إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مشروع الفطرية "بعثة التجديد المقبلة" للدكتور فريد الأنصاري رحمه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مشروع الفطرية "بعثة التجديد المقبلة" للدكتور فريد الأنصاري رحمه الله






    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
    يسر منتدى الطريق إلى الله


    أن يقدم لكم
    تلخيص لمشروع الفطرية "بعثة التجديد المقبلة"
    للدكتور/ فريد الأنصاري رحمه الله، سائلين المولى عز وجل أن يطيب
    أوقاتكم وأعمالكم بما يرضيه عنكم


    مفهوم الفطرية



    وأما مصطلح "الفِطْرِيَّةِ" فهو مصدر صناعي مأخوذ من الفطرة؛ للدلالة على معنى "المنهاج الفطري"
    في التزام الدين والدعوة.

    وأما حَدُّهَا فهو:
    إِقَامَةُ الوَجْهِ للِدِّينِ حَنِيفاً، خَالِصاً للهِ؛ وذلك بِمُكَابَدَةِ القُرْآنِ ومُجَاهَدَةِ النَّفْسِ بِهِ تَلَقِّيّاً وبَلاَغاً؛ قَصْدَ إِخْرَاجِهَا مِنْ تَشَوُّهَاتِ
    الْهَوَى إلَى هُدَى الدِّينِ الْقَيِّمِ؛ ومِنْ ظُلُمَاتِ الضَّلاَلِ إلَى نُورِ الْعِلْمِ بِاللهِ.

    فبناء على هذا التعريف؛ تكون "الفِطْرِيَّةُ" بمثابة عملية إصلاحية وجدانية، تقوم أساسا على تصحيح ما فسد من فطرة الإنسان،
    المجبول أصلا على إخلاص التوحيد، وإصلاح ما أصابها من تشوهات تصورية وسلوكية، في شتى امتداداتها العمرانية.



    منهج الفطرية

    الفِطْرِيَّةُ دائرة من حيث المنهج على تلقي رسالات القرآن، من خلال تلقي آياته كلمةً كلمةً، ومكابدة حقائقه الإيمانية مَنْـزِلَةً مَنْـزِلَةً،
    إذ لا تَخَلُّقَ للنفس إلا بمعاناة! ولا تخلص لها من أهوائها إلا بمجاهدة! فالقرآن هو خطاب الفطرة.

    مفهوم التلقي لرسالات القرآن

    والمصطلح المفتاح لمنهج التعامل مع القرآن، في مدرسة "الفطرية"، هو مصطلح: "التلقي". لأن التربية القرآنية في مجالس القرآن
    لا تكون إلا بتلقي الرسالات الكامنة في الآيات


    فمن قرأ سورة الإخلاص ولم يتخلق بالإخلاص، ولا هو تحقق به، فمعناه أنه لم يَتَلَقَّ سورةَ الإخلاص! ولا هو ممن تلاها حقّاً،
    ولو ظل يرددها آلاف المرات!
    (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ!)(البقرة: 121). وكذلك من قرأ المعوذتين ولم يتحقق بما فيهما من أمان، ولا نزلت عليه سكينتهما

    فإنه لم يتلق شيئا من السورتين! ومن قرأ سورة الفاتحة ولم يجد نفسه قد تخلق بالحمد، ثم اندرج بمدارج " إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ " الفاتحة:5؛ طلباً لهداية الرضى والتثبيت،
    فإنه لم يتلق الفاتحة بعد!

    للإطلاع على رسالات القرآن فضلًا من هنا

    هذه رسالات القرآن.. فمن يتلقاها؟





    الفطرية منهاج دين ودعوة

    إن اشتغال العمل الإصلاحي بإعادة بناء العمران الروحي للفطرة الإنسانية، مؤد بالضرورة إلى إعادة تجديد العمران الاجتماعي
    والمادي للحياة الإنسانية برمتها! سياسةً واقتصاداً واجتماعاً. إذ ذلك هو المنهاج القرآني الذي سلكه رسول الله صلى الله عليه وسلم
    طيلة مدة بعثته الشاملة، بما استقرت عليه من كل وظائف النبوةِ، تلاوةً وتزكيةً وتعليماً.

