إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلسلة زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    رد: حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما

    المشاركة الأصلية بواسطة د.منه مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيراأختى ام بسمله ونفع بعلمك
    جزاكى الله تعالى خيرا مثله وبارك فيكى ياأختى وادعو الله لكى ان يحبك الله عزوجل ويحبك الناس جميعا ويوفقك الله ويوفق لكى كل عمل يقربك الى الله ان يرزقكى الله بكل ما تتمنيه فى الدارين وجزاكى عنا كل الخير ودمتى فى محبه ورضا الله
    يارب اااميييييين
    التعديل الأخير تم بواسطة مشروع ملتزمه; الساعة 18-01-2015, 10:13 PM.
    يارب لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك ولعظيم سلطانك...
    لا اله الا الله عدد ماكان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون..

    تعليق


    • #32
      رد: حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما

      تسلمي يا اختي

      ربنا يخليك يا اختي
      التعديل الأخير تم بواسطة مشروع ملتزمه; الساعة 18-01-2015, 10:14 PM.
      حياتي هدف مو عبث

      ثابته على قيمي
      والله لو يمحوا الزمان فضائلا
      وتبدلت شيم الكرام رذائلا
      سأظل وحدي طول عمري ثابتا
      لا ارتضى للمكرمات بدائلا

      تعليق


      • #33
        رد: حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما

        جزاكى الله خيرا

        والله لن أنسي مسجدنا الأقصي
        وقبة الصخرة تبكي من الحسرة
        ----
        يا لوعة النفس عليكِ يا قدسي
        وأنتِ في البلوي والعيشة المرة


        تعليق


        • #34
          رد: حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما

          جزاكى الله خيرا
          اللهم هب لنا من ازواجنا و ذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين اماما

          تعليق


          • #35
            رد: حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما

            جزاكِ الله خير موضوع اكثر من رائع ربنا يجعله في ميزان حسناتك
            التعديل الأخير تم بواسطة مشروع ملتزمه; الساعة 18-01-2015, 10:15 PM.

            تعليق


            • #36
              رد: حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما

              جزاك الله كل خير أختى الكريمة ونفع بك إن شاء الله

              ..خطواتى ..أنفاسى .. نحو الممات ..
              وربما .. تبقى لى ..ذكريات..


              اللهم أسألك حسن الخاتمة



              تعليق


              • #37
                رد: حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما

                بارك الله تعالى فيكم يااخوتى
                وجزاكم الفردوس الاعلى
                اشكر اخواتى الطيبات على مروركم العطر
                الذى عطر هذه الصفحه
                جزاكم ربى خير الجزاء
                التعديل الأخير تم بواسطة مشروع ملتزمه; الساعة 18-01-2015, 10:15 PM.
                يارب لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك ولعظيم سلطانك...
                لا اله الا الله عدد ماكان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون..

                تعليق


                • #38
                  رد: حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما

                  جزاك الله خيرا اختي
                  اللهم جبرا يليق بجلالك وعظمتك

                  ثم تأتي لحظة يجبر الله فيها بخاطرك، لحظة يفزّ لها قلبك، تشفى كل جراحه، يعوضك عما كان، فاطمئن، لأن عوض الله إذا حلّ أنساك ما كنت فاقدًا
                  ربي لو خيروني ألف مرة بين أي شيء في الدنيا وبين حسن ظني بك لأخذت من دم قلبي ورسمت به طريق حسن ظني بك وقلت لهم اتركوني وربي إنه لن يخذلني أبدا

                  تعليق


                  • #39
                    السيدة سودة بنت زمعة "رضى الله عنها "



                    سَوْدَة
                    بنت زَمْعَة
                    أم المؤمنين


                    يا رسول الله ! ما لي رغبة في الدنيا ، إلا لأحشر "
                    " يوم القيامة في أزواجك ، فيكون لي من الثواب ما لهنّ
                    سودة بنت زمعة

                    سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل
                    ابن عامر بن لؤي القرشية ، أم المؤمنين ، تزوّجها الرسول -صلى الله عليه
                    وسلم- بعد خديجة وقبل عائشة أسلمت بمكة وهاجرت هي وزوجها الى الحبشة
                    في الهجرة الثانية ومات زوجها هناك


