إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من سيرة الرسول "صلى الله عليه وسلم"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: من سيرة الرسول "صلي الله عليه وسلم"

    المؤشرات والمبشرات بقدومه صلى الله عليه وسلم


    1) يقول حسان بن ثابت - شاعر الرسول صلى الله عليه وسلمرضي الله عنه, كان في المدينة وكان عمره سبع سنين – وحسان أكبر من النبي صلى الله عليه وسلم بسبع سنين – فيقول حسان كنت في المدينة وأنا ابن سبع سنين, وكنت في منطقة اليهود – والمدينة كان فيها اليهود في ذلك الزمان – وإذ براهب من رهبان اليهود صاعد على قلعة من قلاعهم وينادي: (يا معشر يهود, قد ظهر اليوم نجم أحمد الذي لا يظهر إلا بخروجه) وهو نجم لا يظهر إلا بخروج خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم, وحسان بن ثابت شاهد على هذا الحادث وأنه سمعها بنفسه من اليهود.
    2) من المؤشرات أيضاً أن أمه لما حملت به كان حملها بلا أي تعب ومشقة – مع أن الحمل فيه كره (حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا) – فحمله كان بلا مشقة, ومن العجائب التي يذكرونها أنه لما ولد صلى الله عليه وسلم, نزل معتمداً على يديه, ورفع رأسه إلى السماء, وولد مختوناً, ومسروراًأي الحبل السري مقطوع – فكان أمره ميسراً صلى الله عليه وسلم,
    فلما ولدته أمه ذهبت البشارة إلى عبد المطلب, وفرح به فرحاً شديداً, ولما سمع أنه ولد مختوناً ومسروراً, زاد فرحاً
    وقال: والله إن لابني هذا لشأناً. ومن شدة فرحه أخذ سيدنا محمد – ولم يكن قد سمي بهذا الاسم بعد – ودخل به داخل الكعبة, وشكر الله تعالى على ولادة محمد صلى الله عليه وسلم.
    3) أما تسميته بـ (محمد) فلها سر, أن عبد المطلب كان مسافراً إلى الشام مع ثلاثة من أصحابه, والتقوا بحبر من أحبار يهود, فسألهم من أين أنتم؟ فقالوا له: نحن من مكة, فقال لهم: إن بلادكم في الجزيرة سيخرج منها نبي,
    فسألوه: ما اسم هذا النبي: فقال لهم محمد, وما كان اسم محمد مستعملاً في العرب قبل ذلك,
    فعبد المطلب وأصحابه عزموا بعد الرجوع إلى مكة أن يسموا أول مولود يأتي لهم باسم (محمد), لكن عبد المطلب كان قد كبر ولن يأتيه أولاد بعد هذا العمر, فعزم أن يسمي أول ولد يأتي لأحد أبنائه باسم (محمد) فكان الاسم من نصيب النبي صلى الله عليه وسلم بحكمة وتدبير من رب العالمين

    1) حدثت علامات أخرى عند ولادته صلى الله عليه وسلم كذلك, من هذه العلامات أنه حين ولد صلى الله عليه وسلم ارتج إيوان كسرى – قصر كسرى- وسقطت منه أربعة عشرة شرفة,
    2) وانطفأت نار المجوس – النار التي كان يعبدها المجوس – ومع الزلزال الذي حدث لقصر كسرى –
    3) وكان فيه بحيرة صغيرة اسمها بحيرة (ساوة) وكانت مقدسة عندهم, فانشقت الأرض تحتها وغارت البحيرة, فخاف كسرى خوفاً شديداً ونادى الكهان والمنجمين, وكان بعضهم له اتصال مع الجن, والله سبحانه وتعالى أخبرنا أن بعض الجن كان يسترق السمع من السماء, (وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ), فكانوا ينقلون بعض أخبار السماء إلى الكهان حتى يفتنوا الناس,
    فسأل كسرى الكهان فقالوا له إن هذه الأحداث بسبب ولادة نبي, وسألهم عن الأربعة عشر شرفة التي سقطت وتهدمت, فقالوا: يبقى من حكام فارس أربعة عشر ملكاً ثم يذهب ملك فارس, فقال كسرى: (إن كان أربع عشر ملك فإنه لزمن طويل) فبعد موته تصارع على الملك حكام فارس وفي أربع سنين حكم عشر ملوك, وكانت كلها مؤشرات بزوال حكم فارس .. هذه كلها كانت مؤشرات بمقدم النبي صلى الله عليه وسلم,

