إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

✿〰❤ 〰دورة جـددى الـتــزامـكــ 〰❤ 〰✿

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    رد: دورة ايـمــانيــة جــديــدة >> جــددى الـتــزامــكــ << متجدد ان شاء الله




    حياكن الله أخواتى الحبيبات
    كيف حال قلوبكم مع الله؟؟

    أولاً لى رجاء ان تقرأوا هذه الحلقة جيداا ولا تملوا القراءة لانهاستتطرق الى علاج معظم مشكلاتنا الايمانية التى سببها اتباع الهوى
    ومبدأياً جاهدى هواكِ واقرأى الحلقة للنهاية وبتمعن ^ ^
    وبعد هذه الجولة مع مظاهر اتباع الهوى، وبعد الإشارة إلى شيء من مخاطره وأضراره ,,
    فإن المسلم الصادق المنصف من نفسه يدرك أنه واقع في شيء من تلك الأهواء إن قليلاً أو كثيرًا.


    والحق أن هوى النفس لا يكاد ينجو منه أحد، وهذه الأهواء ما دامت حديث نفس فإن صاحبها لا يلام عليها،
    لكن إن اتبعها وأظهرها قولاً أو فعلاً فإنه يلام على ذلك.



    قال شيخ الإسلام – رحمه الله -:


    ونفس الهوى – وهو الحب والبغض الذي في النفس – لا يلام عليه فإن ذلك قد لا يملك،
    وإنما يلام على اتباعه كما قال تعالى:
    يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ.
    وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
    «ثلاث منجيات: خشية الله في السر والعلانية والقصد في الفقر والغنى، وكلمة الحق في الغضب والرضا.
    وثلاث مهلكات: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه».



    ويشهد لعدم اللوم على حديث النفس قوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم»


    فمنع ورود الهوى على النفس أمر محال، وإنما يكلف الإنسان بعدم اتباعه.


    ولذا كان الخوف من الله ومنع النفس عن هواها موجبًا لدخول الجنة،
    كما قال تعالى: وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى
    قال مجاهد : هو العبد يهوى المعصية، فيذكر مقام ربه عليه في الدنيا ومقامه بين يديه في الآخرة، فيتركها لله
    إذاً من أين أتى نهي النفس عن الهوى؟ كيف حصل للإنسان أن ينهى نفسه عن الهوى؟ حصل له هذا الشيء بالخوف من الله عز وجل



    والسؤال هنا كيف أتغلب على هوى نفسى
    قال سفيان الثوري : «أشجع الناس أشدهم من الهوى امتناعًا»
    وقيل ليحيى بن معاذ : من أصح الناس عزمًا ؟ قال : الغالب لهواه .
    وقال بشر الحافي : «من جعل شهوات الدنيا تحت قدميه فرق الشيطان من ظله ، ومن غلب علمه هواه فهو الصابر الغالب، واعلم أن البلاء كله في هواك والشفاء كله في مخالفتك إياه»

    والمقصود ,,
    أن جهاد الهوى صعب لكن في قهره لذة وعزة تحدو الإنسان إلى الاستمرار في مغالبة هواه وتسهلها عليه
    متى ما أخلص النية وصدق الطوية .

    ويمكن أن يقال – على جهة العموم – بأن علاج الهوى هو الابتعاد عن التلبس بشيء من مظاهره و معرفة أضراره وأخطاره .
    فأنكِ مثلاً اذا علمتى ان شرب المياة الغازية مثلاً يسبب هشاشة العظام
    انتى تحبين شرب المياة الغازية تحبينها بشدة ,,ولكن ماذا ستفعلين اذاً بعد ما علمتى مخاطر شربها
    ستبتعدى بالطبع ,,

    هكذا,, اذا علمتى ان اتباع الهوى سيجعلكِ قاسية القلب ,,محرومة من التوفيق
    ذليلة لمن يهواه قلبك وهو حرام ولا يرضى الله سبحانه وتعالى ..

    فمعرفة أضرار المرض بداية العلاج



    وهنا سنذكر خطوات عملية لعلاج اتباع الهوى
    الاستعانة بالله عز وجل وربط القلب به سبحانه
    أول ما يحتاج الإنسان في معالجته الاستعانة بمولاه على هذا الأمر،
    من هو مولانا الذي نستعين به على الشدائد وعلى الأهواء التي نكابدها ونلاقيها؟ إنه الله عز وجل،
    ولذلك - كان لا بد من فتح الطريق مباشرةً بين العبد وبين ربه في استعانته بمولاه على هذا الهوى الذي يصيبه،
    الدعــــــــــــاء؛
    فإنه من أنفع الأمور التي تنفع العبد في التغلب على الهوى، ولذلك كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم كما روى الترمذي والطبراني والحاكم عن زيد بن علاقة رضي الله عنه وهو حديث صحيح وهو في صحيح الجامع ..
    كان من دعائه عليه السلام: (اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق، والأعمال، والأهواء، والأدواء)



    العزيمة القــويــة
    ذكر العلامة ابن القيم أموراً كثيرةً من الأشياء التي تعين على مقاومة الهوى، ويمكن التخلص منه بأمور بعون الله وتوفيقه:
    اولها عزيمة حرٍ يغار لنفسه وعليها.
    والمشكلة أن قوانا تضعف وتخور أمام مواجهة الأهواء والشهوات، فلا بد من العزيمة التي تملأ النفس صموداً وثباتاً ومقاومةً لهذه الأهواء والشهوات،
    ولا بد من جرعة صبر يصبر نفسه على مرارتها تلك الساعة،
    لأن امتناع الإنسان عن ولوج المعصية وقت المعصية طعمه مر، وقت حصول المعصية وأنت تواجهها لا تستطيع أن تنـزع نفسك بسهولة، وتشعربمشقة شديدة جداً
    ولكــــــــــــــــن
    عندما تطعم نفسك هذا الصبر الذي يكون علقماً في بعض الأحيان مثل: الدواء للمريض، يكون الدواء في بعض الأحيان مراً،
    ولكن لا بد منه وهو علاجٌ نافعٌ,,

    فلا بد من تناوله، فأنت حين تقاوم وتجاهد، ستشعر بمرارة فراق المعصية،
    ولكن إذا تجاوزت هذه المرحلة، فإن الله يعقب في نفسك حلاوةً عظيمةً تجدها في نفسك بعد انتصارك على نفسك.
    لحظات المعركة يكون الوقع شديداً ليس سهلاً، لا تأتي الفرحة مباشرةً، ويأتي السرور مباشرة،

    لا بد من لحظات مجاهدة شديدة على النفس وشاقة وصعبة، بعد الانتصار يعقب الله في نفس العبد حلاوة الطاعة وحلاوة ترك المعصية،
    فالذي يصبر على العلقم في البداية يجد الحلاوة في النهاية،

    وكذلك يتفكر الإنسان أنه لم يخلق للهوى، وإنما هو لأمرٍ عظيمٍ لا يناله إلا بمعصيته للهوى كما قال الشاعر:
    >>قد هيئوك لأمرٍ لو فطنت لـه فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهملِ <<
    لما يفكر الإنسان أنه ما خلق من أجل أن يتبع أهواءه، وإنما خلق من أجل طاعة ربه.
    وكذلك ألا يختار لنفسه أن يكون الحيوان أحسن حالاً منه،
    ولهذا تساق الحيوانات إلى منحرها وهي منهمكة في شهواتها
    أنت الآن عندما تنظر إلى حال رعاة الغنم تجد أنهم يسوقون القطعان إلى المنحر وإلى المجزرة، القطيع وهو يمشي على الأرض إلى المنحر، ويكون في الطريق أعشاب ماذا يحدث؟
    يأكل من هذه الأعشاب وهو يمشي إلى المنحر، وإلى المكان الذي ستزهق فيه روحه، ويذبح ويهلك فيه
    وهو يأكل حتى آخر لحظة من هذه الحشائش الموجودة في الأرض.!!!
    إذاً,, لا نريد أن نساق إلى جهنم، ونحن قد جعلت على أعيننا غشاوة الهوى والمسكرات من المنكرات؛
    لأن الشهوات والمنكرات تسكر، فلا يعيش الإنسان في حالة وعي؛ فيساق إلى جهنم عافانا الله واياكم ..