                    قصة الزواج
                    بعد وفاة السيدة خديجة بثلاث سنين قالت خولة بنت حكيم للرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو بمكة :( ألا تتزوج ؟) فقال :( ومن ؟) فقالت :( إن شئت بكراً وإن شئت ثيباً !؟) قال :( من البكر ؟) قالت :( ابنة أحبِّ خلق الله إليك ، عائشة بنت أبي بكر ؟) قال :( ومن الثيب ؟) قالت :( سودة بنت زمعة بن قيس ، قد آمنت بك واتبعتك على ما أنت عليه ) قال :( فاذهبي فاذكريهما عليّ )

                    فجاءت فدخلت بيت أبي بكر ، ثم خرجت فدخلت على سودة فقالت :( أي سودة ! ماذا أدخل الله عليك من الخير والبركة ؟!) قالت :( وما ذاك ؟) قالت :( أرسلني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطبك عليه ؟!) فقالت :( وددتُ ، ادخلي على أبي فاذكري له ذلك ) وكان والدها شيخ كبير ، فدخلت عليه فحيته بتحية أهل الجاهلية ثم قالت :( إن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب أرسلني أخطب عليه سودة ؟) قال :( كفء كريم ، فماذا تقول صاحبته ؟) قالت :( تحب ذلك ) قال :( ادعيها إليّ ) فدُعيَت له فقال :( أيْ سودة ، زعمت هذه أن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب أرسل يخطبك ، وهو كفء كريم ، أفتحبين أن أزوِّجْكِهِ ؟) قالت :( نعم ) فقال :( فادعيه لي ) فدعته وجاء فزوّجه


                    سودة والنبي
                    كانت السيدة سودة مصبية ، فقد كان لها خمس صبية أو ست من بعلها مات ( السكران بن عمرو ) فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- :( ما يمنعُك مني ؟) قالت :( والله يا نبي الله ما يمنعني منك أن لا تكون أحبَّ البرية إلي ، لكني أكرمك ، أن يمنعوا هؤلاء الصبية عند رأسك بُكرة وعشية ) فقال -صلى الله عليه وسلم- :( فهل منعك مني غير ذلك ؟) قالت :( لا والله ) قال لها الرسول -صلى الله عليه وسلم- :( يرحمك الله ، إن خيرَ نساءٍ ركبنَ أعجاز الإبل ، صالحُ نساءِ قريشِ أحناه على ولده في صغره ، وأرعاه على بعل بذات يده )


                    سودة الزوجة
                    أرضى الزواج السيدة سودة -رضي الله عنها- ، وأخذت مكانها الرفيع في بيت الرسول -صلى الله عليه وسلم- وحرصت على خدمة بناته الكريمات ، سعيدة يملأ نفسها الرضا والسرور وكان يسعدها أن ترى الرسول -صلى الله عليه وسلم- يبتسم من مشيتها المتمايلة من ثِقَل جسمها ، الى جانب ملاحة نفسها وخفّة ظلها


                    الضرائر
                    بعد الهجرة الى المدينة جاءت عائشة بنت أبي بكر زوجة للرسول -صلى الله عليه وسلم- ، فأفسحت السيدة سودة المجال للعروس الشابة وحرصت على إرضائها والسهر على راحتها ثم خصّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- لكل زوجة بيت خاصٍ بها ، وأتت زوجات جديدات الى بيت الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولكن لم تتردد السيدة سودة في إيثار السيدة عائشة بإخلاصها ومودتها


                    التسريح
                    عندما بدأت السيدة سودة تشعر بالشيخوخة تدب في جسدها الكليل ، وأنها تأخذ ما لا حق لها فيه في ليلة تنتزعها من بين زوجات الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأنها غير قادرة على القيام بواجب الزوجية ، سرّحها الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولكنها لم تقبل بأن تعيش بعيدا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجمعت ثيابها وجلست في طريقه الذي يخرج منه للصلاة ، فلما دنا بكت وقالت :( يا رسول الله ، هل غمصتَ عليَّ في الإسلام ؟) فقال :( اللهم لا ) قالت :( فإني أسألك لما راجعتني ) فراجعها ، وعندما حققت مطلبها قالت :( يا رسول الله ، يومي لعائشة في رضاك ، لأنظر الى وجهك ، فوالله ما بي ما تريد النساء ، ولكني أحب أن يبعثني الله في نسائك يوم القيامة ) وهكذا حافظت على صحبة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الدنيا والآخرة