    تعليق


    • #17
      رد: من سيرة الرسول "صلي الله عليه وسلم"

      كان من عادة قريش أنه إذا ولد لهم مولود ألا يربونه في مكة, لأسباب منها:
      1) أن مكة يفد إليها الحجيج, وكان بعض الحجيج يبقى في مكة فترة طويلة – مثل ما يحدث الآن – ويحتكون بالناس, وكان الأطفال الذين يتربون في مكة, لغتهم العربية لا تكون فصيحة مئة بالمئة لأنهم يحتكون بهؤلاء الأخلاط من الناس, فكان أهل قريش يحبون أبناءهم أن يتربوا خارج مكة, إلى أن يكبروا ويعتادوا العربية الفصحى ثم يرجعوا إلى مكة وما يتأثروا وتكون لغتهم العربية الفصحى قد تمكنت,
      2) كذلك كانوا يحبون أن يتربى أبناؤهم في البر, حتى يتعود الأولاد على حياة الخشونة وما يكونوا لينين,
      3) والسبب الثالث أن مكة مدينة ويأتيها الناس وكان فيها الأمراض, أما الصحراء فكانت خالية من الأمراض ونظيفة, ولذلك نجد العرب في الصحراء نادراً ما يأتيهم المرض بل فيهم صحة مقارنة مع الحضر, فكانت قريش تحب أن تربي أبناءها خارج مكة, وكان من عادة قريش أن الأطفال الرضع يأخذهم الأعراب ويعيشون فيهم خارج مكة إلى أن يكبروا ثم يرجعون إلى مكة.

      تعليق


      • #18
        رد: من سيرة الرسول "صلي الله عليه وسلم"

        حليمة السعدية بحثت عن رضيع ولم تجد فخرجت من مكة, ثم جلست مع زوجها الحارث خارج مكة وقال لها: كيف نرجع بدون رضيع وكل أصحابك رجعوا برضيع, هلّا رجعتِ وأخذتِ ذلك اليتيم لعلّنا نأخذ من بركته وشفقة به, فوافقت حليمة, ورجعت وأخذت محمد صلى الله عليه وسلم.
        وبدأت البركات تنزل عليهم,
        1) ومن أول البركات تغير حال الأتان (الحمار) ففي الذهاب إلى مكة لم تكن قادرة على المشي, أما في العودة فكانت تسبق كل الركب, والذين مع حليمة يسألونها: يا حليمة, أهذه نفس الأتان التي أتيت عليها؟ فقالت نعم, فقالوا والله إن لها لشأن.
        2) ثم إن حليمة أدرت الحليب وكانت ترضع محمد صلى الله عليه وسلم وترضع ابنها وتشبعهم.
        3) وصلوا إلى ديار بني سعد, وكان عند حليمة شارف – أي ناقة عجوز – فسبحان الله بدأت الناقة تسمن, وبدأ ضرعها يمتلئ بالحليب, وتعجب الناس كيف أن ناقة عجوز وفيها حليب,
        4) ثم إن الغنم الذي عند حليمة بدأ يسمن ويتكاثر بسرعة, أما الغنم الذي عند باقي بني سعد على حاله, فكان الناس يعاقبون الرعيان
        ويقولون لهم: ارعوا حيث ترعى غنم حليمة, فيقول الرعيان: والله إننا لنرعى معها لكن لا فائدة, فكانت بركة النبي صلى الله عليه وسلم.
        5) واستمر الأمر على هذا وكبر النبي صلى الله عليه وسلم وأصبح عمره سنتان, تقول حليمة عنه أنه شب كما لا يشب الصبيان, فلما كان غلام ذو سنتين كان كأنه غلام ذو ست سنين, فكبر وفيه الصحة والعافية, وحسن نطقه وكان فيه فصاحة وهو ابن سنتين, فكان هذا من إكرام الله سبحانه وتعالى للنبي صلى الله عليه وسلم ..

