إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تفسير سورة العلق الميسر1

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تفسير سورة العلق الميسر1


    بِسمِ اللّهِ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ
    اقْرَأْ بِاسمِ رَبِّك الّذِى خَلَقَ (1) خَلَقَ الانسنَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَ رَبّك الأَكْرَمُ (3) الّذِى عَلّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلّمَ الانسنَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)


    «اقرأ باسم ربك» هذا أمر من الله سبحانه لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يقرأ باسم ربه و أن يدعوه بأسمائه الحسنى و في تعظيم الاسم تعظيم المسمى لأن الاسم ذكر المسمى بما يخصه فلا سبيل إلى تعظيمه إلا بمعناه و لهذا لا يعظم اسم الله حق تعظيمه إلا من هو عارف به و معتقد عبادته و لهذا قال سبحانه قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى و قال سبح اسم ربك الأعلى فالباء هنا زائدة و التقدير اقرأ باسم ربك و أكثر المفسرين على أن هذه السورة أول ما نزل من القرآن و أول يوم نزل جبرائيل (عليه السلام) على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و هو قائم على حراء علمه خمس آيات من أول هذه السورة و قيل أول ما نزل من القرآن قوله «يا أيها المدثر» و قد مر ذكره و قيل أول سورة نزلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاتحة الكتاب رواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ بإسناده عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لخديجة: إني إذا خلوت وحدي سمعت نداء فقالت ما يفعل الله بك إلا خيرا فو الله إنك لتؤدي الأمانة و تصل الرحم و تصدق الحديث قالت خديجة: فانطلقنا إلى ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى هو ابن عم خديجة فأخبره رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بما رأى فقال له ورقة: إذا أتاك فاثبت له حتى تسمع ما يقول ثم أتيني فأخبرني فلما خلا ناداه يا محمد قل له ذلك فقال له أبشر ثم أبشر فأنا أشهد أنك الذي بشر به ابن مريم و أنك على مثل ناموس موسى و أنك نبي مرسل و أنك سوف تؤمر بالجهاد بعد يومك هذا و لئن أدركني ذلك لأجاهدن معك فلما توفي ورقة قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لقد رأيت القس في الجنة عليه ثياب الحرير لأنه آمن بي و صدقني يعني ورقة و روي أن ورقة قال في ذلك:
    فإن يك حقا يا خديجة فأعلمي حديثك إيانا فأحمد مرسل
    وجبريل يأتيه و ميكال معهما من الله وحي يشرح الصدر منزل
    يفوز به من فاز عزا لدينه ويشقى به الغاوي الشقي المضلل
    فريقان منهم فرقة في جنانه وأخرى بأغلال الجحيم تغلغل

    ثم وصف سبحانه ربه و بينه بفعله الدال عليه فقال «الذي خلق» أي خلق جميع المخلوقات على مقتضى حكمته و أخرجه من العدم إلى الوجود بكمال قدرته ثم خص الإنسان بالذكر تشريفا له و تنبيها على إبانته إياه عن سائر الحيوان فقال «خلق الإنسان من علق» أراد به جنس بني آدم أي خلقهم من دم جامد بعد النطفة و قيل معناه خلق آدم من طين يعلق باليد و الأول أصح و في هذا إشارة إلى بيان النعمة بأن خلقه من الأصل الذي هو في الغاية القصوى من المهانة ثم بلغ به مبالغ الكمال حتى صار بشرا سويا مهيئا للنطق و التمييز مفرغا في قالب الاعتدال و أنه كما نقل الإنسان من حال إلى حال حتى استكمل كذلك بنقلك من الجهالة إلى درجة النبوة و الرسالة حتى تستكمل شرف محلها ثم أكد الأمر بالإعادة فقال «اقرأ» و قيل أمره في الأول بالقراءة لنفسه و في الثاني بالقراءة للتبليغ و ليس بتكرار عن الجبائي و معناه اقرأ القرآن «و ربك الأكرم» أي الأعظم كرما فلا يبلغه كرم كريم لأنه يعطي من النعم ما لا يقدر على مثله غيره فكل نعمة توجد من جهته تعالى إما بأن اخترعها و إما سببها و سهل الطريق إليها و قيل معناه بلغ قومك و ربك الأكرم الذي يثيبك على عملك بما يقتضيه كرمه و يقويك و يعينك على حفظ القرآن «الذي علم بالقلم» أي علم الكاتب أن يكتب بالقلم أو علم الإنسان البيان بالقلم أو علم الكتابة بالقلم امتن سبحانه على خلقه بما علمهم من كيفية الكتابة بالقلم لما في ذلك من كثرة الانتفاع فيما يتعلق بالدين و الدنيا قال قتادة: القلم نعمة من الله عظيمة لولاه لم يقم دين و لم يصلح عيش و قال بعضهم في وصفه:
    لعاب الأفاعي القاتلات لعابه وأري الجنى اشتارته أيد عواسل