    كم من معصية مضت في ساعتها كأنها لم تكن، ثم بقيت آثارها،
    ولذلك فإنه لا بد للمسلم أن يسير بقلبه في عواقب الهوى، فيتأمل كم فوتت هذه المعصية من فضيلة!
    وكم أوقعت في رذيلة! وكم أكلة منعت أكلات!!
    لآن بعض الناس يأكلون بغير حساب؛ فيضر كثرة الأكل أجسامهم، فيذهب إلى الطبيب يشتكي،
    فيمنعه الطبيب من قائمة كثيرة من الأكلات، ويحدد له أكلات قصيرة، أكلات ضئيلة قليلة، يحرمه من تلك الأكلات،
    ما الذي منعه من هذه الأكلات الطيبات؟ إنه كان يأكل بغير نظام في الماضي،
    فلذلك كم من شهوةٍ كسرت جاهاً، ونكست رأساً، وأورثت ذماً، وأعقبت ذلاً،
    وألزمت عاراً لا يغسله الماء غير أن
    عين صاحب الهوى عمياااااااااء


    تأمل العاقبة مهم جداً؛ لأنه هو الذي يمنعك من الوقوع في البداية،
    وكذلك مما يعين على علاج الهوى: أن يتصور حاله بعد قضاء شهوته،
    وهذه رسالة ابعثها لمدمنى العادة السرية والمواقع الاباحية
    يتبعون الهوى فى متعة زائلة ثم يبقى لهم الحسرة والألم والندم ..
    فلو تأملوا العاقبة فى الدنيا والآخرة لانتهوووووو
    والله سبحانه وتعالى قد شبه من يتبعون أهواءهم بأخس الحيوانات وأذلها وأحقرها ألا وهو الكلب،
    فقال عز وجل عن الرجل الذي أعرض عن آيات الله عز وجل:
    وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ



    تأمل اللذة التي تنتج عن مخالفة الهوى
    فإن في قهر الهوى لذة تزيد على كل لذة، وغالب الهوى يكون قوي القلب عزيزاً؛ لأنه قهر هواه، بينما الذي يتبع الهوى يكون ذليلاً,, لأنه اتبع هواه، فالحذر الحذر من رؤية المشتهى بعين الحسن.
    أحياناً الشيطان يزين للإنسان المعصية، فيراها جميلة جداً، فينظر إلى المعاصي بعين الحسن، المفروض أن ينظر إلى المعاصي بعين الاستقباح وعين الكراهية لهذا الأمر، كما أن اللص يرى لذة أخذ المال من الحرز الذي يأخذه بكل يسر وسهوله،

    لكــــــنه ,,,
    لا يرى بعين الفكر قطع اليد، فلذلك يسرق.تأملــى ,,



    مخـــالفة هوى النفــس
    إذا جاءك الهوى في مسألة فخالفيها، النفس الأمارة بالسوء،
    أو الشيطان يأمرك أن تفعليه هذا الأمر، فعليكِ بمخالفته فوراً..
    قال أحد السلف : اعلم أن البلاء كله في الهوى، والشفاء كله في مخالفتك إياه,,
    قال بعض الحكماء: إذا اشتبه عليك أمران، فانظر أقربهما من هواك فاجتنبه.
    مثلاً: الإنسان موقفه من الأحكام الشرعية يحتار هل هذا هو الصحيح، أم هذا هو الصحيح؟
    أحياناً يكون الإنسان صادقاً ومخلصاً ويريد أن يصل إلى الحق، فيحتار ما هو الحل؟
    فمن ضمن الأشياء التي ترجح قولاً على آخر أن ينظر الإنسان ويدقق ويفتش في نفسه، فينظر أي القولين أقرب إلى هواه فيخالفه ويأخذ الآخر، لماذا؟
    لأن النفس في العادة تميل إلى المحرمات، وتميل إلى الخطأ، تميل إلى الأسهل، تميل إلى ما يشبع رغبتها، تميل إلى الحكم الذي لا يكلف الإنسان عناءً ولا مشقةً،


    وهنا سنتظرق قليلاً الى النوع الأخطر من اتباع الهوى
    الا وهو العشق

    قضايا العشق والشهوة، والتعلق بالمخلوقين، وبالصور الجميلة، كلها ناتجة عن اتباع الهوى,,
    وعن ترك القيادة للنفس، لتسير مع شهوتها، حتى تقع في الهاوية،

    والذي يتعلق قلبه بشيء - من الصعب أن ينفك عنه، والذي يتراجع في بداية الطريق أسهل بكثير من التراجع
    وقد مضى شوطاً في الطريق؛ لأنه كلما مضى أكثر كلما تعلق قلبه أكثر،

    وقد تبدأ العملية في بدايتها في نوع من الإعجاب بتصرفات الشخص الآخر، والإكثار من ذكره وقصصه وسيرته،
    ولكنها تنتهي في النهاية إلى نوع من التعلق الشديد الذي يطغى على حب الله تعالى،
    ويصبح إرضاء ذلك الشخص هم العاشق الوحيد الذي تعلق قلبه بمعشوقه،
    حتى أنه يقدم إرضاء ذلك الشخص على رضا الله تعالى، فيكون قد وقع في شرك المحبة وهو الشرك العظيم:

    وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ
    وهذه القضية فيها من الخطورة شيء عظيم،
    فإنها تسبب شقاء القلب وتعبه حتى أنه ليسقط مريضاً مما ينعكس على الجسد فيمرض كما يقول هذا الشاعر:

    >>* فما في الأرض أشقى من محبٍ وإن وجد الهوى حلو المذاقِ *<<
    تراه باكياً في كل حينٍ مخافة فرقةٍ أو لاشتياقِ
    فيبكي إن نأوا شوقاً إليهم ويبكي إن دنو حذر الفراقِ
    إذا ابتعد عنه بكى شوقاً إليه، وإن اقترب منه خاف على نفسه، فبكى خوف الفراق،
    ما الذي يسبب وقوع هذا النوع من المشاكل في قلوب بعض الناس؟
    إنه القلب الفارغ من محبة الله عز وجل، هو الذي يسبب وقوع هؤلاء الناس في العشق وفي الهوى، قال الشاعر:

    أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى فصادف قلباً خالياً فتمكنا
    فالقلب إذا كان معموراً بحب الله عز وجل، والإنابة إليه، والإخبات إليه، والتوكل عليه، ومراقبة الله عز وجل دائماً،
    هذا القلب الممتلئ بهذه الصفات الإيمانية من أعمال القلوب كيف يدخل فيه تعلق بالمخلوقين؟!
    كيف يحدث فيه عشقٌ؟!
    لا يحدث ,,
    لذلك لا تحدث هذه المشكلة إلا في قلوب الناس الذين فرغت قلوبهم من محبة الله.