                    وفاتها
                    توفيت -رضي الله عنها- في آخر زمان عمر بن الخطاب وبقيت السيدة عائشة تذكرها وتؤثرها بجميل الوفاء والثناء الحسن في حياتها وبعد مماتها -رضي الله عنهما-

                    التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤة باسلامي; الساعة 14-03-2013, 10:04 PM.

                    تعليق


                    • #40
                      رد: حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما

                      قصة رائعة جزاكِ الله خيرا اختي الفاضلة
                      "اللهم اني اسألك باسمك الأعظم الأحب اليك ان ترزقني الستر والعفاف والنقاب والزوج الصالح الذي يعينني علي طاعتك حتي ترضي وبنات المسلمين جميعاً"

                      تعليق


                      • #41
                        رد: حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما

                        جزاك الله خيرا أختى ام بسمله ونفع بعلمك
                        التعديل الأخير تم بواسطة مشروع ملتزمه; الساعة 18-01-2015, 10:17 PM.

                        تعليق


                        • #42
                          رد: سلسلة زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم..(4)حفصة بنت عمر بن الخطاب

                          بارك الله فيكم

                          للرررررررفع

                          سيتم النقل لقسم أولئك آبائى

                          تعليق


                          • #43
                            رد: سلسلة زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم..(4)حفصة بنت عمر بن الخطاب

                            بسم الله الرحمن الرحيم
                            بارك الله فيكي و عليكي
                            فانا من عشقات نساء بيت
                            النبوة امهات الامؤمنين
                            اللهم ارحمني بالقران واجعله لي اماما ونورا وهدي ورحمه
                            اللهم ذكرني منه ما نسيت وعلمني منه ما جهلت وارزقني تلاوته آناء الليل واطراف النهار واجعله لي حجه يارب العالمين
                            http://saaid.net/twage3/083.gif

                            تعليق


                            • #44
                              امهات المؤمنين - سودة بنت زمعة رضي الله عنها





                              سودة بنت زمعة رضي الله عنها



                              هي سودة بنت زمعة بن قيس القرشية العامرية ، ثاني زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ، كريمة النسب ،

                              فأمها هي الشموس بنت قيس بن زيد الأنصارية ، من بني عدي بن النجار ، وأخوها هو مالك بن زمعة .


                              كانت رضي الله عنها سيدة ً جليلة نبيلة ، تزوجت بدايةً من السكران بن عمرو ، أخي سهيل بن عمرو العامري ،

                              وهاجرت مع زوجها إلى الحبشة فراراً بدينها ، ولها منه خمسة أولاد .


                              ولم يلبث أن شعر المهاجرون هناك بضرورة العودة إلى مكة ، فعادت هي وزوجها معهم ،

                              وبينما هي كذلك إذ رأت في المنام أن قمراً انقض عليها من السماء وهي مضطجعة ،

                              فأخبرت زوجها السكران فقال : والله لئن صدقت رؤياك لم ألبث إلا يسيراً حتى أموت وتتزوجين من بعدي ،

                              فاشتكى السكران من يومه ذلك وثقل عليه المرض ، حتى أدركته المنيّة .



                              وبعد وفاة زوجها جاءت خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : يا رسول الله ، كأني أراك قد دخلتك خلة – أي الحزن - لفقد خديجة ؟ ، فقال : ( أجل ، كانت أم العيال ، وربة البيت ) ، قالت : أفلا أخطب عليك ؟ ، قال : ( بلى ؛ فإنكن معشر النساء أرفق بذلك ) ، فلما حلّت سودة من عدّتها أرسل إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطبها ، فقالت : أمري إليك يا رسول الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مري رجلاً من قومك يزوّجك ) ، فأمرت حاطب بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود فزوّجها ، وذلك في رمضان سنة عشر من البعثة النبوية ، وقيل في شوّال كما قرّره الإمام ابن كثير في البداية والنهاية .



