هديه صلي الله عليه و سلم عند الأكل .

[fatmisafaa]

المسألة الأولي : ما يقول المسلم قبل أكله ؟

قال ابن القيم - رحمه الله تعالي – مبينًا هدي الرسول صلي الله عليه و سلم في ذلك :
( كان إذا وضع يده في الطعام قال " بسم الله " ، و يأمر الآكل بالتسمية ، و يقول : " إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله تعالي ، فإن نسي أن يذكر اسم الله في أوله فليقل : بسم الله في أولِه و أخرِه " حديث صحيح ) ( زاد المعاد : 2- 43\44 ) .

المسألة الثانية : صفة التسمية :

قال الشيخ الألباني - رحمه الله تعالي – عقب إيراده حديث عائشة – رضي الله عنها – مرفوعًا " إذا أكل أحدكم طعامًا فليقل باسم الله ، فإن نسي في أوله فليقل : بسم الله في أوله و آخره " :
( و حديث عائشة صححه ابن القيم في " الزاد " ، فقواه الحافظ في الفتح ( 9 \ 455) و قال : " هو أصرح ما ورد في صفة التسمية " .
قال – أي ابن حجر رحمه الله - : } و أما قول النووي في آداب الأكل من " الأذكار " : " صفة التسمية من أهم ما ينبغي معرفته ، و أفضل أن يقول بسم الله الرحمن الرحيم ، فإن قال بسم الله كفاه و حصلت السنة " فلم أر لما ادعاه من الأفضلية دليلًا خاصًّا { .
و أقول – أي الألباني رحمه الله - : لا أفضل من سنته صلي الله عليه و سلم ، " و خير الهدي هدي محمد صلي الله عليه و سلم " ، فإذا لم يثبت في التسمية علي الطعام إلا " بسم الله " فلا يجوز الزيادة عليها فضلًا عن أن تكون الزيادة أفضل منها ! لأن القول بذلك خلاف ما أشرنا إليه من الحديث " و خير الهدي هدي محمد صلي الله عليه و سلم " ) ( الصحيحة : 1- 678).

المسألة الثالثة : حكم التسمية :

لا أعلم في مشروعيتها قبل الأكل خلافًا ، لكن اختلف العلماء في حكمها بين قائلٍ بوجوب و قائلٍ باستحباب .

قال ابن قدامة - رحمه الله - : ( و تستحب التسمية عند الطعام ) ( المغني : 13-355).

لكن قال ابن القيم - رحمه الله - مرجحًا القول بالوجوب :
( و الصحيح وجوب التسمية عند الأكل و هو أحد الوجهين لأصحاب أحمد ، و أحاديث الأمر بها صحيحة صريحة و لا معارض لها ، و لا إجماع يسوغ مخالفتها و يخرجها عن ظاهرها ، و تاركها شريكه الشيطان في طعامه و شرابه ) ( زاد المعاد : 2- 44).

لكن قد يُرد علي ابن القيم رحمه الله بحديث : ( كان رسول الله صلي الله عليه و سلم جالسًا و رجل يأكل حتي لم يبق من طعامه إلا لقمة فلما رفعها إلي فيه قال : بسم الله أوله و آخره ، فضحك النبي صلي الله عليه و سلم ، ثم قال : ما زال الشيطان يأكل معه ، فلما ذكر اسم الله عز و جل استقاء ما في بطنه ) ، فهنا تركه النبي صلي الله عليه و سلم ، و لو كان آثمًا بترك التسمية لما تركه النبي صلي الله عليه و سلم فتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز ، فكيف بعدم البيان ؟
لكن يرد علي ذلك بأن في إسناده المثني بن عبد الرحمن الخزاعي ، قال فيه الذهبي ( لا يعرف ) و قال فيه الحافظ ( مستور ) ( للتفصيل انظر إرواء الغليل : 7 – 26 ، فقد أورده الألباني – رحمه الله – كشاهد و لم يصححه ).
فإن قيل فقد أورد ابن القيم رحمه الله هذا الحديث نفسه في ( الوابل الصيب : 128) ، أُجيب بأنه أورده و لم يصححه و لا يلزم من إيراده التصحيح إلا إن التزم المؤلف ذلك ، و ابن القيم رحمه الله لم يلتزم ذلك.