    القلب إذا لم تشغله بطاعة الله شغلك بمعصيته
    والقلب لا بد أن يشغل بحب شيء، القلوب تهوى وتحب، النفوس تحب، لا بد أن تشغل بحب شيءٍ،
    فإن لم تشغلها بحب الله تعالى أشغلتك بحب المخلوقين، ونحن لا نتكلم الآن عن الحب الصحيح،
    أو الحب الشرعي كحب الرجل لزوجته، أو الحب الطبيعي كحب الجائع للطعام،
    ولكننا نتكلم عن هذا النوع من الحب والعشق المحرم الذي يقع فيه كثير من الناس لداعي الهوى،
    فقد تقدم أن العبد لا يترك ما يحبه ويهواه، ولكن يترك أضعفهما محبةً لأقواهما محبة،
    كما أنه يفعل ما يكرهه لحصول ما محبته أقوى عنده من كراهة ما يفعله، أو لخلاصه من مكروه، هذا كلامٌ دقيقٌ،
    لأن بعض الناس قد يكون في قلوبهم حبٌ لله،
    لكن هذا الحب قليل، فيدخل في قلب هذا الرجل حبٌ لشخص آخر،
    فيطغى هذا الحب على ذلك الحب,,
    وبهذا التفسير نستطيع أن نفهم كيف يقع بعض الناس الذين يسلكون سبيل الطاعة بالتعلق بالمخلوقين؟
    وفي عشق الصور الجميلة؟
    لأن هذا الرجل الطائع فيه محبة لله، كيف وقع في العشق؟ كيف وقع في التعلق؟
    إنه وقع في التعلق بسبب أن محبة الله في قلبه أقل من محبته لذلك الشخص،

    فطغت محبته لذلك الشخص على محبة الله، فأخرجت محبة الله من قلبه وطردتها طرداً، وأشغلت القلب كله بهذا الشيء،
    ولذلك كان لا بد من التدقيق في علاج هذه المشاكل، ومن الانتباه لها من بدايتها حتى لا تستفحل،
    وحتى لا تؤدي إلى ترك طريق الاستقامة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.


    تجردى وتفكـرى ,,
    التجرد لله عز وجل ,, التجرد من حظوظ النفس ومن شهواتها، عندما ينتقد الإنسان، وتوجه إليه النصيحة،
    يجب عليك يا أختي المسلمة وعليَّ أنا أيضاً,,

    أن أقف موقف المتجرد عندما توجه لي النصيحة، وأفكر هل هذا الأمر الذي نصحت فيه فعلاً أنا واقعٌ فيه، أم لا؟
    لا داعي لأن أكابر، وأن أرد، الحق وأن أقول للآخر: من أنت حتى تنصحني؟
    هذا من اتباع الهوى
    لأن حظ النفس وهوى النفس ألا تنتقد، فتجردى عندما توجه إليكِ النصيحة،
    تجردى لله عز وجل إن كان الأمر فيه اعتراف بالخطأ، ولا داعي للمكابرة,,
    ومحاولة إيجاد التبريرات والأعذار السقيمة التي تجعلك تشعرين أنك بمنأى عن الخطأ وأنك لم تقعى فيه،
    تجردى وتفكرى
    تجردى لله عز وجل، قولى: أنا أخطأت
    قولك: إنني مخطئة يزيدك في أعين الناس جلالةً وقدراً، خلاف ما يصور لك الشيطان،
    وما يصور لك اتباع الهوى من أنه ينقصك ويدني منزلتك،

    كلا,,

    إن كثيراً من السلف من الأسباب التي وصلوا إليها أنهم كانوا معترفين بأخطائهم،
    عمر بن الخطاب كان يقف على المنبر، ويعلن أمام الناس أنه مخطئ، ولذلك شهد التاريخ لنا بعظمة عمر
    تجردى إلى الله من هوى المشاركة في المجالات التي كلها لهو ولعب.
    وتجردى إلى الله عز وجل من هوى الزواج بالزوج الجميل او الغنى حتى ولو كانت أقلَّ ديناً
    تجردى إلى الله عز وجل وأنتى تقرأى الكتب.
    تجردى إلى الله عز وجل في قراءة الكتب الصحيحة النافعة، وليس في قراءة الروايات والقصص التي تهواها النفس وتميل إليها.

    وتجردى إلى الله عز وجلايتها الطالبة وأنت تدرسى، وقدمى دينك وخدمة دعوة نبيك على كل غرض دنيوي
    ووازنى بين الأمور، لا يطغى جانبٌ على جانب، الموازنة الوسطية هي من صفات هذه الأمة،

    الوسطية (لا ضرر ولا ضرار)لا تتضررى في خدمة قضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا في خدمة طلب العلم، ولا في خدمة الدراسة، وازنى بين الأمور،
    لا يحملك الهوى على الانقطاع عن جانب والانغماس تماماً في الجانب الآخر.
    تجردى إلى الله وأنت تعرض عليك الوظيفة في مكان من الأماكن المحرمة،
    تجردى إلى الله وهوى نفسك يدفعك إلى أن تقبلى بها
    لأنها أكثر راتباً، أو أعلى منصباً.
    تجردى إلى الله عز وجل في موقفك من الأقوال والأحكام الفقهية، في موقفك من العلماء، بعض الناس يتعصبون لعلماء على آخرين، ولمذاهب على مذاهب،
    هذا النوع من اتباع الهوى خطير، ويؤدي إلى الضلال، وقال الله سبحانه وتعالى: وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ
    فالهوى يجعلك تبخسى فلاناً حقه، وفلاناً جميله، وتنكرى فضل فلان عليك،
    لا,,
    تجردى إلى الله من هذا الهوى، أقرى بفضل فلان وفلان من أهل الفضل، ولا تتعصبى لعالم على آخر، اتبعى الحق بدليله،
    لا تتبعى هواك في انتقاء الأحكام.
    قضية التجرد ليست سهلة، لكن الذي يجاهد نفسه في سبيل الله
    فلا بد أن يهديه الله السبل التي يستطيع بها أن يصل إلى مبتغاه.

    وبشكل عملي اليكم هذه الوصية الغالية لمجاهدة الهوى للشيخ هانى حلمى

    قولــــــــــى لنفسك في أشياء ترغب فيها لا ...لا ،

    فصومى صيام بنية مخالفة الهوى ، وضعّفى وردك القرآني بنية مخالفة الهوى ،
    فهواي يأمرني أن لا أزيد على الجزء أو الاثنين ،
    ولكـــن ستقسمى على نفسك بالله لأرين الله ما اصنع فستقرأى اليوم أكثر واكثر ،
    وهكذا في ســـائر العمل .
    ما الأمر الشاق عليك من العبادات ؟ حفظ القرآن ؟ القيام ؟ كثرة الذكر ؟ طلب العلم ؟ ..
    انظرى ما يصعب عليكِ
    وبنية المجاهدة سنقطع حبال الهوى التي تأسر قلوبنا .

