لا بد للداعية من أن يتحمل المشاق في سبيل الدعوة , وهذا الرسول الكريم أكبر مثال حي على الصبر وتحمل المشاق والصعاب .. بعد أن صدع الرسول بالدعوة , جاء وفد من قريش إلى أبو طالب : فقالوا : يا أبو طالب : إن ابن أخيك قد سب آلهتنا , وعاب ديننا , وسفه أحلامنا , فإما أن تكفه , وإما أن تخلي بيننا وبينه ..فقال لهم أبو طالب قولا رقيقا وردهم ردا جميلا .. ومضى رسول الله على ما هو عليه .. وقرب موسم الحج وعرفت قريش أن وفود الحجاج سوف تستمع لدعوة الرسول , فعرفوا أنه لابد من كلمة يقولونها للعرب في شأن محمد حتى يقللوا من شأنه عندهم ودعوته لا تكون له أثر في نفوسهم والذي تولى هذا الموضوع أبو لهب فقد كان الرسول يدعو الحجاج في منازلهم وفي عكاظ وذي المجاز , يدعوهم إلى الله وأبو لهب وراءه يقول : لا تطيعوه فإنه صابئ كذاب " وقد اتبعت قريش أساليب شتى لمجابهة الدعوة منها : 1-السخرية والتحقير والاستهزاء والتكذيب والتضحيك وقد قصدوا بها تخذيل المسلمين .. 2-تشويه تعاليمه وإثارة الشبهات , وبث الدعايات الكاذبة حول دعوته وحول شخصه صلى الله عليه وسلم .. 3-معارضة القرآن بأساطير الأولين , وتشغيل الناس بها عنه .. 4-مساومات حاولوا بها أن يلتقي الإسلام والجاهلية في منتصف الطريق بأن يترك المشركين بعض ما هم عليه ويترك الرسول بعض ماهو عليه ( ودوا لو تدهن فيدهنون ) وبعد ذلك بدأت قريش تتشاور في أمر الرسول صلى الله عليه وسلم : وقرروا كف الدعوة بكل الأساليب وبشتى الطرق : و بدأوا الاعتداءات ضد النبي صلى الله عليه وسلم وعلى رأسهم أبو لهب وكان أبو لهب زوج ولديه ( عتبة وعتيبة ببنتي الرسول ( رقية وأم كلثوم ) قبل البعثة فلما كانت البعثة أمرهم بتطليقهما بعنف وشدة حتى طلقاهما .. ولما مات عبد الله – الابن الثاني لرسول الله صلى الله عليه وسلم – استبشر أبو لهب , وهرول إلى رفقائه يبشرهم بأن محمدا صار أبتر .. وكانت امرأة أبو لهب تحمل الشوك وتلقيه في طريق الرسول صلى الله عليه وسلم , وكانت امرأة سليطة اللسان تؤجج نار الفتنة , وتثير حربا شعواء على الرسول صلى الله عليه وسلم .. وعندما أنزل الله فيها وزوجها قرآن أتت الكعبة حيث كان الرسول والصديق جالس فأخذ الله ببصرها فكانت لا ترى سوى الصديق فقالت له : يا أبو بكر بلغنا أن صاحبك يهجوني , والله لو وجدته لضربت بهذا الفهر فاه , فأما والله إنه لشاعر , فقال أبو بكر , لا ورب هذه البنية , ما ينطق الشعر ولا يتفوه به ..ثم انصرفت فقال الصديق للرسول أما تراها رأتك ؟؟ فقال له صلى الله عليه وسلم " لقد أخذ الله ببصرها عني .. ولم يسلم رسول الله من جيرانه .. وكان مما يضئ الرسول عتبه بن ربيعة , والوليد بن عتبه فأخذ الرسول يدعو عليهم فقال ( اللهم عليك بقريش ثلاث مرات ) فشق ذلك عليهم أن يدعوا عليهم وكانوا يرون أن الدعوة في هذا البلد مستجابة , ثم سمى رسول الله ( اللهم عليك بأبي جهل , وعليك بعتبة بن ربيعة , والوليد بن عتبة , وأمية بن خلف , وعقبة بن أبي معيط ) وهؤلاء جميعا صرعوا في قليب بدر
التعديل الأخير تم بواسطة يكفينى أنى مسلمة; الساعة 20-12-2010, 10:00 PM.
