إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلسلة زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    سلسلة زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم..(4)حفصة بنت عمر بن الخطاب

    بسم الله الرحمن الرحيم
    أخوانى وأخواتى فى الله
    نكمل سلسلة زوجات المصطفى صلى الله عليه وسلم
    ومع السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب أمير المؤمنين


    حفصة بنت عمر بن الخطاب
    هي أم المؤمنين أبيهاعمر بن الخطاب أمير المؤمنين وأمها زينب بنت مظعون .

    وكانت قبل أن يتزوجها النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- عند خنيس بن حذافة ، وكان ممن شهد بدرا، ومات بالمدينة فانقضت عدتها، فعرضها عمر على أبي بكر فسكت، فعرضها على عثمان حين ماتت رقية بنت النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: ما أريد أن أتزوج اليوم، فذكر ذلك عمر لرسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: يتزوج حفصة من هو خير من عثمان ويتزوج عثمان من هو خير من حفصة، فلقي أبو بكر عمر فقال: لا تجد علي؛ فإن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ذكر حفصة، فلم أكن أفشي سر رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ولو تركها لتزوجتها .

    وتزوج رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- حفصة بعد عائشة أخرجه ابن سعد، وهذا لفظه في بعض طرقه، وأصله في الصحيح من طريق الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن ابن عمر قال أبو عبيدة سنة اثنتين من الهجرة، وقال غيره: سنة ثلاث وهو الراجح؛ لأن زوجها قتل بأحد سنة ثلاث.

    وقيل: إنها ولدت قبل المبعث بخمس سنين، أخرجه ابن سعد بسند فيه الواقدي، روت عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وعن عمر . روى عنها أخوها عبد الله وابنه حمزة وزوجته صفية بنت أبي عبيد ومن الصحابة فمن بعدهم حارثة بن وهب ، والمطلب بن أبي وداعة وأم مبشر الأنصارية وعبد الرحمن بن الحارث بن هاشم ، وعبد الله بن صفوان بن أمية وآخرون.

    قال أبو عمر: طلقها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- تطليقة ثم ارتجعها، وذلك أن جبريل قال له: أرجع حفصة فإنها صوامة قوامة، وإنها زوجتك في الجنة أخرجه ابن سعد من طريق أبي عمران الجوني، عن قيس بن زيد- أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فذكره وهو مرسل.

    وأخرج عن عثمان بن أبي شيبة عن حميد عن أنس أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- طلق حفصة، ثم أمر أن يراجعها، روى موسى بن علي عن أبيه عن عقبة بن عامر، قال: طلق رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- حفصة بنت عمر فبلغ ذلك عمر فحثى التراب على رأسه، وقال ما يعبأ الله بعمر وابنته بعدها، فنزل جبريل من الغد على النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: إن الله يأمرك أن تراجع حفصة رحمة لعمر أخرجه.

    وفي رواية أبي صالح: دخل عمر على حفصة وهي تبكي فقال: لعل رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قد طلقك إنه كان قد طلقك مرة، ثم راجعك من أجلى فإن كان طلقك مرة أخرى لا أكلمك أبدا أخرجه أبو يعلى.

    قال أبو عمر: أوصى عمر إلى حفصة، وأوصت حفصة إلى أخيها عبد الله بما أوصى به إليها عمر بصدقة تصدقت بها بالغابة، وأخرج ابن سعد من طريق عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أوصى عمر إلى حفصة، وأخرج بسند صحيح عن نافع قال: ما ماتت حفصة حتى ما تفطر، وبسند فيه الواقدي إلى أبي سعيد المقبري، ورأيت مروان بين أبي هريرة وأبي سعيد أمام جنازة حفصة، ورأيت مروان حمل بين عمودي سريرها من عند دار آل حزم إلى دار المغيرة، وحمل أبو هريرة من دار المغيرة إلى قبرها.

    قيل: ماتت لما بايع الحسن معاوية وذلك في جمادي الأولى سنة إحدى وأربعين وقيل: بل بقيت إلى سنة خمس وأربعين، وقيل: ماتت سنة سبع وعشرين حكاه أبو بشر الدولابي وهو غلط، وكأنه قائله أسنده إلى ما رواه ابن وهب عن مالك أنه قال: ماتت حفصة عام فتحت إفريقية، ومراده فتحها الثاني الذي كان على يد معاوية بن خديج، وهو في سنة خمس وأربعين، وأما الأول الذي كان في عهد عثمان فهو الذي كان في سنة سبع وعشرين فلا، والله أعلم.

    رضى الله عنها وعن أبيها
    اللهم صلى وبارك على نبينا وآله وصحبه وسلم...اللهم آمين

    رجاء أخوانى وأخواتى المشاركة فى الموضوع من حيث أى أضافة للموضوع أو تعليق أو ذكر أى عبر أو تحليل للأحداث.

    ومع باقى السلسلة بإذن الله ... والله المستعان
    التعديل الأخير تم بواسطة الأمير قطز; الساعة 11-11-2010, 10:29 PM. سبب آخر: تنسيق الموضوع


    أعصاك فتسترنى وانساك فتذكرنى فكيف أنساك يا من لست تنسانى

    تعليق


    • #17
      حفصة بنت عمر الخطاب
      رضي الله عنها
      هي حفصة بنت عمر أمير المؤمنين (عمر بن الخطاب) ر ضي الله عنهما ، ولدت قبل المبعث بخمسة الأعوام. لقد كانت حفصة زوجة صالحة للصحابي الجليل (خنيس بن حذافة السهمي) الذي كان من أصحاب الهجرتين، هاجر إلى الحبشة مع المهاجرين الأولين إليها فرارا بدينه ، ثم إلى المدينة نصرة لنبيه صلى الله عليه و سلم، و قد شهد بدرا أولا ثم شهد أحدا، فأصابته جراحه توفي على أثرها ، و ترك من ورائه زوجته ( حفصة بنت عمر ) شابة في ريعان العمر ، فترملت ولها عشرون سنة.



      زواج حفصة من الرسول r

      تألم عمر بن الخطاب لابنته الشابة ، وأوجعه أن يرى ملامح الترمل تغتال شبابها وأصبح يشعر بانقباض في نفسه كلما رأى ابنته الشابة تعاني من عزلة الترمل، وهي التي كانت في حياة زوجها تنعم بالسعادة الزوجية، فأخذ يفكر بعد انقضاء عد تها في أمرها ، من سيكون زوجا لابنته؟

      ومرت الأيام متتابعة ..وما من خاطب لها ، وهو غير عالم بأن النبي صلى الله عليه و سلم قد أخذت من اهتمامه فأسر إلى أبي بكر الصديق أنه يريد خطبتها. ولما تطاولت الأيام عليه وابنته الشابة الأيم يؤلمها الترمل، عرضها على أبي بكر ، فلم يجبه بشيء ، ثم عرضها على عثمان ، فقال : بدا لي اليوم ألا أتزوج . فوجد عليهما 1 وانكسر، وشكا حاله إلى النبي صلى الله عليه و سلم ، فقال :
      يتزوج حفصة من هو خير من عثمان، يتزوج عثمان من هو خير من حفصة..؟!

      وعمر لا يدري معنى قول النبي r.. لما به من هموم لابنته ، ثم خطبها النبي r، فزوجه عمر رضي الله عنه ابنته حفصة ، وينال شرف مصاهرة النبي r ، ويرى نفسه أنه قارب المنزلة التي بلغها أبو بكر من مصاهرته من ابنته عائشة ، وهذا هو المقصود والله أعلم من تفكير النبي rبخطبة لحفصة بنت عمر رضي الله عنها ؟!


      وزوج رسول الله r عثمان بابنته أم كلثوم بعد وفاة أختها رقية، ولما أن تزوج رسول الله rحفصة ..لقي عمر بن الخطاب أبا بكر.. فاعتذر أبو بكر إليه، وقال : لا تجد علي ، فإن ر سول الله r، كان ذكر حفصة، فلم أكن لأفشي سره ، ولو تركها لتزوجتها2 ؟!

      وبذلك تحققت فرحة عمر وابنته حفصة .. وبارك الصحابة يد رسول r وهي تمتد لتكرم عمر بن الخطاب بشرف المصاهرة منه عليه الصلاة والسلام ، وتمسح عن حفصة آلام الترمل والفرقة.وكان زواجه r بحفصة سنة ثلاث من الهجرة على صداق قدره 400 درهم، وسنها يوميئذ عشرون عاما3.


