إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    تأملات قرآنية 24



    {وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ ...}
    لو أنه ذكره في حينها، سيرجع يوسف خادما، لكنه تأخر بضع سنين، ليخرج عزيزا على مصر، ففي التأخير ألطاف جليلة
    يوسف انتظر كثيرا..
    لكنه خرج ليصبح عزيز مصر..
    إلى كل الذين تتأخر أمانيهم عن كل ما يحيط بهم.
    بضع سنين لابأس.. فما حدث مع يوسف يحدث للكثير
    قعّد يوسف قاعدة عظيمة تكتب بماء العينين (
    إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِين)


    *نسب يوسف الظلم الذي تعرض له للشيطان ولم ينسبه لإخوته:
    ﴿ مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ﴾
    في مثل هذه المشاكل كن أنت يوسف

    ﴿ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ﴾
    الأرض إما شاهدة لك أو عليك ...فاترك أثرًا رائعا..


    ﴿ " فَلْيَعْبُدُوا" رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ • الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ و "آوَآمَنَهُم " مِّنْ خَوْفٍ ﴾
    العبادة والأمن متلازمان أبدا ...


    [ وَمَا تَوْفِيقِي إلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإلَيْهِ أُنِيبُ ] (هود : 88) سفينة ( تايتنك ) بناها أفضل خبراء السفن
    وسفينة ( نوح ) بُنيت من دون اى خبرة
    الاولى غرقت ....والثانية حملت البشرية ..

    التوفيق من الله سبحانه وتعالى ...


    قيل للحسن البصرى : فلان يحفظ القرآن {فَاللَّـهُ خَيْرٌ* حَافِظًا ۖ وَهُوَ أَرْ*حَمُ الرَّ*احِمِينَ }[يوسف:64]
    فقال : بل القرآن يحفظه...


    في موطن الإستنجاد بدأ الله بالأخ :
    ( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ)
    وفي الإعتزاز بدأ بالأب :
    (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ..)
    وفي الشهوة بدأ بالمرأة:
    ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ.)
    وفي الفدية بدأ بأغلى شئ وهو الولد:
    (..لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ )





    ﴿فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ ۖ ﴾
    بمجرد فسحة لأخيك في المجلس لا تكلفك شيء يوسع الله لك في الدنيا والآخرة..فكيف إن فرجت كربته ؟!
    ما أكرم الله! يوسع الله حياتك بحركة يسيرة تتحركها وأنت قاعد ليقعد أخوك. كيف بمن يسعى ويركض من أجلهم؟!


    ﴿وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً" تَرْضَاهُ " ﴾
    ربّ عمل تظنُّه صالحا..لكنه لا يرضي الله..
    اللهم أصلح اعمالنا و نياتنا.




    (( وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ )) [سورة الأنبياء].

    ﴿ فَنَادَى فِي الظُّلمَاتِ ﴾
    حتى في أمعاء الحوت كان هناك أمل ! ونحن نفقد الأمل في أبسط الأمور !! علق قلبك بالله ولن تخيب بإذن الله..


    في بطن حوت بظلمة ليل والأمواج تتلاطم والموت يقترب والغم والهم يخنقان فجأة جملة واحدة تغير الحال (لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ. إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)




    (وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا
    لفظ "فردًا"؛ حيث إن البعث يوم القيامة للحساب أمام الله سيكون بصورة فردية، لن يأتيَ أحدٌ مع قبيلته، أو مع أبناء عصره، أو مع رفقائه، الكل سيأتي فردًا، مجردًا من العزوة والصداقة، ليس في رفقته إلا عملُه الذي عمِله في الدنيا.
    هذا مما يورث الإخلاص وصدق التوجه، لا يغرنَّك تعايشُك في بيئة صراع بين حق وباطل، ستُحاسب يوم القيامة عما قدمتَ أنت، وما فعلت أنت، وعلى إخلاصك أنت، وعلى اجتهادك أنت، وعلى فعلك أنت..!
    كونك أيها الإنسان سُتحاسَب وحدَك يوم القيامة، هذا دافعٌ إلى أن تستعد لهذا الموقف أيَّما استعداد؛ لأنه موقف حساب، ولأنه موقف فردي دون مساعدة فلان أو علان...



    تعليق


    • #47
      تأملات قرآنية 25 ( تأملات تربوية في قصة موسى والرجل الصالح )




      انظر إلى أدب الخضر مع ربه فقد نسب عيب السفينة إلى نفسه " فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا " كما فعل إبراهيم عليه السلام ذلك في المرض وأسند الشفاء إلى الله تعالى تأدباً " وإذا مرضْتُ فهو يشفين " . وفي قتل الغلام نسب الخير في البدلية إلى الله تعالى " فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا " ولما كان العمل في الثالثة كله بناء وخيراً نسي تفسه وأفرد الله تعالى بالخير " فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ" مع أن الأمر كله من الله تعالى ، وهو لم يفعل إلا ما أمره الله به "وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي "






      نبي كريم موسى عليه السلام على جلال قدره وعلوّ مكانته يسعى إلى الرجل الصالح حين علم أن لديه علماً يُستفاد لم يحزْه موسى " وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ "
      لقاء الأستاذ في المكان المنشود - ولو امضى عمره يبحث عنه "أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا " والحقبة أربعون سنة كما قال العلماء ، فما بالك بذكر الجمع " حقباً " ؟!
      .إنه دليل على الهمة العالية والسعي الحثيث إلى العلم والعلماء





      البدايات القوية مهمة ولكن استمرار المهمة أهم فأحب الأعمال إلى الله أدومها،
      لذلك جمع موسى عليه السلام في هذه الجملة بين البداية القوية والعزيمة على الاستمرار فقال:
      (لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً ) فهو يخبر أنه على استعداد أن يستمر في السير لطلب العلم حتى يصل إلى غايته أو يظل يسير ولو لسنين (حقبا).




