رد: صفحة التواصل العامة لمادة علوم القرآن للشيخ/ عادل شوشة
عن مجاهد في قول الله: " {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله} [التوبة: 36] قال: يذكر بها شأن النسيء " وأما قوله: {ذلك الدين القيم} [التوبة: 36] فإن معناه: هذا الذي أخبرتكم به، من أن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله، وأن منها أربعة حرما
الدين القيم: هو الدين المستقيم
قال ابن زيد في قوله: " {ذلك الدين القيم} [التوبة: 36] قال: الأمر القيم يقول: قال تعالى: واعلموا أيها الناس أن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله الذي كتب فيه كل ما هو كائن، وأن من هذه الاثني عشر شهرا أربعة أشهر حرما ذلك دين الله المستقيم، لا ما يفعله النسيء من تحليله ما يحلل من شهور السنة وتحريمه ما يحرمه منها "
وأما قوله: {فلا تظلموا فيهن أنفسكم} [التوبة: 36] فإن معناه: فلا تعصوا الله فيها، ولا تحلوا فيهن ما حرم الله عليكم، فتكسبوا أنفسكم ما لا قبل لها به من سخط الله وعقابه
قال ابن زيد، في قوله: " {فلا تظلموا فيهن أنفسكم} [التوبة: 36] قال: الظلم: العمل بمعاصي الله والترك لطاعته " ثم اختلف أهل التأويل في الذي عادت عليه الهاء والنون في قوله: {فيهن} [التوبة: 36] [ص: 444] فقال بعضهم: عاد ذلك على الاثني عشر شهرا، وقال: معناه: فلا تظلموا في الأشهر كلها أنفسكم
عن ابن عباس، قوله: « {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم} في كلهن. ثم خص من ذلك أربعة أشهر فجعلهن حرما وعظم حرماتهن وجعل الذنب فيهن أعظم والعمل الصالح والأجر أعظم»
عن قتادة، أما قوله: " {فلا تظلموا فيهن أنفسكم} [التوبة: 36] فإن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزرا [ص: 445] من الظلم فيما سواها، وإن كان الظلم على كل حال عظيما، ولكن الله يعظم من أمره ما شاء وقال: إن الله اصطفى صفايا من خلقه اصطفى من الملائكة رسلا ومن الناس رسلا، واصطفى من الكلام ذكره، واصطفى من الأرض المساجد، واصطفى من الشهور رمضان والأشهر الحرم، واصطفى من الأيام يوم الجمعة، واصطفى من الليالي ليلة القدر، فعظموا ما عظم الله، فإنما تعظم الأمور بما عظمها الله عند أهل الفهم وأهل العقل " وقال آخرون: بل معنى ذلك: فلا تظلموا في تصييركم حرام الأشهر الأربعة حلالا وحلالها حراما أنفسكم
عن ابن إسحاق: " {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا} [التوبة: 36] إلى قوله: {فلا تظلموا فيهن أنفسكم} [التوبة: 36] أي لا تجعلوا حرامها حلالا، ولا حلالها حراما، كما فعل أهل الشرك، فإنما النسيء الذي كانوا يصنعون من ذلك {زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا}
وأما قوله: {وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة} [التوبة: 36] فإنه يقول جل ثناؤه: وقاتلوا المشركين بالله أيها المؤمنون جميعا غير مختلفين، مؤتلفين غير مفترقين، كما يقاتلكم المشركون جميعا مجتمعين غير متفرقين
وأما قوله: {واعلموا أن الله مع المتقين} [البقرة: 194] فإن معناه: واعلموا أيها المؤمنون بالله أنكم إن قاتلتم المشركين كافة، واتقيتم الله فأطعتموه فيما أمركم ونهاكم ولم تخالفوا أمره فتعصوه، كان الله معكم على عدوكم وعدوه من المشركين، ومن كان الله معه لم يغلبه شيء؛ لأن الله مع من اتقاه فخافه وأطاعه فيما كلفه من أمره ونهيه.
الفوائد من الآيات:
1-كتابة كل شيء عند الله تعالى منذ خلق السماوات والأرض
2-الأشهر الحرم أربعة أشهر
3- حرمة الأشهر الحرم ومضاعفة السيئات فيها
4-صفة المعية لله تعالى وهي معية خاصة بالنصر والتأييد لأهل تقواع
5- الاستقامة على دين الله القيم المستقيم
6- اجتناب ظلم النفس وذلك بارتكاب المحرمات
7- الاتحاد والأخوة بين المؤمنين أحد عوامل نصرهم
الأسبوع السابع
قال تعالى: " إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ
ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ " التوبة -(36).