انما أشكوا بثى وحزنى الى الله الهى كفانى فخرا ان تكون لى ربا-- وكفانى عزا ان اكون لك عبدا انت كما اريد فاجعلنى كما تريد-- اللهم اجعلنا اغنى خلقك بك-- وافقر عبادك اليك-- اللهم اننا نشهدك اننا نشتاق اليك- فلا تحرمنا من لذة القرب منك فى الدنيا ولا لذة النظر الى وجهك الكريم فى الاخرة
لابد لكل داعية أن يتحلى بالصبر , وأن يجابه أعدائه بكل ما أوتي من قوة وأن يصبر ,, وليجعل قدوته في ذلك أولوا العزم من الرسل ,,
وليعلم أي داعية أنه لن يستجاب له في يوم وليلة , بل سوف يقابل بالسخرية والاستهزاء والجحود والتكذيب والافتراء ونقده ونقد دعوته بكل الأساليب وبشتى الطرق , بل وإنه لابد وأن يخسر الكثير في سبيل نشر دعوة الحق , ولكن كل الصعاب تهون في سبيل جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين ..
فهذا الرسول صلى الله عليه وسلم نهاه أبو جهل عن الصلاة في الحرم عندما رآه يصلي أول مرة فيه , ومر مرة به وهو يصلي عند المقام فقال : يا محمد ألم أنهك عن هذا ؟؟ وتوعده فأغلظ له الرسول صلى الله عليه وسلم و انتهره , فقال : يا محمد بأي شيء تهددني ؟؟ أما والله إني لأكثر هذا الوادي ناديا . فأنزل الله ( فليدعناديه ) ., وفي رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بخناقه وهزه , وهو يقول له ( أولى لك فأولى ** ثم أولى لك فأولى ) فقال عدو الله : أتوعدني يا محمد ؟ والله لا تستطيع أنت ولا ربك شيئا , وإني لأعز من مشى بين جبليها .. ولم يكن أبو جهل ليفق من غباوته بعد هذا الانتهار , بل ازداد شقاوة فيما بعد .. أخرج مسلم عن أبي هريرة قال : قال أبو جهل : يعفر محمد وجهه بين أظهركم ؟ فقيل : نعم !! فقال واللات والعزى , لئن رأيته لأطأن على رقبته و لأعفرن وجهه , فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي , زعم ليطأ رقبته , فما فجأهم إلا وهو ينكص على عقبيه ويتقي بيديه , فقالوا مالك يا أبا الحكم ؟؟ قال : إن بيني وبينه لخندقا من نار وهولا , وأجنحة , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لو دنا مني لا ختطفته الملائكة عضوا عضوا " كانت هذه الاعتداءات بالنسبة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم مع ما لشخصه من الوقار والجلال في نفوس العامة والخاصة , ومع ما له من منعة أبي طالب أعظم رجل محترم في مكة , أما بالنسبة إلى المسلمين – ولا سيما الضعفاء منهم – فإن الإجراءات كانت أقسى من ذلك وأًََََََََََمَر .. فقد نالوا أقسى أنواع التعذيب والتنكيل وأنوع من الاضطهاد , يفزع من ذكرها قلب الحليم .. كان أبو جهل إذا سمع برجل أسلم له شرف ومنعة أنبه وأخزاه , وأوعده بإبلاغ الخسارة الفادحة في المال , والجاه , وإذا كان ضعيفا ضربه و أغرى به .. وكم كان عثمان بن عفان يلفه في حصير من أوراق النخيل ثم يدخنه من تحته .. ولما علمت أم مصعب بن عمير بإسلامه أجاعته و أخرجته من بيته , وكان من أنعم الناس عيشا , فتخشف جلده تخشف الحية .. وكان بلال مولى بن أمية بن خلف , كان أمية يضع في عنقه حبلا , ثم يسلمه إلى الصبيان , يطوفون به في جبال مكة , حتى كان