    فإذا صح للعمل الإسلامي هذا وجب أن يضبط الوسيلة الأساس، ألا وهي اعتماد خطاب الوحي لا غير،
    القرآن الكريم وبياناته النبوية. فالقرآن بما هو كلام رب العالمين، المنـزل لهذه الوظيفة أساسا، هو المؤهل وحده لإعادة بناء هذا النوع من
    الهدم والردم، الحاصل في الحياة البشرية اليوم

    فإذا صح الأمران معا – الهدف والوسيلة تشخيصا وعلاجا – ثم شرع أبناء الدعوة الإسلامية فعلا في تطبيق "المنهاج القرآني الفطري"، كانوا هم أول
    من يخضع لعملياته الجراحية، من حيث يشعرون أولا يشعرون؛ لأن الوحي لا يصل إلى الناس إلا بعد أن تشتعل بحرارته قلوبُ الدعاة إليه،
    وتلتهب هي ذاتها بحقائقه

    فشعور الداعية بأنه هو عينه قد صار موضوعا للإصلاح، لا آلة له فحسب، وبأن نفسه ذاتها قد صارت حديقة لمقص القرآن، يشتغل فيها بالتهذيب
    والتشذيب، وتربة لمائه الصافي الرقراق تتلقاه بشغف وشوق، ومصباحا لزيته الوهاج تحترق به مواجيدها توهجا واشتعالاً،
    كل ذلك علامة على أنه قد دخل في أول خطوات العمل الإسلامي السليم، وانخرط في مسلك السير الفعلي إلى الله، عبدا لله أولا،
    ثم داعيا إليه بصدقٍ، جل علاه. ذلك هو الحق إن شاء الله، وإلاًّ
    (فَمَاذَابَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ؟)(يونس:32).
    فقضية الفطرة إذن، هي قضية الدين في هذا العصر، وهي قضية الإنسان.
    ومن هنا كانت الفِطْرِيَّةُ مشروعا دعويا قائما على هذا المعنى، يحمل رسالته التربوية هدفاً ووسيلةً.



    أركان الفطرية


    الركن الأول: الإخلاص مجاهدة


    فهو فَصُّ الفطرية، ومُحُهَّا الذي تنطوي عليه، بما هي محاولة لإعادة بناء النفس على ما بُنيت عليه أول ما خُلقت، وقد كان أول بنائها على الفطرة,
    وقد سبق أن أصل الفطرة الإنسانية إنما هو إخلاص التوحيد لله رب العالمينكما جعله الله في كتابه، وبَيَّنَهُ الرسولُ في منهاجه


    إلا أن إخلاص التوحيد ليس مجرد معلومات تُلَقَّن،

    ولا منظومات تُستظهر، بل هو حقيقةٌ إيمانيةٌ عظمى، وخُلُقٌ قرآني عميق، لا يُنال إلا بمجاهدة ومكابدة!

    فتجعل كل رغائبك وكل أهوائك وكل ذراتك، الظاهرة والباطنة، فانية في قصده هو جل جلاله،(قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايْ وَمَمَاتِيَ للهِ
    رَبِّ الْعَالَمِينَ.
    لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)
    (الأنعام: 162-163).



    الركن الثاني: الآخرة غاية

    وهو ميزان الداعية المؤمن لتقويم صفاء دينه، وبوصلته لضبط مسار دعوته. وما ارتبط شيء في كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
    كما ارتبط ركن الإيمان بالله بركن الإيمان باليوم الآخر والإيمان بالآخرة هو حادي العبد إلى تحقيق منـزلة الإخلاص في إيمانه بالله جل علاه، فالحضور الأخروي الدائم في وجدان المؤمن يجعله آمنا من فتن الشهوات، ومن بريق الإغراءات، التي تفسد الدعوات وتدمر الحركات
    .


    وقَيَّدْنَا الآخرة بالغاية؛ حتى لا يبقى هذا المعنى حبيس التصورات النظرية في الجدل الكلامي، بل ليصبح هدفا محددا واضحا، لكل عمل
    إسلامي يُرْجَى به نيلُ رضى الله، والفوز بالنعيم المقيم في جنات الخلد، والنجاة من عذاب الجحيم.




    الركن الثالث: القرآن مدرسة


    وهو الصبغة العامة للفطرية، بما هي قائمة أساسًا على تلقي رسالات القرآن، سواء عبر برامج الربانية أو عبر مجالس القرآن.
    وقد تبين ألا إمكان لإصلاح الفطرة الإنسانية إلا بالقرآن، لأنه إنما أُنْزِلَ أساسا لهذا القصد الرباني العظيم.
    فالقرآن – بما هو كلامُ خالقِ الإنسان، العليم بأسرار تكوينه - هو كتاب إصلاح الفطرة الإنسانية وصيانتها.
    ومن هنا كانت الفطرية مدرسة قرآنية بالدرجة الأولى.