    ومن هنا نتفق على الواجبات العملية :

    >>* جهاد فى تلاوة القرءان
    >>*كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
    ( نريدها اليوم بعدد لم تصنعيه من قبل ، بنية مخالفة الهوى ،والاستقامة على طريق الرحمن )
    قال صلى الله عليه وسلم :" من ذكرت عنده فخطئ الصلاة علي خطئ طريق الجنة

    "[ رواه الطبراني وصححه الألباني ]
    فطريق الجنة ممهد بكثرة الصلاة على الحبيب صلى الله عليه وسلم .
    فأعظم الكرامة أن تخالفى هواك في شيء ، تصبحى عطشانة جائعًة وتجاهدى للصيام ،
    تصبحى كسلانة فتجاهدى نفسك وتلزميها أورادها ،
    ولو أن تحلفى على نفسك ، " أقسمت يا نفس لتفعلنَّ كذا
    وكذا
    الى هنا انتهت جولتنا حول تخلية القلب من مرض اتباع الهوى


    اختبار الحلقة ||
    الاجابة على هذه الأسئلة هنا حتى تكونى بحريتك فى الإجابة

    ✿〰❤ 〰الـمـتابـعة الإيمـانية الخاصــة بـدورة جددى التزامك 〰❤ 〰✿
    1-كتابة اكثر شئ لفت نظرك فى الحلقة وتأثرتى به ؟؟
    2-عندما ذكرنا عواقب مرض اتباع الهوى ما اكثر شئ اصابكِ بالخوف الشديد ؟؟
    3-عندما ذكرنا كيفية معالجة النفس من اتباع الهوى اى شئ شعرتى انه سهل فعله واى شئ صعب تنفيذه ؟؟
    4-ماهى العبادة التى تشق على نفسك ؟؟
    5-ما الذى تحتاجيه من دورة جددى التزامك وماهى المشكلة الايمانية التى تواجهك بالفعل ؟؟

    من تجيب على الأسئلة لها وصية وهدية



    التعديل الأخير تم بواسطة راجية الانس بالله ورضاه; الساعة 16-09-2014, 03:35 PM.


    تعليق


    • #32
      رد: دورة ايـمــانيــة جــديــدة &gt;&gt; جــددى الـتــزامــكــ &lt;&lt; متجدد ان شاء الله

      المشاركة الأصلية بواسطة راجيه جوار الحبيب محمد مشاهدة المشاركة
      ماشاء الله
      جاي بوقتها ربنا يبارك فيكِ مشرفتنا الفاضله
      ويتقبل منك صالح الآعمال
      اللهم آمين
      وفيكِ بارك الرحمن تقبل الله منا ومنكِ اللهم آمـين
      أنرتى الموضوع بمرورك أنار الله قلبك بطاعته


      المشاركة الأصلية بواسطة السعيدة بالله مشاهدة المشاركة
      عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خير الجزاء، وتقبل منا ومنكم



      ومن استوى على متن هواه أسرع فيه إلى وادي الهلكات
      الله المستعان!

      اللهم أصلح أحوالنا
      واجعل هوانا ما ترضى به عنا ووالدينا ومن نحب أجمعين والمسلمن



      وجزاكِ الله خيراا
      آمــــين يارب العالمين
      تسعدنى متابعتك



      تعليق


      • #33
        رد: دورة ايـمــانيــة جــديــدة &gt;&gt; جــددى الـتــزامــكــ &lt;&lt; متجدد ان شاء الله

        جزاكى الله خيرررا...راااائعة فعلا .... معاكم بإذن الله
        التعديل الأخير تم بواسطة راجية الانس بالله ورضاه; الساعة 14-09-2014, 03:42 PM. سبب آخر: حذف الوجه التعبيرى لان القسم يراه الاخوة والزوار ,,بوركتِ

        تعليق


        • #34
          رد: دورة ايـمــانيــة جــديــدة &gt;&gt; جــددى الـتــزامــكــ &lt;&lt; سارعى بالاشتراك

          من تريد الاشتراك معنا
          تترك رد هنا بإذن الله
          بشرط المتابعة والجدية والنية الصادقة فى التغيير
          ولا تنسى أن تدعو غيرها فالدالِ على الخير كفاعله
          معكم بإذن الله
          أنا جديده بالمنتدى
          وسوف احاول دراسة ما فاتنى وأتابع معكم
          هل يمكننا نقل الموضوع ببعض التصرف ( الإختصار ) لمنتديات أخرى لكن تقريباً ممنوع ذكر اسم المنتدى لأنهم يرو نه مثل الإعلان, فقط اذكر اسمك وأقول منقول ؟

          تعليق


          • #35
            رد: دورة ايـمــانيــة جــديــدة &gt;&gt; جــددى الـتــزامــكــ &lt;&lt; سارعى بالاشتراك

            متابعه القراءه للموضوع
            أصبت داء طالما هوى بالنفس عن الطريق المستقيم
            هو سبب كل انتكاس
            جزاكى الله خير الجزاء

            تعليق


            • #36
              رد: دورة ايـمــانيــة جــديــدة &gt;&gt; جــددى الـتــزامــكــ &lt;&lt; سارعى بالاشتراك

              المشاركة الأصلية بواسطة مرجانة الجنة مشاهدة المشاركة
              جزاكى الله خيرررا...راااائعة فعلا .... معاكم بإذن الله
              وجزاكِ الله خيرااا مثله .. نورتينا فى منتدى الطريق الى الله

              المشاركة الأصلية بواسطة نسيمه مشاهدة المشاركة
              معكم بإذن الله
              أنا جديده بالمنتدى
              وسوف احاول دراسة ما فاتنى وأتابع معكم
              هل يمكننا نقل الموضوع ببعض التصرف ( الإختصار ) لمنتديات أخرى لكن تقريباً ممنوع ذكر اسم المنتدى لأنهم يرو نه مثل الإعلان, فقط اذكر اسمك وأقول منقول ؟

              أهلاً وسهلاً نورتينا وسعدنا بوجودك بيننا
              وبالطبع يسعدنى جداا ان تنقلى الموضوع ولايُهم ذكر اسمى
              المهم ان يُنشر الخير ويُنتفع به ربنا يجعله فى ميزان حسناتك فالدال على الخير كفاعله
              بارك الله فيكِ ونفع بكِ اينما حللتى



              المشاركة الأصلية بواسطة نسيمه مشاهدة المشاركة
              متابعه القراءه للموضوع
              أصبت داء طالما هوى بالنفس عن الطريق المستقيم
              هو سبب كل انتكاس
              جزاكى الله خير الجزاء

              وجزاكِ الله خيراا .. نفعكِ الله بكل خير ..تسعدنى متابعتك


              تعليق


              • #37
                رد: دورة ايـمـانيــة جـديـدة &gt;&gt; جـددى الـتــزامـكــ &lt;&lt; متجدد ان شاء الله

                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                ------------------------
                لكل المتابعين معنا فى دورة جددى التزامك اوصيكم بسماع هذه الدروس الراائعة
                وهذا مناسب للتى تفضل سماع الدروس على القراءة هتستفيد جداا
                المدرسة الإيمانية >> اتباع الهوى << هانى حلمى
                المدرسة الإيمانية >> جاهد هواك << هانى حلمى

                ربنا ينفعنى واياكن بكل خير


                تعليق


                • #38
                  رد: دورة ايـمـانيــة جـديـدة &gt;&gt; جـددى الـتــزامـكــ &lt;&lt; متجدد ان شاء الله

                  وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                  جزاكِ الله خيرًا
                  جميل جداااا كل ما ذكرتِ
                  وخطوات العلاج راااائعة جدا
                  ربنا يرزقنا العمل بها
                  و ربنا يجعله فى ميزان حسناتك


                  جاهد من أجل تحقيق هدفك و لا تقبل أن تصير جزءًا من أهداف الآخرين
                  ♥♥ تــعـــالــى نــحــب ربــنــا ♥♥.. متجدد بإذن الله

                  تعليق


                  • #39
                    رد: دورة ايـمـانيــة جـديـدة &gt;&gt; جـددى الـتــزامـكــ &lt;&lt; متجدد ان شاء الله

                    جزاكِ الله خيرا

                    رااااااااااائع

                    نفع الله بكِ
                    يا الله
                    علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

                    تعليق


                    • #40
                      رد: دورة ايـمـانيــة جـديـدة &gt;&gt; جـددى الـتــزامـكــ &lt;&lt; متجدد ان شاء الله


                      ذنــــــوبى كثيرة
                      اريد أن اثبت على طاعة الله وأصبر عن معصية الله

                      لكــــنى عاجزة !!!
                      أخذت بكل الأسباب
                      عجزت عن اصلاح نفسى ..عجزت عن اصلاح قلبى

                      اجاهد على الوصول الى الله ولكنى فشلت مرة بعد مرة

                      امر بإبتلاء أخذت بكل الأسباب ولم يزول البلاء عنى

                      فماذا أفعل ؟؟

                      تحيطنى المشاكل من كل جانب

                      مشاكل ايمانية ,, نفسية ,,اجتماعية ,,حزن ,, قلق ,, خوف

                      مهلاً
                      هل هذه مشكلتك ؟؟

                      أخذتى بكل الأسباب لكى تكونى من الناحجين ..

