدادية ولا ثانوية ولا يحدث في المجتمع خصومة واحدة أبداً
حتى أن القاضي يرفض أن يتقاضى عن قضاءه راتباً ومن مقتضيات الدولة العصرية أن يكون فيها قضاء فعيَّن خليفة رسول الله أبو بكر الصديق رضي الله عنه قاضياً لكل المؤمنين وكان الراتب يتقاضاه كل عام مرة
وجاءوا بالقاضي عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليأخذ الراتب فرفضه فاستدعاه الخليفة وسأله: لِمَ لم تأخذ راتبك؟ قال: يا خليفة رسول الله لم يُعرض علىّ في هذا العام خصومة واحدة لا خصومات ولا منازعات ولا خلافات لأنهم تعالوا عن ذلك وطبقوا قول الله {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} فإذا حدث أي أمر {فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} الحجرات10
كان أمرهم كما وجدنا آبائنا وأجدادنا إذا حدثت منازعة في القرية أو في الشارع أو في البلد لا يبيت أهل المكان إلا إذا جمعوا الطرفين وأصلحوا بينهما صُلحاً باتاً نهائياً لكن الآن نجد من يزيد النار اشتعالاً ومن يدفعه إلى المحاكم ومن يهديه إلى المحاكمين ومن يحرّضه على عدم التنازل مهما عرضوا عليه من كذا وكذا
حتى أصبحت كل منازعة ولو قليلة كأنها الخصومة البادية بين اليهود وبين العرب في فلسطين ما هذا الذي نحن فيه يا إخوة الإسلام؟ أبهذا الحال نرجوا الله أن يتداركنا بنُعماه؟ وأن يُمطرنا بواسع رحمته وأن يرفع عنا من بلاء ووباء وشقاء وغيره؟ مع أن النبي صلي الله عليه وسلم قال لنا {الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ}[1]
أصبحت الشدة على المسلمين من المسلمين من الذي يقطع الطريق على المسلمين في الطرقات ويُصوّب إليهم الآليات؟ يا ليته صوّبه على اليهود أو الكافرين وإنما يُصوّبه على إخوانه المسلمين ولم يرتكبوا جُنحاً ولم يفعلوا ذنباً يريد أن يأخذ ما معهم ويستلب ما معهم إن كان هاتفاً أو مالاً أو خلافه وهو يعلم أن هذا سُحتٌ وهذا حرام والذي يأخذ ذلك يقول فيه الواحد الأحد {يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً} النساء10
ولذلك نظر إلينا النبي صلي الله عليه وسلم وكأنه يعيش بيننا الآن ووصف حالنا الذي نحن فيه فقال صلي الله عليه وسلم {دبَّ إليْكم داءُ الأممِ قبلَكم الحسدُ والبغضاءُ هيَ الحالقةُ لا أقولُ تحلقُ الشَّعرَ ولَكن تحلِقُ الدِّينَ}[2]
وقال صلي الله عليه وسلم {لا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَوَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ، أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ} [3]
[2] ,[3] سنن الترمذي: (2434) قال الألباني: (حسن) التعليق الرغيب (3/12)، الإرواء (238).
تعليق