      - صلاح الآباء يُرى في الأبناء فقد حفظ الله تعالى الولدين بصلاح أبيهما "وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا "
      فيه دليل على أن الرجل الصالح يُحفظ في ذريته وتشمل بركة عبادته لهم في الدنيا والآخرة بشفاعته فيهم ورفع درجتهم إلى أعلى درجة في الجنة لتقر عينه بهم كما جاء في القرآن ووردت به السنة
      ابن الكثير
      وقال ابن عثيمين رحمه الله في تفسيره
      ( وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً ) فكان من شكر الله - - لهذا الأب الصالح أن يكون رؤوفاً بأبنائه، وهذا من بركة الصلاح في الآباء أن يحفظ الله الأبناء.







      - من أدب التعلم :
      أ*- التلطف في الطلب ، فلم يفرض موسى عليه السلام نفسه على الخضر عليه السلام على الرغم أن الله تعالى أخبر الخضر بلقائه ليتعلم منه . إنما تلطف في عرضه بصيغة الاستفهام التي تترك مجالاً للمسؤول أن يتنصل إن أراد .
      ب*- جعل نفسه تابعاً حين سأله " هل أتبعك .." فالتلميذ تابعٌ أستاذه مسلمٌ إليه قياده ، وهذا أدعى إلى التناغم بينهما .
      ت*- العلم يرفع صاحبه . وهذا ما أقرّ به موسى للخضر حين عرض عليه أن يتابعه شرط أن يعلمه " على أن تعلمن .. " وهذه التبعية ترفع المتعلم . أما التبعية من ذل أو لعاعة من دنيا يصيبها فسقوط للمتبوع ، وكبر للتابع .
      ث*- الواقعية في الطلب : فهو لم يطلب منه أن يعلمه كل شيء ، إنما طلب أن يعلمه شيئا مما علمه الله تعالى : " ... مما عُلّمْتَ .. " وهذا تواضع في الطلب فهو عليه السلام لم يكلف أستاذه شططاً ... لقد طلب العلم المفيد الذي تسمح به نفس معلمه .
      ج*- طلب النفيس من العلم : فالله تعالى علم الخضر علماً لدنياً نفيساً يريد موسى بعضه ، ولم يطلب العلم الدنيوي ، وإن كان مفيداً إنما طلب الهدى والرشاد الذي يبلغه المقام الأعلى في الدنيا والآخرة ، وحدد نوع العلم فقال :" مما علمت رشداً " وضد الرشد الهوى والضلال ، وهذا ما لا نريده .
      ح*- قوله تعالى " مما عُلّمْت رشداً " تذكير للمعلم أن الله تعالى أنعم عليه بالرشاد والهدى والسداد . ومن شُكْرِ النعم أن يعلّم عبادالله بعضاً مما أكرمه الله به ، فتزداد حظوته عند خالقه ، ويزيده علماً. ومن دل على خير كان له مثل أجر فاعله .


      لا علم بلا صبر .. الأكثر صبراً أكثر علماً ،
      قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67)


      صيد الفوائد


      تعليق


      • #48
        تأملات قرآنية 26 ( تأمـــلات قرآنية عن الصحبة الصالحة )


        {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ } بالجمع
        { وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ}بالمفرد
        شخصٌ واحد كفيل بأن يُخرجك من الصحبة الصالحة فتنبه --
        قال ابن القيم : احذروا من الناس صنفين : صاحب هوى قد فتنه هواه .. وصاحب دنيا أعمته دنياه.

        قال عمر-رضي الله عنه-: لا تعرض لما لا يعنيك، واعتزل عدوك، واحذر صديقك إلا الأمين ولا أمين إلا من خشي الله تعالى.








        ” وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ “
        لا يشرف الإنسان بنفسه واستقلاله وإن كان أبر الناس ، بل الشرف بصحبة أولياء الله ومحبتهم ..
        قال يوسف – عليه السلام – :
        وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ“


        “ صفات الصحبة الصالحة : أخلاقه كريمة ، ومجالسته غنيمة ، ونيته سليمة ، ومفارقته أليمة ، " كالمسك كلما مر عليه الزمان زاد قيمة !!”

        خيـرالأصحـاب إذا ضـحكت لـك الدنـيا لـم يحـسدك وإذاعـبست لـك الـدنيـا لـم يـتركك



        ( وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا )

        يقول ابن القيم : " يأبى الله أن يدخل الناس الجنة فرادى ، فكل صحبة يدخلون الجنة سويا".
        قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم " المرء على دين خليله فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يخالل" خرجه أحمد
        قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله يقول يوم القيامة : أين المتحابون بجلالي ، اليوم أظلهم في ظلي ، يوم لا ظل إلا ظلي " رواه مسلم





        كم من صاحب وخليل في الدنيا هو عدو في لدود في الاخرة قال تعالى
        (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ)

        قال الحسن البصري - رحمه الله -: [ استكثروا من الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعة يوم القيامة ]
        عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
        " ...فيشفع النبيون والملائكة والمؤمنون ..."
        الراوي : أبو سعيد الخدري المحدث : البخاري. المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 7439 خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
        هنا هو إثبات شفاعة الصالحين من المؤمنين، وإلحاحهم في طلب الشفاعة إلى الله
        تعالى لإخراج إخوانهم من أهل الكبائر من النار.

        كان علي رضي الله عنه يقول : عليكم بالإخوان فإنهم عدة الدنيا وعدة الآخرة ; ألا تسمع إلى قول أهل النار :
        فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ (100) وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (101)الشعراء






        ﴿الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾


        [سورة الزخرف الآية:67]

        لا تبن علاقاتك على أساس دنيوي, ولا على أساس مصلحي, ابن علاقاتك على أساس إيمان, ليكن أحبابك, وأصدقاءك من المؤمنين؛ لأنهم إن نسيت ذكروك, وإن ذكرت أعانوك, وإن غفلت نبهوك, وإن خرجت عن منهج الله أعادوك, وإن ضاقت بك الدنيا صبروك, وإن أقبلت على الله شجعوك, لذلك:





        ما المانع أن يجلس المرء مع نفسه، ويعيد ترتيب جدول علاقاته وأصدقائه، قبل أن يأتي ذلك اليوم:
        {يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا}.