        تعليق


        • #19
          رد: من سيرة الرسول "صلي الله عليه وسلم"

          شق الصدر

          يقول النبي صلى الله عليه وسلم ويروي هذه القصة في الحديث الصحيح: جاءني الملكان فشقا صدري فأخرجا قلبي فغسلاه في طست من ذهب مملوء بماء زمزم, فأخرجا منه علقة سوداء فرمياها فقالا هذا حظ الشيطان منك وملآ قلبي حكمة) ثم أرجعوا قلبه مكانه وصدوا صدره وأخاطوه, كشف النبي صلى الله عليه وسلم عن صدره فإذا أثر الخياط فيه.

          تعليق


          • #20
            رد: من سيرة الرسول "صلي الله عليه وسلم"

            ونشأ صلى الله عليه وسلم فقيراً, ماكان عنده مال, نعم هو من شرف ونسب حسيب لكن ما كان عنده مال, والسبب أن بني عبد المطلب ما كان عندهم مال,
            1) لأنهم كانوا مسؤولين عن رفادة وسقاية الحجيج, وبالتالي كانوا ينفقوا أموالهم في قضية الكرم هذه, وهذا شأن الكرماء من العرب نجد مثلاً حاتم الطائي كان من أشهر كرماء العرب لكنه كان فقيراً, لأنه لم يكن يترك لنفسه شيئاً, وبنو عبد المطلب كانوا كذلك أيضاً, من شده كرمهم كانوا ينفقون كل أموالهم على الحجيج ويبقون فقراء,
            2) سبب آخر لنشأته فقيراً هو ليتعلم حياة الفقراء وحياة الخشونة ويعرف حاجة الفقير والمسكين, فيحضّ على طعام المسكين, ولا ينشأ نشأة الغني المترف الذي يعطي شيئاً من ماله لكنه يعيش حياة مترفة, فلا يشعر بالحاجة الحقيقية عند الفقراء, فأنشأه الله سبحانه ورباه تعالى على كل هذه الأمور منذ نشأته صلى الله عليه وسلم.

            تعليق


            • #21
              رد: من سيرة الرسول "صلي الله عليه وسلم"

              ويذكرون في التاريخ, أن عبد المطلب كان له مجلس قرب الكعبة, وكان يفرش له البسط فيه, وكان أبناءه يقفون ولا يجلس أحد على هذه البسط قبل عبد المطلب لا من أبنائه ولا من غيرهم, فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يأتي ويجلس, فيحاول أعمامه أن ينزعوه عن هذا البساط, فيأتي عبد المطلب ويقول: هذا اتركوه, إن لابني هذا لشأن ..
              فكان يجلس في مجلس عبد المطلب, وكان يرتاده الوجهاء والأعيان والوفود, فكان صلى الله عليه وسلم يجلس ويستمع إليهم, وظل على هذا الحال سنتين وهو يجلس في مجلس عبد المطلب وتعلم كيف يتعامل مع كبار القوم,

              تعليق


              • #22
                رد: من سيرة الرسول "صلي الله عليه وسلم"

                أراد أبو طالب أن يخرج للتجارة في الشام, فجهز القافلة وعندما قاموا بالتحرك تعلق النبي صلى الله عليه وسلم بثوب عمه أبي طالب وقال له :أريد أن أخرج معك, فحاول أبو طالب أن يثنيه عن رأيه, فألح وأصر صلى الله عليه وسلم, ثم إن عمه وافق وقال خذوه معي, فخرج النبي صلى الله عليه وسلم في أول سفر له خارج مكة, وعمره اثنتا عشرة سنة باتجاه الشام.