يظهر أثر الحبل في عنقه .. وكان أمية يشده شدا ثم يضربه بالعصا , وكان يلجئه إلى الجلوس في حر الشمس , كما كان يكرهه على الجوع , وكان يخرجه إذا حميت الظهيرة فيطرحه في بطحاء مكة , ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره , ثم يقول لا والله لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد , وتعبد اللات والعزى , فيقول – وهو في ذلك- أحد, أحد حتى مر به أبو بكر يوما وهم يصنعون ذلك به فاشتراه بغلام أسود , وقيل بسبع أوراق أو خمسة من الفضة و أعتقه .. وكان عمار بن ياسر مولى لبني مخزوم أسلم هو وأبيه , وأمه , فكان المشركون وعلى رأسهم أبو جهل – يخرجونهم إلى الأبطح إذا حميت الرمضاء فيعذبونهم بحرها , ومر بهم الرسول صلى الله عليه وسلم وهم يعذبون هكذا فقال ( صبرا آل ياسر!! فإن موعدكم الجنة ) فمات ياسر في العذاب و طعن أبو جهل سمية في قبلها بحربة فماتت , وهي أول شهيدة في الإسلام , وشددوا العذاب على عمار , وقالوا لا نتركك حتى تسب محمدا , أو تقول في اللات والعزى خيرا , فوافقهم على ذلك مكرها , فأنزل الله في هذا قرآن ( من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ) وابتاع أبو بكر الصديق جميع الجواري التي كانت تعذب فأعتقهن , كما أعتق بلال وعامر بن فهيرة , ومنهن زنيرة والنهدية وابنتها وأم عبيس إما أسلمن .. وكان من الحكمة أن يمنع الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين عن إعلان إسلامهم قولا أو فعلا , وأن لا يجتمع بهم إلا سرا , لأنه إذا اجتمع بهم علنا فلا شك أن المشركين سوف يحاولون أن يمنعوهم عن تعاليم الدين وممارسته , وربما يفضي ذلك إلى مصادمة الفريقين , بل وقع ذلك فعلا في السنة الرابعة من النبوة , وذلك أنه كان أصحاب الرسول يجتمعون في الشعاب يصلون فيها سرا , فرآهم نفر من كفار قريش , فسبوهم وقاتلوهم , فضرب سعد بن أبي وقاص رجلا فسال دمه , وكان أول دم أهريق في الإسلام ..
ومعلوم أن المصادمة لو طالت فكانت سوف تؤدي إلى تدمير المسلمين و إبادتهم , فكان من الحكمة الاختفاء , فكان عامة الصحابة يخفون إسلامهم وعبادتهم ودعوتهم واجتماعهم , أما الرسول كان يجهر بالدعوة والعبادة بين ظهراني المشركين , لا يصرفه عن ذلك شيء , وصدق حين قال ( والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر لا أتركه حتى يظهره الله أو أهلك دونه )
التعديل الأخير تم بواسطة يكفينى أنى مسلمة; الساعة 20-12-2010, 10:01 PM.
انما أشكوا بثى وحزنى الى الله الهى كفانى فخرا ان تكون لى ربا-- وكفانى عزا ان اكون لك عبدا انت كما اريد فاجعلنى كما تريد-- اللهم اجعلنا اغنى خلقك بك-- وافقر عبادك اليك-- اللهم اننا نشهدك اننا نشتاق اليك- فلا تحرمنا من لذة القرب منك فى الدنيا ولا لذة النظر الى وجهك الكريم فى الاخرة
اذا تكبد الداعية المشاق من أجل دعوته وصبر على المشقة والعناء وأوذي هو وأتباعه فلا بد له من يستخدم هنا الحكمة في هذا الموقف فلا بد له المحافظة على أتباعه , ولا يخاطربهم فيبيدوهم عن بكرة أبيهم , فهنا أستخدام الحكمة والتأني من صفات الداعية الناجح .