                      وأخذتى بكل الأسباب للوصول الى الهداية واصلاح النفس و تطهير القلب ولم تصلى الى هدفك

                      أخذتى بكل الأسباب لإصلاح حياتك ,,لإصلاح علاقاتك مع الناس

                      للوصول للنجاح فى دينك ودنياكِ فعلتى وفعلتى ,,,أخذتى بكل الأسباب
                      وللأسف كانت النتيجة انكِ


                      لم تصلى الى أى شئ !!!

                      ها انا اليوم جئت
                      لأضع بين يديكِ الوصفة السحرية لعلاج كل مشاكلك !!

                      نعم
                      انها ,, عبادة قلبية عظيمة غفلنا عنها كثيراا الا من وفقه الله واراد به خيراا عظيماً

                      انها عبادة الإفتقار
                      كل المعاني التي قد تخطر على بالكم من كلمة افتقار المتعلقة بالفقر
                      لا علاقة لها بهذا الدرس إطلاقاً الافتقار مرتبةٌ عاليةٌ جداً، هذه المرتبة تقابل مرتبة العبودية لله،

                      العبد عبدٌ، والرب رب،حقيقتك، جوهرك، هويتك،

                      أنتِ ضعيفة
                      بــ شخصيتك، بكل سيطرتك، بكل عظم شأنك،
                      حياتك متوقفةٌ على سيولة دمك، فإذا تجمد الدم في أدق أوعية الدماغ، في مكان أصيب بالشلل، في مكان أصيب بفقد البصر،

                      أنت بكل هيمنتك، وكل قوتك، وكل سيطرتك، وكل شأنك، متوقفٌة على ضربات القلب،

                      فإذا توقف القلب فأنتِ خبر
                      بعد أن كنت شيئاً مذكوراً، كل هيمنتك، وقوتك، وحجمك المالي، وسيطرتك،
                      وقوة شخصيتك، متوقفة على نمو خلاياك، فإذا نمت نمواً عشوائياً أصبحت في خبر كان.

                      أخـــيتى ,,
                      راية الفقراء فارفعى ، ودلائل العجز والتفريط جِّهزى ، وصحائف الذنوب قدِّمى ،
                      والساعات الضائعة من عمرك
                      في زمن الصبا كل هذا فتذكَّرى ، فكم أتعبتى الحفظة سنين ، وسهرتى في المعاصي حيناً بعد حين ،
                      فـــأظه
                      رى الفاقة والمسكنة حتى تكونى من مستحقي الصدقات ، ألم تقرأى قول ربك :
                      ﴿ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ ﴾


                      قد تكونى من أغنى الأغنياء، وقد تكون من أقوى الأقوياء، وقد تكون من أذكى الأذكياء
                      وقد تكونى من أجمل الجميلات وقد تكونى من الصالحات
                      لا تغترى بعلمك .. بعبادتك ,, بنفسك ,, بعقلك ,, بما تملكيه


                      حبيباتى الغاليات
                      موعدنا االيوم مع عبادة قلبية من أجل العبادات واحبها الى الله
                      انها عبادة تحتاجيها فى كل ساعة بل فى كل دقيقة لا بل فى كل نفس من أنفاس حياتك
                      انهـا «حقيقــة العبــودية ولبُّها».
                      قال الله تعالى:
                      ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْـحَمِيدُ)) [فاطر:15]،

                      عرَّفه الإمام ابن القيم - رحمه الله - بقوله:
                      «حقيقة الفقر: ألا تكون لنفسك، ولا يكون لها منك شيء؛ بحيث تكون كلك لله، وإذا كنت لنفسك فثمَّ ملك واستغناء مناف للفقر»،

                      ثم قال:
                      الفقر الحقــــيقي ,,
                      دوام الافتقار إلى الله في كل حال، وأن يشهد العبد في كل ذرة مـن ذراتــه الظاهـرة والباطنـة فاقـة تامـة إلى الله - تعالى - من كل وجه».

                      مدارج السالكين، (440/2).
                      فالافتقار إلى الله - تعالى - أن يُجرِّد العبد قلبه من كل حظوظها وأهوائها، ويُقبل بكليته إلى ربه - عز وجل - متذللاً بين يديه، مستسلماً لأمره ونهيه، متعلقاً قلبه بمحبته وطاعته،
                      قال الله - تعالى-:
                      ((قُلْ إنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْـمُسْلِمِينَ))[الأنعام:162-163].

                      قال يحيى بن معاذ: «النسك هو: العناية بالسرائر، وإخراج ما سوى الله عز وجل من القلب».
                      إنَّ هذه المنزلة الجليلة التي يصل إليها القلب هي سرُّ حياته وأساس إقباله على ربه سبحانه وتعالى ..
                      فالافتقار حادٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍ يحدو العبد إلى ملازمة التقوى ومداومة الطاعة.

                      انهــا عبادة اعلنها سيدنا ابراهيم قائلاً: "حسبي الله ونعم الوكيل
                      أي: إن الله هو الكافي والمؤيِّد والنَّصير، فلا حيلة للعبد ولا حوْل له ولا قوَّة، ولا استِطاعة إلاَّ بإرادة الله ومشيئتِه وقدرته.
                      فماذا كانت النَّتيجة؟
                      هل نزلت الأمطار أو هبَّت الرياح؟ لا، بل خاطبَ الله النَّار مباشرة، فأمرها بقوله: {يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ} [الأنبياء: 69].


                      سبحان الله! الله يخاطب النار؟
                      نعم، فإنَّ النَّار خلقٌ من خلق الله، وعبدٌ من عبيده، وفعلاً تستجيب النَّار لأمْر ربِّها مع أنَّ النَّار من طبيعتها الإحراق،
                      لكن الله قال: "كوني بردًا وسلامًا"
                      فاستجابت النَّار لمولاها، فلم تحرق الخليل، رغم أنَّها أحرقت كلَّ شيء، حتَّى القيود التي في يديْه وفي رجليه،
                      بيْنما خرج إبراهيم سالمًا معافًى يتصبَّب جبينُه عرقًا، فقال آزر: نعم الرَّبُّ ربُّك يا إبراهيم.

                      فالدنيا كلها تعبد الله - سبحانه وتعالى -:
                      {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً}
                      يحلم على عباده يوم اقْترفوا السيِّئات وعصوْه سبحانه، حليم غفور سبحانه؛ {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ}
                      {وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ}
                      يسخِّر اللهُ كلَّ ذلك لأوليائِه المفتقرين إليْه، كما سخَّر النَّار لخدمة إبراهيم - عليه السَّلام - الذي عاش حقيقة الافتقار إلى الله، فنال شرف الوسام من الله حيث وصفه الله - تبارك وتعالى - بقوله: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً}
                      أي: كان إمامًا وقدوة، وكان وحْده الجماعة في زمان اجتمع فيه الباطل والشَّرُّ والضَّلال.
                      هذا الافتِقار عاشه أيضًا أصحاب محمَّد - عليه الصَّلاة والسَّلام -
                      {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ} [آل عمران: 173].