                وفي الطريق ولما اقتربوا من تخوم الشام, نزلوا قرب دير – والدير هو صومعة يتعبد بها رهبان النصارى – وكانت قوافل قريش يمرون عليهم باستمرار لكن قريش لم تكن تحتك بهم والرهبان ما كانوا يخرجون لقريش .. في خلال نزول القافلة قرب الدير كان (بحيرا) كبير الرهبان في الدير ينظر إلى القافلة, فرأى أشياء استغرب منها,
                فرأى أن هذه القافلة بالذات تسير فوقها غمامة – سحابة – تمشي معها, فعندما نزلت القافلة أمر بحيرا بأن يصنع طعام كثير, وأرسل إلى القافلة يدعوهم إلى الطعام, وقال لا تتركوا أحداً وتعالوا كلكم.
                1) فجاءوا كلهم وتركوا الرسول صلى الله عليه وسلم يرعى لهم متاعهم, وجلسوا إلى الطعام وبحيرا ينظر إليهم ويتفحصهم رجل رجل, فما وجد بهم شيئاً غير طبيعي يؤدي إلى سير الغمامة فوقهم, وخاصة أنهم يعرفون أن هذا زمن نبي, فقال: هل جئتم كلكم؟
                قالوا تركنا طفلاً يرعى لنا متاعنا, فقال أحدهم: والله إننا لقوم لؤم نحن نأكل ونترك اليتيم!!! فأرسلوا من يأتي بمحمد صلى الله عليه وسلم, فلما رآه بحيرا عرف أن فيه شيئاً غير طبيعي, وبدأ يتفحص به وهو يأكل وجلس أمامه, وبدأ يسأله عن أحواله والنبي صلى الله عليه وسلم يجيبه,
                فقال بحيرا: سألتك باللات والعزى – طبعا بحيرا لا يؤمن باللات والعزى لكنه استخدم القسم الخاص بقريش – فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تسألني باللات والعزى فوالله ما أبغضت شيئاً بغضي لهما - أي أنه لا يكره شيئاً بقدر كرهه للات والعزى,
                والنبي صلى الله عليه وسلم ما سجد لصنم قط رغم أن كل قومه يعبدون الأصنام وكان هذا من الله سبحانه وتعالى
                فقال بحيرا: إذاً سألتك بالله, فقال صلى الله عليه وسلم: فاسألني بالله, وبدأ بحيرا يسأله عن أحواله وأحلامه حتى وجد كل شيء فيه,
                فقال له :انزع عن ظهرك, فكشف النبي صلى الله عليه وسلم عن ظهره, فإذا على ظهره خاتم النبوة .. وخاتم النبوة كما يصفه العلماء وهو مذكور في الأحاديث الصحيحة عبارة عن بقعة ما بين الكتفين بالظهر, بقعة سمراء فيها شعر كعرف الديك ويكثر من حولها الخيلان – حبة الخال- هذه أحد علامات الأنبياء .. فرآها بحيرا فعرف أنه نبي, فقال لأبي طالب: ماذا يكون هذا منك, فقال: هذا ابني, فقال بحيرا: ماينبغي أن يكون أباه حياً, فقال أبو طالب: هو ابن أخي, فقال بحيرا: نعم.
                في النهاية قال بحيرا لأبي طالب: خذ ابن أخيك وارجع به إلى مكة فوالله لئن وصلت به الشام ورآه يهود ليعرفونه وإذا عرفوه ليقتلونه, فخاف أبو طالب. أبو طالب لم يرجع لكنه أرسل من يرجع بمحمد صلى الله عليه وسلم إلى مكة, ولم يكمل محمد صلى الله عليه وسلم الرحلة إلى الشام,

                تعليق


                • #23
                  رد: من سيرة الرسول "صلي الله عليه وسلم"