        لا تنس حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

        ((لا تُصَاحِبْ إِلا مُؤْمِناً، ولا يأكُلْ طَعَامَكَ إِلا تَقِيّ))



        [أخرجه أبو داود والترمذي في سننهما]

        تعليق


        • #49
          رد: سلسلة : تأملات قرآنية

          بارك الله فيكم
          وجعل عملكم هذا في موازين حسناتكم

          تعليق


          • #50
            تأملات قرآنية 27



            عن أنسٍ - رضِي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أتيتُ ليلةَ أُسرِي بي على قومٍ تُقرَض شِفاهُهم بِمَقارِيض من نارٍ، كلَّما قُرِضَتْ وَفَتْ، فقلتُ: يا جبريل، مَن هؤلاء؟ قال: خُطَباء أمَّتك الذين يقولون ما لا يفعَلُون، ويقرَؤُون كتابَ الله ولا يعمَلُون به))؛ واه البيهقي في "شعب الإيمان"، وانظر: "صحيح الجامع الصغير"؛ للألباني
            قبيحٌ بالإنسان أنْ يدعو إلى فضيلةٍ أو واجبٍ ثم لا يفعَلَه، ويَكفِينا في تَقبِيح هذا ما جاء في كتاب الله
            قال الله :
            ﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: 44]
            ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾
            [الصف: 2 - 3].
            أيها الداعية إلى الله:
            إذا حدَّثْتك نفسك بقول الله:”ومن أحسن (قولاً) ممن دعا إلى الله“
            فحدِّثها بتمام الآية: “و(عمل) صالحاً“.



            أسلوب التحدي ” في القرآن له هيبته التي تهز النفوس،
            تأمل مثلاً قول الله ”
            هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه ” .. ونظائره كثيرة ~




            وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (43) الشورى
            ترك الانتصار للنفس بالقول أو الفعل، من أشق شيء عليها، والصبر على الأذى، والصفح عنه، ومغفرته، ومقابلته بالإحسان، أشق وأشق، ولكنه يسير على من يسره الله عليه، وجاهد نفسه على الاتصاف به، واستعان الله على ذلك، ثم إذا ذاق العبد حلاوته، ووجد آثاره، تلقاه برحب الصدر، وسعة الخلق، والتلذذ فيه.
            السعدي-رحمه الله-




            في أي مكان، وفي أي زمان، دائماً قس مصيبتك بمصيبة سيدنا يونس، حتماً أقل بكثير، حتماً أقل بمليون مرة، بطن الحوت،، وجد نفسه في بطن الحوت، في الظلام، وفي البحر، في أمل؟ الأمل صفر الله قال: ﴿ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾
            كن عن همومك معرضاً وكلِّ الأمور إلى القضا
            وابشر بخيرٍ عاجلٍ تنسى به مــــا قد مضى
            فلربما أمــرٍ مسخطٍ لك في عواقبه رضـــا
            * * *
            ولربمــا ضاق المضيق ولربما اتسع الفضــا
            الله يفعل مــــا يشاء فلا تكن معترضـــاً
            الله عودّك الــــجميل فقس على ما قد مضى
            * * *

            كلما ألمَّ بالإنسان شيء يتذكر سيدنا يونس، ويقول:
            ﴿ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾
            الدكتور محمد راتب النابلسي



            (وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)
            في الآية بيان أن التوكل فريضة يجب إخلاصها لله تعالى; فإن تقديم المعمول يفيد الحصر. أي وعلى الله فتوكلوا لا على غيره،
            فهو من أجمع أنواع العبادة وأعظمها، لما ينشأ عنه من الأعمال الصالحة، فإنه إذا اعتمد على الله في جميع أموره الدينية والدنيوية، دون كل من سواه صح إخلاصه ومعاملته مع الله تعالى،
            فهو من أعظم منازل {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}
            قال ابن القيم -رحمه الله- : (هو حسب من توكل عليه وكافي من لجأ إليه، وهو الذي يؤمن خوف الخائف،
            ويجير المستجير، فمن تولاه واستنصر به وتوكل عليه; وانقطع بكليته إليه تولاه وحفظه وحرسه وصانه. ومن خافه واتقاه، منه مما يخاف ويحذر، ويجلب إليه ما يحتاج إليه من المنافع)





            كلمة (عبد) تأتي في الشرع لثلاثة معان:
            الأول: العبودية بمعنى القهر، وهذا يستوي فيه المؤمن والكافر، فكل الناس المؤمنون والكافرون عبيد لله، والدليل: {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا} [مريم:93]، هذه عبودية مطلقة يستوي فيها المؤمن والكافر والملائكة والجن والإنس.
            الثاني: العبودية في الشرع، وهي ضد كلمة: (حر) قال الله جل وعلا:
            {الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ} [البقرة:178]، وهذا الذي يُستَرقُ في الجهاد ويؤخذ كأسير بصرف النظر عن لونه، فيسمى عبداً في الشرع، الثالث: العبودية بالطاعة والاتباع، وتنقسم إلى قسمين:
            الأول: طاعة لله، وهذا الأمر الذي يتنافس فيه عباد الله الصالحون.
            الثاني: عبودية لغير الله أعاذنا الله، وهذا الأمر بابه واسع، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: (تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم)، أي: الذي يطيع هواه، ويطيع ديناره، ويطيع درهمه.
            الشيخ صالح المغفاسي

            تعليق


            • #51
              تأملات قرآنية28




              الحذف الحاصل في بعض الآيات قد يجعل المعنى يشتبه على البعض ، كقول اللّه تعالى :
              ( وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ا ) .
              ـــ فهذه الآية قد يفهم منها البعض أنّ اللّه يأمرُ بالفِسق ،والصحيح كما قال علماء التفسير أنّ في الآية حذف ، وهذا أسلوب من أساليب اللّغة العربيّة ، والمعنى : أمرنا مترفيها بطاعة الله والابتعاد عن معصيته لكنّهم فسقوا وعصوا اللّه فاستحقّوا العذاب





              (وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا 14)
              أي عجب فيمن التجأ لكهف خوفا على دينه واعتزل الكون ودعا الله بالرشد.. فاختلفت لأجله نواميس الكون وبدل أن يكون الكهف معزلهم ..عزلهم الله من عنده..ضرب على آذانهم وأحاط قلوبهم برباط رباني ..طلبوا الرشد فضرب على آذانهم ..