فائدة : هل مشاركة الشيطان للجماعة في أكلهم تنتفي بتسمية أحدهم أم لابد من تسمية الجميع ؟

اختلف العلماء في ذلك ، و رجح ابن القيم – رحمه الله - الثاني قائلًا :
( قد روي الترمذي و صححه من حديث عائشة قالت : كان رسول الله صلي الله عليه و سلم يأكل طعامه في ستة من أصحابه فجاء أعرابي ، فأكله بلقمتين فقال رسول الله صلي الله عليه و سلم " أما إنه لو سمي لكفاكم " ، و من المعلوم أن رسول الله صلي الله عليه و سلم و أولئك الستة سَمُّوا ، فلما جاء هذا الأعرابي فأكل و لم يسمِّ شاركه الشيطان في أكله فأكل الطعام بلقمتين ، و لو سمي لكفي الجميع) ( زاد المعاد : 2 – 44\45).

فائدة أخري :

قال ابن القيم رحمه الله :
( الشيطان يستحل الطعام إذا لم يذكر عليه اسم الله ، و يشارك آكله ، و الميتة لا يذكر عليها اسم الله تعالي ، فهي و كل طعام إذا لم يذكر عليه اسم الله عز و جل من طعامه – أي من طعام الشيطان ، و لهذا لما سأل الجن الذين آمنوا برسول الله صلي الله عليه و سلم الزاد ، قال " لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه " فلم يُبِح لهم طعام الشياطين ، و هو متروك التسمية ) ( إغاثة اللهفان : 289-290 ).

المسألة الرابعة : ماذا يقول من نسي التسمية في أول الطعام ؟

قال رسول الله صلي الله عليه و سلم (إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله فإن نسي أن يذكر اسم الله في أوله فليقل : بسم الله أوله وآخره ) } إرواء الغليل : 1965 {.
قال رسول الله صلي الله عليه و سلم ( من نسي أن يذكر الله في أول طعامه ، فليقل حين يذكر : بسم الله في أوله و آخره ، فإنه يستقبل طعامًا جديدًا ، و يمنع الخبيث ما كان يصيب منه ) } إرواء الغليل : 7- 26\ 27 { ، و الخبيث هو الشيطان.
فهنا ثبت قَوْلان : " بسم الله أوله و آخره " أو " بسم الله في أوله و آخره "
أي بحرف " في " و بدونه ، فيحمل علي خلاف التنوع ، فيقول هكذا أو هكذا ، و لا يجمع بينهما لأن الجمع لم يرد فيكون بدعة .

فائدة :
حديث ( من نسي أن يسمي علي طعامه فليقرأ " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " إذا فرغ ) حديث ضعيف جدًّا .

المسألة الخامسة : العبادات القلبية المتعلقة بالتسمية :

يتبع بإذن الله ..............

[dr_ghieth]

حياكم الله أخى الفاضل ....

نورت المنتدى .....وأسعدنا إنضمام حضرتك إلى منتدانا الغالى......

جزاكم الله خيراً على هذا الموضوع القيم .....وفى إنتظار المزيد إن شاء الله.....

الله المستعان.....

[أبويحيى]

موضوع رائع وقيم ونافع

جزاك الله خيرا أخى الفاضل ومنور بيتك ومنتداك

[fatmisafaa]

الأخوان الفاضلان : د.غيث و أبو يحيي :
جزاكما الله خيرًا ، و رفع قدركما ، و جعل المنتدى منارة حق و إمام هدي ، و جمعنا مع حبيبه صلي الله عليه و سلم في الفردوس الأعلي ، و رزقني و إياكما الإخلاص !

