إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من سيرة الرسول "صلى الله عليه وسلم"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    رد: من سيرة الرسول "صلي الله عليه وسلم"

    وفي ليلة كريمة بينما كان النبي صلى الله عليه وسلم في فراشه متغط ومتدثر, جاءه جبريل عليه السلام الآن بالرسالة:
    (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ * وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ * وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ )
    قم فأنذر .. الآن الأمر بالرسالة,
    ولربك فاصبر يعني الآن بدأ الأذى


    وتتابع الوحي باستمرار – وكان يأتي كثيراً – فنزلت عليه (يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ) وجاءه الأمر بالعبادة فيها ..

    تعليق


    • #47
      رد: من سيرة الرسول "صلي الله عليه وسلم"

      في قضية التوحيد, كان هنالك أشخاص قلائل موحدين في الجزيرة, لكنهم اهتدوا .. منهم كان زيد بن عمرو بن نفيل رحمه الله, فقد اجتمع زيد مع عثمان بن الحارث وورقة بن نوفل, وكان هؤلاء الثلاثة متضايقين من عبادة الأصنام – هذا قبل الإسلام –
      فقالوا لنبحث عن دين الحق, وبدأوا يتجولون ويبحثون عن أكثر أهل الأرض علماً,
      فأما عثمان وورقة فقد تنصّرا,

      تعليق


      • #48
        رد: من سيرة الرسول "صلي الله عليه وسلم"

        زيد بن عمرو بن نفيل


        1) وأما زيد بن عمرو بن نفيل فسأل عن أعلم أهل الأرض فدلوه على رجل, وكان يهودياً فذهب إليه وقال له :علمني دينك, فعلمه, فقال زيد: أهذا هو الحق؟ فقال له اليهودي: نعم. فقال زيد: كيف أكون يهودياً؟ فقال له اليهودي: لن تكون يهودياً حتى يصيبك شيء من غضب الله – لأن الله غضب على اليهود فلا بد أن يصيبك شيء من غضب الله حتى تصبح يهودياً, بعد ذلك يرضى عنك الله – فقال زيد: إنما أفر من غضب الله, فهل تريد مني أن أدخل في غضب الله؟؟؟ فلا أريد ذلك,
        فقال له اليهودي: إذن لن تكون يهودياً, فقال زيد: دلّني على غير ذلك, فقال اليهودي لا أعلم, إلا أن تكون حنيفاً موحداً,
        فقال زيد: وما الحنيف الموحد؟ فقال اليهودي: على دين إبراهيم عليه السلام, فقال زيد وما دين إبراهيم؟
        فقال اليهودي: لا أعلم, فإنه دين اندثر وقد مات جميع العلماء الذين يدعون إليه .. فقط نعرف إنه دين خالص لله ولا نعلم كيف التعبد ولا نعلم تفاصيله لأنه اندثر, فقال زيد: دلني على غير ذلك,
        فقال اليهودي: لا أعلم إلا أن تذهب إلى فلان فهو أعلم أهل الأرض ..
        2) فذهب زيد إليه فوجده نصراني, فجلس إليه وتعلم دينه وقال له: أهذا دين الحق؟
        فقال له النصراني: نعم دين المسيح هو دين الحق, فقال زيد: كيف أكون نصرانياً؟
        فقال له النصراني: لا تكون نصرانياً حتى يصيبك شيء من الضلالة, فالنصارى ضلوا وحتى تصبح نصرانياً لا بد لك أن تضل ثم تستغفر الله فيرضى عنك, فقال زيد: إنما أفر من الضلالة, فقال النصراني: هذه هو دين المسيح,
        فقال زيد: دلني على غير ذلك؟ فقال النصراني لا أعلم, إلا أن تكون حنيفاً موحداً, فقال زيد: وما الحنيف الموحد؟
        فقال النصراني: على دين إبراهيم عليه السلام, فقال زيد: وما دين إبراهيم؟ فقال النصراني: لا أعلم فإنه دين اندثر,
        فقال زيد دلني على غيرك, فقال النصراني: لا أعرف أحداً سوى اليهودي الذي كنت عنده وأنا, أما الباقين فهم على ضلال وانحراف .. فأُسقط بيد زيد ورجع إلى مكة ..
        وهو في الطريق إلى مكة قال: (اللهم إني أشهدك أني على دين إبراهيم عليه السلام) فأنا على الدين الحق لأنهم قالوا لي أن دين إبراهيم الحنيف هو دين الحق لكن لا أعرف ما هذا الدين ولا أعرف تفاصيله ولا أعرف كيف أصلي وأعبد, لكني موحد على دين إبراهيم ولا أعبد الأصنام ..
        فكان إذا أراد أن يصلي يركع ويسجد, يركع ويسجد بدون عدد ويجتهد من نفسه, ثم دخل إلى مكة وبدأ يدعو إلى التوحيد ويدعوهم إلى عبادة الله الواحد وترك عبادة الأصنام, فكانوا يسفهون رأيه ويسبونه وكان هو مصراً على ذلك ..
        يُروى عنه أنه كان يُرى مسنداً ظهره إلى الكعبة والناس تطوف ويلبون تلبية الجاهلية ويقولون: لبيك اللهم لبيك, لبيك لا شريك لك لبيك, إن الحمد والنعمة لك والملك, لا شريك لك,
        فيقول زيد: قطٍ قط – يعني توقفوا لا تكملوا – لكنهم يكملون التلبية, إلا شريكاً هو لك, تملكه وما ملك ..
        فكان زيد ينهاهم عن تلبية الشرك, ثم إن زيد نهاهم عن أكل الميتة والتقرب من الأصنام, فكانوا يسألونه لماذا؟
        فيقول: الله الذي يخلق الأنعام فتذبحونها لغيره!!! فكان يدعوهم إلى مثل هذه الأمور التي اهتدى إليها بعقله ..
        زيد بن عمرو بن نفيل مات قبل الإسلام بخمس سنين, والنبي صلى الله عليه وسلم رآه وصاحبه لكنه لم يدرك الإسلام والبعثة,
        يقول النبي صلى الله عليه وسلم عن زيد بن نفيل: (يُبعث يوم القيامة أمةً وحده) فالناس يبعثون أمماً كلٌّ مع نبيه, وزيد يبعث أمة وحدة, فهكذا بدون نبي وبدون رسول اهتدى بعقله إلى الحق...