      حفصة في بيت النبوة :

      وقد حظيت حفصة بنت عمر الخطاب –رضي الله عنها - بالشرف الرفيع الذي حظيت به سابقتها عائشة بنت أبي بكر الصديق !!.وتبوأت المنزلة الكريمة من بين (أمهات المؤمنين ) رضي الله عنهنَّ !!..
      وتدخل (حفصة ) بيت النبي r ... ثالثة الزوجات في بيوتاته عليه الصلاة والسلام .. فقد جاءت بعد( سوده ) ..و( عائشة) ..
      أما سوده فرحبت بها راضية .. وأما عائشة فحارت ماذا تصنع مع هذه الزوجة الشابة.. وهي من هي! بنت الفاروق (عمر ) .. الذي أعز الله به الإسلام قديما .. وملئت قلوب المشركين منه ذعرا!!..
      وسكتت عائشة أمام هذا الزواج المفاجئ وهي التي كانت تضيق بيوم ضرتها (سوده) التي ما اكترثت لها كثيرا فكيف يكون الحال معها حين تقتطع (حفصة) من أيامها مع الرسول r ثلثها؟!.
      وتتضاءل غيرة عائشة من حفصة لما رأت توافد زوجات أخريات على بيوتات النبي r"زينب وأم سلمةوزينب الأخرى ..وجويرية وصفية .." إنه لم يسعها إلا أن تصافيها الودوتسر حفصة لود ضرتها عائشة وينعمها ذلك الصفاء النادر بين الضرائر؟.!..


      صفات حفصة –رضي الله عنها

      (حفصة) أم المؤمنين الصوامة .. القوامة شهادة صادقة من أمين الوحي (جبريل عليه السلام) !! وبشارة محققه : إنها زوجتك يا رسول الله- في الجنة!! وقد وعت حفصة مواعظ الله حق الوعي .. وتأدبت بآداب كتابه الكريم حق التأدب... وقد عكفت على المصحف تلاوة و تدبرا و تفهما و تأملا ..مما أثار انتباه أبيها الفاروق (عمر بن الخطاب) إلى عظيم اهتمامها بكتاب الله تبارك و تعالى !! مما جعله يوصي بالمصحف الشريف الذي كتب في عهد أبي بكر الصديق بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم .. و كتابه كانت على العرضة الأخيرة التي عارضها له جبريل مرتين في شهر رمضان من عام وفاته صلى الله عليه و سلم………..إلى ابنته (حفصة) أم المؤمنين!!..

      حفظ نسخة القرآن المكتوب عند حفصة : الوديعة الغالية

      روى أبو نعيم عن ابن شهاب عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه قال : " لما أمرني أبوبكر فجمعت القرآن كتبته في قطع الأدم وكسر الأكتاف والعسب، فلما هلك أبو بكر رضي الله عنه- أي : توفي كان عمر كتب ذلك في صحيفة واحدة فكانت عنده- أي: على رق من نوع واحد فلما هلك عمر رضي الله عنه كانت الصحيفة عند حفصة زوجة النبي ، ثم أرسل عثمان رضي الله عنه إلى حفصة رضي الله عنها ، فسألها أن تعطيه الصحيفة ؛ و حلف ليردنها إليها، فأعطته ، فعرض المصحف عليها ، فردها إليها ، وطابت نفسه ، و أمر الناس فكتبوا المصاحف !

      لبثت ثوب الرجا و الناس قد رقدوا و قمت أشكو إلى مولاي ما أجد
      و قلت يا عدتي في كل نائبة و من عليه لكشف الضر أعتمد
      أشكو إليك ذنوبا أنت تعلمها ما لي على حملها صبر و لا جلد

      تعليق


      • #18
        و قد امتاز هذا المصحف الشريف بخصائص الجمع الثاني للقرآن الكريم الذي تم إنجازه في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، بمشورة من عمر بن الخطاب ، و ذلك بعد ما استحر القتل في القراء في محاربة ( مسيلمة الكذاب ) حيث قتل في معركة اليمامة ( سبعون ) من القراء الحفظة للقرآن باسره .. وخصائص جمع هذا المصحف نجملها فيما يلي 4 :

        أولا : أن كل من كان قد تلقى عن رسول الله r شيئا من القرآن أتى وأدلى به إلى زيد بن ثابت .
        ثانيا : أن كل من كتب شيئا في حضرة النبي صلى الله عليه و سلم من القرآن الكريم أتى به إلى زيد .
        ثالثا : أن زيدا كان لا يأخذ إلا من أصل قد كتب بين يدي النبي صلى الله عليه و سلم.
        رابعا : أن الجمع بعد المقارنة بين المحفوظ في الصدور ، و المرسوم في السطور ، و المقابلة بينهما ، لا بمجرد الاعتماد على أحدهما.
        خامسا : أن زيدا كان لا يقبل من أحد شيئا حتى يشهد معه شاهدان على سماعه و تلقيه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم مباشرة بلا واسطة ؛ فيكون بذلك هذا الجمع قد تم فيه التدوين الجماعي ، و الثلاثة أقل الجمع.
        سادسا : أن ترتيب هذا المصحف الشريف الأول من نوعه و ضبطه كان على حسب العرضة الأخيرة على رسول الله قبل التحاقه بالرفيق الأعلى.


        وقد شارك زيد في هذه المهمة العظيمة ( عمر بن الخطاب ) فعن عروة بن الزبير أن أبا بكر قال لعمر و زيد : " اقعدا على باب المسجد ، فمن جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه " !!.. قال الحافظ السخاوي في (جمال القراء) 5 : " المراد انهما يشهدان على أن ذلك المكتوب كتب بين يدي النبي صلى الله عليه و سلم ، أو المراد أنهما يشهدان على أن ذلك من الوجوه التي نزل بها القرآن ".
        ولما أجمع الصحابة على أمر أمير المؤمنين عثمان بن عفان في جمع الناس على مصحف إمام يستنسخون منه مصاحفهم .." أرسل أمير المؤمنين عثمان إلى أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف " ..

        تلك هي الوديعة الغالية !!.. التي أودعها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عند ابنته حفصة أم المؤمنين.. فحفظتها بكل أمانة .. ورعتها بكل صون ...فحفظ لها الصحابة والتابعون . وتابعوهم من المؤمنين إلى يومنا هذا وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .. ذلك الذكر الجميل الذي تذكر فيه كلما تذاكر المسلمون جمع المصحف الشريف في مرحلتيه في عهد الصديق أبي بكر وعهد ذي النورين عثمان وبعد مقتل عثمانإلى آخر أيام علي.بقيت حفصة عاكفة على العبادة صوامة قوامة إلى أن توفيت في أول عهد معاوية بن أبي سفيان وشيعها أهل المدينة إلى حياتها البرزخيه في البقيع مع أمهات المؤمنين رضي الله عنهن

        لبثت ثوب الرجا و الناس قد رقدوا و قمت أشكو إلى مولاي ما أجد
        و قلت يا عدتي في كل نائبة و من عليه لكشف الضر أعتمد
        أشكو إليك ذنوبا أنت تعلمها ما لي على حملها صبر و لا جلد

        تعليق


        • #19
          جزااااااااااااااااااااااااااك الله خيرا أخى الكريم على المشاركة


          أعصاك فتسترنى وانساك فتذكرنى فكيف أنساك يا من لست تنسانى

          تعليق


          • #20


            :LLL:


            فلاش هكذا ربى القرآن أمهات المؤمنين

            http://saaid.net/flash/ummahaaat.htm

            تعليق


            • #21
              سلسلة زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم..(5)أم سلمة بنت أبي أمية

              بسم الله الرحمن الرحيم

              نستكمل أخوانى وأخواتى فى الله باقى السلسلة مع أمهات المؤمنين رضى الله عنهن أجمعين


              ومع أم سلمة بنت أبي أمية

              هى هند بنت أبي أمية -واسمه حذيفة وقيل سهل- ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشية المخزومية أم المؤمنين أم سلمة

              مشهورة بكنيتها معروفة باسمها، وشذ من قال: إن اسمها رملة.


              وكان أبوها يلقب زاد الركب؛ لأنه كان أحد الأجواد، فكان إذا سافر لم يحمل أحد معه من رفقته زادا، بل هو كان يكفيهم.


              وأمها عاتكة بنت عامر ، كنانية من بني فراس، وكانت تحت أبي سلمة بن عبد الأسد ، وهو ابن عمها، وهاجرت معه إلى الحبشة، ثم هاجرت إلى المدينة، فيقال: إنها أول ظعينة دخلت إلى المدينة مهاجرة .


              ولما مات زوجها من الجراحة التي أصابته خطبها النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-.


              وأخرج ابن أبي عاصم من طريق عبد الواحد بن أيمن، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أم سلمة قالت:


              لما خطبني النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قلت له: فيَّ خلال ثلاث، أما أنا فكبيرة السن، وأنا امرأة معيل، وأنا امرأة شديدة الغيرة. فقال: أنا أكبر منك، وأما العيال فإلى الله، وأما الغيرة فأدعو الله فيذهبها عنك. فتزوجها، فلما دخل عليها قال: إن شئت سبعت لك، وإن سبعت لك سبعت لنسائي. فرضيت بالثلاث . والحديث في الصحيح من طرق.


              وأخرج ابن سعد، من طريق عاصم الأحول، عن زياد بن أبي مريم قال: قالت أم سلمة لأبي سلمة :


              بلغني أنه ليس امرأة يموت زوجها وهو من أهل الجنة ثم لم تتزوج بعده إلا جمع الله بينهما في الجنة، وكذا إذا ماتت امرأة وبقي الرجل بعدها؛ فتعال أعاهدك أن لا أتزوج بعدك، ولا تتزوج بعدي.


              قال: أتطيعيني؟ قالت: ما استأمرتك إلا وأنا أريد أن أطيعك. قال: فإذا مت فتزوجي. ثم قال: اللهم ارزق أم سلمة بعدي رجلا خيرا مني لا يخزيها ولا يؤذيها.