وهذا ما فعله الرسو ل صلى الله عليه وسلم في أواخر السنة الرابعة من النبوة حين بدأ هذا الإضطهاد , بدأ ضعيف ثم اشتد وتفاقم في أواسط السنة الخامسة من النبوة ,وفي هذه الفترة نزلت سورة الكهف , ردودا على أسئلة أدلى بها المشركون إلى الرسول, ولكنها اشتملت على ثلاث قصص , فيها إشارات من الله إلى عباده المؤمنين , فقصة أصحاب الكهف ترشد إلى الهجرة من مراكز الكفر والعدوان حين مخافة الفتنة على الدين , وقصة الخضر وموسى تفيد أن الظروف لا تجري ولا تنتج حسب الظاهر دائما , بل ربما يكون الأمر على عكس الظاهر ,ففيها إشارة لطيفة إلى أن الحرب القائمة ضد المسلمين , ستنعكس تماما , وسيصادر هؤلاء الطغاة المشركون – إن لم يؤمنوا – أمام هؤلاء الضعفاء المدحورين من المسلمين ..
وقصة ذي القرنين تفيد أن الأرض لله يورثها من عباده من يشاء . وفي رجب سنة خمس من النبوة هاجر أول فوج من الصحابة إلى الحبشة . كان مكونا من اثني عشر رجلا وأربع نسوة , رئيسهم عثمان بن عفان , ومعه السيدة رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم , وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم , فيهما : إنهما أول بيت هاجر في سبيل الله بعد إبراهيم ولوط عليه السلام .
وكان رحيلهم تسللا في ظلمة الليل – حتى لاتفطن لهم قريش , وقيضت لهم الأقدار سفينتين تجاريتين أبحرتا بهم إلى الحبشة وفطنت لهم قريش , فخرجت في آثارهم , لكن لما بلغت إلى الشاطيء كانوا قد انطلقوا آمنين , وأقام المسلمين في الحبشة في أحسن جوار ..
وفي رمضان من نفس السنة خرج الرسول إلى الحرم ليتلوا على المشركين سورة النجم , لأن أولئك المشركين لم يكونوا سمعوا كلام الله , فأخذ الرسول يتلوا عليهم القرآن بغته , وأخذوا يصغون إليه حتى إذا وصل الرسول لآية ( فاسجدوا لله وأعبدوه ) خر مشركي قريشا ساجدين طائعين منقادين إلى الله سبحانه وتعالى , وهنا توالى عليهم اللوم والعتاب من كل جانب , وعند ذلك كذبوا الرسول , وافتروا عليه أنه عطف على أصنامهم بكلمة تقدير ..
بلغ هذا الخبر المهاجرين الذين هاجروا إلى الحبشة , ولكن بأسلوب آخر فقد بلغهم أن قريش جميعها أسلمت فرجع المهاجرين إلى مكة , فلما كانوا دون مكة ساعة من نهار وعرفوا حقيقة الأمر فمنهم من عاد إلى الحبشة ومنهم من دخل مكة متخفيا ومنهم من دخلها في جوار رجل من قريش ..
ثم اشتد على المسلمين أذى قريش , فأمر الرسول المسلمين إلى الحبشة مرة أخرى , وكانت هذه الهجرة أصعب من الأولى , فقد علمت بها قريش وقررت إحباطها , بيد أن المسلمين كانوا أسرع , ويسر الله لهم السفر , فانحازوا إلى نجاشي الحبشة قبل أن يدركوا ..
وفي هذه المرة كان عدد المسلمين المهاجرين من الرجال ثلاثة وثمانون رجلا وثمان عشرة أو تسع عشرة امرأة ..