المسألة الخامسة : العبادات القلبية المتعلقة بالتسمية :

الاستعانة بالله و التوكل عليه - سبحانه - :



قال رسول الله صلي الله عليه و سلم (
إذا دخل الرجلُ بيتَه ، فذكر اللهَ عند دخولِه وعند طعامِه ، قال الشيطانُ : لا مَبيتَ لكم ولا عشاءَ . وإذا دخل فلم يذكر اللهَ عند دخولِه ، قال الشيطانُ : أدركتُم المَبيتَ . وإذا لم يذكر اللهَ عند طعامِه ، قال : أدركتُم المَبيتَ والعَشاءَ ) . وفي رواية : ( وإن لم يذكر اسمَ اللهِ عند طعامِه ، وإن لم يذكر اسمَ اللهِ عند دخولِه ) .

الراوي : جابر بن عبدالله المحدث : مسلم
المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 2018 خلاصة حكم المحدث : صحيح




أرأيت أُخَيَّ ؟!

ذكر اسم الله تعالي يطرد الشيطان ! ذكر الاسم يقهر الشيطان !
يا من حيرك الشيطان بذنب نصب شباكه و نسج خيوطه علي قلبك !!
يا من حيرك الشيطان يراودك عن خطيئة و أنت لم تزل ترسف في أغلال الأولي !!
يا من لسان حاله :
وا ذنوباه !! خطيئة لم تمت و صاحبها في طلب أخري !!
وا ذنوباه !! إن كانت النار لي مقيلًا و مأوي !!
وا ذنوباه !! إن كانت المقامع لرأسي تُهيَّأ !!

أعرفت أين تجد الحل ؟
الاستعانة .. الاستعانة .. الاستعانة!

"إِِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ "

قال ابن مسعود رضي الله عنه ( إذا كان العبد في صلاته فإنه يقرع باب الملك ، و إنه من يدأب قرع باب الملك يوشك أن يفتح له ) " إسناده صحيح ".

داوِم قرع الباب ، فوالله لئن فُتح الباب و توالت الرحمات ، و تتابعت العطيات ، إنك لسعيد ! وأيُّ سعيد ؟!
أصبحتُ ضيفَ الله في دار الرضا ...... و علي الكريم كرامة الضيفان.
تعفو الملوك عن النزيل بساحهم ...... كيف النزيل بساحة الرحمن ؟

قف بالباب و نادِ :
يا رب مازال لطفٌ منك يشملني ....... و قد تجدد بي ما أنت تعلمه .
فاصرفه عني كما عودتني كرمًا ....... فمن سواك لهذا العبد يرحمه؟

" و قد تجدد بي ما أنت تعلمه " هل تستطيع أن تقول هذه الكلمة لأحد إلا الله ؟! هل هناك من يعرف المعصية التي نزلت بك دون تصريح إلا الله ؟

قال رسول الله صلي الله عليه و سلم ( مَن نسي أنْ يذكُرَ اللهَ في أوَّلِ طعامِه فلْيقُلْ حينَ يذكُرُ: بسمِ اللهِ في أوَّلِه وآخِرِه فإنَّه يستقبِلُ طعامَه جديدًا ويمنَعُ الخبيثَ ما كان يُصيبُ منه
الراوي : عبد الله بن مسعود المحدث : ابن حبان
المصدر : صحيح ابن حبان الصفحة أو الرقم: 5213 خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه

إن كان الشيطان لا يقرب طعامًا ذكر عليه اسم الله تعالي ؟ فكيف يقرب قلبًا عامرًا بذكر الله و طاعته ؟!

قال رب العالمين " إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ".

فاستعن بالله عسي أن تستقبل حياةً جديدًا و قلبًا جديدًا ، و يُمنع الخبيث مما كان يصيب .