              قالت: فلما مات قلت: من هذا الذي هو خير لي من أبي سلمة ؟! فلبثت ما لبثت، ثم تزوجني رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- .


              وفي الصحيح، عن أم سلمة أن أبا سلمة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: إذا أصاب أحدكم مصيبة فليقل: "إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم عندك أحتسب مصيبتي وآجرني فيها". وأردت أن أقول: "وأبدلني بها خيرا منها" فقلت: من هو خير من أبي سلمة ؟ فما زلت حتى قلتها... فذكرت القصة.


              وقال ابن سعد: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن هند بنت الحارث الفراسية قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: إن لعائشة مني شعبة ما نزلها مني أحد. فلما تزوج أم سلمة سئل: ما فعلت الشعبة؟ فعرف أن أم سلمة قد نزلت عنده .


              وقال: أخبرنا محمد بن عمر، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة لما تزوج رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أم سلمة حزنت حزنا شديدا لما ذكر لنا في جمالها.


              قالت: فتلطفت لها حتى رأيتها، فرأيتها أضعاف ما وصف لي في الحسن والجمال، فقالت حفصة: والله إن هذا إلا الغيرة، فتلطفت لها حفصة حتى رأتها، فقالت لي: لا والله ما هي كما تقولين، وإنها لجميلة، قالت: فرأيتها بعد، فكانت كما قالت حفصة .


              روت أم سلمة عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وآله وسلم كثيرا، وعن أبي سلمة ، وروى عنها أولادها: عمر وزينب، ومكاتبها نبهان، وأخوها عامر بن أبي أمية، ومواليها عبد الله بن رافع، ونافع، وسفينة، وأبو كثير، وسليمان بن يسار.


              وروى عنها أيضا ابن عباس، وعائشة، وأبو سعيد الخدري، وقبيصة بن ذؤيب، ونافع مولى ابن عمر، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وآخرون.


              قال الواقدي: ماتت في شوال سنة تسع وخمسين، وصلى عليها أبو هريرة ولها أربع وثمانون سنة، كذا قال.


              وتلقاه عنه جماعة، وليس بجيد؛ فقد ثبت في صحيح مسلم أن الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة وعبد الله بن صفوان دخلا على أم سلمة في ولاية يزيد بن معاوية، فسألاها عن الجيش الذي يخسف به... الحديث. وكانت ولاية يزيد بعد موت أبيه في سنة ستين.


              وقال ابن حبان: ماتت في آخر سنة إحدى وستين، بعدما جاءها الخبر بقتل الحسين بن علي.


              قلت: وهذا أقرب. قال محارب بن دثار: أوصت أم سلمة أن يصلي عليها سعيد بن زيد، وكان أمير المدينة يومئذ مروان بن الحكم، وقيل: الوليد بن عتبة بن أبي سفيان.


              قلت: والثاني أقرب؛ فإن سعيد بن زيد مات قبل تاريخ موت أم سلمة على الأقوال كلها، فكأنها كانت أوصت بأن يصلي سعيد عليها في مرضة مرضتها، ثم عوفيت، ومات سعيد قبلها.


              رضى الله عنها وعن جميع أمهات المؤمنين


              ومع باقى السلسلة ...بإذن الله

              والله المستعان
              التعديل الأخير تم بواسطة رسولى أندى العالمين; الساعة 26-04-2013, 01:59 PM.


              أعصاك فتسترنى وانساك فتذكرنى فكيف أنساك يا من لست تنسانى

              تعليق


              • #22
                عائشة بنت الصديق
                رضي الله عنها
                المقــدمة
                إن ما دفعني للخوض في حياة السيدة عائشة (رضي الله عنها) هو ما لهذه الإنسانة من عقل نير، وذكاء حاد ، وعلم جم. ولدورها الفعال في خدمة الفكر الإسلامي من خلال نقلها لأحاديث رسول الله وتفسيرها لكثير من جوانب حياة الرسول r واجتهاداتها . وهي كذلك المرأة التي تخطت حدود دورها كامرأة لتصبح معلمة أمة بأكملها ألا وهي الأمة الإسلامية. لقد كانت (رضي الله عنها) من أبرع الناس في القرآن والحديث و الفقه، فقد قال عنها عروة بن الزبير (( ما رأيت أحداً أعلم بالقرآن ولا بفرائضه ولا بحلال ولا بحرام ولا بشعر ولا بحديث عرب ولا بنسب من عائشة)). 1
                وفي هذه النقطة البحثية تطرقت إلى ثلاث مجالات تميزت فيهم السيدة عائشة وهي :

                1. علمها وتعليمها .
                2. السيدة المفسرة المحدثة.
                3.السيدة الفقيه .

                وقد اخترت هذه المجالات ؛ لأهميتها ولأثرها الواضح في المجتمع والفكر الإسلامي، فهي (رضي الله عنها) بعلمها ودرايتها ساهمت بتصحيح المفاهيم، والتوجيه لإتباع سنة رسول الله r. فقد كان أهل العلم يقصدونها للأخذ من علمها الغزير، فأصبحت بذلك نبراساً منيراً يضيء على أهل العلم وطلابه.تلكم هي عائشة بنت أبي بكر الصديق عبد الله بن عثمان، زوجة رسول الله وأفقه نساء المسلمين وأعلمهن بالقرآن والحديث والفقه. ولدت بمكة المكرمة في العام الثامن قبل الهجرة ، تزوجها الرسول r في السنة الثانية للهجرة، فكانت أكثر نسائه رواية لأحاديثه.(2)

                كانت من أحب نساء الرسول إليه، وتحكي (رضي الله عنها) عن ذلك فتقول ((فضلت على نساء الرسول بعشر ولا فخر: كنت أحب نسائه إليه، وكان أبي أحب رجاله إليه، وتزوجني لسبع وبنى بي لتسع (أي دخل بي)، ونزل عذري من السماء (المقصود حادثة الإفك)،واستأذن النبي r نساءه في مرضه قائلاً: إني لا أقوى على التردد عليكن،فأذنّ لي أن أبقى عند بعضكن، فقالت أم سلمة: قد عرفنا من تريد، تريد عائشة، قد أذنا لك، وكان آخر زاده في الدنيا ريقي، فقد استاك بسواكي، وقبض بين حجري و نحري، ودفن في بيتي)).(3) توفيت(رضي الله عنها) في الثامنة والخمسين للهجرة.
                علمهاوتعليمها

                تعد عائشة (رضي الله عنها) من أكبر النساء في العالم فقهاً وعلماً، فقد أحيطت بعلم كل ما يتصل بالدين من قرآن وحديث وتفسير وفقه. وكانت (رضي الله عنها) مرجعاً لأصحاب رسول الله عندما يستعصي عليهم أمر، فقد كانوا (رضي الله عنهم) يستفتونها فيجدون لديها حلاً لما أشكل عليهم. حيث قال أبو موسى الأشعري : ((ما أشكل علينا أصحاب رسول اللهr حديث قط، فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علماً))(4) .
                وقد كان مقام السيدة عائشة بين المسلمين مقام الأستاذ من تلاميذه، حيث أنها إذا سمعت من علماء المسلمين والصحابة روايات ليست على وجهها الصحيح،تقوم بالتصحيح لهم وتبين ما خفي عليهم، فاشتهر ذلك عنها ، وأصبح كل من يشك في رواية أتاها سائلاً.(5)

                لقد تميزت السيدة بعلمها الرفيع لعوامل مكنتها من أن تصل إلى هذه المكانة، من أهم هذه العوامل:
                -ذكائها الحاد وقوة ذاكرتها، وذلك لكثرة ما روت عن النبي r .
                - زواجها في سن مبكر من النبيr، ونشأتها في بيت النبوة، فأصبحت (رضي الله عنها) التلميذة النبوية.
                - كثرة ما نزل من الوحي في حجرتها، وهذا بما فضلت به بين نساء رسول الله.
                -حبها للعلم و المعرفة، فقد كانت تسأل و تستفسر إذا لم تعرف أمراً أو استعصى عليها مسائلة، فقد قال عنها ابن أبي مليكة ((كانت لا تسمع شيئا لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه)).(6)

                ونتيجة لعلمها وفقهها أصبحت حجرتها المباركة وجهة طلاب العلم حتى غدت هذه الحجرة أول مدارس الإسلام وأعظمها أثر في تاريخ الإسلام. وكانت (رضي الله عنها) تضع حجاباً بينها وبين تلاميذها، وذلك لما قاله مسروق((سمعت تصفيقها بيديها من وراء الحجاب)).(7)

                لقد اتبعت السيدة أساليب رفيعة في تعليمها متبعة بذلك نهج رسول الله في تعليمه لأصحابه. من هذه الأساليب عدم الإسراع في الكلام وإنما التأني ليتمكن المتعلم من الاستيعاب،(8) . فقد قال عروة إن السيدة عائشة قالت مستنكرة((ألا يعجبك أبو هريرة جاء فجلس إلى جانب حجرتي يحدّث عن رسول الله r يسمعني ذلك، وكنت أسبِّح-أصلي-فقام قبل أن أقضي سبحتي، ولو أدركته لرددت عليه، إن رسول الله r لم يكن يسرد الحديث كسردكم. (9)

