إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #76
    تأملات قرآنية 41





    إذا أراد الله بأحدٍ عقوبة سخّر له بطانة سوء تُزين له عمله ليزداد
    ( وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ)
    عبدالعزيز الطريفي


    ( قَالُوا لَنْ نُؤْثرك عَلَى مَا جَاءَنَا منْ الْبَيّنَات وَاَلَّذي فَطَرَنَا)
    لا تقدم على الحق إذا اتضح وظهرت بيناته أحدا من الخلق ، ولا تجامل أحدا على حساب دينك .”


    تقديم الاعتذار وبيان ضعف المخلوق أمام قدرة الخالق؛ سر عظيم من أسباب الإجابة

    (رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي)، (رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ)
    (الشيخ المنجد)


    الضال يريد أن تكون الناس مثله، حتى لا يشعر بوحشة الانحراف.

    ( وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً) (يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّوا السَّبِيلَ)
    الشيخ عبد العزيز الطريفي |


    لما ذكر الله المنافقين قال ( وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً )
    ولما أثنى على المؤمنين قال ( وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ) .
    أنت ممن ؟؟
    [ الشيخ / سلطان العمري ]






    إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30)

    كل تجارة في الدنيا تدور بين أمرين إما ربح أو خسارة ... إلا التجارة مع القرآن قال ربنا : ( .. لن تبور ) أي : لن تخسر ولن تهلك
    الشيخ : فهد الكندري




    عندما يتدبر المؤمن هذه الآية:
    { وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيماً} ثم يتأمل الواقع؛ يدرك كم من إنسان نصب نفسه مجادلا ومحاميا لأهل الباطل،
    هذه الحالة أصبحت سائدةً عند كثير من الناس، فهو يعين من يحب، مِن اهله أو مذهبه أو وطائفته،أو ممن له فيهم مصلحة، يعينهم بالحق والباطل، وبشتى أنواع الإعانات،
    ومنهم بعض الإعلاميين الذين يُسخَّرون لقلب الحقائق، وإبطال الحق، وإحقاق الباطل، وإشاعة الكذب، وتحريف الكلم عن مواضعه،
    الحق حق من أي طرف جاء، والباطل باطل ومرفوض ومردود من أي طرف كان





    (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ..)
    انظر لم يقل لمحمد صلّ الله علية وسلم امسك بما معك ولكن قال (استمسك) وكأن هناك من يحاول نزع القرآن من يدك..
    فلا تلتفت إلى ما معهم من باطل ولا تتأثر بكلامهم ولا تترك ما معك لأجل اقتراحاتهم مهما كثرت كما قال الله (فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُواْ...) ففي هذه اللحظات يحتاج الداعية إلى تثبيت من الله، يحتاج أن يسمع هذه الكلمات التي تزيده ثباتا وتكون له ردءًا فيقول الله له (...إنك على صراطٍ مستقيم (43)
    ثم طمأنه هو وقومَه أن عاقبة التمسك بالقرآن الشرف والعزة فقال له:
    وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44) (ذكرٌ أي شرف) وسوف تُسْأَلُونَ عمّا معكم من شرف وعزة فلا تتخلوا عنه فتفقدوا شرفكم وعزتكم


    موقع إنة القرأن




    "قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ "
    جمعت الآية بين العبادة والبذل فى جميع نواحي الحياة بل حتى لحظة النهاية في هذه الحياة (الموت) وجعلت كل ذلك خالصا لله وعلى مراده هو لا على مراد التقاليد والعادات والافكار البشرية..فالإشكالية ليست فيمن يعصي ويتوب أو فيمن يصلي وهو عاصي بل هذا أمر جيد قد يجعل الإنسان يتغير.. إنما الإشكالية في إن الدين مجرد شكليات وطقوس في أمكنة وأزمنة فقط ولا يتدخل في كل حياتنا..
    ما يحدث هو تفريغ للنصوص الدينية من محتواها وللعبادات من مقاصدها وللحياة من معناه

    موقع إنة القرأن

    تعليق


    • #77
      تأملات قرآنية 42


      الدهرُ يومان: يومٌ لك ويومٌ عليك، فإذا كان لك فلا تَبْطَر، وإذا كان عليك فلا تَحزَن، فبِكلَيهِما ستُختبَر وكلاهما زائل
      عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
      (( يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ، يَسُبُّ الدَّهْرَ، وَأَنَا الدَّهْرُ، بِيَدِي الْأَمْرُ، أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ))


      لا يوجد في قاموس المؤمن حظ، ولا الأيام طحنته، ولا قلب الدهر له ظهر المِجَن، ولا حظُّه سيِّئ، لم يُعطَ حظًّا كما ينبغي، هذا كله كلام لا معنى له إطلاقاً..
      لذلك سر إخفاق الكفَّار أنهم ما رأوا في الدنيا إلا أنها كل شيء، ما رأوها ممراً، رأوها مقرَّاً، ما رأوها دنيا، رأوها عُليا، ما رأوها فانية، رأوها باقية، لا تبقى لأحد..
      ﴿ وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا ﴾
      « الدهر يُخلِق الأبدان ( أي يُتلفها )، ويُجدّد الآمال، ويُقرّب المَنيّة، ويُباعد الأُمنيّة. مَن ظَفِرَ به تَعِب، ومَن فاتَه نَصِب » ( بحار الأنوار 67:78 / ح 8 ـ عن: المناقب لابن الجوزي:77




      (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ)[الزخرف].
      سوف تغرق في لجة الحياة إن لم تستمسك بقوة بالقرآن وهدايته كما يستمسك الغريق بما ينقذه ولا يشغلك زخرف الحياة