                              وهي أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد خديجة ، ولم يتزوج معها صلى الله عليه وسلم نحواً من

                              ثلاث سنين أو أكثر ، حتى دخل بعائشة رضي الله عنها .



                              وحينما نطالع سيرتها العطرة ، نراها جمعت من الشمائل أكرمها ، ومن الخصال أنبلها ، وقد ضمّت إلى ذلك لطافةً في المعشر ، ودعابةً في الروح ؛ مما جعلها تنجح في إذكاء السعادة والبهجة في قلب النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن قبيل ذلك ما أورده ابن سعد في الطبقات أنها صلّت خلف النبي صلى الله عليه وسلم ذات مرّة في تهجّده ، فثقلت عليها الصلاة ، فلما أصبحت قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : " صليت خلفك البارحة ، فركعتَ بي حتى أمسكت بأنفي ؛ مخافة أن يقطر الدم ، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانت تضحكه الأحيان بالشيء " .


                              وبمثل هذا الشعور كان زوجات النبي صلى الله عليه وسلم يعاملنها ، ويتحيّنّ الفرصة للمزاح معها ومداعبتها ، حتى إن حفصة و عائشة أرادتا أن توهمانها أن الدجال قد خرج ، فأصابها الذعر من ذلك ، وسارعت للاختباء في بيتٍ كانوا يوقدون فيه ، وضحكت حفصة و عائشة من تصرّفها ، ولما جاء رسول الله ورآهما تضحكان قال لهما : ( ما شأنكما ) ، فأخبرتاه بما كان من أمر سودة ، فذهب إليها ، وما إن رأته حتى هتفت : يا رسول الله ، أخرج الدجال ؟ فقال : ( لا ، وكأنْ قد خرج ) ، فاطمأنّت وخرجت من البيت ، وجعلت تنفض عنها بيض العنكبوت .



                              ومن مزاياها أنها كانت معطاءة تكثر من الصدقة ، حتى إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعث إليها بغِرارة – وعاء تُوضع فيه الأطعمة -

                              من دراهم ، فقالت : ما هذه ؟ ، قالوا : دراهم ، قالت : في غرارة مثل التمر ؟ ففرقتها بين المساكين .

                              وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( ما رأيت امرأة أحب إلي أن أكون في مسلاخها -أي جلدها- من سودة بنت زمعة من امرأة فيها حدة) ، -ومعناه تَمنَّت أن تكونَ في مثل هدْيها وطريقتها ، ولم ترد عائشة عيب سودة بذلك بل وصفتها بقوة النفس وجودة القريحة وهي الحدة -قالت : ( فلما كبرت جعلت يومها من رسول الله صلى الله عليه وسلم لي) ، قالت يا رسول الله: ( قد جعلت يومي منك لعائشة ) .

                              فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم لعائشة يومين يومها ويوم سودة .


                              روت سودة رضي الله عنها خمسة أحاديث ، و روى عنها عبدالله بن عباس و يحيى بن عبدالله بن عبد الرحمن بن سعد بن زارة الأنصاري ،

                              و روى لها أبو داود و النسائي و خرج لها البخاري .

                              و لما حجّت نساء النبي صلى الله عليه وسلم في عهد عمر لم تحجّ معهم، وقالت : قد حججت واعتمرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ،

                              فأنا أقعد في بيتي كما أمرني الله ، وظلّت كذلك حتى توفيت في شوال سنة أربع وخمسين بالمدينة ،

                              في خلافة معاوية بن أبي سفيان بعد أن أوصت ببيتها لعائشة ، أسكنهنّ الله فسيح جنّاته .