                كذلك من أساليبها في التعليم، التعليم أحياناً بالإسلوب العملي،(10) وذلك توضيحاً للأحكام الشرعية العملية كالوضوء. كما أنها كانت لا تتحرج في الإجابة على المستفتي في أي مسائلة من مسائل الدين ولو كانت في أدق مسائل الإنسان الخاصة.(11) كذلك لاحظنا بأن السيدة عائشة كانت تستخدم الإسلوب العلمي المقترن بالأدلة سواء كانت من الكتاب أو السنة. ويتضح ذلك في رواية مسروق حيث قال((كنت متكئاً عند عائشة، فقالت: يا أبا عائشة،ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية، قلت: ما هن ؟ قالت: من زعم أن محمداً rرأى ربه فقد أعظم على الله الفرية، قال: وكنت متكئاً فجلست فقلت:يا أم المؤمنين، أنظريني ولا تعجليني،ألم يقل الله عز وجل (ولقد رآه بالأفق المبين.ولقد رآه نزلةً أخرى)

                فقالت: أنا أول هذه الأمة سأل عن ذلك رسول الله r،فقال: ( إنما هو جبريل، لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين،رأيته مهبطاً من السماء سادّاً عِظَمُ خلقه ما بين السماء و الأرض )) فقالت: أولم تسمع أن الله يقول:( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير) أو لم تسمع أن الله يقول:(وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولاً فيوحي بإذنه ما يشاء إنه عليٌ حكيم).

                قالت: ومن زعم أن رسول الله r كتم شيئا من كتاب الله فقد أعظم على الله الفرية ، و الله يقول: ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ). قالت: ومن زعم أنه يخبر بما يكون في غد فقد أعظم على الله الفرية ، والله يقول ( قل لا يعلم من في السماوات و الأرض الغيب إلا الله )) (12)

                وبذلك يتضح لنا بأن السيدة عائشة (رضي الله عنها)كانت معقلاً للفكر الإسلامي، وسراجاً يضيء على طلاب العلم. ولذكائها و حبها للعلم كان النبي r يحبها ويؤثرها حيث قال:(( كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام)).(13)


                السيدة المفسرة المحدثة
                كانت السيدة عائشة (رضي الله عنها) عالمة مفسرة ومحدثة، تعلم نساء المؤمنين،ويسألها كثير من الصحابة في أمور الدين،فقد هيأ لها الله سبحانه كل الأسباب التي جعلت منها أحد أعلام التفسير والحديث. وإذا تطرقنا إلى دورها العظيم في التفسير فإننا نجد أن كونها ابنة أبو بكر الصديق هو أحد الأسباب التي مكنتها من احتلال هذه المكانة في عالم التفسير، حيث أنها منذ نعومة أظافرها وهي تسمع القرآن من فم والدها الصديق،(14) كما أن ذكائها و قوة ذاكرتها سبب آخر،ونلاحظ ذلك من قولها:(( لقد نزل بمكة على محمد r وإني لجارية ألعب (بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر) وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده)).(15)

                ومن أهم الأسباب إنها كانت تشهد نزول الوحي على رسول الله، وكانت(رضي الله عنها)تسأل الرسول عن معاني القرآن الكريم وإلى ما تشير إليه بعض الآيات.فجمعت بذلك شرف تلقي القرآن من النبي r فور نزوله وتلقي معانيه أيضا من رسول الله.(16) وقد جمعت (رضي الله عنها) إلى جانب ذلك كل ما يحتاجه المفسر كقوتها في اللغة العربية وفصاحة لسانها و علو بيانها.

                كانت السيدة تحرص على تفسير القرآن الكريم بما يتناسب وأصول الدين وعقائده، ويتضح ذلك في ما قاله عروة يسأل السيدة عائشة عن قوله تعالى(( حتى إذا استيأس الرسل و ظنوا أنهم قد كُذِبُوا جاءهم نصرنا)) قلت: أ كُذِبُوا أم كُذِّبُوا؟ قالت عائشة: كُذِّبُوا، قلت: قد استيقنوا أن قومهم كذّبوهم فما هو بالظن، قالت: أجل لعمري قد استيقنوا بذلك، فقلت لها:وظنَّوا أنهم قد كُذِبُوا؟ قالت: معاذ الله لم تكن الرسل تظن ذلك بربها، قلت: فما هذه الآية؟ قالت: هم أتباع الرسل الذين آمنوا بربهم وصدقوهم، فطال عليهم البلاء و استأخر عنهم النصر، حتى إذا استيأس الرسل ممن كذبهم من قومهم، وظنت الرسل أن اتباعهم قد كذَّبوهم جاءهم نصر الله عند ذلك)).(17)


                وفي موقف آخر يتضح لنا أن السيدة عائشة كانت تحرص على إظهار ارتباط آيات القرآن بعضها ببعض بحيث كانت تفسر القرآن بالقرآن. وبذلك فإن السيدة عائشة تكون قد مهدت لكل من أتى بعدها أمثل الطرق لفهم القرآن الكريم . أما من حيث إنها كانت من كبار حفاظ السنة من الصحابة، فقد احتلت (رضي الله عنها) المرتبة الخامسة في حفظ الحديث وروايته، حيث إنها أتت بعد أبي هريرة ، وابن عمر وأنس بن مالك ، وابن عباس (رضي الله عنهم).(18)

                ولكنها امتازت عنهم بأن معظم الأحاديث التي روتها قد تلقتها مباشرة من النبي r كما أن معظم الأحاديث التي روتها كانت تتضمن على السنن الفعلية (19) . ذلك أن الحجرة المباركة أصبحت مدرسة الحديث الأول يقصدها أهل العلم لزيارة النبي r وتلقي السنة من السيدة التي كانت أقرب الناس إلى رسول الله، فكانت لا تبخل بعلمها على أحدٍ منهم، ولذلك كان عدد الرواة عنها كبير.

                كانت (رضي الله عنها) ترى وجوب المحافظة على ألفاظ الحديث كما هي، وقد لاحظنا ذلك من رواية عروة بن الزبير عندما قالت له (( يا ابن أختي بلغني أن عبد الله بن عمرو مارٌّ بنا إلى الحج فالقه فسائلْه، فإنه قد حمل عن النبي r علماً كثيراً، قال عروة: فلقيته فساءلته عن أشياء يذكرها عن رسول الله r فكان فيما ذكر أن النبي قال:إن الله لا ينتزع العلم من الناس انتزاعاً، ولكن يقبض العلماء فيرفعُ العلم معهم، ويبقى في الناس رؤوساً جهَّالاً يفتونهم بغير العلم، فيَضلّون و يٌضلٌّون. قال عروة: فلم حدثت عائشة بذلك أعظمت ذلك و أنكرته، قالت: أحدَّثك أنه سمع النبي r يقول هذا؟ قال عروة: حتى إذا كان قابلٌ، قالت له: إن ابن عمرو قد قدم فالقه ثم فاتحة حتى تسأله عن الحديث الذي ذكره لك في العلم، قال: فلقيته فساءلته فذكره لي نحو ما حدثني به في مرَّته الأولى، قال عروة: فلما أخبرتها بذلك قالت: ما أحسبه إلا قد صدق، أراه لم يزد فيه شيئاً ولم ينقص)) (20) . ولذلك كان بعض رواة الحديث يأتون إليها ويسمعونها بعض الأحاديث ليتأكدوا من صحتها، كما إنهم لو اختلفوا في أمر ما رجعوا إليها.(21) .ومن هذا كله يتبين لنا دور السيدة عائشة و فضلها في نقل السنة النبوية ونشرها بين الناس، ولولا أن الله تعالى أهلها لذلك لضاع قسم كبير من سنة النبي r الفعلية في بيته عليه الصلاة و السلام .


                السيدة الفقيهة :
                تعد السيدة عائشة(رضي الله عنها) من أكبر النساء في العالم فقهاً وعلماً، فقد كانت من كبار علماء الصحابة المجتهدين، وكما ذكرنا سابقاً بأن أصحاب الرسول r كانوا يستفتونها فتفتيهم، وقد ذكر القاسم بن محمد أن عائشة قد اشتغلت بالفتوى من خلافة أبي بكر إلى أن توفيت.(22). ولم تكتفِ (رضي الله عنها) بما عرفت من النبي r وإنما اجتهدت في استنباط الأحكام للوقائع التي لم تجد لها حكماً في الكتاب أو السنة، فكانت إذا سئلت عن حكم مسألة ما بحثت في الكتاب والسنة، فإن لم تجد اجتهدت لاستنباط الحكم، حتى قيل إن ربع الأحكام الشرعية منقولة عنها.(23) . فهاهي (رضي الله عنها) تؤكد على تحريم زواج المتعة مستدلة بقول الله تعالى : (( والذين هم لفروجهم حافظون.إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين.فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون)).(24)

                وقد استقلت السيدة ببعض الآراء الفقهية، التي خالفت بها آراء الصحابة، ومن هذه الآراء:
                1-جواز التنفل بركعتين بعد صلاة العصر، قائلة(( لم يدع رسول الله r الركعتين بعد العصر)). وعلى الرغم من أنه من المعلوم أن التنفل بعد صلاة العصر مكروه، فقال بعض الفقهاء أن التنفل بعد العصر من خصوصياته r (25) .