                      وهذا بلال يرقُد تحت أشعَّة الشَّمس الحارقة على رمضاء مكَّة، قد جرّد من ثيابه، ووضعت على صدره صخرة عظيمة، يضرب بالسِّياط، ويجرُّ على الرَّمضاء؛ ليُفْتَن عن دينِه، يقال له: يا بلال، يا فتَى مكة، عد للطرب، وتعال إلى الزَّمر.
                      لكن بلال يثبت ثبات الجبال، ففي قلبه الإيمان والافتِقار إلى الواحد القهار، إنَّ بلالاً يرفض الشهرة والرَّاحة ما دامت في غير مرضات الله؛ لذلك كان ينادي وهو تحت الصَّخرة: "أحدٌ أحد"؛ لأنه يعلم أنَّ الله معه {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ} .
                      قيل لبلال ذات مرَّة: يا بلال، كيف كنت تطيق العذاب؟
                      فقال - رضي الله عنه وأرضاه -: "كنت أمزج حلاوة الإيمان بمرارة العذاب، فتطغى حلاوة الإيمان على مرارة العذاب، فأستحلي العذاب"،
                      يصبح العذاب في منطق بلال حلوًا لأنَّه في ذات الله - جلَّ وعلا.

                      فالعبد ينبغي أن يكون مفتقرا إلى الله تعالى، لا إلى أحد من الناس، ولا إلى شيء من الدنيا، فهو قد نفض يديه من الدنيا،
                      فلا يطمع ولا ينافس فيها، ولا يتعلق قلبه بها

                      ، لأنه مفتقر على الله وحده لا شريك له، وأكثر الناس قد افتقروا إلى الدنيا، إلى شهواتها ولذاتها، لا يفترون عنها، منهم من افتقر إلى المال،
                      ومنهم من افتقر إلى الجاه، وعامة الناس، يفتقرون إلى الأهلين والأصحاب، ويضحون من أجلهم بدينهم في كثير من الأحيان.
                      كما قال إبراهيم عليه السلام، قال الله تعالى عنه:
                      (وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ)
                      (العنكبوت:25)

                      الافتقار هـوالعبودية لله عز وجل
                      أن تكون عبداً لله حقاً، ان تكون أمة لله حقاً أن تتحقق من عبوديتك لله،
                      أن تعرفى عبوديتك، أن تعرفى نفسك،
                      الافتقار إلى الله يجعلك في أعلى درجات القرب،
                      والافتقار إلى الله يجعلك في أعلى درجات القوة، وفي أعلى درجات الغنى، وفي أعلى درجات العلم،
                      أن تعرفى حقيقة ذاتك، أن تعرفى من أنت، أنتى أمةُ ضعيفة، أنتى قويٌة بالله، ضعيفٌة بنفسك،
                      غنيٌة بـ الله، فقيرٌة في نفسك، عالمٌة بالله، جاهلٌة بنفسك، إذا تحققتى من هذه المعاني
                      اقتربتى من مرتبة العبودية، أي من مرتبة الافتقار إلى الله،
                      الآن النبي عليه الصلاة والسلام كان عبداً لله،
                      في أعلى درجات القرب، بلغ:
                      ﴿ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ﴾[ سورة النجم ]
                      هذه المرتبة ما بلغها إنسان، ورد في بعض الأحاديث:
                      (( سلوا لي الوسيلة، فإنها مقامٌ لا ينبغي إلا لواحدٍ من خلقه، وأرجو أن أكون أنا ))[ أخرجه مسلم عن ابن عمر ]
                      قال تعالى: ﴿ فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ﴾[ سورة النجم ]
                      ﴿ إِلَى عَبْدِهِ ﴾
                      في ﴿ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ﴾
                      في أعلى درجات القرب


                      حبيبتى الغالية
                      كلما افتقرتى إلى الله، رفع الله قدرك، ورفع ذكرك، وأعلى مقامك، وألبسك هيبةً، ووقاراً، وألقى في قلوب الناس محبتك، وألقى في قلوب الناس هيبتك،
                      شيء لا يصدق.!!
                      وهنا سيتبادر الى ذهنك تساؤلات ؟؟؟؟؟ ..
                      ياتُرى كيف أعرف هل انا مفتقرة الى الله ام لا ؟؟
                      وكيف أصل الى هذه العبادة الجليلة ؟؟


                      تابعـونى بإذن الله ||~

                      التعديل الأخير تم بواسطة راجية الانس بالله ورضاه; الساعة 21-10-2014, 03:18 AM.


                      تعليق


                      • #41
                        رد: دورة ايـمـانيــة جـديـدة &gt;&gt; جـددى الـتــزامـكــ &lt;&lt; متجدد ان شاء الله


                        علامات الافتقار إلى الله تعالى وقيسى هذه العلامات على نفسك ..
                        أولاً: غاية الذل لله تعالى مع غاية الحب:
                        فالمؤمن يُسلم نفسه لربه منكسراً بين يديه، متذللاً لعظمته، مقدماً حبَّه سبحانه وتعالى على كل حب.
                        طمأنينة نفسه، وقرَّة عينه، وسكينة فؤاده، أن يعفِّرجبهته بالأرض،
                        ويدعو ربه رغبة ورهبة
                        قال ابن جرير الطبري: (معنى العبادة: الخضوع لله بالطاعة، والتذلل له بالاستكانة
                        ومَنْ كانت هذه هي حاله
                        وجدته وقَّافاً عند حدود الله، مقبلاً على طاعته،ملتزماً بأمره ونهيه، فثمرة الذل: أن لا يتقدم بين يدي الله ورسوله- صلى الله عليه وسلم -،
                        مهتدياً بقوله سبحانه وتعالى:
                        ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ
                        قال الحسن - رضي الله عنه -:
                        « ما ضربتُ ببصري، ولا نطقتُ بلساني، ولا بطشتُ بيدي، ولا نهضتُ على قدمي،
                        حتى أنظر أعلى طاعة أو على معصية؟ فإن كانت طاعة تقدمتُ، وإن كانت معصية تأخرتُ

                        وأمّامَنْ طاشت به سبل الهوى،ولم يعرف الله عز وجل حق المعرفة؛ رأيته يستنكف الاستسلام لربه عز وجل، ويستكبر فلا يخضع له،
                        قال الله تعالى:
                        ﴿لَن يَسْتَنكِفَ المَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلَّهِ وَلاَ المَلائِكَةُالمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْفَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً* فَأَمَّاالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْوَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُواوَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَلاَ يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَلِياًّ وَلاَ نَصِيراً﴾[النساء: 172-173].