    و قيل أراد سبحانه آدم لأنه أول من كتب عن كعب و قيل أول من كتب إدريس عن الضحاك و قيل أراد كل نبي كتب بالقلم لأنه ما علمه إلا بتعليم الله إياه «علم الإنسان ما لم يعلم» من أنواع الهدى و البيان و أمور الدين و الشرائع و الأحكام فجميع ما يعلمه الإنسان

    التعديل الأخير تم بواسطة *أمة الرحيم*; الساعة 19-01-2013, 08:51 PM.

  • #2
    تفسير سورة العلق ميسر2


    بِسمِ اللّهِ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ
    اقْرَأْ بِاسمِ رَبِّك الّذِى خَلَقَ (1) خَلَقَ الانسنَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَ رَبّك الأَكْرَمُ (3) الّذِى عَلّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلّمَ الانسنَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) َكلا إِنّ الانسنَ لَيَطغَى (6) أَن رّءَاهُ استَغْنى (7) إِنّ إِلى رَبِّك الرّجْعَى (8) أَ رَءَيْت الّذِى يَنهَى (9) عَبْداً إِذَا صلى (10) أَ رَءَيْت إِن كانَ عَلى الهُْدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتّقْوَى (12) أَ رَءَيْت إِن كَذّب وَ تَوَلى (13) أَ لَمْ يَعْلَم بِأَنّ اللّهَ يَرَى (14) َكلا لَئن لّمْ يَنتَهِ لَنَسفَعَا بِالنّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سنَدْعُ الزّبَانِيَةَ (18) َكلا لا تُطِعْهُ وَ اسجُدْ وَ اقْترِب (19)



    من جهته سبحانه إما بأن اضطره إليه و إما بأن نصب الدليل عليه في عقله و إما بأن بينه له على ألسنة ملائكته و رسله فكل العلوم على هذا مضاف إليه و في هذا دلالة على أنه سبحانه عالم لأن العلم لا يقع إلا من عالم «كلا» أي حقا «إن الإنسان ليطغى» أي يتجاوز حده و يستكبر على ربه و يعدو طوره «أن رآه استغنى» أي لأن رآه نفسه مستغنية عن ربه بعشيرته و أمواله و قوته كأنه قال إنما يطغى من رأى أنه مستغن عن ربه لا من كان غنيا قال قتادة: كان إذا أصاب مالا زاد في ثيابه و مركبه و طعامه و شرابه فذلك طغيانه و قيل إنها نزلت في أبي جهل هشام من هنا إلى آخر السورة «إن إلى ربك الرجعى» أي إلى الله مرجع كل أحد أي فهذا الطاغي كيف يطغى بماله و يعصي ربه و رجوعه إليه و هو قادر على إهلاكه و على مجازاته إذا رجع إليه.