      ▬ [ الشيخ القارئ / ياسر الدوسري ]




      قال تعالى ( أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ )
      قال ( فبهداهم ) ولم يقل ( فبهم )
      و فيه إشارة إلى أن الاقتداء يكون بالمنهج لا بالأشخاص



      قوة الحجة لا تكفي لانقياد الناس لك ، بل تحتاج إلى لين فحجة النبي القرآن ومؤيده جبريل ومع هذا قيل له (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ )

      [ الشيخ/ عبدالعزيز الطريفي ]






      قال تعالى{ وَكَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ }
      من مكر الله بالمجرمين أن يزين لهم سوء عملهم ويمدهم بالمال والجاه والبنين استدراجا لهم
      د.محمد البراك





      (وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْماً وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ)
      ذكرفي هذه الآية الكريمة أنه يملي للكافرين ويمهلهم لزيادة الإثم عليهم ، وشدة العذاب
      في هذه الآية يصل السياق إلى العقدة التي تحيك في بعض الصدور , والشبهة التي تجول في بعض القلوب , والعتاب الذي تجيش به بعض الأرواح , وهي ترى أعداء الله وأعداء الحق , متروكين لا يأخذهم العذاب , ممتعين في ظاهر الأمر , بالقوة والسلطة والمال والجاه ! مما يوقع الفتنة في قلوبهم وفي قلوب الناس من حولهم ; ومما يجعل ضعاف الإيمان يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية ; يحسبون أن الله - حاشاه - يرضى عن الباطل والشر والجحود والطغيان ,
      إذا كان يعطيهم حظا في الدنيا يستمتعون به ويلهون فيه . . إذا كان الله يأخذهم بهذا الابتلاء , فإنما هي الفتنة ; وإنما هو الكيد المتين , وإنما هو الاستدراج البعيد:




      (فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12 )
      قد يأتيك النصر من حيث لم تقدّر ولم تحتسب .. فقط خذ بالأسباب وانصر الله ينصرْك


      علي العمران



      لا تتكل على الإنسان لأنه يمرض وينام وينسى ويغفل ويموت ولكن
      ( وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ )

      عائض القرني



      شاور سيدنا إبراهيم ابنه إسماعيل
      ( إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ )
      و فيه أهمية الشورى حتى للصغار لتدريبهم و تسهيل الأمر عليهم

      [ د. سلمان العودة ]


      من ضيع صلاته اتبع شهوته ، و كانت النتيجة الحتمية الغواية ، تأمل
      ( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً)
      د.نوال عيد








      (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا)
      كذلك ينتفع برحمة الهدي من خلقت فطرته طيبة قابلة للهدى كالبلد الطيب ينتفع بالمطر ، ويحرم من الانتفاع بالهدى من خلقت فطرته خبيثة كالأرض الخبيثة لا تنتفع بالمطر فلا تنبت نباتا نافعا ، فالمقصود من هذه الآية التمثيل ، وليس المقصود مجرد تفصيل أحوال الأرض بعد نزول المطر

      تعليق


      • #78
        تأملات قرآنية فى ﴿ لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ....)







        "من أعطاه الله جل وعلا فهم القرآن وتدبره ثم يظن بعد ذلك أن أحداً من أهل الدنيا أعطي أفضل مما أعطاه الله . فقد عظّم صغيراً وصغّر عظيماً!"
        قال تعالى قال
        ﴿ لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾.
        لا تمدن عينيك المعنى : قد أغنيتك بالقرآن عما في أيدي الناس ; فإنه ليس منا من لم يتغن بالقرآن ; أي ليس منا من رأى أنه ليس يغنى بما عنده من القرآن حتى يطمح بصره إلى زخارف الدنيا وعنده معارف المولى(الطبرى)
        "لا تمدَّنَّ عينيك": أي لا تتمنّى ما فضلنا به أحداً من متاع الدنيا- ولا تمدن عينيك معجبا ولا تكرر النظر مستحسنا إلى أحوال الدنيا والممتعين بها.
        يجب غض البصر عما لدى الناس من الأموال والنساء و الأولاد ونحوها مما جعلها الله من زينة الحياة الدنيا


        (أَزْوَاجًا مِنْهُمْ) الأزواج هنا لا تعني الزوج وزوجته أبداً، يعني هذا الإنسان أحب المال حتى أصبح المال زوجاً له، فلان أحب البيت حتى أصبح البيت زوجاً له ، يعني أعلى درجة من الاندماج، والحب، والولاء، والاهتمام، والاستغراق، والانصراف هو الزوج، قال هؤلاء الذين أحبوا الدنيا، بعضهم أحب مالها، بعضهم أحب نسائها، بعضهم أحب مراكزها، بعضهم أحب طعامها، بعضهم أحب متعها الرخيصة، هذا الذي أحب هذا الشيء، صار الشيء زوجاً له، قال هذا الإنسان وعاء، فإذا أحب الدنيا حباً جما، امتلئ وعائه، فلا يتسع لشيء آخر، لذلك مهما حاولت أن تلقي عليه الموعظة، أن تلفت نظره إلى حقيقة الدنيا.
        ﴿صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18)﴾
        (راتب النابلسى)