                  جاء شخص من أهل الفراسة إلى مكة فأحضر الناس أولادهم, وجاء أبو طالب بالنبي صلى الله عليه وسلم وجلس أمام هذا الرجل, وبدأ ينظر نظراً عجيباً في وجه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئاً حتى إن أبا طالب خاف من شدة نظر هذا الرجل إليه صلى الله عليه وسلم, ثم إنه انشغل .. فقام أبو طالب فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم من يده وأبعده, فلما انتهى الرجل من أشغاله, رجع ليبحث عن النبي صلى الله عليه وسلم فلم يجده, فقال: أين الفتى الذي كان أمامي؟ فلم يرد عليه أحد, فبدأ يصرخ: أين هذا الفتى الذي كان أمامي ردوه عليّ والله إن له لشأناً,
                  لكن أبو طالب خاف وما أرجعه

                  تعليق


                  • #24
                    رد: من سيرة الرسول "صلي الله عليه وسلم"

                    كان ذات يوم يرعى الغنم خارج مكة هو وصاحب له, فسمع صوت غناء وعرس, ولم يكن قد رأى عرساً في حياته, فقال لصاحبه: ارع غنمي حتى أذهب وأرى العرس, فوافق صاحبه, وذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليحضر العرس وأول ما جلس ليستمع نعس ونام, يقول: فما أيقظني إلا حر الشمس, فما رأى شيئاً من هذا العرس, وفي اليوم الثاني كان أيضاً هنالك عرس, فقال لصاحبه: لقد نمت في الأمس ولم أحضر العرس, فارع غنمي حتى أذهب وأرى العرس, فذهب مرة ثانية فأصابه النعاس فنام, ثم عرف أنه غير موفق في هذه الأمور لما فيها من فجور وفساد

                    تعليق


                    • #25
                      رد: من سيرة الرسول "صلي الله عليه وسلم"

                      مكة كانت قد أصدرت مجموعة من الأوامر على الناس, أنه لا يطوف أحد بالبيت إلا بثياب من قريش – ليجبروا الناس أن يشتروا من بضاعتهم – فكان الناس عندما يأتون إلى مكة, يشترون الملابس من قريش, والذي لا يملك المال ليشتري كان يطوف عارياً, النساء والرجال يطوفون عراة – هكذا كانوا من جاهليتهم –

                      فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يطف عرياناً أبداً وحفظه الله من ذلك, وأصبح التعري أمر طبيعي في مكة,

                      وبقي التعري حول الكعبة إلى السنة التاسعة بعد الهجرة, إلى أن أعلن النبي صلى الله عليه وسلم في الحجة التي قبل حجة الوداع
                      وأرسل مع أبي بكر رضي الله عنه أنه لا يطوف بعد اليوم بالبيت عريان

                      تعليق


                      • #26
                        رد: من سيرة الرسول "صلي الله عليه وسلم"

                        كانوا إذا بدؤوا بالعمل وخاصة العمل الشاق الذي فيه حمل أوزان, كانوا يتعرون,
                        وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعمل في نقل الحجارة ذات يوم مع أصحاب له, وكانوا كلهم قد تعروا, إلا النبي صلى الله عليه وسلم -

                        ومن إحدى أسباب التعري أيضاً قلة الملابس فكانوا ينزعون الإزار الذي عليهم, ويضعونه على أكتافهم لكي يضعوا عليه الحجارة -

                        فكان النبي صلى الله عليه وسلم يضع الحجارة على كتفه الشريف بدون أن يضع الإزار,
                        فمر عليه أحد أعمامه – يقال أنه الزبير- وقال له: يا ابن أخي, هلّا وضعت إزارك على كتفك لكي يحميك,
                        فلما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يحل إزاره وقع مغشياً عليه.

                        ولم يحل إزاره ولم يسر أبداً عرياناً, صلى الله عليه وسلم.