        تعليق


        • #49
          رد: من سيرة الرسول "صلي الله عليه وسلم"

          (قس بن ساعدة) وكان رجلاً معمراً, وبعض المؤرخون يبالغون بأن عمره وصل إلى ستمائة سنة, لكن الذي يعنينا أنه كان على التوحيد, وكان يدعو إلى التوحيد, وكان يؤمن بالبعث بعد الموت ويدعو إلى ذلك, وكان يسفه الأصنام حتى أن قريش ما صبرت عليه فطردته من مكة, فيقولون عنه أنه عاش في الصحراء وكان يعايش الوحوش, يقول من شهده: ذهبت لأزور قس بن ساعدة – وكان قس حكيم من حكماء العرب وله نثر في الحكم - فإذا هو جالسٌ عند حوض ماء وقربه الأسود, فكان يضرب الأسود إذا أحدها شرب قبل الآخر ويقول للأسد اصبر حتى يشرب صاحبك .. لكن قس بن ساعدة مات قبل البعثة.
          فكان في الجزيرة موحدين وكانوا يدعون الناس إلى التوحيد لكن الناس كانت ترفضهم .. إلى أن جاء النبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة العظيمة الخاتمة التي فيها الوحي من الله سبحانه وتعالى.

          تعليق


          • #50
            رد: من سيرة الرسول "صلي الله عليه وسلم"

            1) لما جاء الأمر للنبي صلى الله عليه وسلم بتبليغ الرسالة (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ) كان أول من دعا زوجته خديجة فلم تتردد لحظة وأسلمت فوراً وكانت أول من أسلم رضي الله عنها (خديجة بنت خويلد رضي الله عنها زوجة النبي صلى الله عليه وسلم)
            2)وأسلم بعدها (زيد بن حارثة) وسبب إسلامه أنه كان في بيت النبي صلى الله عليه وسلم

            3) الثالث الذي كان في بيت النبي صلى الله عليه وسلم هو (علي بن أبي طالب)

            4) كذلك أسلمت بنات النبي صلى الله عليه وسلم رقية وأم كلثوم وزينب وفاطمة.