        حب الدنيا رأس الخطايا ومفسد للدين من وجوه:
        أحدها: أن الله لعنها وأبغضها ومقتها إلا ما كان له فيها، ومن أحب ما لعنه الله ومقته وأبغضه فقد تعرض لغضبه ومقته ولعنته.
        في سنن الترمذي عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ألا إن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها، إلا ذكر الله وما والاه، وعالم أو متعلم. والمقصود من الحديث أنها مبعدة عن الله والدار الآخرة لذلك ذمت.
        والثاني: أن حب الدنيا يقتضي تعظيمها وهي حقيرة عند الله، ومن أكبر الذنوب تعظيم ما حقّر الله.
        الثالث: أن العبد إذا أحب الدنيا صيرها غايته، وتوسل إليها بالأعمال والطاقات التي جعلها الله وسائل إليه وإلى الدار الآخرة.
        فهذا عَكَس الأمر، وقَلَب الحكمة، وهذا الذي قال الله عنه: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16)} ... [هود: 15 - 16].
        والدنيا في الحقيقة لا تذم لذاتها، وإنما يتوجه الذم إلى فعل العبد فيها، وهي قنطرة أو معبر إلى الجنة أو إلى النار.
        ولكن لما غلبت عليها الشهوات والحظوظ والغفلة، والإعراض عن الله والدار الآخرة، فصار هذا هو الغالب على أهلها وما فيها، وهو الغالب على اسمها، صار لها اسم الذم عند الإطلاق.
        وإلا فالدنيا مبنى الآخرة ومزرعتها .. ومنها زاد الجنة .. وفيها اكتسبت النفوس الإيمان ومعرفة الله .. ومحبة الله وذكره وابتغاء مرضاته.




        الكلم الطيب

        تعليق


        • #79




          لو أُغلقت الأبواب في وجهك، استحضر معنى اسم الله الفتَّاح، القادر سبحانه على فتح ما انغلق من أمرك،
          {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا}.


          (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ )
          من رحمة الله .. اسمه الشكورْ ! ، فهو يعطي الأجر الكثير على العمل القليل
          من رحمة الله .. خلْقُكْ ! ، ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)
          من رحمة الله .. هذا الدين الذي تدين به ، الإسلام ! ، دين التوحيد ، فلا تدعو مع الله أي شيء ، وتطلب من الله مباشرة ، وتتقرب إليه دون شريك أو وسيط !
          لتتأمل في نفسك ومن حولك ، أدعوك للشعور برحمة الله ، فعندها .. ستشعر بأنّ الله معكْ ، ستشعر بأنّ رحمته تملأ حياتك سعادةً وسرورًا ، ستصغر الدنيا في عينيكْ ، ويصبحُ همّك الأول أن تنالَ رحمةَ الله ..




          دعاء السر أعظم من دعاء العلانية، لأن خلوة السائل بالمسؤول أصدق عبارة، لذا أمر الله بسؤاله سراً
          ( ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً) الشيخ عبد العزيز الطريفي
          أَنَّهُ دَالٌّ عَلَى قُرْبِ صَاحِبِهِ لِلْقَرِيبِ لَا مَسْأَلَةِ نِدَاءِ الْبَعِيدِ لِلْبَعِيدِ؛ وَلِهَذَا أَثْنَى اللَّهُ عَلَى عَبْدِهِ زَكَرِيَّا بِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ:
          {إذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا}
          " يُحب الله دعاء الخفاء؛ لأنه لا يُناجيه منفردًا إلا من هو موقن بقُربه"
          أَنَّهُ أَبْلَغُ فِي التَّضَرُّعِ وَالْخُشُوعِ الَّذِي هُوَ رُوحُ الدُّعَاءِ وَلُبُّهُ وَمَقْصُودُهُ. فَإِنَّ الْخَاشِعَ الذَّلِيلَ إنَّمَا يَسْأَلُ مَسْأَلَةَ مِسْكِينٍ ذَلِيلٍ قَدْ انْكَسَرَ قَلْبُهُ. وَذَلَّتْ جَوَارِحُهُ وَخَشَعَ صَوْتُهُ



          "وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ"
          سيدنا داوود كان بطلا في العبادة.. حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أفضل الصيام صيام داوود.. وأفضل القيام قيام داود"
          داوود كان ملكا عظيما على مملكة عظيمة.. ولكنه ما انشغل أبدا بتدبير ملكه عن العبادات من قيام وصيام وذكر وقراءة الزبور.. ولما كان ذلك حاله ألان الله له الحديد ليستعين به على الجهاد والإدارة.
          فلابد لكل عامل لدين الله أن يكون له حظ كبير من العبادة.. مهما كانت انشغالاته.. فكلما كانت المهمة أثقل كلما كانت الحاجة إلى العبادة أقوى.

          خواطر من دروس الشيخ أحمد عبد المنعم فى تفسير سورة سبأ





          وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (١١)
          هذا الصنف من الناس اختار أن يقف على حرف وطرف من الدين ولم يتقدم في أنواع الطاعات والعبوديات ﻷنه لم يطمئن بالدين ولكنه اطمأن بالدنيا فيتغير دينه تبعا لدنياه
          عندما سقط وقع على وجهه مما يدل على أنه كان يقف يعطي ظهره للدين وينظر إلى الدنيا ،
          أقبل ولا تخف ولا تجعل دينك عرضة للمتغيرات من حولك فمن الناس من يصبح مؤمنا ويمسي كافرا والعياذ بالله.