                2- كما أنها كانت ترى أن عدد ركعات قيام رمضان إحدى عشرة ركعة مع الوتر، مستدلة بصلاة رسول الله r ،وذلك عندما سألها أبو سلمة بن عبدالرحمن ((كيف كانت صلاة رسول الله r في رمضان؟ قالت: ما كان رسول الله r يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن و طولهن، ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن و طولهن، ثم يصلي ثلاثا. فقلت يا رسول الله: أتنام قبل أن توتر؟ فقال: ((يا عائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي)).(26) .فكان الصحابة (رضي الله عنهم) يصلونها عشرين ركعة، لأن فعل النبي r لهذا العدد لا يدل على نفي ما عداه (27) . وهكذا جمعت السيدة عائشة بين علو بيانها و رجاحة عقلها، حتى قال عنها عطاء:(( كانت عائشة أفقه الناس وأحسن الناس رأياً في العامة)).(28)



                الخلاصة :
                توفيت السيدة عائشة (رضي الله عنها) وهي في السادسة و الستين من عمرها،بعد أن تركت أعمق الأثر في الحياة الفقهية و الاجتماعية والسياسية للمسلمين. وحفظت لهم بضعة آلاف من صحيح الحديث عن رسول r.
                لقد عاشت السيدة بعد رسول الله r لتصحيح رأي الناس في المرأة العربية ، فقد جمعت (رضي الله عنها) بين جميع جوانب العلوم الإسلامية ، فهي السيدة المفسرة العالمة المحدثة الفقيهة. وكما ذكرنا سابقاً فهي التي قال عنها رسول الله r أن فضلها على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام، فكأنها فضلت على النساء.

                كما أن عروة بن الزبير قال فيها:((ما رأيت أعلم بفقه ولا طب ولا شعر من عائشة))(29)، وأيضا قال فيها أبو عمر بن عبدالبر:(( إن عائشة كانت وحيدة بعصرها في ثلاثة علوم علم الفقه وعلم الطب وعلم الشعر)).(30)
                وهكذا فإننا نلمس عظيم الأثر للسيدة التي اعتبرت نبراساً منيراً يضيء على أهل العلم وطلابه،للسيدة التي كانت أقرب الناس لمعلم الأمة وأحبهم، والتي أخذت منه الكثير وأفادت به المجتمع الإسلامي.فهي بذلك اعتبرت امتدادا لرسول الله r .

                لبثت ثوب الرجا و الناس قد رقدوا و قمت أشكو إلى مولاي ما أجد
                و قلت يا عدتي في كل نائبة و من عليه لكشف الضر أعتمد
                أشكو إليك ذنوبا أنت تعلمها ما لي على حملها صبر و لا جلد

                تعليق


                • #23
                  خَديجَة بِنتُ خُوَيلِد

                  رَضِيَ الله عنها




                  نسبها ونشأتها:
                  هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى قصي بن كلاب القرشية الأسدية ، ولدت سنة 68 قبل الهجرة (556 م)تربت وترعرعت في بيت مجد ورياسة، نشأت على الصفات والأخلاق الحميدة، عرفت بالعفة والعقل والحزم حتى دعاها قومها في الجاهلية بالطاهرة ، وكانت السيدة خديجة تاجرة، ذات مال، تستأجر الرجال وتدفع المال مضاربة، وقد بلغها عن رسول الله e أنه كان صادق أمين، كريم الأخلاق، فبعثت إليه وطلبت منه أن يخرج في تجارة لها إلى الشام مع غلام لها يقال له ميسرة. وقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وربحت تجارتها ضعف ما كانت تربح أخبر الغلام ميسرة السيدة خديجة عن أخلاق رسول الله e ، فدست له من عرض عليه الزواج منها، فقبل الرسول صلى الله عليه وسلم ، فأرسلت السيدة خديجة إلى عمها عمرو بن أسعد بن عبد العزى، فحضر وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان لها من العمر أربعين سنة ولرسول الله e خمس وعشرون سنة.

                  السيدة خديجة - رضي الله عنها - كانت أول امرأة تزوجها الرسول ، صلى الله عليه وسلم، وكانت أحب زوجاته إليه، ومن كرامتها أنها لم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت [. أنجبت له ولدين وأربع بنات وهم: القاسم (وكان يكنى به)، وعبد الله ، ورقية وزينب وأم كلثوم وفاطمة

                  إسلامها:
                  عندما بعث الله – سبحانه وتعالى – النبي e كانت السيدة خديجة – رضي الله عنها- هي أول من آمن بالله ورسوله، وأول من أسلم من النساء والرجال، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم والسيدة خديجة يصليان سراً إلى أن ظهرت الدعوة. تلقى رسو الله e كثيراً من التعذيب والتكذيب من قومه، فكانت السيدة خديجة t تخفف عنه وتهون عليه ما يلقى من أكاذيب المشركين من قريش. وعندما انزل الله – سبحانه وتعالى – الوحي على الرسول - صلى الله عليه وسلم -قال له ( اقرأ بسم ربك الذي خلق ( فرجع مسرعاً إلى السيدة خديجة وقد كان ترجف بوادره، فقال : " زملوني " ، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال : " مالي يا خديجة؟ " وأخبرها الخبر وقال: " قد خشيت على نفسي " ، فقالت له : كلا، أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتعين على نوائب الحق. وانطلقت به إلى ابن خمها ورقة بن نوفل بن أسد، وهو تنصر في الجاهلية، وكان يفك الخط العربي، وكتب بالعربية بالإنجيل ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخا قد عمى، فقالت : امع من ابن أخيك ما يقول، فقال: يا ابن أخي ما ترى؟، فأخبره، فقال: هذا الناموس الذي أنزل على موسى

                  منزلتها عند رسول الله :
                  كانت السيدة خديجة امرأة عاقلة، جليلة، دينة، مصونة، كريمة، من أهل الجنة، فقد أم الله – تعالى – رسوله أن يبشرها في الجنة من قصب لا صحب فيه ولا نصب

                  كان رسول الله e يفضلها على سائر زوجاته، وكان يكثر من ذكرها بحيث أن عائشة كانت تقول : ما غرت على أحد من نساء النبي e ما غرت على خديجة وما رأيتها، ولكن كان النبي e يكثر من ذكرها وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة فربما قلت له كأنه لم يكن في الدنيا إلا خديجة، فيقول إنها كانت وكان لي منها ولد

                  وقالت عائشة رضي الله عنها : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها، فذكر خديجة يوما من الأيام فأدركتني الغيرة فقلت هل كانت إلا عجوزاً فأبدلك الله خيراً منها، فغضب حتى اهتز مقدم شعره من الغضب ثم قال: لا والله ما أبدلني الله خيراً منها، آمن بي إذ كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، ورزقني الله منها أولاداً إذ حرمني النساء، قالت عائشة: فقلت في نفسي لا أذكرها بسيئة أبدا ً

                  وفاتها:
                  توفيت السيدة خديجة ساعد رسول الله e الأيمن في بث دعوة الإسلام قبل هجرته إلى المدينة المنورة بثلاثة سنوات، ولها من العمر خمس وستون سنة، وأنزلها رسول الله e بنفسه في حفرتها وأدخلها القبر بيده، وكانت وفاتها مصيبة كبيرة بالنسبة للرسول - صلى الله عليه وسلم- تحملها بصبر وجأش راضياً بحكم الله – سبحانه وتعالى

                  لبثت ثوب الرجا و الناس قد رقدوا و قمت أشكو إلى مولاي ما أجد
                  و قلت يا عدتي في كل نائبة و من عليه لكشف الضر أعتمد
                  أشكو إليك ذنوبا أنت تعلمها ما لي على حملها صبر و لا جلد

                  تعليق


                  • #24
                    ســـودة بنت زمعة
                    رضي الله عنها
                    وأول امرأة تزوجها الرسول بعد خديجة
                    وبها نزلت آية الحجاب


                    · اسمها ونسبها:

                    هي أم المؤمنين سوده بنت زمعة بن قيس بن عبد ود ابن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشية العامرية، وأمها الشمّوس بنت قيس بن زيد بن عمر الأنصارية.1



                    ·إسلامها:

                    كانت سيدة جليلة نبيلة ضخمة، من فوا ضل نساء عصرها. كانت قبل أن يتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت ابن عم لها يقال له: السكران بن عمرو، أخي سهيل بن عمرو العامري. ولما أسلمت بايعت النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم معها زوجها السكران وهاجرا جميعاً إلى أرض الحبشة، وذاقت الويل في الذهاب معه والإياب حتى مات عنها وتركها حزينة مقهورة لا عون لها ولا حرفة وأبوها شيخ كبير.2



                    · زواجها:

                    في حديث لعائشة عن خولة بنت حكيم، أن خولة بنت حكيم السلمية رفيقة سودة في الهجرة إلى الحبشة وزوجها عثمان بن مظعون لما عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعائشة رضي الله عنها: أنها صغيرة ويريد من هي أكبر سناً لتدبير شؤون بيته ورعاية فاطمة الزهراء.