    الركن الرابع:الربانية برنامجًا

    وهو أحد مسالكها التربوية الرئيسة، الهادفة إلى تخريج طبقة الدعاة المربين، وهم طائفة الربانيين الحاملين لرسالة القرآن، المشتغلين بدعوته في الناس
    أجمعين، بما يقتضيه مفهوم الربانية من مقام إيماني عظيم، وفقه دعوي متين.


    ولذلك جعلنا لها برنامجا قرآنيا خاصا، استقريناه من مجموع الآيات الدالة على أخلاق الربانيين، وخصوص منازلهم الإيمانية، وما تقتضيه من العلم
    والحكمة، معزَّزاً بالبيانات النبوية، الرامية إلى تخريج أئمة الهدى في الدين.



    الركن الخامس: العلم طريقة


    وهو راجع إلى كون العلوم الشرعية أساسا، هي المسلك الأساس لبناء علم الناس بالله وبدينه، عقيدةً، وشريعةً، وتربيةً وسلوكاً.
    فلا مكان في الفطرية للخرافية، ولا للأهوائية الشخصانية. ومن هنا وجب أن تحمل رسالات الفطرية، لكل المسلمين، الحد الأدنى من العلم الشرعي،
    الذي لا يُعبد الله إلا به، عقيدةً وشريعةً.




    الركن السادس: الحكمة صبغة


    وهو صمام الأمان لسير العمل الدعوي. وقد كان غياب الحكمة سببا رئيسا في هلاك كثير من الدعوات واندثارها، أو انحرافها.
    والحكمة في العمل الدعوي هي: "اتخاذ الإجراء المناسب، في الوقت المناسب، بالقَدْرِ المناسب". فهي إذن راجعة - في النهاية - إلى كلمة واحدة جامعة هي: حُسْنُ التَّقْدِيرِ والتدبير.

    ويُتَحَقَّقُ منها بأمرين، أحدهما كسبي والآخر وهبي.
    فأما الكسبي فهو: الفقه في الدين بمعناه المنهجي

    وأما الوهبي فهو: راجع إلى التخلق بمقامات التقوى والورع، إذ هي سبب وضع المؤمن في منـزلة التعرض لنفحات الله،
    التي تفتح البصائر وتنير السرائر
    .
    يتبع بإذن الله




    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 17-01-2015, 12:37 AM.

    "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
    وتولني فيمن توليت"

    "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36


  • #2
    رد: مشروع الفطرية "بعثة التجديد المقبلة" للدكتور فريد الأنصاري رحمه الله



    المسالك التربوية للفطرية



    وأما المسالك التربوية للفطرية فثلاثة، وهي:
    1- مجالس القرآن لتلقِّي حقائق الإيمان، والتخلق بمقتضياتها.
    2- بلاغ رسالات الله بدعوة الناس إليه.
    3- رباطات الفطرية، بما تتضمنه من صلوات وأوراد معنوية؛ للتغذية الفردية



    وبيان ذلك هو كما يلي:

    الْمَسَالِكُ التربويةُ لتجديدِ بناءِ الفِطْرَةِ، هي: مجموعة من المسالك التعبدية التي تقود العبد إلى الله، فَتُقَوِّمُ مَا شَاهَ من أخلاقه وطباعه،
    وتُصلح ما فسد من مزاجه وأفكاره؛ ليستقيم على خالص فطرته، وصفاء سريرته، عبداً خالصاً لله، ثم ترتقي به عبر مدارج الربانية؛
    إلى أن يتخلَّقَ بِمَقَامِ الصِّدِّيقِيَّةِ – إن شاء الله - ويتَحَقَّقَ بِه.


    وهي ثلاثة مسالك، نوردها كما يلي:

    المسلك الأول: الدخول في مجالس القرآن


    - وهي مجالس تربوية لِتَلَقِّي آيات القرآن، والتخلق بأخلاقها وبحقائقها الإيمانية، والتحقق بها، تعلما وتعليما، وتدبراً ومدارسةً.
    وهي تقوم على وظائف النبوة الثلاث،


    1- التلاوة بمنهج التلقي
    2_ التزكية بمنهج التدبر
    3- تعليم الكتاب والحكمة بمنهج التدارس

    ويستعان على إعداد القلب وتهيئته للتلقي بقيام الليل، ولك أن تختار لنفسك ليلة مرة كل أسبوع على الأقل، عسى أن يصير
    ذلكلك عادةً يومية،
    تتنقل خلالها عبر منازل القرآن.