            تبليغ الرساله في بيت الرسول صل الله عليه وسلم

            تعليق


            • #51
              رد: من سيرة الرسول "صلي الله عليه وسلم"

              (علي بن أبي طالب)
              وسر وجوده في بيت النبي صلى الله عليه وسلم – قبل البعثة أيضاً – أن أبا طالب أصابته ضائقة وأصبح فقيراً جداً, وكان عنده أولاد كثيرون وما كان عنده حتى يطعم أولاده, فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمه العباس، وكان من أيسر بني هاشم،
              وقال له: يا عباس, إن أخاك أبا طالب كثير العيال، وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمة ، فانطلق بنا إليه، فلنخفف عنه من عياله، آخذ من بنيه رجلاً، وتأخذ أنت رجلاً، فنكلهما عنه فقال العباس: نعم .. فانطلقا حتى أتيا أبا طالب ،
              فقالا له : إنا نريد أن نخفف عنك من عيالك حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه؛ فقال لهما أبو طالب : إذا تركتما لي عقيلاً فاصنعا ما شئتما, وكان عقيل أكبر أولاده, ففعلاً تركوا عقيلاً وكل واحد أخذ ولداً, فأخذ النبي عليه الصلاة والسلام علي بن أبي طالب إكراماً له من الله سبحانه وتعالى, فتربى علي في بيت النبي صلى الله عليه وسلم منذ صغره ولم يسجد لصنم لأنه نشأ في بيت النبي صلى الله عليه وسلم – ولذلك نقول (علي كرم الله وجهه) أي كرم الله وجهه من عبادة الأصنام والسجود لها – ولم يزل علي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بعثه الله نبياً فآمن به علي وصدقه وأسلم,

              تعليق


              • #52
                رد: من سيرة الرسول "صلي الله عليه وسلم"

                1) أول من دعا النبي صلى الله عليه وسلم من خارج بيته فهو أبو بكر الصديق رضي الله عنه, يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ما عرضت الإسلام على أحد إلا كانت عنده له كبوة ، غير أبي بكر فإنه لم يتلعثم الكبوة؛ منذ قال له أنا نبي قال أبو بكر أشهد أنك نبي, بدون أسئلة ولا نقاش ولا استفسار فكان صدّيقاً من لحظته الأولى لما يعرف من صدق النبي صلى الله عليه وسلم.
                2) بعد أن أسلم أبو بكر الصديق ذهب إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه وعرض عليه الإسلام فأسلم عثمان,
                3) ثم ذهب أبو بكر الصديق إلى الزبير بن العوام – وكان شاباً عمره ستة عشر سنة – فأسلم الزبير,
                4) ثم عرض الإسلام على سعد بن أبي وقاص – وكان ابن خالة النبي صلى الله عليه وسلم – وأسلم سعد,
                5) وعرض الإسلام على عبد الرحمن بن عوف وأسلم عبد الرحمن,
                6) وعلى طلحة بن عبيد الله وأسلم, فكان هؤلاء أول من أسلموا ..
                وأكثرهم أسلم على يد أبي بكر وليس على يد النبي صلى الله عليه وسلم, فكان أبو بكر من اللحظة التي أسلم فيها قد توجه نحو الدعوة وما تردد, فكان هذا من تصديق أبو بكر رضي الله عنه خير الناس,
                يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لو وُزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح)
                ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (والله ما وطئ الأرض بعد الأنبياء خير من أبي بكر), فهو أفضل البشر بعد الأنبياء, فهذه مكانته رضي الله عنه وهذا شأنه في بداية الدعوة.

                تعليق


                • #53
                  رد: من سيرة الرسول "صلي الله عليه وسلم"

                  بعد ذلك أُمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يصدع بالدعوة (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ)

                  فذهب النبي صلى الله عليه وسلم في صباح ذات يوم وصعد على جبل أبي قبيسوهو الجبل الذي بجانب الكعبة وعليه القصر الآن والذين في مكة لا يرون ما وراء الجبل فهو يغطي ما وراءه – فصعد النبي صلى الله عليه وسلم على الجبل وبدأ يصرخ: وا صباحاه .. وا صباحاه .. وهي صرخة الإنذار عند الصباح، فتجمعت الناس وسألت من الذي ينادي فقالوا الصادق الأمين، فقالوا: بكل تأكيد هنالك شيء، فهو لم يفعلها من قبل ولا يكذب أبداً ..
                  فتجمعت قريش عند جبل أبي قبيس، ووقف النبي صلى الله عليه وسلم وخطب بهم وقال: أرأيتكم لو أخبرتكم أنّ خيلاً بالوادي تريد أن تُغير عليكم أكنتم مصدقيَّ؟ قالوا: نعم ماجرّبنا عليك إلا صدقاً، فقال: فإني نذيرٌ لكم بين يدي عذاب شديد .. وبدأ يخبرهم أنه رسول الله ..