توحيد الله عز و جل في ربوبيته و ألوهيته و أسمائه و صفاته :

أخي ! لملم شتات خيالك ثم أطلقه بعيدًا لتتخيل معي :

ماذا لو انقلب الماء الذي نشربه دمًا ؟ ماذا لو امتلأت الآنية و الأطعمة بالآفات ؟
( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ )
الطوفان يهلك الحرث و النسل ، و الجراد يأكل الزروع ، و القمل يأكل ما تركه الجراد ، و الضفادع تملأ الآنية و الأطعمة ، و الدم ملأ المياه !
اسمع الدواء :
(وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ )

أخي ! لماذا تأكل ؟
لتشبع !
فكيف لو نزع من أكلك خاصية الإشباع ؟!
ماذا ستفعل ؟ لمن ستلجأ ؟
( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاء أَفَلَا تَسْمَعُونَ )

اسمع !
جاء رجل إلي رسول الله صلي الله عليه و سلم و قال : يا رسول الله إنا نأكل و لا نشبع !
قال : فلعلكم تأكلون متفرقين؟ اجتمعوا علي طعامكم و اذكروا اسم الله تعالي عليه يبارك لكم فيه . ( حسن لغيره).

فلك الحمد ربنا ، لا يرزق سواك ، لا يدبر سواك ، لا يملك سواك ، لا يخلق الأسباب سواك ، تخلق ما تشاء ، و ترزق من تشاء ، لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت علي نفسك !

أحققنا توحيد الربوبية ؟
إن كان كذلك ، فما بالنا نشكو من التقصير في توحيد الألوهية ؟
ما بالنا نشكو النسيان الدائم للتسمية ؟!
فما لنا لا نطيع من خلقنا و رزقنا و أحيانا و يُمِيتُنَا ؟ََ!
ما لنا لا نستحي أن نأكل من ملكه و نرتع في فضله ، و ننسي ذكر اسمه قبل التمتع بنعمه ؟!
إن من لم يشكر الناس لم يشكر الله ؟ فكيف بمن لا يشكر الله ؟


بغض الشيطان و ترك سبيله :

قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه :
كنا إذا حضَرنا مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ طعامًا لم نضعْ أيديَنا ، حتى يبدأ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، فيضع يدَه . وإنا حضرْنا معه ، مرةً ، طعامًا . فجاءت جاريةٌ كأنها تُدفعُ . فذهبتْ لتضعَ يدَها في الطعامِ ، فأخذ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيدِها . ثم جاء أعرابيٌّ كأنما يُدفَعُ . فأخذ بيدِه . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ( إنَّ الشيطانَ يستحِلُّ الطعامَ أن لا يُذكَرَ اسمُ اللهِ عليه . وإنه جاء بهذه الجاريةِ لِيستحِلَّ بها . فأخذتُ بيدِها . فجاء بهذا الأعرابيِّ لِيستحِلَّ به . فأخذتُ بيدِه . والذي نفسي بيدِه ! إنَّ يدَه في يدي مع يدِها ) . وفي رواية : كنا إذ دُعينا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى طعامٍ . فذكر بمعنى حديثِ أبي معاويةَ . وقال ( كأنما يُطرَدُ ) وفي الجاريةِ ( كأنما تُطردُ ) وقدَّم مجيءَ الأعرابيٍّ في حديِثه قبل مجيئ ِالجاريةِ . وزاد في آخر الحديثِ : ثم ذَكر اسمَ اللهِ وأكل . وفي روايةٍ : قدَّم مجيئ َالجاريةِ قبلَ مَجيءِ الأعرابيِّ .

الراوي : حذيفة بن اليمان المحدث : مسلم
المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 2017 خلاصة حكم المحدث : صحيح

تأمل كيف يدفع ، و يضع يده مع الذي دفع ، كل ذلك ليستحل طعامك و يذهب ببركته !