          (وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)
          كيف ترى ذنوبك ؟
          يقول ابن القيم رحمه الله :
          فعلامَةُ السَّعادَةِ أنْ تكونَ حسناتُ العَبدِ خَلْفَ ظَهرهِ و سيِّئاتهُ نُصْبَ عَيْنَيْهِ.
          وعلامَةُ الشقاوَة أن يَجعَلَ حَسناتِهِ نُصْبَ عينيهِ وسيِّئاتهِ خَلْفَ ظَهرهِ واللهُ المُستعانُ .
          ( مفتاح دار السعادة 2 / 295 ) .
          أخرج البخاري عن ابن مسعود - رضي الله عنه -: "إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا، قال أبو شهاب - بيده فوق أنفه





          " لايُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا " بدأ بالصغيرة قبل الكبيرة فلا تستهينوا ..
          اعمل ماشئت فكتابك: ﴿ لايغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أَحصاها ﴾ وتذكر بأن : - اليوم يُقبل منك ﴿ مثقال ذرة ﴾ - وغدا لن يقبل منك ﴿ملء اﻷرض ذهبا﴾
          قال صلى الله عليه وسلم: «إياكم ومحقرات الذنوب, كقوم نزلوا في بطن واد, فجاء ذا بعود, وجاء ذا بعود, حتى أنضجوا خبزتهم, وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه»الصحيحة للألباني



          التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 11-10-2015, 07:02 PM.

          تعليق


          • #80
            وقفات قرآنية مع د.عمر المقبل (1) سورة البقرة






            《سوة البقرة》

            يا للعظمة!
            كل كتاب في الدنيا فيه نقص وقصور قلّ وكثر،
            إلا كتاب الله يبتدئ بالتحدي لكل من قرأه: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة: 2]
            فتبارك الله العليم الحكيم!
            وقد مرَّ بي أن رجلاً كندياً نصرانياً، أراد أن يقرأ القرآن من أجل البحث عن أخطاء ونواقص في القرآن، فكانت هذه الآية أول صدمة!
            فلما قرأ هذه الآية: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا} [البقرة: 23، 24] أعلن إسلامه!
            عمر المقبل
            .................................................. .................................................. ........
            هذه الآية صريحة في كفر المنافقين كفرا أكبر مخرجاً من الملة:
            { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} [البقرة: 8]
            وأن الشهادة باللسان لا تنفع الإنسان إذا لم تتواطأ مع القلب.
            عمر المقبل
            .................................................. .................................................. ........

            {قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُون} [البقرة: 30]
            وقال تعالى في موضع آخر من هذه السورة: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } [البقرة: 216]
            والعبرة أن كثيرا من الأمور الشرعية أو الكونية التي يقدرها الله قد تبدو للوهلة الأولى لنا أنها شرُّ،
            ولكن في طياتها الخير الكثير!
            عمر المقبل
            .................................................. .................................................. ........

            مهما بلغ كيد السحرة، فلن يتحقق الضرر إلا بإذن الله ومشيئته:
            {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ } [البقرة: 102]،
            ومن أعظم العواصم: قوة التوكل على الله تعالى، كما قال سبحانه:
            {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ} [الزمر: 36].
            عمر المقبل
            .................................................. .................................................. ........

            كيف نتوقع الخير من أعدائنا بعد هذه الآية:
            {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ } [البقرة: 105]؟ وبعد هذه الآية: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ} [البقرة: 109]،
            وبعد هذه الآية: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ } [البقرة: 120]؟!
            عمر المقبل
            .................................................. .................................................. .......
            {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ} [البقرة: 121]
            وتلاوته: بأدائه لفظاً، وعملاً، فهذه هي حقيقة التلاوة،
            لا كما يظنها بعضهم بأنها في الأداء اللفظي (التجويد).
            عمر المقبل

            .................................................. .................................................. .......
            من أجمل ما نضمنه وصايانا لأولادنا ومن يأتي بعدنا وصية إبراهيم ومن بعده:
            {يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } [البقرة: 132].
            عمر المقبل
            .................................................. .................................................. .......

            لا يهلك على الله إلا هالك، وهو الذي أحاطت به ذنوبه ـ عياذا بالله ـ:
            { مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [البقرة: 81].
            عمر المقبل
            .................................................. .................................................. ........
            قاعدة قرآنية محكمة، اشتركت فيها الأمم:
            {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة: 83]
            وأولى الناس بهذه الآية هم الوالدان والزوجة والأولاد.
            عمر المقبل
            .................................................. .................................................. ........
            قد يبلغ الخزي بالإنسان أن يغرق في الخذلان وهو لا يشعر،
            بحيث يظن الإفساد إصلاحاً، والإيمان سفَهَاً !
            {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ} [البقرة: 11 - 13].
            عمر المقبل

            ................................................. .................................................. ........


            { فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} [البقرة: 10] وقبلها بآيتين: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ} [البقرة: 7]
            فتأمل ـ أيها الموفق ـ كم تكرر الحديث عن القلب في هذه السورة فضلاً عن القرآن كله!
            لقد تحدثت سورة البقرة عن القلب في أحد عشر موضعاً،
            كلها تؤكد عظمة هذا العضو، وأن مدار الصلاح والفساد عليه، فاللهم أصلح قلوبنا.
            عمر المقبل

            تعليق


            • #81
              رد: وقفات قرآنية مع د.عمر المقبل (1) سورة البقرة

              السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
              جزاكِ الله خيرا ، موضوع رائع
              نفع الله بكِ
              اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت. اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون.