                        ثانياً: التعلّق باللّه تعالى وبمحبوباته:
                        فشعورالعبد بفقره وحاجته إلى ربه عز وجل يدفعه إلى الاستكانة له والإنابة إليه،ويتعلق قلبه بذكره وحمده والثناء عليه، والتزام مرضاته، والامتثال لمحبوباته.
                        ولهذا ترى العبدالذي تعلق قلبه بربه وإن اشتغل في بيعه وشرائه، أو مع أهله وولده، أو في شأنه الدنيوي كله مقيماً على طاعته،
                        مقدماً محبوباته على محبوبات نفسه وأهوائها، لا تلهيه زخارف الدنيا عن مرضاة ربه،

                        ويصف الإمام ابن القيم الافتقار إلى الله تعالى بقوله:
                        (يتخلى بفقره أن يتألَّه غير مولاه الحق، وأن يُضيع أنفاسه في غيرمرضاته،وأن يُفرق همومه في غير محابه، وأن يُؤْثر عليه في حال من الأحوال، فيوجب له هذا الخلق وهذه المعاملة صفاء العبودية، وعمارة السربينه وبين الله،وخلوص الود،
                        فيصبح ويمسي ولا هّم له غير ربه، فقد قطع همُّه بربه عنه جميع الهموم، وعطلت إرادته جميع الإرادات، ونسخت محبته له من قلبه كل محبة لسواه)

                        ومن تعلّق قلبه بربه وجد لذة في طاعته وامتثال أمره لا تدانيها لذة،
                        (فأوامرالمحبوب قرة العيون، وسرور القلوب، ونعيم الأرواح، ولذات النفوس، وبهاكمال النعيم، فقرُّة عين المحب في الصلاة والحج،
                        وفرح قلبه وسروره ونعيمه في ذلك..
                        وفي الصيام والذكر والتلاوة، وأما الصدقة فعجب من العجب، وأماالجهادوالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله والصبر على أعداء الله سبحانه؛
                        فاللذة بذلك أمر آخر لا يناله الوصف، ولا يدركه مَنْليس له نصيبمنه، وكل من كان به أقوم كان نصيبه من الالتذاذ به أعظم).
                        وأعظم الناس ضلالاً وخساراً مَنْ تعلّق قلبه بغير الله تعالى، ويزداد ضلاله وخساره بزيادة تعلُّقه بغير مولاه الحق،
                        ولهذا كان ركون العبد إلى الدنيا أو إلى شيء من زخرفها آية من آيات العبودية لها،

                        قال الله تعالى
                        : ﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ

                        قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
                        كل من علَّق قلبه بالمخلوقات أن ينصروه، أو يرزقوه، أو أن يهدوه؛ خضع قلبه لهم، وصار فيه من العبودية لهم بقدر ذلك،
                        وإن كان في الظاهر أميراً متصرفاً بهم،
                        فالعاقل ينظر إلى الحقائق لا إلى الظواهر، فالرجل إذا تعلق قلبه بامرأة ولو كانت مباحة له؛ يبقى قلبه أسيراً لها تحكم فيه وتتصرف بما تريد،
                        وهو في الظاهر سيدها؛ لأنه زوجها، وفي الحقيقة هو أسيرها ومملوكها، تحكم فيه بحكم السيد القاهر الظالم في عبده المقهور الذي لا يستطيع الخلاص منه.

                        فإن أسر القلب أعظم من أسر البدن، واستعباد القلب أعظم من استعباد البدن،
                        فإن من استُعبد بدنه واستُرق لا يبالي إذا كان قلبه مستريحاً من ذلك مطمئناً،
                        وأما إذا كان القلب الذي هو الملك رقيقاً مستعبداً متيماً لغير الله؛ فهذا هو الذل والأسر المحض،
                        والعبودية لما استعبد القلب
                        ثم قـــال:
                        ومن أعظم هذا البلاء إعراض القلب عن الله، فإن القلب إذا ذاق طعم عبادة الله والإخلاص له؛ لم يكن عنده شيء قط أحلى من ذلك، ولا ألذ ولا أطيب
                        وقال الإمام ابن القيم:
                        (أعظم الناس خذلاناً من تعلق بغير الله
                        فإنَّ ما فاته من مصالحه وسعادته وفلاحه؛ أعظم مما حصل له ممن تعلق به،،
                        وهو معرض للزوال والفوات
                        ومثل المتعلق بغير اللَّه كمثل المستظل من الحر والبرد ببيت العنكبوت أوهن البيوت)

                        ثالثاً: مداومة الذكر والاستغفار
                        فقلب العبد المؤمن عاكف على ذكر مولاه، والثناء عليه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى في كل حال من أحواله،
                        دائم التوبة والاستغفار عن الزلل أو التقصير، يجد لذته وأنسه بتلاوة القرآن، ويرى راحته وسكينته بمناجاة الرحمن.

                        قال الله تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ.
                        وقد وصف الله عز وجل أهل الإيمان بقوله:
                        ﴿ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُون
                        ولهذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: « يا أيها الناس! توبوا إلى اللَّه؛ فإني أتوب إليه في اليوم مئة مرة »
                        وقال عليه الصلاة والسلام: « والله! إني لأستغفر الله وأتوب في اليوم أكثر من سبعين مرة ».
                        وقال: «
                        إنه ليُغان على قلبي، وإني لأستغفر الله في اليوم مئة مرة »
                        إنَّ مداومة الذكر والاستغفار آية من آيات
                        الافتقار إلى الله تعالى،
                        فالعبد يجتهد في إظهار فاقته وحاجته وعجزه، ويمتلئ قلبه مسكنة وإخباتاً، ويرفع يديه تذللاً وإنابة؛ فهو ذاكر لله تعالى في كل شأنه، في حضره وسفره،
                        ودخوله وخروجه، وأكله وشربه، ويقظته ونومه، بل حتى عند إتيانه أهله،
                        فهو دائم الافتقار لعون الله تعالى وفضله، لا يغفل ساعة ولا أدنى من ذلك عن الاستعانة به والالتجاء إليه.




                        ومقتضى ذلك أنه لا يركن إلى نفسه، ولا يطمئن إلى حوله وقوته، ولا يثق بماله وجاهه وصحته،
                        ولهذا كان من دعاء النبي
                        - صلى الله عليه وسلم - لبعض أصحابه:
                        «
                        اللهم لا تكلهم إليَّ فأضعف، ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها، ولا تكلهم إلى الناس فيستأثروا عليهم »
                        وعن أبي بكرة - رضي الله عنهما - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
                        «
                        دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو؛ فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، أصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت »

                        رابعاً: الوجل من عدم قبول العمل
                        فمع شدة إقبال العبد على الطاعات، والتقرب إلى الله بأنواع القربات؛ إلا أنه مشفق على نفسه أشد الإشفاق، يخشى أن يُحرم من القبول،
                        فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: سألت رسول الله
                        - صلى الله عليه وسلم -
                        عن هذه الآية:
                        ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ [المؤمنون: 60]:
                        أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟!
                        قال: « لا يا ابنة الصديق! ولكنهم الذين يصومون ويصلّون ويتصدقون، وهم يخافون أن لا يقبل منهم، أولئك الذين يسارعون في الخيرات »
                        فعلى الرغم من حرصهم على أداء هذه العبادات الجليلات فإنهم لا يركنون إلى جهدهم،
                        ولا يدلون بها على ربهم، بل يزدرون أعمالهم، ويظهرون الافتقار التام لعفو الله ورحمته، وتمتلئ قلوبهم مهابة ووجلاً،
                        يخشون أن ترد أعمالهم عليهم، والعياذ بالله، ويرفعون أكف الضراعة ملتجئين إلى الله يسألونه أن يتقبل منهم.