أمِنْ أجل هذا تترك طاعة الرحمن ؟!
(إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ).

فلنتخذه عدوًّا حتي لا يعلونا النداء :
(أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ، وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ، وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلّاً كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ ).

ثم نسمع من الملعون – أعاذنا الله من ذلك:
(وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ).

الأخوة و الحرص علي المسلمين



كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يأكلُ طعامًا في ستَّةِ نفرٍ من أصحابِهِ فجاءَ أعرابيٌّ فأَكلَهُ بلُقمَتينِ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ أما أنَّهُ لو كانَ قالَ بِسمِ اللَّهِ لَكفاكُم فإذا أَكلَ أحدُكُم طعامًا فليقُل بِسمِ اللَّهِ فإن نَسِيَ أن يقولَ بسمِ اللَّهِ في أوَّلِهِ فليقُلْ بسمِ اللَّهِ في أوَّلِهِ وآخرِهِ

الراوي : عائشة أم المؤمنين المحدث : الألباني
المصدر : صحيح ابن ماجه الصفحة أو الرقم: 2659 خلاصة حكم المحدث : صحيح



أمَا إِنَّه لَوْ قال : بِسمِ اللهِ لَكَفاكُمْ ، فإذا أكَلَ أحدُكُمْ طعامًا فلْيَقُلْ : بِسمِ اللهِ ، فإِنَّ نَسِيَ ألَّا يَقولَ : بِسمِ اللهِ في أوَّلِهِ ، فلْيَقُلْ : بِسمِ اللهِ أوَّلَهُ وآخِرَهُ

الراوي : عائشة أم المؤمنين المحدث : الألباني
المصدر : صحيح الجامع الصفحة أو الرقم: 1323 خلاصة حكم المحدث : صحيح



قد تصلح الجماعة و يدخل عليها الشيطان من فرد غافل ، فلن تنجو السفينة إلا بتعاون ركابها ، يضع الشيطان يده مع أحدهم ، فإن أمسكت يده و إلا كان الشيطان لكم شريكًا !


فما بال الأمر بالمعروف قل طالبه ، و كثُرَ مُجَانِبُه ؟

ما بال النهي عن المنكر زاد مُبْغِضُه ، و كثُرَ مُعَارِضُه ؟

(وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )

الذكر الخفي

قال محمد بن زياد رحمه الله :
رأيت أبا أمامة رضي الله عنه أتي علي رجل في المسجد و هو ساجد يبكي في سجوده ، و يدعو ربه ، فقال أبو أمامة :
أنتَ أنتَ لو كان هذا في بيتك ! " إسناده صحيح ."

إن كنت تأكل وحدك ، و ذكرت اسم الله ، فاجمع في قلبك نية ذكر الله خاليا ، و لا تحقرن من المعروف شيئًا ، فقد عقد الإمام ابن المبارك رحمه الله في كتابه " الزهد و الرقائق " بابًا بعنوان " باب النية مع قلة العمل و سلامة القلب " ، فربما تكون هذه الحسنة المخلَصَة لوجه الله تعالي هي التي ترجح الحسنات علي السيئات !

أخي ! فاستصحب معك الاستعانة و التوكل و التوحيد عند التسمية، و احرص علي إخوانك كحرصك علي نفسك ! و التزم التسمية خاليًا و في جماعة ! و أعوذ بالله أن أذكركم بها و أنساها !

يتبع إن شاء الله ....

[fatmisafaa]

قال الشيخ محمد العثيمين رحمه الله تعالي ، في بيان نعم الله علينا فيما يتعلق بموضوعنا :

( هذا الماء الذي نشربه ما جاء بحولنا و لا بقوتنا " أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ - أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ " " قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاء مَّعِينٍ " ، فبين الله تعالي نعمته علينا بالماء النازل من السماء ، و النابع من الأرض .