يقول تعالى ذكره: {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله} الذي كتب فيه كل ما هو كائن في قضائه الذي قضى {يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم} يقول: هذه الشهور الاثنا عشر، منها أربعة أشهر حرم كانت الجاهلية تعظمهن وتحرمهن وتحرم القتال فيهن، حتى لو لقي الرجل منهم فيهن قاتل أبيه لم يهجه. وهن: رجب مضر وثلاثة متواليات: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم. وبذلك تظاهرت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلمقال تعالى: " إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ
ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ " التوبة -(36).
عن مجاهد في قول الله: " {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله} [التوبة: 36] قال: يذكر بها شأن النسيء " وأما قوله: {ذلك الدين القيم} [التوبة: 36] فإن معناه: هذا الذي أخبرتكم به، من أن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله، وأن منها أربعة حرما
الدين القيم: هو الدين المستقيم
قال ابن زيد في قوله: " {ذلك الدين القيم} [التوبة: 36] قال: الأمر القيم يقول: قال تعالى: واعلموا أيها الناس أن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله الذي كتب فيه كل ما هو كائن، وأن من هذه الاثني عشر شهرا أربعة أشهر حرما ذلك دين الله المستقيم، لا ما يفعله النسيء من تحليله ما يحلل من شهور السنة وتحريمه ما يحرمه منها "
وأما قوله: {فلا تظلموا فيهن أنفسكم} [التوبة: 36] فإن معناه: فلا تعصوا الله فيها، ولا تحلوا فيهن ما حرم الله عليكم، فتكسبوا أنفسكم ما لا قبل لها به من سخط الله وعقابه
قال ابن زيد، في قوله: " {فلا تظلموا فيهن أنفسكم} [التوبة: 36] قال: الظلم: العمل بمعاصي الله والترك لطاعته " ثم اختلف أهل التأويل في الذي عادت عليه الهاء والنون في قوله: {فيهن} [التوبة: 36] [ص: 444] فقال بعضهم: عاد ذلك على الاثني عشر شهرا، وقال: معناه: فلا تظلموا في الأشهر كلها أنفسكم
عن ابن عباس، قوله: « {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم} في كلهن. ثم خص من ذلك أربعة أشهر فجعلهن حرما وعظم حرماتهن وجعل الذنب فيهن أعظم والعمل الصالح والأجر أعظم»
عن قتادة، أما قوله: " {فلا تظلموا فيهن أنفسكم} [التوبة: 36] فإن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزرا [ص: 445] من الظلم فيما سواها، وإن كان الظلم على كل حال عظيما، ولكن الله يعظم من أمره ما شاء وقال: إن الله اصطفى صفايا من خلقه اصطفى من الملائكة رسلا ومن الناس رسلا، واصطفى من الكلام ذكره، واصطفى من الأرض المساجد، واصطفى من الشهور رمضان والأشهر الحرم، واصطفى من الأيام يوم الجمعة، واصطفى من الليالي ليلة القدر، فعظموا ما عظم الله، فإنما تعظم الأمور بما عظمها الله عند أهل الفهم وأهل العقل " وقال آخرون: بل معنى ذلك: فلا تظلموا في تصييركم حرام الأشهر الأربعة حلالا وحلالها حراما أنفسكم
عن ابن إسحاق: " {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا} [التوبة: 36] إلى قوله: {فلا تظلموا فيهن أنفسكم} [التوبة: 36] أي لا تجعلوا حرامها حلالا، ولا حلالها حراما، كما فعل أهل الشرك، فإنما النسيء الذي كانوا يصنعون من ذلك {زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا}
وأما قوله: {وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة} [التوبة: 36] فإنه يقول جل ثناؤه: وقاتلوا المشركين بالله أيها المؤمنون جميعا غير مختلفين، مؤتلفين غير مفترقين، كما يقاتلكم المشركون جميعا مجتمعين غير متفرقين
وأما قوله: {واعلموا أن الله مع المتقين} [البقرة: 194] فإن معناه: واعلموا أيها المؤمنون بالله أنكم إن قاتلتم المشركين كافة، واتقيتم الله فأطعتموه فيما أمركم ونهاكم ولم تخالفوا أمره فتعصوه، كان الله معكم على عدوكم وعدوه من المشركين، ومن كان الله معه لم يغلبه شيء؛ لأن الله مع من اتقاه فخافه وأطاعه فيما كلفه من أمره ونهيه.
الفوائد من الآيات:
1-كتابة كل شيء عند الله تعالى منذ خلق السماوات والأرض
2-الأشهر الحرم أربعة أشهر
3- حرمة الأشهر الحرم ومضاعفة السيئات فيها
4-صفة المعية لله تعالى وهي معية خاصة بالنصر والتأييد لأهل تقواع
5- الاستقامة على دين الله القيم المستقيم
6- اجتناب ظلم النفس وذلك بارتكاب المحرمات
7- الاتحاد والأخوة بين المؤمنين أحد عوامل نصرهم
تعليق