              كم منا يترك سمعه ليلتقط ما هب ودب ونسي
              (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا)
              ثم تساءل عن سبب بعده ..
              هذا ترتيب طلب الرشد ..اعتزال الباطل ..ثم الدعاء..نغلق أذاننا عن الباطل ليربط الله على قلوبنا ..




              في سورة نوح قال تعالى على لسان نوح وهو يدعو الناس لعبادة اللّه :
              (
              أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ ) .
              ـــــ ذكر عليّ بن الحسين ـ رضي اللّه عنه ـ ثلاث مراتب لعبادة اللّه ، فقال : " انّ قوماً عبدوا اللّه رهبةً فتلك عبادة العبيد ، وآخرين عبدوه رغبةً فتلك عبادة التجّار ، وقوماً عبدوا اللّه شُكراً فتلك عبادة الأحرار " .




              قال تعالى : ( وقولوا للنّاس حُسناً ) .
              يقول الدكتور خالد أبو شادي : " نمسك أشياءنا الثّمينة بحذر خشية أن تنكسر ، بينما نلقي كلاماً على عواهنه غير مدركين أنّه قد يكسر أرواحاً أغلى من الأشياء كلّها " .

              قال صلى الله عليه وسلم: «وإن أبغضكم إليّ وأبعدكم منى يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون». [رواه الترمذي]، والثرثار هو كثير الكلام تكلفًا، والمتشدق المتطاول على الناس بكلامه ويتكلم بملء فيه تفاصحًا وتعظيمًا لكلامه، والمتفيهق هو المتكبر.




              ليس المطلوب ان يكون في جيبك مصحف
              و لكن المطلوب ان تكون في أخلاقك آية
              مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5)﴾.
              فقاس من حمَّله سبحانه كتابه ليؤمن به ويتدبَّره ويعمل به ويدعو إليه، ثم خالف ذلك ولم يحمله إلا على ظهر قلب .. فقراءته بغير تدبُّر ولا تفهُّم ولا اتباع له ولا تحكيم له وعمل بموجبه، كحمار على ظهره زاملة أسفار لا يدري ما فيها وحظه منها حمله على ظهره ليس إلا.
              فحظه من كتاب الله كحظ هذا الحمار من الكتب التي على ظهره .. فهذا المثل وإن كان قد ضُرِبَ لليهود فهو متناول من حيث المعنى لمن حمل القرآن فترك العمل به ولم يؤد حقه ولم يرعه حق رعايته.




              في قوله تعالى : ( وقليلٌ من عبادي الشَّكور ) .
              قال العلماء : الشُّكر على ثلاثة أشكال :
              ــ شكر اللّسان : بمدح الله والثّناء عليه .
              ــ شكر القلب : بالاعتراف القلبي بأنّ الله هو المنعم المتفضّل ( وما بكم من نعمةٍ فمن اللّه ) .
              ــ شكر الجوارح : بأن يستعملها في طاعة اللّه ولا يستسعملها في معصيته .
              في قوله تعالى : " اعملوا آل داود شكراً "
              شكر الله ليس ثناءً لله باللّسان فحسب ، بل شكرٌ عمليّ ، من خلال طاعته تعالى والتقرب اليه بكل عمل يحبّه ، واستغلال نعمه فيما يرضيه ولا يغضبه .

              تعليق


              • #52
                تأملات قرآنية 29

                { وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ } [الأنعام:59]

                بهذه الآية وأمثالها - التي تدل على أن الغيب لا يعلمه إلا الله - أغلق القرآن جميع الطرق التي يراد بها التوصل إلى شيء من علم الغيب غير الوحي، وأن ذلك ضلال مبين، وبعضها قد يكون كفرا".

                فهل يتدبر ذلك من طلب الغيب عبر الأبراج وقنوات الشعوذة؟ [الشنقيطي]
                قد روى مسلم : من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة.
                وثبت أخطر من هذا في حديث المسند: من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد. وقد صححه الألباني .

                قال الشيخ صالح آل شيخ حفظه الله في شرحه كتاب التوحيد :
                فإذا أتى إلى البروج وهو يعرف البرج الذي وُلد فيه؛ ولكن يقول سأطلع ماذا قالوا عني أو ماذا قالوا سيحصل لمن ولد في هذا البرج، فإنه يكون كمن أتى كاهنا فسأله فإنه لا تقبل له صلاة أربعين ليلة.

                وإذا أتى وقرأ وهو يعلم برجه الذي وُلد فيه أو يعلم البرج الذي يناسبه وقرأ ما فيه، فهذا سؤال فإذا صدقه به فقد كفر بما أنزل على محمد.




                (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ.)
                "لكل أخت تشكو كثرة المغريات حولها، أو تعاني من ضعف الناصر على الحق، اعتبري بحال امرأة جعلها الله مثلا لكل مؤمن ومؤمنة إلى يوم القيامة، إنها امرأة فرعون، التي لم يمنعها طغيان زوجها، ولا المغريات حولها، أن تعلق قلبها بربها، فأثمر ذلك : الثبات، ثم الجنة، بل وصارت قدوة لنساء العالمين ".
                [د. عمر المقبل]



                في قوله تعالى: { تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ } [ق:8]
                قيد الله التبصرة والذكرى للعبد المنيب –وهو الراجع إلى مولاه-؛ لأنه هو المنتفع بالذكرى، وفي قوله تعالى بعدها: { رِزْقًا لِّلْعِبَادِ } [ق:11] أطلق الوصف بغير تقييد؛ لأن الرزق حاصل لكل أحد، غير أن المنيب يأكل ذاكرا شاكرا للإنعام، وغيره يأكل كما تأكل الأنعام!. [الرازي]