                  هنا عمه عبد العزى الذي سمي فيما بعد (أبا لهب) قال: تباً لك .. ألهذا جمعتنا؟؟؟ وبدأ يصرف الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم، فانصرفوا عنه، فنزلت الآيات :
                  (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ)
                  فكانت زوجة أبي لهب تأخذ الحطب الذي فيه الشوك وتبحث عن طريق النبي صلى الله عليه وسلم وتضع الحطب فيه، فكان عذابها (حبلٌ من مسد) أي حبل من نار معلق في عنقها.

                  تعليق


                  • #54
                    رد: من سيرة الرسول "صلي الله عليه وسلم"

                    أُمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يُنذر عشيرته الأقربين (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ)

                    فجمع أقاربه، بني عبد المطلب، واجتمعوا عنده في البيت، فلما قام ليتحدث، قام عمه أبو لهب وتكلم قبله،
                    وقال له: يا محمد إن كنت قد جمعتنا لتحدثنا بأمر دينك، فلا تتحدث،
                    فهنا عندما رأى النبي صلى الله عليه وسلم أن الجو غير مهيأ سكت، ثم إنه بعد فترةٍ دعاهم مرة أخرى ودون أبي لهب، وأقام لهم وليمة، وبعد الطعام بدأ يخطب فيهم، حتى تكلم مع عماته: يا صفية بنت عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئاً .. يا فلان لا أغني عنك من الله شيئاً .. هكذا ينذرهم واحداً واحداً .. يا فاطمة بنت محمد، سليني ما شئت من مالي لا أغني عنك من الله شيئاً .. فمنهم من دخل بالإسلام ومنهم من لم يدخل، ومن الذين دخلوا في الإسلام (صفية) عمة النبي صلى الله عليه وسلم، أم الزبير بن العوام ..

                    تعليق


                    • #55
                      رد: من سيرة الرسول "صلي الله عليه وسلم"

                      - أراد أبو بكر الصديق رضي الله عنه أن يصدع بالدعوة، وكانت قريش قد بدأت تمنع أمر نشر الدعوة، لكنه أصر أن يعلن دعوة الله عز وجل، فذهب إلى بيت الله الحرام وأخذ يقرأ القرآن بصوتٍ عال، فضربته قريش ضرباً شديداً مع أنه سيد من ساداتهم ولكنهم ما صبروا، حتى إنهم أدموه وسال الدم على وجهه حتى ما يُعرف وجهه من أنفه ..

                      تعليق


                      • #56
                        رد: من سيرة الرسول "صلي الله عليه وسلم"

                        - كذلك ممن صدع بالدعوة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وكان رجلاً ضعيفاً نحيلاً، يصفونه أن الناس كانوا يضحكون من دقة ونحافة ساقيه،
                        حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوماً في المدينة وكان عبد الله بن مسعود يصعد على نخلة، فانكشفت ساقه فضحك الصحابة الذين رأوه من نحافة ساقيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أتضحكون من دقة ساقيه؟ والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من جبل أُحد ..
                        وذهب عبد الله بن مسعود إلى المسجد الحرام وقرأ سورة الرحمن، فاجتمعت عليه قريش وبدأت تضربه، وهو مصمم أن يكمل وهم يضربونه، إلى أن أكمل كل السورة .. فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: ماذا فعلت بنفسك؟ فقال يا رسول الله إن شئت أعدتها غداً ..

                        تعليق


                        • #57
                          رد: من سيرة الرسول "صلي الله عليه وسلم"

                          زيارات الكفار الي ابا طالب



                          1) لما زاد الأمر على قريش وبدأوا يتضايقون، فمن هذا الذي يسب آلهتهم ويسفّه أحلامهم ويقول لستم على شيء؟! فسألوا أنفسهم عن الذي يحمي محمد، فوجدوا أن الذي يحميه هو أبو طالب، فجاءوا إلى أبي طالب
                          وقالوا له: يا أبا طالب هذا ابن أخيك قد أذانا وهو في جوارك – في حمايتك – فإما أن تدعه لنا وتترك جواره أو تسكته،
                          فقال أبو طالب: لا، هذا ابن أخي ولا أحد يمسه ورفض أن يسلمهم النبي صلى الله عليه وسلم، واستمر النبي صلى الله عليه وسلم بالدعوة بحماية عمه وحماية بني عبد المطلب ..