              الداعية مهمته الأساسية أن يربح نفسه أولا.. ويحسن إلى نفسه أولا
              بقية المقال هنا

              تعليق


              • #82
                رد: وقفات قرآنية مع د.عمر المقبل (1) سورة البقرة

                جزاكِ ربي الفردوس الأعلى
                التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 05-10-2015, 11:11 PM. سبب آخر: تمنع صور الورود اختنا لآن القسم مختلط، بوركتم

                تعليق


                • #83
                  تأملات قرآنية 44




                  جزء من روح الورد شوك . !!
                  جزء من قلب الشجره الخضراء البهيه مأوى للأفاعي .
                  وجزء منك رغماً عنك سيئ فلا تبتهج بنقائص الآخرين ..!
                  ما أكثر ما نشتغل بعيوب الناس ، ناسين أو متناسين أموراً مهمة :
                  الأولى : أنهم بشر مثلنا ، وأنهم يقعون في الخطأ كما نقع فى الخطأ
                  الثاني : أننا مُـلئنا عيوباً لو اشتغلنا بها وبإصلاحها لأشغلتنا عن عيوب الناس .
                  الثالث : أن من تتبّع عورات الناس تتبّع الله عورته ، فالجزاء من جنس العمل
                  المرء مطالب بإصلاح نفسه أولا وسيسأل عنها قبل غيرها،
                  وقد قال الله تعالى :
                  (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ)
                  عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يبصر أحدكم القذى في عين أخيه، وينسى الجِذْعَ في عينه".




                  "إن القلب الذى ذاق اليقين لا يخاف ممن خُلقوا من طين"
                  [فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ] ,
                  [فَلا تَخْشَوْا النَّاسَ وَاخْشَوْنِي]
                  ,

                  مما يعين العبد على عدم خشية المخلوقات استشعاره أن المخلوق لا يملك ضراً ولا نفعاً، ولا حول له ولا قوة، ولا يستطيع أن يضر بشيء إلا إذا كان مكتوباً ومقدراً في الأزل، وأن كل شيء بقدر، فقد قال الله تعالى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ {القمر:49}، وقال تعالى: قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا {التوبة:51}، وفي الحديث: واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف. رواه الترمذي وصححه الألباني.



                  ( كَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِالله)
                  قالها إبراهيم عليه السلام وهو يقف وحيداً أمام قومه يدعوهم إلى الله ولا يخاف في الله لومة لائم.
                  كيف يخاف من يعلم أن الله على كل شيء قدير وأنه سبحانه يرى حالَه ويعلم خواطرَه ويُدبر أمورَه ويرعى شئونَه ؟!
                  لا تخف إلا ذنبك ولا ترجُ إلا ربك






                  (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ )
                  من رحمة الله .. اسمه الشكورْ ! ، فهو يعطي الأجر الكثير على العمل القليل
                  من رحمة الله .. خلْقُكْ ! ، ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)
                  من رحمة الله .. هذا الدين الذي تدين به ، الإسلام ! ، دين التوحيد ، فلا تدعو مع الله أي شيء ، وتطلب من الله مباشرة ، وتتقرب إليه دون شريك أو وسيط !
                  لتتأمل في نفسك ومن حولك ، أدعوك للشعور برحمة الله ، فعندها .. ستشعر بأنّ الله معكْ ، ستشعر بأنّ رحمته تملأ حياتك سعادةً وسرورًا ، ستصغر الدنيا في عينيكْ ، ويصبحُ همّك الأول أن تنالَ رحمةَ الله ..





                  قال تعالى (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6)
                  قد تأتي مشكلات فوق طاقة الإنسان، ويكاد للإنسان من جهات قوية لا يستطيع لها مجابهة، قد تأتي أمراض وبيلة، ويفتقر الإنسان، ويتآمر عليه من حوله، ويطعنه في الظهر أقرب الناس إليه، في حالات صعبة جداً هذا الحديث فيه الفرج.،(( عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ يُمْهِلُ حَتَّى إِذَا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلُ نَزَلَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ؟ هَلْ مِنْ تَائِبٍ؟ هَلْ مِنْ سَائِلٍ؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ حَتَّى يَنْفَجِرَ الْفَجْرُ؟))[مسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ]
                  قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم- أتاني جبريل فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل وعزه استغناؤه عن الناس }.





                  اكتمال متعة الحياة للظالم من غير نقص علامة على قرب ساعة عقوبته
                  ( فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ )
                  الشيخ عبد العزيز الطريفي-


                  يحرص المفسدون على تشويه المصلح لأن إسقاطه أهون من إسقاط حججه، فينفر الناس من كل أقواله

                  (وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ)
                  الشيخ عبد العزيز الطريفي-





                  هذا إخبار من الله عز وجل عن تمرد قوم فرعون وعتوهم وعنادهم للحق وإصرارهم على الباطل في قولهم
                  "مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين"
                  يقولون أي آية جئتنا بها ودلالة وحجة أقمتها رددناها فلا نقبلها منك ولا نؤمن بك ولا بما جئت به.
                  ابن كثير






                  وللصمتُ خيرٌ من كلامٍ بمأثمٍ... فكنْ صامتاً تسلمْ وإِن قلتَ فاعدلِ
                  امسك لسانك إلا عن حق توضحه، أو باطل تدحضه، أو حكمة تنشرها، أو نعمة تشكرها"
                  حذر الله جل وعلا من آفات اللسان وأخبر أنها من الأعمال التي تحصى على ابن آدم ويحاسب عليها. قال تعالى:
                  " مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ " . [ق: 18]. وقال جل وعلا: " وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا " [الإسراء: 36
                  ].