                الفرق بين التبصرة و التذكرة في قوله تعالى
                {تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ}

                قال العلامة السعدي-رحمه الله تعالى-:
                (( والفرق بين التبصرة والتذكرة في مثل قوله: {تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ} [ق: 8]

                أن التبصرة هي العلم بالشيء والتبصر فيه، والتذكرة هي العمل بالعلم اعتقادا وعملا، وتوضيح هذا أن العلم التام النافع يفتقر إلى ثلاثة أمور:
                1) التفكر أولا في آيات الله المتلوة والمشهودة،
                2) فإذا تفكر أدرك ما تفكر فيه بحسب فهمه وذكائه، فعرف ما تفكر فيه وفهمه، وهذا هو التبصرة،
                3) فإذا علمه عمل به، فإن كان اعتقادا وإيمانا صدقه بقلبه وأقرَّ به واعترف، وإن اقتضى عملا قلبيا أو قوليا أو بدنيا عمل به، وهذا هو التذكر وهو التذكرة، وحاصل ذلك هو معرفة الحق واتباعه، ومعرفة الباطل واجتنابه ))
                تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن (313/1)




                في قوله تعالى: {إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ} [العاديات:6]
                قال الحسن: هو الذي يعد المصائب، وينسى نعم ربه وفي هذا تسلية للمرء إذا وجد قلة الوفاء من الخلق، فإذا كان جنس الإنسان كنودا جحودا لربه؛ وهو الذي أوجده وأكرمه، فكيف لا يكون فيه شيء من ذلك الجحود مع سائر الخلق وهم نظراؤه وأقرانه؟





                في قوله تعالى : "إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ" .
                ـــــ يقول الدكتور : عائض القرني :
                " {(إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ}
                ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
                هل سألت نفسك في يوم
                ماهو سبب الكيد في هذه الآية؟!!
                وعلى لسان من ذكر ذلك؟!!
                ولمن ذكرها؟!!

                - سبب الكيد؟!!
                حباً له ولجماله وخُلقه وحياؤه
                يعني أنهم نساء عاشقات.
                - على لسان من ذكر ذلك؟!!
                على لسان العزيز
                - لمن ذكر ذلك؟!!
                لإمرأة العزيز ونساء ذاك الزمان ليوسف.

                لكن،،،،،،
                ألم تسمع عن كيد الرجال؟!!
                {يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا }
                ماهو سبب الكيد في هذه الآية؟!!
                وعلى لسان من ذكر ذلك؟!!
                ولمن ذكرها؟!!

                - ماهو سبب الكيد؟!!
                الكره والغيرة والحسد والظلم
                - وعلى لسان من ذكر ذلك؟!!
                على لسان سيدنا يعقوب عليه السلام.
                - ولمن ذكرها؟!!
                لأخوة يوسف.

                وهل عندك علم أن
                كيدكم ذُكر قبل كيد النساء

                أي أن المقارنة واضحة، وهي:
                - بأننا من علمهم الكيد.
                وهم تعلموا منا.
                - كيدنا بسبب الكره
                وكيدهن بسبب المحبة.
                - كيدنا مذكور بلسان يعقوب
                وكيدهن مذكور بلسان العزيز


                تعليق


                • #53
                  تأملات قرآنية 30




                  عبارة ( الديانات السماوية ) خطأ، والصواب ( الشرائع السماوية )،لأن الله يقول {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّـهِ الْإِسْلَامُ } وقد صرح القرآن بأن دين هؤلاء الأنبياء جميعاً هو الإسلام، قال الله تعالى عن نوحٍ عليه السلام: فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ [يونس:72].
                  وقال عن إبراهيم عليه السلام: مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ [الحج:78].
                  وقال عن موسى عليه السلام: وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ [يونس:84].
                  ومثل هذا عن يعقوب ويوسف عليهما السلام.
                  والخلاف الواقع بين الأنبياء إنما هو في تفاصيل الشرائع، ففي شريعة موسى عليه السلام ما هو محرم قد أبيح في شريعة عيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم، ونحو هذا، كما قال سبحانه: لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً [المائدة:48]..



                  ﴿ وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ﴾
                  تفاءلتْ آسية فنجت ، ألْقِ آمالك في بحر التفاؤل
                  قول آسيا " عسى أن ينفعنا " فكان موسى ابنها ونبيّها الذي آمنت به وأوصلها إلى الجنة وليس بعد الجنّة منفعة !


                  ذبح آلاف الأطفال خوفاً من مجيء الطفل صاحب الرؤيا
                  ولما جاء صاحب الرؤيا رباه في بيته !
                  ما كتبه الله واقع لا محالة
                  وما قدّره كائن لا شك
                  ولكنه سبحانه جعل هذه الدنيا دار أسباب
                  نأخذ بالأسباب لأنها واقعة في قدره
                  ولكننا لا نجعل يقيننا على السبب بل على من سببها


                  ﴿ ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ ﴾ لا يخوفونك بالسنين الشداد !
                  جاءت بيوسف إلى خزائن الأرض، وحملت إليه إخوته، فرُبّ شديدة تُفتح لك فيها الخزائن*

                  ﴿ وحناناً من لدُنا ﴾ كيف تشعر وأنت تقرأها ؟
                  أمع الله جرح لا يبرأ ! أمع الله كسر لا يجبر

                  ﴿ قَالَ رَبّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْم مِنِّي ﴾ عبر عن شكواك ، آسكب فيها المسكنة والضعف والآنكسار آشرح بأسى ألمك وحزنك قُل كل شيء لربك

                  إذا رأيت المسرف على نفسه بالمعاصي ذاهلاً عن نفسه، غائباً عن الاستعداد لمستقبله، فتذكر قول الله {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ}.