                    فعرضت الزواج من سوده بنت زمعة، فهي امرأة كبيرة وواعية، رزان ومؤمنة، وأن جاوزت صباها وخلت ملامحها من الجمال. ولم تكد خولة تتم كلامها حتى أثنى عليها الرسول صلى الله عليه وسلم- فأتى فتزوجها.3

                    تزوج النبي صلى الله عليه وسلم- بسودة ولديها ستة أبناء وكان زواجها في رمضان في السنة العاشرة من النبوة، بعد وفاة خديجة بمكة، وقيل: سنة ثمانية للهجرة على صداق قدره أربعمائة درهم، وهاجر بها إلى المدينة. 4



                    * فضلها :

                    تعد سودة – رضي الله عنها - من فواضل نساء عصرها، أسلمت وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم ، وهاجرت إلى أرض الحبشة. تزوج بها الرسول صلى الله عليه وسلم وكانت إحدى أحب زوجاته إلى قلبه، عرفت بالصلاح والتقوى، روت عن النبي أحاديث كثيرة وروى عنها الكثير. ونزلت بها آية الحجاب، فسجد لها ابن عباس. وكانت تمتاز بطول اليد، لكثرة صدقتها حيث كانت امرأة تحب الصدقة.


                    ·صفاتها:-

                    لما دخلت عائشة رضي الله عنها بيت الرسول صلى الله عليه وسلم زوجة محبوبة تملأ العين بصباها ومرحها وذكائها، شاءت سودة أن تتخلى عن مكانها في بيت محمد صلى الله عليه وسلم فهي لم تأخذ منه إلا الرحمة والمكرمة، وهذه عائشة يدنيها من الرسول المودة والإيثار والاعتزاز بأبيها، وملاحة يهواها الرجل.



                    وقد أنس الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بمرحها وصباها في بيته فانقبضت سودة وبدت في بيت زوجها كالسجين، ولما جاءها الرسول صلى الله عليه وسلم يوماً وسألها إن كانت تريد تسريحاً، وهو يعلم أن ليس لها في الزواج مأرب إلا الستر والعافية وهما في عصمة الرسول ونعمة الله، قالت سودة وقد هدأت بها غيرة الأنثى: يا رسول الله مالي من حرص على أن أكون لك زوجة مثل عائشة فأمسكني، وحسبي أن أعيش قريبة منك، أحب حبيبك وأرضى لرضاك.1



                    ووطدت سوده نفسها على أن تروض غيرتها بالتقوى، وأن تسقط يومها لعائشة وتؤثرها على نفسها، وبعد أن تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم بحفصة بنت عمر جبراً لخاطرها المكسور بعد وفاة زوجها وسنها لم يتجاوز الثامنة عشر، هانت لدى سودة الحياة مع ضرتين ندتين كلتاهما تعتز بأبيها، ولكنها كانت أقرب لعائشة ترضيها لمرضاة زوجها.2


                    وكانت سوده ذات أخلاق حميدة، امرأة صالحة تحب الصدقة كثيراً، فقالت عنها عائشة – رضي الله عنها -: اجتمع أزواج النبي عنده ذات يوم فقلن: يا رسول الله أيّنا أسرع بك لحاقاً؟ قال: أطولكن يداً، فأخذنا قصبة وزرعناها؟ فكانت زمعة أطول ذراعاً فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرفنا بعد ذلك أن طول يدها كانت من الصدقة.3
                    عن هشام، عن ابن سيرين: أن عمر رضي الله عنه- بعث إلى سودة بفرارة دراهم، فقالت: في الغرارة مثل التمر، يا جارية: بلغيني الفتح، ففرقتها.4


                    ·أعمالها:-
                    روت سودة – رضي الله عنها- خمسة أحاديث، وروى عنها عبدالله بن عباس ويحيى بن عبدالله بن عبد الرحمن بن سعدين زاره الأنصاري. وروى لها أبو داود والنسائي وخرج لها البخاري.5
                    ·وفاتها:

                    توفيت سودة في آخر زمن عمر بن الخطاب، ويقال إنها توفيت بالمدينة المنورة في شوال سنة أربعة وخمسون، وفي خلافة معاوية. ولما توفيت سوده سجد ابن عباس فقيل له في ذلك؟ فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إذا رأيتم آية فاسجدوا" ، فأي آية أعظم من ذهاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.

                    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

                    لبثت ثوب الرجا و الناس قد رقدوا و قمت أشكو إلى مولاي ما أجد
                    و قلت يا عدتي في كل نائبة و من عليه لكشف الضر أعتمد
                    أشكو إليك ذنوبا أنت تعلمها ما لي على حملها صبر و لا جلد

                    تعليق


                    • #25
                      سلسلة زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم..(6)أم حبيبة بنت أبي سفيان


                      بسم الله الرحمن الرحيم

                      نكمل باقى سلسة زوجات الرسول ومع أمنا أم حبيبة بنت أبي سفيان رضى الله عنها وعن جميع نساء المؤمنين

                      هى:
                      رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس الأموية زوج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- تكنى أم حبيبة، وهي بها أشهر من اسمها، وقيل: بل اسمها هند ورملة أصح، أمها صفية بنت أبي العاص بن أمية

                      ولدت قبل البعثة بسبعة عشر عاما، تزوجها حليفهم عُبَيْد الله -بالتصغير- بن جحش بن رئاب بن يعمر الأسدي من بني أسد بن خزيمة، فأسلما، ثم هاجرا إلى الحبشة فولدت له حبيبة، فبها كانت تكنى، وقيل: إنما ولدتها بمكة، وهاجرت وهي حامل بها إلى الحبشة، وقيل ولدتها بالحبشة.

                      وتزوج حبيبة داود بن عروة بن مسعود، ولما تنصر زوجها عبيد الله بن جحش، وارتد عن الإسلام فارقها، فأخرج ابن سعد من طريق إسماعيل بن عمرو بن سعيد الأموي قال: قالت أم حبيبة: رأيت في المنام كأن زوجي عبيد الله بن جحش بأسوأ صورة، ففزعت، فأصبحت، فإذا به قد تنصر، فأخبرته بالمنام فلم يحفل به، وأكب على الخمر حتى مات، فأتاني آت في نومي فقال: يا أم المؤمنين ففزعت، فما هو إلا أن انقضت عدتي فما شعرت إلا برسول النجاشي يستأذن، فإذا هي جارية له يقال لها أبرهة، فقالت: إن الملك يقول لك وكلي من يزوجك، فأرسلت إلى خالد بن سعيد بن العاص بن أمية فوكلته، فأعطيت أبرهة سوارين من فضة، فلما كان العشي أمر النجاشي جعفر بن أبي طالب فحمد الله وأثنى عليه، وتشهد، ثم قال: أما بعد فإن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- كتب إلي أن أزوجه أم حبيبة فأجبت، وقد أصدقتها عنه أربعمائة دينار، ثم سكب الدنانير، فخطب خالد فقال: قد أجبت إلى ما دعا إليه رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وزوجته أم حبيبة، وقبض الدنانير، وعمل لهم النجاشي طعاما، فأكلوا.

                      قالت أم حبيبة: فلما وصل إلي المال أعطيت أبرهة منه خمسين دينارا، قالت: فردتها علي، وقالت: إن الملك عزم علي بذلك، وردت علي ما كنت أعطيتها أولا، ثم جاءتني من الغد بعود وورس وعنبر وزباد كثير، فقدمت به معي على رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- .

                      وروى ابن سعد أن ذلك كان سنة سبع، وقيل: كان سنة ست، والأول أشهر ومن طريق الزهري أن الرسول إلى النجاشي بعث بها مع شرحبيل بن حسنة، ومن طريق أخرى أن الرسول إلى النجاشي بذلك كان عمرو بن أمية الضمري .

                      وحكى ابن عبد البر أن الذي عقد لرسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- عليها عثمان بن عفان ومن طريق عبد الواحد بن أبي عون قال: لما بلغ أبا سفيان أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- نكح ابنته قال: هو الفحل لا يقدع أنفه.

                      وذكر الزبير بن بكار بسند له، عن إسماعيل بن عمرو بن أمية، عن أم حبيبة نحو ما تقدم، وقيل: نزلت في ذلك: عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة وهذا بعيد، فإن ثبت فيكون العقد عليها كان قبل الهجرة إلى المدينة، أو يكون عثمان جدده بعد أن قدمت المدينة، وعلى ذلك يحمل قول من قال: إن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- إنما تزوجها بعد أن قدمت المدينة.

                      روى ذلك عن قتادة، قال: وعمل لهم عثمان وليمة لحم، وكذا حكى عن عقيل، عن الزهري، وفيما ذكر عن قتادة رد على دعوى ابن حزم الإجماع على أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- إنما تزوج أم حبيبة وهي بالحبشة.