                          2) فما صبرت قريش وجاءوا مرة أخرى إلى أبي طالب وقالوا له: لم نعد نصبر فإنه يسب آباءنا وآلهتنا، فلا تجعل فتنته تجري بيننا وأسكت ابن أخيك ..
                          فلما رأى أبو طالب أن الأمر سيتحول إلى فتنة بين بني عبد المطلب وباقي قريش، جمع بني عبد المطلب وجاء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وقال له: يا ابن أخي ، إن قومك قد جاءوني ، فقالوا لي كذا وكذا ، للذي كانوا قالوا له ، فأبق عليّ وعلى نفسك ، ولا تحملني من الأمر ما لا أطيق، فظن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قد بدا لعمه فيه بداء أنه خاذله ومُسلمّه، وأنه قد ضعف عن نصرته والقيام معه ..
                          فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا عم ، والله لو وضعوا الشمس في يميني ، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله ، أو أهلك فيه ، ما تركته ثم استعبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبكى ثم قام ، فلما ولى ناداه أبو طالب ،
                          فقال : أقبل يا ابن أخي، فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : اذهب يا ابن أخي ، فقل ما أحببت ، فوالله لا أسلمك لشيء أبداً.
                          بنو عبد المطلب الموجودون كانت فيهم نخوة العرب فقالوا: وإن سبيت آلهتنا سندافع عنك .. وأخذتهم الحمية والعصبية، فكانت هذه مصدر قوة النبي صلى الله عليه وسلم بالصدع في الدعوة ..
                          أخذ النبي صلى الله عليه وسلم يصدع في الدعوة في الجموع وفي الحجيج وفي الأفراد وبين الناس بدون تردد ..


                          3) عندها أيضاً قريش ما صبرت، فبدأوا يضايقون النبي صلى الله عليه وسلم، ثم جاءوا مرة ثالثة إلى أبي طالب بعرضٍ غريب .. اختاروا شاباً من شباب قريش اسمه (عمارة بن الوليد) وكان شاباً له مكانة ووجاهة ونسب وشرف ومال وكان وسيماً جداً، فجاءوا إلى أبي طالب وقالوا له: يا أبا طالب، نحن لم نعد نصبر على ابن أخيك، فخذ عمارة بن الوليد ليصبح ابنك وننسبه إليك، وتسلمنا محمد مكانه لنتصرف معه،
                          فقال أبو طالب: والله أمركم عجيب!! تعطوني ابنكم أربيه وأعطيكم ابني تذبحونه!! فرفض أبو طالب هذا العرض ..

                          تعليق


                          • #58
                            رد: من سيرة الرسول "صلي الله عليه وسلم"

                            حوار الوليد بن المغيرة مع الرسول صلي الله عليه وسلم

                            وقال له: يا محمد، ما هذا الأمر الذي جئت به؟ فرقت قومنا وسفهت آباءنا وسببت آلهتنا،
                            فإن كان هذا الأمر الذي يصيبك أمر يحتاج إلى طب، جعلنا لك من الأموال ما نأتي لك بأحسن الأطباء فيشفيك،
                            وإن كنت تقصد من هذا الأمر المال، نجمع لك من الأموال حتى تكون أغنانا – هذا الحوار يدور عند الكعبة والرسول صلى الله عليه وسلم ساكت ويصغي إلى الوليد وكلامه التافه لكن هذا من أدب الاستماع –
                            وإن كنت تريد الشرف سوّدناك علينا – نعتبرك سيدنا –
                            وإن كنت تريد الملك ملكناك علينا – نجعلك ملك مكة – فكانوا مستعدين أن يعطوه أي شيء لكي تنتهي القضية –
                            وإن كنت تريد النساء فاختر من تشاء من نسائنا ..
                            فلما انتهى الوليد من كلامه قال له النبي صلى الله عليه وسلم: أفرغت؟ قال الوليد: نعم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فاسمع مني .. فما زاد النبي صلى الله عليه وسلم على أن قرأ آيات سورة فصلت: بسم الله الرحمن الرحيم
                            (حم * تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)
                            واستمر يتلو الآيات حتى وصل إلى قوله تعالى (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ)،
                            هنا فزع الوليد فزعاً شديداً وقام من مكانه ووضع يده على فم النبي صلى الله عليه وسلم ليسكته، وقال: (ناشدتك الله والرحم .. ناشدتك الله والرحم) من خوفه أن تنزل عليهم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود، ثم رجع وجلس مكانه، وأكمل النبي صلى الله عليه وسلم الآيات حتى وصل إلى موضع السجد، وسجد النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قام وقال هذا ماعندي .. فلم يناقشه ولا حدثه، فقط اكتفى بقراءة القرآن .. وهذا من إعجاز وسحر القرآن.