                        تعليق


                        • #27
                          رد: من سيرة الرسول "صلي الله عليه وسلم"

                          1) اشترك النبي صلى الله عليه وسلم حين كان عمره عشرين سنة في حرب الفجار, وقد ذكرنا سابقاً أن حرب الفجار هي الحرب التي تحدث في الأشهر الحرم, فلا يجوز بها الهجوم لكن يجوز بها الدفاع,
                          فهجمت هوازن على قريش, فحق لهم أن يدافعوا عن أنفسهم, وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدافع عن أهله وقال: (كنت أنبل لأعمامي في يوم الفجار) والنبل - كما قالوا - أنه كان يعطيهم النبل أو يصد عنهم النبل وكانوا هم الذين يقاتلون,
                          فالنبي صلى الله عليه وسلم رأى القتال وتعلم فنون الحرب

                          تعليق


                          • #28
                            رد: من سيرة الرسول "صلي الله عليه وسلم"

                            حلف الفضول

                            كان رجل من اليمن له تجارة في مكة, فباعها للعاص بن وائل – أبو عمرو بن العاص – وكان من أسياد مكة, لكن العاص بن وائل أخذ البضاعة ولم يعطه الثمن, وبدأ يماطل الرجل اليمني, فالرجل لم يستطع أن يصبر كثيراً, فذهب إلى العاص بن وائل وقال له: هل تريد أن تعطيني أموالي؟ فقال العاص: لا, وافعل ما شئت ..
                            فذهب الرجل إلى دار الندوة وقريش جالسة وأنشد أبيات من الشعر يشتكي فيها الظلم, ويفضح بها ظلم قريش, وقال إن سكتّم عن ظلم العاص فأنتم مشاركين معه, و والله لنفضحنّكم في العرب, فتضايقت قريش فهم شرفاء مكة وأسياد العرب وما ينبغي أن يقال عنهم مثل هذا الكلام, فاجتمع نفرٌ منهم, وتحالفوا على رد المظالم,
                            وبدأ الأمر بثلاث رجال وكلهم كان اسمهم (الفضل) فسمي حلف الفضول, وقيل أن سبب تسميته لأن معنى الفضول هي (الحقوق) فحلف الفضول يعني الدفاع عن الحقوق, فهؤلاء الثلاثة تقاسموا بالله أن أي مظلوم من مكة - من أهلها أو غير أهلها - يدافعون عنه ولو بالدم والسيوف, ثم دعوا أهل مكة من يريد أن يشترك معهم في هذا الحلف, فاشترك معهم أعداد كبيرة من الناس ومن بينهم النبي صلى الله عليه وسلم, ثم اجتمع أعضاء حلف الفضول وحملوا السيوف وذهبوا لدار العاص بن وائل,
                            وقالوا له: لقد تحالفنا على رد المظالم, فرد مظلمة الرجل وإلا قتلناك, فالعاص لما شاهد هذا المنظر استجاب وأعطى الرجل أمواله.
                            واستمر هذا الحلف قائماً في الجاهلية وفي الإسلام, والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لقد شهدت مع عمومتي حلفاً في دار عبد الله بن جدعان ما أحب أن لي به حمر النعم ، ولو دعيت به في الإسلام لأجبت),
                            وظل هذا الحلف حتى بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم, فالحسين بن علي رضي الله عنهما, لما ظلمه والي المدينة في زمن يزيد بن معاوية وكان اسمه (الوليد) وأبى أن يعطيه حقه, قال له الحسين: والله لئن لم ترد لي حقي لأنادي بحلف الفضول, فكان ممن يشهد هذا المجلس عبد الله بن الزبير بن العوام رضي الله عنهما, فقال عبد الله بن الزبير: والله لئن نادى بحلف الفضول لأشهرن سيفي ولا ينزل حتى ترجع له حقه أو أموت دونه, فخاف والي المدينة وأرجع حق الحسين.
                            بقي هذا الحلف وأقره الإسلام لأنه حلف فيه معانٍ عظيمة, وهدف من أهداف الإسلام وهو رفع الظلم, وكان النبي صلى الله عليه وسلم مشاركاً فيه.