                  تعليق


                  • #84
                    رد: تأملات قرآنية 44

                    رائع

                    جزيتي خيرا وبارك الله فيكي

                    تعليق


                    • #85
                      رد: تأملات قرآنية 39

                      المشاركة الأصلية بواسطة امانى يسرى مشاهدة المشاركة
                      السلام عليكم فى الموضوع القادم إن شاء الله ساجعل نوع الخط Traditional Arabic
                      عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                      لاضير في ذلك ،
                      جزاكم الله خيراً ونفع بكم وبارك فيكم
                      وجعل طرحكم هذا في موازين حسناتكم




                      تعليق


                      • #86
                        وقفات قرآنية مع د.عمر المقبل (2) سورة المؤمنون





                        بداية سورة المؤمنون ب
                        قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ [المؤمنون: 1]

                        واختمت بـ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ
                        117
                        وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ
                        118


                        تأمل ـ يا مؤمن ـ ما الصفة التي ابتدأت بها هذه الصفات؟
                        الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ [المؤمنون: 2]
                        وبماذا اختمت: وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ [المؤمنون: 9]؟
                        إنها الصلاة! وليست أي صلاة؟ إنها الصلاة الخاشعة التي يحافظ عليها صاحبها.

                        من العجيب أن الإعراض عن اللغو أدرج بين ركنين من أركان الإسلام:
                        الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُون

                        َ [المؤمنون: 2 - 4]
                        وهذه تحتاج إلى تأمل،
                        ويمكن أن يقال – والعلم عند الله -:
                        أن من حافظ على الصلاة الخاشعة قاده ذلك إلى الإعراض عن لغو الكلام،
                        ومن وُفّقَ لذلك سهل عليه التخلص من شح نفسه، وإخراج زكاة ماله.





                        أحسن إرث سمعت به أذن في هذه الحياة هو هذا:
                        أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ [المؤمنون: 10، 11]
                        اللهم فاجعلنا من أهلها.




                        حتى في حال الشدة والأهوال المذهلة، يذكر الله نبيه نوحاً بأن لا ينسى ذكر الله:
                        فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (28) وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ [المؤمنون: 28، 29].





                        إذا رأيت أن نعم الله عليك تتابع، وأنت في المعاصي مستمر، فاحذر أن تكون من أهل هذه الآية:
                        أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ [المؤمنون: 55، 56]
                        وهي آية تزيل الغبش عن أعين طالما فتنت بما عليه أهل الكفر والضلال الذين وسّع الله عليهم في دنياهم.



                        .إذا وجدت في قلبك وجلاً وخوفاً من قصور عملك عن رتبة القبول،
                        فتلك علامة خير،
                        تأمل قول الله عن أولئك الصفوة: إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ [المؤمنون: 57 - 61]



                        في قول الكفار: أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ [المؤمنون: 69]
                        دليل على أن استنكار الناس لمن يأتي بدعوة وهم لا يعرفونه أمرٌ فطري.



                        انتبه!
                        لا تكن من أهل هذا الموقف:
                        حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ[المؤمنون: 99، 100].



                        وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (103) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ [المؤمنون: 103، 104]
                        هل تعرف معنى (كالحون)؟
                        قال ابن جرير: الكلوح: أن تتقلص الشفتان عن الأسنان، حتى تبدو الأسنان!
                        فتأويل الكلام: يسفع وجوههم لهب النار فتحرقها، وهم فيها متقلصو الشفاه عن الأسنان؛ من إحراق النار وجوههم. نعوذ بالله من ذلك.



                        كم أخافت هذه الآية من إمام من أئمة الدين؟
                        قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا [المؤمنون: 106]
                        فندب نفسه وبكى عليها قائلاً: أخوف ما أخاف أن أكون في أم الكتاب شقياً.



                        قال بعض السلف عن هذه الآية: قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ [المؤمنون: 108]
                        إنها أقسى كلمة يسمعها أهل النار، وهي من أشد ما يعذبون به!
                        اللهم أجرنا من النار.



                        فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ [المؤمنون: 110]
                        هذه صفة متكررة في القرآن، سجلها الله على أهل النار،
                        فالويل للمستهزئين بالدين وأهله!



                        .كانت هذه الآية: أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ [المؤمنون: 115]
                        سبباً في توبة إبراهيم بن أدهم ـ ـ
                        وهي خليقة أن يتوقف عندها كلّ من سار في مسارب الحياة غافلاً عن مصيره.

                        تعليق


                        • #87
                          تأملات قرآنية 45



                          إذا كنت تنام متى ما شئت وتقوم متى ما شئت ، دون أي مراعاة للصلاة في وقتها !!
                          ستبقى في دائرة الأحزان ما دامت الصلاة ليست في دائرة اهتمامك.."
                          الصلاة دائما مقرونة بالفلاح'
                          حِينَمَا ذَكَرَ أُولَئِكَ المُفلِحِينَ في سُورَةِ لُقمَانَ وَوَصَفَهُم بِالإِحسَانِ، فَقَد جَعَلَ إِقَامَةَ الصَّلاةِ هِيَ أَوَّلَ صِفَاتِهِم، قَالَ سُبحَانَهُ:
                          ﴿ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ * هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ *
                          وَقَالَ جَلَّ وَعَلا: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ﴾ [الأعلى: 14، 15] وَعَن أَبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ العَبدُ يَومَ القِيَامَةِ مِن عَمَلِهِ صَلاتُهُ، فَإِن صَلَحَت فَقَد أَفلَحَ وَأَنجَحَ، وَإِن فَسَدَت فَقَد خَابَ وَخَسِرَ " رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَغَيرُهُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ






                          الدِّينُ كُلِّه في كلمتين: اِتِّصال بالخالق وإحْسانٌ إلى المَخْلوق.
                          الآن هناك ألف مُشْكلة مع الخَلْق، وهذه المُشْكِلات مع الخَلْق هي أعْراض انْقِطاعُ الإنسان عن الله، فإذا صَحَّت صِلَتُهُ بالله حُلَّتْ مُشْكِلاته مع الخَلْق
                          فالانْقِطاع عنه تعالى يُورث أنانِيَّة وكِبْر وعُدْوان وأن تأخذ ما ليس لك، وأن تخْدع وتكْذب وتُنافِق، هذه كُلُّها أعْراض الإعْراض، ولو أنَّك اِتَّصَلْتَ بالله عز وجل لَكُنْتَ إنْساناً آخر
                          الدينُ هو الصلاة ولا خير في دينٍ لا صلاة فيه، والصلاة عماد الدين من أقامها فقد أقام الدِّين ومن هَدَمها فقد هدَم الدِّين،
                          ( راتب النابلسى )