                            تعليق


                            • #59
                              رد: من سيرة الرسول "صلي الله عليه وسلم"

                              الوليد رجع إلى دار الندوة وقريش، فلما رأوه قالوا: والله لقد جاءكم بغير الوجه الذي ذهب به، فجلس إليهم وقال: والله لقد سمعت كلاماً ما سمعت مثله قط،
                              وقال قوله المشهورة: (إن لقوله لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وأن أسفله لمغدق، وإنه ليعلو ولا يُعلى عليه)

                              فقالوا : يا وليد أصبأت ؟ ( بمعنى تركت دينك )
                              قال : لا و الله ما صبأت .
                              قالوا : هذا شعر .
                              قال : ما هو بشاعر، لقد عرفنا الشعر كله رجزه و هزجه و قريضه و مقبوضه و مبسوطه، فما هو بالشعر .
                              فقالوا : إذن كاهن .
                              قال : لا ، و الله ، ما هو بكاهن ، لقد رأينا الكهان فما هو بزمزمة الكاهن و لا سجعه .
                              فقالوا : مجنون .
                              قال : ما هو بمجنون ، لقد رأينا الجنون و عرفناه ، فما هو بخنقه ، و لا تخالجه ، و لا وسوسته .
                              قالوا : فلنقل ساحر .
                              قال : ما هو بساحر ، لقد رأينا السحار و سحرهم ، فما هو بنفثهم و لا عقدهم .
                              قالوا : حيرتنا ، ماذا نقول عنه ؟
                              قال : يا قوم أتنفذوا ما أمليهم لكم ؟
                              قالوا : قل
                              قال : أخيركم بين أمرين .
                              قالوا : ما هما ؟
                              قال : تتبعونه ، فإن كلامه الحق .
                              قالوا : ويحك ، لانترك ديننا .
                              قال : إذن ، اتركوه يدعو للناس فإذا انتصر فعزه عزكم و نصره نصركم فهو من قريش ، و إن قتلوه فهذا ما تريدون .
                              قالوا : لا والله لا نخلي بينه و بين الناس .
                              قال : إذن ، فلنقل هو ساحر ، فهو أقرب إلى السحر . و بدأ بشتم و يسب رسول الله – صلى الله عليه و سلم – .
                              فانقلب الوليد .. كان مقتنعاً وحاول أن يهديهم ثم انتكس وأخذ يسب النبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت فيه الآيات:
                              (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا * وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا * وَبَنِينَ شُهُودًا * وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا * ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ * كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآَيَاتِنَا عَنِيدًا * سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا * إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ * فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ نَظَرَ * ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ * ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ * فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ * إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ * سَأُصْلِيهِ سَقَرَ)
                              فالوليد عرف الحق وتبين له وصار واضحاً عنده حتى كاد يدعو قومه، ثم ينتكس هذه الانتكاسة .. فهو يستحق النار.
                              فكان سبب نزول هذه الآيات هو هذه الحادثة.

                              تعليق


                              • #60
                                رد: من سيرة الرسول "صلي الله عليه وسلم"

                                كان إعجاز العرب في اللغة، وكان الله سبحانه وتعالى يرسل لكل قوم نبي مع معجزات من النوع الذي هم مشهورين فيه،
                                · فالنبي عيسى عليه السلام كان قومه مشهورين في الطب، فكانت معجزاته من هذا النوع – شفاء الأبرص والأعمى وإحياء الموتى –
                                · والنبي موسى عليه السلام كان قومه مشهورين بالسحر فجاءت معجزاته من هذا النوع – قلب العصا إلى حية وتحويل يده إلى بيضاء تلمع للناظرين – فتأتي المعجزة من جنس ما هم مشهورين فيه،
                                · والعرب ما عندهم إلا اللغة ليتنافسوا فيها، وإلى اليوم لا يوجد أحد عنده لغة كلغة العرب، فجاء الإعجاز في شيء هم متمكنون منه ويعرفونه جيداً ..

                                تعليق

                                يعمل...