                      وقد تبعه على ذلك جماعة آخرهم أبو الحسن بن الأثير في أسد الغابة، فقال: لا اختلاف بين أهل السير في ذلك إلا ما وقع عند مسلم أن أبا سفيان لما أسلم طلب منه رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أن يزوجه إياها، فأجابه إلى ذلك، وهو وهم من بعض الرواة، وفي جزمه بكونه وهما نظر، فقد أجاب بعض الأئمة باحتمال أن يكون أبو سفيان أراد تجديد العقد، نعم لا خلاف أنه -صلى الله عليه وآله وسلم- دخل على أم حبيبة قبل إسلام أبي سفيان .

                      وقال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر، حدثنا محمد بن عبد الله، عن الزهري قال: قدم أبو سفيان المدينة، فأراد أن يزيد في الهدنة، فدخل على ابنته أم حبيبة، فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- طوته دونه فقال: يا بنية أرغبت بهذا الفراش عني أم بي عنه؟ قالت: بل هو فراش رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وأنت امرؤ نجس مشرك فقال: لقد أصابك بعدي شر .

                      أخبرنا محمد بن عمر، أخبرنا عبد الله بن جعفر، عن عبد الواحد بن أبي عون قال: لما بلغ أبا سفيان بن حرب نكاح النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ابنته قال: ذلك الفحل لا يقدع أنفه.

                      روت أم حبيبة عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أحاديث، وعن زينب بنت جحش أم المؤمنين روت عنها بنتها حبيبة وأخواها معاوية، وعتبة وابن أخيها عبد الله بن عتبة بن أبي سفيان، وأبو سفيان بن سعيد بن المغيرة بن الأخنس الثقفي، وهو ابن أختها ومولياها سالم بن سوال وأبو الجراح وصفية بنت شيبة وزينب بنت أم سلمة ، وعروة بن الزبير وأبو صالح السمان وآخرون.

                      وأخرج ابن سعد من طريق عوف بن الحارث، عن عائشة قالت: دعتني أم حبيبة عند موتها فقالت: قد كان يكون بيننا ما يكون بين الضرائر، فتحللينني من ذلك فحللتها، واستغفرت لها، فقالت لي: سررتني سرك الله، وأرسلت إلى أم سلمة بمثل ذلك، وماتت بالمدينة سنة أربع وأربعين، جزم بذلك ابن سعد وأبو عبيد.

                      وقال ابن حبان وابن قانع: سنة اثنتين، وقال ابن أبي خيثمة: سنة تسع وخمسين، وهو بعيد والله أعلم.

                      جزاكم الله خيرا
                      التعديل الأخير تم بواسطة khadeja; الساعة 31-10-2012, 11:59 PM.


                      أعصاك فتسترنى وانساك فتذكرنى فكيف أنساك يا من لست تنسانى

                      تعليق


                      • #26
                        رملة بنت أبي سفيان

                        أم حبيبة :
                        أم المؤمنين، السيدة المحجبة، من بنات عم الرسول- صلى الله عليه وسلم- ، رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف . صحابية جليلة، ابنة زعيم، وأخت خليفة، وزوجة خاتم النبيين محمد- عليه الصلاة والسلام-.

                        فأبوها أبو سفيان، زعيم ورئيس قريش، والذي كان في بداية الدعوة العدو اللدود للرسول- عليه الصلاة والسلام- وأخوها معاوية بن أبي سفيان، أحد الخلفاء الأمويين، ولمكانة وجلالة منزلة أم حبيبة في دولة أخيها (في الشام)، قيل لمعاوية: "خال المؤمنين" 1. وأخيراً، فهي من زوجات الرسول-عليه الصلاة والسلام-، فليس هناك من هي أكثر كرماً وصداقاً منها، ولا في نسائه من هي نائية الدار أبعد منها. 2 وهذا دليل على زهدها وتفضيلها لنعم الآخرة على نعيم الدنيا الزائل.

                        كانت أم حبيبة من ذوات رأي وفصاحة، تزوجها أولاً عبيد الله بن جحش، وعندما دعا الرسول- عليه الصلاة والسلام- الناس في مكة إلى الإسلام، أسلمت رملة مع زوجها في دار الأرقم بن أبي الأرقم، وحينما اشتد الأذى بالمسلمين في مكة؛ هاجرت رملة بصحبة زوجها فارة بدينها متمسكة بعقيدتها، متحملة الغربة والوحشة، تاركة الترف والنعيم التي كانت فيها، بعيدة عن مركز الدعوة والنبوة، متحملة مشاق السفر والهجرة، فأرض الحبشة بعيدة عن مكة، والطريق تتخلله العديد من الطرق الوعرة، والحرارة المرتفعة، وقلة المؤونة، كما أن رملة في ذلك الوقت كانت في شهور حملها الأولى، في حين نرى بأن سفر هذه الأيام سفر راحة ورفاهية، ووسائل النقل المتطورة ساعدت على قصر المسافة بين الدول. وبعد أشهر من بقاء رملة في الحبشة، أنجبت مولودتها "حبيبة"، فكنيت "بأم حبيبة".


                        رؤية أم حبيبة:
                        في إحدى الليالي، رأت أم حبيبة في النوم أن زوجها عبيد الله في صورة سيئة، ففزعت من ذلك ، وحينما أصبحت، أخبرها زوجها بأنه وجد في دين النصرانية ما هو أفضل من الإسلام، فحاولت رملة أن ترده إلى الإسلام ولكنها وجدته قد رجع إلى شرب الخمر من جديد.
                        وفي الليلة التالية، رأت في منامها أن هناك منادياً يناديها بأم المؤمنين، فأولت أم حبيبة بأن الرسول سوف يتزوجها. وبالفعل؛ مع مرور الأيام، توفي زوجها على دين النصرانية، فوجدت أم حبيبة نفسها غريبة في غير بلدها، وحيدة بلا زوج يحميها، أمًّا لطفلة يتيمة في سن الرضاع، وابنة لأب مشرك تخاف من بطشه ولا تستطيع الالتحاق به في مكة، فلم تجد هذه المرأة المؤمنة غير الصبر والاحتساب، فواجهت المحنة بإيمان وتوكلت على الله- سبحانه وتعالى-.


                        زواج أم حبيبة:
                        علم الرسول- صلى الله عليه وسلم- بما جرى لأم حبيبة، فأرسل إلى النجاشي طالباً الزواج منها، ففرحت أم حبيبة ، وصدقت رؤياها، فعهدها وأصدقها النجاشي أربعمائة دينار، ووكلت هي ابن عمها خالد بن سعيد ابن العاص، وفي هذا دلالة على أنه يجوز عقد الزواج بالوكالة في الإسلام. وبهذا الزواج خفف الرسول من عداوته لبني أمية، فعندما علم أبو سفيان زواج الرسول من ابنته رملة، قال: ذاك الفحل، لا يقرع أنفه! 3 ويقصد أن الرسول رجل كريم، وبهذه الطريقة خفت البغضاء التي كانت في نفس أبي سفيان على الرسول- صلى الله عليه وسلم-، كما أن في هذا الموقف دعوة إلى مقابلة السيئة بالحسنة، لأنها تؤدي إلى دفع وزوال الحقد والضغينة و صفاء النفوس بين المتخاصمين.


                        أبو سفيان في بيت أم حبيبة:
                        حينما نقض المشركون في مكة صلح الحديبية، خافوا من انتقام الرسول- صلى الله عليه وسلم-، فأرسلوا أبا سفيان إلى المدينة لعله ينجح في إقناع الرسول بتجديد الصلح، وفي طريقه إلى النبي- عليه الصلاة والسلام-، مر أبو سفيان على ابنته أم حبيبة في بيتها، وعندما هم بالجلوس على فراش الرسول- صلى الله عليه وسلم- سحبته أم حبيبة من تحته وطوته بعيداً عنه، فقال أبو سفيان: "أراغبة بهذا الفراش يا بنية عني؟ أم بي عنه؟" ، فأجابته: "بل به عنك ، لأنه فراش الرسول- صلى الله عليه وسلم- وأنت رجل نجس غير مؤمن"، فغضب منها، وقال: "أصابك بعدي شر"، فقالت: "لا والله بل خير". 4 وهنا نجد بأن هذه المرأة المؤمنة أعطت أباها المشرك درساً في الإيمان، ألا وهو أن رابطة العقيدة أقوى من رابطة الدم والنسب، وأنه يجب علينا عدم مناصرة وموالاة الكفار مهما كانت صلة المسلم بهم، بل يجب علينا محاربتهم ومقاتلتهم من أجل نصرة الإسلام.

                        لذلك ، جهز الرسول- صلى الله عليه وسلم-المسلمين لفتح مكة، وبالرغم من معرفة أم حبيبة لهذا السر، إلا أنها لم تخبر أباها، وحافظت على سر رسول الله- صلى الله عليه وسلم-وسر المسلمين. ففتح المسلمون مكة، ودخل العديد من المشركين في دين الله، وأسلم أبو سفيان، فتكاملت أفراح أم حبيبة وشكرت الله على هذا الفضل العظيم. وفي هذا الموقف إشارة إلى أنه يجب على المرأة المسلمة حفظ سر زوجها، وعدم البوح به حتى لأقرب الناس إليها، فهناك العديد من النساء اللاتي يشركن الأهل في حل المشاكل الزوجية، والكثير من هؤلاء النسوة يطلقن بسبب إفشائهن للسر وتدخل الأهل. لذلك يجب على الزوجة الصالحة المحافظة على بيت الزوجية وعدم البوح بالأسرار.