                            تعليق


                            • #29
                              رد: من سيرة الرسول "صلي الله عليه وسلم"

                              أخذ النبي صلى الله عليه وسلم تجارة خديجة رضي الله عنها وذهب مع (ميسرة) وكان عبداً عند خديجة, وفي الطريق بدأ ميسرة يشعر بأشياء عجيبة,
                              1) أولاً رأى خُلق النبي صلى الله عليه وسلم وأدبه, فكان ميسرة متعود على المعاملة القاسية, بينما رأى من محمد صلى الله عليه وسلم منتهى الأدب واللطف في تعامله,
                              2) ثم رأى أنهم وهم سائرون يوجد فوقهم غمامة تمشي معهم وتمنع الشمس عنهم.
                              3) وفي الطريق نزلوا عند الدير الذي كان فيه بحيرا - وقد ذكرناه سابقاً - لكن بحيرا في ذلك الوقت كان قد مات, وتولى راهب آخر مكانه, فرأى الراهب هذه القافلة الصغيرة التي لم يكن فيها سوى النبي صلى الله عليه وسلم وميسرة, فلما نزلوا ذهب النبي صلى الله عليه وسلم ونزل تحت شجرة, ورأى الراهب أن أغصان هذه الشجرة بدأت تنزل وتميل لتظلل النبي صلى الله عليه وسلم,
                              فذهب ليكلم ميسرة وسأله عن اسم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأحواله ونسبه, ثم إن ميسرة استغرب من هذه الأسئلة وقال للراهب ما سر سؤالك عنه؟ فقال الراهب: أترى تلك الشجرة التي ينزل تحتها؟ والله ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي ..
                              وصلوا إلى الشام وظهر من خُلق النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل شيءٌ عجيب أيضاً,
                              4) سماحته في التعامل مع الناس ولطفه ورأفته مع الضعيف والفقير, فأقبل عليه الناس يبتاعون من تجارته ..وكان تجار قريش – عادة – يذهبون إلى الشام يبيعون التجارة ويرجعون, لكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك, فلما باع التجارة التي عنده من مكة, اشترى بالمال بضائع من الشام ورجع بها إلى مكة وباعها, فربح مرتين, فكان أفضل ربح جاء به إلى خديجة, وما جاءها أحدٌ بربحٍ مثله قبل النبي صلى الله عليه وسلم ..

                              تعليق


                              • #30
                                رد: من سيرة الرسول "صلي الله عليه وسلم"

                                زواج سيدنا محمد و السيده خديجة

                                فكان أشرف زواج وأعظم زواج, واستمر هذا الزواج خمساً وعشرين سنة, ولم يتزوج عليها ..
                                وهذا فيه رد على الذين يطعنون بكثرة زواجه صلى الله عليه وسلم, فلو كان عليه الصلاة والسلام حريصاً على الزواج لأكثر منه وهو شاب, النبي صلى الله عليه وسلم ما تزوج على خديجة إلى أن ماتت وكان عمره خمسين سنة, فما كان كثرة الزواج همه, وزواجه بعد ذلك كان لأسباب ودواعي,
                                - منها لإظهار مكانة أصحابه كزواجه من عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما, أو زواجه من حفصة بنت عمر رضي الله عنهما,
                                - أو لرعاية أحد من أصحابه كزواجه من أم سلمة – فالذي يريد أن يتزوج, يتزوج بامرأة شابة - وأم سلمة كانت عجوزاً حتى إنها تطوعت بيومها لعائشة,- لكن لمكانة أبي سلمة وأم سلمة .. فلما مات أبو سلمة تزوجها,
                                - ويمكن أن يكون زواجه لاحتواء أحد قبائل العرب كما فعل لما تزوج من صفية بنت حيي بن أخطب وغيرها,
                                فكان هنالك أسباب كثيرة تدعوه إلى الزواج غير الشغف بالنساء ولو كان هذا الأمر لكان تزوج وهو شاب صلى الله عليه وسلم ..

                                تعليق

                                يعمل...
                                X