    «أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى»
    هذا تقرير للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و أعلام له بما يفعله بمن ينهاه عن الصلاة فقد جاء في الحديث أن أبا جهل قال هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم قالوا نعم قال فبالذي يحلف به لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن على رقبته فقيل له ها هو ذلك يصلي فانطلق ليطأ على رقبته فما فجاهم إلا و هو ينكص على عقبيه و يتقي بيديه فقالوا ما لك يا أبا الحكم قال إن بيني و بينه خندقا من نار و هولا و أجنحة و قال نبي الله و الذي نفسي بيده لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا عضوا فأنزل الله سبحانه «أرأيت الذي ينهى» إلى آخر السورة رواه مسلم في الصحيح و معنى الآية أ رأيت يا محمد من منع من الصلاة و نهى من يصلي عنها ما ذا يكون جزاؤه و ما يكون حاله عند الله تعالى و ما الذي يستحقه من العذاب فحذف لدلالة الكلام عليه و الآية عامة في كل من ينهى عن الصلاة و الخير و روي عن علي (عليه السلام) أنه خرج في يوم عيد فرأى ناسا يصلون فقال يا أيها الناس قد شهدنا نبي الله في مثل هذا اليوم فلم يكن أحد يصلي قبل العيد أو قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال رجل يا أمير المؤمنين أ لا تنهى أن يصلوا قبل خروج الإمام فقال لا أريد أن أنهي عبدا إذا صلى و لكنا نحدثهم بما شهدنا من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أو كما قال و معنى أ رأيت هاهنا تعجيب للمخاطب ثم كرر هذه اللفظة تأكيدا في التعجيب فقال «أرأيت إن كان على الهدى» يعني العبد المنهي و هو محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) «أو أمر بالتقوى» يعني بالإخلاص و التوحيد و مخافة الله تعالى و هاهنا حذف أيضا تقديره كيف يكون حال من ينهاه عن الصلاة و يزجره عنها.
    ثم قال «أرأيت إن كذب» أبو جهل «وتولى» عن الإيمان و أعرض عن قبوله و الإصغاء إليه «ألم يعلم بأن الله يرى» ما يفعله و يعلم ما يصنعه و التقدير أ رأيت الذي فعل هذا الفعل ما الذي يستحق بذلك من الله تعالى من العقاب و قيل إن تقدير نظم الآية أ رأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى و هو على الهدى آمر بالتقوى و الناهي كاذب مكذب متول عن الإيمان فما أعجب هذا ثم هدده بقوله أ لم يعلم هذا
    المكذب فإن لم يعلم فليعلم بأن الله يرى هذا الصنيع الشنيع فيؤاخذه به و في هذا إشارة إلى فعل الطاعة و ترك المعصية.
    ثم قال سبحانه «كلا» أي لا يعلم ذلك «لئن لم ينته» يعني أن لم يمتنع أبو جهل عن تكذيب محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) و إيذائه «لنسفعن بالناصية» أي لنجرن بناصيته إلى النار و هذا كقوله فيؤخذ بالنواصي و الأقدام و معناه لنذلنه و نقيمنه مقام الأذلة ففي الأخذ بالناصية إهانة و استخفاف و قيل معناه لنغيرن وجهه و نسودنه بالنار يوم القيامة لأن السفع أثر الإحراق بالنار ثم أخبر سبحانه عنه بأنه فاجر خاطىء بأن قال «ناصية كاذبة خاطئة» وصفها بالكذب و الخطإ بمعنى أن صاحبها كاذب في أقواله خاطىء في أفعاله، لما ذكر الجر بها أضاف الفعل إليها قال ابن عباس: لما أتى أبو جهل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انتهره رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال أبو جهل أ تنتهرني يا محمد فو الله لقد علمت ما بها أحد أكثر ناديا مني فأنزل الله سبحانه «فليدع نادية» و هذا وعيد أي فليدع أهل نادية أي أهل مجلسه يعني عشيرته فليستنصر بهم إذا حل عقاب الله به و النادي الفناء قال و تأتون في ناديكم المنكر.
    ثم قال «سندع الزبانية» يعني الملائكة الموكلين بالنار و هم الملائكة الغلاظ الشداد قال ابن عباس: لو دعا نادية لأخذته زبانية النار من ساعته معاينة و قيل إنه إخبار بأنه يدعو إليه الزبانية دعا نادية أم لم يدع و صدق سبحانه ذلك فقتل أبو جهل يوم بدر ثم قال «كلا» أي ليس الأمر على ما عليه أبو جهل «لا تطعه» في النهي عن الصلاة «واسجد» له عز اسمه «واقترب» من ثوابه و قيل معناه و تقرب إليه بطاعته و قيل معناه اسجد يا محمد للتقرب منه فإن أقرب ما يكون العبد من الله إذا سجد له و قيل «واسجد» أي و صل لله و اقترب من الله و في الحديث عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال أقرب ما يكون العبد من الله إذا كان ساجدا و قيل المراد به السجود لقراءة هذه السورة و السجود هنا فرض و هو من العزائم و روي عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال العزائم الم تنزل و حم السجدة و النجم إذا هوى و اقرأ باسم ربك و ما عداها في جميع القرآن مسنون و ليس بمفروض.


    التعديل الأخير تم بواسطة *أمة الرحيم*; الساعة 19-01-2013, 08:56 PM.

    تعليق


    • #3
      :LLL:

      جزاكم الله خيرا

      التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 01-10-2014, 09:20 PM.
      • إن الأمم والشعوب والدول، تفتخر بعظمائها، وتبني بهم أمجادها وتؤسس التاريخ لمنقذيها، وما علمنا، ولا عرفنا، ولا رأينا، رجلاً أسدى لبني جنسه ولأمته من المجد والعطاء والتاريخ، أعظم ولا أجل من رسول الله

      • ادع لى

      تعليق


      • #4
        رد: تفسير سورة العلق الميسر1

        جزاكم الله خيرا

        تعليق


        • #5
          رد: تفسير سورة العلق الميسر1

          جزاكم الله خيرًا ،،،

          تعليق


          • #6
            رد: تفسير سورة العلق الميسر1

            جزاكم الله خيرًا ،،،
            مقطع يدمي القلب ويبكي العين
            [CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]اللهم انتقم من كل قاتل خائن ظالم مفسد في الأرض .. اللهم ارزقني الشهادة في سبيلك يارب

            تعليق

            يعمل...
            X