                  {سماعون للكذب } المائدة
                  إذا كان ربنا تعالى قد عاب سماع الكذب فما ظنك بالكذب نفسه؟ والغيبة والنميمة والهتان،لأن مجرد سماع الكذب يفضي لشر كثير


                  *قال قتادة : يقال : خير الرزق ما لا يطغيك ولا يلهيك
                  { وَلَوْ بَسَطَ اللَّـهُ الرِّ*زْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْ*ضِ} [الشورى27]


                  *إذا رأيت تكالب الأعداء على أمة الإسلام ، فتذكر قول ربك :
                  {
                  يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}






                  {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}
                  والتي يأمر الله فيها نبيه صلى الله عليه وسلم إذا انتهى من طاعة أو عملٍ ما أن ينصب ويبدأ في عمل أو طاعة أخرى، وأن يرغب إلى ربه في الدعاء والعبادة، والتضرع والتبتل، لأن حياة المسلم الحق كلها لله، فليس فيها مجال لسفاسف الأمور
                  عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
                  (نعمتان مغبون فيهما كثيرٌ من الناس: الصحة والفراغ) ..
                  الغبن : خسارة فاحشة .
                  و يقول الله تعالى " والعصر * إن الإنسان لفي خسر "خاب و خسر من أدرك الوقت و القدرة و لم يفعل شيئا !!
                  قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ : " إِنِّي لأَمْقَتُ الرَّجُلَ أَنْ أَرَاهُ ، فَارِغًا ، لَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنْ عَمَلِ الدُّنْيَا ، وَلا عَمَلِ الآخِرَةِ " فلا تغرك حياة الراحة و الخمول ..إجتهد في القادم و لاتدع نفسك للفراغ و الانشغال بالباطل

                  تعليق


                  • #54
                    تأملات قرآنية 31



                    *(بَلِ الْأِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ).

                    أَيْ هُوَ شَهِيد عَلَى نَفْسه عَالِم بِمَا فَعَلَهُ وَلَوْ اِعْتَذَرَ وَأَنْكَرَ كَمَا قَالَ تَعَالَى
                    " اِقْرَأْ كِتَابك كَفَى بِنَفْسِك الْيَوْم عَلَيْك حَسِيبًا"


                    إذا كان خَلق الإنسان يتعلق بما يدركه بصره ..


                    فإن خُلق الإنسان يتعلق بما تدركه بصيرته ..

                    هل تملكت يوما فكرة باطلة فأصررت عليها بمكابرة ؟!
                    كم مرة لم يهن عليك الاقرار بمجانبة الصواب ؟
                    وكم من المرات جلست ترمي الأعذار لتظهر في النهاية بثوب سليم ؟




                    *إذا رأيت نفسك تحرص على إرضاء الناس أكثر من إرضاء الله ففيها شُعب نفاق ,
                    {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُوا مُؤْمِنِينَ}.

                    *عجيب شأن (الإيمان) يغير الإنسان خلال لحظات:كانوا سحرة يعبدون الدنيا فلما آمنوا قالوا :{ قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا ۖ فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ ۖ إِنَّمَا تَقْضِي هَٰذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ( } !




                    يظنون أن الفتنة هي الإثارة والهرج فقط، ويغفلون عن أن أخطر أنواع الفتنة قلب الحقائق والمفاهيم
                    (لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّىٰ جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ )
                    قوله تعالى: {لَقَدِ ابتغوا الفتنة مِن قَبْلُ} أي لقد طلبوا الإفساد والخبال من قبل أن يظهر أمرهم، وينزل الوَحْيُ بما أسّروه وبما سيفعلونه.
                    {وَقَلَّبُواْ لَكَ الأمور} أي صرفوها وأجالوا الرأي في إبطال ما جئت به.
                    القرطبي










                    ﴿الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ﴾ (سورة الفتح: من الآية 6)
                    ﴿يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ﴾ [سورة آل عمران الآية: 154]
                    قال العلامة ابن القيم في زاد المعاد: قد فسر هذا الظن الذي لا يليق بالله, لأنه سبحانه لا ينصر رسوله، وإذا اعتقدتم أن المسلم على إيمانه, واستقامته, وورعه, وإخلاصه, أن الله لن ينصره، فقد وقعنا في أسوأ عقيدة نحاسب عليها, وهي سوء الظن بالله,




                    وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (١١)
                    هذا الصنف من الناس اختار أن يقف على حرف وطرف من الدين ولم يتقدم في أنواع الطاعات والعبوديات ﻷنه لم يطمئن بالدين ولكنه اطمأن بالدنيا فيتغير دينه تبعا لدنياه
                    أقبل ولا تخف ولا تجعل دينك عرضة للمتغيرات من حولك فمن الناس من يصبح مؤمنا ويمسي كافرا والعياذ بالله.



                    "وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى "
                    والحياة المقطوعة الصلة بالله ورحمته الواسعة , ضنك مهما يكن فيها من سعة ومتاع .
                    إنه ضنك الانقطاع عن الاتصال بالله والاطمئنان إلى حماه .
                    ضنك الحيرة والقلق والشك . ضنك الحرص والحذر(الحرص على ما في اليد والحذر من الفوت) !
                    ضنك الجري وراء بارق المطامع والحسرة على كل ما يفوت !!
                    وما يشعر القلب بطمأنينة الاستقرار إلا في رحاب الله . وما يحس راحة الثقة إلا وهو مستمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها . .




                    (وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ )
                    في هذه الآيات دليل على أن توبة اللّه على العبد أجل الغايات وأعلى النهايات فإن اللّه جعلها نهاية خواص عباده وامتن عليهم بها حين عملوا الأعمال التي يحبها ويرضاها: ومنها: لطف الله بهم وتثبيتهم في إيمانهم عند الشدائد والنوازل المزعجة.
                    ومنها: أن العبادة الشاقة على النفس لها فضل ومزية ليست لغيرهاوكلما عظمت المشقة عظم الأجر.
                    ومنها: أن توبة اللّه على عبده بحسب ندمه وأسفه الشديد وأن من لا يبالي بالذنب ولا يحرج إذا فعله فإن توبته مدخولة وإن زعم أنها مقبولة.
                    ومنها: أن علامة الخير وزوال الشدة إذا تعلق القلب بالله تعالى تعلقا تاما وانقطع عن المخلوقين.
                    (السعدي)

                    التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 18-09-2015, 01:53 AM. سبب آخر: حذف صورة

                    تعليق


                    • #55
                      رد: سلسلة : تأملات قرآنية

                      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                      موضوع جميل جزاكم الله خيرًا عليه وبارك فيكم
                      وفضلًا إن كان هناك المزيد من التأملات ضعيهم هنا في هذا الموضوع
                      جعله الله فى ميزان حسناتكم ووفقكم لكل خير


                      تعليق


                      • #56
                        رد: سلسلة : تأملات قرآنية

                        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة
                        بالنسبة لباقى التاملات القرأنية قمت بتحضير عدة مواضيع إن إمكن استمر وضعها كما أضعها يوميا تحت قسم القرآن حياتى لانى لو وضعتها تحت سلسله تأملات قرانية هنا كما طلبت حضرتك لن تنال مشاهدات غير قليلة جدا لان معظم العضوات لن يلاحظن انى ضفت تاملات جديدة تحت التأملات السابقة وعند انتهاء مجموعة التأملات التى قمت بتحضيرها سأقوم بعمل سلسله اخرى من التأملات لبعض الشيوخ فى سلسله جديدة باسم كل شيخ
                        شكرا على مجهودكم بارك الله فيكم ووفقكم لما يحب الله ويرضى

                        تعليق


                        • #57
                          تأملات قرآنية 32


                          كل الفاظ الجنة في القران الكريم كتبت بالتاء المربوطة (جنة) .. الا جنة المقربين كتبت بالتاء الممدودة (جنت) .. وكانه يقول لنا هذه الجنة فيها من النعيم الممدود ما ليس في غيرها من الجنات .. اللهم اجعلنا واياكم من اهل النعيم المقيم ..
                          {فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ (89)} الواقعة
                          ليس هناك منزلة أعلى من منزلة المقربين، فأصحاب هذه المنزلة قد مروا على كل منازل الجنة واطلعوا على ما فيها من نعيم، وعندهم مثل هذا النعيم، وأفضل منه، وزيادات لا توجد في كل المنازل اللواتي من دونها.
                          فأصحاب هذه المنزلة قد عرفوا كل نعيم الجنة، ولم يبق من نعيم الجنة شيء يجهلونه، فجنة هؤلاء فقط هم الذين كتبت تاء جنتهم مبسوطة، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا منهم وفيهم،






                          يقول ربنا ( إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا
                          مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21)
                          يُخبر ربنا عن طبيعةٍ راسخة في الإنسان وهي أنه هلوع
                          ( إذا مسه الشر جزوعا ) أي : إذا أصابه الضر فزع وجزع وانخلع قلبه من شدة الرعب ، وأيس أن يحصل له بعد ذلك خير .
                          ( وإذا مسه الخير منوعا ) أي : إذا حصلت له نعمة من الله بخل بها على غيره ، ومنع حق الله فيها .
                          لذلك أخبرنا ربنا أن الحل للخروج من هذه الحالة الضعيفة الرخوة ،التي تجعل الإنسان يخاف ويفزع عند أي مشكلة ويفرح ويطغى عند أي نعمة، هو المداومة على الصلاة
                          فقال بعدها:
                          إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)



                          شتان بين من يبيع نفسه للدنيا..
                          "أُولَٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ"
                          وبين من يبيع نفسه لله..
                          "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ وَاللهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ"
                          فترى في الأولى غضب الله وعدم التأييد بنصره..
                          وترى في الثانية رأفته ورحمته..





                          ( وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ)
                          لماذا ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﻴﺖ:
                          "رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ .. "
                          يقول أهل العلم :
                          ﻣﺎ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ إلا ﻟﻌﻈﻴﻢ ﻣﺎ ﺭﺃﻯ ﻣﻦ أثرها ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ .
                          عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ الصدقة لتطفئ عن أهلها حرّ القبور، و إنما يستظل المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته»
                          رواه أحمد 2/296، و مسلم 4/2288 برقم (2984) في الزهد، باب الصدقة في المساكين.



                          كلما قرأت قوله تعالى ( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ ) عظمت آمالي، واتسعت أحلامي، وزادت ثقتي بوعد ربي، وانشرح صدري لعطاء خالقي .. فله الحمد حتى يرضى.




                          ((......وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ))(36)
                          من أشد العقوبات وأعظم المصيبات التي قد تصيب المرء أن يتركه الله ويرفع عنه عنايته ويمده في طغيانه والعياذ بالله.
                          فمن أضله الله فلا سبيل إلى عودته ولا طريق لرجوعه ولا أمل في أوبته.
                          نجد أن الضال يبتعد ويختفي وينسى ولا يعرف له مالك يطمئن عليه ولا يوفق ﻷي خير ولا يأتيه النور فلا يبصر شيئا
                          من منا يستطيع أن يعيش هذه الحياة وهذا التيه؟ !
                          يقول الله في الحديث القدسي (يا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ ...)
                          اللهم إنا نعوذ بك من الضلال
                          اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى





                          في سورة يوسف عليه السلام
                          "فأرسل معنا أخانا نكتل"
                          لما أرادوا مصلحتهم قالوا: أخانا،
                          "يا أبانا إن ابنك سرق"
                          لما اتهم بالسرقة قالوا: ان ابنك سرق.
                          تغير الخطاب بتغير المصلحة دأب الكثير.

