قال تعالى :
﴿ اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ * مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ * لاَهِيَةً قُلُوبُهُمْ ﴾ [الأنبياء: 1 - 3].
وتزداد الغفلةُ ويزداد الإعراض عن الله وآياته - ولا حولَ ولا قوَّة إلا بالله! ونحن مقبِلون على شهر يغفُل عنه الناس، و
كان الأَوْلى بهم اليَقَظة والتذكُّر والرجوع إلى الرحيم الرحمن - إنَّه شهر شعبان الذي يغفُل الناس عنه بين رجَب ورمضان، الذي خصَّه الله - عزَّ وجلَّ -
بفضيلة رفْع أعمال العِباد فيه؛ ولأجْل هذه الفضيلة كان النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -
يخصُّه بالصِّيام أكثرَ مِن غيره ما خلاَ رمضان؛ فعن أُسامة بن زيد - رضي الله عنهما - قال: قلت: يا رسولَ الله، لم أرَك تصوم شهرًا مِن الشُّهور ما تصومُ مِن شعبان؟!
قال: ((ذلك شهرٌ يغفُل الناس عنه بين رجَب ورمضان، وهو شهرٌ تُرفَع فيه الأعمالُ إلى ربِّ العالمين، فأحبُّ أن يُرفَع عمِلي وأنا صائِم))؛
مسند أحمد وسُنن النَّسائي، وحسَّنه الألباني.
وفي الصحيحين عن أمِّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قالت:
"ما رأيتُ رسولَ اللَّهِ - صلَّى الله عليه وسلَّم - استكملَ صِيامَ شهر قطُّ إلاَّ رَمَضان، وَما رَأَيْتُهُ في شَهْرٍ أكْثَرَ مِنه صِيَامًا في شَعْبَان"؛ متفق عليه.
فمع الصِّيام يتأكَّد استحبابُ العبادات في هذا الشَّهْر الكريم، والإكثارُ مِن الصدقة وتِلاوة القرآن؛ فقدْ كان عمرو بن قيس الملائي - رحمه الله تعالى -
إذا دخَل شهر شعبان أغْلَق حانوته (دكَّانه/ متجرَه)، وتفرَّغ لقِراءة القرآن في شعبان ورمضان، وكان الحسنُ بن شُهَيل - رحمه الله تعالى -
يُكثر فيهما مِن قراءة القرآن، ويقول: "ربِّ جعلتني بين شهرين عظيمين".
أيها الغافلون عن شعبان - الدكتور حازم شومان
وجاء شعبان الدكتور حازم شومان
شهر يغفل عنه الناس - الدكتور حازم شومان
شهر يغفل عنه الناس ج 2 - الدكتور حازم شومان
تعليق