                        وتتأكد هذه الحقيقة عند أهل الإيمان بأربعة أمور
                        الأول: أنَّ اللّه عز وجل غني عن طاعات العباد
                        فاللّه جل وعلا غني عن عباده، وليس في حاجة إلى عبادتهم وطاعاتهم، قال الله عز وجل:
                        ﴿ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ
                        الثاني: أنَّ قبول الأعمال إنما هو من فضل الله ورحمته
                        ولهذا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « والله! لا أدري وأنا رسول الله ما يفُعل بي ولا بكم ».
                        فإذا كان هذا هو حال سيد ولد آدم عليه أفضل الصلاة والسلام فكيف بغيره من الناس؟!
                        ومَنْ قرأ قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «
                        لن ينجي أحداً منكم عملُه »، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟!
                        قال: « ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته »
                        أيقن بضعفه وعجزه، وازداد تضرعاً وافتقاراً لربه جل وعلا، ولم يتعاظم في نفسه، أو يُعجب بجهده وعمله.

                        الثالث: أن المنة لله جميعاً
                        فالمؤمن ينسب ما به من نعمة، وما عنده من طاعة؛ إلى ربه ومولاه عز وجل، فله الفضل والمنة، ولا يزعم أن ذلك من حوله وكده وجهده،
                        قال الله تعالى
                        : ﴿ فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاًّ كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء [الأنعام: 125]


                        الرابع: أنَّ العبد لا يأمن على نفسه الفتنة:
                        فقد ثبت في الحديث الصحيح أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
                        قال: « إنَّ قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء »
                        فالعبد مهما بلغت منزلته لا يأمن على نفسه الفتنة،
                        ويخشى أن تجرفه رياح الأهواء والفتن،
                        ولهذا كان من دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -: « اللهم مصرف القلوب صرِّف قلوبنا على طاعتك ».
                        فإمام المتقين يتضرع إلى الله عز وجل بهذا الدعاء افتقاراً إلى الله تعالى،
                        فكيف بنا ونحن الفقراء..؟!
                        ومن كان لا يأمن على نفسه رأيته أشد وجلاً على نفسه، وأشد انكساراً بين يدي مولاه العظيم سبحانه وتعالى.
                        ولهذا فإن من أدرك هذه الحقائق الأربعة؛ علم أنَّ إعجاب المرء بطاعته
                        وإدلاله بها على ربه من أعظم الأدواء والآفات التي تُسقط العبد، وتجعله على شفا جرف من الضلال والانتكاس، والعياذ بالله.

                        قال مطرف بن عبد الله الشخّير: « لأن أبيت نائماً وأصبح نادماً؛ أحبّ إليَّ من أن أبيت قائماً فأصبح معجباً »


                        وقال الإمام ابن القيم:
                        « إنك إن تبيت نائماً وتصبح نادماً؛ خير من أن تبيت قائماً وتصبح معجباً، فإن المعجب لا يصعد له عمل.
                        وإنك إن تضحك وأنت معترف خير من أن تبكي وأنت مدل.
                        وأنين المذنبين أحب إلى الله من زجل المسبّحين المدلين. ولعلَّ الله سقاه بهذا الذنب دواء استخرج به داءً قاتلاً هو فيك ولا تشعر


                        خامساً: خشية اللّه في السرَّ والعلن
                        الخوف من الله تعالى من أجلّ صفات أهل الإيمان، قال عز وجل
                        : ﴿ إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾. وقال عز وجل: ﴿ وَبَشِّرِ المُخْبِتِينَ * الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ
                        وخشيته عز وجل في السر والعلن من أعظم آيات الافتقار والفاقة إليه سبحانه، فمن عرف الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، وأدرك عظمته وجبروته، وسلطانه الذي لا يقهر، وعينه التي لا تنام، وقدَّره حق قدره؛ خاف منه حق الخوف، ولهذا قال الله عز وجل: ﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ
                        ومن كانت هذه هي حاله رأيته متيقظ القلب، يرتجف خشية وإشفاقاً، دائم المناجاة لربه، يستجير به ويستغيث استغاثة المفتقر الذليل،
                        قال الله تعالى
                        : ﴿ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُون




                        وشرط الخشية الصادقة أن تكون بالغيب؛ لأن القلب لا يتعلق إلا بالله،
                        ولا يلتفت إلى ما سواه، قال الله تعالى
                        :﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ
                        في الحديث الصحيح قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.. »، وذكر منهم: « ورجل ذكر اللّه خالياً ففاضت عيناه »
                        قال الحافظ ابن حجر:
                        « خالياً: أي من الخلو؛ لأنه يكون حينئذ أبعد من الرياء، والمراد: خالياً من الالتفات إلى غير الله ولو كان في ملأ »
                        والخوف من الله عز وجل عبادة قلبية تدفع العبد إلى الحرص والجدية والإقبال على الطاعة،
                        قال رسول الله
                        - صلى الله عليه وسلم -: « مَنْ خاف أدلج، ومَنْ أدلج بلغ المنزل »
                        ولهذا قال الحافظ عبيد الله بن جعفر: « ما استعان عبد على دينه بمثل الخشية من الله

                        سادساً: تعظيم الأمر والنهي
                        فغاية العبودية: التسليم والانقياد محبَّة وتذللاً، فتعظيم الأمر والنهي من تعظيم الله جلَّ وعلا، قال الله عز وجل:
                        ﴿
                        ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّه
                        وقال الله تعالى: ﴿ ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى القُلُوبِ
                        وما انتشرت المعاصي، وكثرت المنكرات والأهواء في ديار المسلمين؛ إلا بسبب ضعف الإيمان، والتهاون في تعظيم أمر الله عز وجل ونهيه.



                        التــالى ||خطوات عملية للوصول الى الإفتقار لله ..
                        انتظرونى بإذن الله

                        التعديل الأخير تم بواسطة راجية الانس بالله ورضاه; الساعة 24-09-2014, 07:36 AM.


                        تعليق


                        • #42
                          رد: دورة ايـمـانيــة جـديـدة &gt;&gt; جـددى الـتــزامـكــ &lt;&lt; متجدد ان شاء الله

                          المشاركة الأصلية بواسطة مباركة أينما كنتِ مشاهدة المشاركة
                          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                          جزاكِ الله خيرًا
                          جميل جداااا كل ما ذكرتِ
                          وخطوات العلاج راااائعة جدا
                          ربنا يرزقنا العمل بها
                          و ربنا يجعله فى ميزان حسناتك


                          المشاركة الأصلية بواسطة كريمه بركات مشاهدة المشاركة
                          جزاكِ الله خيرا

                          رااااااااااائع

                          نفع الله بكِ

                          جزاكـن الله خيراا أخواتى الفضليات
                          أنرتم الموضوع بمروركن أنار الله قلوبكم بالإيمــان




                          تعليق


                          • #43
                            رد: دورة ايـمـانيــة جـديـدة &gt;&gt; جـددى الـتــزامـكــ &lt;&lt; متجدد ان شاء الله

                            رااائع جدااا جزاكِ الله خيرااا

                            تعليق


                            • #44
                              رد: دورة ايـمـانيــة جـديـدة &gt;&gt; جـددى الـتــزامـكــ &lt;&lt; متجدد ان شاء الله

                              جميل جداااا موضوع الافتقار
                              ربنا يرزقنا الذل والانكسار والافتقار له وحده
                              منتظرة الخطوات العملية إن شاء الله
                              جعله الله فى ميزان حسناتكِ

                              جاهد من أجل تحقيق هدفك و لا تقبل أن تصير جزءًا من أهداف الآخرين
                              ♥♥ تــعـــالــى نــحــب ربــنــا ♥♥.. متجدد بإذن الله

                              تعليق


                              • #45
                                رد: دورة ايـمـانيــة جـديـدة &gt;&gt; جـددى الـتــزامـكــ &lt;&lt; متجدد ان شاء الله

                                جزاكِ الله خيرا
                                وجعله في ميزان حسناتك



                                تعليق

                                يعمل...
                                X