                        دورها في رواية الحديث الشريف:
                        روت أم حبيبة- رضي الله عنها- عدةأحاديث عن الرسول- صلى الله عليه وسلم-. بلغ مجموعها خمسة وستين حديثاً، وقد اتفق لها البخاري ومسلم على حديثين. فلأم حبيبة- رضي الله عنها- حديث مشهور في تحريم الربيبة وأخت المرأة،" ‏فعن ‏ ‏زينب بنت أم سلمة ‏ ‏عن ‏ ‏أم حبيبة بنت أبي سفيان ‏ ‏قالت ‏
                        ‏دخل علي رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقلت له هل لك في ‏ ‏أختي ‏ ‏بنت ‏ ‏أبي سفيان ‏ ‏فقال أفعل ماذا قلت تنكحها قال ‏ ‏أو تحبين ذلك قلت لست لك ‏ ‏بمخلية ‏ ‏وأحب من شركني في الخير أختي قال فإنها لا تحل لي قلت فإني أخبرت أنك تخطب ‏ ‏درة بنت أبي سلمة ‏ ‏قال بنت ‏ ‏أم سلمة ‏ ‏قلت نعم قال ‏ ‏لو أنها لم تكن ‏ ‏ربيبتي ‏ ‏في ‏ ‏حجري ‏ ‏ما حلت لي إنها ابنة أخي من الرضاعة أرضعتني وأباها ‏ ‏ثويبة ‏ ‏فلا تعرضن علي بناتكن ولا أخواتكن" 5 . كذلك حديثها في فضل السنن الراتبة قبل الفرائض وبعدهن. كما أنها ذكرت أحاديث في الحج، كاستحباب دفع الضعفة من النساء وغيرهن من المزدلفة إلى منى في أواخر الليل قبل زحمة الناس، كما أنها روت في وجوب الإحداد للمرأة المتوفى عنها زوجها، ووفي أبواب الصوم: روت في الدعاء بعد الأذان، وفي العير التي فيها الجرس لا تصحبها الملائكة، وغيرها من الأحاديث التي كانت تصف أفعال الرسول- عليه الصلاة والسلام- وأقواله.


                        وفاتها:
                        توفيت- رضي الله عنها- سنة 44 بعد الهجرة، ودفنت في البقيع، وكانت قد دعت عائشة- أم المؤمنين- قبل وفاتها، فقالت: قد يكون بيننا وبين الضرائر فغفر لي ولك ماكان من ذلك. . فقالت عائشة: غفر الله لك ذلك كله وتجاوز وحلك من ذلك ، فقالت أم حبيبة: سررتني سرك الله. وأرسلت إلى أم سلمة فقالت لهل: مثل ذلك6 ، وفي هذا إشارة إلى ما يجب على المسلمين أن يفعلوه قبل ساعة الموت، ألا وهو التسامح والمغفرة، كما فعلت أم حبيبة مع أمهات المؤمنين- رضوان الله عليهن أجمعين-.



                        فيما يلي أهم الدروس والعبر التي يمكن استخلاصها من حياة هذه السيدة الجليلة:

                        1.على المسلم الصبر وتحمل الصعاب من أجل الوصول إلى غايته، كما صبرت أم حبيبة وتحملت مشاق السفر من أجل المحافظة على دينها وعقيدتها من الكفار.

                        1.كلما اشتدت المصائب، كان الفرج قريباً. وهذا ما حصل لأم حبيبة عندما صبرت وتحملت وحدتها في الغربة، ثم نالت الفرج بزواجها من الرسول- صلى الله عليه وسلم-.

                        2.طريقة زواج الرسول من أم حبيبة تؤكد على أن الاتصالات بين المدينة والحبشة كانت غير منقطعة بل في قمة نشاطها، كما أن توكيل الرسول صلى الله عليه وسلم- للنجاشي لزواجه من أم حبيبة تبين على جواز التزويج بالوكالة في الإسلام.

                        .3رابطة العقيدة أقوى من رابطة الدم والنسب.

                        .4يجب على الزوجة المسلمة حفظ بيت زوجها وأسراره وعدم البوح بها حتى لأقرب الناس إليها.

                        .5أمهات المؤمنين لسن كغيرهن من النساء، فكل واحدة منهن لها روايات عن الرسول في مواضيع مختلفة، تبين للناس كافة الحكمة التي كانت تنبع من حجراتهن- رضوان الله عليهن أجمعين-.

                        .6التسامح والتغافر ضروريان ومطلوبان من المسلمين في ساعة الموت، حتى تصعد الروح راضية مرضية
                        التعديل الأخير تم بواسطة khadeja; الساعة 31-10-2012, 11:58 PM.

                        لبثت ثوب الرجا و الناس قد رقدوا و قمت أشكو إلى مولاي ما أجد
                        و قلت يا عدتي في كل نائبة و من عليه لكشف الضر أعتمد
                        أشكو إليك ذنوبا أنت تعلمها ما لي على حملها صبر و لا جلد

                        تعليق


                        • #27
                          حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما

                          حفصة بنت عمر بن الخطاب
                          ----------------------------------


                          - الستر الرفيع ، بنت أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب .

                          - تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد انقضاء عدتها من خُنيس بن حذافة السهمي ، أحد المهاجرين ، في سنة ثلاث من الهجرة .

                          - وروي أن مولدها كان قبل المبعث بخمس سنين . فعلى هذا يكون دخول النبي صلى الله عليه وسلم بها ولها نحو من عشرين سنة .

                          - وكانت لمّا تأيّمت عرضها أبوها على أبي بكر فلم يجبه بشيء ، وعرضها على عثمان فقال : بدا لي ألاّ أتزوج اليوم . فوجد عليهما ، وانكسر ، وشكا حاله إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : ( يتزوج حفصة من خيرٌ من عثمان ، ويتزوج عثمان من هي خير من حفصة ) ثم خطبها ، فزوجه عمر ، وزوج رسول الله عثمان بابنته رقية بعد وفاة أختها .

                          - ولما أن زوجها عمر ، لقيه أبو بكر فاعتذر ، وقال : لا تجد عليّ ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد ذكر حفصة فلم أكن لأفشي سره ، ولو تركها لتزوجتها .

                          - وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم طلق حفصة تطليقةً ، ثم راجعها بأمر جبريل عليه السلام له بذلك ، وقال : ( إنها صوّامة ، قوّامة ، وهي زوجتك في الجنة ) . إسناده صالح .

                          - وحفصة ، وعائشة هما اللتان تظاهرتا على النبي صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله فيهما {إن تَتُوبَا إلى الله فَقَد صَغَتْ قُلوبُكُما ، وإن تَظَاهَرا عَلَيِهِ فإن الله هُو مولاه وجبريل }.. الآية (التحريم :4 ) .

                          - توفيت حفصة سنة إحدى وأربعين عام الجماعة .


                          -----------------------------
                          (المصدر : نزهة الفضلاء 1/138-139)

                          التعديل الأخير تم بواسطة راجية رضى الرحمن; الساعة 19-01-2010, 08:35 AM.
                          يارب لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك ولعظيم سلطانك...
                          لا اله الا الله عدد ماكان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون..

                          تعليق


                          • #28
                            رد: حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما

                            بااااااااارك الله فيك يا اختي
                            ونفع الله بك الامه
                            من زمان ما دخلتي يا اختي
                            لعلا المانع خير
                            التعديل الأخير تم بواسطة مشروع ملتزمه; الساعة 18-01-2015, 10:09 PM.
                            حياتي هدف مو عبث

                            ثابته على قيمي
                            والله لو يمحوا الزمان فضائلا
                            وتبدلت شيم الكرام رذائلا
                            سأظل وحدي طول عمري ثابتا
                            لا ارتضى للمكرمات بدائلا

                            تعليق


                            • #29
                              رد: حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما

                              جزاك الله خيرا أختى ام بسمله ونفع بعلمك
                              التعديل الأخير تم بواسطة مشروع ملتزمه; الساعة 18-01-2015, 10:10 PM.


                              سبحان الله وبحمده ..عدد خلقه ومداد كلماته وزنة عرشه
                              استثمر عمرك بمضاعفة ذكرك


                              تعليق


                              • #30
                                رد: حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما

                                المشاركة الأصلية بواسطة فلسطينية مشاهدة المشاركة
                                بااااااااارك الله فيك يا اختي
                                ونفع الله بك الامه
                                من زمان ما دخلتي يا اختي
                                لعلا المانع خير
                                السلام عليكم اختى فلسطينيه
                                جزاكى ربى الفردوس الاعلى
                                وايه اخبار أمنا ؟ اتمنى من الله عزوجل ان يتم شفاؤها على خير ان شاء الله سبحانه وتعالى وانا اسفه ان كنت اتاخرت فى الرد
                                وشكرا لمرورك
                                التعديل الأخير تم بواسطة مشروع ملتزمه; الساعة 18-01-2015, 10:12 PM.
                                يارب لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك ولعظيم سلطانك...
                                لا اله الا الله عدد ماكان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون..

                                تعليق

                                يعمل...
                                X