                          تعليق


                          • #58
                            تأملات قرآنية 33





                            الجنود التي يخذل بها الباطل، وينصر بها الحق، ليست مقصورة على نوع معين من السلاح، بل هي أعم من أن تكون مادية أو معنوية، وإذا كانت مادية فإن خطرها لا يتمثل في ضخامتها، فقد تفتك جرثومة لا تراها العين بجيش عظيم: {وما يعلم جنود ربك إلا هو} [المدثر:31] [محمد الغزالي]

                            { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ } [البقرة:155] تأمل كيف قال :{ بِشَيْءٍ } فهو شيء يسير، لأنه ابتلاء تمحيص لا ابتلاء إهلاك. [د. عبدالمحسن المطيري]

                            { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا } [الأنفال:29]، يقول ابن القيم: "ومن الفرقان: النور الذي يفرق به العبد بين الحق والباطل، وكلما كان قلبه أقرب إلى الله كان فرقانه أتم، وبالله التوفيق". [إعلام الموقعين(258/4)]


                            قيل لرجل من الفقهاء: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} فقال الفقيه: والله إنه ليجعل لنا المخرج وما بلغنا من التقوى ما هو أهله، وإنه ليرزقنا وما اتقيناه كما ينبغي، وإنه ليجعل لنا من أمرنا يسراً وما اتقيناه، وإنا لنرجو الثالثة: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا}. [حلية الأولياء]

                            كثير من الناس يقرأ الأوراد ولا يجد لها أثرا؟ ولو تدبر قوله سبحانه : { وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا } لأدرك السر في ذلك .. حيث يذكر الله بلسانه مع غفلة قلبه، فهل ينتظر أثرا لذاكر هذه حاله؟! [أ.د. ناصر العمر]



                            إذا شعرت بالملل من جراء كثرة أمرك أهل بيتك بالصلاة، وإيقاظهم لها - خصوصا صلاة الفجر - فتذكر قوله تعالى : { وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا } [طه:132] ففي ذلك أعظم دافع للصبر والاحتساب، وطرد الملل، وتذكر عاجل الأجر ومآل الصبر بعد ذلك في الآية : { لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى } [د. محمد الحمد]







                            إذا أردت أن تستشعر شيئا من معاني قوله تعالى :
                            { قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } وفي قراءة : { تجمعون } [يونس:58]! فتخيل أنك ملكت كل أرصدة بنوك الدنيا، وحزت ما جمعه الناس من عقار وأثاث ومراكب، وغيرها.. إنها - بنص هذه الآية - لا تعادل فرح المؤمن بنعيم القرآن وحلاوته، فهل نحن نعيش هذا الشعور؟
                            [د. عمر المقبل]
                            أما فضله فالإسلام ، وأما رحمته فالقرآن .
                            اسأل نفسك دائماً ماالذي يفرحك ؟ ماالذي يدخل على قلبك السرور ؟
                            الله عز وجل ينتظر من المؤمن أن يفرح بالهدى، أن يفرح برحمة الله، أن يفرح بموعظة بليغة أتعظ بها، أن يفرح بشفاء لما في صدره من أمراض
                            قل لي ما يفرحك أقل لك من أنت، ماالذي يفرحك ؟ أن تأخذ أم أن تعطي، أن تحسن أم أن تسيء، أن يقدر الله على يدك عملاً صالحاً أم جمع المال بإى وسيله ، ماالذي يفرحك مجلس علم، أم مجالس طرب
                            راتب النابلسى






                            تأمل قول الله تعالى :
                            { لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ } [الحجر:48]،
                            وقارن بينه وبين قول الله تعالى : { لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ } [البلد:4] تجد أن مما رغب الله تعالى به في الدار الآخرة، أن بيّن أن الحياة الدنيا مليئة بالتعب، وبيّن مقابل ذلك أن الجنة لا تعب فيها.
                            [محمد المنجد]




                            كثير من الناس إذا رأى في التفسير أن اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون، ظن أن ذلك مخصوص بهم، مع أن الله أمر بقراءة الفاتحة كل صلاة، فيا سبحان الله كيف يأمره الله أن يستعيذ من شيء لا حذر عليه منه، ولا يتصور أنه يفعله؟ بل يدخل في المغضوب عليهم من لم يعمل بعلمه، وفي الضالين العاملون بلا علم. [محمد بن عبدالوهاب]
                            كُلّ مِنْ الْيَهُود وَالنَّصَّارِي ضَالّ مَغْضُوب عَلَيْهِ لَكِنْ أَخَصّ أَوْصَاف الْيَهُود الْغَضَب كَمَا قَالَ تَعَالَى عَنْهُمْ " مَنْ لَعَنَهُ اللَّه وَغَضِبَ عَلَيْهِ " وَأَخَصّ أَوْصَاف النَّصَارَى الضَّلَال كَمَا قَالَ تَعَالَى عَنْهُمْ " قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْل وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاء السَّبِيل " وَبِهَذَا جَاءَتْ الْأَحَادِيث وَالْآثَار.
                            تفسير ابن كثير






                            فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَالَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (23)

                            أحيانا تمر على الإنسان ابتلاءات صعبة وأوقات شديدة قد يتمنى فيها الموت ولايعلم أن هذه اللحظات هي بداية الفرج وظهور النور. في هذه الآية تقول السيدة مريم (يَالَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا) ولا تعلم أن هذه اللحظات هي ولادة عيسى عليه السلام من أولي العزم من الرسل يجدد من اندثر من الدين ويكون آية للناس.

                            فمهما مرّت عليك من ابتلاءات فاعلم أنّ مع العسر يسرًا.


                            تعليق


                            • #59
                              رد: تأملات قرآنية 32

                              جزاكم الله خيرًا ونفع بكم
                              محمود خليل الحصري حفص ورش قالون مجود معلم مرتل هنا
                              أقرأ القرآن أون لاين
                              هنا
                              لحفظ القرآن هذا أفضل برنامج محفظ للقرآن أون لاين هنا
                              و نرجوا الدخول هنا


                              تعليق


                              • #60
                                رد: تأملات قرآنية 33

                                جزاكم الله خيرًا ونفع بكم
                                محمود خليل الحصري حفص ورش قالون مجود معلم مرتل هنا
                                أقرأ القرآن أون لاين
                                هنا
                                لحفظ القرآن هذا أفضل برنامج محفظ للقرآن أون لاين هنا
                                و نرجوا الدخول هنا


                                تعليق

                                يعمل...
                                X