                              اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

                              تعليق


                              • #45
                                نساء حول الرسول(صلى الله عليه وسلم)زوجات الرسول... متجدد باذن الله

                                الســـ عليكم ورحمة الله وبركاته ــلام


                                أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد


                                اسمها وشرف نسبها

                                هي أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد بن أسدٍ بن عبد العزَّى بن قصي القرشية الأسدية، وأمها فاطمة بنت زائدة بنت جندب. ولدت بمكة سنة 68 ق.ه، وكانت من أعرق بيوت قريشٍ نسبًا وحسبًا وشرفًا، وقد نشأت على التخلُّق بالأخلاق الحميدة، وكان من صفاتها الحزم والعقل والعفة. يلتقي نسبها بنسب النبي في الجد الخامس، فهي أقرب أمهات المؤمنين إلى النبي ، وهي أول امرأة تزوَّجها، وأول خلق الله أسلم بإجماع المسلمين.

                                في الجاهلية

                                في الجاهلية وقبل لقاء رسول الله كانت السيدة خديجة -رضي الله عنها- امرأة ذات مال وتجارة رابحة، فكانت تستأجر الرجال لتجارتها وتبعثهم بها إلى الشام، ومرت الأيام ووصل إلى مسامعها ذكر "محمد بن عبد الله" كريم الأخلاق، الصادق الأمين، وكان قلَّ أن تسمع في الجاهلية بمثل هذه الصفات، فأرسلت إليه وعرضت عليه الخروج في مالها تاجرًا إلى الشام، وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار.

                                وحينها قَبِل ذلك منها ، وخرج في مالها ومعه غلامها "ميسرة" حتى قدم الشام، وهناك نزل رسول الله في ظل شجرة قريبًا من صومعة راهب، فاطّلع الراهب إلى ميسرة وقال: من هذا الرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة؟ قال ميسرة: هذا الرجل من قريش من أهل الحرم. فقال له الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة قَطُّ إلا نبي. ثم باع رسول الله سلعته التي خرج بها واشترى ما أراد، ولما قدم مكة على السيدة خديجة بمالها باعت ما جاء به، فربح المال ضعف ما كان يربح أو أكثر.

                                وأخبرها ميسرة عن كرم أخلاقه وصفاته المتميزة التي وجدها فيه أثناء الرحلة، فرغبت في الزواج منه، فتزوجها وهو ابن خمس وعشرين سنة، والسيدة خديجة يومئذ بنت أربعين سنة.

                                وكان قد قُدِّر لخديجة -رضي الله عنها- أن تتزوج مرتين قبل أن تتشرَّف بزواجها من رسول الله ، وقد مات عنها زوجاها، وتزوجها رسول الله قبل الوحي، وعاشت معه خمسًا وعشرين سنة؛ فقد بدأ معها في الخامسة والعشرين من عمره، وكانت هي في الأربعين، وظلا معًا إلى أن توفاها الله وهي في الخامسة والستين، وكان عمره في الخمسين، وهي أطول فترة أمضاها النبي مع هذه الزوجة الطاهرة من بين زوجاته جميعًا، وهي -وإن كانت في سن أمِّه - أقرب زوجاته إليه؛ فلم يتزوج عليها غيرها طوال حياتها، وكانت أم ولده الذكور والإناث إلا إبراهيم فإنه من مارية القبطية رضي الله عنها، فكان له منها : القاسم وبه كان يُكنَّى، وعبد الله، وزينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة.

                                إسلامها

                                كانت السيدة خديجة -رضي الله عنها- قد ألقى الله في قلبها صفاء الروح، ونور الإيمان، والاستعداد لتقبُّل الحق، فحين نزل على رسول الله في غار حراء {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1]، رجع ترجف بوادره وضلوعه، حتى دخل على السيدة خديجة فقال: "زملوني زملوني". فزملوه حتى ذهب عنه الروع.

                                وهنا قال لخديجة رضي الله عنها: "أَيْ خديجة، ما لي لقد خشيت على نفسي". وأخبرها الخبر، فردت عليه السيدة خديجة -رضي الله عنها- بما يطيِّب من خاطره، ويهدئ من روعه فقالت: "كلا أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدًا، فوالله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكلَّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق".