و الطعام الذي نأكله " أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ - أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ - لَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ " ، فهذه نعمة عظيمة من الله ، فهو الذي زرعه و نماه حتي تكامل ، و يسر لنا الأسباب التي تيسر جنيه و حصاده ثم طحنه و طبخه إلي غير ذلك من النعم الكثيرة .

قال بعض العلماء : إنه لا يقدم الطعام بين يديك إلا و فيه ثلاثمائة و ستون نعمة ، هذا الذي يُدرك ، فكيف بالذي لا يدرك ؟!

ثم بعد ذلك نعم عند تناوله ، عندما تأكله علي جوع ماذا تكون لذته ؟! لا تُستوعب ، و عندما تطعمه في فمك تجد لذة .

و عندما يمشي في الأمعاء لا تجد تعبًا في ذلك ، فالآن لو يقف علي يدك بعوضة أحسست برجليها و تقشعر منها لكن هذا الطعام الغليظ ينزل في هذه الأمعاء الرقيقة و لا تحس به ، نعم من الله عز و جل ، لأن داخل الجوف ليس فيه إحساس فيمر به بدون إحساس .

ثم إن الله تعالي خلق غددًا تفرز أشياء تلين هذا الطعام و تخففه حتي ينزل ، ثم إن الله عز و جل جعل له قنوات يذهب معها الماء .

و هناك عروق شارعة في هذه الأمعاء تفرق الدم علي الجسم ، فأين توصله ؟ توصله إلي القلب ، ثم إن هذا القلب الصغير في لحظة من اللحظات يطهر هذا الدم ثم يخرجه إلي الجانب الآخر من القلب نقيًّا ، ثم يدور في البدن ، ثم يرجع مرة ثانية إلي القلب فيطهره و يصفيه ، ثم يعود نقيًّا ، و هكذا دواليك.

( قال " سلفي و كفي " عفا الله عنه : الشيخ يشير إلي انقباض البطين الأيمن دافعًا الدم غير المؤكسج إلي الرئتين ، حيث يتم تحميله بالأكسجين ، فيذهب للأذين الأيسر عن طريق الأوردة الرئوية ، و منه إلي البطين الأيسر للجسم ، فعبر بالبطين الأيمن عن الدورة الرئوية للدم)

كل هذا و نحن لا نحس بهذا الشيء ، و إلا فالقلب يصدر نبضات كل نبضة تأخذ شيئًا ، و النبضة الأخري تخرج شيئًا من هذا الدم ، و مع ذلك يذهب هذا الدم إلي جميع أجزاء الجسم بشعيرات دقيقة منظمة مرتبة علي حسب حكمة الله و قدرته .

و مع هذا أيضًا :
فإن من قدرة الله العظيمة البالغة أن مجاري العروق لا تتفق في العضلات ، فكل عضو له مجاري خاصة ، بمعني أن يدك اليمني ليست المجاري فيها كيدك اليسري بل تختلف ، و كذلك بالنسبة إلي الرجل تختلف ، كل هذا من أجل بيان قدرة الله عز و جل ، و لا شك أن هذا لمقتضي الحكمة ، فلولا أن هناك حكمة تقتضي أن لهذه اليد مجاري معينة و لهذه اليد مجاري خاصة لما خلقها الله هكذا .