وهنا عز على قريش أن يجد المهاجرون مأمن على أنفسهم منهم , فاختاروا رجلين جليدين لبيبين وهما : عمرو بن العاص , وعبد الله أبي ربيعة – قبل أن يسلما – وارسلوا معهما الهدايا للنجاشي ..
وعند مقابلتهم للنجاشي قالوا له : أيها الملك , إنه قد ضوى إلى بلدك غلمان سفهاء , فارقوا دين قومهم , ولم يدخلوا في دينك , وجاؤوا بدين ابتدعوه , لا نعرفه نحن ولا أنت , وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشائرهم , لتردهم إليهم , فهم أعلى بهم عينا , وأعلم بما عابوا عليهم , وعاتبوهم فيه ..
فقالت البطارقة : صدقا أيها الملك , فأسلمهم إليهما , فليرداهم إلى قومهم وبلادهم .
ولكن رأى النجاشي أنه لابد من أن يسمع الطرف الآخر , فأرسل إلى المسلمين , ودعاهم , فحضروا , وكانو قد أجمعوا على الصدق مهما حدث ..
فقال لهم النجاشي : ماهذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم , ولم تدخلوا به في ديني ؟؟
قال جعفر بن أبي طالب : - وكان هو المتكلم عن المسلمين – أيها الملك , كنا قوما أهل جاهلية , نعبد الأصنام , ونأكل الميتة , ونأتي الفواحش , ونقطع الأرحام , ونسئ الجوار , ويأكل القوي منا الضعيف , فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا , نعرف نسبه , وصدقه , وأمانته وعفافه , فدعانا إلى الله لنعبده ونوحده , وأمرنا بصدق الحديث , وأداء الأمانة , وصلة الرحم , وحسن الجوار , والكف عن المحارم والدماء , ونهانا عن الفواحش , وقول الزور , وأكل مال اليتيم , وقذف المحصنات , وأمرنا أن نعبد الله ولا نشرك به شيئا , فصدقناه وآمنا به وحرمنا ما حرم علينا , وأحللنا ما أحله علينا , فعدا علينا قومنا , فعذبونا , وفتنونا عن ديننا , ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله , وحالوا بيننا وبن ديننا , خرجنا إلى بلادك , واخترناك على من سواك , ورغبنا في جوارك ورجونا أن لا نظلم عندك أيها الملك .
فقال لهم النجاشي : هل معك مما جاء به عن الله شيء ؟ فقال له جعفر : نعم . فقال له النجاشي : أقرأ علي , فقرأ عليه صدرا من( كهيعص ) فبكى النجاشي هو ومن حوله , فقال لهم النجاشي :إن هذا والذي جاء به عيسى الحق ليخرج من مشكاة واحدة , انطلقا , فلا والله لا أسلمهم إليكما .
ثم جاء غدا فجاء عمرو بن العاص إلى النجاشي مرة أخرى وقال له : أيها الملك إنهم يقولون في عيسى ابن مريم قولا عظيما , فأرسل إليهم النجاشي ليسألهم عن ذلك , فلما دخلوا عليه سألهم , فقال له جعفر إنما نقول إنه عبد الله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول .
فقال للمسلمين : أذهبوا فأنتم شيوم بأرضي , وقال لحاشيته , ردوا على الآخرين هداياهما , فلا حاجة لي بها , فخرجا من عنده مقبوحين مردودا عليهما ما جاؤوا به , وأقمنا عنده بخير دار مع خير جار
انما أشكوا بثى وحزنى الى الله الهى كفانى فخرا ان تكون لى ربا-- وكفانى عزا ان اكون لك عبدا انت كما اريد فاجعلنى كما تريد-- اللهم اجعلنا اغنى خلقك بك-- وافقر عبادك اليك-- اللهم اننا نشهدك اننا نشتاق اليك- فلا تحرمنا من لذة القرب منك فى الدنيا ولا لذة النظر الى وجهك الكريم فى الاخرة
تعليق