                          ﴿مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ(42)قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ(43)﴾
                          عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: "من لم يصل فهو كافر" رواه ابن عبد البر في التمهيد (4/226) والمنذري في الترغيب والترهيب (1/439). ولا يخفى أن هذه العقوبة لمن ترك الصلاة بالكلية، أما من يصليها لكنه يتكاسل في أدائها، ويؤخرها عن وقتها، فقد توعده الله بالويل فقال: { ويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون } [الماعون: 5].والويل هو: واد في جهنم ـ نسأل الله العافية



                          قد يسيء بعض الناس بك الظن وقد يظنك آخرون أطهر من ماء الغمام !
                          لن ينفعك هؤلاء ولن يضرك أولئك فالمهم حقيقتك وما يعلمه الله عنك ..

                          { يَومَ تُبلَى السَّرائِرُ } [الطارق: ٩]
                          لا يغتر أحد بمظهر استقامته وصلاحه أمام الناس ..فالخبايا معلنة يوم القيامة ..




                          هذا إخبار من الله عز وجل عن تمرد قوم فرعون وعتوهم وعنادهم للحق وإصرارهم على الباطل في قولهم
                          (وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (132))
                          يقولون أي آية جئتنا بها ودلالة وحجة أقمتها رددناها فلا نقبلها منك ولا نؤمن بك ولا بما جئت به.
                          ابن كثير

                          العناد بين السلبية والإيجابية
                          العناد يمكن تقسيمه موضوعيًّا إلى نوعين: عناد إيجابيٌّ، وهو تعبير عن التمسُّك بالحق، وقِيَم العدل، ومُقتضيات العِلم والصلابة، في مواجهة الباطل ومُقاوَمة الظلم والانحراف


                          وربما خير مثال على هذا النوع قادة ودعاة وعلماء رفع الله شأنهم وشأن أعمالهم، وفعالهم الحميدة التي يَجري عليها وصْف العناد، ومِن ذلك إصرار الخليفة الأول "أبو بكر الصديق" - رضي الله عنه - على محاربة المُرتدِّين ومانعي الزكاة رغم معارضة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وكثير مِن الصحابة ومُراجعتهم في ذلك، حتى تبيَّن لهم أنه الحق، وحفظ الله به الإسلام ودولة المسلمين الأولى.
                          ومثال إصرار الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - على الجهر "بعدم خلْق القرآن" في مواجهة المأمون والمعتزلة، وظل قامةً وهامةً وقدوةً لجميع العلماء والقضاة في التمسُّك بالشرع وحقائق العلم.
                          والنوع الثاني مِن العناد هو العناد السلبي الذي يُقاوم الحق ويجحَد الحقائق، يُصرُّ صاحبه على التمادي في الإثم والغيِّ والعدوان على مقتضيات العقل والحكمة والمنطق والموضوعية، مهما بذل معه مِن محاولات الإقناع أو الحوار، وكثيرًا ما يرفض الحلول والبدائل، حتى التقارُب والحلول الوسَط.


                          ومن هؤلاء ما حكاه المولى - عز وجل -: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴾ [البقرة: 204 - 206].






                          يُخاطب الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم فيقول :
                          { ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا }
                          من المُخاطِبْ ؟!!
                          الله سبحانه .. ربّ العالمين .. عالمُ الغيب والشهادة ..
                          من المُخاطَبْ ؟!!
                          الرسولُ المعصومْ .. الذي قد غُفرَ له ما تقدمَ من ذنبه وما تأخرْ .. الذي يستغفر الله في المجلس الواحد أكثر من سبعين مرة .. الذي قام في ركعة واحدة بالبقرة والنساء وآل عمران !
                          نعمْ ..
                          فما نصيبُنا نحن من هذه الآية ؟
                          كم مرة زلّت أقدامنا ..
                          ولولا تثبيت ربنا تعالى لكنا الآن في حالة لا يعلمها إلا قيوم السماوات والأرضين ..
                          يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّت قَلْبِي عَلَى دِينِكَ

                          تعليق


                          • #88
                            رد: وقفات قرآنية مع د.عمر المقبل متجدد

                            وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                            جزاكم الله خيرًا على طيب نقلكم
                            وتم عمل فهرس للوقفات في المشاركة الأولى
                            فبرجاء اضافة الوقفات هنا لاضافتها للفهرس
                            بارك الله فيكم وجعل عملكم في ميزان حسناتكم


                            تعليق


                            • #89
                              تاملات فى قوله تعالى (( وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ )






                              ( وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ ) الفرقان : 72
                              كثيرون يحملون معنى هذه الآية على الشهادة بالزور فقط ،
                              وهذا فهم قاصر ؛
                              فالمعنى أعم من ذلك وأعظم ،
                              فكل منكر زور ،
                              فمن علم به ولم ينكره بلا عذر فقد افتقد صفة عظيمة من صفات " عباد الرحمن " ، وكفى بذلك خسراناً مبيناً .
                              أ.د. ناصر العمر .