( قال " سلفي و كفي " عفا الله عنه : يشير الشيخ رحمه الله إلي تباين التغذية الدموية لكل عضو بحسب متطلبات هذا العضو و وظيفته ، فالكبد يصل الدم له من الأمعاء بواسطة الوريد البابي ليغذي الكبد بمعظم الأكسجين الذي يحتاجه و في نفس الوقت يقوم الكبد بتنقية الدم من السموم و تحويل ما يحتاج إلي تحويل من مواد نتجت عن هضم الطعام كالجلوكوز و الأمونيا و غيرها ، و يصل له من القلب عن طريق الشريان الكبدي ، المخ يصل له الدم بعد المرور من خلال الحاجز بين الدم و المخBlood brain barrier و الذي لا يسمح بمرور كل المواد بل مواد معينة فقط ، القلب نفسه يصله الدم عن طريق الشرايين التاجية ، فالأيمن منهما يغذي مناطق معينة ، و الأيسر يغذي باقي المناطق ، و يختلف التوزيع بين الأيمن و الأيسر من إنسان لآخر ، الكلية يصلها الدم عن طريق شرايين تتفرع بعد ذلك حتي تصل إلي شعيرات دموية متقوقعة علي نفسها بالقرب من الوحدة الوظيفية للكلية الخاصة بتنقية الدم Nephron، أما اليد اليسري فلقربها من القلب و بالتالي من الأورطي ، فإنها تتغذي عن طريق شريان يخرج مباشرة من الأورطي Left subclavian، أما اليد اليمني فتتلقي من شريان Right subclavian يتلقي من Brachiocephalic artery و ليس من الأورطي ، فهذا التقارب بين العضو و الشريان الذي يغذيه و هكذا ، يمنع انتشار الإصابة لأماكن عديدة ، فمثلًا لو أصيب ال brachiocephalic بشدة لن تصاب اليد اليسري كاليد اليمني ، و لو أصيب left subclavian بشدة لن تصاب اليد اليمني ، و لكن لو أصيب الأورطي بشدة فسيتضرر الجميع و لكن هذه نادرة و إن حدثت فغالبًا ما يموت الإنسان ، كما أن هذا التنوع و التعدد يفيد في حالة انسداد أحد الشرايين فتنفتح الشرايين المساعدة Collateralsفتمنع موت العضو ، فما أعظمك يا ربنا !! و ما أعلمك يا ربنا !! و ما أحمق من كفر بالله ليؤمن بالتطور !! )

المهم أن كل هذا نريد أن نبين به أن لله علينا نعمًا مادية بدنية في هذا الطعام سابقة علي وصوله إلينا و لاحقة .

ثم إن هناك نعمًا دينية تتقدم هذا الطعام و تلحقه ، فتسمي عند الأكل و تحمد إذا فرغت ، فإن الله تعالي يرضي عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها و يشرب الشربة فيحمده عليها ، و رضي الله غاية كل إنسان ، فمن يحصِّل رضي الله عز و جل ؟!
فنحن نتمتع بنعمه فإذا حمدناه عليها رضي عنا ، و هو الذي تفضل بها أولًا ، و هذه النعمة و هي رضي الله أكبر من نعمة البدن.

ما ظنكم لو لم يشرع الله لنا أن نحمد عند الأكل و الشرب ؟!
فإننا لو حمدناه لصرنا مبتدعين و صرنا آثمين ، و لكنه شرع لنا ذلك من أجل أن يوصلنا إلي رضاه ، أسأل الله أن يحقق ذلك لنا جميعًا ، فهذه نعمة عظيمة لا يدركها الإنسان إلا عند التأمل .........

فتأمل نعم الله عليك فهي سابغة و شاملة واسعة دينية و دنيوية ، و بهذا تعرف صدق هذه الآية ، قال تعالي " وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ " و قال " وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ " أي يغفر لنا و يرحمنا إن لم نقم بشكر هذه النعمة .
و بين أيضًا حال الإنسان و حال الرب عند النعمة العظيمة :
فحال الرب عز و جل : يقابل هذا الظلم و هذا الكفر بالمغفرة و الرحمة ، و لله الحمد.
أما حال العبد : فهو الظلم و الكفر.) ( الشرح الممتع : 1- 86,85).

يتبع بإذن الله ........

[Nooon]

جزاكم الله خيرا

[fatmisafaa]

و إياكم أخي الفاضل و رفع قدرك في المهديين

[لؤلؤة باسلامي]

رد: هديه صلي الله عليه و سلم عند الأكل .

وعليكم السلام وروحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيراً ونفع بكم