    كما يحسن أن تكون سورةُ الفرقان خاصة، مما يُبدأ بتعلمه من القرآن الكريم، حفظاً ومدارسةً وتدبراً؛ لأنها باب عظيم من أبواب القرآن،
    ومدخل فسيح
    من مداخله الكبرى.


    ويلحق بهذا المسلك فرع أصيل، وهو مجالس قرآنية لتخريج الدعاة القائمين على مجالس القرآن في الناس يسمى برنامج الربانية
    لتخريج الدعاة.


    المسلك الثاني: بلاغ الرسالات


    وهو راجع إلى واجب الالتزام الدعوي للإنسان المسلم. وذلك لِمَا تعلق به من أهم صفات ما انتسب إليه من الإسلام: "الرسالية"

    لكن لا بد من بيان أن البلاغ اليوم في المسلمين ليس بلاغ (خبر) هذا الدين. فذلك أمر قام به الأولون. وما بقي اليوم صقع في الأرض لم تبلغه قصة
    الرسالة الإسلامية، على الجملة. وإنما المسلمون اليوم في حاجة إلى "إبصار". إبصار الحقائق القرآنية التي تتلى عليهم صباح مساء،
    وهم عنها عمون، فالبلاغ الذي نحن في حاجة إليه إنما هو بلاغ التبصير، لا بلاغ التخبير
    .


    من أهم الوسائل الدعوية ذات الأثر العميق، خاصة في هذا العصر، إنما هي تأسيس "مجالس القرآن "و "مجلس القرآن" في النهاية،
    هو أساس التزكية والتعليم، ومحضن التربية والتكوين، وضمان السير إلى الله. ومن هنا كان مسلك "بلاغ الرسالات" إنما يتم بالرجوع إلى مسلك
    "مجالس القرآن" تأسيساً وتوسيعاً.


    المسلك الثالث: رِبَاطُ الفِطْرِيَّةِ، بما يتضمنه من صلوات وأوراد معنوية؛ للتغذية الفردية.
    وما يلزم عن ذلك كله من فعل الصالحات وترك الموبقات



    فرباط الفطرية: هو أعمال واجبات، وتروك لازمات، وأذكار مندوبات، مما صح أن الرسول - صلى الله عليه وسلم –
    التزمه وداوم عليه.



    وهذا المسلك له أربع التزامات




    الالتزام الأول: شهود الصلوات الخمس والتزام رباطاتها


    وذلك بمجاهدة النفس في كل صلاة من الصلوات الخمس؛ للتحقق من مقام العبودية خشوعاً فيها

    وإنما ذلك يكون بثلاثة أمور:-

    أولها: تحقيق تكبيرة الإحرام ابتداءً، حيث يكون شهود العبد لحقيقتها تخلصا من مؤثرات كل الأغيار، وإشهادا للقلب مقامَ الوقوف
    بين يدي الواحد القهار!
    وأما الثاني: فهو شهود مقام (
    إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) - عند قراءة الفاتحة - بما هو تحقيقٌ عميقٌ لإخلاص العبادة لله رب العالمين،
    وحده دون سواه، وبما هو تجميعٌ للقلب على توحيد المعبودية في ذات الله جل علاه.
    وأما الثالث: فهو تحقيق الخضوع في هيئتي السجود والركوع؛ لتذوق مواجيد العَبْدِيَّةِ لله.


    ومما يعطي للصلاة عمقَها الروحي

    عُمْرَانُ سجودِها – بعد التسبيح - بخالص الدعاء! وإنه لا يذوق معنى السجود حقا، ولا يستفيد من أنواره الفياضة على القلب،
    إلا مَنْ وَضَعَ جبهته على الأرض خاضعا لله، ومتذللا بين يديه تعالى بِأَحَرِّ الدعواتِ وأَخْلَصِهَا!


    وأما التزام رباط الصلاة فإنما القصد به المساجد حيثما كانت. وذلك ببذل غاية الوسع لأداء الصلاة المفروضة بها.