                              ( والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما ( 72 ) والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا ( 73 ) والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما ( 74 ) )

                              وهذه أيضا من صفات عباد الرحمن ، أنهم : ( لا يشهدون الزور ) قيل : هو الشرك وعبادة الأصنام . وقيل : الكذب ، والفسق ، واللغو ، والباطل .

                              وقال محمد بن الحنفية : [ هو ] اللهو والغناء .


                              وقال عمرو بن قيس : هي مجالس السوء .


                              وقيل : المراد بقوله تعالى : ( لا يشهدون الزور ) أي : شهادة الزور ، وهي الكذب متعمدا على غيره ، [ ص: 131 ] كما [ ثبت ] في الصحيحين عن أبي بكرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر " ثلاثا ، قلنا : بلى ، يا رسول الله ، قال : " الشرك بالله ، وعقوق الوالدين " . وكان متكئا فجلس ، فقال : " ألا وقول الزور ، ألا وشهادة الزور [ ألا وقول الزور وشهادة الزور ] . فما زال يكررها ، حتى قلنا : ليته سكت .

                              والأظهر من السياق أن المراد : لا يشهدون الزور ، أي : لا يحضرونه; ولهذا قال : ( وإذا مروا باللغو مروا كراما ) أي : لا يحضرون الزور ، وإذا اتفق مرورهم به مروا ، ولم يتدنسوا منه بشيء ; ولهذا قال : ( مروا كراما ) .

                              اسلام ويب

                              قال فضيلة الشيخ: محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- في تفسيره لقوله تعالى:
                              ﴿وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا[1]:
                              ﴿لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ﴾؛ أي: لا يشهدون المنكر من القول والعمل؛ أي: لا يحضرونه ولا يجلِسُون إليه؛ لأنَّ شهود الزُّور يحصل به إثم الزُّور؛ بمعنى: أنَّ الإنسان إذا قعد مع قوم على زورٍ؛ فإنه مثلهم، وإن لم يعمل عملهم؛ ودليل ذلك قول الله تعالى: ﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ[2].
                              -فهذا يعني أنكم إذا قعدتم إذن تكونوا مثلهم- ﴿إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا[3] فهم لا يشهدون الزُّور وإذا لم يشهدوا الزُّور، لن يعملوا به.
                              وإنَّه بهذه المناسبة يشكو كثيرٌ من النَّاسِ اليوم حضور اجتماعات الزِّفاف؛ لأنهم يقولون: لا تخلو كثيرٌ من ليالي الزِّفاف إلا وفيها مُنكر، فماذا نصنع؟ هل نحضر مع كرهنا لذلك أو لا نحضر؟

                              الجواب -يا إخواننا!-
                              أن نقول: إذا كان الإنسان بحضوره يستطيع أن يمنع المنكر وجب عليه أن يحضر؛ وذلك لسببين:
                              أولاً: أن إجابة وليمة العُرس واجبة بالشُّروط المعروفة.
                              ثانيًا: أنَّه يستطيع إزالة المنكر، ومن استطاع أن يزيل المنكر وجب عليه أن يزيله، فإن لم يستطع فلا يحضر؛ لأنَّه إذا حضر شاركهم في الإثم.

                              يقول بعض النَّاس: إذا لم أحضر يغضب القريب والصديق.
                              فنقول: وليكن ذلك؛ لأنَّك إذا أغضبته أرضيت الله، وهل ينبغي للمؤمن أن يراعي رضا النَّاس دون رضا الله؟!
                              لا -والله!- إنَّ من التمس رِضَا النَّاس بسَخطِ الله؛ سَخِطَ الله عليه وأسْخَطَ عليه النَّاس، ومن التمس رِضا الله بسخَطِ النَّاس؛ كفاه الله مؤونة النَّاس. فلا تبالِ -يا أخي!- وإذا قال لك قريبٌ: لماذا لم تحضر؟ تقل: لو اتقيت الله لحضرنا.
                              ولا نبالي، ولا نحابي أحدًا في دين الله.

                              وتقول له بصراحة: لو أنَّك تخلَّيت عن هذا الأمر الذي هممت به؛ لأجبتك. أمَّا أن تقيم
                              هذه الحفلة المحرَّمة، وتريد مني أن أحضر، فهذا لا يمكن.

                              كذلك أيضًا، يوجد أناسٌ يجلسون عند الذين يغتابون النَّاس، وغيبة النَّاس من الزُّور بلا شك، فتجده يجلس ويستمع إلى الغيبة، ويقول: إني كارهٌ لذلك، فهل هذه الدعوى صحيحة؟
                              ليست صحيحة؛ لأنَّه لو كان كارهًا لذلك -حقيقةً- ما جلس، وإذا جلس مع الذين يغتابون النَّاس وإن لم يشاركهم في الغِيبة؛ فهو مشاركٌ لهم في الإثم.


                              سلسلة اللقاء الشهري (4/ 207-208) بترقيم الشَّاملة.





                              تعليق


                              • #90
                                رد: وقفات قرآنية مع د.عمر المقبل متجدد

                                عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                                رجاء السماح لي يومياً بوضع الموضوع الجديد تحت قسم القرآن حياتي على أن يتم نقلها بعد أن تحظى بالمشاهدة من القراء بعد طرحها بيوم لأن إضافة الوقفات هنا مباشراً لن يلاحظ الجميع وجود موضوع جديد
                                شكرا على مجهودكم وتعاونكم معنا جعله الله فى ميزان حسناتكم
                                التعديل الأخير تم بواسطة مهاجر إلى الله ورسوله; الساعة 05-10-2015, 09:24 PM. سبب آخر: تعديلات لبعض الحروف بارك الله فيكم

                                تعليق

                                يعمل...
                                X