                                ثم انطلقت به رضي الله عنها حتى أتت به ورقة بن نوفل -وهو ابن عم السيدة خديجة رضي الله عنها، وكان امرأً تنصَّر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العربي، ويكتب من الإنجيل بالعربية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخًا كبيرًا قد عمي- فأخبره النبي خبر ما رأى، فأعلمه ورقة أن هذا هو الناموس الذي أُنزل على موسى .

                                ومن ثَمَّ كانت السيدة خديجة -رضي الله عنها- أول من آمن بالله ورسوله وصدَّق بما جاء به، فخفف الله بذلك عن رسول الله ؛ لا يسمع شيئًا يكرهه من ردٍّ عليه وتكذيب له فيحزنه إلا فرَّج الله عنه بها، إذا رجع إليها تثبته وتخفف عنه وتصدقه وتهوِّن عليه أمر الناس.

                                خديجة.. العفيفة الطاهرة

                                كان أول ما يبرز من ملامح السيدة خديجة الشخصيَّة صفتي العفة والطهارة، هاتان الصفتان التي قلما تسمع عن مثلهما في بيئة لا تعرف حرامًا ولا حلالاً، في بيئة تفشت فيها الفاحشة حتى كان البغايا يضعن شارات حمراء تنبئ بمكانهن.

                                وفي ذات هذه البيئة، ومن بين نسائها انتزعت هذه المرأة العظيمة هذا اللقب الشريف، ولقبت ب"الطاهرة"، كما لُقب أيضًا في ذات البيئة ب"الصادق الأمين"، ولو كان لهذه الألقاب انتشار في هذا المجتمع آنذاك، لما كان لذكرها ونسبتها لأشخاص بعينهم أهمية تذكر.

                                خديجة.. الحكيمة العاقلة

                                وتلك هي السمة الثانية التي تميز بها شخص السيدة خديجة رضي الله عنها، فكل المصادر التي تكلمت عن السيدة خديجة -رضي الله عنها- وصفتها ب"الحزم والعقل"، كيف لا وقد تجلت مظاهر حكمتها وعقلانيتها منذ أن استعانت به في أمور تجارتها، وكانت قد عرفت عنه الصدق والأمانة.

                                ثم كان ما جاء في أبلغ صور الحكمة، وذلك حينما فكرت في الزواج منه ، بل وحينما عرضت الزواج عليه في صورة تحفظ ماء الوجه؛ إذ أرسلت السيدة نفيسة بنت منية دسيسًا عليه بعد أن رجع من الشام؛ ليظهر وكأنه هو الذي أرادها وطلب منها أن يتزوجها.

                                ونرى منها بعد زواجها كمال الحكمة وكمال رجاحة العقل، فها هي تستقبل أمر الوحي الأول بعقلانية قلَّ أن نجدها في مثل هذه الأحوال بالذات؛ فقد رفضت أن تفسِّر الأمر بخزعبلات أو أوهام، بل استنتجت بعقليتها الفذة وحكمتها التي ناطحت السحاب يوم ذاك أن الله لن يخزيه، ثم أخذته إلى ورقة بن نوفل ليدركا الأمر. وهذه طريقة عقلانية منطقية بدأت بالمقدمات وانتهت بالنتائج المترتبة على هذه المقدمات، فيا لها من عاقلة! ويا لها من حكيمة!

                                خديجة.. نصير رسول الله

                                وهذه السمة من أهم السمات التي تُميِّز شخص السيدة خديجة رضي الله عنها، تلك المرأة التي وهبت نفسها ومالها وكلّ ما ملكت لله ولرسوله ، ويكفي في ذلك أنها آمنت بالرسول وآزرته ونصرته في أحلك اللحظات التي قلما تجد فيها نصيرًا أو مؤازرًا أو معينًا.

                                ثم هي -رضي الله عنها- تنتقل مع رسول الله من حياة الراحة والاستقرار إلى حياة الدعوة والكفاح والجهاد والحصار، فلم يزدها ذلك إلا حبًّا لمحمد وحبًّا لدين محمد ، وتحديًا وإصرارًا على الوقوف بجانبه، والتفاني في تحقيق أهدافه.