    الالتزام الثاني: الأوراد والأذكار العددية والمعنوية

    أما الذكر العددي: هو الذي يرهن فيه المسلم نفسه بأعداد هائلة من الأذكار، تسبيحا وتهليلا واستغفارا.
    صيغ الأذكار اللسانية الواردة في السنة الصحيحة كثير، وللمؤمن أن يختار منها ما يشاء، على حسب حاجته وعلته، إذ لكل داء دواء

    للإطلاع على المختار من الذكر العددي فضلًا من هنا


    المختار من الذِّكْرِ العَدَدِيِّ للدكتور : فريد الأنصاري


    وأما النوع الثاني فهو: الذِّكْرُ الْمَعْنَوِيُّ.

    وهو قائم أساسا على قصد ربط المؤمن بربه أبداً، بالأقوال والأفعال والتروك. حيث يجتهد العبد ليحقق في كل حركة، وفي كل كلمة،
    وفي كل هيأة، من سائر الأفعال والتروك التعبدية التي يدخل فيها، معناها الذي شُرعت له؛ فيكون بذلك في أعلى مقامات الذِّكْرِ.




    الالتزام الثالث:- مقاطعة آلهة العصر

    وأولها: الشركيات والخرافيات. ثانيها: المال الحرام بكل أصنافه. ثالثها: الزنى ومقدماته، وأخصها العري الفاحش، والنظر الحرام،
    ثم بذيء الكلام. رابعها: الخمر والمخدرات وسائر المسكرات.


    فأما الشِّرْكِيَّاتُ والْخُرَافِيَّاتُ:
    فهي المعتقدات الباطلة، التي تخرم إخلاص الدين لله، وتعكر صفاء التوحيد .

    والبراءة منها
    تكون بعدم اعتقاد تأثير أحد غير الله في الكون وسائر الخلائق.

    ويتحقق ذلك بإفراد الله - جَلَّ جلالُه - بما تقتضيه ربوبيته تعالى، وعدم الإشراك به في شيء من ذلك، خَلْقاً وتقديراً ورعايةً وتدبيراً.
    فلا دخل لأحد من خلقه في شؤون ربوبيته وإفراده سبحانه بالعبادة والاستعانة، والتوجه إليه وحده بالطَّلَبِ والرَّغَبِ، لا إلى أحد من خلقه،
    مهما عَلَتْ منـزلته عند الله، كما يتحقق ذلك أيضا بعدم تقديم شيءٍ من النُّسُكِ لأحد غير الله. ومعنى النُّسُكِ: هو الذبح المقصود به التعبد والتقرب
    إلى المذبوح له.

    ثم يتحقق ذلك أيضا بعدم الالتجاء إلى الدَّجَاجِلَةِ، من السَّحَرَةِ والكَهَنَةِ والعَرَّافِينَ والمشعوذين.


    وأما المال الحرام

    فإنه يمحق البركة ويخرب عمران الروح، ويمنع استجابة الدعاء، وتُغلق دون صاحبه أبواب السماء! ذلك أن الانطلاق في مدارج السير إلى
    الله مشروط بتصفية الأرزاق من شبهات الحرام!

    والعمل الصالح نبات خير، لكنه لا ينبت إلا بتربة طيبة وهو الرزق الطيب الحلال!

    ولاَ تَأْكُلِ الرِّبَا! فإنَّهُ شَرُّ الْمَالِ الْحَرَامِ!

    فالربا إعلان للحرب على الله! ومن حَارَبَ اللهَ حَارَبَهُ اللهُ! ومن حَارَبَهُ اللهُ – يَا وَيْلَهُ! - أَهْلَكَهُ! وألحق به الخرابَ في الدنيا، والعذاب الشديد
    في الآخرة والعياذ بالله!


    وأما الزنى والنظر الحرام

    فإنه يحرق الأسرار ويسلب الأنوار، ويطمس البصيرة، ويكون سببا في خراب الدنيا والدين!

    فالنظر الحرام:-

    ↕ النظرة الحرام تقطع طريق الوصول
    ↕ فالنظر الحرام يحرق حصائد الصلاح، ويمنع تحليق الجناح
    ↕النظرةُ الحرامُ تَحْرِمُ العَالِمَ سِرَّهُ!


    والسبب في ذلك أن النظر الحرام في مثل هذه الأحوال خيانة! خيانة للعلم، وخيانة للدين، وخيانة للدعوة جميعا! ثم هو خيانة لأهل البيت ولأعراضهم!
    وما كان للخائن أن تكون له من أسرار!

