رد: صفحة التواصل العامة لمادة علوم القرآن للشيخ/ عادل شوشة
كيف توفق بين قول الله تعالى (وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ ) سورة الكهف
و بين قوله تعالى( وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى ) سورة فصلت
ما الاشكاليه ؟ قارني بين تفسير الايات .
ليست هناك اى اشكاليه بين الايات و ذلك لان هناك انواع من الهدايه
قال الإمام العلامة ابنُ القيم رحمه الله تعالى في كتابه :بدائع الفوائد،حيث بين أن الهداية في القرآن الكريم أربعة أنواع وهي :
-1 الهدايه العامة المشتركة بين الخَلْق المذكورة في قوله تعالى: " الذي أعطى كل شئ خلقة ثم هدى "طه / 50
( أي : أعطى كل شئ صورته التي لا يشتبه فيها بغيره وأعطى كل عضو شكله وهيئته وأعطى كل موجود خَلْقَهُ المختص به ثم هداه إلى ما خَلَقَهُ له من الأعمال )...
-2 هداية البيان والدَّلالة والتعريف لنجدي: الخيروالشر وطريقي: النجاة والهلاك وهذه الهداية لا تستلزم الهُدى التام؛ فإنها سبب وشرط لا موجب , ولهذا ينتفي الهُدى معها كقوله تعالى :" وأما ثمودفهديناهم فاستحبوا العمى على الهُدى " ( فصلت / 17 )
أي: بينا لهم وأرشدناهم ودَلَلْناهم فلم يهتدوا ومنهاقوله تعالى :" وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم " ( الشورى /52)
-3هدايةالتوفيق والإلهام وهي الهداية المستلزمة للاهتداء فلا يتخلف عنها وهي المذكورة في قوله تعالى :" يضل من يشاء ويهدى من يشاء " فاطر /8
4- الهداية إلى الجنة والنار إذا سيق أهلهما إليهما ...
و مما سبق من خلال كلام ابن القيم يتبين ان الهدايه المذكورة فى الايه (( وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى ) ) فهي هداية بيان و دلاله و هى هداية تخص الانبياء و الكتب المنزلة من السماء ( فقد دل الله قوم ثمود على الخير و الشر على الحق و الباطل بارسال الرسل الذين دعوهم الى الحق و بارسال الايات التى تدل على صدق المرسلين و لكنهم استحبوا العمى على الهدى اى اتبعوا الباطل و تركوا الحق بعد كل هذه الايات ) ،و لذلك هذه الهدايه لا تستلزم حصول التوفيق و اتباع الحق من العباد
اما الهدايه الوارده في قوله تعالى ((وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ )) فهي هداية التوفيق و الاصطفاء و التي لا يتخلف عنها احد و تاتي بعد هداية البيان فمن اراد الحق بعد ما بين الله له يهديه الله ، و هى هدايه ليست لنبي و لا لملك و انما هي خاصه بالله وحده لا يقدر عليها الا الله سبحانه ﴿ إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾فمن اصطفاه الله للهدايه و اتباع الحق لا يتحول ابدا الى غيرها و كذلك من يختاره الله ليكون من اهل الضلالة فلا يمكن ان يتحول الى غيرها .
كيف توفق بين قول الله تعالى (وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ ) سورة الكهف
و بين قوله تعالى( وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى ) سورة فصلت
ما الاشكاليه ؟ قارني بين تفسير الايات .
ليست هناك اى اشكاليه بين الايات و ذلك لان هناك انواع من الهدايه
قال الإمام العلامة ابنُ القيم رحمه الله تعالى في كتابه :بدائع الفوائد،حيث بين أن الهداية في القرآن الكريم أربعة أنواع وهي :
-1 الهدايه العامة المشتركة بين الخَلْق المذكورة في قوله تعالى: " الذي أعطى كل شئ خلقة ثم هدى "طه / 50
( أي : أعطى كل شئ صورته التي لا يشتبه فيها بغيره وأعطى كل عضو شكله وهيئته وأعطى كل موجود خَلْقَهُ المختص به ثم هداه إلى ما خَلَقَهُ له من الأعمال )...
-2 هداية البيان والدَّلالة والتعريف لنجدي: الخيروالشر وطريقي: النجاة والهلاك وهذه الهداية لا تستلزم الهُدى التام؛ فإنها سبب وشرط لا موجب , ولهذا ينتفي الهُدى معها كقوله تعالى :" وأما ثمودفهديناهم فاستحبوا العمى على الهُدى " ( فصلت / 17 )
أي: بينا لهم وأرشدناهم ودَلَلْناهم فلم يهتدوا ومنهاقوله تعالى :" وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم " ( الشورى /52)
-3هدايةالتوفيق والإلهام وهي الهداية المستلزمة للاهتداء فلا يتخلف عنها وهي المذكورة في قوله تعالى :" يضل من يشاء ويهدى من يشاء " فاطر /8
4- الهداية إلى الجنة والنار إذا سيق أهلهما إليهما ...
و مما سبق من خلال كلام ابن القيم يتبين ان الهدايه المذكورة فى الايه (( وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى ) ) فهي هداية بيان و دلاله و هى هداية تخص الانبياء و الكتب المنزلة من السماء ( فقد دل الله قوم ثمود على الخير و الشر على الحق و الباطل بارسال الرسل الذين دعوهم الى الحق و بارسال الايات التى تدل على صدق المرسلين و لكنهم استحبوا العمى على الهدى اى اتبعوا الباطل و تركوا الحق بعد كل هذه الايات ) ،و لذلك هذه الهدايه لا تستلزم حصول التوفيق و اتباع الحق من العباد
اما الهدايه الوارده في قوله تعالى ((وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ )) فهي هداية التوفيق و الاصطفاء و التي لا يتخلف عنها احد و تاتي بعد هداية البيان فمن اراد الحق بعد ما بين الله له يهديه الله ، و هى هدايه ليست لنبي و لا لملك و انما هي خاصه بالله وحده لا يقدر عليها الا الله سبحانه ﴿ إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾فمن اصطفاه الله للهدايه و اتباع الحق لا يتحول ابدا الى غيرها و كذلك من يختاره الله ليكون من اهل الضلالة فلا يمكن ان يتحول الى غيرها .
تعليق