                                فلما خرج رسول الله مع بني هاشم وبني عبد المطلب إلى شعاب مكة في عام المقاطعة، لم تتردد -رضي الله عنها- في الخروج مع رسول الله لتشاركه -على كبر سنها- أعباء ما يحمل من أمر الرسالة الإلهية التي يحملها، فقد نَأَتْ بأثقال الشيخوخة بهمة عالية، وكأنها عادت إليها صباها، وأقامت في الشعاب ثلاث سنين وهي صابرة محتسبة للأجر عند الله تعالى.

                                وكأن الله اختصها بشخصها لتكون سندًا وعونًا للرسول في إبلاغ رسالة رب العالمين الخاتَمة، فكما اجتبى الله رسوله محمد واصطفاه من بين الخلق كافة، كذلك قدَّر له في مشوار حياته الأول لتأدية الرسالة العالمية مَن تضارعه أو تشابهه لتكون شريكًا له في حمل هذه الدعوة في مهدها الأول، فآنسته وآزرته وواسته بنفسها ومالها في وقت كان الرسول في أشد الاحتياج لتلك المواساة والمؤازرة والنصرة.

                                فضائلها

                                خير نساء الجنة

                                لا شك أن امرأة بمثل هذه الأوصاف لا بد أن يكون لها منزلة رفيعة، فها هو الرسول يعلن في أكثر من مناسبة بأنها خير نساء الجنة؛ فقد روي عن أنس بن مالك أن النبي قال: "حسبك من نساء العالمين: مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية امرأة فرعون".

                                يقرئها ربها السلام

                                ليس هذا فحسب، بل يُقرِئُها المولى السلام من فوق سبع سموات، ويبشرها ببيت من قصب في الجنة؛ فعن أبي هريرة أنه قال: أتى جبريلٌ النبيَّ فقال: "يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذِهِ خَدِيجَةُ قَدْ أَتَتْ مَعَهَا إِنَاءٌ فِيهِ إِدَامٌ أَوْ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلاَمَ مِنْ رَبِّهَا وَمِنِّي، وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لاَ صَخَبَ فِيهِ وَلاَ نَصَبَ".

                                حب النبي لخديجة.. والوفاء لها

                                فكان حقًّا أن يكون لهذه الطاهرة فضل ومكانة عند رسول الله ، تسمو على كل العلاقات، وتظل غُرَّة في جبين التاريخ عامَّة وتاريخ العلاقات الأسرية خاصَّة؛ إذ لم يتنكَّر لهذه المرأة التي عاشت معه حلو الحياة ومرها، بل ويعلنها على الملأ وبعد وفاتها؛ وفاءً لها وردًّا لاعتبارها: "إني قد رزقت حبها".

                                ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إنه لم يكد ينساها طيلة حياته وبعد وفاتها، إذ كان يكثر ذكرها ويتصدق عليها؛ تروي السيدة عائشة -رضي الله عنها- فتقول: ما غِرْتُ على أحد من نساء النبي ما غرت على خديجة رضي الله عنها، وما رأيتها، ولكن كان النبي يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء، ثم يبعثها في صدائق خديجة رضي الله عنها، فربما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة. فيقول: "إنها كانت وكانت، وكان لي منها ولد".

                                وفاتها

                                تاقت روح السيدة خديجة -رضي الله عنها- إلى بارئها، وكان ذلك قبل هجرته إلى المدينة المنورة بثلاث سنوات، ولها من العمر خمس وستون سنة، وأنزلها رسول الله بنفسه في حفرتها، وأدخلها القبر بيده.

                                وتشاء الأقدار أن يتزامن وقت وفاتها والعام الذي تُوفِّي فيه أبو طالب عم رسول الله ، الذي كان أيضًا يدفع عنه ويحميه بجانب السيدة خديجة رضي الله عنها؛ ومن ثَمَّ فقد حزن الرسول ذلك العام حزنًا شديدًا حتى سُمي "عام الحزن"، وحتى خُشي عليه ، ومكث فترة بعدها بلا زواج.



                                اسألكم بالله لاتحرمونى من صالح دعاءكم بظهر الغيب .. والله محتاجه تدعولى بصلاح الحال ورضا الله.. الله يرضى عنكم جميعا

                                تعليق

                                يعمل...
                                X