    وأما الخمر وما يلحق بها من مسكرات ومخدرات

    فإنها تمنع سير الروح أصلاً، وتحبسه ابتداءً. لأن صاحبها قد أسلم نفسَه لوثنية هواه! وما كان لمن لم يَخْلُصْ هواهُ لله الواحد القهار
    أن تفتح له الأبواب!


    لاَ تَفُكَّ عَنِ الخمرِ حِصَارَ الشَّرِيعَةِ!
    والمطلوب من المؤمن الصادق مقاطعةُ الخمر، شرباً، وإنتاجاً، وتجارةً، وزراعةً، وخدماتٍ! أنى كانت هذه الخدمات! ولو أن يكون حارسا،
    ليس لها فحسب، ولكن حتى لمزارعها المخصصة لها قصداً!




    الالتزام الرابع: إمساك اللسان عن فضول الكلام!

    وهو ورد الصمت عما لا خير فيه من الكلام! وهو ملاك سائر الأعمال! إذْ بغيره لا يبقى لصاحبه دِينٌ ولا خُلُقٌ!

    اِحْذَرِ الْكَذِبَ فإنَّه مَرَضٌ خَطِيرٌ!
    والكذب - أعاذنا الله وإياكم منه - من أسوأ آفات اللسان! والمؤمن لا يكذب! أما الداعية أو الحامل لمشروع التجديد الديني
    فإنه إن كذب فقد خان رسالته!


    بصيرة في شرط الوصول


    وعليه؛ فإنَّه لاَ وُصُولَ ولاَ قَبولَ في كل ذلك جميعا إلا بِشَرْطٍ أسَاسٍ، ألا وهو: مجاهدة النفس؛ للتحقق في كُلِّ مَسْلَكٍ من إخلاص القلب!
    وللتحقق في كل كلمة من صدق اللسان!
    .........


    انتهي بفضل الله، ولا تنسونا من صالح دعائكم

    من كتاب الفطرية بعثة التجديد المقبلة
    للدكتور فريد الأنصاري رحمه الله
    لتحميل الكتاب من
    هنا


    وللتعرف على السيرة الذاتية للدكتور فريد الأنصاري رحمه الله
    من هنا


    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 17-01-2015, 12:41 AM.

    "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
    وتولني فيمن توليت"

    "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

    تعليق


    • #3
      رد: مشروع الفطرية "بعثة التجديد المقبلة" للدكتور فريد الأنصاري رحمه الله

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم

      اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

      تعليق


      • #4
        رد: مشروع الفطرية "بعثة التجديد المقبلة" للدكتور فريد الأنصاري رحمه الله

        عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
        جزاكم الله خيرًا وبوركتم لمروركم الكريم


        "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
        وتولني فيمن توليت"

        "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

        تعليق


        • #5
          رد: مشروع الفطرية "بعثة التجديد المقبلة" للدكتور فريد الأنصاري رحمه الله

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          جزاك الله خيرا ونفع بك أختي

          التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 27-02-2015, 07:51 PM.







          تعليق


          • #6
            رد: مشروع الفطرية "بعثة التجديد المقبلة" للدكتور فريد الأنصاري رحمه الله

            جزاكم الله خيرًا .... ونفع الله بكم ،،،

            تعليق


            • #7
              رد: مشروع الفطرية "بعثة التجديد المقبلة" للدكتور فريد الأنصاري رحمه الله

              المشاركة الأصلية بواسطة om noar مشاهدة المشاركة
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              جزاك الله خيرا ونفع بك أختي

              عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
              جزاكم الله خيرًا وبوركتم لمروركم الكريم

              المشاركة الأصلية بواسطة *أمة الرحيم* مشاهدة المشاركة
              جزاكم الله خيرًا .... ونفع الله بكم ،،،

              جزاكم الله خيرًا وبوركتم لمروركم الكريم

              "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
              وتولني فيمن توليت"

              "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

              تعليق


              • #8
                رد: مشروع الفطرية "بعثة التجديد المقبلة" للدكتور فريد الأنصاري رحمه الله

                جزاكم الله خيرا يثبت للاهمية

                اسئلكم الدعاء ﻻخي بالشفاء العاجل وان يمده الله بالصحة والعمر الطويل والعمل الصالح

                تعليق


                • #9
                  رد: مشروع الفطرية "بعثة التجديد المقبلة" للدكتور فريد الأنصاري رحمه الله


                  اللهم آمين وإياكم، أحسن الله إليكم

                  "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
                  وتولني فيمن توليت"

                  "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

                  تعليق

                  يعمل...
                  X